بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على الشرف الانبياء والمرسلين حبيب الله العالمين اب القاسم محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني الكل يسئل عن المهدي عجل الله فرجه ويتكلم البعض عن الشيعه يقولن على الشيعه اصحاب بدعه والعياذ بلله
من البدعه ولكن اريد ان أوضح شيء واتركه لك اخي القارء .
لكل امه لها هادي ومنذر وهادينا ونبينا ومنذرنا محمد
خاتم الانبياء والمرسلين اذا لما يحين وقت الساعه (يوم القيامه) هناك علامات منها خروج المسيح عيسى بن مريم
ومن علاماتها ان يسود الضلم والفجور والامر بلمنكر والنهي عن المعروف اذا السؤال الذي يطرح نفسه اذا خرج المسيح عيسى
هل يدعو الناس الى المسيحيه ام كيف يكون الحال
واليك بعض التوضيح
]من هو الإمام المهدي..؟
الصلاة والسلام على الشرف الانبياء والمرسلين حبيب الله العالمين اب القاسم محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني الكل يسئل عن المهدي عجل الله فرجه ويتكلم البعض عن الشيعه يقولن على الشيعه اصحاب بدعه والعياذ بلله
من البدعه ولكن اريد ان أوضح شيء واتركه لك اخي القارء .
لكل امه لها هادي ومنذر وهادينا ونبينا ومنذرنا محمد



واليك بعض التوضيح
]من هو الإمام المهدي..؟
]يؤمن كل من اهل السنة والشيعة بالمهدي المنتظر. غير ان الفارق كبير بين الاتجاهين حول الموقف من المهدي.. فشخصية المهدي عند اهل السنة تختلف اختلافا كبيرا عن شخصيته عند الشيعة، المهدي عند السنة رجل في علم الغيب ليس معروفا لاحد. ربما يكون قد ولد وربما لم يولد بعد، يصلحه اللّه في يوم وليلة. والمهدي عند الشيعة هو الامام الثاني عشر الخاتم لسلسلة الائمة ابن الامام الحادي عشر وقد ولد عام 255ه واختفى من عام 260ه الى عام 329ه فيما سمي بالغيبة الصغرى ثم غاب بعد ذلك غيبته الكبرى.
المهدي عند السنة مجهول الشخصية من الممكن ان يتقمص شخصية اي مدع. وآخر صور الادعاء في الوسط السني ظهرت عام 1979 عندما احتل الحرم المكي مجموعة من شباب التيار السلفي معلنين ظهورالمهدي وقد بات حركتهم بالفشل. اما عند الشيعة فالمهدي شخصية معروفة شاهدها الكثير من المعاصرين قبل الاختفاء كما كان على صلة بشيعته طوال فترة الغيبة الصغرى عن طريق السفراء الاربعة الذين كانوا حلقة الوصل بين الشيعة والامام.
المهدي عند الشيعة هو محمد بن الحسن بن عليبن محمدبن عليبن موسىبن جعفربن محمدبن عليبن الحسينبن عليبن ابي طالب(ع) وعقيدة الانتظار عند الشيعة عقيدة ايجابية دافعة نحو التغييروالبنا، فالمؤمن الذي يعيش عصر غيبة الامام انما يهيىء النفس ويعدها ويبقى في حالة ترقب واستعداد لظهور الامام ليكون من جنده وينال شرف الجهاد تحت لوائه من اجل اعلاء كلمة اللّه وتحطيم عروش المستكبرين في الارض. فمن ثم نرى الشيعة يبتهلون الى اللّه في صلواتهم على الدوام داعينه سبحانه ان يعجل بظهوره ليضع حدا للظلم والشرك والفساد الذي ساد البلاد والعباد.
ومثل عقيدة الانتظار هذه ان تشكل عامل تعبئة معنوية دائمة للمسلم المؤمن بعقيدة الامامة تجعل منه قوة صدامية في مواجهة الباطل والظلم والعدوان حتى قبل ظهور الامام. ولولا عقيدة الامامة ما نجحت الثورة الاسلامية في ايران. اما اهل السنة فلا تشكل عقيدة المهدي ادنى تاثير على سلوكهم ومواقفهم تجاه الواقع والاحداث، وذلك يعود الى غموض شخصية المهدي وافتقاد فكرة الامامة بصورتها الشرعية الصحيحة، مما جعل من قضية المهدي قضية هامشية عندهم تظل في طي النسيان حتى يظهر من يفجرها. ولقد شكلت حادثة الحرم المكي التي تزعمها جهيمان العتيبي والتي اعلنت ظهور المهدي عام 79، شكلت مفاجاة كبيرة للمسلمين السنة في كل مكان، وقد انجذب نحو هذه الحركة الكثير من شباب الحركة الاسلامية من مصر والجزيرة واليمن والكويت وغيرها الذين فوجئوا بظهور المهدي. وبعضهم كان قد رآه في المنام ثم بعد ان فشلت هذه الحركة وقتل المهدي المزعوم اختفت فكرة المهدي من واقع السنة وغابت عن الاذهان في انتظار من يحييها باعلان (مهدي) جديد.
ان فكرة الامامة المائعة عند اهل السنة والتي دفعت بهم الى جعل الحكام ائمة، طاعتهم واجبة وان جاروا وفسقوا، قتلت في نفوس المسلمين روح مقاومة الظلم والفساد والتمرد على الواقع الفاسد. وقتلت بالتالي في نفوسهم عقيدة انتظار المهدي المخلص الذي سوف يقضي على الظلم والفساد ويقيم دولة العدل والامن والرخاء. وكان لا بد من قتل هذه العقيدة والتعتيم عليها لان اعتناقها يشكل تهديدا مباشرا للقوى الحاكمة. ولعل البعض يقول على الرغم من ذلك: ان اعتقاد اهل السنة في المهدي هو اقرب الى العقل والواقع من اعتقاد الشيعة الذين ينتظرون اماما غاب منذ اكثر من الف عام وهو على قيد الحياة.
والذين يطرحون مثل هذا التصور انما يغيب عليهم استيعاب قضية الامامة عند الشيعة. فهم ينظرون الى قضية المهدي المنتظر نظرة مجردة معزولة عن قضيتها الام قضية الامامة. فان المهدي هو خاتم سلسلة الائمة التي بدات بالامام علي عليه السلام وغيبته هي نتيجة حتمية لحركة هؤلاء الائمة. فاذا كان اهل السنة والشيعة كلاهما يقر بان الرسول ابلغ الامة ان هناك اثني عشر اماما ياتون من بعده، فهؤلاء الائمة لم يظهر منهم سوى احد عشر اماما عند الشيعة اما الثاني عشر فلم تتح له فرصة الظهور بسبب تربص الحكام وبطشهم واضطر الى الاختفاء الى اجل يعلمه اللّه.
وبما ان هذا الامام من سلسلة آل البيت ابنا فاطمة ووالده الامام الحادي عشر كان موجودا فلا بد لولده ان يكون موجودا. اذ لا يعقل ان يظهر الامام الثاني عشر منفصلا عن ابيه بعدة قرون. ونحن هنا امام عدة احتمالات: الاول: ان يكون الامام الحادي عشر مات ولم ينجب وبالتالي يكون الامام الثاني عشر سوف يظهر من سلسلة اخرى غير سلسلة آل البيت. الثاني: ان يكون الامام الثاني عشر قد ظهر ومات. الثالث: ان يكون الامام الثاني عشر قد ظهر واختفى. والاحتمال الثالث هو الراجح فلم يثبت تاريخيا ان الامام الحادي عشر مات ولم يعقب كما يحاول البعض من اهل السنة ان يشكك في ذلك. والثابت تاريخيا ايضا ان الامام الثاني عشر اختفى بعد ولادته بخمس سنوات فهو ولد وظهر دون ان يؤدي دوره ويعلن حجته.
وقضية طول العمر قضية ليست مرفوضة من الجانب الشرعي كما انها ليست مرفوضة من الجانب العقلي والعلمي. فالقرآن يقص علينا ان عمر نوح بلغ اكثر من الف عام فهو قد مكث يدعو قومه الف سنة الا خمسين عاما سوى عمره. واطال اللّه في اعمار اهل الكهف، ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا. ومن عهد ذي القرنين وياجوج وماجوج على قيد الحياة في انتظار سقوط السد النحاسي الذي يعزلهم عن العالم.
وهناك الدابة التي حدثنا عنها القرآن التي تخرج من الارض تكلم الناس وهي من معجزات آخر الزمان. كذلك هناك الخضر الذي يعتقد الجمهور ببقائه حيا كما تشهد بذلك الاية وهو معمر على جميع الاقوال. وعيسى نبي اللّه الذي تم رفعه من الارض وينتظر نزوله في آخر الزمان حسبما تنص الروايات. وتنص الاحاديث على وجود الدجال من زمن الرسول حيا وانه سوف يظهر في آخر الزمان ويواجه المهدي. فاذا كان اللّه سبحانه قد اطال اعمار اهل الكهف ثلاثة قرون لمجرد احداث معجزة تقام بها الحجة على قومهم. واطال في اعمار ياجوج وماجوج وهم قوم اشرار سوف يفسدون في الارض.
واطال عمر الخضر وهو فرد واحد ليست له دعوة عامة وليس هناك من رسالة يبلغها للناس. واحيا الدابة وهي معجزة فردية. ورفع عيسى ليكون حجة على قومه. واطال في عمر الدجال لينشر الشر في آخر الزمان. افلا يكون من الاولى اطالة عمر الرجل الذي سوف يواجه الشر وينشر الخير ويقيم العدل وهو يحمل على كاهله مسؤولية كبرى ودعوة عامة للناس اجمعين مسلمين وغير مسلمين هي امتداد لدعوة الرسول صلى اللّه عليه و آله وسلم ومكملة لها في عصر يغيب فيه الاسلام ويغترب عن الناس وتصبح الحاجة ماسة الى ظهور امام تتوافر به مؤهلات خاصة تعينه على اداء دوره ورسالته دون التاثر بفتن العصر ومغرياته.
ونحن في واقعنا المعاصر نشاهد اناسا من المعمرين تجاوزت اعمارهم المائة عام بعشرات السنين ولا نجد اي حكمة لاطالة اعمارهم الى هذا الحد، فليسوا هم باصحاب علم او دعوة تنتفع الناس بها وليسوا هم بقادة تحتاجهم شعوبهم. فلماذا يطيل اللّه في اعمار هؤلاء؟ انه ليس هناك من جواب لهذا السؤال سوى ان المعمرين هؤلاء برهان ساطع للناس ان اللّه سبحانه الذي اطال في اعمار هؤلاء دون فائدة واضحة او هدف اجتماعي او سياسي من الاولى ان يطيل في عمر امام سوف يقود البشرية ويحي الملة وينصر المستضعفين ويقضي على المستكبرين ويملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا. وقضية صغر سن الامام المهدي هي من صور الابتلاء والتمحيص للمؤمنين ومع ذلك فهي قضية لا تصطدم بروح الشرع فقد اوتي يحيى(ع) الحكمة صبيا وجعل عيسى في المهد نبيا، فحمل الدعوة والحكمة فيمثل هذه السن المبكرة امر قد تكرر حدوثه من قبل.
وما يثار عن الانتفاع بغيبته يعود سببه الى عدم الوعي بدور الامام وماهية حركته، فالامام حجة على الناس وممثل لخط الرسول خط آل البيت الذي يعبر عن الصورة الحقيقية للاسلام. فمن عاصره انتفع به انتفاعا مباشرا ومن لم يعاصره انتفع به انتفاعا غير مباشر اي الانتفاع بخطه ودعوته. فالامام كالرسول هو الحاضر الغائب في واقع المؤمنين. حاضر بعلمه ودعوته غائب بجسده وهيئته. ان المؤمن بغيبة الامام ينتفع به على الدوام، ففضلا عن كونه يعيش حالة تعبئة معنوية دائمة متسلحا بالتقوى والوعي والقوة المادية. هو يسير في ظل الامام فيعصم نفسه عن الانحراف الى الباطل ويحصنها في مواجهةالظلم والفساد بعكس المسلم الهائم على وجهه تتجاذبه الفرق والاتجاهات المتناحرة فيميل الى هذه الفرقة تارة وهذا الاتجاه تارة ويعتزل الواقع تارة اخرى. والمتامل في واقع الحركة الاسلامية اليوم يكتشف مدى حالة الحيرة والتوهان التي يعيشها الشباب المسلم بين التيارات الاسلامية المختلفة، تلك الحيرة التي تؤدي به في اغلب الاحيان الى الكفر بهذه التيارات جميعها. وما سبب ذلك الا فقدان فكرة الامامة من نفوس هؤلاء الشباب الذين لو كان لهم تعلق بامام وان كان غائبا عنهم لاستقامت افكارهم واستقامت حركتهم.
وقول الرسول صلى اللّه عليه و آله وسلم: (من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية). فكون الامام يعد فيصلا بين الاسلام والجاهلية فهذا يعني عصمته، فاداة معرفة الحق هي جزء من الحق. فالامام المعصوم سوف يوصلنا الى الحق المعصوم. اما ادعيا الامامة فلا يوصلون الا الى الباطل. ومعرفة الامام في ذاتها هي وسيلة للنجاة من السقوط في الجاهلية التي هي نقيض الاسلام. وهي لا تعني بالضرورة معايشة الامام او رؤيته راي العين. انما تعني معرفة خطه وطريقه. فما دام المسلم قد تعرف على خط الامام وسار على طريقه فقد نجا من الجاهلية حتى وان لم ير الامام. فان الهدف هو معرفة الامام وليس رؤية شخصه. ومعرفة الامام تعني معرفة الحق.
ولعل هذا هو المقصود من قول الرسول صلى اللّه عليه و آله وسلم: (من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه). وفي رواية اخرى: (فقد مات ميتة جاهلية). او هو المقصود من قوله لحذيفة: (الزم جماعة المسلمين وامامهم). فان الجماعة المقصودة هنا هي جماعة الامام المعصوم وليس جماعة الحكام الذين يعبرون عن الصورة الزائفة للاسلام. ولما كانت الامة قد انحرفت عن الامامة فقد انحرفت بالتالي عن الجماعة ولما استبدلت الامام بالخلفاء والحكام استبدلت بالتالي جماعة المسلمين الحقة بدول ومجتمعات اعتبر الخروج عن دائرتها خروجا عن دائرة الاسلام. مما قاد الامة الى مرحلة الانحطاط الخلقي والاجتماعي والعقائدي مما يوجب ظهور مصلح يقود الامة ويبعثها من جديد تحت راية الاسلام الحقة التي طواها الحكام واحلوا مكانها رايات الجاهليةالزائفة. وهذا هو دور الامام الغائب ان يعمل على سد هذا الفراغ الكبير الذي احدثه غياب الامة عن الاسلام وتبدد صورته الحقيقية.
فليست مهمة هذا الامام تنحصر في الدائرة الاجتماعية او الاقتصادية، انما مهمته مهمة عقائدية في المقام الاول، ولعل حالة الانحراف التي كانت سائدة في زمن ولادة الامام المهدي لم تكن تقتضي ان يتحرك لمواجهتها كما هو حال الائمة الذين سبقوه. واقتضت حكمة اللّه ان يدخر هذا الامام لعصر آخر تكون الحاجة ماسة لظهوره فيه. كما ان ظهوره في عصر هو غريب عنه سوف يكون له اثره الفعال في انجاح مهمته. اذ ان تاثير العصر عليه وتاثره به سوف يكون معدوما. مما يجعل صدامه معه اكثر فعالية لامجال فيه للمهادنة او التراجع. ان ضغوط الواقع الدولي لن يكون لها ادنى تاثير على حركة الامام المهدي لانه سوف يكون متحررا من هذه الضغوط بحكم كونه ليس من اهل هذا العصر، وهذا من دلائل عصمته. اذ لو كان من اهل هذا الزمان لتاثر به لكون ضغوطه شديدة ومؤثراته اشد. وهو زمان تختلف مقوماته واوضاعه عن الازمان الماضية اختلافا كبيرا. كما ان طبيعة الصراع فيه تحتاج الى قدرات خاصة تفرض العصمة في الامام الذي سوف يتصدى للمواجهة وحمل راية التغيير في هذا الزمان. [/font]
المهدي عند السنة مجهول الشخصية من الممكن ان يتقمص شخصية اي مدع. وآخر صور الادعاء في الوسط السني ظهرت عام 1979 عندما احتل الحرم المكي مجموعة من شباب التيار السلفي معلنين ظهورالمهدي وقد بات حركتهم بالفشل. اما عند الشيعة فالمهدي شخصية معروفة شاهدها الكثير من المعاصرين قبل الاختفاء كما كان على صلة بشيعته طوال فترة الغيبة الصغرى عن طريق السفراء الاربعة الذين كانوا حلقة الوصل بين الشيعة والامام.
المهدي عند الشيعة هو محمد بن الحسن بن عليبن محمدبن عليبن موسىبن جعفربن محمدبن عليبن الحسينبن عليبن ابي طالب(ع) وعقيدة الانتظار عند الشيعة عقيدة ايجابية دافعة نحو التغييروالبنا، فالمؤمن الذي يعيش عصر غيبة الامام انما يهيىء النفس ويعدها ويبقى في حالة ترقب واستعداد لظهور الامام ليكون من جنده وينال شرف الجهاد تحت لوائه من اجل اعلاء كلمة اللّه وتحطيم عروش المستكبرين في الارض. فمن ثم نرى الشيعة يبتهلون الى اللّه في صلواتهم على الدوام داعينه سبحانه ان يعجل بظهوره ليضع حدا للظلم والشرك والفساد الذي ساد البلاد والعباد.
ومثل عقيدة الانتظار هذه ان تشكل عامل تعبئة معنوية دائمة للمسلم المؤمن بعقيدة الامامة تجعل منه قوة صدامية في مواجهة الباطل والظلم والعدوان حتى قبل ظهور الامام. ولولا عقيدة الامامة ما نجحت الثورة الاسلامية في ايران. اما اهل السنة فلا تشكل عقيدة المهدي ادنى تاثير على سلوكهم ومواقفهم تجاه الواقع والاحداث، وذلك يعود الى غموض شخصية المهدي وافتقاد فكرة الامامة بصورتها الشرعية الصحيحة، مما جعل من قضية المهدي قضية هامشية عندهم تظل في طي النسيان حتى يظهر من يفجرها. ولقد شكلت حادثة الحرم المكي التي تزعمها جهيمان العتيبي والتي اعلنت ظهور المهدي عام 79، شكلت مفاجاة كبيرة للمسلمين السنة في كل مكان، وقد انجذب نحو هذه الحركة الكثير من شباب الحركة الاسلامية من مصر والجزيرة واليمن والكويت وغيرها الذين فوجئوا بظهور المهدي. وبعضهم كان قد رآه في المنام ثم بعد ان فشلت هذه الحركة وقتل المهدي المزعوم اختفت فكرة المهدي من واقع السنة وغابت عن الاذهان في انتظار من يحييها باعلان (مهدي) جديد.
ان فكرة الامامة المائعة عند اهل السنة والتي دفعت بهم الى جعل الحكام ائمة، طاعتهم واجبة وان جاروا وفسقوا، قتلت في نفوس المسلمين روح مقاومة الظلم والفساد والتمرد على الواقع الفاسد. وقتلت بالتالي في نفوسهم عقيدة انتظار المهدي المخلص الذي سوف يقضي على الظلم والفساد ويقيم دولة العدل والامن والرخاء. وكان لا بد من قتل هذه العقيدة والتعتيم عليها لان اعتناقها يشكل تهديدا مباشرا للقوى الحاكمة. ولعل البعض يقول على الرغم من ذلك: ان اعتقاد اهل السنة في المهدي هو اقرب الى العقل والواقع من اعتقاد الشيعة الذين ينتظرون اماما غاب منذ اكثر من الف عام وهو على قيد الحياة.
والذين يطرحون مثل هذا التصور انما يغيب عليهم استيعاب قضية الامامة عند الشيعة. فهم ينظرون الى قضية المهدي المنتظر نظرة مجردة معزولة عن قضيتها الام قضية الامامة. فان المهدي هو خاتم سلسلة الائمة التي بدات بالامام علي عليه السلام وغيبته هي نتيجة حتمية لحركة هؤلاء الائمة. فاذا كان اهل السنة والشيعة كلاهما يقر بان الرسول ابلغ الامة ان هناك اثني عشر اماما ياتون من بعده، فهؤلاء الائمة لم يظهر منهم سوى احد عشر اماما عند الشيعة اما الثاني عشر فلم تتح له فرصة الظهور بسبب تربص الحكام وبطشهم واضطر الى الاختفاء الى اجل يعلمه اللّه.
وبما ان هذا الامام من سلسلة آل البيت ابنا فاطمة ووالده الامام الحادي عشر كان موجودا فلا بد لولده ان يكون موجودا. اذ لا يعقل ان يظهر الامام الثاني عشر منفصلا عن ابيه بعدة قرون. ونحن هنا امام عدة احتمالات: الاول: ان يكون الامام الحادي عشر مات ولم ينجب وبالتالي يكون الامام الثاني عشر سوف يظهر من سلسلة اخرى غير سلسلة آل البيت. الثاني: ان يكون الامام الثاني عشر قد ظهر ومات. الثالث: ان يكون الامام الثاني عشر قد ظهر واختفى. والاحتمال الثالث هو الراجح فلم يثبت تاريخيا ان الامام الحادي عشر مات ولم يعقب كما يحاول البعض من اهل السنة ان يشكك في ذلك. والثابت تاريخيا ايضا ان الامام الثاني عشر اختفى بعد ولادته بخمس سنوات فهو ولد وظهر دون ان يؤدي دوره ويعلن حجته.
وقضية طول العمر قضية ليست مرفوضة من الجانب الشرعي كما انها ليست مرفوضة من الجانب العقلي والعلمي. فالقرآن يقص علينا ان عمر نوح بلغ اكثر من الف عام فهو قد مكث يدعو قومه الف سنة الا خمسين عاما سوى عمره. واطال اللّه في اعمار اهل الكهف، ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا. ومن عهد ذي القرنين وياجوج وماجوج على قيد الحياة في انتظار سقوط السد النحاسي الذي يعزلهم عن العالم.
وهناك الدابة التي حدثنا عنها القرآن التي تخرج من الارض تكلم الناس وهي من معجزات آخر الزمان. كذلك هناك الخضر الذي يعتقد الجمهور ببقائه حيا كما تشهد بذلك الاية وهو معمر على جميع الاقوال. وعيسى نبي اللّه الذي تم رفعه من الارض وينتظر نزوله في آخر الزمان حسبما تنص الروايات. وتنص الاحاديث على وجود الدجال من زمن الرسول حيا وانه سوف يظهر في آخر الزمان ويواجه المهدي. فاذا كان اللّه سبحانه قد اطال اعمار اهل الكهف ثلاثة قرون لمجرد احداث معجزة تقام بها الحجة على قومهم. واطال في اعمار ياجوج وماجوج وهم قوم اشرار سوف يفسدون في الارض.
واطال عمر الخضر وهو فرد واحد ليست له دعوة عامة وليس هناك من رسالة يبلغها للناس. واحيا الدابة وهي معجزة فردية. ورفع عيسى ليكون حجة على قومه. واطال في عمر الدجال لينشر الشر في آخر الزمان. افلا يكون من الاولى اطالة عمر الرجل الذي سوف يواجه الشر وينشر الخير ويقيم العدل وهو يحمل على كاهله مسؤولية كبرى ودعوة عامة للناس اجمعين مسلمين وغير مسلمين هي امتداد لدعوة الرسول صلى اللّه عليه و آله وسلم ومكملة لها في عصر يغيب فيه الاسلام ويغترب عن الناس وتصبح الحاجة ماسة الى ظهور امام تتوافر به مؤهلات خاصة تعينه على اداء دوره ورسالته دون التاثر بفتن العصر ومغرياته.
ونحن في واقعنا المعاصر نشاهد اناسا من المعمرين تجاوزت اعمارهم المائة عام بعشرات السنين ولا نجد اي حكمة لاطالة اعمارهم الى هذا الحد، فليسوا هم باصحاب علم او دعوة تنتفع الناس بها وليسوا هم بقادة تحتاجهم شعوبهم. فلماذا يطيل اللّه في اعمار هؤلاء؟ انه ليس هناك من جواب لهذا السؤال سوى ان المعمرين هؤلاء برهان ساطع للناس ان اللّه سبحانه الذي اطال في اعمار هؤلاء دون فائدة واضحة او هدف اجتماعي او سياسي من الاولى ان يطيل في عمر امام سوف يقود البشرية ويحي الملة وينصر المستضعفين ويقضي على المستكبرين ويملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا. وقضية صغر سن الامام المهدي هي من صور الابتلاء والتمحيص للمؤمنين ومع ذلك فهي قضية لا تصطدم بروح الشرع فقد اوتي يحيى(ع) الحكمة صبيا وجعل عيسى في المهد نبيا، فحمل الدعوة والحكمة فيمثل هذه السن المبكرة امر قد تكرر حدوثه من قبل.
وما يثار عن الانتفاع بغيبته يعود سببه الى عدم الوعي بدور الامام وماهية حركته، فالامام حجة على الناس وممثل لخط الرسول خط آل البيت الذي يعبر عن الصورة الحقيقية للاسلام. فمن عاصره انتفع به انتفاعا مباشرا ومن لم يعاصره انتفع به انتفاعا غير مباشر اي الانتفاع بخطه ودعوته. فالامام كالرسول هو الحاضر الغائب في واقع المؤمنين. حاضر بعلمه ودعوته غائب بجسده وهيئته. ان المؤمن بغيبة الامام ينتفع به على الدوام، ففضلا عن كونه يعيش حالة تعبئة معنوية دائمة متسلحا بالتقوى والوعي والقوة المادية. هو يسير في ظل الامام فيعصم نفسه عن الانحراف الى الباطل ويحصنها في مواجهةالظلم والفساد بعكس المسلم الهائم على وجهه تتجاذبه الفرق والاتجاهات المتناحرة فيميل الى هذه الفرقة تارة وهذا الاتجاه تارة ويعتزل الواقع تارة اخرى. والمتامل في واقع الحركة الاسلامية اليوم يكتشف مدى حالة الحيرة والتوهان التي يعيشها الشباب المسلم بين التيارات الاسلامية المختلفة، تلك الحيرة التي تؤدي به في اغلب الاحيان الى الكفر بهذه التيارات جميعها. وما سبب ذلك الا فقدان فكرة الامامة من نفوس هؤلاء الشباب الذين لو كان لهم تعلق بامام وان كان غائبا عنهم لاستقامت افكارهم واستقامت حركتهم.
وقول الرسول صلى اللّه عليه و آله وسلم: (من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية). فكون الامام يعد فيصلا بين الاسلام والجاهلية فهذا يعني عصمته، فاداة معرفة الحق هي جزء من الحق. فالامام المعصوم سوف يوصلنا الى الحق المعصوم. اما ادعيا الامامة فلا يوصلون الا الى الباطل. ومعرفة الامام في ذاتها هي وسيلة للنجاة من السقوط في الجاهلية التي هي نقيض الاسلام. وهي لا تعني بالضرورة معايشة الامام او رؤيته راي العين. انما تعني معرفة خطه وطريقه. فما دام المسلم قد تعرف على خط الامام وسار على طريقه فقد نجا من الجاهلية حتى وان لم ير الامام. فان الهدف هو معرفة الامام وليس رؤية شخصه. ومعرفة الامام تعني معرفة الحق.
ولعل هذا هو المقصود من قول الرسول صلى اللّه عليه و آله وسلم: (من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه). وفي رواية اخرى: (فقد مات ميتة جاهلية). او هو المقصود من قوله لحذيفة: (الزم جماعة المسلمين وامامهم). فان الجماعة المقصودة هنا هي جماعة الامام المعصوم وليس جماعة الحكام الذين يعبرون عن الصورة الزائفة للاسلام. ولما كانت الامة قد انحرفت عن الامامة فقد انحرفت بالتالي عن الجماعة ولما استبدلت الامام بالخلفاء والحكام استبدلت بالتالي جماعة المسلمين الحقة بدول ومجتمعات اعتبر الخروج عن دائرتها خروجا عن دائرة الاسلام. مما قاد الامة الى مرحلة الانحطاط الخلقي والاجتماعي والعقائدي مما يوجب ظهور مصلح يقود الامة ويبعثها من جديد تحت راية الاسلام الحقة التي طواها الحكام واحلوا مكانها رايات الجاهليةالزائفة. وهذا هو دور الامام الغائب ان يعمل على سد هذا الفراغ الكبير الذي احدثه غياب الامة عن الاسلام وتبدد صورته الحقيقية.
فليست مهمة هذا الامام تنحصر في الدائرة الاجتماعية او الاقتصادية، انما مهمته مهمة عقائدية في المقام الاول، ولعل حالة الانحراف التي كانت سائدة في زمن ولادة الامام المهدي لم تكن تقتضي ان يتحرك لمواجهتها كما هو حال الائمة الذين سبقوه. واقتضت حكمة اللّه ان يدخر هذا الامام لعصر آخر تكون الحاجة ماسة لظهوره فيه. كما ان ظهوره في عصر هو غريب عنه سوف يكون له اثره الفعال في انجاح مهمته. اذ ان تاثير العصر عليه وتاثره به سوف يكون معدوما. مما يجعل صدامه معه اكثر فعالية لامجال فيه للمهادنة او التراجع. ان ضغوط الواقع الدولي لن يكون لها ادنى تاثير على حركة الامام المهدي لانه سوف يكون متحررا من هذه الضغوط بحكم كونه ليس من اهل هذا العصر، وهذا من دلائل عصمته. اذ لو كان من اهل هذا الزمان لتاثر به لكون ضغوطه شديدة ومؤثراته اشد. وهو زمان تختلف مقوماته واوضاعه عن الازمان الماضية اختلافا كبيرا. كما ان طبيعة الصراع فيه تحتاج الى قدرات خاصة تفرض العصمة في الامام الذي سوف يتصدى للمواجهة وحمل راية التغيير في هذا الزمان. [/font]
تعليق