إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

نداء الى كل سني وشيعي حول السب والعن

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نداء الى كل سني وشيعي حول السب والعن

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين حبيب اله العالمين اب القاسم محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اما بيعد
    ورد من الاخوه الاعزاء بسؤال بهم

    ببقولهم : "… هذا ليس بغريب على قوم- يعني الشيعة- يقوم دينهم على اللعن والسب والطعن في الأعراض … " ..
    نقول : أما اللعن فالشيعة لا يلعنون إلا من لعنهم الله ولعنهم رسوله (ص) ، ويجب أن تعرف أن بعضهم كان يعيش مع رسول الله (ص) ، قال تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ) (1) .
    ورواية الحاكم في ( المستدرك ) عن عمرو بن شاس الأسلمي وكان من أصحاب الحديبية تبين بعض هؤلاء قال : خرجنا مع علي (رض) إلى اليمن فجفاني في سفره ذلك حتى وجدت في نفسي ، فلما قدمت أظهرت شكايته في المسجد حتى بلغ ذلك رسول الله (ص) قال : فدخلت المسجد ذات غداة ورسول الله (ص) في ناس من أصحابه فلما رآني أبدني عينيه قال : يقول حدد إلي النظر حتى إذا جلست قال : يا عمر والله لقد آذيتني فقلت : أعوذ بالله أن أوذيك يا رسول الله قال : بلى من آذى عليا فقد آذاني " .
    قال الحاكم : " هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، قال الذهبي : " صحيح " (2).
    ورواه ابن حبان في صحيحه (3) .
    (1) الأحزاب / 57 .
    (2) المستدرك على الصحيحين ج3 ص132 (122) . (3) صحيح ابن حبان ج6 ص267 .
    ورواه الهيثمي في ( مجمع الزوائد ) وقال بعدها : رواه أحمد والطبراني باختصار والبزار أخصر منه ورجال أحمد ثقات (1) .
    وروى الحديث البزار في مسنده عن سعد بن أبي وقاص (2) ، وذكره الهيثمي في ( مجمع الزوائد ) وقال " رواه أبو يعلى والبزار باختصار ورجال أبي يعلى رجال الصحيح غير محمد بن خداش وقنان وهما ثقتان " (3) .
    ورواية أبي يعلى عن سعد قال كنت جالسا في المسجد ، أنا ورجلين معي فنلنا من علي ، فأقبل رسول الله (ص) غضبان يعرف في وجهه الغضب ، فتعوذت بالله من غضبه ، فقال : " ما لكم وما لي ؟ من آذى عليا فقد آذاني " (4) .
    وذكره ابن حجر في ( المطالب العالية ) تاما وكذلك البوصيري في ( مختصر إتحاف السادة ) عن مسند ابن أبي عمر العدني عن مصعب بن سعد عن أبيه (رض) قال كنت جالسا في المسجد مع رجلين فتذكرنا عليا (رض) فتناولنا منه ، فأقبل رسول الله (ص) مغضبا يعرف في وجهه الغضب ، فقلت : أعوذ بالله من غضب رسول الله (ص) قال فكنت أوتى من بعد فيقال : إن عليا يعرض بك يقول : اتقوا فتنة الأخينس فأقول : هل سماني ؟ فيقولون : لا ، فأقول خنس الناس لضنين معاذ الله أن أوذي رسول الله (ص) بعد ما سمعت منه " .
    قال البوصيري : رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر ورواته ثقات (5) .
    (1) مجمع الزوائد ج9 ص129 .
    (2) مسند البزار ج3 ص365 .
    (3) مجمع الزوائد ج9 ص 129 .
    (4) مسند أبي يعلى ج2 ص109 .
    (5) المطالب العالية ج4 ص 249 -250 ، ومختصر إتحاف السادة المهرة ، المجلد 5 ص186 ، قال ابن حجر : وقال ابن أبي عمر : حدثنا مروان الفزاري عن قنان بن عبدالله أنه سمع مصعب … .
    وعن معنى خنس قال ابن الأثير : " وفيه ( تقاتلون قوما خنس الآنف ) ، الخنس بالتحريك : انقباض قصبة الأنف وعرض الأرنبة ، والرجل أخنس والجمع خُنْس ، والمراد بهم الترك لأنه الغالب على آنافهم وهو شبيه بالفطس " (1) .
    قال أخوه في ( أسد الغاية ) : " وقال إسماعيل بن محمد بن سعد : كان سعد آدم طويلا ، أفطس " (2) .
    والعجب بعد ذلك من محققي طبعة الرسالة لمسند أحمد حينما يضعفون الحديث لأن عبدالله بن نيار لم يصح سماعه من عمرو بن شاس إستنادا على قول ابن معين : لأن عبدالله بن نيار يروي عنه ابن أبي ذئب أو قال يروي عنه القاسم بن عباس – شك أبوالفضل - لا يشبه أن يكون رأى عمرو بن شاس " (3).
    ويتغافلون عن قول ابن أبي حاتم في ( الجرح والتعديل ) في ترجمة ابن نيار : " عبدالله بن نيار بن مكرم سمع أباه وعروة وعمرو بن شاس " (4) ، ويتغافلون عن قول ابن حبان في ( الثقات ) : " عبدالله بن نيار الأسلمي يروي عن عمرو بن شاس " (5) ، بل قال في مكان آخر أن له صحبة (6) ، فكيف يكون غير متصل بخاله الصحابي عمرو بن شاس .؟
    والأعجب هو استنباط ابن معين فمقتضى ما ذكر من دليل الانقطاع بين المذكورين وبين ابن نيار لا بين ابن نيار وعمرو ‍‍‍‍.
    ثم ألا تقتضي القواعد - لو سلم بالضعف - أن يرتقي الخبر إلى درجة الحسن لصحة الخبر الوارد عن سعد بن أبي وقاص ، لكن الظاهر أنهم لا يتحملون صحة بعض ما ورد عن رسول الله (ص) في حق علي (ع)!
    (1) النهاية في غريب الحديث ج2 ص79 .
    (2) أسد الغابة في معرفة الصحابة ج2 ص 235 .
    (3) مسند أحمد ج25 ص 321 .
    (4) الجرح والتعديل ج5 ص185 .
    (5) الثقات لابن حبان ج5 ص21 .
    (6) المصدر السابق ج3 ص 244 .
    المهم إذا كان من يؤذي علي (ع) فقد آذى رسول الله (ص) والقرآن صرح بأن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله تعالى ، ألا يحق للشيعة أن يلعنوا الذين كانوا يؤذون عليا تبعا للعنة الله لهم ، والقرآن يقرن لعن اللاعنين مع لعن الله للكاتمين للعلم حينما يقول عز وجل ( أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ) (1) .
    أليس الخروج على أمير المؤمنين علي (ع) في معركة صفين ، وسبه ولعنه على منابر بني أمية وجعلها سنة استمرت سبعين سنة ابتدأت بخلافة معاوية وبأمر منه شخصيا أذى لله ورسوله ولعلي (ع) .
    والأمر بالسب من معاوية يذكره مسلم في صحيحه فقد روى عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال : ما منعك أن تسب أبا التراب … " (2) .
    والسؤال الموجه لكل منصف يجعل القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة منارا ودستورا لحياته : ألا يستحق هؤلاء المؤذون لعلي (ع) اللعن بصريح القرآن ؟
    بل صريح الروايات أن سب علي (ع) هو سب لرسول الله (ص) كما صرحت بذلك أم المؤمنين أم سلمة في الرواية التي ينقلها الحاكم في ( المستدرك ) عن أبي عبد الله الجدلي قال : دخلت على أم سلمة (رض) فقالت : أيسب رسول الله (ص) فيكم فقلت : معاذ الله أو سبحان الله أو كلمة نحوها ، فقالت : سمعت رسول الله (ص) يقول : " من سب عليا فقد سبني " .
    (1) 159 / البقرة .
    (2) صحيح مسلم ج4ص187 .
    قال الحاكم : " هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقد رواه بكير بن عثمان البجلي عن أبي إسحاق بزيادة ألفاظ " ، وقال الذهبي في التلخيص : " صحيح " (1) .
    وقد تقدم في الجزء الأول محاولة الكاتب اليائسة لتضعيف الخبر فراجع (2) .
    ولقد ورد في الروايات أن الأنبياء السابقين لعنوا أشخاصا بأعيانهم فهذا نبي الله صالح (ع) يلعن شخصا بعينه كما في رواية ابن خزيمة عن قيس بن سعد عن رسول الله (ص) : فقال صالح : اللهم العن أبا رغال ، اللهم العن أبا رغال " (3) .
    وأيضا الثابت في الروايات أن رسول الله (ص) لعن قبائل وبطونا من قريش ، فقد روى مسلم عن خفاف بن إيماء : " ركع رسول الله (ص) ثم رفع رأسه ، فقال : غفار غفر الله لها ، وأسلم سالمها الله ، وعصية عصت الله ورسوله ، اللهم العن بني لحيان ، والعن رعلا وذكوان ، ثم وقع ساجدا " (4) .
    كما لعن أشخاصا بأعيانهم ، منهم بعض الملأ من قريش فقد روى البخاري عن سالم عن أبيه أنه سمع رسول الله (ص) إذا رفع رأسه من الركوع من الركعة الآخرة من الفجر يقول : اللهم العن فلانا وفلانا وفلانا بعد ما يقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد … وعن حنظلة بن أبي سفيان سمعت سالم بن عبدالله يقول كان رسول الله (ص) يدعو على صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحارث بن هاشم … " (5) ،
    (1) المستدرك على الصحيحين ج3 ص130 ، ورواها بطريق بكير البجلي .
    (2) النفيس في بيان رزية الخميس ج1 ص 157 .
    (3) صحيح ابن خزيمة ج4 ص21 .
    (4) صحيح مسلم ج1 ص470 .
    (5) صحيح البخاري ، كتاب المغازي باب ليس لك من الأمر شيء ، ج 5 ص 127 .
    وروى أيضا عن عائشة أنه (ص) قال : " اللهم العن شيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة وأمية بن خلف كما أخرجونا من أرضنا إلى أرض الوباء " (1) .
    بل الروايات صريحة في أنه لعن أناسا من المنافقين فقد روى ابن حبان في صحيحه عن ابن عمر : " أنه سمع النبي (ص) قال في صلاة الفجر حين رفع رأسه من الركوع ربنا ولك الحمد في الركعة الآخرة ثم قال اللهم العن فلانا وفلانا ، دعا على أناس من المنافقين ، فأنزل الله ( لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ ) " (2) .
    وروي لعن رسول الله (ص) لأبي سفيان فقد روى الترمذي في سننه عن ابن عمر قال رسول الله (ص) يوم أحد : " اللهم العن أبا سفيان ، اللهم العن الحارث بن هشام ، اللهم العن صفوان بن أمية … " .
    قال أبو عيسى – الترمذي - : " هذا حديث حسن غريب " (3) .
    هذا وقد صرح ابن حبان في صحيحة بخطأ من توهم بأن الروايات السابقة تدل على نسخ جواز اللعن قائلا : " هذا الخبر قد يوهم من لم يمعن النظر في متون الأخبار ولا يفقه في صحيح الأخبار أن القنوت في الصلوات منسوخ وليس كذلك ، لأن خبر ابن عمر الذي ذكرناه أن المصطفى (ص) كان يلعن فلانا وفلانا وفلانا ، فأنزل الله ( لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ ) فيه البيان الواضح … أن اللعن على الكفار والمنافقين في الصلاة غير منسوخ ولا الدعاء للمسلمين … " (4) .
    (1) صحيح البخاري ، كتاب الحج باب كراهية النبي أن تعرى المدينة ، ج3 ص30 .
    (2) صحيح ابن حبان ج3 ص 173 .
    (3) سنن الترمذي ج5 ص 227 .
    (4) صحيح ابن حبان ج3 ص101
    هذا وقد بين رسول الله (ص) بعض من يستحق اللعن من المسلمين في رواية عائشة التي نقلها ابن حبان في صحيحه أن رسول الله (ص) قال : " ستة لعنتهم ولعنهم الله وكل نبي مجاب … - إلى أن قال (ص) - والمستحل من عترتي ما حرم الله والتارك لسنتي " (1) .
    وروى ابن جرير الطبري في تفسيره عند تفسير قوله تعالى ( وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ ) عن سهل بن سعد قال : رأى رسول الله (ص) بني فلان ينزون على منبره نزو القردة ، فساءه ذلك ، فما استجمع ضاحكا حتى مات قال : وأنزل الله عز وجل في ذلك ( وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ ) " (2) .
    وبني فلان أي بني أمية كما يظهر من القرطبي في تفسير قوله تعالى ( وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ ) عن سهل بن سعد (رض) : " إنما هذه الرؤيا هي أن رسول الله (ص) كان يرى بني أمية ينزون على منبره نزو القردة فأغتم لذلك ، وما استجمع ضاحكا من يومئذ حتى مات (ص) ، فنزلت الآية مخبرة أن ذلك من تملكهم وصعودهم يجعلها الله فتنة للناس وامتحانا " (3) .
    وقد تحدثت الروايات بشكل واضح عن الملعونين من بني أمية أولها ما ذكرناه آنفا عن الترمذي من لعنه (ص) لأبي سفيان .
    لكن اللعن لم يقتصر عليه بل شمل ابنه معاوية فقد روى الطبراني عن نصر بن عاصم الليثي عن أبيه قال : " دخلت مسجد المدينة فإذا الناس يقولون نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله ، قلت : ماذا ؟ قالوا كان رسول الله (ص) يخطب على
    (1) صحيح ابن حبان ج5 ص 373 .
    (2) تفسير الطبري المجلد9 ج 15 ص 141 .
    (3) تفسير القرطبي المجلد 5 ج10 ص 254 .
    منبره فقام رجل فأخذ بيد ابنه فأخرجه من المسجد فقال رسول الله (ص) لعن الله القائد والمقود ، ويل لهذه الأمة من فلان ذي الأستاه " (1) .
    ذكره الهيثمي في ( المجمع ) وعلق عليه بقوله : " رواه الطبراني ورجاله ثقات " (2) .
    وأما الروايات التي تحدد المعروف بأنه ذي أستاه فقد رواه الرّوياني في ( مسند الصحابة ) عن البراء قال : " مر أبو سفيان بن حرب برسول الله (ص) ومعاوية خلفه ورسول الله في قبة ، وكان معاوية رجلا مستها ، فقال رسول الله (ص) : اللهم عليك بصاحب الأسته " (3).
    رواه الهيثمي في ( المجمع ) عن الطبراني ، لكن بلفظ " وكان رجلا مستمدا فقال رسول الله (ص) : الله عليك بصاحب الأسنمة " ثم قال : " رواه الطبراني وفيه ابن إسحاق وهو يدلس " (4) .
    والخبر مذكور في ( المعجم الأوسط ) للطبراني عن البراء بلفظ مختلف قال : " مر أبو سفيان ومعاوية خلفه – وكان رجلا مستمدا – فقال رسول الله (ص) : اللهم عليك بصاحب الأسنة " (5) .
    ومن الواضح أين وقع التحريف والخبر باللفظ الذي رواه الرّوياني عند ابن منظور في ( لسان العرب ) في مادة سته ، وكذا ابن الأثير في ( النهاية ) .
    (1) المعجم الكبير للطبراني ج17 ص176 ، وذكره في الأحاديث المختارة ج8 ص180 .

    (2) مجمع الزائد ج5 ص 242 .
    (3) مسند الصحابة للروياني ج1 ص 140 . (4) مجمع الزوائد ج6 ص 140 .
    (5) المعجم الأوسط ج3 ص101 .
    وذكر ابن كثير في تاريخه عن الأعمش : " طاف الحسن بن علي مع معاوية فكان معاوية يمشي بين يديه فقال الحسن : ما أشبه أليتيه بأليتي هند ! فالتفت إليه معاوية فقال : أما إن ذلك كان يعجب أبا سفيان " (1) .
    وذكر ابن كثير عن الشافعي قال أبو هريرة : " رأيت هندا بمكة كأن وجهها فلقة قمر وخلفها من عجيزتها مثل الرجل الجالس " (2) .
    وروى ابن أبي عاصم في ( الآحاد والمثاني ) عن عبدالله بن شبل عن رسول الله (ص) أنه قال : " اللهم العن رجلا وسماه واجعل قلبه قلب سوء واملأ جوفه من رضف جهنم " (3) ، لم نجد ما يدل على تحديد الرجل .
    هذا وقد صدر من رسول الله (ص) لعن آخر لهم ، فقد روى البزار في مسنده عن سفينة (رض)أن النبي (ص) كان جالسا فمر رجل على بعير وبين يديه قايد وخلفه سائق ، فقال : لعن الله القائد والسائق والراكب " (4) .
    وذكره الهيثمي في ( المجمع ) : " رواه البزار ورجاله ثقات " (5) .
    وتجد تفسير المقصود بهؤلاء الثلاثة عند الطبراني فقد روى عن عمران بن حدير أظنه عن أبي مجلز قال : " قال عمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة لمعاوية : إن الحسن بن علي عيي وإن له كلاما ورأيا وإنه قد علمنا كلامه فيتكلم كلاما فلا يجد كلاما ، فقال : لا تفعلوا فأبوا عليه ، فصعد عمرو المنبر فذكر عليا ووقع فيه ، ثم صعد المغيرة بن شعبة فحمد الله وأثنى عليه ثم وقع في علي (رض)، ثم قيل للحسن
    (1) البداية والنهاية لابن كثير ج 8 ص 144 .
    (2) المصدر السابق ج 8 ص 126 .
    (4) مسند البزار ج9 ص 286 .
    (5) مجمع الزوائد ج1 ص 113 .
    (3) الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم ج5 ص300 ، ورواه الطبراني في مسند الشاميين ج2 ص 434 .
    بن علي : اصعد فقال : لا أصعد ولا أتكلم حتى تعطوني إن قلت حقا أن تصدقوني وإن قلت باطلا أن تكذبوني ، فأعطوه فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه فقال : بالله يا عمرو وأنت يا مغيرة أتعلمان أن رسول الله (ص) قال : لعن الله السائق والراكب أحدهما فلان ؟ قالا : اللهم نعم بلى ، قال : أنشدك بالله يا معاوية ويا مغيرة أتعلمان أن رسول الله (ص) لعن عمرا بكل قافية قالها لعنة ؟ قالا : اللهم بلى ، قال : أنشدك بالله يا عمرو وأنت يا معاوية بن أبي سفيان أتعلمان أن رسول الله (ص) لعن قوم هذا ؟ قالا : بلى قال الحسن : فإني أحمد الله الذي وقعتم فيمن تبرأ من هذا " (1) .
    قال الهيثمي : " رواه الطبراني عن شيخه زكريا بن يحيى الساجي ، قال الذهبي : أحد الأثبات وما علمت فيه جرحا أصلا ، وقال ابن القطان : مختلف فيه وبقية رجاله رجال الصحيح " (2) .
    قال ابن حجر : " أحد الأثبات ، ما علمت فيه جرحا أصلا ، وقال أبو الحسن بن القطان مختلف فيه في الحديث ، وثقه قوم وضعفه آخرون ، توفي سنة سبع وثلاثمائة ، انتهى . ولا يغتر أحد بقول ابن القطان قد جازف بهذه المقالة ، وما ضعف زكريا الساجي هذا أحد قط كما أشار إليها المؤلف " (3) .
    وقال ابن حجر في ( تقريب التهذيب ) : " ثقة فقيه " (4) .
    ومن الواضح أن معاوية أحد الثلاثة الملعونين في الرواية السابقة ، وقد صرح باسم الثلاثة في الخبر الذي نقله الطبري في تاريخه في أحداث سنة 284 من الهجرة حيث ذكر عزم المعتضد بالله على لعن معاوية على المنابر واستخرج من الديوان
    (1) المعجم الكبير ج3 ص72 .
    (2) مجمع الزوائد ج7 ص247 .
    (3) لسان الميزان ج2 ص602 .
    (4) تقريب التهذيب ج1 ص314 .
    الكتاب الذي كان المأمون أمر بإنشائه بلعن معاوية ، وذكر الطبري الكتاب وفيه : " … وأشدهم في ذلك عداوة وأعظمهم له مخالفة … أبو سفيان بن حرب وأشياعه من بني أمية الملعونين في كتاب الله ثم الملعونين على لسان رسول الله (ص) في عدة مواطن … ومنه قول الرسول (ع) وقد رآه مقبلا على حمار ومعاوية يقود به ويزيد ابنه يسوق به لعن الله القائد والراكب والسائق " (1).
    وروى الحاكم في ( المستدرك ) خبر رؤيا رسول الله (ص) عن أبي هريرة أن رسول الله (ص) قال : " إني أريت في منامي كأن بني الحكم بن أبي العاص ينزون على منبري كما تنزو القردة " ، قال فما رؤي النبي (ص) مستجمعا ضاحكا حتى توفي قال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، قال الذهبي في التلخيص : على شرط مسلم " (2) .
    وذكره أبو يعلى في مسنده عن أبي هريرة أن رسول الله (ص) رأي في المنام كأن بني الحكم ينزون على منبره وينزلون ، فأصبح كالمتغيظ وقال : " ما لي رأيت بني الحكم ينزون على منبري نزو القردة ، قال : فما رئي رسول الله (ص) مستجمعا ضاحكا بعد ذلك حتى مات " .
    قال محقق الكتاب : " إسناده صحيح " (3) .
    وروى الحاكم في ( المستدرك ) عن عبدالله بن الزبير : " أن رسول الله (ص) لعن الحكم وولده " .
    قال الحاكم : " هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه " (4) .
    (1) تاريخ الطبري ج 8 ص 185 .
    (2) المستدرك على الصحيحين ج4 ص 527 .
    (3) مسند أبي يعلى ج11 ص 348 .
    (4) المستدرك على الصحيحين ج4 ص481 .

    وروى أحمد في مسنده عن ابن الزبير وهو مستند إلى الكعبة وهو يقول : " ورب هذه الكعبة لقد لعن رسول الله (ص) فلانا وما ولد من صلبه ".
    قال محققو الطبعة : " إسناده ثقات رجال الشيخين … قال السندي : قوله فلانا أي الحكم ، قوله وما ولد عطف على فلان أي ولده فلان ، والمراد مروان والله تعالى أعلم " (1) ، وأورده الهيثمي في ( مجمع الزوائد ) قائلا : " رواه أحمد والبزار والطبراني بنحوه وعنده رواية كراوية أحمد ورجال أحمد رجال الصحيح " (2) .
    وروى البزار في مسنده عن عبدالله البهي مولى الزبير قال : " كنت في المسجد ومروان يخطب ، فقال عبدالرحمن بن أبي بكر : والله ما استخلف أحدا من أهله ، فقال مروان : أنت الذي نزلت فيك ( وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَا ) ، فقال عبدالرحمن : كذبت ، ولكن رسول الله (ص) لعن أباك " (3) ، قال الهيثمي في ( المجمع ) : " رواه البزار وإسناده حسن " (4).

    وروى البخاري مقطعا آخر من الحادثة في صحيحه عن يوسف بن ماهك قال : كان مروان على الحجاز استعمله معاوية ، فخطب فجعل يذكر يزيد بن معاوية لكي يبايع له بعد أبيه ، فقال له عبدالرحمن بن أبي بكر شيئا ، فقال : خذوه ، فدخل بيت عائشة فلم يقدروا فقال مروان : إن هذا الذي أنزل الله فيه ( وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَا أَتَعِدَانِنِي ) فقالت عائشة من وراء الحجاب : ما أنزل الله فينا شيئا من القرآن إلا أن الله أنزل عذري " (5) ..
    (1) مسند أحمد ج26 ص 51 .
    (2) مجمع الزوائد ج 5 ص241 .
    (3) مسند البزار ج6 ص 241 .
    (4) مجمع الزوائد ج5 ص 241 .
    (5) صحيح البخاري ج6 ص 166 .

    هذا وقد ثبت في الروايات لعن عائشة لعمرو بن العاص فقد روى الحاكم عن مسروق قال : " قالت لي عائشة  : إني رأيتني على تل وحولي بقر تنحر فقلت لها : لئن صدقت رؤياك لتكونن حولك ملحمة ، قالت : أعوذ بالله من شرك بئس ما قلت ، فقلت لها : فلعله إن كان أمرا سيسوءك فقالت : والله لئن أخر من السماء أحب إلي من أن أفعل ذلك ، فلما كان بعد ذكر عندها أن عليا (رض) قتل ذا الثدية فقالت لي : إذا أنت قدمت الكوفة فاكتب لي ناسا ممن شهد ذلك ممن تعرف من أهل البلد ، فلما قدمت وجدت الناس أشياعا فكتبت لها من كل شيع عشرة ممن شهد ذلك قال : فأتيتها بشهادتهم ، فقالت : لعن الله عمرو بن العاص فإنه زعم لي أن قتله بمصر " .
    قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، وقال الذهبي في التلخيص : على شرط البخاري ومسلم (1) .
    وكذلك لعن عمر بن الخطاب سمرة بن جندب كما روى سعيد بن منصور في سننه عن ابن عمر قال : قال عمر بن الخطاب (رض) : " لعن الله فلانا فإنه أول من أذن في بيع الخمر ، وإن التجارة لا تحل إلا فيما يحل أكله وشربه " .
    قال المحقق سعد آل حميد في توضيح المقصود من فلانا : " هو سمرة بن جندب " ، وقال : " سنده حسن لذاته " (2) .
    والخبر مذكور في صحيح مسلم عن ابن عباس (رض) يقول : " بلغ عمر أن سمرة باع خمرا فقال : قاتل الله سمرة ألم يعلم أن رسول الله (ص) قال : قاتل الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها " (3) .
    (1) المستدرك على الصحيحين ج4 ص14 .
    (2) سنن سعيد بن منصور ج4 ص1599 .
    (3) صحيح مسلم ج3 ص 1207 ، وصحيح البخاري ج3 ص107 .

    فصرحت رواية مسلم أن المقصود هو سمرة بن جندب أحد الصحابة ، وعند تعداد ابن حجر لفوائد الحديث في ( الفتح ) قال : " وفي الحديث لعن العاصي المعين " (1).
    وروى الشافعي في ( الأم ) عن عبدالله بن معقل : " أن عليا (ص) قنت في المغرب يدعو على قوم بأسمائهم وأشياعهم فقلنا آمين " (2) .
    وروى الطبري في تاريخه : " ورجع ابن عباس وشريح بن هانيء إلي علي وكان إذا صلى يقنت فيقول : اللهم العن معاوية وعمرا وأبا الأعور السلمي وحبيبا وعبدالرحمن بن خالد والضحاك بن قيس والوليد " (3) .
    فمن المقطوع به أن الشيعة لا تلعن إلا من لعن الله ورسوله ، وأما ما ذكره الكاتب من السب والطعن في الأعراض فليس من أخلاق الشيعي الذي ينتسب للإمام علي (ع) وأهل البيت الطاهرين .
    وإذا وجد مع ذلك من يلوث لسانه بالفحش والشتم ، فمن العقل عدم تعميم تصرفات الأفراد على الدين والمذهب ، وإلا ما أكثر من لسانه متلوث بالسب والشتم من أهل السنة وأولهم الكاتب ، ومع ذلك الشيعة لم ينسبوا الأمر إلى أهل السنة ومذهبهم ،كما أنهم لم ينسبوا سب الإمام علي (ع) إلى مذهب أهل السنة لمجرد أن بني أمية جعلوا سب الإمام علي (ع) على المنابر سنة التزموا بها واستمروا عليها سبعين عاما .
    والأعجب من ذلك كله مع ذمهم للشيعة لأنهم يلعنون ، تصرح رواياتهم بأن رسول الله (ص) كان يلعن ولكن لأن لعنه (ص) بطبيعة الحال كان موجها للصحابة
    (1) فتح الباري ج4 ص 415 .
    (2) الأم ج7 ص 165 ( 253 ) ، ورواه البيهقي في الكبرى ج2 ص 347 .
    (3) تاريخ الطبري ج4 ص 52 ، أحداث سنة 37 من الهجرة .
    فكان لا بد من إضافات على تلك الروايات تحول اللعنات إلى فضائل لهم فقد روى مسلم في صحيحه باب من لعنه النبي (ص) عن عائشة قالت : " دخل على رسول الله (ص) رجلان فكلماه بشيء لا أدري ما هو فأغضباه فلعنهما وسبهما فلما خرجا قلت : يا رسول الله ! ما أصاب من الخير شيئا ما أصابه هذان ، قال : وما ذاك ؟ قالت قلت : لعنتهما وسببتهما ، قال : أو ما علمت ما شارطت عليه ربي ؟ قلت : الله إنما أنا بشر فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا " (1) .
    ثم يروي مسلم في آخر الباب خبرا عن ابن عباس قال : كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله (ص) فتواريت خلف باب ، قال فجاء فحطأني حطأة ، وقال : اذهب فادع لي معاوية ، قال فجئت فقلت : هو يأكل ، فقال : لا أشبع الله بطنه " (2) ..
    وروى مسلم عن أم سليم أن رسول الله (ص) قال لها : يا أم سليم أما تعلمين أن شرطي على ربي أني اشترطت على ربي فقلت : إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر وأغضب كما يغضب البشر ، فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن يجعلها له طهورا وزكاة وقربة يقربه بها منه يوم القيامة " (3) .
    روى نحوه البخاري عن أبي هريرة (رض) أنه سمع النبي (ص) يقول : اللهم فأيما مؤمن سببته فاجعل ذلك له قربة إليك يوم القيامة " (4) .
    وفعلا حولت لعنة رسول الله (ص) إلى فضيلة للملعون لذا قال الذهبي في ( سير الأعلام ) عند نقله لقصة اعتراض البعض على عدم إخراج فضائل معاوية ، فقال النسائي أي شيء أخرج ؟ حديث : اللهم لا تشبع بطنه ، " قلت : لعل أن يقال هذه منقبة لمعاوية لقوله (ص) : اللهم من لعنته أو سببته فاجعل ذلك له زكاة ورحمة " (5) .
    (1) صحيح مسلم ج4 ص2007 .
    (2) المصدر السابق ج4 ص 2010 .
    (3) صحيح مسلم ج4 ص 2010 .
    (4) صحيح البخاري 8 ص 96
    (5) سير أعلام النبلاء ج14 ص 130 .
    بل جزم بذلك ابن كثير في تاريخه بعد أن نقل حديث لا أشبع الله بطنه قال : " وقد انتفع معاوية بهذه الدعوة في دنياه وأخراه إما في دنياه فإنه لما صار إلى الشام أميرا كان يأكل في اليوم سبع مرات يجاء بقصعة فيها لحم كثير وبصل فيأكل منها ويأكل في اليوم سبع أكلات بلحم ومن الحلوى والفاكهة كثيرا ويقول : والله ما أشبع وإنما أعيى ، وهذه نعمة يرغب فيها كل الملوك ، وأما في الآخرة قد اتبع مسلم هذا الحديث بالحديث الذي رواه البخاري وغيرهما من غير وجه عن جماعة من الصحابة أن رسول الله (ص) قال : اللهم إنما أنا بشر فأيما عبد سببته أو جلدته أو دعوت عليه وليس لذلك أهل فاجعل ذلك كفارة وقربة تقربه بها عندك يوم القيامة ، فركب مسلم من الحديث الأول وهذا الحديث فضيلة لمعاوية ولم يورد له غير ذلك " (1) .
    والعجب بعد ذلك أن ينقلوا عن رسول الله (ص) قوله " إنه من لعن شيئا ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه " (2) .
    والأعجب من ذلك أن يقول النووي في ( الأذكار ) : " اعلم أن لعن المسلم المصون حرام بإجماع المسلمين ، ويجوز لعن أصحاب الأوصاف المذمومة … وأما لعن الإنسان بعينه ممن اتصف بشيء من المعاصي … فظاهر الأحاديث أنه ليس بحرام وأشار الغزالي إلى تحريمه إلا في حق من علمنا أنه مات على الكفر … قال : لأن اللعن الإبعاد عن رحمة الله تعالى وما ندري ما يختم به لهذا الفاسق أو الكافر ، قال : وأما الذين لعنهم رسول الله (ص) بأعيانهم فيجوز أنه علم موتهم على الكفر … " (3) .
    (1) البداية والنهاية ج 8 ص 128 .
    (2) سنن الترمذي ج4 ص 351 . (3) الأذكار ص 353 – 354 .
    المهم لكي تعرف الارتباك الذي وقعوا فيه لتفسير هذه الأحاديث راجع شروحهم على الصحيحين (1) .
    فمن الواضح أن هناك أحاديث قد وضعت كي تحول اللعنات التي لعن بها رسول الله (ص) بني أمية وخاصة أبو سفيان وأولاده والحكم وأولاده إلى فضائل .
    (1) راجع فتح الباري ج 11 ص 172 ، وإكمال المعلم ج 8 ص 70 ، شرح النووي ج16 ص154 .

  • #2
    الى الاخوه المشاركين ارجو المشاركه من ضمن الموضوع رجاءً

    تعليق


    • #3
      أخي العزيز ...

      لا أختلف معك في أن اللعن موجود في كتاب الله و قد لعن رسول الله بعض الأشخاص ....

      لكن ... يجب علينا أن نعرف معنى الللعن في البداية ...


      و ما هي أوجه اللعن ..

      قال ابن الأثير في النهاية :وأصل اللَّعْن : الطَّرْدُ والإبعاد من الله ، ومن الخَلْق السَّبُّ والدُّعاء .

      وقال ابن منظور في لسان العرب :
      اللَّعْنُ : الإبعاد والطرد من الخير ، وقيل الطرد والإبعاد من الله ، ومن الخَلْق السَّبُّ والدعاء

      إذا فاللعن من الله سبحانه له مفهوم يختلف عن اللعن من الناس كما تبين ..

      أما بالنسبة لأوجه اللعن قي القرآن فقد ذكرها الحيري النيسابوري في كتابه (أوجه القرآن):

      اللعن على أربعة أوجه - ثم ذكر الأوجه الأربعة واستشهد ببعض الآيات على كل وجه ونحن ذاكرون تلك الأوجه مع زيادة بعض الآيات التي تتناسب مع كل وجه - :
      الوجه الأول: العذاب :

      وفي هذا المعنى يوجد عدة آيات يظهر منها أنه قد أُطلق اللعن وأريد منه العذاب، منها :
      1- قوله تعالى حكاية عن الكافرين: {وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَا يُؤْمِنُونَ} (البقرة:88).
      2- قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} (البقرة:159)
      فلعن الله لهم هو عذابه إليهم .
      ولعن الناس الدعاء عليهم كما سوف يأتي فاللعن من الله يختلف عن اللعن من الناس .
      3- قوله تعالى: {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلاً} (النساء:46)
      4- قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً} (النساء:52)
      5- قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً} (الأحزاب:57)
      6- قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} (محمد:23)
      7- قوله تعالى: {وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} (النور:7)
      8- قوله تعالى { إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً } (الأحزاب:64)
      فاللعن في هذه الآيات بمعنى العذاب من الله لمن يستحقه من الكافرين أو الظالمين أو الكاذبين وليس للإنسان في هذا العذاب أي شأن أو ممارسة بل هو فعل الله. ما عدى الآية المتقدمة تحت رقم 2 فإنها اشتملت على لعنين : من الله ومن اللاعنين وسوف يأتي
      الوجه الثاني للعن :الدعاء من الإنسان على غيره :
      1- كقوله: {وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} فإن المتلاعنين كل واحد يلعن الآخر فاللعنة تنزل على من يستحق منهما.
      2- قوله تعالى : { رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً } (الأحزاب:68)
      3- قوله تعالى : { أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ } (هود:18)
      4- قوله تعالى : { لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ } (المائدة:78) .
      5- قوله تعالى : { وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ } (الأعراف:44) فهذه الآيات كلها في إطار الدعاء على من يستحق الطرد من رحمة الله سبحانه. هذا في اللعن بمعنى الدعاء.
      أما اللعن بمعنى السب والشتم - كما ذكر في المعنى اللغوي - الذي يتعارف عليه أكثر الناس ويستعملونه في محاوراتهم ومجادلاتهم وفي الفتن الدائرة بينهم، فمثل هذا اللعن لا وجود له في القرآن الكريم.
      والوجه الثالث للعن : المسخ:
      وهو يدخل بحال من الأحوال في العذاب فإن المسخ في حد ذاته عذاب وغضب من الله على بعض خلقه، كقوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً} (النساء:47) أي نمسخهم كما مسخنا أصحاب السبت وطردهم بالمسخ
      والوجه الرابع للعن: الطرد من رحمة الله:
      وقد يكون هذا الوجه أوسع وأعم الوجوه حيث أن العذاب والمسخ يدخلان في هذا الوجه أيضاً وهنا آيات منها :
      1- قوله: {مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا} (الأحزاب:61)
      2- قوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ } (البقرة:161)
      3- قوله تعالى : { أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ } (آل عمران:87)
      فلعنة الله عليهم هي طردهم من رحمة الله أما لعنة الناس والملائكة فهي الدعاء عليهم بأن يبعدهم الله عن رحمته ..
      4- قوله تعالى: { فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (المائدة:13)أي طردهم من رحمته بالمسخ
      وكيف كان فما كان من فعل الله فإليه الأمر والنهي ولا يجوز لأحد أن يتدخل فيه، وما كان من فعل العبد الذي هو الدعاء على الغير فهذا الدعاء مرهون على حسب أسبابه إما بكون المدعو عليه كافرا كما في كثير من الآيات المتقدمة أو يدخل في عنوان الظالمين والمنافقين وغيرهم ممن يستحق الدعاء عليه .
      فاللعن المستعمل في القرآن من جهة الناس هو ما يصدق عليه دعاء على الطرف الآخر واستعمله بعضهم ضد بعض .
      أما أن الدعاء على الآخرين هل يدخل تحت مطلق استحباب الدعاء أم له حالة خاصة فهذا ما يحتاج إلى بحث وتدقيق .
      والذي يظهر من جملة من الأخبار أن الدعاء على الآخرين وإن كان جائزا في نفسه مع وجود مبرراته وأسبابه ولكنه من ناحية أخلاقية يكون مرجوحاً ويدخل عدمه في باب مكارم الأخلاق والعفو عن الآخرين ، هذا إذا لم يتجاوز الداعي الحد الشرعي وإلا أصبح محرماً ويكون الظالم مظلوماً والمظلوم ظالماً .

      و الآن أصبح واضحا ما هو مفهوم اللعن و ما هي أوجه اللعن الأربعة التي قسمها العلماء ... و من الواضح بأن اللعن من الناس هو على قسمين ..

      1- أحيانا يكون معنى الدعاء على الغير لمن يستحق الطرد من رحمة الله و هذا لا اشكال فيه
      2-عندما يصبح اللعن بمعنى السب و الشتم و هذا غير موجود في كتاب الله.


      و في المشاركة التالية سأبين موقف الني و آل بيته من اللعن .. لكن في البداية أود أن أعرف هل صاحب الموضوع متفق معي فيما ذكرت أو لا .. و شكرا

      تعليق


      • #4
        يااخي انا اعجب هنا من الشيعه كيف يلعنون معاويه ويكفرونه وقد ارتضاه الحسن والحسين عليهما السلام وصالحاه وبايعاه على امارة المؤمنين
        اهم على حق ام الحسنان عليها السلام؟
        اذا كان الشيعه على حق فالحسنان كانا على باطل وهذا محال
        واذا كان الحسنان محقين فالشيعه من اول مؤسس لهم الى اصغر شيعي موجود على بااااااااااااااااااااطل وكل ماهم عليه باطل في باطل والحسنين بريئان منهم الى ان تقوم الساعه وهذا الاصح
        والله من وراء القصد

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة عاشق ال البيت8508
          يااخي انا اعجب هنا من الشيعه كيف يلعنون معاويه ويكفرونه وقد ارتضاه الحسن والحسين عليهما السلام وصالحاه وبايعاه على امارة المؤمنين
          المشاركة الأصلية بواسطة عاشق ال البيت8508
          اهم على حق ام الحسنان عليها السلام؟
          اذا كان الشيعه على حق فالحسنان كانا على باطل وهذا محال
          واذا كان الحسنان محقين فالشيعه من اول مؤسس لهم الى اصغر شيعي موجود على بااااااااااااااااااااطل وكل ماهم عليه باطل في باطل والحسنين بريئان منهم الى ان تقوم الساعه وهذا الاصح
          والله من وراء القصد


          أخي الكريم ...

          أرجو أن لا يكون هناك خلط للمواضيع .. فلا علاقة بين مصالحة الامام الحسن لمعاوية و بين حرمة اللعن بمعنى السب و الشتم اطلاقا ...

          فمعاوية رجل تاريخه اسود و لا حاجة لنا للدخول في تاريخ معاوية ... فالموضوع هنا عن اللعن ... و شكرا

          تعليق


          • #6
            [QUOTE=Ahmad9666]أخي العزيز ...
            شكرا اخي الكريم انا اسف على عدم ردي عليك في نفس الوقة وذلك لسبب خارج عن ارادتي وهو خلل في شبكة الانترنت في العراق
            اخي الكريم شكرا على مشاركتك التي هي ضمن المشاركه
            ولكن الكل يعرف ان معاويه سب الامام علي عليه السلام لفتره من الدهر واشرت في ذلك في مشاركتي المفصله حول (سب علي عليه السلام على المنابر وجزاء الممتنع ) في( منتدى عقائد سيره وتاريخ) سوف تجد ما فعله معاويه ولا اريد التطرق الى غيره في هذه المشاركه لكي يتوضح لنا مدا حقد الامويين على ال البيت عليهم السلام ولابد وانت تعرف ما قاله يزيد ( لعبة هاشم في الفلك فلا خبرا جاء ولا وحيا نزل ).
            اخي الكريم انت تعرف ما فعله هؤلاء الملعونين في السلام .
            لو اتفقت معي لكان الكلام موضح وتكون المناقشه لطيفه وتعجب القارء
            شكرا لك

            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة عاشق ال البيت8508
              يااخي انا اعجب هنا من الشيعه كيف يلعنون معاويه ويكفرونه وقد ارتضاه الحسن والحسين عليهما السلام وصالحاه وبايعاه على امارة المؤمنين
              اهم على حق ام الحسنان عليها السلام؟
              اذا كان الشيعه على حق فالحسنان كانا على باطل وهذا محال
              واذا كان الحسنان محقين فالشيعه من اول مؤسس لهم الى اصغر شيعي موجود على بااااااااااااااااااااطل وكل ماهم عليه باطل في باطل والحسنين بريئان منهم الى ان تقوم الساعه وهذا الاصح
              والله من وراء القصد
              اخي الكريم ارجو منك ان تعرف تاريخ معاويه قبل الكلام عنه والدفاع عنه
              العجب كل العجب من انك عاشق ال البيت عليهم السلام وانت تدافع عن معاويه !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
              اذا كنت تحب ال البيت عليك ان تدافع عنهم لا تدافع عن اعدأهم

              تعليق


              • #8
                سؤال للشيعة
                هل لعن الامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه الصحابة ابا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ام لا ؟

                تعليق


                • #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة شافعي فلسطيني
                  سؤال للشيعة
                  هل لعن الامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه الصحابة ابا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ام لا ؟
                  اخي الكريم يا شافعي فلسطيني
                  الامام علي عليه السلام لعن من لعنه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وانت قرأت اول البحث
                  شكرا للمشاركه

                  تعليق


                  • #10
                    اخوان ارجو المشاركه من الموضوع

                    تعليق


                    • #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة امنيت موالي
                      اخي الكريم يا شافعي فلسطيني
                      الامام علي عليه السلام لعن من لعنه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وانت قرأت اول البحث
                      شكرا للمشاركه
                      طيب لتنتاقش بهدوء
                      لنقرا الآية الكريمة
                      (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة)
                      والمعروف ان ابا بكر وعمر رضي الله عنهما بايعا تحت الشجرة
                      وانتم تلعنون ابو بكر وعمر رضي الله عنهما
                      ومن المستحيل ان يتفق اللعن مع الرضى ؟

                      تعليق


                      • #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة شافعي فلسطيني
                        طيب لتنتاقش بهدوء
                        لنقرا الآية الكريمة
                        (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة)
                        والمعروف ان ابا بكر وعمر رضي الله عنهما بايعا تحت الشجرة
                        وانتم تلعنون ابو بكر وعمر رضي الله عنهما
                        ومن المستحيل ان يتفق اللعن مع الرضى ؟
                        اخي الكريم لابد وان قرات كتاب المصنف لابي شبيه الجزء السابع صفحه 432 باب ما جاء في خلافة ابي بكر وفي كتاب منهاج السنه الجزء 8 صفحه 291 وتاريخ الطبري الجزء الثاني الصفحه353 سوف تعرف ما فعلوه في فاطمه عليها السلام
                        الم يقول الرسول في حقها (فاطمه بضعتاً مني من ابغضها فقد ابغضني ) اذا هم من ابغضو الزهراء عليه السلام
                        واذا تريد انت تعرف شيء اذا هم متحابين وصحابه اذا لما يقول عمر بن الخطاب بيعت ابا بكر فلته
                        واليك الدليل السني بذالك قال عمر : ... إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمت ، ألا وإنها قد كانت كذلك ، ولكن الله وقى شرها . . . من بايع رجلا عن غير مشورة من المسلمين فلا يبايع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا
                        أخرج البخاري في صحيحه ، وأحمد في مسنده ، والحميدي والموصلي في الجمع بين الصحيحين وابن أبي شيبة في المصنف وغيرهم عن ابن عباس في حديث طويل أسموه بحديث السقيفة ، قال فيه عمر : إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمت ، ألا وإنها قد كانت كذلك ، ولكن الله وقى شرها . . . من بايع رجلا عن غير مشورة من المسلمين فلا يبايع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا ( 1 ) .
                        وفي رواية أخرى : ألا إن بيعة أبي بكر كانت فلتة ، وقى الله المؤمنين شرها ، فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه . وذكر هذا الحديث من علماء أهل السنة : السيوطي في تاريخ الخلفاء ، وابن كثير في البداية والنهاية ، وابن هشام في السيرة النبوية ، وابن الأثير في الكامل ، والطبري في الرياض النضرة ، والدهلوي في مختصر التحفة الاثني عشرية ، وغيرهم ( 2 ) .
                        تأملات في الحديث : قول عمر : إن بيعة أبي بكر كانت فلتة . قال ابن منظور في لسان العرب : يقال : كان ذلك الأمر فلتة ، أي فجأة إذا لم يكن عن تدبر ولا ترو ، والفلتة : الأمر يقع من غير إحكام ( 3 ) .
                        وقال ابن الأثير في تفسير ذلك : أراد بالفلتة الفجأة . . . والفلتة كل شئ فعل من غير روية ( 4 ) .
                        وقال المحب الطبري : الفلتة : ما وقع عاجلا من غير ترو ولا تدبير في الأمر ولا احتيال فيه ، وكذلك كانت بيعة أبي بكر رضي الله عنه ، كأنهم استعجلوا خوف الفتنة ، وإنما قال عمر ذلك لأن مثلها من الوقائع العظيمة التي ينبغي للعقلاء التروي في عقدها لعظم المتعلق بها ، فلا تبرم فلتة من غير اجتماع أهل العقد والحل من كل قاص ودان ، لتطيب الأنفس ، ولا تحمل من لم يدع إليها نفسه على المخالفة والمنازعة وإرادة الفتنة ، ولا سيما أشراف الناس وسادات العرب ، فلما وقعت بيعة أبي بكر على خلاف ذلك قال عمر ما قال . ثم إن الله وقى شرها ، فإن المعهود في وقوع مثلها في الوجود كثرة الفتن ، ووقوع العداوة والإحن ، فلذلك قال عمر : وقى الله شرها ( 5 ) .
                        أقول : إذا كانت بيعة أبي بكر فلتة ، قد وقعت بلا تدبير ولا ترو ، ومن غير مشورة أهل الحل والعقد ، فهذا يدل على أنها لم تكن بنص من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، لا نص صريح كما ادعاه بعض علماء أهل السنة ، ولا نص خفي وإشارة مفهمة كما ادعاه بعض آخر ، لأن بيعته لو كانت مأمورا بها تصريحا أو تلميحا من النبي صلى الله عليه وآله وسلم لكانت بتدبير ، ولما كان للتروي ومشاورة الناس فيها مجال بعد أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بها .
                        ثم إن وصف هذه البيعة بالفلتة مشعر بأن أبا بكر لم يكن أفضل صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وأن كل ما رووه بعد ذلك في أفضليته على سائر الصحابة إنما اختلق لتصحيح خلافته وخلافة من جاء بعده ، ولصرف النظر عن أحقية غيره ، وإلا لو كانت أفضليته معلومة عند الناس بالأحاديث الكثيرة التي رووها في ذلك ، لما كان صحيحا أن توصف بيعة أفضل الناس بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأنها وقعت بلا ترو وتدبير ، لأن التروي والتدبير إنما يطلبان للوصول إلى بيعة الأفضل لا لأمر آخر ، فإذا تحققت هذه البيعة فلا موضوعية للتروي أصلا .
                        وقول عمر : إلا أن الله وقى شرها يدل على أن تلك البيعة فيها شر ، وأنه من غير البعيد أن تقع بسببها فتنة ، إلا أن الله سبحانه وقى المسلمين شرها . والشر الذي وقى الله هذه الأمة منه هو الاختلاف والنزاع ، وإن كان قد وقع النزاع والشجار في سقيفة بني ساعدة ، وخالف أمير المؤمنين عليه السلام وأصحاب فامتنعوا عن البيعة كما مر البيان ، لكن هذا الخلاف لم يشهر فيه سيف ، ولم يسفك فيه دم .
                        إلا أن فتنة الخلاف في الخلافة باقية إلى اليوم ، وما افتراق المسلمين إلى شيعة وسنة إلا بسبب ذلك . ومن يتتبع حوادث الصدر الأول يجد أن الظروف التاريخية ساعدت أبا بكر وعمر على تولي الأمر واستتبابه لهما ، مع عدم أولويتهما بالأمر واستحقاقهما له ، وذلك يتضح بأمور :
                        1 - إن انشغال أمير المؤمنين عليه السلام وبني هاشم بتجهيز النبي صلى الله عليه وآله وسلم حال دون ذهابه إلى السقيفة ، واحتجاجه على القوم بما هو حقه . كما أن غفلة عامة المهاجرين وباقي الأنصار عما تمالأ عليه القوم في السقيفة ، وحضور أبي بكر وعمر وأبي عبيدة دون غيرهم من المهاجرين ، جعل الحجة لهم على الأنصار ، إذ احتجوا عليهم بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : الأئمة من قريش . ولأنه لم يكن من قريش في السقيفة غيرهم ، فالخلافة لا بد حينئذ من أن تنحصر فيهم لأن القوم كانوا عقدوا العزم على اختيار خليفة من بين من حضروا في السقيفة ، لا يثنيهم عن ذلك شئ. وقد سارع في تحقق البيعة لأبي بكر ما كان بين الأوس والخزرج من المشاحنات المعروفة ، وما كان بين الخزرج أنفسهم من الحسد ، ولذلك بادر بشير بن سعد ( 6 ) فبايع أبا بكر . فقال له الحباب بن المنذر ( 7 ) : يا بشير بن سعد ، عققت عقاق ، ما أحوجك إلى ما صنعت ؟ أنفست على ابن عمك الإمارة ؟ ( 8 )
                        قال الطبري في تاريخه ، وابن الأثير في الكامل : ولما رأت الأوس ما صنع بشير بن سعد، وما تدعو إليه قريش ، وما تطلب الخزرج من تأمير سعد بن عبادة ، قال بعضهم لبعض ، وفيهم أسيد بن حضير ، وكان أحد النقباء : والله لئن وليتها الخزرج عليكم مرة ، لا زالت لهم عليكم بذلك الفضيلة ، ولا جعلوا لكم معهم نصيبا ، فقوموا فبايعوا أبا بكر . فقاموا إليه فبايعوه ، فانكسر على سعد بن عبادة وعلى الخزرج ما كانوا أجمعوا له من أمرهم ( 9 ) .
                        فكان نظر أبي بكر وعمر أن الخلافة لا يصح أن تكون إلا في قريش ، وكان لا بد من الإسراع في بيعة رجل من قريش لئلا تجعل في غيرهم .
                        قال المحب الطبري : وخشي - يعني أبا بكر - أن يخرج الأمر عن قريش ، فلا تدين العرب لمن يقوم به من غير قريش ، فيتطرق الفساد إلى أمر هذه الأمة ، ولم يحضر معه في السقيفة من قريش غير عمر وأبي عبيدة ، فلذلك دل عليهما ، ولم يمكنه ذكر غيرهما ممن كان غائبا خشية أن يتفرقوا عن ذلك المجلس من غير إبرام أمر ولا إحكامه ، فيفوت المقصود ، ولو وعدوا بالطاعة لمن غاب منهم حينئذ ما أمنهم على تسويل أنفسهم إلى الرجوع عن ذلك ( 10 ) .
                        ولأجل هذا المعنى اعتذر عمر بن الخطاب نفسه في حديث السقيفة عن مسارعتهم في بيعة أبي بكر ، وعدم تريثهم لمشاورة باقي المسلمين ، فقال : وإنا والله ما وجدنا فيما حضرنا من أمر أقوى من مبايعة أبي بكر ، خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة ، أن يبايعوا رجلا منهم بعدنا ، فإما بايعناهم على ما لا نرضى ، وإما نخالفهم فيكون فساد .
                        وأشار أبو بكر إلى ذلك في خطبته في المسجد بعد ذلك ، معتذرا للناس عن قبوله البيعة لنفسه ، فقال : والله ما كنت حريصا على الإمارة يوما ولا ليلة قط ، ولا كنت راغبا فيها ، ولا سألتها الله في سر ولا علانية ، ولكن أشفقت من الفتنة ( 11 ) .
                        وأخرج أحمد في المسند أن أبا بكر قال : فبايعوني لذلك ، وقبلتها منهم ، وتخوفت أن تكون فتنة تكون بعدها ردة ( 12 ) .
                        2 - إن ما أصيب به الإسلام والمسلمون من المصيبة العظمى والداهية الكبرى بفقد النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ، وما تبعه من حوادث ، جعل كثيرا من صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتجنبون الخلاف والنزاع .
                        فبعد أن علموا أن البيعة تمت لأبي بكر في السقيفة ، رأوا أنهم إما أن يرضوا بما وقع ، وفيه ما فيه ، أو يظهروا الخلاف فيكون الأمر أسوأ والحالة أشد ، والمسلمون أحوج ما يكونون إلى نبذ الفرقة ولم الشمل ، فبايعوا أبا بكر ، وكانت بيعتهم من باب دفع الأفسد في نظرهم بالفاسد .
                        وكان كثير من الصحابة يتجنبون الخلاف حتى مع علمهم بالخطأ ، ويرون فعل الخطأ مع الوفاق ، أولى من فعل الحق مع الخلاف .
                        ومن ذلك ما أخرجه أبو داود في السنن عن عبد الرحمن بن يزيد قال : صلى عثمان بمنى أربعا ، فقال عبد الله : صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين ، ومع أبي بكر ركعتين ، ومع عمر ركعتين . زاد عن حفص : ومع عثمان صدرا من إمارته ، ثم أتمها . . . ثم تفرقت بكم الطرق ، فلوددت أن لي من أربع ركعات ركعتين متقبلتين . . . فقيل له : عبت على عثمان ثم صليت أربعا ؟ قال : الخلاف شر ( 13 ) .
                        ورواه أحمد في المسند عن أبي ذر ( 14 ) .
                        ورواه البيهقي في السنن الكبرى عن ابن مسعود ، وفيه أنه قال : ولكن عثمان كان إماما ، فما أخالفه ، والخلاف شر ( 15 ) .
                        وكان ابن عمر إذا صلى مع الإمام صلى أربعا ، وإذا صلاها وحده صلى ركعتين ( 16 ) .
                        3 - أن عمر بن الخطاب كان يعضد أبا بكر ويقويه ، وعمر معروف بالشدة والغلظة ، فلذلك خاف قوم من مخالفة أبي بكر وعمر في هذا الأمر ، وأجبر قوم آخرون على البيعة ( 17 ) ، فاستتب الأمر بذلك لأبي بكر .
                        فإذا كانوا قد كشفوا بيت فاطمة لأخذ البيعة من أمير المؤمنين عليه السلام ( 18 ) ، ولم يراعوا لبيت فاطمة الزهراء عليه السلام حرمة ، فعدم مراعاة غيرها من طريق أولى ، وإن قهرهم لعلي عليه السلام لأخذ البيعة منه ( 19 ) ، مع ما هو معلوم من شجاعته وقربه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، يجعل غيره لا يمتنع عن البيعة .
                        ومن شدة عمر في هذا الأمر أنه كان من الذين نزوا على سعد بن عبادة يوم السقيفة وكادوا يقتلونه ، وقد ذكر ذلك عمر في حديث السقيفة ، فقال : ونزونا على سعد بن عبادة ، فقال قائل منهم : قتلتم سعد بن عبادة . فقلت : قتل الله سعد بن عبادة . وهو الذي ضرب يد الحباب بن المنذر يوم السقيفة فندر السيف منها .
                        قال الطبري في تاريخه : لما قام الحباب بن المنذر ، انتضى سيفه وقال : أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب . . . فحامله عمر ، فضرب يده ، فندر السيف فأخذه ، ثم وثب على سعد ووثبوا على سعد ( 20 ) .
                        وزبدة المخض أن أكثر الصحابة - المهاجرين منهم والأنصار - أعرضوا عن النصوص المروية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مسألة الخلافة ، وصدرت منهم اجتهادات خالفوا بها النصوص الثابتة ، ثم التمسوا لهم الأعذار فيها ، والتمس من جاء بعدهم لهم ما يصحح اجتهاداتهم تلك .
                        ويدل على ذلك أن الأنصار اجتمعوا في السقيفة وهم كثرة ، ليختاروا منهم خليفة للمسلمين ، مع أنهم يعلمون - كما في حديث السقيفة - أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : الأئمة من قريش ، فتجاوزوا هذا النص الصريح الواضح في هذه المسألة حرصا منهم على الإمارة ، كما أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما أخرجه البخاري وغيره عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : إنكم ستحرصون على الإمارة ، وستكون ندامة يوم القيامة ، فنعم المرضعة ، وبئس الفاطمة ( 21 ) .
                        وكان ذلك مصداقا لما أخبر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : وإني والله ما أخاف أن تشركوا بعدي ، ولكن أخاف عليكم أن تنافسوا فيها ( 22 ) .
                        وفي رواية أخرى ، قال : ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها ( 23 ) .
                        وبالجملة فإن قلنا : إنه يشترط في الخليفة أن يكون قرشيا فلا يجوز للأنصار أن يبايعوا رجلا منهم ، وإن قلنا : إن اختيار الخليفة لا بد أن يكون بالشورى ، فحينئذ لا يحق لمن حضر في السقيفة أن يختاروا خليفة منهم دون مشورة باقي المسلمين ، ولا سيما أنه لم يحضر من المهاجرين إلا ثلاثة نفر : أبو بكر وعمر وأبو عبيدة .
                        ثم إن احتجاج أبي بكر وعمر بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم منهم وهم عشيرته ، ولا يصلح لخلافته رجل من غيرهم ( 24 ) ، يستلزم أن يكون الخليفة من بني هاشم ، ومن آل النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالخصوص .
                        ولذلك احتج أمير المؤمنين عليهم بما احتجوا به على غيرهم ، فقال فيما نسب إليه :
                        فإن كنت بالشورى ملكت أمورهم * فكيف بهذا والمشيرون غيب
                        وإن كنت بالقربى حججت خصيمهم * فغيرك أولى بالنبي وأقرب ( 25 )
                        وأما إذا قلنا بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد نص على الخليفة من بعده كما هو الصحيح ، فالمخالفة حينئذ تكون أوضح.
                        ومن ذلك كله يتضح أن أهل السقيفة - المهاجرين منهم والأنصار - خالفوا النصوص الصحيحة الواردة من النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مسألة الخلافة . وهذا يستلزم ألا يكون شئ مما قرروه في السقيفة ملزما لغيرهم ، أو حجة عليهم ، بل لا يمكن أن يصحح بحال .
                        وأما اجتهاد باقي الصحابة ورغبتهم في ترك الخلاف ببيعة أبي بكر من أجل رأب الصدع وعدم إحداث الفرقة ، فهذا اجتهاد منهم لا يلزم غيرهم أيضا ، ولا يصحح بيعة أبي بكر مع ثبوت النصوص الصحيحة الدالة على خلافة علي عليه السلام التي سيأتي بيانها إن شاء الله تعالى .
                        =============================
                        (1) صحيح البخاري 8 / 210 الحدود ، باب رجم الحبلى من الزنا ، 4 / 2130 ح 6830 . مسند أحمد بن حنبل 1 / 323 ح 391 . الجمع بن الصحيحين للحميدي 1 / 104 . الجمع بين الصحيحين للموصلي 1 / 260 . المصنف 7 / 431 ح 37031 ، 37032 .
                        (2) تاريخ الخلفاء ، ص 51 . البداية والنهاية 5 / 215 . السيرة النبوية 4 / 657 . الكامل في التاريخ 2 / 326 . الرياض النضرة 1 / 233 . مختصر التحفة الاثني عشرية ، ص 243 .
                        (3) لسان العرب 2 / 67 .
                        (4) النهاية في غريب الحديث 3 / 467 .
                        (5) الرياض النضرة 1 / 237 .
                        (6) بشير بن سعد والد النعمان بن بشير ، من الخزرج . قال ابن الأثير في أسد الغابة 1 / 398 : شهد بدرا وأحدا والمشاهد بعدها ، يقال : إنه أول من بايع أبا بكر رضي الله عنه يوم السقيفة من الأنصار ، وقتل يوم عين تمر مع خالد بن الوليد بعد انصرافه من اليمامة سنة اثنتي عشرة .
                        (7) هو الحباب من المنذر بن الجموح الأنصاري ، من الخزرج . قال ابن الأثير في أسد الغابة 1 / 665 : شهد بدرا وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة . . . وشهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقال له : ذو الرأي . وهو القائل يوم السقيفة : أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب ، منا أمير . وتوفي في خلافة عمر بن الخطاب .
                        (8) يعني أنك حسدت سعد بن عبادة أو الحباب نفسه لأنه دعا إلى نفسه ، فبادرت إلى مبايعة أبي بكر ، لئلا ينالها سعد أو الحباب .
                        (9) تاريخ الطبري 2 / 458 . الكامل في التاريخ 2 / 331 .
                        (10) الرياض النضرة 1 / 238 .
                        (11) السيرة الحلبية 3 / 484 . وراجع مروج الذهب 2 / 301 .
                        (12) مسند أحمد بن حنبل 1 / 41 ح 42 ، قال أحمد شاكر : إسناده صحيح .
                        (13) سنن أبي داود 2 / 199 ح 1960 .
                        (14) مسند أحمد بن حنبل 31 / 205 ح 21541 .
                        (15) السنن الكبرى 3 / 144 .
                        (16) صحيح مسلم 1 / 482 .
                        (17) ذكر الطبري في تاريخه أن سعد بن عبادة قال يوم السقيفة لأبي بكر : إنك وقومي أجبرتموني على البيعة . فقالوا له : إنا لو أجبرناك على الفرقة فصرت إلى الجماعة كنت في سعة ، ولكنا أجبرنا على الجماعة فلا إقالة فيها ، لئن نزعت يدا من طاعة أو فرقت جماعة لنضربن الذي فيه عيناك .
                        (18) ذكر المسعودي في مروج الذهب 2 / 301 أن أبا بكر لما احتضر قال : ما آسى على شئ إلا على ثلاث فعلتها ، وددت أني تركتها ، وثلاث تركتها وددت أني فعلتها ، وثلاث وددت أني سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها ، فأما الثلاث التي فعلتها ، ووددت أني تركتها ، فوددت أني لم أكن فتشت بيت فاطمة .
                        وفي الإمامة والسياسة ، ص 18 : فأما اللاتي فعلتهن وليتني لم أفعلهن : فليتني تركت بيت علي وإن كان أعلن علي الحرب . . . وذكر هجوم القوم على بيت فاطمة أيضا : اليعقوبي في تاريخه 2 / 11 . وأبو الفداء في تاريخه 1 / 219 . وابن قتيبة في الإمامة والسياسة ، ص 13 كما سيأتي .
                        (19) قال ابن قتيبة في الإمامة والسياسة ، ص 13 : ثم قام عمر ، فمشى معه جماعة ، حتى أتوا باب فاطمة ، فدقوا الباب ، فلما سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها : يا أبت يا رسول الله ، ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة ؟ فلما سمع القوم صوتها وبكائها انصرفوا باكين . . . وبقي عمر ومعه قوم ، فأخرجوا عليا ، فمضوا به إلى أبي بكر فقالوا له : بايع . . .
                        وقال أبو الفداء في تاريخه 1 / 219 : ثم إن أبا بكر بعث عمر بن الخطاب إلى علي ومن معه ليخرجهم من بيت فاطمة رضي الله عنها ، وقال : إن أبوا عليك فقاتلهم . فأقبل عمر بشئ من نار على أن يضرم الدار ، فلقيته فاطمة رضي الله عنها وقالت : إلى أين يا ابن الخطاب ؟ أجئت لتحرق دارنا ؟ قال : نعم ، أو تدخلوا فيما دخل فيه الأمة . . . ونظم هذا المعنى حافظ إبراهيم ، فقال :
                        وقولة لعلي قالها عمر * أكرم بسامعها أعظم بملقيها
                        حرقت دارك لا أبقي عليك بها * إن لم تبايع وبنت المصطفى فيها
                        ما كان غير أبي حفص بقائلها * أمام فارس عدنان وحاميها
                        وهو كثير في كتب التاريخ يجده المتتبع
                        (20) تاريخ الطبري 2 / 459 .
                        (21) صحيح البخاري 4 / 2234 الأحكام ، ب 7 ح 7148 . سنن النسائي 7 / 181 ح 4222 ، 8 / 617 ح 5400 . صحيح سنن النسائي 2 / 457 ، 1090 . مسند أحمد بن حنبل 2 / 448 ، 476 . الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان 7 / 8 . السنن الكبرى 3 / 129 ، 10 / 95 . الترغيب والترهيب 3 / 98 . مشكاة المصابيح 2 / 1089 . حلية الأولياء 7 / 93 . شرح السنة 1 / 57 ، 14 / 58 . الجامع الصغير 1 / 388 ح 2538 . صحيح الجامع الصغير 1 / 388 ح 2304 . سلسلة الأحاديث الصحيحة 6 : 1 / 70 ح 2530 .
                        (22) صحيح البخاري 1 / 399 الجنائز ، ب 72 ح 1344 ، 3 / 1110 المناقب ، ب 25 ح 3596 ، 4 / 2059 الرقاق ، ب 53 ح 6590 . صحيح مسلم 4 / 1795 الفضائل ، ب 9 ح 2296 .
                        (23) صحيح البخاري 3 / 1234 المغازي ، ب 17 ح 4043 .
                        (24) ذكر الطبري في تاريخه 2 / 457 ، وابن الأثير في الكامل في التاريخ 2 / 329 خطبة أبي بكر يوم السقيفة ، فذكر المهاجرين وبين فضلهم على غيرهم ، فكان مما قال : فهم أول من عبد الله في الأرض ، وآمن بالله والرسول ، وهم أولياؤه وعشيرته ، وأحق بهذا الأمر من بعده ، ولا ينازعهم ذلك إلا ظالم . وكان مما قاله عمر : من ذا ينازعنا سلطان محمد وإمارته ، ونحن أولياؤه وعشيرته ، إلا مدل بباطل ، أو متجانف لإثم ، أو متورط في هلكة . وقال أبو عبيدة : ألا إن محمدا صلى الله عليه وسلم من قريش ، وقومه أولى به .
                        (25) ديوان أمير المؤمنين عليه السلام ، ص 12 . وراجع احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام بذلك في ( الإمامة والسياسة ) ، ص 11 .
                        اخي الكريم ما قولك حول بما يسمون في الخلفاء الاول والثاني هم من ابغضو رسول الله هم من حاربو الزهراء عليها السلام.......
                        بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله الرحمن الرحيم

                        تعليق


                        • #13
                          انا متواجد من العاشره مساءًالى الساعه الثالثه مساءً من كل يوم

                          تعليق


                          • #14
                            اخي الكريم ارجو منك ان تكون المشاركه من ضمن الموضوع واما ما كتبته كانت مشترك به ولكن اردت ان اكتبه لك لكي تفهم ما اقصده هو كيف يذكر الله أناس دنيويون يحبون الدنيا والحكم اليس هذا بأفتراء على الاسلام ان يكون احد يذكره الله في القرأن .وهو مثلما اشرت

                            تعليق


                            • #15
                              الهم العن اول ضالم حق لال محمد

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 21-02-2015, 05:21 PM
                              ردود 119
                              18,092 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:34 PM
                              استجابة 1
                              100 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:27 PM
                              استجابة 1
                              71 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 04-10-2023, 10:03 AM
                              ردود 2
                              154 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 09-01-2023, 12:42 AM
                              استجابة 1
                              160 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              يعمل...
                              X