(((هل العصمة تسلب حرية المعصوم؟؟؟!!!)))
هذه هي أولى مشاركاتي معكم في هذا المنتدى الجميل،وآمل أن تنال رضاكم،وهي تتمثل في إجابة هذا السؤال وسؤال آخر وجهته إلينا في
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي سؤال إلى حضرتكم و أرجو الاجابه بكل وضوح وإن كان هناك كتب تتحدث عن ذلك فوجهنا لها
نكون لك من الشاكرين.
سؤالي هل لأن الله رزق الأنبياء والمعصومين عليهم السلام بالعصمة هم لا يرتكبون الذنوب؟؟.
يعني لو نحن رزقنا مثلهم لما ارتكبنا الذنوب
ولوصلنا الى الدرجات العليا؟؟.
أرجو الرد بشكل مفصل جداً
أكون لكم من الشاكرين.
وان تترفقوا باختكم الباحثة عن الحقيقة
من مصادرها:
(فاسألوا أهل الذكر أن كنتم لا تعلمون)
مع السلامه

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى،وسلام على عباده الذين اصطفى... وبعد:
أهلا بك أختي (العلوية) ومرحباً:
سؤالك الكبير الخطير يتكون من شقين:
الأول:
(هل لأن الله رزق الأنبياء والمعصومين العصمة،
فهم لا يرتكبون الذنوب؟).
الثاني:
(هل نحن لو رزقنا العصمة مثلهم لما ارتكبنا الذنوب؟).
(الجواب)
في ما يتعلق بالشق الأول من سؤالك نقول:
إن كان قصدك أن (العصمة) تمنع (المعصوم) من ارتكاب (المعصية) (قسرا), وتدفعه إلى فعل (الطاعة) (جبرا).
فالجواب:
قطعا، لا.
وليتضح هذا الجواب،لا بدّ لي أن أذكر تعريف العصمة (اصطلاحا)
وأقوم بشرحه.
يقول علم الهدى الشريف المرتضى:
(العصمة لطف الله الذي يفعله تعالى، فيختار العبد عنده
الامتناع عن فعل القبيح ).
وعرفها الشيخ المفيد بأنها:
(الامتناع عن فعل الذنوب والقبائح عند اللطف الذي يحصل من
الله تعالى في حقه، وهو لطف يمتنع من يختص به، من فعل المعصية،وترك الطاعة،مع القدرة عليهما ).
ومن خلال هذين التعريفين لهذين العلمين، يتضح لنا أن
العصمة:
(ملكة نفسانية يمتنع المعصوم معها من ترك الطاعة وفعل المعصية، مع قدرته على الترك والفعل).
فالعصمة لا تسلب المعصوم
الحرية والإرادة والاختيار، ولا تجبره على فعل الطاعات واجتناب المعاصي،ولو كان الأمر كذلك،لما استحق المعصوم على عمل الطاعة وترك المعصية مدحاً ولا ثوابا ولكان عامة الناس من المؤمنين أفضل منه عند الله عز وجل، وأحق بالمدح والثواب على فعل الحسن وترك القبح،لأنهم فعلوا ذلك بكامل حريتهم دون جبر أو إكراه.
ولكي نرفع اللبس،ونزيد الأمر وضوحاً في تعريف العصمة،
وبيان حقيقة معناها نذكرـ هنا ـ أموراً أربعة.
الأمر الأول:
(العصمة فرع التقوى):
إن القيم الإنسانية الفاضلة، والملكات النفسانية الحسنة، تنعكس آثارها على من يملكها انعكاسا إيجابيا،فيتلبس بها ويتخلق بأخلاقها، رغم قدرته على مخالفة تلك القيم والملكات، والعمل بما هو ضدها وعكسها.
وكلما كانت تلك (الملكة) موجودة في ذلك الإنسان بصورة أكبر،كلما انعكست آثارها عليه بصورة أكثر.
فالشجاعة ملكة تمنع المتلبس بها من الجبن والخوف، وتدفعه إلى اتخاذ الموقف البطولي الشجاع في مواجهة أحداث الحياة الكبيرة، من مواجهة الأبطال وعدم الهروب من المعارك، وقول كلمة الحق عند الإمام الجائر.... وإن كان يستطيع أن يفعل خلاف ذلك.
وكذلك الحال في الكرم. فإن المطبوع على الجود والسخاء،لا يمكن أن يبخل بما عنده عن إكرام الناس، والقيام بضيافتهم، ومدّ يد العون والمساعدة لهم........ وإن كان في قدرته أن يعمل بضد ذلك.
وكلما كان كرمة أكبر، تجلت فيه هذه الصفة أكثر، إلى أن يصل إلى إيثار الآخرين على نفسه، ولو كان به خاصة.
وعلى هذين المثلين فقس سائر الأمثلة.
وإذا وضح لنا هذا، وجب أن نعلم أن (التقوى) هي من تلك الملكات النفسانية الفاضلة، وتنعكس آثارها الحسنة على من يملكها، بما يناسبها، وهذا ما نلاحظه في عموم الناس,فضلا عن المعصومين منهم.
فنحن نرى
ـ في واقعنا المعاش الملموس ـ
أن (المتقين) من الناس، يتورعون عن فعل المعاصي، وارتكاب الذنوب،ويتجنبون المكروهات، فضلاً عن المحرمات، كما أنهم يداومون على الطاعات،ويلتزمون بالمستحبات
فضلا عن الواجبات .
وكل هذا يصدر عنهم بمحض إرادتهم، وكامل حريتهم،
دون جبرأو إكراه.
ولو أنهم أرادوا فعل خلاف ذلك لكان في قدرتهم.
في حين أننا نرى أن من لا يملكون رصيداً كافياً من (التقوى)،
(لا يتناهون عن منكر فعلوه)
ولا يتورعون عن قبيح ارتكبوه،
بل أنهم ربما تجاهروا بفسقهم وتفاخروا به بين الناس.
إذن (التقوى) تربي الإنسان على الفضيلة، وتبعده عن الرذيلة رغم قدرته على عدم الالتزام بذلك.
ولا شك أن التقوى درجات
وكلما كان رصيد الإنسان منها أكبر كلما انعكست آثارها عليه أكثر، إلى أن يُصبح ملكا يمشي على الأرض.
وإذا كان هذا أثر التقوى في عامة المؤمنين الذين لم يصلوا إلى أعلا مراتبها، فما ظنك بأثرها في سادة المؤمنين وأئمة المتقين, سيما النبي الأعظم وآله من الأئمة المعصومين صلوات الله
وسلامه عليهم أجمعين .
ونستطيع أن نفسر (العصمة) بهذا المعنى فنقول :
أنها بلوغ الإنسان أعلا درجات التقوى،وأسمى مراتب الكمال الإنساني، بحيث يصل إلى مرتبة من الطهارة ليس فقط
لا يرتكب معها ذنباً،بل لا يمكن أن يفكر
ـ حتى مجرد تفكيرـ
في ارتكاب الذنوب.
وبهذا البيان يمكننا القول أيضاً:
أن العصمة نوعان:
(نسبية ومطـلقة)
والأولى يتصف بها كثيرون من المؤمنين المتقين، وأما الثانية
فهي خاصة بسادة الخلق أجمعين (ع).
وللحديث بقي
هذه هي أولى مشاركاتي معكم في هذا المنتدى الجميل،وآمل أن تنال رضاكم،وهي تتمثل في إجابة هذا السؤال وسؤال آخر وجهته إلينا في
(شبكة الجفر الثقافية)
(الأخت علوية)
وقد أجبتها عليه إجابة تفصيلية حسب رغبتها،وبعدها قمت
بنقل السؤال وجوابه إلى
(منتدى الأحساء الثقافي،وشبكة هجر الثقافية)
ونشرته في أربع حلقات متتالية،وها أنا أعيد نشره هنا أيضا
في حلقات أبع هذه هي الأولى منها
(الأخت علوية)
وقد أجبتها عليه إجابة تفصيلية حسب رغبتها،وبعدها قمت
بنقل السؤال وجوابه إلى
(منتدى الأحساء الثقافي،وشبكة هجر الثقافية)
ونشرته في أربع حلقات متتالية،وها أنا أعيد نشره هنا أيضا
في حلقات أبع هذه هي الأولى منها
بسم الله الرحمن الرحيم السلام
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي سؤال إلى حضرتكم و أرجو الاجابه بكل وضوح وإن كان هناك كتب تتحدث عن ذلك فوجهنا لها
نكون لك من الشاكرين.
سؤالي هل لأن الله رزق الأنبياء والمعصومين عليهم السلام بالعصمة هم لا يرتكبون الذنوب؟؟.
يعني لو نحن رزقنا مثلهم لما ارتكبنا الذنوب
ولوصلنا الى الدرجات العليا؟؟.
أرجو الرد بشكل مفصل جداً
أكون لكم من الشاكرين.
وان تترفقوا باختكم الباحثة عن الحقيقة
من مصادرها:
(فاسألوا أهل الذكر أن كنتم لا تعلمون)
مع السلامه

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى،وسلام على عباده الذين اصطفى... وبعد:
أهلا بك أختي (العلوية) ومرحباً:
سؤالك الكبير الخطير يتكون من شقين:
الأول:
(هل لأن الله رزق الأنبياء والمعصومين العصمة،
فهم لا يرتكبون الذنوب؟).
الثاني:
(هل نحن لو رزقنا العصمة مثلهم لما ارتكبنا الذنوب؟).
(الجواب)
في ما يتعلق بالشق الأول من سؤالك نقول:
إن كان قصدك أن (العصمة) تمنع (المعصوم) من ارتكاب (المعصية) (قسرا), وتدفعه إلى فعل (الطاعة) (جبرا).
فالجواب:
قطعا، لا.
وليتضح هذا الجواب،لا بدّ لي أن أذكر تعريف العصمة (اصطلاحا)
وأقوم بشرحه.
يقول علم الهدى الشريف المرتضى:
(العصمة لطف الله الذي يفعله تعالى، فيختار العبد عنده
الامتناع عن فعل القبيح ).
وعرفها الشيخ المفيد بأنها:
(الامتناع عن فعل الذنوب والقبائح عند اللطف الذي يحصل من
الله تعالى في حقه، وهو لطف يمتنع من يختص به، من فعل المعصية،وترك الطاعة،مع القدرة عليهما ).
ومن خلال هذين التعريفين لهذين العلمين، يتضح لنا أن
العصمة:
(ملكة نفسانية يمتنع المعصوم معها من ترك الطاعة وفعل المعصية، مع قدرته على الترك والفعل).
فالعصمة لا تسلب المعصوم
الحرية والإرادة والاختيار، ولا تجبره على فعل الطاعات واجتناب المعاصي،ولو كان الأمر كذلك،لما استحق المعصوم على عمل الطاعة وترك المعصية مدحاً ولا ثوابا ولكان عامة الناس من المؤمنين أفضل منه عند الله عز وجل، وأحق بالمدح والثواب على فعل الحسن وترك القبح،لأنهم فعلوا ذلك بكامل حريتهم دون جبر أو إكراه.
ولكي نرفع اللبس،ونزيد الأمر وضوحاً في تعريف العصمة،
وبيان حقيقة معناها نذكرـ هنا ـ أموراً أربعة.
الأمر الأول:
(العصمة فرع التقوى):
إن القيم الإنسانية الفاضلة، والملكات النفسانية الحسنة، تنعكس آثارها على من يملكها انعكاسا إيجابيا،فيتلبس بها ويتخلق بأخلاقها، رغم قدرته على مخالفة تلك القيم والملكات، والعمل بما هو ضدها وعكسها.
وكلما كانت تلك (الملكة) موجودة في ذلك الإنسان بصورة أكبر،كلما انعكست آثارها عليه بصورة أكثر.
فالشجاعة ملكة تمنع المتلبس بها من الجبن والخوف، وتدفعه إلى اتخاذ الموقف البطولي الشجاع في مواجهة أحداث الحياة الكبيرة، من مواجهة الأبطال وعدم الهروب من المعارك، وقول كلمة الحق عند الإمام الجائر.... وإن كان يستطيع أن يفعل خلاف ذلك.
وكذلك الحال في الكرم. فإن المطبوع على الجود والسخاء،لا يمكن أن يبخل بما عنده عن إكرام الناس، والقيام بضيافتهم، ومدّ يد العون والمساعدة لهم........ وإن كان في قدرته أن يعمل بضد ذلك.
وكلما كان كرمة أكبر، تجلت فيه هذه الصفة أكثر، إلى أن يصل إلى إيثار الآخرين على نفسه، ولو كان به خاصة.
وعلى هذين المثلين فقس سائر الأمثلة.
وإذا وضح لنا هذا، وجب أن نعلم أن (التقوى) هي من تلك الملكات النفسانية الفاضلة، وتنعكس آثارها الحسنة على من يملكها، بما يناسبها، وهذا ما نلاحظه في عموم الناس,فضلا عن المعصومين منهم.
فنحن نرى
ـ في واقعنا المعاش الملموس ـ
أن (المتقين) من الناس، يتورعون عن فعل المعاصي، وارتكاب الذنوب،ويتجنبون المكروهات، فضلاً عن المحرمات، كما أنهم يداومون على الطاعات،ويلتزمون بالمستحبات
فضلا عن الواجبات .
وكل هذا يصدر عنهم بمحض إرادتهم، وكامل حريتهم،
دون جبرأو إكراه.
ولو أنهم أرادوا فعل خلاف ذلك لكان في قدرتهم.
في حين أننا نرى أن من لا يملكون رصيداً كافياً من (التقوى)،
(لا يتناهون عن منكر فعلوه)
ولا يتورعون عن قبيح ارتكبوه،
بل أنهم ربما تجاهروا بفسقهم وتفاخروا به بين الناس.
إذن (التقوى) تربي الإنسان على الفضيلة، وتبعده عن الرذيلة رغم قدرته على عدم الالتزام بذلك.
ولا شك أن التقوى درجات
وكلما كان رصيد الإنسان منها أكبر كلما انعكست آثارها عليه أكثر، إلى أن يُصبح ملكا يمشي على الأرض.
وإذا كان هذا أثر التقوى في عامة المؤمنين الذين لم يصلوا إلى أعلا مراتبها، فما ظنك بأثرها في سادة المؤمنين وأئمة المتقين, سيما النبي الأعظم وآله من الأئمة المعصومين صلوات الله
وسلامه عليهم أجمعين .
ونستطيع أن نفسر (العصمة) بهذا المعنى فنقول :
أنها بلوغ الإنسان أعلا درجات التقوى،وأسمى مراتب الكمال الإنساني، بحيث يصل إلى مرتبة من الطهارة ليس فقط
لا يرتكب معها ذنباً،بل لا يمكن أن يفكر
ـ حتى مجرد تفكيرـ
في ارتكاب الذنوب.
وبهذا البيان يمكننا القول أيضاً:
أن العصمة نوعان:
(نسبية ومطـلقة)
والأولى يتصف بها كثيرون من المؤمنين المتقين، وأما الثانية
فهي خاصة بسادة الخلق أجمعين (ع).
وللحديث بقي
تعليق