ولد ابن تيمية في مدينة حرّان في القرن السابع الهجري، وتوفي سنة 728 هـ، وقد كانت له مدرسة خاصة إذ تبنى آراء أهل الحديث والحشوية ودعا إليها فلاقى ما لاقى ومات في السجن.
قال: (فثبت أنّه في الجهة على التقديرين).[منهاج السنة ج 1 ص 264].
وأثبت الجسمية لله فقال: (ولم يذم من السلف بأنه مجسم، ولا ذم المجسمة... وليس في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا قول أحد من سلف الأمة وأئمتها إنه ليس بجسم).[التأسيس ج 1 ص 100 و 101].
لقد فهم ابن تيمية القرآن فهماً حرفياً فجمد على آياته ونفى المجاز عنه فاضطر لأن يثبت لله الوجه واليد والعين... من خلال بعض الآيات التي تذكر هذه الأشياء ولو صحّ منهجه للزم علينا أن نثبت اليدين للقرآن في قوله تعالى: (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه).
وحول حديث نزول الله إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من كل ليلة، فقد جلاّ ابن تيمية اعتقاده فيه بوضوح، فقد كان يخطب الجمعة في الجامع الأموي وقال أثناء كلامه إنّ الله ينزل إلى سماء الدنيا كنزولي هذا، ونزل من درجة المنبر...
معارضة الفقيه المالكي ابن الزهراء وأنكر عليه ما قال، فضرب هذا الفقيه وسجن.[راجع رحلات ابن بطوطة ج 1 ص 57 الدرر الكامنه لابن حجر العسقلاني ج 1 ص 154].
يقول ابن تيمية: (ولو قد شاء الله لا ستقرّ على ظهر بعوضة فاستقلّت به بقدرته ولطف ربوبيته، فكيف على عرش عظيم!!).[راجع للاستزادة كتاب: التنبيه والرد على معتقد قدم العالم والحد، الحسن السقّاف].
قال ابن تيمية: إنّ الله تعالى يجلس على الكرسي وقد أخلى منه مكاناً يقعد فيه معه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وذكر هذا القول إبن القيم تلميذه في بدائع الفوائد وقال إنّه قول السلف.[بدائع الفوائد ج 4 ص 39- ص 40].
وقال الخلال الحنبلي عن هذا الاعتقاد: (من ردّه فقد ردّ على الله عزّ وجل)[راجع: نقد كتاب منهج الأشاعرة في العقيدة ص 26، السقّاف الشافعي].
أكثر المفسرين أجمعوا على نزول الآية في الإمام علي (عليه السلام) ويقول: الألوسي: (غالب الأخبار يبين على أنّ هذه الآية نزلت في علي كرم الله وجهه).[روح المعاني ج 6 ص 168].
وابن كثير في تفسيره يعترف بصحة بعض أسانيد هذه الروايات وهو تلميذ ابن تيمية والسائر على نهجه وممّن ذكر نزول الآية في الإمام علي (عليه السلام): [الطبري في تفسيره، ابن أبي حاتم في تفسيره، تفسير القرطبي، الدر المنشور للسيوطي، أسباب النزول للواحدي، تفسير الكشاف للزمخشري].
هؤلاء وغيرهم كثيرون من المحدثين والعلماء يروون نزول الآية في الإمام علي (عليه السلام)، فمن هم (بعض الكذابين) الذين وضعوا هذه الرواية وأين إجماع أهل العلم على كذب هذا الخبر!!
وقد روى مسلم هذا الحديث بلفظ قريب من هذا في صحيحة فقال فيه ابن تيمية: (وهذا اللفظ يدل على أنّ الذي أمرنا بالتمسك به وجعل المتمسك به لا يضل، هو كتاب الله وقال: (الحديث الذي في مسلم إذا كان النبي قد قاله فليس فيه إلاّ الوصية بإتباع الكتاب، وهو لم يأمر بإتباع العترة، ولكن قال: (أذكركم الله في أهل بيتي...).[منهاج السنة ج 4 ص 105 و 85].
إن الحديث يقرن أهل البيت بكتاب الله معاً منذ بدايته (إني تارك فيكم الثقلين... لن يفترقا حتى يردا.. كيف تخلفونني فيهما) فهما متلازمان، ولا ملازمة بين العترة والكتاب إلا لوجوب إتباعهم كما نتبع كتاب اللهّ.
وقد صحّح الألباني رواية الترمذي وهي صريحة جداً في أنّ النجاة تكون بالتمسك بالثقلين معاً وهذا ما لم يفعله ابن تيمية والألباني نفسه رغم أنّه على نهج ابن تيمية.[راجع سلسلة الأحاديث الصحيحة ج 4 ص 355 ـ 358].
وهناك شواهد أخرى حول فضائل أهل البيت، وصال ابن تيمية فيها وجال وكفانا الألباني الرد عليه وأتهمه بأنّه تجرأ وطعن في حديث الغدير والتهمة بأنه متسرّع. راجع حديث الغدير في سلسلة الأحاديث الصحيحة.
تكفير علماء السنة له!
قال تقي الدين الحمصي عن الحافظ ابن رجب الحنبلي: (وكان الشيخ زين الدين ابن رجب الحنبلي ممن يعتقد كفر ابن تيمية وله عليه الرد، وكان يقول بأعلى صوته في بعض المجالس: معذور السبكي في تكفيره.[راجع: دفع شبه من شبّه وتمرّد للحصني: ص 123].
قال ابن حجر: (وإياك أن تصغي إلى ما في كتب ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية وغيرهما - ممن اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعة وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله...).[الفتاوى الحديثية: ص 203].
وقد كفّر ابن تيمية قضاة المذاهب الأربعة في مصر حين حرّم زيارة قبر النبي (صلى الله عليه وآله).[راجع تكملة السيف الصقيل: محمد زاهد الكوثري ص 155].
وقد نودي على ابن تيمية بدمشق: (من اعتقد عقيدة ابن تيمية حلّ دمه وماله).[الدرر الكامنة: ج 1 ص 147].
وقد كفّره السبكي وشنّع عليه علي القادي واليافعي وزين الدين العراقي وصلاح والدين العلائي وغيرهم.
الأستاذ مروان خليفات
• التجسيم
كان ابن تيمية يثبت الجهة لله والحد وكفّر منكره.[التأسيس في رد أساس التقديس ج 1 ص 445].قال: (فثبت أنّه في الجهة على التقديرين).[منهاج السنة ج 1 ص 264].
وأثبت الجسمية لله فقال: (ولم يذم من السلف بأنه مجسم، ولا ذم المجسمة... وليس في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا قول أحد من سلف الأمة وأئمتها إنه ليس بجسم).[التأسيس ج 1 ص 100 و 101].
لقد فهم ابن تيمية القرآن فهماً حرفياً فجمد على آياته ونفى المجاز عنه فاضطر لأن يثبت لله الوجه واليد والعين... من خلال بعض الآيات التي تذكر هذه الأشياء ولو صحّ منهجه للزم علينا أن نثبت اليدين للقرآن في قوله تعالى: (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه).
وحول حديث نزول الله إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من كل ليلة، فقد جلاّ ابن تيمية اعتقاده فيه بوضوح، فقد كان يخطب الجمعة في الجامع الأموي وقال أثناء كلامه إنّ الله ينزل إلى سماء الدنيا كنزولي هذا، ونزل من درجة المنبر...
معارضة الفقيه المالكي ابن الزهراء وأنكر عليه ما قال، فضرب هذا الفقيه وسجن.[راجع رحلات ابن بطوطة ج 1 ص 57 الدرر الكامنه لابن حجر العسقلاني ج 1 ص 154].
يقول ابن تيمية: (ولو قد شاء الله لا ستقرّ على ظهر بعوضة فاستقلّت به بقدرته ولطف ربوبيته، فكيف على عرش عظيم!!).[راجع للاستزادة كتاب: التنبيه والرد على معتقد قدم العالم والحد، الحسن السقّاف].
قال ابن تيمية: إنّ الله تعالى يجلس على الكرسي وقد أخلى منه مكاناً يقعد فيه معه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وذكر هذا القول إبن القيم تلميذه في بدائع الفوائد وقال إنّه قول السلف.[بدائع الفوائد ج 4 ص 39- ص 40].
وقال الخلال الحنبلي عن هذا الاعتقاد: (من ردّه فقد ردّ على الله عزّ وجل)[راجع: نقد كتاب منهج الأشاعرة في العقيدة ص 26، السقّاف الشافعي].
• ابن تيمية وأهل البيت
كان لابن تيمية موقف خاص من علي وفاطمة والحسن والحسين وباقي الأئمة، لقد حاول أن يجرّدهم من كل صلاحياتهم وفي دفاعه عن الخلفاء وردّه على الشيعة انتقص علياً (عليه السلام) كما صرح بهذا ابن حجر العسقلاني حين تكلم عن كتابه منهاج السنة.• آية الولاية
وهي التي نزلت في علي حين تصدق بخاتمة وهو راكع (إنّما وليكم الله ورسوله والّذين آمنوا...) يقول حول المسألة ابن تيمية: (وقد وضع بعض الكذابين حديثاً مفترى أنّ هذه الآية نزلت في علي لمّا تصدّق بخاتمة في الصلاة، وهذا كذب بإجماع أهل العلم بالنقل، وكذبه بيّن).[منهاج السنة ج 2 ص 30].أكثر المفسرين أجمعوا على نزول الآية في الإمام علي (عليه السلام) ويقول: الألوسي: (غالب الأخبار يبين على أنّ هذه الآية نزلت في علي كرم الله وجهه).[روح المعاني ج 6 ص 168].
وابن كثير في تفسيره يعترف بصحة بعض أسانيد هذه الروايات وهو تلميذ ابن تيمية والسائر على نهجه وممّن ذكر نزول الآية في الإمام علي (عليه السلام): [الطبري في تفسيره، ابن أبي حاتم في تفسيره، تفسير القرطبي، الدر المنشور للسيوطي، أسباب النزول للواحدي، تفسير الكشاف للزمخشري].
هؤلاء وغيرهم كثيرون من المحدثين والعلماء يروون نزول الآية في الإمام علي (عليه السلام)، فمن هم (بعض الكذابين) الذين وضعوا هذه الرواية وأين إجماع أهل العلم على كذب هذا الخبر!!
• حديث الثقلين
وهو الحديث الشهير الذي يرسم مسار الأمة الصحيح بعد النبي (صلى الله عليه وآله)، وهو كما في سنن الترمذي والمستدرك على الصحيحين: (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يتفّرقا حتى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلفونني فيهما).وقد روى مسلم هذا الحديث بلفظ قريب من هذا في صحيحة فقال فيه ابن تيمية: (وهذا اللفظ يدل على أنّ الذي أمرنا بالتمسك به وجعل المتمسك به لا يضل، هو كتاب الله وقال: (الحديث الذي في مسلم إذا كان النبي قد قاله فليس فيه إلاّ الوصية بإتباع الكتاب، وهو لم يأمر بإتباع العترة، ولكن قال: (أذكركم الله في أهل بيتي...).[منهاج السنة ج 4 ص 105 و 85].
إن الحديث يقرن أهل البيت بكتاب الله معاً منذ بدايته (إني تارك فيكم الثقلين... لن يفترقا حتى يردا.. كيف تخلفونني فيهما) فهما متلازمان، ولا ملازمة بين العترة والكتاب إلا لوجوب إتباعهم كما نتبع كتاب اللهّ.
وقد صحّح الألباني رواية الترمذي وهي صريحة جداً في أنّ النجاة تكون بالتمسك بالثقلين معاً وهذا ما لم يفعله ابن تيمية والألباني نفسه رغم أنّه على نهج ابن تيمية.[راجع سلسلة الأحاديث الصحيحة ج 4 ص 355 ـ 358].
وهناك شواهد أخرى حول فضائل أهل البيت، وصال ابن تيمية فيها وجال وكفانا الألباني الرد عليه وأتهمه بأنّه تجرأ وطعن في حديث الغدير والتهمة بأنه متسرّع. راجع حديث الغدير في سلسلة الأحاديث الصحيحة.
تكفير علماء السنة له!
قال تقي الدين الحمصي عن الحافظ ابن رجب الحنبلي: (وكان الشيخ زين الدين ابن رجب الحنبلي ممن يعتقد كفر ابن تيمية وله عليه الرد، وكان يقول بأعلى صوته في بعض المجالس: معذور السبكي في تكفيره.[راجع: دفع شبه من شبّه وتمرّد للحصني: ص 123].
قال ابن حجر: (وإياك أن تصغي إلى ما في كتب ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية وغيرهما - ممن اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعة وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله...).[الفتاوى الحديثية: ص 203].
وقد كفّر ابن تيمية قضاة المذاهب الأربعة في مصر حين حرّم زيارة قبر النبي (صلى الله عليه وآله).[راجع تكملة السيف الصقيل: محمد زاهد الكوثري ص 155].
وقد نودي على ابن تيمية بدمشق: (من اعتقد عقيدة ابن تيمية حلّ دمه وماله).[الدرر الكامنة: ج 1 ص 147].
وقد كفّره السبكي وشنّع عليه علي القادي واليافعي وزين الدين العراقي وصلاح والدين العلائي وغيرهم.
الأستاذ مروان خليفات
تعليق