إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الغياب عن المدرسة (1)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الغياب عن المدرسة (1)


    إن المخاوف أكثر انتشاراً عند الأطفال مقارنة بالكبار، وعادة ما تبدأ هذه المخاوف ثم تختفي دون سبب واضح. تتذبذب لديهم المخاوف وتكون شديدة أكثر من تلك التي تصيب الكبار. ان هذا الأمر ينطبق على معظم مشاعر الأطفال والتي غالباً ما تكون متغيرة ويُعبر عنها بصورة عنيفة. ولأن مخاوف الأطفال شديدة فمن الصعب التفريق بين المخاوف الطبيعية وحالات الرُّهاب غير الطبيعية.
    فالخوف هو استجابة فطرية تجاه مؤثرات محددة يمكن التفريق بينه وبين مشاعر أخرى في السنة الأولى من العمر. إن الإجفال (ردة الفعل السريعة لأي حركة غير متوقعة، كأن يُطرق الباب ثم يقفز الشخص بصورة مُبالغ بها، وهذا كثير الحدوث عند الأطفال) هو رد فعل يُظهره المواليد ويمكن الاستدلال به على الخوف الطبيعي لاحقاً. إن أي عمل غير متوقع ومفاجئ للمولود يجعله يرفع يديه وقدميه إلى أعلى وقد يبكي. بعد عمر ستة شهور يمكن أن نُفرق وبصورة واضحة ما بين الإجفال والخوف الذي يُرى كرد فعل للغرباء. يظهر الخوف من الحيوانات في فترة لاحقة.
    تتغير المخاوف العامة كلما كبر الطفل. في العمر ما بين سن الثانية والرابعة يكون الخوف من الحيوانات هو أكثر المخاوف شيوعاً ولكن بعد هذا العمر تظهر المخاوف من الظلام أو المخلوقات الخيالية. يتلاشى الخوف من الحيوانات لدى البنين والبنات بصورة سريعة ما بين سن التاسعة والحادية عشرة، أما بعد مرحلة البلوغ فإن نسبة قليلة جداً من الناس يكون لديها أمثال هذه المخاوف.
    إن بعض المخاوف لا تتلاشى بمرور الزمن. فالخجل والتوتر بصفة عامة عند مقابلة أشخاص لأول مرة يستمر حتى مرحلة البلوغ. فمثل هذه المخاوف وجدت عند حوالي نصف مجموعة تقدر بحوالي 6آلاف طفل من أطفال لندن تم اجراء دراسة عليهم على الرغم من وجود مخاوف أخرى قليلة مثل الخوف من الظلام والحيوانات. يخطئ كثير من الآباء تقدير عدد تلك المخاوف التي تصيب أطفالهم. في مجموعة أطفال من منطقة كاليفورنيا تبلغ حوالي ألف طفل كان حوالي 90في المائة منهم لديهم خوف بعينه في المرحلة ما بين سن الثانية والرابعة عشرة. إن تكرار حدوث تلك المخاوف يتلاشى كلما تقدم الطفل في العمر. تكون قمة التكرار هذه في حوالي الثالثة من العمر. في دراسة أخرى أجريت في منطقة ليستر في انجلترا على 142طفلاً تتراوح أعمارهم ما بين الثانية والسابعة وجد عند حوالي الثلث منهم مخاوف محددة تلاشت معظمها بعد مرور حوالي السنة ونصف السنة.

    نادرة
    على الرغم من أن المخاوف تنتشر وسط الأطفال إلا أن أنواع تلك الرُّهاب التي تعيق حياتهم تكون نادرة. في مسح ميداني تم اجراؤه في جزيرة وايت (في بريطانيا) لحوالي ألفي طفل وجد فقط عند 16منهم مشاكل رُهابية تجاه واحد أو أكثر من المثيرات خمسة منها كانت بسبب العناكب وستة بسبب الظلام. من مجموع 239طفلاً تم تحويلهم لقسم الأمراض النفسية كانت لدى عشرة فقط منهم مشاكل رُهابية محددة.
    يسبب الرُّهاب عند الأطفال نفس درجة الإعاقة التي يؤدي إليها عند الكبار. طفل في السابعة من عمره كان يشكو من خوف شديد من الحشرات الطائرة، خاصة الكبير منها، استمر لمدة عامين. يقول الطفل "تخيفني الحشرات الطائرة جداً وأخشى أن تلسعني وتسبب لي ألماً وتقول والدته حين يواجه طفلها الحشرات الطائر: "يصبح شاحباً، يتصبب عرقاً، تعتريه برودة في جسده ويرتعش ثم تخور ساقاه" انه يهرب في أي اتجاه إذا رأى حشرات طائرة، ثم تشل حركته. فهو لا يلعب خارج منزله في فصل الصيف ويجبر على الذهاب إلى المدرسة أوقات الدراسة. لقد هرب مرتين على الأقل تجاه شارع مزدحم حين رأى حشرات طائرة.
    لقد أوضحت معظم الدراسات التي أجريت حول الخوف عند الأطفال أن البنات لديهن مخاوف أكثر من الأولاد. لكن هل يرجع هذا إلى أن الأولاد مطلوب منهم أن يكونوا أكثر شجاعة، وأن يخفوا مخاوفهم تلك؟ أم أن هناك اختلافاً عضوياً (بيولوجياً) يجعل البنات أكثر خوفاً من الأولاد، هذا ما لم ندركه بالضبط ولكن من المحتمل أن يكون كلا الاحتمالين يحمل نوعاً من الحقيقة.

    البيئة الاجتماعية
    إن المكان الذي يعيش فيه الطفل يؤثر أيضاً في الأشياء التي تخيفه. فالأطفال الذين يعيشون في القرى والأرياف يخافون من الحيوانات أكثر من أطفال المدن. على كل حال فإن الأشياء التي لم يشاهدها الطفل قط وليس لها وجود في منطقته قد تكون هي مصدر خوفه. بعض المخاوف قد تُكسب بتقليد أشخاص آخرين في الأسرة والذين لديهم نفس هذه المشاكل. نجد حوالي سُدس (1/6) الأشخاص البالغين يشكون من مخاوف يعاني أشخاص مقرّبون لهم من رُهاب مثلها. وقد وُجد خلال الحرب العالمية الثانية في انجلترا ان أولئك الأطفال الذين لم يبلغوا سن المدرسة في خوف من الغارات الجوية إذا كانت أمهاتهم يخشونها. وبالمقابل فقد لا يشعر الأطفال بأية مخاوف إذا كان هناك شخص بالغ يثقون فيه موجود ساعة حدوث أمر مخيف.

    التوحد
    لأسباب أخرى يشعر الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بمخاوف عديدة. يحدث هذا في حالات اضطرارية مثل التخلّف العقلي والتوحد. إن التوحد حالة نادرة يكون فيها الأطفال انعزاليين، يتجنبون الاختلاط بالناس، وذوي عادات غريبة، إن الخوف عند أمثال هؤلاء الأطفال يبدو أنه لا يختفي بسهولة كما في حالة الأطفال الذين لا يعانون من هذه الحالة ويؤدي إلى تعقيدات في حياتهم الصعبة التي يعيشونها. شاب في السابعة عشرة من عمره وقد أُصيب بعطب في دماغه نتيجة التهاب عقب إصابته بداء الحصبة حينما كان في سن الرابعة ومنذ ذلك الحين أصبح يخاف من الكلاب. عند مشاهدته لكلب في الطريق يُصدر الفتى صوتاً من مناخره دليل خوفه فيزمجر الكلب ويقفز نحوه مما يزيد خوف الفتى. بسبب هذا الرُّهاب لا يستطيع هذا الفتى الخروج لوحده لأي مكان حتى إلى حديقة منزلهم. فتاة أخرى في السابعة عشرة من عمرها تشكو من مرض التوحد كانت تخاف من بعض أنواع الضجيج مما يهدد حياتها. فإذا نبح كلب فجأة أو ضحك أو بكى طفل بصوت عال تهرب في الحال دون أدنى تفكير حتى ولو في اتجاه السيارات في الشوارع. لهذا السبب لا يسمح لها أبواها بالخروج لوحدها.

    رُهاب المدرسة
    تمر على عدد كبير من الأطفال لحظة من اللحظات يُظهرون فيها ترددهم في الذهاب إلى المدرسة. وفي أحيان قليلة يتحول هذا التردد إلى رفض صريح للذهاب إلى المدرسة. قد يكون الرفض للذهاب إلى المدرسة مشكلة حقيقية عندئذ يُسمى "رُهاب المدرسة".
    على الرغم من أن معظم الأطفال يظهرون نوعاً من التوتر حيال المدرسة في وقت من الأوقات إلا أن هذا التوتر يكون عمره قصيراً سرعان ما يختفي دون الحاجة إلى علاج. لكن حالات الرفض المزمنة في الذهاب إلى المدرسة تشكّل مشكلة يجب مواجهتها.
    يختلف رفض الذهاب إلى المدرسة عن التغيب (أو التهرّب) حيث أن هذا الأخير لا يرفض فيه الأطفال الذهاب إلى المدرسة ولكنهم يقومون بعدة أمور حتى يكونوا بعيدين عن أسوار المدرسة، ويتسكعون في الشوارع إما لوحدهم أو مع بعض زملائهم الهاربين مثلهم دون علم والديهم والذين يعرفون هذا الأمر من ادارة المدرسة، إن التهرّب من المدرسة مرتبط بسلوكيات جنوح أخرى، تغيّر متكرر للمدرسة، غياب الوالدين (أو أحدهما) في فترة الطفولة، وعدم انضباط سلوكي داخل المنزل، عادة ما يظهر هؤلاء المتهربون مستويات دراسية متدنية.

  • #2
    الشكر الجزيل اخي تذكار الماضي للموضوع المهم و المفيد ، لقد استفدت منه اشياء كانت غائبة عني فشكرا جزيلا

    تحياتي لك

    تعليق


    • #3
      تسلم أخي الكريم


      على طرحك هذا الموضوع القيم وجزاك الله خيرا




      تحياتي

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

      يعمل...
      X