اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
قبسات نورانية من فكر الولي الصدر المقدس من فوائد عصمة الإمام المهدي عليه السلام
الفائدة الأولى : كونه وارثا علم الإمامة المتضمن للأسس الرئيسية للفكر القيادي العالمي وارثا له عن آبائه المعصومين عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الله عز وجل وأنى لمن يوجد في العصور المتأخرة الحصول على ذلك ، إلا بوحي جديد من الله عز وجل ، وهو ما حصل الإجماع من قبل سائر المسلمين على عدم حصوله للمهدي عليه السلام
ولا يخفى ما في الاطلاع على هذه الأسس الرئيسية من زيادة في القدرة على القيادة العالمية ، إن لم تكن – في واقعها – الطريق الرئيسي الوحيد لذلك وتعذر القيادة العالمية بدونها ، وكلما تعين شئ للقيادة العالمية أو كان أفضل لها ، كان الله تعالى منجزا له لا محالة ، لكونه واقعا في طريق الهدف البشري الأعلى ، وكون اختيار عكسه ظلم للبشرية وموجب لتخلف الهدف وكلاهما محال على الله عز وجل 0
الفائدة الثانية : الشعور بالأبوة للبشر أجمعين ، فهو حين يحارب الكافرين والمنحرفين ويقتل العاصين ، لا يشعر تجاههم بحقد أو ضغينة وإنما يحاربهم من اجل أنفسهم ونشر العدل والسعادة في ربوعهم ، وإيصال الحق إلى أذهانهم ، واجتماع هاتين العاطفتين ، اعني الشعور بالأبوة مع قصد القتل ، لا تتوفر لدى أي أحد في التجربة الفعلية للفتح الإسلامي إلا إذا كان معصوما 0
ومن هنا رأينا الفتح الإسلامي بعد انحسار القيادة المعصومة عنه ، قد تحول إلى مقاصد أخرى لا تمت إلى الشعور بالعطف الأبوي على الشعب المغلوب ، بأي صلة 000 وإنما أصبح الفتح تجاريا محضا 0
فإذا كان هذا الشعور متعذرا لغير المعصوم في الفتح الإسلامي ذو النطاق المحدود، فكيف بالفتح الإسلامي العالمي ، بما تزهق فيه من نفوس ، وما تحصل فيه من أموال ، وما يتسع فيه من سلطان 0
الفائدة الثالثة : عدم الانحراف بالقيادة عن مفهومها الإسلامي الصحيح الذي يشجب استغلالها في سبيل ترسيخ الكرسي والتمسك بدفة الحكم والجشع الشخصي 000هذه الآثار السيئة والعواطف المنحرفة التي لا تكاد تنفك عن كل من يحكم رقعة من الأرض ، أو دولة معينة ، فكيف إذا أصبح الحكم عالميا وأصبحت السيطرة والنفوذ في القمة من السعة والشمول 0 إن الفرد مهما كان صالحا ونقيا قبل هذه القيادة ، ستكون مثل هذه القيادة محكا لانحرافه وطمعه ، لمدى ضغط الدافع الشخصي والمصلحي على الفرد الحاكم ، ما لم يكن معصوما بالفعل عن ارتكاب كل قبيح ومعصية في التشريع الإسلامي 0
الفائدة الرابعة : الدقة الكاملة في التطبيق العالمي للأطروحة العادلة الكاملة ومن ثم الأخذ بزمام المجتمع للعبادة المحضة لله عز وجل ، التي هي الهدف الأساسي من إيجاد الخليقة 0
وهذه الدقة يمكن أن تتوفر للمعصوم بكل سهولة ، بناء على الفهم الأمامي للعصمة ، وهو أن المعصوم ممتنع عليه الخطأ والنسيان مضافا إلى عصمته من الذنوب ، وان الإمام ( متى أراد أن يعلم شيئا اعلمه الله تعالى ذلك ) كما نطقت به الأخبار ، فان المشاكل العالمية مهما كثرت وتعقدت ، يمكن للإمام المتصف بهذه الصفات ، أن يهيئ لحلها اقرب الأسباب 0
ولعل هذا هو السر الأساسي في جعل هذه الصفات للمعصوم واتصافه بها ، مع انه لا تترتب عليها مصالح الدعوة الإلهية بالمعنى الشخصي 0
وذلك: انه قد يستشكل في الدليل العقلي التقليدي على العصمة ، بأن : غاية ما دل عليه ذلك الدليل هو وجوب عصمته عن الذنوب وعن الكذب في التبليغ والدعوة ، لكي يكون كلامه مؤثرا في الآخرين ومقنعا لهم ، بخلاف ما لو عرفوه محتمل الكذب في حياته السابقة ، فان هذا التأثير لا يحصل لا محالة ، وأما عصمته عن الخطأ والنسيان فهو مما لا يشمله ذلك الدليل ، لإمكان تدارك ما فات بعد الالتفات 0
والجواب عن ذلك ، على ضوء النتائج السابقة ، أن العصمة عن الخطأ والنسيان مما يتوقف عليه التطبيق العالمي للعدل الكامل ،وخاصة في مهمته الأولى ، وتحويل العالم الفاسد إلى عالم صالح عادل ، والمفروض في كل معصوم أن يكون على مستوى القيادة الثابتة له نظريا ، اعني أن يكون له من القابليات ما يمنعه من التقصير في تنفيذها ،باعتبار أن إيكال الدعوة إلى شخص قاصر عن تطبيقها مستحيل على الله عز وجل ، بل لابد أن تنسجم دائما مدعيات الدعوة الإلهية من الناحية النظرية مع إمكان التطبيق على طول الخط 0
هذا حال المعصوم ، وأما غير المعصوم ، فيتعذر عليه تماما قيادة العالم بالعدل وخاصة في تحويله لأول مرة من الظلم إلى العدل ، الأمر المملوء بالمشاكل والعقبات 0
ولعل أطرف ما يبرز ذلك ، ما روي عن ذي القرنين حين أوكل إليه الله تعالى قيادة العالم ، ولم يكن حاكما من الناحية العملية إلا على بعض العالم 00 وقد أوحى الله إليه تعالى (( ياذا القرنين أنت حجتي على جميع الخلائق ما بين الخافقين من مطلع الشمس إلى مغربها ن وهذا تأويل رؤياك 0
فقال ذو القرنين :يا الهي انك ندبتني لأمر عظيم ، لا يقدر قدره غيرك ، فأخبرني عن هذه الأمة بأية قوة أكابرهم ، وبأي عدد اغلبهم ، وبأي حيلة أكيدهم ، وبأي صبر أقاسيهم ، وبأي لسان أكلمهم ، وكيف لي بأن اعرف لغاتهم ، وبأي سمع أعي قولهم ، وبأي بصر أنقدهم ، وبأي حجة أخاصمهم ، وبأي قلب أعقل عنهم ، وبأي حكمة أدبر أمرهم ، وبأي علم أتقن أمرهم ، وبأي حلم اصابرهم، وبأي معرفة أفضل بينهم، وبأي عقل أحصيهم ، وبأي جند أقاتلهم فإنه ليس عندي مما ذكرت يا رب شئ ! فقّوني عليهم ، فانك الرب الرحيم الذي لا تكلف نفسا إلا وسعها ، ولا تحملها إلا طاقتها ))
فهذه الرواية تبرز بوضوح صعوبة ممارسة الحكم العالمي ، ولئن ذللت المدنية الحديثة بعض هذه المصاعب إلى حد ما ، فإنها أضافت إليها مصاعب وتعقيدات جديدة ، تزيد في الطين بلة ، ولولا أن الله عز وجل وعده بعد ذلك – لو صحت الرواية - بالتوفيق والتسديد ، لكان من الحق تعذر بل استحالة القيادة الشخصية غير المعصومة للعالم ، بل لبعض العالم فان ذا القرنين لم يكن حاكما للعالم كله 0
(( وبهذا تمت البرهنة على أهمية عصمة الإمام المهدي عجل الله فجه الشريف لقيادة العالم في دولة العدل ألاهي ))
قبسات نورانية من فكر الولي الصدر المقدس من فوائد عصمة الإمام المهدي عليه السلام
الفائدة الأولى : كونه وارثا علم الإمامة المتضمن للأسس الرئيسية للفكر القيادي العالمي وارثا له عن آبائه المعصومين عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الله عز وجل وأنى لمن يوجد في العصور المتأخرة الحصول على ذلك ، إلا بوحي جديد من الله عز وجل ، وهو ما حصل الإجماع من قبل سائر المسلمين على عدم حصوله للمهدي عليه السلام
ولا يخفى ما في الاطلاع على هذه الأسس الرئيسية من زيادة في القدرة على القيادة العالمية ، إن لم تكن – في واقعها – الطريق الرئيسي الوحيد لذلك وتعذر القيادة العالمية بدونها ، وكلما تعين شئ للقيادة العالمية أو كان أفضل لها ، كان الله تعالى منجزا له لا محالة ، لكونه واقعا في طريق الهدف البشري الأعلى ، وكون اختيار عكسه ظلم للبشرية وموجب لتخلف الهدف وكلاهما محال على الله عز وجل 0
الفائدة الثانية : الشعور بالأبوة للبشر أجمعين ، فهو حين يحارب الكافرين والمنحرفين ويقتل العاصين ، لا يشعر تجاههم بحقد أو ضغينة وإنما يحاربهم من اجل أنفسهم ونشر العدل والسعادة في ربوعهم ، وإيصال الحق إلى أذهانهم ، واجتماع هاتين العاطفتين ، اعني الشعور بالأبوة مع قصد القتل ، لا تتوفر لدى أي أحد في التجربة الفعلية للفتح الإسلامي إلا إذا كان معصوما 0
ومن هنا رأينا الفتح الإسلامي بعد انحسار القيادة المعصومة عنه ، قد تحول إلى مقاصد أخرى لا تمت إلى الشعور بالعطف الأبوي على الشعب المغلوب ، بأي صلة 000 وإنما أصبح الفتح تجاريا محضا 0
فإذا كان هذا الشعور متعذرا لغير المعصوم في الفتح الإسلامي ذو النطاق المحدود، فكيف بالفتح الإسلامي العالمي ، بما تزهق فيه من نفوس ، وما تحصل فيه من أموال ، وما يتسع فيه من سلطان 0
الفائدة الثالثة : عدم الانحراف بالقيادة عن مفهومها الإسلامي الصحيح الذي يشجب استغلالها في سبيل ترسيخ الكرسي والتمسك بدفة الحكم والجشع الشخصي 000هذه الآثار السيئة والعواطف المنحرفة التي لا تكاد تنفك عن كل من يحكم رقعة من الأرض ، أو دولة معينة ، فكيف إذا أصبح الحكم عالميا وأصبحت السيطرة والنفوذ في القمة من السعة والشمول 0 إن الفرد مهما كان صالحا ونقيا قبل هذه القيادة ، ستكون مثل هذه القيادة محكا لانحرافه وطمعه ، لمدى ضغط الدافع الشخصي والمصلحي على الفرد الحاكم ، ما لم يكن معصوما بالفعل عن ارتكاب كل قبيح ومعصية في التشريع الإسلامي 0
الفائدة الرابعة : الدقة الكاملة في التطبيق العالمي للأطروحة العادلة الكاملة ومن ثم الأخذ بزمام المجتمع للعبادة المحضة لله عز وجل ، التي هي الهدف الأساسي من إيجاد الخليقة 0
وهذه الدقة يمكن أن تتوفر للمعصوم بكل سهولة ، بناء على الفهم الأمامي للعصمة ، وهو أن المعصوم ممتنع عليه الخطأ والنسيان مضافا إلى عصمته من الذنوب ، وان الإمام ( متى أراد أن يعلم شيئا اعلمه الله تعالى ذلك ) كما نطقت به الأخبار ، فان المشاكل العالمية مهما كثرت وتعقدت ، يمكن للإمام المتصف بهذه الصفات ، أن يهيئ لحلها اقرب الأسباب 0
ولعل هذا هو السر الأساسي في جعل هذه الصفات للمعصوم واتصافه بها ، مع انه لا تترتب عليها مصالح الدعوة الإلهية بالمعنى الشخصي 0
وذلك: انه قد يستشكل في الدليل العقلي التقليدي على العصمة ، بأن : غاية ما دل عليه ذلك الدليل هو وجوب عصمته عن الذنوب وعن الكذب في التبليغ والدعوة ، لكي يكون كلامه مؤثرا في الآخرين ومقنعا لهم ، بخلاف ما لو عرفوه محتمل الكذب في حياته السابقة ، فان هذا التأثير لا يحصل لا محالة ، وأما عصمته عن الخطأ والنسيان فهو مما لا يشمله ذلك الدليل ، لإمكان تدارك ما فات بعد الالتفات 0
والجواب عن ذلك ، على ضوء النتائج السابقة ، أن العصمة عن الخطأ والنسيان مما يتوقف عليه التطبيق العالمي للعدل الكامل ،وخاصة في مهمته الأولى ، وتحويل العالم الفاسد إلى عالم صالح عادل ، والمفروض في كل معصوم أن يكون على مستوى القيادة الثابتة له نظريا ، اعني أن يكون له من القابليات ما يمنعه من التقصير في تنفيذها ،باعتبار أن إيكال الدعوة إلى شخص قاصر عن تطبيقها مستحيل على الله عز وجل ، بل لابد أن تنسجم دائما مدعيات الدعوة الإلهية من الناحية النظرية مع إمكان التطبيق على طول الخط 0
هذا حال المعصوم ، وأما غير المعصوم ، فيتعذر عليه تماما قيادة العالم بالعدل وخاصة في تحويله لأول مرة من الظلم إلى العدل ، الأمر المملوء بالمشاكل والعقبات 0
ولعل أطرف ما يبرز ذلك ، ما روي عن ذي القرنين حين أوكل إليه الله تعالى قيادة العالم ، ولم يكن حاكما من الناحية العملية إلا على بعض العالم 00 وقد أوحى الله إليه تعالى (( ياذا القرنين أنت حجتي على جميع الخلائق ما بين الخافقين من مطلع الشمس إلى مغربها ن وهذا تأويل رؤياك 0
فقال ذو القرنين :يا الهي انك ندبتني لأمر عظيم ، لا يقدر قدره غيرك ، فأخبرني عن هذه الأمة بأية قوة أكابرهم ، وبأي عدد اغلبهم ، وبأي حيلة أكيدهم ، وبأي صبر أقاسيهم ، وبأي لسان أكلمهم ، وكيف لي بأن اعرف لغاتهم ، وبأي سمع أعي قولهم ، وبأي بصر أنقدهم ، وبأي حجة أخاصمهم ، وبأي قلب أعقل عنهم ، وبأي حكمة أدبر أمرهم ، وبأي علم أتقن أمرهم ، وبأي حلم اصابرهم، وبأي معرفة أفضل بينهم، وبأي عقل أحصيهم ، وبأي جند أقاتلهم فإنه ليس عندي مما ذكرت يا رب شئ ! فقّوني عليهم ، فانك الرب الرحيم الذي لا تكلف نفسا إلا وسعها ، ولا تحملها إلا طاقتها ))
فهذه الرواية تبرز بوضوح صعوبة ممارسة الحكم العالمي ، ولئن ذللت المدنية الحديثة بعض هذه المصاعب إلى حد ما ، فإنها أضافت إليها مصاعب وتعقيدات جديدة ، تزيد في الطين بلة ، ولولا أن الله عز وجل وعده بعد ذلك – لو صحت الرواية - بالتوفيق والتسديد ، لكان من الحق تعذر بل استحالة القيادة الشخصية غير المعصومة للعالم ، بل لبعض العالم فان ذا القرنين لم يكن حاكما للعالم كله 0
(( وبهذا تمت البرهنة على أهمية عصمة الإمام المهدي عجل الله فجه الشريف لقيادة العالم في دولة العدل ألاهي ))
نسالكم الدعاء