إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الإستغفار والتوبة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإستغفار والتوبة

    كلنا نخطأ ونقع في الخطأ والسبب أن الإدراك الصحيح أو الفرص المناسبة تكون غائبه عن السبيل ، فيصبح الطرفان عرضة لمداخلات الشياطين بشتى أنواعها ، فنعزو الأخطاء على التقدير أنها حدثت لأن القدر أراد هذا ، نعم القدر أراد الكثير الكثير وهذا حق وعلينا أن نعي المسالك الصحيحة في هذا الأمر ، و يأتي حتى على كل مرءٍ منا حيناً من الزمن أخوتي وأخواتي يحاسب فيها نفسه على خطأ أو بادرة عن غير عمد ، فيعمد على تصحيح الخطأ الذي هو عليه مع الله سبحانه وتعالى ومن ثم مع نفسه بالأساس كأساس ومع غيره ، وهي أسمى المراتب ما ذكر فيها الخطاؤون التوابون.

    والتوبه أخوتي تحتاج لإثنين فاهم ومتفهم ، الفاهم هو الذي يعلم بأن هناك أمور قد بدرت منه فعليه فيها أن يتوب لله تعالى ومن ثم يصحح المسار الذي هو عليه ، والمتفهم هو الذي يعي الأمر فيغفر لحب الله هذه الأخطاء مستشعراً متفهماً قنوعاً أن الأسباب الحاصلة واقعة في أمرها و لا يكابر ولا يبادر إلا بالحسنى وخاصة مع ذوي الإخلاص.

    وإن نقص الأمران أو تباعدا فإن الأمر يحتاج في هذه الحالة لموضع الثقة والبناء الصحيح من أساسه لقمة الهرم فيه مرة أخرى وإتباع السبل البديلة لبيان الأمور على وجها الصحيح ومنها شرطها الأكيد المصارحة والمغفرة والتبادل الصادق بين الأحبة والأقران هو الخيار الأسمى والأوفى.


    م.ق

    ومن الطبيعي أن تواجَه الدعوة بكلّ أنواع التآمر والكيد من أتباع الشيطان، ولكنّ الله تعالى علّمنا كيف نواجه كلّ هذه الحملات المضادة مهما بلغ سوءها فقال: {إدفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنّه وليّ حميم} . فالكلمة الطيّبة وردّ السيّئة بالحسنة هو الذي ينتزع من الصدور كلّ أنواع الغلّ والحقد، ويجعلها مستعدّة لقبول هذه الدعوة المباركة. ومثل هذه الدرجة - أي ردّ السيّئة بالحسنة - والتسامح مع الآخرين حتّى عند إساءتهم، هي درجة عالية جداً { وما يلقّاها إلاّ الذين صبروا، وما يلقّاها إلاّ ذو عظٍ عظيم} وبهذا يستبان سبيل الطرفين بها ، فإن كان الصدق في قبول الدعوة.

    إنني أكتب لكم وأعي بأنني مستبقاً في بداية الأمر أنني قبلكم قد كان في أمري الوقوع في بعض الأخطاء التي أجد فيها أن حبي لشخص وتقديري الصحيح فيه كإنسان يرقى لهذا الحب آل فيه الأمر عندي تجاوزاً لتفادي خسارته ، حتى إكتشفت بعد علمٍ وقراءة ودراية عن يقين التجربة أن الخطأ هو هذا الأمر ، ففي التوكل على الله هو بداية الشأن ، وفي الوضوح هو الشأن الذي له أكبر الأثر في بيان المسائل ، وإتباع الطرق الصحيحة هو سبيل حقيقي للنجاح ، ولو إجتمعت الأكوان وفيها من كل شكل ومتلونٍ وفان لا يقوون على تفرقة من يجمع الله أخوتي وهذه الخيرة في ما يختاره كل إنسان ، ولكن يبقى تصحيح الصحيح بالصحيح والتجاوب الصحيح بطريقه الصحيح هو الدلالة.

    ولي منكم أخوتي أخواتي هذه المقتطفات من رائعة الإقتداء وسبيل العطاء الذي لا ينضب نهج البلاغة كتاب أمين الله عليه السلام الإمام علي بن أبي طالب :

    1 ـ «من اعطى التوبة لم يحرم القبول و من اعطى الاستغفار لم يحرم المغفرة» (1)
    2 ـ «لا خير فى الدنيا الا لرجلين: رجل اذنب ذنوبا فهو يتداركها بالتوبة و رجل سيارع فى الخيرات» (2)
    3 ـ «لا شفيع انجح من التوبة» (3)
    4 ـ «ما كان الله ليفتح لعبد باب التوبة و يغلق عنه باب الاجابة» (4)
    5 ـ «ترك الذنب اهون من طلب التوبة» (5)
    6 ـ «و قال(ع) لقائل قال بحضرته أستغفر الله: ثكلتك امك اتدرى ماالاستغفار؟ الاستغفار درجة العليين. و هو اسم واقع على ستة معان: اولها الندم على ما مضى. و الثانى العزم على ترك العود اليه ابدا. و الثالث ان تؤدى الى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله املس ليس عليك تبعة. و الرابع ان تعمد الى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدى حقها. و الخامس ان تعمد الى اللحم الذى نبت على السحت فتذيبه بالأحزان حتى تلصق الجلد بالعظم و ينشأ بينهما لحم جديد. و السادس أن تذيق الجسم الم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية، فعند ذلك تقول استغفرالله. (6)

    قال عليه السلام:

    1 ـ رحم الله امرء الجم نفسه عن معاصى الله بلجامها و قادها الى طاعة الله بزمامها» (1)
    2 ـ «استرشد العقل و خالف الهوى تنحج» (2)
    3 ـ «احصد الشر من صدر غيرك بقلعه من صدرك» (3)
    4 ـ «اغلب الشهوة تكمل لك الحكمه (4)
    5 ـ «و شح بنفسك عما لايحل لك فان الشح بالنفس الانصاف منها فيما احببت او كرهت» (5)
    6 ـ «المومن بشره فى وجهه و حزنه فى قلبه اوسع شى صدرا و اذل شى‏ء نفسا. يكره الرفعه و يشنؤ السمعه» (6)
    7 ـ «من حاسب نفسه ربح و من غفل عنها خسر» (7)
    8 ـ «صدر العاقل صندوق سره و البشاشة جباله الموده والاحتمال قبر»


    اوصيكم عبادالله بتقوى الله فانها حق الله عليكم، و الموجبة على الله حقكم. و ان تستعينوا عليها بالله و تستعينوا بها على الله. فان التقوى فى اليوم الحرز و الجنة، و فى غد الطريق الى الجنة. مسلكها واضح، و سالكها رابح، و مستودعها حافظ. لم تبرح عارضة نفسها على الامم الماضين و الغابرين لحاجتهم اليها غدا اذا اعاد الله ما ابدى، و اخذ ما اعطى، و سأل ما اسدى. فما اقل من قبلها و حملها حق حملها. اولئك الأقلون عددا. و هم اهل صفة الله سبحانه اذ يقول: «وقليل من عبادى الشكور». فاهطعوا باسماعكم اليها، و الظوا بجدكم عليها . و اعتاضوها من كل سلف خلفا، و من كل مخالف موافقا. ايقظوا بها نومكم، و اقطعوا بها يومكم. و اشعروها قلوبكم، و ارحضوا بها ذنوبكم، و داووا بها الأسقام، و بادروا بها الحمام . واعتبروا بمن اضاعها، ولا يعتبرن بكم من اطاعها. الا فصونوها و تصونوا بها، و كونوا عن الدنيا نزاها، و الى الاخرة ولاها. ولا تضعوا من رفعته التقوى، ولا ترفعوا من رفعته الدنيا.


    وأخر ما أقدمه لكم من نصيحه عن المدى البلاغي الصريح في مضمونه الصحيح في موارده والسلام على صاحب نهج البلاغة :

    القرآن
    1 ـ «ان القران ظاهره انيق و باطنه عميق، لاتفنى عجائبه و لا تنقضى غرائبه و لا تكشف الظلمات الا به» (1)

    2 ـ «كتاب ربكم فيكم مبينا حلاله و حرامه و فرائضه و فضائله و ناسخه و منسوخه. و رخصه و عزائمه. و خاصه و عامه. و عبره و امثاله. و مرسله و محدوده. و محكمه و متشابهه. مفسرا مجمله و مبينا غوامضه» (2)

    3 ـ «تعلموا القران فانه احسن الحديث و تفقهوا فيه فانه ربيع القلوب و استشفوا بنوره فانه شفاء الصدور. و احسنوا تلاوته فانه احسن القصص» (3)

    4 ـ «و كتاب الله بين اظهركم لا يعيى لسانه، و بيت لا تهدم اركانه و عز لاتهزم اعوانه» (4)

    5 ـ «و عليكم بكتاب الله فانه الحبل المتين و النور المبين. و الشفاء النافع و الرى الناقع و العصمة للمتمسك و النجاة للمتعلق لا يعوج فيقام و لا يزيغ فسيتعتب. ولا تخلقه كثرة الرد و ولوج السمع» (5)

    6 ـ «الا ان فيه (القرآن) علم ماياتى. و الحديث عن الماضى. و دواء دائكم و نظم مابينكم» (6)

    7 ـ «ان الله سبحانه لم يعظ احدا بمثل هذا القرآن، فانه حبل الله المتين و سببه الامين و فيه ربيع القلب و ينابيع العلم و ما للقلب جلاء غيره» (7)

    8 ـ فالقرآن آمر زاجر و صامت ناطق. حجة الله على خلقه» (8)

    9 ـ «ثم انزل عليه الكتاب نورا لا تطفا مصابيحه، و سراجا لا يخبو توقده، و بحرا لا يدرك قعره، و منهاجا لا يضل نهجه، و شعاعا لا يظلم ضوءه و فرقانا لايخمد برهانه، و تبيانا لا تهدم اركانه، و شفاء لا تخشى اسقامه، و عزا لا تهزم احضاره، و حقا لا تخذل اعوانه . فهو معدن الايمان و بحبوحته و ينابيع العلم و بحوره و رياض العدل و غدرانه، و اثافى الاسلام و بنيانه، و اودية الحق وغيطانه. و بحر لا ينزفه المستنزفون. و عيون لا ينضبها الماتحون و مناهل لا يغيضها الواردون و منازل لا يضل نهجها المسافرون و اعلام لا يعمى عنها السائرون و آكام لا يجوز عنها القاصدون جعله الله ريا لعطش العلماء و ربيعا لقلوب الفقهاء

    و محاج لطرق الصلحاء و دواء ليس بعده داء و نورا ليس معه ظلمة و حبلا وثيقا عروته و معقلا منيعا ذروته و عزا لمن تولاه و سلما لمن دخله و هدى لمن ائتم به و عذرا لمن انتحله و برهانا لمن تكلم به و شاهدا لمن خاصم به و فلجا لمن حاج به و حاملا لمن حمله و مطية لمن اعمله و آية لمن توسم و جنة لمن استلأم. و علما لمن وعى و حديثا لمن روى و حكما لمن قضى» (9).


    وبعدها أكون قد أستوضحت المسائل وعلي السكوت والإنتظار حتى بيان الحقائق.

    فلا مجال إخوتي بعدها فلا يصح إلا الصحيح حينها ، وهذا السبيل هو الطريق للنجاة وهو الأخير الذي علينا كلنا إتباعه ، فمصادر القوة في التسليم والعمل فجاهدو وأعملوا فإنني عامل معكم متحملاً مسئولية الإلقاء والتوصية معترفاً قبلكم بذنبي وتجاوزي.

    أمير الحكماء
    التعديل الأخير تم بواسطة نهج البلاغة; الساعة 13-12-2002, 12:25 AM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X