المشاركة الأصلية بواسطة المعتمد في التاريخ
الأول : مشيئة فعل الفعل .
الثاني : مشيئة حصول الفعل.
مشيئة فعل الفعل من الإنسان فقط .. فالإنسان هو الذي يريد و يشاء بمشيئته المحضة أن يفعل فعلا ما ، سواء هذا الفعل صالح أم طالح .. و لكن حصول هذا الفعل على أرض الواقع مرهون بتحقق مشيئة حصول الفعل . و مشيئة حصول الفعل من الله فقط ، فالله قد يأذن بأن تتحقق مشيئة الإنسان أو قد لا يأذن .. و عليه ، فمشيئة الإنسان لا تتحقق على أرض الواقع إلا بعد مشيئة الله ، و هذا معنى قوله تعالى : " و ماتشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين " و قوله تعالى : " و لا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا . إلا أن يشاء الله .."
فمثلا لو قرر إنسان أن يقتل أحد الناس ، فالإنسان بهذا قد شاء بمشيئة المحضة التي لا دخل لله فيها ، بقتل الإنسان .. و بالتالي فهذا الإنسان مجرم يستحق العقوبة على هذه المشيئة السيئة التي أرادها .. فهناك احتمالين :
الأول : أن يبقى الإنسان على إرادته و رغبته بالقتل حتى يحقق مشيئته.
الثاني : أن يتراجع الإنسان بنفسه و يعود لرشده و يستغفر عن مشيئتة السيئة و إرادته الشريرة ، دون أي ضغط خارجي ، بل لصحوة نفسه تراجع و استغفر و قرر عدم القتل.
بأخذ الاحتمال الأول : فهناك احتمالين يندرجان تحته ،،
الأول : أن يأذن الله بوقوع مشيئة الإنسان ، فيتحقق مراد الإنسان و مشيئته فيقتل .
الثاني : أن لا يأذن الله بوقوع مشيئة الإنسان ، فلا يتمكن الإنسان من القتل لأي سبب من الأسباب الخارجة عن إرادته.
في الحالة الأولى ،، فإن الإنسان معاقب على أمرين : على مشيئتة الشريرة في القتل ، و على تحقق مشيئته الشريرة و وقوع القتل.
أما في الحالة الثانية ،، فإن الإنسان معاقب على أمر واحد فقط و هو على مشيئته الشريرة في القتل برغم عدم تحقق مشيئته الشريرة و عدم وقوع القتل.
في حين لو أن الإنسان تراجع بقرارة نفسه عن مشيئتة الشريرة ، فإنه سيجزى جزاء حسنة على إبدال المشيئة الشريرة بمشيئة حسنة طيبة .
و عليه ،، فلا يمكن في أي حال من الأحوال اتهام الله بأنه لولا مشيئته لما حصل الفعل ، و ذلك لأنه لولا مشيئة الإنسان أصلا لما حصل الفعل ، فالفعل يحصل بقرار الإنسان و سماح الله بتحقق قرار الإنسان .. فالمسؤلية كلها على الإنسان نفسه ..
تعليق