معاوية هو مقاتل الخليفة الراشدي علي بن ابي طالب عليه السلام وهو قاتل الصحابة الاخيار والصالحين وسيرته تقارن بسيرة الجبابرة واستخفافه بامور الاسلام والدنيا والاخرة ولننظر ماذا كان لعمر بن الخطاب من معاويةالا وهو , ما رايت من ذم معاوية لعمر بن الخطاب وانه أحق بالخلافة منه ما ذكره الحميدي في الجمع بين الصحيحين في مسند عبد الله بن عمر في الحديث الثامن من افراد البخاري قال : دخلت على حفصة ونوساتها تنظف ، قلت : قد كان من أمرالناس ماترين ولم يجعلوا لي من الامر شيئا . فقالت : ألحق فانهم ينتظروك وأخشى ان يكون في احتسابك عنهم فرقة فلم تدعه حتى ذهب ، فلما تفرق الناس خطب معاوية فقال : من كان يريد ان يتكلم في هذا الامر فليطلع لنا قرنه فلنحن أحق به منه ومن أبيه ، ثم ذكر الحميدى ان عبد الله بن عمر أراد ان يجيب معاوية عن ذلك فامسك الجواب , اذا فمن هنا نقول فإذا كان معاوية يتغلب على الخلافة بقتال الخليفة بالحق علي بن ابي طالب عليه السلام وبقتال بني هاشم وأعيان الصحابة والتابعين واستباحته لمحارم الدنيا والدين ، ويزعم مع ذلك أنه أحق بالخلافة من عمر ابن الخطاب ، فقد خرج بهذه الاسباب عن مذاهب علماء الاسلام ، فمن أين يبقى له اسلام أو خلافة عند ذوى الافهام . ومن المعروف عن ضلالة معاوية ما ذكره الحميدى في كتاب الجمع بين الصحيحين في مسند أبى سعيد الخدرى في الحديث السادس عشر من افراد البخاري قال : ان رسول الله " ص " قال : ويح لعمار تقتله الفئة الباغية يدعو هم الي الجنة ويدعونه الى النار ( 1 ) ، فقتله معاوية وعمار من أصحاب علي عليه السلام . ( 1 ) البخاري في صحيحه : 1 / 115 ، ورواه مسلم في صحيحه : 4 / 2236 . ( * )
وذكر ذلك محمود الخوارزمي في كتاب الفائق في باب سائر معجزات النبي قال : أنه قال لعمار : ستقتلك الفئة الباغية ، فقتله أصحاب معاوية . قال
الخوارزمي : ولشهرة الحديث ما انكره معاوية وما رده بل قال : قتله من جاء به ، فقال ابن عباس : فقد قتل رسول الله " ص " حمزة لانه جاء به الى الكفار فقتلوه .
والامر الاخر في ادعاء معاوية لاخيه زياد ومخالفته في ذلك لشريعة نبيهم ، فان زيادا كان له مدع فيقال له أبو عبيد عبد بنى علاج من سقيف ، فاقدم معاوية على تكذيب ذلك الرجل وقد ولد زياد على فراشه ، ورد على نبيهم في قوله الولد للفراش ،
وادعى معاوية ان أبا سفيان زنا بوالدة زياد وهى عند زوجها المذكور وان زيادا من أبى سفيان ، فاستحل ما حرم الله وحرم ما أحل الله وخرج عن احكام الاديان وكفر بجميع الاديان من أحكام الاديان .ما بلغوا إليه من القدح في ولادة معاوية بن أبى سفيان وكونه ولد زنا ، ما رووه في كتبهم ، ورواه أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبى في كتاب المثالب فقال : كان معاوية لاربعة نفر لعمار بن الوليد بن المغيرة المخزومى
ولمسافر بن ابى عمر ولابي سفيان ولرجل سماه . قال : وكانت هند امه من المغيلمات وكانت أحب الرجال إليها السودان ، وكانت إذا ولدت أسود قتلته / نقله في تذكرة الخواص : 203
وأما حمامة فهى من بعض جدات معاوية ، وكان لها راية بذي المجاز - يعنى من ذوى الرايات في الزنا . اذا ألا تعجب من قوم رووا مثل هذه الامور الشنيعة . والاعراق الخبيثة عن معاوية ثم ارتضوه خليفة على الاسلام والمسلمين وقاتلوا معه عليا وأعيان بنى هاشم والصحابة والتابعين ، ان هذا مما يوجع الصدر ويقلقل الصبور .
وهذا ما قد قيل من باب مطاعن معاوية
واما في ما ان معاوية هو كاتب الوحي وخال المسلمين فاليكم التالي اتباع معاوية أنهم يدعون له فضيلة ويقولون انه كاتب الوحي لنبيهم ، وقد نقلوا في تواريخهم وكتبهم أن الذين يكتبون الوحي كانوا أربعة عشر نفرا ، وأقدمهم في الكتابة للوحي والتنزيل علب بن أبى طالب عليه السلام بلا خلاف ،
وما أراهم سموا كل واحد منهم كاتب الوحي ولا سموا عليا بذلك ولا خصصوا به غير معاوية ، مع أنهم يروون أن معاوية كان اسلامه بعد فتح مكة وقبل وفاة نبيهم بستة أشهر زائدا أو ناقصا ، فكيف يقبل العقول أن يوثق في كتابة الوحي بمعاوية
مع قرب عهده بالكفر وقصوره في الاسلام حيث دخل فيه ، وحسبهم في ترك الفضيلة في كتابة الوحي لو كان معاوية كاتبا له ما رووا في كتبهم المعتبرة أن من جملة كتاب الوحي ابن أبى سرح الذي ارتد عن الاسلام ودفن فلم تقبله الارض .
وقد ذكر الحميدي في الجمع بين الصحيحين في مسند أنس بن مالك في الحديث الثامن والاربعين بعد المائة من المتفق عليه قال : كان منا رجل من بنى النجار قد قرأ البقرة وآل عمران ، وكان يكتب لرسول الله " ص " فانطلق هاربا حتى لحق باهل
الكتاب قال : فرفعوه . قالوا : هذا قد كان يكتب لمحمد فاعجبوا به ، فما لبث أن قصم الله عنقه فيهم فحفروا له فواروه ، فاصبحت الارض قد نبذته على وجهها ثم عادوا فحفروا له فواروه ، فاصبحت الارض قد نبذته على وجهها فتركوه منبوذا ( 1 ) .
( 1 ) رواه مسلم في صحيحه : 4 / 2145 . ( * )
فإذا كان قد صححوا ان كتابة الوحي قد تحصل لمثل هذا المنبوذ فاى فضيلة تبقى لمعاوية ؟ وقد أظهر من مخالفة قواعد المسلمين
وقتل الصالحين ما يزيد على أحوال المرتدين .
[ وفي كتاب أوائل الاشتباه ان معاوية أول من ركب بين الصفا والمروة ، وأول من أعلن بشرب النبيذ والغناء وأول من أكل الطين واستباحه ، وكان على منبر رسول الله " ص " ياخذ البيعة ليزيد فاخرجت عائشة راسها من حجرتها وقالت : صه
صه هل استدعى الشيوخ بنيهم البيعة ؟ فقال معاوية : لا . فقالت : فبمن اقتديت . فخجل معاوية ونزل من المنبر وحفر حفيرة لعائشة واحتال لها وألقاها فيه فماتت .
وفي رواية اخرى ان عائشة ذهبت الى منزل معاوية وهي راكبة على حمار ، فجاءت بحمارها على بساط معاوية وعلى سريرها ، فبالت الحمار وراثت على بساطها وما راعت حرمة معاوية ، فشكى معاوية الى مروان وقال له لا طاقة لي الى
تحمل بلاء هذه العجوزة ، فتولى مروان باذن معاوية أمر عائشة ودبر لها حفر البئر فوقعت فيه في آخر ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ، قال الشاعر : لقد ذهب الحمار بام عمرو * فلا رجعت ولا رجع الحمار قيل لعبد الله بن يحيى : هل تصلي مع
معاوية ؟ قال : لا والله لا أجد فرقا بين الصلاة خلفه وبين الصلاة خلف امراة يهودية حائض ، ولذا لو صليت خلفه تقية أعدتها . وسئل شريك عن فضائل معاوية فقال : ان أباه قاتل النبي " ص " ، وهو قاتل وصي النبي ، وأمه أكلت كبد حمزة عم النبي وابنه قتل سبط النبي ، وهو ابن زنا فهل تريد منقبة بعد ذلك ] . هذا بالنسبة الى انه كان كاتب الوحي واما بالنسبة الى انه خال المسلمين فانه جماعة من المسلمين أنهم يسمون معاوية خال المؤمنين ويقولون ان ذلك لاجل اخته أم حبيبة بنت ابى سفيان كانت من أزواج نبيهم ، ومن المعلوم انه قد كان للنبي زوجات جماعة فيجب أن يكون أخوة الزوجات
كلهم أخو الا للمؤمنين ، وما تراهم سموهم بذلك ، وخاصة محمد بن أبى بكر فقد كان أخا لعائشة وعائشة عندهم من أعظم الزوجات فكيف لا يسمون أخاها بخال المؤمنين وكيف لم يسموا عبد الله بن عمر خال المؤمنين وقد كان هو أخا حفصة . ولو كان يلزم أن يكون انساب الزوجات قرابات المؤمنين للزم أن يسموا ذلك في كل قرابة للزوجات ، وكان أيضا يحرم على معاوية وجميع أخوة زوجات نبيهم أن يتزوجوا باحد من المؤمنات لانهم أخوال لهن ، وهذا من الهذيان الذي قالوه بالعصبية والبهتان .
قال : فجاء فحطانى حطاة وقال : اذهب وادع لي معاوية . قال : فجئت فقلت : هو ياكل . فقال : لا أشبع الله بطنه . قال ابن المثنى : قلت لامية : ما معنى قوله حطاني ؟ قال : قفدنى قفدة ( 1 ) .
1 ) مسلم في صحيحه : 4 / 2010 كتاب البر والصلة والاداب . ( * )
ان كتابهم يتضمن " لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم " ( 1 ) . فلو كان معاوية عند نبيهم من المؤمنين لكان به رؤفا رحيما ، فدعاؤه عليه يدل على أنه ما كان عنده من المؤمنين .
ومما رووا في تفسير ما تضمنه القران " وانك لعلى خلق عظيم " ( 2 ) . ان النبي كان كلما آذاه الكفار من قومه يقول : اللهم اغفر لقومي فانهم لا يعلمون ، فلو لا أن معاوية كان عنده من المنافقين الذين هم أنزل درجة من الكافرين الذين
تضمن القران وصفهم فقال " ان الله جامع الكافرين والمنافقين في جهنم جميعا " ( 3 ) و " ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار " ( 4 ) لم يكن يدعو عليه وكان قد اجراه مجرى من دعى له من الكفار أو كان لا يدعو عليه .
ويحكى ان ابن عباس كان صبيا كما تضمنه الحديث غير معصوم ، فلو لم يكن عند نبيهم علم من جانب الله بفساد باطن معاوية وكفره ونفاقه ما دعا عليه بقول صبي غير بالغ ولا معصوم .
والامر الاخر ان دعاء الانبياء لا يصدر الا عن اذن من الله ، وخاصة لما تضمنه القران " وما ينطق عن الهوى * ان هو الا وحي يوحى " ، فلو كان الله عالما أن معاوية يتجدد منه ايمان وحميد عاقبته في دين وصلاح في سريرة الاخيار ما كان قد أذن لنبيه في الدعاء عليه .
ومن طرائفه أنهم رووا أن المؤمن ياكل في امعاء واحد والكافر ياكل في
سبعة أمعاء ،
ورواه الحميدى في مسند ابن عمر في الحديث الثاني والتسعين من المتفق عليه على صحته ( 1 ) ، وقد رواه مسلم في صحيحه في المجلد الثالث . وهذا الحديث يتضمن أن نبيهم قد دعا على معاوية بصفات الكفار .
( 1 ) رواه البخاري في صحيحه : 6 / 201 ومسلم في صحيحه : 3 / 1631 . ( * )
أن مفهوم الحديث ان ابن عباس قد كان يدعو معاوية الى نبيهم وانه يطلبه فيعتذر بالاكل ، وقد رووا في كتبهم ان نبيهم قال : لا يؤمن عبد حتى اكون احب إليه من نفسه وأهله وماله وولده ، ونحو ذلك فكيف يثبت ايمان لمن لا يؤثر أكلة واحدة ويجعل اعتذاره عن ذلك مراسلة ، اين هذا من شمائل أهل الايمان والمصدقين بالرسول والقرآن ؟ . ولعمري قد جرى مثل هذا أو نحوه في الامم السالفة بعد الانبياء ، وقد تقدمت روايتهم في صحاحهم عن نبيهم أنهم يضلون كما ضلت الامم الماضية على السواء .
منقول من الطرائف في المذاهب والطوائف
وذكر ذلك محمود الخوارزمي في كتاب الفائق في باب سائر معجزات النبي قال : أنه قال لعمار : ستقتلك الفئة الباغية ، فقتله أصحاب معاوية . قال
الخوارزمي : ولشهرة الحديث ما انكره معاوية وما رده بل قال : قتله من جاء به ، فقال ابن عباس : فقد قتل رسول الله " ص " حمزة لانه جاء به الى الكفار فقتلوه .
والامر الاخر في ادعاء معاوية لاخيه زياد ومخالفته في ذلك لشريعة نبيهم ، فان زيادا كان له مدع فيقال له أبو عبيد عبد بنى علاج من سقيف ، فاقدم معاوية على تكذيب ذلك الرجل وقد ولد زياد على فراشه ، ورد على نبيهم في قوله الولد للفراش ،
وادعى معاوية ان أبا سفيان زنا بوالدة زياد وهى عند زوجها المذكور وان زيادا من أبى سفيان ، فاستحل ما حرم الله وحرم ما أحل الله وخرج عن احكام الاديان وكفر بجميع الاديان من أحكام الاديان .ما بلغوا إليه من القدح في ولادة معاوية بن أبى سفيان وكونه ولد زنا ، ما رووه في كتبهم ، ورواه أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبى في كتاب المثالب فقال : كان معاوية لاربعة نفر لعمار بن الوليد بن المغيرة المخزومى
ولمسافر بن ابى عمر ولابي سفيان ولرجل سماه . قال : وكانت هند امه من المغيلمات وكانت أحب الرجال إليها السودان ، وكانت إذا ولدت أسود قتلته / نقله في تذكرة الخواص : 203
وأما حمامة فهى من بعض جدات معاوية ، وكان لها راية بذي المجاز - يعنى من ذوى الرايات في الزنا . اذا ألا تعجب من قوم رووا مثل هذه الامور الشنيعة . والاعراق الخبيثة عن معاوية ثم ارتضوه خليفة على الاسلام والمسلمين وقاتلوا معه عليا وأعيان بنى هاشم والصحابة والتابعين ، ان هذا مما يوجع الصدر ويقلقل الصبور .
وهذا ما قد قيل من باب مطاعن معاوية
واما في ما ان معاوية هو كاتب الوحي وخال المسلمين فاليكم التالي اتباع معاوية أنهم يدعون له فضيلة ويقولون انه كاتب الوحي لنبيهم ، وقد نقلوا في تواريخهم وكتبهم أن الذين يكتبون الوحي كانوا أربعة عشر نفرا ، وأقدمهم في الكتابة للوحي والتنزيل علب بن أبى طالب عليه السلام بلا خلاف ،
وما أراهم سموا كل واحد منهم كاتب الوحي ولا سموا عليا بذلك ولا خصصوا به غير معاوية ، مع أنهم يروون أن معاوية كان اسلامه بعد فتح مكة وقبل وفاة نبيهم بستة أشهر زائدا أو ناقصا ، فكيف يقبل العقول أن يوثق في كتابة الوحي بمعاوية
مع قرب عهده بالكفر وقصوره في الاسلام حيث دخل فيه ، وحسبهم في ترك الفضيلة في كتابة الوحي لو كان معاوية كاتبا له ما رووا في كتبهم المعتبرة أن من جملة كتاب الوحي ابن أبى سرح الذي ارتد عن الاسلام ودفن فلم تقبله الارض .
وقد ذكر الحميدي في الجمع بين الصحيحين في مسند أنس بن مالك في الحديث الثامن والاربعين بعد المائة من المتفق عليه قال : كان منا رجل من بنى النجار قد قرأ البقرة وآل عمران ، وكان يكتب لرسول الله " ص " فانطلق هاربا حتى لحق باهل
الكتاب قال : فرفعوه . قالوا : هذا قد كان يكتب لمحمد فاعجبوا به ، فما لبث أن قصم الله عنقه فيهم فحفروا له فواروه ، فاصبحت الارض قد نبذته على وجهها ثم عادوا فحفروا له فواروه ، فاصبحت الارض قد نبذته على وجهها فتركوه منبوذا ( 1 ) .
( 1 ) رواه مسلم في صحيحه : 4 / 2145 . ( * )
فإذا كان قد صححوا ان كتابة الوحي قد تحصل لمثل هذا المنبوذ فاى فضيلة تبقى لمعاوية ؟ وقد أظهر من مخالفة قواعد المسلمين
وقتل الصالحين ما يزيد على أحوال المرتدين .
[ وفي كتاب أوائل الاشتباه ان معاوية أول من ركب بين الصفا والمروة ، وأول من أعلن بشرب النبيذ والغناء وأول من أكل الطين واستباحه ، وكان على منبر رسول الله " ص " ياخذ البيعة ليزيد فاخرجت عائشة راسها من حجرتها وقالت : صه
صه هل استدعى الشيوخ بنيهم البيعة ؟ فقال معاوية : لا . فقالت : فبمن اقتديت . فخجل معاوية ونزل من المنبر وحفر حفيرة لعائشة واحتال لها وألقاها فيه فماتت .
وفي رواية اخرى ان عائشة ذهبت الى منزل معاوية وهي راكبة على حمار ، فجاءت بحمارها على بساط معاوية وعلى سريرها ، فبالت الحمار وراثت على بساطها وما راعت حرمة معاوية ، فشكى معاوية الى مروان وقال له لا طاقة لي الى
تحمل بلاء هذه العجوزة ، فتولى مروان باذن معاوية أمر عائشة ودبر لها حفر البئر فوقعت فيه في آخر ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ، قال الشاعر : لقد ذهب الحمار بام عمرو * فلا رجعت ولا رجع الحمار قيل لعبد الله بن يحيى : هل تصلي مع
معاوية ؟ قال : لا والله لا أجد فرقا بين الصلاة خلفه وبين الصلاة خلف امراة يهودية حائض ، ولذا لو صليت خلفه تقية أعدتها . وسئل شريك عن فضائل معاوية فقال : ان أباه قاتل النبي " ص " ، وهو قاتل وصي النبي ، وأمه أكلت كبد حمزة عم النبي وابنه قتل سبط النبي ، وهو ابن زنا فهل تريد منقبة بعد ذلك ] . هذا بالنسبة الى انه كان كاتب الوحي واما بالنسبة الى انه خال المسلمين فانه جماعة من المسلمين أنهم يسمون معاوية خال المؤمنين ويقولون ان ذلك لاجل اخته أم حبيبة بنت ابى سفيان كانت من أزواج نبيهم ، ومن المعلوم انه قد كان للنبي زوجات جماعة فيجب أن يكون أخوة الزوجات
كلهم أخو الا للمؤمنين ، وما تراهم سموهم بذلك ، وخاصة محمد بن أبى بكر فقد كان أخا لعائشة وعائشة عندهم من أعظم الزوجات فكيف لا يسمون أخاها بخال المؤمنين وكيف لم يسموا عبد الله بن عمر خال المؤمنين وقد كان هو أخا حفصة . ولو كان يلزم أن يكون انساب الزوجات قرابات المؤمنين للزم أن يسموا ذلك في كل قرابة للزوجات ، وكان أيضا يحرم على معاوية وجميع أخوة زوجات نبيهم أن يتزوجوا باحد من المؤمنات لانهم أخوال لهن ، وهذا من الهذيان الذي قالوه بالعصبية والبهتان .
في قول النبي " ص " في معاوية : لا أشبع الله بطنه
وقد خطر لي طريفة أيضا شهدوا بها معاوية مع أن طرائفه المنكرات يحتاج الى مجلدات ، رووه في صحاحهم وروى مسلم أيضا في صحيحه في المجلد الثالث عن ابن عباس قال : كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله " ص " فتواريت خلف بابقال : فجاء فحطانى حطاة وقال : اذهب وادع لي معاوية . قال : فجئت فقلت : هو ياكل . فقال : لا أشبع الله بطنه . قال ابن المثنى : قلت لامية : ما معنى قوله حطاني ؟ قال : قفدنى قفدة ( 1 ) .
1 ) مسلم في صحيحه : 4 / 2010 كتاب البر والصلة والاداب . ( * )
ان كتابهم يتضمن " لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم " ( 1 ) . فلو كان معاوية عند نبيهم من المؤمنين لكان به رؤفا رحيما ، فدعاؤه عليه يدل على أنه ما كان عنده من المؤمنين .
ومما رووا في تفسير ما تضمنه القران " وانك لعلى خلق عظيم " ( 2 ) . ان النبي كان كلما آذاه الكفار من قومه يقول : اللهم اغفر لقومي فانهم لا يعلمون ، فلو لا أن معاوية كان عنده من المنافقين الذين هم أنزل درجة من الكافرين الذين
تضمن القران وصفهم فقال " ان الله جامع الكافرين والمنافقين في جهنم جميعا " ( 3 ) و " ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار " ( 4 ) لم يكن يدعو عليه وكان قد اجراه مجرى من دعى له من الكفار أو كان لا يدعو عليه .
ويحكى ان ابن عباس كان صبيا كما تضمنه الحديث غير معصوم ، فلو لم يكن عند نبيهم علم من جانب الله بفساد باطن معاوية وكفره ونفاقه ما دعا عليه بقول صبي غير بالغ ولا معصوم .
والامر الاخر ان دعاء الانبياء لا يصدر الا عن اذن من الله ، وخاصة لما تضمنه القران " وما ينطق عن الهوى * ان هو الا وحي يوحى " ، فلو كان الله عالما أن معاوية يتجدد منه ايمان وحميد عاقبته في دين وصلاح في سريرة الاخيار ما كان قد أذن لنبيه في الدعاء عليه .
ومن طرائفه أنهم رووا أن المؤمن ياكل في امعاء واحد والكافر ياكل في
سبعة أمعاء ،
ورواه الحميدى في مسند ابن عمر في الحديث الثاني والتسعين من المتفق عليه على صحته ( 1 ) ، وقد رواه مسلم في صحيحه في المجلد الثالث . وهذا الحديث يتضمن أن نبيهم قد دعا على معاوية بصفات الكفار .
( 1 ) رواه البخاري في صحيحه : 6 / 201 ومسلم في صحيحه : 3 / 1631 . ( * )
أن مفهوم الحديث ان ابن عباس قد كان يدعو معاوية الى نبيهم وانه يطلبه فيعتذر بالاكل ، وقد رووا في كتبهم ان نبيهم قال : لا يؤمن عبد حتى اكون احب إليه من نفسه وأهله وماله وولده ، ونحو ذلك فكيف يثبت ايمان لمن لا يؤثر أكلة واحدة ويجعل اعتذاره عن ذلك مراسلة ، اين هذا من شمائل أهل الايمان والمصدقين بالرسول والقرآن ؟ . ولعمري قد جرى مثل هذا أو نحوه في الامم السالفة بعد الانبياء ، وقد تقدمت روايتهم في صحاحهم عن نبيهم أنهم يضلون كما ضلت الامم الماضية على السواء .
منقول من الطرائف في المذاهب والطوائف
تعليق