يعتبر كتاب (الجامع الصحيح) المعروف بصحيح البخاري أهم كتاب عند أهل السنة. حيث اعتبروا كلّ ما فيه صحيحاً، وفي هذا البحث المختصر سنلقي نظرة على البخاري وصحيحة.
(سيد أعلام النبلاء: الذهبي ج 12 ص 391).
وقد كان الكرابيسي هذا ملعون على لسان أحمد بن حنبل وابن معين.
(سيد أعلام النبلاء ج 12 ص 79).
وابن كلاب متهم بالنصرانية وتنتسب إليه الكلابية.
(سيد أعلام النبلاء ج 11 ص 175).
ويظهر من خلال صحيحة أنّه يميل إلى التجسيم، وهذا واضح في كثرة الأحاديث التي يوردها ككشف ربنا عن ساقه، وأحاديث الرؤية وغيرها.
والآن لنسأل، هل كل ما في البخاري صحيح؟
سيتبين لنا هذا من خلال بعض النماذج من الأحاديث.
النموذج الأول
عن أبي هريرة أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: (يتنزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حتى يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني فأستجيب له...).
(صحيح البخاري: كتاب الدعوات، باب الدعاء نصف الليل)
بديهي إنّ كروية الأرض تعني أنّ ساعات الليل ليست واحدة على نقاط الأرض المختلفة، بل هي في تتابع منتظم بانتظام دوراتها حول نفسها، فالساعة التي تكون عندنا هي ثلث الليل الأخير سوف تكون في نقطه أخرى منتصفه الأوّل، وفي نقطة أخرى ثامنة الأوّل، وفي نقطة أخرى لم يدخل الليل بعد. ومعلوم أيضاً أنّ الله تبارك وتعالى ليس رب مكة والمدينة وحدهما لينزل في الساعة التي يكون فيها ثلث الليل هناك، وإنّما هو ربّ العالمين، وله عباد في جميع أنحاء الأرض ولهم ساعات أخرى مختلفة عن ساعات المدينة فيكون عندهم ثلث الليل الأخير.
ووفق هذا الحديث ينبغي أن يكون الله تعالى - حاشاه - مستقراً في السماء الدنيا لا يغادرها لأن كل ساعة تمر على الأرض ستكون بالنسبة له من نقاطها ثلث الليل الأخير.
فكيف يصح مثل هذا الحديث؟!
النموذج الثاني
أخرج البخاري عن حصين قال: (رأيت في الجاهلية قردةً أجتمع عليها قردةُ قد زنت، فرجموها، فرجمتها معهم).
(نقلها ابن الأثير في جامع الأصول ج 12 ص 366)
وهذه الرواية الموجودة في بعض النسخ من صحيح البخاري لا تصح ولا تعقل أبداً، ولعلّ هذه القردة الوحيدة المظلومة عبر التاريخ التي رجمت!! ولماذا ترجم وهل عليها تكليف، وكيف علم القردة الرجم؟ وحصين رجم معهم!!
النموذج الثالث
عن عائشة قالت: سحر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، يهودي من يهود بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم قالت، حتى كان رسول الله صلى اللهم عليه وسلّم يخيّل إليه أنّه يفعل الشيء وما يفعله...)
(صحيح البخاري، رقم الحديث 3175)
إنّ سحر النبي في عقله هو نسف لعصمته (صلى الله عليه وآله)، وهذا الحديث تثبيت لشائعات المشركين من أنّ النبي ساحر أو مسحور، لقد جاءت هذه التهمة على ألسنتهم الملوثة قال تعالى:
(إن تتبعون إلاّ رجلاً مسحوراً)[سورة الإسراء: الآية 47].
(إن هذا إلا سحر يؤثر)[سورة المدثر: الآية 240].
(وقال الكافرون هذا ساحر كذاب)[سورة ص: الآية 4].
فكيف يرتضي البخاري ومن يؤمن لصحيحة بهذه التهمة للنبي (صلى الله عليه وآله).
النموذج الرابع
روى البخاري... قال النبي (صلى الله عليه وآله) لأبي ذر حين غربت الشمس: أتدري أين تذهب قلت الله ورسوله أعلم، قال: فإنّها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها، ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها، وتستأذن فلا يؤذن لها: يقال لها: أرجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها فذلك قول تعالى: (والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم)[سورة ياسين: الآية 38]. (البخاري رقم 3199).
من المعلوم أنه ليس هناك مجال لاختفاء الشمس عن الأرض، بل هي في إشراف دائم، وبسبب دوران الأرض فهي تشرف على كل المناطق، فإذا غابت عن مكة والمدينة فإنها لا تذهب لتسجد تحت العرش بل تكون مشرقة على دول أفريقية وأوروبا وهكذا دواليك!!
والغريب في الحديث أنها تريد أن تسجد فلا يؤذن لها! فهل هي مكلفة أو عاقلة؟! ولعلّ واضع الرواية لا علم له بحركة الأرض، وأنّى له معرفة ذلك؟
النموذج الخامس
عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال؟ من قال أنا خير من يونس بن متى فقد كذب).(صحيح البخاري، كتاب التفسير ج 6 ص 31)
هذا حديث بيّن الكذب، فمن المعلوم ضرورة أن النبي (صلى الله عليه وآله) هو أفضل الخلق، وأن أفضل الأنبياء أولوا العزم وأفضلهم محمد (صلى الله عليه وآله)، فكيف يفضل عليه يونس (عليه السلام)؟!
النموذج السادس
روى البخاري: (احتجّ آدم وموسى، فقال له موسى: يا آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنّة، قال له آدم، يا موسى اصطفاك الله بكلامه وخط لك بيده أتلو مني على أمد قدّره الله عليّ قبل أن يخلقني بأربعين سنة، فحجّ آدم موسى، فحجّ آدم موسى ثلاثاً...) (صحيح البخاري، كتاب القدر، باب تحاج آدم وموسى)
لا أدري أين التقى آدم وموسى، ولا أظن راوي الحديث يدري! وإذا كان هذه أخلاق أنبياء الله في الحوار فلا عتب على من سواهم، والرواية تصف آدم بأنّه جبري أي أنّ الله هو الذي أجبره على الخروج من الجنة مع أن الإنسان مخيّر في أفعاله.
النموذج السابع
أخرج البخاري عن أبي هريرة مرفوعاً قال: (قال سليمان بن داود) لأطوفنّ الليلة بمائة امرأة، تلد كل امرأة غلاماً يقاتل في سبيل الله، فقال له الملك: قل إن شاء الله، فلم يقل ونسي، فأطاف بهن، ولم تلد منهنّ إلا امرأة نصف إنسان، قال النبي (صلى الله عليه وآله): لو قال إنشاء الله لم يحنث وكان أرجى لحاجته...) (صحيح البخاري، كتاب النكاح باب قول الرجل لأطوفن الليلة على نسائي).
(إنّ القوة البشرية لتضعف عن الطواف بهنّ في ليلة واحدة، مهما كان الإنسان قوياً... ولا يجوز على نبي الله تعالى سليمان (عليه السلام) أن يترك التعليق على المشيئة، ولا سيما بعد تنبيه الملك إياه على ذلك، وما يمنعه من قول إنشاء الله، وهو من الدعاة إلى الله والأدلاء عليه؟!
وإنما يتركها الغافلون عن الله عز وجل الجاهلون بأنّ الأمور كلها بيده، فما شاء منها كان وما لم يشأ لم يكن، وحاشا أنبياء الله من غفلة الجاهلين)،(أبو هريرة: (عبد الحسين شرف الدين ص 75).
هذه نماذج من بعض أحاديث البخاري وما تركناه أكثر، فكيف يقال بعد هذا إن كل ما في البخاري صحيحاً؟!
إننا بحاجة إلى مراجعة كتب تراثنا وتنقيتها لبيان الحق ودحض الكذب
الأستاذ مروان خليفات
• ولادته
ولد البخاري سنة 194 هـ في مدينة بخاري وتوفي سنة 256 هـ، وهو محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة أبو عبد الله البخاري.(سيد أعلام النبلاء: الذهبي ج 12 ص 391).
• مذهبة
وقد اختلف في مذهبة فقيل حنفي وقيل شافعي وقيل غير ذلك وقد أخذ في علم الكلام بآراء بعض معاصريه كالكرابيسي وابن كلاّب.وقد كان الكرابيسي هذا ملعون على لسان أحمد بن حنبل وابن معين.
(سيد أعلام النبلاء ج 12 ص 79).
وابن كلاب متهم بالنصرانية وتنتسب إليه الكلابية.
(سيد أعلام النبلاء ج 11 ص 175).
ويظهر من خلال صحيحة أنّه يميل إلى التجسيم، وهذا واضح في كثرة الأحاديث التي يوردها ككشف ربنا عن ساقه، وأحاديث الرؤية وغيرها.
والآن لنسأل، هل كل ما في البخاري صحيح؟
سيتبين لنا هذا من خلال بعض النماذج من الأحاديث.
النموذج الأول
عن أبي هريرة أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: (يتنزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حتى يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني فأستجيب له...).
(صحيح البخاري: كتاب الدعوات، باب الدعاء نصف الليل)
بديهي إنّ كروية الأرض تعني أنّ ساعات الليل ليست واحدة على نقاط الأرض المختلفة، بل هي في تتابع منتظم بانتظام دوراتها حول نفسها، فالساعة التي تكون عندنا هي ثلث الليل الأخير سوف تكون في نقطه أخرى منتصفه الأوّل، وفي نقطة أخرى ثامنة الأوّل، وفي نقطة أخرى لم يدخل الليل بعد. ومعلوم أيضاً أنّ الله تبارك وتعالى ليس رب مكة والمدينة وحدهما لينزل في الساعة التي يكون فيها ثلث الليل هناك، وإنّما هو ربّ العالمين، وله عباد في جميع أنحاء الأرض ولهم ساعات أخرى مختلفة عن ساعات المدينة فيكون عندهم ثلث الليل الأخير.
ووفق هذا الحديث ينبغي أن يكون الله تعالى - حاشاه - مستقراً في السماء الدنيا لا يغادرها لأن كل ساعة تمر على الأرض ستكون بالنسبة له من نقاطها ثلث الليل الأخير.
فكيف يصح مثل هذا الحديث؟!
النموذج الثاني
أخرج البخاري عن حصين قال: (رأيت في الجاهلية قردةً أجتمع عليها قردةُ قد زنت، فرجموها، فرجمتها معهم).
(نقلها ابن الأثير في جامع الأصول ج 12 ص 366)
وهذه الرواية الموجودة في بعض النسخ من صحيح البخاري لا تصح ولا تعقل أبداً، ولعلّ هذه القردة الوحيدة المظلومة عبر التاريخ التي رجمت!! ولماذا ترجم وهل عليها تكليف، وكيف علم القردة الرجم؟ وحصين رجم معهم!!
النموذج الثالث
عن عائشة قالت: سحر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، يهودي من يهود بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم قالت، حتى كان رسول الله صلى اللهم عليه وسلّم يخيّل إليه أنّه يفعل الشيء وما يفعله...)
(صحيح البخاري، رقم الحديث 3175)
إنّ سحر النبي في عقله هو نسف لعصمته (صلى الله عليه وآله)، وهذا الحديث تثبيت لشائعات المشركين من أنّ النبي ساحر أو مسحور، لقد جاءت هذه التهمة على ألسنتهم الملوثة قال تعالى:
(إن تتبعون إلاّ رجلاً مسحوراً)[سورة الإسراء: الآية 47].
(إن هذا إلا سحر يؤثر)[سورة المدثر: الآية 240].
(وقال الكافرون هذا ساحر كذاب)[سورة ص: الآية 4].
فكيف يرتضي البخاري ومن يؤمن لصحيحة بهذه التهمة للنبي (صلى الله عليه وآله).
النموذج الرابع
روى البخاري... قال النبي (صلى الله عليه وآله) لأبي ذر حين غربت الشمس: أتدري أين تذهب قلت الله ورسوله أعلم، قال: فإنّها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها، ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها، وتستأذن فلا يؤذن لها: يقال لها: أرجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها فذلك قول تعالى: (والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم)[سورة ياسين: الآية 38]. (البخاري رقم 3199).
من المعلوم أنه ليس هناك مجال لاختفاء الشمس عن الأرض، بل هي في إشراف دائم، وبسبب دوران الأرض فهي تشرف على كل المناطق، فإذا غابت عن مكة والمدينة فإنها لا تذهب لتسجد تحت العرش بل تكون مشرقة على دول أفريقية وأوروبا وهكذا دواليك!!
والغريب في الحديث أنها تريد أن تسجد فلا يؤذن لها! فهل هي مكلفة أو عاقلة؟! ولعلّ واضع الرواية لا علم له بحركة الأرض، وأنّى له معرفة ذلك؟
النموذج الخامس
عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال؟ من قال أنا خير من يونس بن متى فقد كذب).(صحيح البخاري، كتاب التفسير ج 6 ص 31)
هذا حديث بيّن الكذب، فمن المعلوم ضرورة أن النبي (صلى الله عليه وآله) هو أفضل الخلق، وأن أفضل الأنبياء أولوا العزم وأفضلهم محمد (صلى الله عليه وآله)، فكيف يفضل عليه يونس (عليه السلام)؟!
النموذج السادس
روى البخاري: (احتجّ آدم وموسى، فقال له موسى: يا آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنّة، قال له آدم، يا موسى اصطفاك الله بكلامه وخط لك بيده أتلو مني على أمد قدّره الله عليّ قبل أن يخلقني بأربعين سنة، فحجّ آدم موسى، فحجّ آدم موسى ثلاثاً...) (صحيح البخاري، كتاب القدر، باب تحاج آدم وموسى)
لا أدري أين التقى آدم وموسى، ولا أظن راوي الحديث يدري! وإذا كان هذه أخلاق أنبياء الله في الحوار فلا عتب على من سواهم، والرواية تصف آدم بأنّه جبري أي أنّ الله هو الذي أجبره على الخروج من الجنة مع أن الإنسان مخيّر في أفعاله.
النموذج السابع
أخرج البخاري عن أبي هريرة مرفوعاً قال: (قال سليمان بن داود) لأطوفنّ الليلة بمائة امرأة، تلد كل امرأة غلاماً يقاتل في سبيل الله، فقال له الملك: قل إن شاء الله، فلم يقل ونسي، فأطاف بهن، ولم تلد منهنّ إلا امرأة نصف إنسان، قال النبي (صلى الله عليه وآله): لو قال إنشاء الله لم يحنث وكان أرجى لحاجته...) (صحيح البخاري، كتاب النكاح باب قول الرجل لأطوفن الليلة على نسائي).
(إنّ القوة البشرية لتضعف عن الطواف بهنّ في ليلة واحدة، مهما كان الإنسان قوياً... ولا يجوز على نبي الله تعالى سليمان (عليه السلام) أن يترك التعليق على المشيئة، ولا سيما بعد تنبيه الملك إياه على ذلك، وما يمنعه من قول إنشاء الله، وهو من الدعاة إلى الله والأدلاء عليه؟!
وإنما يتركها الغافلون عن الله عز وجل الجاهلون بأنّ الأمور كلها بيده، فما شاء منها كان وما لم يشأ لم يكن، وحاشا أنبياء الله من غفلة الجاهلين)،(أبو هريرة: (عبد الحسين شرف الدين ص 75).
هذه نماذج من بعض أحاديث البخاري وما تركناه أكثر، فكيف يقال بعد هذا إن كل ما في البخاري صحيحاً؟!
إننا بحاجة إلى مراجعة كتب تراثنا وتنقيتها لبيان الحق ودحض الكذب
الأستاذ مروان خليفات