وقال النبي (ص) في الخبر المجمع على روايته بين سائر فرق الإسلام : " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " .
فأثبت له جميع مراتب هارون من موسى .
فإذا هو وزير رسول الله (ص) وشاد أزره ، ولولا أنه خاتم النبيين لكان شريكا في أمره(شرح نهج البلاغة : 13 / 211/ ط دار إحياء الكتب العربية .وذكر العلامة محمد بن طلحة الشافعي حديث المنزلة عن النبي (ص) في كتابه مطالب السؤول : 1/ 54 ط دار الكتاب ، وعلق عليه فقال : فتلخيص منزلة هارون من موسى أنه كان أخاه ووزيره ، وعضده ، وشريكه في النبوة ، وخليفته على قومه عند سفره ، وقد جعل رسول الله (ص) عليا منه بهذه المنزلة ، وأثبتها له ، إلا النبوة ، فإنه (ص) استثناها في آخر الحديث بقوله : " لا نبي بعدي " فبقي ما عدا النبوة المستثناة ثابتا لعلي عليه السلام من كونه أخاه ووزيره وعضده وخليفته على أهله عند سفره إلى تبوك .
وهذه من المعارج الشراف ومدارج الإزلاف ، فقد دل الحديث بمنطوقه ومفهومه على ثبوت هذه المزية العلية لعلي عليه السلام ، وهو حديث متفق على صحته . انتهى كلامه . وذكر مثل هذا الكلام العلامة ابن الصباغ المالكي في كتابه " الفصول المهمة " وكذلك كثير من علمائكم الكبار وقد ذكروا الحديث وعلقوا عليه تعليقات مفيدة
أحد علمائكم الذي أخذ بهذا القول هو : ملا علي بن سلطان محمد الهروي القاري ، صاحب التصانيف والتآليف الكثيرة .
قال في كتابه " المرقاة في شرح المشكاة" عند ذكره حديث المنزلة قال : وفيه إيماء إلى انه لو كان بعده (ص) نبيا لكان عليا .
ومنهم : العلامة الشهير والعالم النحرير جلال الدين السيوطي ، في آخر كتابه " بغية الوعاظ في طبقات الحفاظ " ذكر مسندا عن جابر بن عبد الله الأنصاري : أن رسول الله (ص) قال لعلي بن أبي طالب عليه السلام : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ولو كان لكنتَه . ومنهم : المير سيد علي الهمداني ، الفقيه الشافعي ، ذكر في الحديث الثاني من المودة السادسة في كتابه " مودة القربى " عن أنس بن مالك ، أنه روى أن رسول الله (ص) قال : إن الله اصطفاني على الأنبياء فاختارني واختار لي وصيا ، واخترت ابن عمي وصيي ، يشد عضدي كما يشد عضد موسى بأخيه هارون ، وهو خليفتي ، ووزيري ، ولو كان بعدي نبيا لكان علي نبيا ، ولكن لا نبوة بعدي .
بل قال به النبي (ص) أيضا كما يظهر من الأخبار المروية في كتبكم ، وقد مرت .
فحديث المنزلة يضمن جميع مراتب هارون بالنسبة لموسى لعلي بن أبي طالب بالنسبة لمحمد المصطفى (ص) إلا النبوة بعده (ص) التي استثناها فقال (ص) : " إلا أنه لا نبوة بعدي " . وأجلى المراتب الثابتة لهارون هي خلافته لقوله تعالى : ( وَقَالَ مُوسَى لْأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَتَتّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ )ومنها تثبت خلافة علي عليه السلام بعد خاتم النبيين (ص) .
ثم إن هارون كان شريك أخيه في تبليغ الرسالة السماوية ، هذا ما يظهر من الآيات التي تحكي كلام موسى ودعاءه في قوله تعالى : ( قَالَ رَبّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي«25» وَيَسّرْ لِي أَمْرِي«26» وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِن لِسَانِي«27» يَفْقَهُوا قَوْلِي«28» وَاجْعَل لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي«29» هَارُونَ أَخِي«30» اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي«31» وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي«32» كَيْ نُسَبّحَكَ كَثِيراً )
ولكن علي بن أبي طالب هو الرجل الوحيد الذي كان شريكا لرسول الله (ص) في جميع صفاته الخاصة ومراحل الكمال إلا النبوة الخاصة .
فإن خليفة النبي (ص) يجب أن يكون ـ على القاعدة العقلية ـ مثله في جميع صفاته الكمالية حتى يصح أن يكون بديله وقائما مقامه وممثله .
لذلك ، فإن كثير من علمائكم الكبار ذهبوا مذهبنا وقالوا مقالنا .
منهم : الإمام الثعلبي في تفسيره ، والعالم الفاضل السيد أحمد شهاب الدين في كتاب " توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل " قال : ولا يخفى أن مولانا أمير المؤمنين قد شابه النبي في كثير ، بل أكثر الخصال الرضية والفعال الزكية وعاداته وعباداته وأحواله العلية ، وقد صح ذلك له بالأخبار الصحيحة والآثار الصريحة ، ولا يحتاج إلى إقامة الدليل والبرهان ، ولا يفتقر إلى إيضاح حجة وبيان ، وقد عد بعض العلماء بعض الخصال لأمير المؤمنين علي التي هو فيها نظير سيدنا النبي الأمي ، فهو نظيره في النسب ، ونظيره في الطهارة بدليل قوله تعالى ( إِنّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهّرَكُمْ تَطْهِيراً )
ونظيره في آية ولي الأمة ، بدليل قوله : ( إِنّمَا وَلِيّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالّذِينَ آمَنُوا الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ )
ونظيره في الأداء والتبليغ ، بدليل الوحي الوارد عليه يوم إعطاء سورة براءة لغيره ، فنزل جبرئيل قال : لا يؤديها إلا أنت أو من هو منك ، فاستعادها منه فأداها علي رضي الله تعالى عنه في الموسم .
ونظيره في كونه مولى الأمة بدليل قوله (ص) : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " .
ونظيره في مماثلة نفسيهما ، وأن نفسه قامت مقام نفسه (ص) ، والله تعالى أجرى نفس علي مجرى نفس النبي (ص) فقال : ( فَمَنْ حَاجّكَ فِيهِ مِن بَعْدِمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ )ونظيره في فتح بابه في المسجد كفتح باب رسول الله (ص) وجواز دخوله المسجد جنبا كحال رسول الله (ص) على السواء .
فأثبت له جميع مراتب هارون من موسى .
فإذا هو وزير رسول الله (ص) وشاد أزره ، ولولا أنه خاتم النبيين لكان شريكا في أمره(شرح نهج البلاغة : 13 / 211/ ط دار إحياء الكتب العربية .وذكر العلامة محمد بن طلحة الشافعي حديث المنزلة عن النبي (ص) في كتابه مطالب السؤول : 1/ 54 ط دار الكتاب ، وعلق عليه فقال : فتلخيص منزلة هارون من موسى أنه كان أخاه ووزيره ، وعضده ، وشريكه في النبوة ، وخليفته على قومه عند سفره ، وقد جعل رسول الله (ص) عليا منه بهذه المنزلة ، وأثبتها له ، إلا النبوة ، فإنه (ص) استثناها في آخر الحديث بقوله : " لا نبي بعدي " فبقي ما عدا النبوة المستثناة ثابتا لعلي عليه السلام من كونه أخاه ووزيره وعضده وخليفته على أهله عند سفره إلى تبوك .
وهذه من المعارج الشراف ومدارج الإزلاف ، فقد دل الحديث بمنطوقه ومفهومه على ثبوت هذه المزية العلية لعلي عليه السلام ، وهو حديث متفق على صحته . انتهى كلامه . وذكر مثل هذا الكلام العلامة ابن الصباغ المالكي في كتابه " الفصول المهمة " وكذلك كثير من علمائكم الكبار وقد ذكروا الحديث وعلقوا عليه تعليقات مفيدة
أحد علمائكم الذي أخذ بهذا القول هو : ملا علي بن سلطان محمد الهروي القاري ، صاحب التصانيف والتآليف الكثيرة .
قال في كتابه " المرقاة في شرح المشكاة" عند ذكره حديث المنزلة قال : وفيه إيماء إلى انه لو كان بعده (ص) نبيا لكان عليا .
ومنهم : العلامة الشهير والعالم النحرير جلال الدين السيوطي ، في آخر كتابه " بغية الوعاظ في طبقات الحفاظ " ذكر مسندا عن جابر بن عبد الله الأنصاري : أن رسول الله (ص) قال لعلي بن أبي طالب عليه السلام : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ولو كان لكنتَه . ومنهم : المير سيد علي الهمداني ، الفقيه الشافعي ، ذكر في الحديث الثاني من المودة السادسة في كتابه " مودة القربى " عن أنس بن مالك ، أنه روى أن رسول الله (ص) قال : إن الله اصطفاني على الأنبياء فاختارني واختار لي وصيا ، واخترت ابن عمي وصيي ، يشد عضدي كما يشد عضد موسى بأخيه هارون ، وهو خليفتي ، ووزيري ، ولو كان بعدي نبيا لكان علي نبيا ، ولكن لا نبوة بعدي .
بل قال به النبي (ص) أيضا كما يظهر من الأخبار المروية في كتبكم ، وقد مرت .
فحديث المنزلة يضمن جميع مراتب هارون بالنسبة لموسى لعلي بن أبي طالب بالنسبة لمحمد المصطفى (ص) إلا النبوة بعده (ص) التي استثناها فقال (ص) : " إلا أنه لا نبوة بعدي " . وأجلى المراتب الثابتة لهارون هي خلافته لقوله تعالى : ( وَقَالَ مُوسَى لْأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَتَتّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ )ومنها تثبت خلافة علي عليه السلام بعد خاتم النبيين (ص) .
ثم إن هارون كان شريك أخيه في تبليغ الرسالة السماوية ، هذا ما يظهر من الآيات التي تحكي كلام موسى ودعاءه في قوله تعالى : ( قَالَ رَبّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي«25» وَيَسّرْ لِي أَمْرِي«26» وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِن لِسَانِي«27» يَفْقَهُوا قَوْلِي«28» وَاجْعَل لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي«29» هَارُونَ أَخِي«30» اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي«31» وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي«32» كَيْ نُسَبّحَكَ كَثِيراً )
ولكن علي بن أبي طالب هو الرجل الوحيد الذي كان شريكا لرسول الله (ص) في جميع صفاته الخاصة ومراحل الكمال إلا النبوة الخاصة .
فإن خليفة النبي (ص) يجب أن يكون ـ على القاعدة العقلية ـ مثله في جميع صفاته الكمالية حتى يصح أن يكون بديله وقائما مقامه وممثله .
لذلك ، فإن كثير من علمائكم الكبار ذهبوا مذهبنا وقالوا مقالنا .
منهم : الإمام الثعلبي في تفسيره ، والعالم الفاضل السيد أحمد شهاب الدين في كتاب " توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل " قال : ولا يخفى أن مولانا أمير المؤمنين قد شابه النبي في كثير ، بل أكثر الخصال الرضية والفعال الزكية وعاداته وعباداته وأحواله العلية ، وقد صح ذلك له بالأخبار الصحيحة والآثار الصريحة ، ولا يحتاج إلى إقامة الدليل والبرهان ، ولا يفتقر إلى إيضاح حجة وبيان ، وقد عد بعض العلماء بعض الخصال لأمير المؤمنين علي التي هو فيها نظير سيدنا النبي الأمي ، فهو نظيره في النسب ، ونظيره في الطهارة بدليل قوله تعالى ( إِنّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهّرَكُمْ تَطْهِيراً )
ونظيره في آية ولي الأمة ، بدليل قوله : ( إِنّمَا وَلِيّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالّذِينَ آمَنُوا الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ )
ونظيره في الأداء والتبليغ ، بدليل الوحي الوارد عليه يوم إعطاء سورة براءة لغيره ، فنزل جبرئيل قال : لا يؤديها إلا أنت أو من هو منك ، فاستعادها منه فأداها علي رضي الله تعالى عنه في الموسم .
ونظيره في كونه مولى الأمة بدليل قوله (ص) : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " .
ونظيره في مماثلة نفسيهما ، وأن نفسه قامت مقام نفسه (ص) ، والله تعالى أجرى نفس علي مجرى نفس النبي (ص) فقال : ( فَمَنْ حَاجّكَ فِيهِ مِن بَعْدِمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ )ونظيره في فتح بابه في المسجد كفتح باب رسول الله (ص) وجواز دخوله المسجد جنبا كحال رسول الله (ص) على السواء .
تعليق