الترابط الروحي بين الشيعة في العالم . السر والأسباب
عندما كتبت بحثي حول ظلامة الزهراء سلام الله عليها ، وبحثت في ثنايا الكتب المقدسة وأثبت من خلالها أن هناك نصوصا تكفل الله بحفظها في العهدين القديم والجديد وأوردت امثلة على ذلك مع ذكر مصادرها ، لم أكن في بحثي الأنف الذكر تحت عنوان : (( ظلامة الزهراء (ع) هل تنبأ يوحنا المعمدان بما يحدث لفاطمة الزهراء سلام الله عليها )) لم اكن على اطلاع مسبق بأي مقالة أو بحث يدور حول هذه المسألة ، بل اعتمدت على تخصصي في هذا المجال ، ويشهد الله تعالى بأني لم اطالع اي مقال لهذا الموضوع قبل كتابة بحثي المنشور على صفحاة شبكة هجر المباركة والذي سوف أعيد نشره على صفحات منتديات يا حسين تعميما للفائدة .
ولكني بعد كتابة المقال ونشره ، ثم قيام بعض الاخوة بنشره في موقع الوسط وغيره من المواقع . احببت ان اتوسع في الموضوع ، فبدأت البحث ، فهالني ما شاهدته من مكاشفات حول هذا الموضوع . فكثير من الشيعة ، قد اشاروا اشارات عابرة حول رؤيا يوحنا المعمدان ،ولكن ليس بالطريقة التي كتبت فيها أنا حول هذه الموضوع . بل اشارات عابرة وعبارات تم نسخها من الكتاب المقدس . فلفت نظري شيء مهم لربما يكون من مزايا الشيعة وحدهم في هذا العالم .
الذي اكتشفته بأن هناك ترابطا روحيا متينا فيما يتعلق بآل البيت عليهم السلام ، وكأن الأرواح حاظرة عند كل موضوع يُثار حول مظلومية آل البيت عليه السلام .
فعلى المستوى العام فإن الترابط الروحي للشيعة في انحاء الكرة الأرضية ، يأتي عن طريق الشعائر الحسينية وعاشوراء وكربلاء ثم تأتي مصائب آل البيت ، حيث ان تواريخ المناسبات خير جامع للشيعة عبر العالم في يوم معين وساعات معينة في موضوع معين . ففي لحظة واحدة في يوم واحد تهتز الكرة الأرضية بموضوع واحد يستدر الدموع من ملايين المحاجر المنتشرة عبر العالم . إنها رسالة كونية تنتقل عبر الأثير لتناغم اهزازات الوحي الذي لا زالت موجاته وتردداته الأثيرية يتوسع مداها عبر الزمن من خلال تأوهات الشيعة عبر العصور .
الأمر الآخر
من خلال مشاهداتي الخاصة ، عبر عالم الانتر نت لاحظت أن هناك امتزاج روحي عند الشيعة خصوصا فيما يتعلق بمسائل آل البيت عليهم السلام ، فما ان ترى موضوعا يُثار عبر هذه الشبكة العملاقة ، إلا وترى سيل من المواضيع ينهال على المواقع ، كتبته اقلام موالية آل على نفسها نشر تراث آل البيت انطلاقا من نداء الأئمة عليهم السلام : ( احيوا امرنا رحم الله من أحيا أمرنا ) وهو رجاء روحي وجداني يتلقاه المتلقي عن يمينه وشماله في كل لحظة .
إن إذن الأم تلتقط صوت وليدها من بين مئآت أصوات الصغار ، والشيعة لا يزالون عبر الزمان وعلى امتداد المكان في هذا العالم الذي بدات مساحته تضيق عبر النداء الخالد يلتقطون قوله الخالد عليه السلام : ( هل من ناصر ينصرنا ، ألا هل من مغيث يغيثنا ) فيُميزونه من بين كل النداءات الأخرى التي تملأ الفضاء اللا متناهي للعالم ، فتجتمع الأرواح المؤمنة حول مساحات الفضاء اللا متناهي لنداء ابي عبد الله الخالد تمتد عبر مسافات الزمن إلى مادون العرش فتراها متعلقة بعز قدسه تعالى من خلال ذبيحة الحسين بشاطئ الفرات أللهم تقبل منا هذا القربان ، اللهم إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى .
كيف يتمدد نداء الحسين في وجدان كل شيعي موالي . لقد عبّر عن ذلك سيد الوصيين وابو الحسين عليهما السلام . حينما قال لسائل سأله في معركة صفين : ( ولقد شهد عسكرنا هذا اقوام في اصلاب الرجال وارحام النساء ، سيرعف بهم الزمان ويقوى بهم الايمان) .
أولا : سيرعف بهم الزمان ، والسين هنا للمستقبل البعيد . والرعاف إنما قطرات بطيئة تنزل بتتابع رتيب .
الثاني : ويقوى بهم الإيمان . تعبر رائع لا يحتاج إلى تفسير .
(شيعتنا منا خلقوا من فاضل طينتنا وعجنوا بماء ولايتنا يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا)
فإذا كان الشيعة خُلقوا من فاضل طينة آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فهذا يعني انهم من نفس العناصر التي عُجنت بها ومنها وفيها طينة الأئمة المعصومين سلام الله عليهم .
إنها شهادات تزكية ممن اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، ولربما يبلغ ذلك الشعور بالزهو الإيماني ذروته عندما نسمع المعصوم وهو يقول : (( شيعتنا اصبر منا )) . (1)
فهل بعد هذا القول والاطراء والمديح من آل بيت العصمة لشيعتهم ،إلا القول بأن الأئمة وشيعتهم فعلا خلقوا من طينة واحدة ومن نفخة واحده وانهم يفرحون لفرحهم ويحزنون لحزنهم . فكيف لا يكون الامتزاج والتمازج الروحي قائما عبر العصور في كل ما يرشح من الشيعة صغيرهم وكبيرهم ، ومن هنا فإن قول الوهابية لأتباعهم : ( لا تناقش الشيعة ! فإن عالمهم لا يُقاس ، وجاهلهم جمرة لا تُداس ) وبذلك فقد وضع خصوم الشيعة القول الفصل في أن الشيعة حتى جاهلهم هو ضمن دائرة التسديد الإلهي . كما ورد عن طريق الإمام الرضا عليه السلام لدعبل : إن الله أوكل ملك بشيعتنا يسددههم في الملمات . (معنى الحديث فهو ليس يحضرني ) بعد أن قال الامام الرضا عليه السلام لدعبل : لقد نطق الروح القدس على لسانك . فساله دعبل : وما الروح القدس يا مولاي ، فكان جواب الامام كما مر.
لقد اثبت التاريخ بأن الشيعة لم يتراجعوا يوما عن قضيتهم الإسلامية الكبرى قضية الأمام الحسين عليه السلام ، ولم يتراجعوا عن أئمة الهدى قيد انملة لم يجبنوا ولم ينكصوا ،ولو قيض الله للأخوة الشيعة في العالم الاطلاع على ما يلاقية الشيعة في العراق لهالهم ما يرونه من صمود رائع ضرب به الشيعة أروع امثلة الولاء والحب والذوبات في الذات والانصهار في الائمة الأطهار عليهم السلام . فما أن يطل عاشوراء بطلعته المشرقة إلا وترى الشيعة يتقاطرون ارتالا صوب مهوى الأفئدة ، لم توقفهم المفخخات ، ولم تثني عزمهم الاحزمة الناسفة ، ولم ينكص أحد منهم وهم يتساقطون برصاص القنص والغدر ، ولو شئت اسأل جسر الأئمة عما حدث فعلى الرغم من وقوع مئآت الضحايا ، إلا أن سيل الزائرين لم ينقطع بل ازداد عددا وعزيمة واصرارا .
فهل هذا إلا تجسيدا لقول الحسين عليه السلام : فلو قطعتني بالحب اربا........لما مال الفؤاد الى سواكا
أليس هذا الترابط الروحي العميق بين الشيعة وصمودهم الأسطور في هذا الزمان دليل على توفر القاعدة المتينة المؤسسة لعصر الظهور اضافة إلى توفر العلامات الأخرى .
سلام الله على الزهراء وابيها وبعلها وبنيها .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- تجد ذلك في تفسير القمي : عن أبي عبد الله عليه السلام قال : نحن صبر و شيعتنا أصبر منا لأنا صبرنا بعلم و صبروا بما لا يعلمون قوله عليه السلام : "لأنّا صبرنا بعلم وصبروا بما لا يعلمون
والمعصوم هنا أراد مدح الشيعة على أنّ صبرهم مستند إلى قوة العقيدة وشدّة اليقين والتسليم لقضاء رب العالمين.
عندما كتبت بحثي حول ظلامة الزهراء سلام الله عليها ، وبحثت في ثنايا الكتب المقدسة وأثبت من خلالها أن هناك نصوصا تكفل الله بحفظها في العهدين القديم والجديد وأوردت امثلة على ذلك مع ذكر مصادرها ، لم أكن في بحثي الأنف الذكر تحت عنوان : (( ظلامة الزهراء (ع) هل تنبأ يوحنا المعمدان بما يحدث لفاطمة الزهراء سلام الله عليها )) لم اكن على اطلاع مسبق بأي مقالة أو بحث يدور حول هذه المسألة ، بل اعتمدت على تخصصي في هذا المجال ، ويشهد الله تعالى بأني لم اطالع اي مقال لهذا الموضوع قبل كتابة بحثي المنشور على صفحاة شبكة هجر المباركة والذي سوف أعيد نشره على صفحات منتديات يا حسين تعميما للفائدة .
ولكني بعد كتابة المقال ونشره ، ثم قيام بعض الاخوة بنشره في موقع الوسط وغيره من المواقع . احببت ان اتوسع في الموضوع ، فبدأت البحث ، فهالني ما شاهدته من مكاشفات حول هذا الموضوع . فكثير من الشيعة ، قد اشاروا اشارات عابرة حول رؤيا يوحنا المعمدان ،ولكن ليس بالطريقة التي كتبت فيها أنا حول هذه الموضوع . بل اشارات عابرة وعبارات تم نسخها من الكتاب المقدس . فلفت نظري شيء مهم لربما يكون من مزايا الشيعة وحدهم في هذا العالم .
الذي اكتشفته بأن هناك ترابطا روحيا متينا فيما يتعلق بآل البيت عليهم السلام ، وكأن الأرواح حاظرة عند كل موضوع يُثار حول مظلومية آل البيت عليه السلام .
فعلى المستوى العام فإن الترابط الروحي للشيعة في انحاء الكرة الأرضية ، يأتي عن طريق الشعائر الحسينية وعاشوراء وكربلاء ثم تأتي مصائب آل البيت ، حيث ان تواريخ المناسبات خير جامع للشيعة عبر العالم في يوم معين وساعات معينة في موضوع معين . ففي لحظة واحدة في يوم واحد تهتز الكرة الأرضية بموضوع واحد يستدر الدموع من ملايين المحاجر المنتشرة عبر العالم . إنها رسالة كونية تنتقل عبر الأثير لتناغم اهزازات الوحي الذي لا زالت موجاته وتردداته الأثيرية يتوسع مداها عبر الزمن من خلال تأوهات الشيعة عبر العصور .
الأمر الآخر
من خلال مشاهداتي الخاصة ، عبر عالم الانتر نت لاحظت أن هناك امتزاج روحي عند الشيعة خصوصا فيما يتعلق بمسائل آل البيت عليهم السلام ، فما ان ترى موضوعا يُثار عبر هذه الشبكة العملاقة ، إلا وترى سيل من المواضيع ينهال على المواقع ، كتبته اقلام موالية آل على نفسها نشر تراث آل البيت انطلاقا من نداء الأئمة عليهم السلام : ( احيوا امرنا رحم الله من أحيا أمرنا ) وهو رجاء روحي وجداني يتلقاه المتلقي عن يمينه وشماله في كل لحظة .
إن إذن الأم تلتقط صوت وليدها من بين مئآت أصوات الصغار ، والشيعة لا يزالون عبر الزمان وعلى امتداد المكان في هذا العالم الذي بدات مساحته تضيق عبر النداء الخالد يلتقطون قوله الخالد عليه السلام : ( هل من ناصر ينصرنا ، ألا هل من مغيث يغيثنا ) فيُميزونه من بين كل النداءات الأخرى التي تملأ الفضاء اللا متناهي للعالم ، فتجتمع الأرواح المؤمنة حول مساحات الفضاء اللا متناهي لنداء ابي عبد الله الخالد تمتد عبر مسافات الزمن إلى مادون العرش فتراها متعلقة بعز قدسه تعالى من خلال ذبيحة الحسين بشاطئ الفرات أللهم تقبل منا هذا القربان ، اللهم إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى .
كيف يتمدد نداء الحسين في وجدان كل شيعي موالي . لقد عبّر عن ذلك سيد الوصيين وابو الحسين عليهما السلام . حينما قال لسائل سأله في معركة صفين : ( ولقد شهد عسكرنا هذا اقوام في اصلاب الرجال وارحام النساء ، سيرعف بهم الزمان ويقوى بهم الايمان) .
أولا : سيرعف بهم الزمان ، والسين هنا للمستقبل البعيد . والرعاف إنما قطرات بطيئة تنزل بتتابع رتيب .
الثاني : ويقوى بهم الإيمان . تعبر رائع لا يحتاج إلى تفسير .
(شيعتنا منا خلقوا من فاضل طينتنا وعجنوا بماء ولايتنا يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا)
فإذا كان الشيعة خُلقوا من فاضل طينة آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فهذا يعني انهم من نفس العناصر التي عُجنت بها ومنها وفيها طينة الأئمة المعصومين سلام الله عليهم .
إنها شهادات تزكية ممن اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، ولربما يبلغ ذلك الشعور بالزهو الإيماني ذروته عندما نسمع المعصوم وهو يقول : (( شيعتنا اصبر منا )) . (1)
فهل بعد هذا القول والاطراء والمديح من آل بيت العصمة لشيعتهم ،إلا القول بأن الأئمة وشيعتهم فعلا خلقوا من طينة واحدة ومن نفخة واحده وانهم يفرحون لفرحهم ويحزنون لحزنهم . فكيف لا يكون الامتزاج والتمازج الروحي قائما عبر العصور في كل ما يرشح من الشيعة صغيرهم وكبيرهم ، ومن هنا فإن قول الوهابية لأتباعهم : ( لا تناقش الشيعة ! فإن عالمهم لا يُقاس ، وجاهلهم جمرة لا تُداس ) وبذلك فقد وضع خصوم الشيعة القول الفصل في أن الشيعة حتى جاهلهم هو ضمن دائرة التسديد الإلهي . كما ورد عن طريق الإمام الرضا عليه السلام لدعبل : إن الله أوكل ملك بشيعتنا يسددههم في الملمات . (معنى الحديث فهو ليس يحضرني ) بعد أن قال الامام الرضا عليه السلام لدعبل : لقد نطق الروح القدس على لسانك . فساله دعبل : وما الروح القدس يا مولاي ، فكان جواب الامام كما مر.
لقد اثبت التاريخ بأن الشيعة لم يتراجعوا يوما عن قضيتهم الإسلامية الكبرى قضية الأمام الحسين عليه السلام ، ولم يتراجعوا عن أئمة الهدى قيد انملة لم يجبنوا ولم ينكصوا ،ولو قيض الله للأخوة الشيعة في العالم الاطلاع على ما يلاقية الشيعة في العراق لهالهم ما يرونه من صمود رائع ضرب به الشيعة أروع امثلة الولاء والحب والذوبات في الذات والانصهار في الائمة الأطهار عليهم السلام . فما أن يطل عاشوراء بطلعته المشرقة إلا وترى الشيعة يتقاطرون ارتالا صوب مهوى الأفئدة ، لم توقفهم المفخخات ، ولم تثني عزمهم الاحزمة الناسفة ، ولم ينكص أحد منهم وهم يتساقطون برصاص القنص والغدر ، ولو شئت اسأل جسر الأئمة عما حدث فعلى الرغم من وقوع مئآت الضحايا ، إلا أن سيل الزائرين لم ينقطع بل ازداد عددا وعزيمة واصرارا .
فهل هذا إلا تجسيدا لقول الحسين عليه السلام : فلو قطعتني بالحب اربا........لما مال الفؤاد الى سواكا
أليس هذا الترابط الروحي العميق بين الشيعة وصمودهم الأسطور في هذا الزمان دليل على توفر القاعدة المتينة المؤسسة لعصر الظهور اضافة إلى توفر العلامات الأخرى .
سلام الله على الزهراء وابيها وبعلها وبنيها .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- تجد ذلك في تفسير القمي : عن أبي عبد الله عليه السلام قال : نحن صبر و شيعتنا أصبر منا لأنا صبرنا بعلم و صبروا بما لا يعلمون قوله عليه السلام : "لأنّا صبرنا بعلم وصبروا بما لا يعلمون
والمعصوم هنا أراد مدح الشيعة على أنّ صبرهم مستند إلى قوة العقيدة وشدّة اليقين والتسليم لقضاء رب العالمين.
تعليق