اللهم صلي على محمد وآل محمد
نقلاً عن الأخ الكريم أبو تاج عضو منتدى الحوار المتحضر الإسماعيلي
موضوع { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ } لأهميته ...!!!
عن هذا الرابط
http://readz.yoo7.com/montada-f4/topic-t1771.htm#11679
++++++++++++++++++++++++
ياعلي مدد
الحمد لله جاعل قلوب العلماء خزائن علوم دينه ، و ألسنتهم أنوار حججه و براهينه ، فهم يسرحون بهمهم في رياض الملكوت ،وهم في بيوت أذن الله أن يرفع و يذكر فيها اسمه سدنة البيوت ، و صلى الله على خير مبعوث إلى البشر ،و أكرم منعوت في الزبر محمد سيد البدو و الحضر ،و على وصيه علي بن أبي طالب الصديق الأكبر و فارس الميدان و المنبر و على الأئمة من ذريته الغر الميامين الدرر و سلالة خاتم النذر
أخوتي نتيجة للحوار الشيق في موضوع الإمامة من وجهة نظر الداعي الإسماعيلي النيسابوري قررت أن أضع بين أيديكم هذا الموضوع عسى أن يجد قارئه ضالته فيه باعتبار أني تعمدت أن أكثر من الأحاديث النبوية الشريفة و تفسير الآيات القرآنية من مصادر ترجع للفقهاء من المذهب الإسلامي السني لكي تكون حجة على من أدعى بطلانها
و قبل الدخول في هذا الموضوع أرجو التمعن في هذه الآية الكريمة حتى تكون منارة لكل من يقرأ هذه المشاركة
:
{لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ }ق22
اليوم أكملت لكم دينكم ... !
جرى تفسير انقسام الجماعة الإسلامية إلى سنة و شيعة على أنه اختلاف سياسي و نسبت أصوله إلى ولاءات سياسية فيما يخص قيادة الجماعة الإسلامية ، تلك الولاءات التي انفجرت على شكل حرب أهلية بين الإمام علي ومعاوية بن أبي سفيان هذه الحرب لم تحدد وصول الأمويين للسلطة فقط بل بداية التشيع بصفته حركة دينية منفصلة عن الكتلة الرئيسية للمسلمين . هذا التفسير العام بسط بشكل كبير موقفا معقدا جدا و هؤلاء الذين يؤكدون الطبيعة السياسية للتشيع ربما كانوا يرغبون في تبني المفهوم الغربي الحديث في التفريق بين الكنيسة و السياسة و يسقطونه على ما جرى في مجتمع الجزيرة العربية في القرن السابع الميلادي ، في حين أن هذا المفهوم ليس غريبا فحسب ، بل إنه غير مفهوم أصلا . وهذا التفسير يعني أيضا أن التشيع ظهر بشكل تلقائي و لم يكن ظهوره متدرجا و تطور داخل الجماعة الإسلامية أما رأي الغرب بأن التشيع هو حركة " روحية " هو استثناء . لقد التصق الدين على مر العصور بكل جوانب الحياة الإنسانية في المجتمع و لم يكن محددا بالسياسة .
و في بداية الحديث عن هذه الحركة و الآراء المختلفة حولها سوف نتحدث أولا عن الأساس لهذه الحركة و هو الإمام علي عليه السلام و مكانته من النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم و الأعمال التي قدمها في سبيل الدعوة الإسلامية وباعتباره الإمام الأول بالنسبة للشيعة بشكل عام وإليه ترجع كافة أنساب الأئمة على اختلاف الفرق الشيعية التي اتخذت من آل البيت أئمة لهم وهذه المناقب كثيرة :
1ــ إن للإمام علي ميزة لم يتمتع بها أحد من كافة خلق الله لا قبله و لا بعده ألا وهي أنه الوحيد الذي ولد في الكعبة الشريفة داخل بيت الله الحرام إكراما من الله جل جلاله لمكانة الإمام علي العظيمة /ينابيع المودة ج 1 ص 150/
وقد ذكر الشاعر عبد الباقي العمري :
أنت العلي الذي فوق العلا رفعا******ببطن مكة وسط البيت إذ وضعا
و قال الشاعر المعروف بالسيد الحميري :
وَلَدتْهُ في حَرم الإلهِ وأمْنه*******والبيتِ حيثُ فِناؤه والمسجدُ
2 – في أوائل البعثة النبوية و بالتحديد بعد ثلاث سنوات من بدايتها و حين أنزل الله على نبيه محمد أمره : {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ }الشعراء214 جمع النبي محمد ذرية عبد المطلب ، وأخبرهم بالمهمة التي اختير لأجلها و طلب منهم التأييد و المساعدة لتعزيز دعوته ،و بدلا من ذلك تلقى محمد ( ص ) السخرية و الازدراء منهم باستثناء الإمام علي و كان عمره وقتها 13 سنة قدم تأييده الخالص بحماس ./ المسعودي ، مروج الذهب ج 2 ص 277 ، تفسير الطبري و ابن كثير و الثعاليبي /
3ــ إن الأخوة الدينية الخاصة بين النبي محمد و الإمام علي كانت موجودة قبل و بعد الهجرة و الشواهد على ذلك كثيرة لا داعي اذكرها
4- إن مواقف الإمام علي رفعت من مكانته في أعين الصحابة حين عينه النبي لحمل لواء رايته في موقعتي بدر و حنين وغيرهما / ابن هشام ج 2 ص 264 و ج 3 ص 345 ، والاستيعاب ج 3 ص 1098 ، و العقد الفريد ج 4 ص 312/
5- إن تعيين الإمام علي باعتباره نائب النبي على المدينة عند غزوة تبوك أكسب الإمام علي مزيدا من الثقة / ابن هشام ج 4 ص 163 / . ففي هذه المناسبة ورد الحديث النبوي : " يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " صحيح البخاري ج 2 ص 194
و في سياقات عديدة من القرآن الكريم نجد ما يناسب هذا الموضوع . مثلا سأل موسى ربه أن :
( وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي{29} هَارُونَ أَخِي{30} اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي{31} وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي{32}) طه إن مقرنة محمد نفسه بموسى لا تكتمل بدون هارون , ومن الواضح أن ذلك كان علي بن أبي طالب .
و كذلك أخرجه أحمد بن حنبل عن أبي سعيد الخدري عن سعد بن أبي وقاص عن أسماء بنت عميس و عن سعيد بن زيد و أخرجه الترمذي عن جابر بن عبد الله و زيد بن الأرقم و أبي هريرة و أم سلمة وقال : هذا الحديث صحيح و روي عن أسماء بنت عميس قالت : هبط جبريل على النبي و فقال يا محمد إن ربك يقرئك السلام و يقول لك : علي منك بمنزلة هارون من موسى لكن لا نبي بعدك / المناقب عن الرياض النضرة . ق 1 ص 98/
وأخرج أحمد بن حنبل في المناقب عن أسماء بنت عميس قالت : سمعت النبي يدعو الله و يقول : اللهم كما قال أخي موسى : اجعل لي وزيرا من أهلي عليا ( أخي ) أشدد به أزري و أشركه في أمري كي نسبحك كثيرا / ينابيع المودة ج2 ص 29و62و80و81/
6- و هناك حديث آخر على قدر كبير من الأهمية وهو بخصوص سورة براءة في العام التاسع من الهجرة عين النبي أبو بكر لقيادة الحجاج إلى مكة ، وبعد مغادرته نزلت سورة براءة التي تتحدث عن العلاقة مع المشركين سأل الناس النبي إن كان سيرسل هذه السورة مع أبي بكر ليبلغها بالنيابة عن النبي أجاب النبي : " لا لن أرسلها إلا مع رجل من أهل بيتي " وبعد ذلك دعا النبي الإمام علي و قال له ارتحل على ناقتي إلى مكة حالا و أبلغ أهلها ما أوحي فيهم / ابن هشام ج4 ص 190/
بعد أن تحدثنا عن المكانة الدينية للإمام علي نضيف إليها مكانته في القرآن الكريم مستشهدين بإحدى الآيات الكريمة :
أولا في الآية الكريمة التالية : إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ{55} وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ{56} المائدة
المقصود بالولي هنا صاحب الأمر و التدبير و قد ذكروا في الآية الكريمة على الترتيب التالي أولا الله تعالى ثانيا النبي الكريم و ثالثا الذين أمنوا
من هم الذين أمنوا في هذا الموضع
و لاحظوا أن عبارة (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) جاءت لكي تصف حالة الذين أمنوا
المقصود بهم هو الإمام علي عليه السلام وهذه الآية الكريمة نزلت على النبي الكريم و عندما سئل النبي محمد عن المقصود بهذه الآية قال إنه الإمام علي لأنها نزلت على الإمام علي عندما كان في المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة و دخل رجل يلتمس زاده من الناس و يسألهم الصدقة وعندما اقترب من الإمام علي أعطاه الخاتم الذي كان يرتديه في يده دون أن يقطع صلاته وقد جاءت بالجمع تعظيما لمكانة الإمام علي .
ورواه أبو اسحق أحمد الثعلبي في تفسيره / نور الأبصار ص 71 /
و ذكر السيوطي في أسباب النزول أن هذه الآية قد نزلت في الإمام علي ... و أخرج الطبراني في الأوسط عن عمار بن ياسر أنها نزلت في الإمام علي و أخرج جرير عن مجاهد و ابن أبي حاتم عن سلمة بن كهيل مثل ذلك فهذه الشواهد يقوي بعضها بعضا / تفسير الجلالين ص 361-363/ من هذه الآية نعلم أن الأولياء ثلاثة و هم الله و الرسول و النبي
7- بعد الهجرة النبوية إلى المدينة آخى النبي بين المهاجرين و الأنصار و لكن في الواقع إن المؤاخاة كانت بين المسلمين عموما ففقد آخى النبي نبي أبي بكر و خارجة بن زيد و بين عمر بن الخطاب و عتبان بن مالك ، ثم أخذ النبي بيد الإمام علي و قال هذا أخي فكان الرسول و علي أخوين و في ذلك يقول أبو تمام :
أخوه إذا عد الفخار و صهره ****** فما مثله أخ ولا مثله صهر
/ سيرة الرسول للعاملي ص 83-84 ,و 93 /
وأخرج أحمد بن حنبل في مسنده : عن حذيفة بن النعمان قال : آخى رسول الله بين المهاجرين و الأنصار و كان يؤاخي بين الرجل و نظيره , ثم أخذ بيد علي فقال هذا أخي / ينابيع المودة ج 1ص 55و48 /
للأسف نتيجة طول الموضوع توجب علي أن أرسله على دفعتين
مرة أخرى عذرا للإطالة و المولى الكريم يوفقنا جميعا
تعليق