إنّ حديثنا صعب مستصعب...
عن ميثم التّمار قال :
بينما اَنا في السوق اِذ اتى أصبَغ بن نباتة قال : وَيحَك يا ميثم لقد سمعت من أمير المؤمنين (عليه السلام) حديثاً صَعباً شديداً ، قلت : وما هو ؟ قال : سَمعتهُ يقول : ان حديث أهل البيت صَعبٌ مُستَصعب لا يَحتملهُ اِلا مَلَكٌ مُقَرّبٌ او نبي مُرسَل أو عَبدٌ مؤمنٌ امَتَحن الله قلبه للأيمان .
فقُمت من فورتي فأتيَتُ عليّاً (عليه السلام) فقلت : يا أمير المؤمنين حَديث أخبرني به أصبغُ عنك قد ضقت به ذرعاً ، فقال (عليه السلام) : ما هو ؟
فاَخبرتهُ به فتَبسّم ثم قال : اجلس يا ميثم ، اَوَ كُلّ علم يَحتمله عالم ؟ اِن الله تعالى قال للملائكة : (اِني جاعِلٌ في الأرضِ خَليفة قالوُا اَتجْعَل فيها مَن يُفسِدُ فيها ويَسفِك الدِماءُ ونَحنُ نُسَبِّحُ بِحمدِكَ ونُقدِّسُ لَكَ قال اني اَعلم مالا تَعلَمون) فهلَ رأيت الملائكة احتَملوا العلم ؟
قال : قلت : وان هذا اعظم من ذلك .
قال : والاخرى اَن موسى بن عمران أنَزل الله عليه التوَراة فظَنَّ اَن لا أحد أعلم منه فأخبره ان في خَلقِهِ أعلم منه ، وذلك اِذْ خاف على نبيِّه العُجُب ، قال : فدَعَا رَبّه اَن يُرشدَهُ الى العالم ، قال : فجمعَ الله بينه وبين الخضر (عليه السلام) فخرقَ السفينة فلم يحتمل ذلك موسى وقتل الغلام فلم يَحتَمِله وأقامَ الجدار فلم يحتمله . واما النبيّون ، فان نبيّنا (صلى الله عليه وآله) أخذ يوم غدير خم بيدي فقال : «اللّهُم مَن كنُتُ مَولاهُ فَعليٌ مَولاهُ» فهَل رأيت احتَملوُا ذلك الا من عصم الله منهم ! ؟ فاَبشروا ثم اَبشروا فاِن الله قد خَصّكم بما لم يخصُ به الملائكة والنبيّين والمرسلين فيما احتملتم ذلك في أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلمه ، فحدِّثوا عن فَضلِنا ولا حَرَج ومن عظم امرنا ولا اثم ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أُمرنا معَاشِر الانبياء ان نخاطب النّاس على قَدرِ عقولهم.
عن ميثم التّمار قال :
بينما اَنا في السوق اِذ اتى أصبَغ بن نباتة قال : وَيحَك يا ميثم لقد سمعت من أمير المؤمنين (عليه السلام) حديثاً صَعباً شديداً ، قلت : وما هو ؟ قال : سَمعتهُ يقول : ان حديث أهل البيت صَعبٌ مُستَصعب لا يَحتملهُ اِلا مَلَكٌ مُقَرّبٌ او نبي مُرسَل أو عَبدٌ مؤمنٌ امَتَحن الله قلبه للأيمان .
فقُمت من فورتي فأتيَتُ عليّاً (عليه السلام) فقلت : يا أمير المؤمنين حَديث أخبرني به أصبغُ عنك قد ضقت به ذرعاً ، فقال (عليه السلام) : ما هو ؟
فاَخبرتهُ به فتَبسّم ثم قال : اجلس يا ميثم ، اَوَ كُلّ علم يَحتمله عالم ؟ اِن الله تعالى قال للملائكة : (اِني جاعِلٌ في الأرضِ خَليفة قالوُا اَتجْعَل فيها مَن يُفسِدُ فيها ويَسفِك الدِماءُ ونَحنُ نُسَبِّحُ بِحمدِكَ ونُقدِّسُ لَكَ قال اني اَعلم مالا تَعلَمون) فهلَ رأيت الملائكة احتَملوا العلم ؟
قال : قلت : وان هذا اعظم من ذلك .
قال : والاخرى اَن موسى بن عمران أنَزل الله عليه التوَراة فظَنَّ اَن لا أحد أعلم منه فأخبره ان في خَلقِهِ أعلم منه ، وذلك اِذْ خاف على نبيِّه العُجُب ، قال : فدَعَا رَبّه اَن يُرشدَهُ الى العالم ، قال : فجمعَ الله بينه وبين الخضر (عليه السلام) فخرقَ السفينة فلم يحتمل ذلك موسى وقتل الغلام فلم يَحتَمِله وأقامَ الجدار فلم يحتمله . واما النبيّون ، فان نبيّنا (صلى الله عليه وآله) أخذ يوم غدير خم بيدي فقال : «اللّهُم مَن كنُتُ مَولاهُ فَعليٌ مَولاهُ» فهَل رأيت احتَملوُا ذلك الا من عصم الله منهم ! ؟ فاَبشروا ثم اَبشروا فاِن الله قد خَصّكم بما لم يخصُ به الملائكة والنبيّين والمرسلين فيما احتملتم ذلك في أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلمه ، فحدِّثوا عن فَضلِنا ولا حَرَج ومن عظم امرنا ولا اثم ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أُمرنا معَاشِر الانبياء ان نخاطب النّاس على قَدرِ عقولهم.
بحار الانوار : ج25 ص383 ح38.
تعليق