وعلى العرعور أن يكفر أهل السنة والجماعة أيضاً (3):
حول آية « الحميّة »
روى الحافظ جلال الدين السيوطي عن النسائي الحاكم قال : وصحّحة ـ من طريق ابن أبي إدريس « عن ابيّ بن كعب أنّه كان يقرأ : « إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحميّة حميّة الجاهلية ـ ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام ـ فأنزل الله سكينته على رسوله » فبلغ ذلك عمر ، فاشتدّ عليه ، فدعا ناساً من أصحابه ـ
فيهم زيد بن ثابت ـ فقال :
من يقرأ منكم سورة الفتح ؟
فقرأ زيد على قراءتنا اليوم .
فغلّظ له عمر ، فقال : إني أتكلّم ؟
فقال : تكلّم .
قال : لقد علمت أني كنت أدخل على النبي ـ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ـ ويقرؤني وأنت بالباب ، فإن أن اقرىء الناس على ما أقرأني أقرأت وإلاّ لم أقرأ حرفاً ما حييت .
قال : بل أقرئ الناس » (الدر المنثور 6 : 79) .
وفي هذا الحديث : أنّ عمر بن الخطاب عندما بلغته قراءة ابيّ اشتدّ عليه ثم أغلظ له أمام ناس من الصحابة ، ولكن أبيّاً خصمه بما قال : ومعنى ذلك : أنّ تلك الزيادة قد تعلّمها من النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، وهو عندما كان يقرى الناس كان يعتقد بأنّه يقرؤهم القرآن الكريم كما انزل على النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) .
ولقد كان لاعتقاده الراسخ وجزمه برأيه أثره البالغ في نفس عمر ، حتى قال له بعد أن اشتدّ عليه وأغلظ له : « بل أقرئ الناس » .
وقد روى الحافظ السيوطي الحديث عن :
1 ـ النسائي صاحب السنن أحد الصحاح الستّة .
2 ـ الحاكم صاحب المستدرك على الصحيحين . وذكر أنّ الحاكم صحّح الحديث .
حول آية ( كفي الله المؤمنين القتال )
روى الحافظ جلال الدين السيوطي في تفسير قوله تعالى : ( كفي الله المؤمنين القتال ) (سورة الأحزاب : 25) عن ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر ، « عن ابن مسعود : أنّه كان يقرأ الآية هكذا :
« كفى الله المؤمنين القتال ـ بعلي بن أبي طالب ـ » (الدر المنثور 5 : 192).
وهذا الحديث صريح في أنّ عبدالله بن مسعود كان يعتقد أنّ اسم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام كان ثابتاً في أصل القرآن الكريم ، وكذلك في بعض روايات الشيعة ، وللآية نظائر كثيرة.
وابن مسعود كان من أكثر الصحابة تعلّماً من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وحضوراً عنده ، حتى روى أهل السنّة عنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، في حقه أحاديث كثيرة منها قوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : « تمسّكوا بعهد ابن امّ عبد » .
ولقد كان مصحفه هو المصحف الوحيد المعتمد لدى امّة كبيرة من المسلمين ، وسيأتي أنّ عثمان بن عفان طلب مصحفه فلم يدفعه إليه ، فأمر بضربه .
وقد روى الحافظ السيوطي الحديث عن ثلاثة من أئمة الحفاظ وهم:
1 ـ أبو القاسم ابن عساكر حافظ الشام .
2 ـ إبن أبي حاتم الرازي .
3 ـ أبوبكر إبن مردويه الأصبهاني .
تعليق