بقلم : د.رحيم حلو محمد
الزواج هو تلك العلاقة المقدسة التي تربط الرجل بالمرأة كإحدى النعم والفضائل التي وهبها الله سبحانه وتعالى لجنس البشر وميزه بها عن سائر المخلوقات الأخرى كعلاقة مقدسة ومنظمة قام على أساسها بناء الأسرة داخل المجتمع الإنساني ، قال الله تعالى : " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون " . فلا غرو إذن من كون علاقة الزواج تلك تختلف عن علاقة زواج بقية المخلوقات الأخرى بكونها علاقة منظمة مبنية على أسس وثوابت مقدسة وبها يتم بناء الأسرة كلبنة في بناء المجتمع ككل . وقد وردت في كتب الحديث العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تؤكد وتحث الفرد المسلم على ضرورة اتخاذ علاقة الزواج كجزء من مكوناته الاجتماعية التي ينطلق منها لبناء الأسرة ، منها على سبيل المثال لا الحصر قول الرسول الكريم (ص) : " ما فائدة أفادها الله على امرئ مسلم خير له من زوجة صالحة إذا نظر إليها سرته ، وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وان أمرها أطاعته " ، وقوله (ص) أيضا : " إنما الدنيا متاع ، وليس من متاع الدنيا شيء أفضل من المرأة الصالحة " .ليس هذا فحسب إنما أباح الشرع الإسلامي أيضا مسألة تعدد الزوجات لدى الفرد المسلم ، إذ لا اختلاف بين اثنين على أن من حق الرجل المسلم بموجب نصوص القرآن الكريم وسنة الرسول الكريم (ص) وما جرى عليه من اجتماع المسلمين أن يتزوج بأكثر من امرأة واحدة اثنين وثلاث وأربع ، قال الله تعالى : " وان خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فأنكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ، فأن خفتم أن لا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ، وذلك أولى أن لا تعولوا " . والدوافع والمبررات لظاهرة التعدد كثيرة جدا منها دوافع سياسية وأخرى اجتماعية متنوعة هي الأخرى . وقدر تعلق الأمر هنا بالإمام الحسن (ع) نجد من المناسب القول أن دوافعه (ع) لتعدد الزوجات هو أولا : لأمر كان شائعا ومألوفا بين المسلمين وهو لم يكن أكثر زواجا من غيره فقل من مات من أعيان المسلمين عن اقل من أربع زوجات ، وثانيا : لتكثير النسل اقتداءا بقول الرسول الكريم (ص) : " تزوجوا فاني مكاثر بكم الأمم " . وهذا ينطبق على الأئمة المعصومين سائرين بذلك على سنة الرسول (ص) لزهد كان فيهم وورع ، وإلا بماذا نفسر تعدد زواج الإمام علي بن أبي طالب (ع) والإمام الحسن بن علي (ع) فأخلاقهما وصفاتهما من نبل وزهد وورع تبعد عنهم الشكوك المحتملة حول ظاهرة التعدد وفقا لأغراض المتعة والشهوة ، ولابد من وجود حكمة معينة في تعدد زوجاتهم ولا نراها تخرج عن إطار تكثير النسل . وهذا مما لا اختلاف فيه لكن البهتان وكل البهتان يكمن في المبالغة في عدد النساء اللواتي تزوج بهن الإمام الحسن (ع) فقد تحدث المؤرخون عن زوجات الإمام الحسن (ع) وأكثروا وأسرفوا وبالغوا في تعدادهن ، فقد ذهب البعض أن الإمام (ع) تزوج بين الستين والسبعين امرأة وقال البعض انه (ع) تزوج بأكثر من مائتي امرأة أو أكثر حتى أن أباه الإمام علي (ع) كان يتضجر من ذلك كما ورد في بعض المصادر التاريخية . وعليها اعتمد بعض الباحثين المحدثين لاسيما الدكتور احمد شلبي الذي وصف الإمام (ع) بأنه مزواج مطلاق ونحو ذلك . ولا شك ان سبب تلك المفارقات تعود إلى ظاهرة التزوير في التاريخ الاسلامي على مر العصور التاريخية التي نوهنا عنها في مقالات سابقة ، اذ ان التاريخ الإسلامي مبتلى بالعديد من المصائب التي تهدد كيانه وتخرج به من دائرة المصداقية إلى دائرة الوهم ، ولعل اخطر تلك المصائب وأكثرها تعقيدا على كيانه هو الوضع والدس والتحريف والتأويل السلبي الذي تعرض له هذا التاريخ منذ مهده وللأسف إلى وقتنا الحالي إن صح التعبير - من قبل الكثير من الباحثين والاكاديمين الذين يأخذون النصوص التاريخية وكأنها نصوصا ثابتة ومقدسة ولا غبار عليها ويعتبرونها أساسا ومنطلقا للإصدار الأحكام على ما جرى من حوادث في التاريخ الإسلامي ، متناسين أو متجاهلين حقيقة ثابتة في دراسة التاريخ ككل وهي أن لا حقيقة مطلقة في التاريخ إنما جميعنا نحن الباحثين - نبحث عن الحقيقة . فأولا أن غالبية الراويات التي وصفت الحسن (ع) بأنه مطلاق مزواج نقلت عن طريق المدائني والواقدي وهما قد عرف عنهما الكذب والدس والتدليس في مروياتهم التاريخية وقد ضعفوا من قبل علماء الجرح والتعديل ، ثم أن ما ذهب إليه الدكتور (النزق ) شلبي بكون الحسن (ع) مزواج مطلاق هو بالأساس نابع من طائفيته الظاهرة للعيان إذ كيف يتزوج الإمام الحسن (ع) بهذا العدد الهائل من النساء في ظل ظروف وأحداث سياسية مضطربة لا تكاد تفسح المجال أمام الفرد الاعتيادي فضلا عن شخصية عظيمة كشخصية الإمام (ع) الذي لعب دورا كبيرا في مجال السياسة يومذاك ، ثم ماهي الحكمة من جراء ذلك الزواج والطلاق في حين أن الله كان يبغض كل مطلاق وهذا مما يتنافى مع أخلاق الإمام (ع) بكونه احد الأئمة المعصومين عن الأخطاء . ثم إننا إذا ما أحصينا عدد من تزوج بهن الإمام (ع) كن أربعة نساء وهن أم اسحق بنت طلحة وهند بنت سهيل وخولة بنت منظور وجعدة بنت الأشعث ، ثم إذا ما عدنا إلى عدد أولاده من البنين والبنات ألفيناهم لا يتجاوزون الأربعة عشر وهو عدد معقول قياسا بعدد زوجاته ، فنقول عندئذ اليس من المنطقي والمعقول إن يزيد عدد أبنائه عن المائة إذا افترضنا انه تزوج بأكثر من مائتي امرأة ؟!!!!! ونقول أيضا لماذا هذا النفس الطائفي في الافتراء على الإمام الحسن (ع) ؟ لماذا لا يسلط الضوء على خلفاء أسرفوا فعلا في ظاهرة تعدد الزوجات إلى الحد الذي خرج عن قوانين الشرع الإسلامي ؟ لماذا لا يبحث في قضية إسراف عبد الملك بن مروان في الزواج فقد تزوج كثيرا وجمع بين أكثر من عشرة نساء فضلا عن تسريه في الإماء والجواري حتى بلغ عدد من تزوج بهن أكثر من سبعين أو ثمانين امرأة ، حتى انه كان لا يعرف أبنائه وبناته من كثرة أعدادهم ، فيروى مثلا انه دخلت علية طفلة يوما وهو في مجلسة فسأل خدمه من أين هذه الطفلة فقيل له أنها ابنتك !!!!! .
الزواج هو تلك العلاقة المقدسة التي تربط الرجل بالمرأة كإحدى النعم والفضائل التي وهبها الله سبحانه وتعالى لجنس البشر وميزه بها عن سائر المخلوقات الأخرى كعلاقة مقدسة ومنظمة قام على أساسها بناء الأسرة داخل المجتمع الإنساني ، قال الله تعالى : " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون " . فلا غرو إذن من كون علاقة الزواج تلك تختلف عن علاقة زواج بقية المخلوقات الأخرى بكونها علاقة منظمة مبنية على أسس وثوابت مقدسة وبها يتم بناء الأسرة كلبنة في بناء المجتمع ككل . وقد وردت في كتب الحديث العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تؤكد وتحث الفرد المسلم على ضرورة اتخاذ علاقة الزواج كجزء من مكوناته الاجتماعية التي ينطلق منها لبناء الأسرة ، منها على سبيل المثال لا الحصر قول الرسول الكريم (ص) : " ما فائدة أفادها الله على امرئ مسلم خير له من زوجة صالحة إذا نظر إليها سرته ، وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وان أمرها أطاعته " ، وقوله (ص) أيضا : " إنما الدنيا متاع ، وليس من متاع الدنيا شيء أفضل من المرأة الصالحة " .ليس هذا فحسب إنما أباح الشرع الإسلامي أيضا مسألة تعدد الزوجات لدى الفرد المسلم ، إذ لا اختلاف بين اثنين على أن من حق الرجل المسلم بموجب نصوص القرآن الكريم وسنة الرسول الكريم (ص) وما جرى عليه من اجتماع المسلمين أن يتزوج بأكثر من امرأة واحدة اثنين وثلاث وأربع ، قال الله تعالى : " وان خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فأنكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ، فأن خفتم أن لا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ، وذلك أولى أن لا تعولوا " . والدوافع والمبررات لظاهرة التعدد كثيرة جدا منها دوافع سياسية وأخرى اجتماعية متنوعة هي الأخرى . وقدر تعلق الأمر هنا بالإمام الحسن (ع) نجد من المناسب القول أن دوافعه (ع) لتعدد الزوجات هو أولا : لأمر كان شائعا ومألوفا بين المسلمين وهو لم يكن أكثر زواجا من غيره فقل من مات من أعيان المسلمين عن اقل من أربع زوجات ، وثانيا : لتكثير النسل اقتداءا بقول الرسول الكريم (ص) : " تزوجوا فاني مكاثر بكم الأمم " . وهذا ينطبق على الأئمة المعصومين سائرين بذلك على سنة الرسول (ص) لزهد كان فيهم وورع ، وإلا بماذا نفسر تعدد زواج الإمام علي بن أبي طالب (ع) والإمام الحسن بن علي (ع) فأخلاقهما وصفاتهما من نبل وزهد وورع تبعد عنهم الشكوك المحتملة حول ظاهرة التعدد وفقا لأغراض المتعة والشهوة ، ولابد من وجود حكمة معينة في تعدد زوجاتهم ولا نراها تخرج عن إطار تكثير النسل . وهذا مما لا اختلاف فيه لكن البهتان وكل البهتان يكمن في المبالغة في عدد النساء اللواتي تزوج بهن الإمام الحسن (ع) فقد تحدث المؤرخون عن زوجات الإمام الحسن (ع) وأكثروا وأسرفوا وبالغوا في تعدادهن ، فقد ذهب البعض أن الإمام (ع) تزوج بين الستين والسبعين امرأة وقال البعض انه (ع) تزوج بأكثر من مائتي امرأة أو أكثر حتى أن أباه الإمام علي (ع) كان يتضجر من ذلك كما ورد في بعض المصادر التاريخية . وعليها اعتمد بعض الباحثين المحدثين لاسيما الدكتور احمد شلبي الذي وصف الإمام (ع) بأنه مزواج مطلاق ونحو ذلك . ولا شك ان سبب تلك المفارقات تعود إلى ظاهرة التزوير في التاريخ الاسلامي على مر العصور التاريخية التي نوهنا عنها في مقالات سابقة ، اذ ان التاريخ الإسلامي مبتلى بالعديد من المصائب التي تهدد كيانه وتخرج به من دائرة المصداقية إلى دائرة الوهم ، ولعل اخطر تلك المصائب وأكثرها تعقيدا على كيانه هو الوضع والدس والتحريف والتأويل السلبي الذي تعرض له هذا التاريخ منذ مهده وللأسف إلى وقتنا الحالي إن صح التعبير - من قبل الكثير من الباحثين والاكاديمين الذين يأخذون النصوص التاريخية وكأنها نصوصا ثابتة ومقدسة ولا غبار عليها ويعتبرونها أساسا ومنطلقا للإصدار الأحكام على ما جرى من حوادث في التاريخ الإسلامي ، متناسين أو متجاهلين حقيقة ثابتة في دراسة التاريخ ككل وهي أن لا حقيقة مطلقة في التاريخ إنما جميعنا نحن الباحثين - نبحث عن الحقيقة . فأولا أن غالبية الراويات التي وصفت الحسن (ع) بأنه مطلاق مزواج نقلت عن طريق المدائني والواقدي وهما قد عرف عنهما الكذب والدس والتدليس في مروياتهم التاريخية وقد ضعفوا من قبل علماء الجرح والتعديل ، ثم أن ما ذهب إليه الدكتور (النزق ) شلبي بكون الحسن (ع) مزواج مطلاق هو بالأساس نابع من طائفيته الظاهرة للعيان إذ كيف يتزوج الإمام الحسن (ع) بهذا العدد الهائل من النساء في ظل ظروف وأحداث سياسية مضطربة لا تكاد تفسح المجال أمام الفرد الاعتيادي فضلا عن شخصية عظيمة كشخصية الإمام (ع) الذي لعب دورا كبيرا في مجال السياسة يومذاك ، ثم ماهي الحكمة من جراء ذلك الزواج والطلاق في حين أن الله كان يبغض كل مطلاق وهذا مما يتنافى مع أخلاق الإمام (ع) بكونه احد الأئمة المعصومين عن الأخطاء . ثم إننا إذا ما أحصينا عدد من تزوج بهن الإمام (ع) كن أربعة نساء وهن أم اسحق بنت طلحة وهند بنت سهيل وخولة بنت منظور وجعدة بنت الأشعث ، ثم إذا ما عدنا إلى عدد أولاده من البنين والبنات ألفيناهم لا يتجاوزون الأربعة عشر وهو عدد معقول قياسا بعدد زوجاته ، فنقول عندئذ اليس من المنطقي والمعقول إن يزيد عدد أبنائه عن المائة إذا افترضنا انه تزوج بأكثر من مائتي امرأة ؟!!!!! ونقول أيضا لماذا هذا النفس الطائفي في الافتراء على الإمام الحسن (ع) ؟ لماذا لا يسلط الضوء على خلفاء أسرفوا فعلا في ظاهرة تعدد الزوجات إلى الحد الذي خرج عن قوانين الشرع الإسلامي ؟ لماذا لا يبحث في قضية إسراف عبد الملك بن مروان في الزواج فقد تزوج كثيرا وجمع بين أكثر من عشرة نساء فضلا عن تسريه في الإماء والجواري حتى بلغ عدد من تزوج بهن أكثر من سبعين أو ثمانين امرأة ، حتى انه كان لا يعرف أبنائه وبناته من كثرة أعدادهم ، فيروى مثلا انه دخلت علية طفلة يوما وهو في مجلسة فسأل خدمه من أين هذه الطفلة فقيل له أنها ابنتك !!!!! .