
واوضح التقرير الذي نشرته صحيفة (الغارديان) البريطانية في عددها الصادر السبت أن عددا من الأطباء المتخصصين عملوا على تطوير النظام الصحي في الفلوجة خلال الشهور القليلة الماضية ما أدى إلى الحد من ارتفاع نسبة تشوهات الرضع وقاموا بتجميع سجلات طبية لجميع المواليد في المدينة.
وأكدت الصحيفة أن مجموعة من الأطباء العراقيين والبريطانيين المعنيين قدموا عريضة للجمعية العامة للأمم المتحدة يطالبون فيها بتشكيل لجنة تحقيقات مستقلة للوقوف على أسباب تلك التشوهات والمساهمة في جهود تنظيف مدينة الفلوجة من المواد السمية التي خلفتها الحروب المتتالية في العراق.
وقال المدير العام لمستشفيات الفلوجة الاستشاري الدكتور أيمن قيس: "نرصد زيادة كبيرة في حالات تشوهات الجهاز العصبي" لدى الرضع وبخاصة في أعقاب العام 2003. وأضاف: "تتركز التشوهات في الرأس والحبل الشوكي والأطراف السفلية وهناك زيادة ملحوظة في عدد الإصابات بأورام المخ لدى الأطفال في سن ما دون العامين". ولفت الدكتور قيس إلى أسباب أخرى لتشوهات الرضع قائلا: أنها تتضمن "التلوث الجوي والإشعاع والكيميائيات واستخدام العقاقير أثناء الحمل وسوء التغذية والحالة النفسية للأم".
وأبلغت طبيبة الأطفال في مستشفى مدينة الفلوجة الدكتورة سميرة عبد الغني الصحيفة بأن السجلات التي تم رصدها خلال ثلاثة أسابيع فقط اظهرت 37 إصابة بتشوهات لدى رضع معظمها في القناة العصبية. وناشد مدير قسم جناح الأطفال لدى المستشفى بسام عبد الله خبراء دوليين أخذ عينات من التربة في مدينة الفلوجة لفحصها والتعرف على محتواها من المواد الكيميائية والمشعة السامة. وتزداد المخاوف من ارتباط الارتفاع في عدد الولادات المشوهة في هذه المدينة التي شهدت معارك شديدة بين الجماعات المسلحة والجيش الأمريكي في العام 2004.
ففي أيار من العام الماضي، نشرت شبكة سكاي نيوز الاخبارية قصة الطفلة فاطمة أحمد (ثلاث سنوات) التي ولدتْ برأسين، وبعد فترة قصيرة توفيت، كما قابلت الشبكة فتاة أخرى اسمها طيبة عفتان، ولدت مع نمو كبير في جميع أنحاء وجهها. أخذوها للمعالجة في الأردن، وتمت إزالة الأجزاء الزائدة من وجهها، وهي الآن في مرحلة المشي وكان هذا النمو قد غطى نصف جبهة طيبة وغزا إحدى عينيها، ولما كبرت زاد حجم النمو. ورغم أن العملية الجراحية كانت ناجحة، لكن الطفلة كانت بحاجة إلى المزيد من العمليات الجراحية، وتكلفت عائلتها في سفرتها العلاجية الأخيرة كل ما بقي لديها من مال.
ويقول الاطباء العراقيون: "لا يوجد تفسير دقيق للعوامل التي تسببت في هذه التشوهات، ولا توجد أرقام للمقارنة مع تلك الحالات لما قبل عقد أو أكثر في ظل النظام العراقي قبل الغزو الاميركي.. كل ما لدينا من أدلّة تستند إلى ما يقوله الناس مراراً وتكراراً بأن هذه التشوهات مرتبطة بالقصف الأمريكي العنيف لمدينة الفلوجة العام 2004، الذين يطالبون بإجراء تحقيق مستقل لبيان أنواع وآثار الأسلحة التي استخدمت، بضمنها الفسفور الأبيض".
لكن الدكتور أحمد عريبي، وهو طبيب أطفال متخصص في الفلوجة- قال أن أعداد التشوهات التي يتعامل معها زادت منذ العام الماضي. المصدر