بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيد المرسلين سيدنا محمد و آله الطيبين و صحبه المنتجبين و جميع المرسلين .
لك طريقك، ولي طريقي، أما الطريق الصحيح؛ الطريق الوحيد، فهو غير موجود.
فريدريش نيتشه
أن تكون دائما في المنتصف: منتصف العمر، منتصف المذاهب، منتصف الطريق. لا تقوم لك حجة هنا حتى تقوم لك حجة هناك‼، ولا تجد عيبا هنا إلا وجدته هناك‼. صواب هنا وصواب هناك‼، وخطأ هنا وخطأ هناك‼. فيما الناس من حولك واثقون، متحمسون‼. يؤمنون بصواب معتقدهم، ويمتلكون اليقين. ينامون ملء جفونهم، ويذهبون –مطمئنين- إلى نهاية الطريق، فيما أنت دائما في البين بين‼.
هل تعرف -يا مسكين- ماذا يترتب على هذا كله؟:
إنهم جميعا يرفضونك‼.. يكرهونك‼. يتفقون عليك‼.
أنا مقدر لحزن الشيعة الكبير، ورغبتهم الخارقة في نصرة آل البيت، بعد تعرضهم لأكبر عملية استنزاف عاطفي في التاريخ، عن طريق استدعاء كارثة كربلاء ليل نهار، بالصوت والصورة، والرواية والتمثيل ، بل أبعد من ذلك، فأنا أشارككم بعض إحساسكم بالاستفزاز من مبالغة بعض السنة في مديح معاوية‼ وحمية في الدفاع عنه لا تجدها لمصارع آل البيت‼ لكني رغم إيماني بقضيتكم العادلة لا أستطيع أن أمضي معكم إلى نهاية الطريق، ولا أستطيع أن أصدق أن التاريخ مؤامرة، والصحابة نكصوا، وخالفوا عهد رسولهم، لا أستطيع أن أبتلع أن عمر أجهض الزهراء عليها السلام وقتل بنت نبيه‼. هذا غير سائغ في شريعة العقل قبل شريعة الإنصاف‼ و كما قال العالم الشيعي كاشف الغطاء في كتابه جنة المأوى (..لكن قضية ضرب الزهراء ولطم خدها مما لا يكاد يقبله وجداني ويتقبّله عقلي، ويقتنع به مشاعري) انتهى . وإذا كان المتحدث مجنونا فليكن السامع عاقلا، ويحكم العقل في ركام المرويات، وأكاذيب تسللت إلى كتب التراث.
و لندهب الآن الى ما شجر بين الصحابة فأنا في المنتصف، لا أقبل الرواية السنية التي تبسط الأمور، ولا الرواية الشيعية التي تعقد الأمور. الصحابة نقلوا الدين فهم خير البشر. لكنهم بشر‼ ليسوا ملائكة يحلقون في السماء كالحلم السني، ولا كالكابوس الشيعي شياطين يتعاركون في سقر‼ وما شجر بينهم يجب أن يخضع للنقد والتحليل بغير قداسة محرجة ولا تشويه متعمد، لأنها فترة التأسيس التي ترتبت عليها أحداث اللحظة.
يتعامل السنة مع الفتنة بمنطق الأمنيات، وكأنها لم تكن‼ ويستخدمون في تبريرها أساليب مختلفة، فتارة ينهون عن الحديث عنها، وتارة يلصقون كل شيء بابن سبأ، المهم أن يكون العدو من خارجنا. والحقيقة أنه كان صراعا على السلطة، تم استخدام الدين فيه كستار، كما سيحدث بعد ذلك آلاف المرات. والدليل ما حدث بعد رفع قميص عثمان، وحمل المصاحف على الأسنة.. ببساطة حين تسلم معاوية الحكم، لم يعاقب قتلة عثمان، وورثه ابنه، حتى لو كان الملك يمر بذبح آل محمد‼ برغم ذلك وجدوا من يدافع عنهم‼.
الأمور واضحة وضوح الشمس، لا يوجد فيها تلبيس. أراد معاوية الدنيا ونالها، وأراد علي الآخرة ونالها لكن هذا شيء، وجرأة الشيعة على الصحابة و الشيخين خاصة شيء آخر. كيف تطاوعهم قلوبهم على مقت الصحابة، وكراهية أبي بكر وعمر، اللذين بذلا الغالي والنفيس، وحملا العبء في بدء الدعوة، ونشرا الإسلام في الأقطار المجاورة، وأقاما دولة العدل‼ والإمام علي نفسه صلى خلفهم، وتزاوج منهم، وأكل معهم، وصلى عليهم‼. وكيف يحولون الدين لمؤامرة متصلة ثم يطلبون من غير المسلمين الدخول في هذا الدين‼. سيقول قائل لكنهم أخدو حق بيت النبوة و فدك ...الخ لكن قلنا أولا أنهم بشر يصيبون و يخطئون و لنراجع كتاب الشهيد الصدر ( فدك في التاريخ ) لنرى كيف تعامل مع القضية بدون سب و لا لعن بل كان يترضى عنهم لكن في المقابل يدكر أخطائهم ! فقد كانت هنالك خلافات بين الآل و الصحب لكنهم تجاوزوها و نحن لم نتجاوزها بعد ..
هكذا في البين بين، بين هذا وذاك، أنا دائما في المنتصف‼.
لك طريقك، ولي طريقي، أما الطريق الصحيح؛ الطريق الوحيد، فهو غير موجود.
فريدريش نيتشه
أن تكون دائما في المنتصف: منتصف العمر، منتصف المذاهب، منتصف الطريق. لا تقوم لك حجة هنا حتى تقوم لك حجة هناك‼، ولا تجد عيبا هنا إلا وجدته هناك‼. صواب هنا وصواب هناك‼، وخطأ هنا وخطأ هناك‼. فيما الناس من حولك واثقون، متحمسون‼. يؤمنون بصواب معتقدهم، ويمتلكون اليقين. ينامون ملء جفونهم، ويذهبون –مطمئنين- إلى نهاية الطريق، فيما أنت دائما في البين بين‼.
هل تعرف -يا مسكين- ماذا يترتب على هذا كله؟:
إنهم جميعا يرفضونك‼.. يكرهونك‼. يتفقون عليك‼.
أنا مقدر لحزن الشيعة الكبير، ورغبتهم الخارقة في نصرة آل البيت، بعد تعرضهم لأكبر عملية استنزاف عاطفي في التاريخ، عن طريق استدعاء كارثة كربلاء ليل نهار، بالصوت والصورة، والرواية والتمثيل ، بل أبعد من ذلك، فأنا أشارككم بعض إحساسكم بالاستفزاز من مبالغة بعض السنة في مديح معاوية‼ وحمية في الدفاع عنه لا تجدها لمصارع آل البيت‼ لكني رغم إيماني بقضيتكم العادلة لا أستطيع أن أمضي معكم إلى نهاية الطريق، ولا أستطيع أن أصدق أن التاريخ مؤامرة، والصحابة نكصوا، وخالفوا عهد رسولهم، لا أستطيع أن أبتلع أن عمر أجهض الزهراء عليها السلام وقتل بنت نبيه‼. هذا غير سائغ في شريعة العقل قبل شريعة الإنصاف‼ و كما قال العالم الشيعي كاشف الغطاء في كتابه جنة المأوى (..لكن قضية ضرب الزهراء ولطم خدها مما لا يكاد يقبله وجداني ويتقبّله عقلي، ويقتنع به مشاعري) انتهى . وإذا كان المتحدث مجنونا فليكن السامع عاقلا، ويحكم العقل في ركام المرويات، وأكاذيب تسللت إلى كتب التراث.
و لندهب الآن الى ما شجر بين الصحابة فأنا في المنتصف، لا أقبل الرواية السنية التي تبسط الأمور، ولا الرواية الشيعية التي تعقد الأمور. الصحابة نقلوا الدين فهم خير البشر. لكنهم بشر‼ ليسوا ملائكة يحلقون في السماء كالحلم السني، ولا كالكابوس الشيعي شياطين يتعاركون في سقر‼ وما شجر بينهم يجب أن يخضع للنقد والتحليل بغير قداسة محرجة ولا تشويه متعمد، لأنها فترة التأسيس التي ترتبت عليها أحداث اللحظة.
يتعامل السنة مع الفتنة بمنطق الأمنيات، وكأنها لم تكن‼ ويستخدمون في تبريرها أساليب مختلفة، فتارة ينهون عن الحديث عنها، وتارة يلصقون كل شيء بابن سبأ، المهم أن يكون العدو من خارجنا. والحقيقة أنه كان صراعا على السلطة، تم استخدام الدين فيه كستار، كما سيحدث بعد ذلك آلاف المرات. والدليل ما حدث بعد رفع قميص عثمان، وحمل المصاحف على الأسنة.. ببساطة حين تسلم معاوية الحكم، لم يعاقب قتلة عثمان، وورثه ابنه، حتى لو كان الملك يمر بذبح آل محمد‼ برغم ذلك وجدوا من يدافع عنهم‼.
الأمور واضحة وضوح الشمس، لا يوجد فيها تلبيس. أراد معاوية الدنيا ونالها، وأراد علي الآخرة ونالها لكن هذا شيء، وجرأة الشيعة على الصحابة و الشيخين خاصة شيء آخر. كيف تطاوعهم قلوبهم على مقت الصحابة، وكراهية أبي بكر وعمر، اللذين بذلا الغالي والنفيس، وحملا العبء في بدء الدعوة، ونشرا الإسلام في الأقطار المجاورة، وأقاما دولة العدل‼ والإمام علي نفسه صلى خلفهم، وتزاوج منهم، وأكل معهم، وصلى عليهم‼. وكيف يحولون الدين لمؤامرة متصلة ثم يطلبون من غير المسلمين الدخول في هذا الدين‼. سيقول قائل لكنهم أخدو حق بيت النبوة و فدك ...الخ لكن قلنا أولا أنهم بشر يصيبون و يخطئون و لنراجع كتاب الشهيد الصدر ( فدك في التاريخ ) لنرى كيف تعامل مع القضية بدون سب و لا لعن بل كان يترضى عنهم لكن في المقابل يدكر أخطائهم ! فقد كانت هنالك خلافات بين الآل و الصحب لكنهم تجاوزوها و نحن لم نتجاوزها بعد ..
هكذا في البين بين، بين هذا وذاك، أنا دائما في المنتصف‼.
تعليق