من المعلوم أن الفم هو ذلك البهو الذي يفصل بين داخل الجسم وخارجه، مما يفسر تعقيد النظام البيئي للتجويف الفمي.
ففي الحالة الطبيعية يلعب هذا النظام البيئي دوراً في حماية الطفل لكن اضطراباته تؤدي إلى ظهور تسوس الأسنان وإلى التهاب غشاء الفم.
وهناك أسباب عديدة لا التهاب غشاء الفم منها ما هو معروف ومنها غير معروف. وسنتحدث عن ذلك بشكل مختصر.
1- التهاب غشاء الفم بسبب ظهور الأسنان:
بين عمر 6أشهر و 12سنة، يخرج 48سناً في التجويف الفمي. أما أضراس العقل فلا تظهر إلا في عمر 17- 18سنة تقريباً.
يكون غشاء الفم أحمر اللون وحاراً ولامعاً. يشعر الطفل بالألم ويمص قبضته ويصاب أحياناً بشيء من الحمى ويترافق ظهور الأسنان غالباً مع التهاب اللثة، بالاضافة إلى تقرحات بسيطة في الغشاء لدى الطفل الأكبر سناً.
ولعلاج ذلك يكفي غسل الفم بالماء الفاتر والمالح.
ومن الضروري ألا تتغير نسبة الحموضة في التجويف الفمي. لذلك يمكن استخدام مطهرات الفم لفترة بسيطة.
2- الالتهابات الفيروسية في غشاء الفم:
يمكن التعرف عليها بسهولة من قبل الطبيب وذلك لوجود حويصلات صغيرة ومجتمعة في باقات تتفقيء وتترك مكانها تآكلاً خفيفاً مؤلماً، وهذه في الحقيقة لا تحتاج إلى علاج معين وإنما مراقبة الطفل وأكله وضرورة استخدام بعض المطهرات للفم. وفي بعض الأحيان يضطر الطبيب إلى استخدام أنبوبة لإطعام الطفل ليوم أو يومين في حالة وجود آلام وبثور كثيرة.
3- الهربانجين herpangine
وهذا المرض منتشر لدى الأطفال وسببه فيروس معروف باسم Coxackic من الفئة أ يشعر الطفل بألم شديد في حلقه الأحمر اللون والمغطى بمجموعة من الحويصلات الصغيرة ويصاب الطفل بالحمى، ويعاني من آلام عضلية. وعادة تتطور الحالة بشكل غير خطر ويتم الشفاء التلقائي خلال ثمانية أيام تقريباً.
كذلك بسبب تناذر اليد - الرجل - الفم هذا الفيروس ونعني بذلك اصابة اليد والرجل والفم مع بعضها، وكما ذكرنا تذوي حويصلات التجويف الفمي واللسان والبلعوم سريعاً ليحل محلها تآكل بسيط وفي نفس الوقت تظهر مجموعة من الحويصلات فيما بين الأصابع وعلى الأصابع نفسها لجهة راحة اليد وكذلك على جوانب الرجلين. ويمكن أن يصل الطفح أيضاً إلى المسافة الممتدة بين عضو التناسل والشرج. وهذا الطفح يكون مؤلماً أحياناً. ويتم الشفاء تلقائياً بعد حوالي 7- 10أيام تقريباً.
4- الالتهابات الجرثومية في غشاء الفم
وهذه الالتهابات داخل تترافق مع حصف الوجه وهو عبارة عن مرض جلدي شائع في الوسط المدرسي ومعد وسببه جرثومة المكورة العنقودية المذهبة.
ويبدأ الحصف بفقاعة صغيرة لا يلاحظها أحد. ثم تمتد الجروح وتظهر القشور إنها مليئة بالجراثيم ومعدية كثيراً. يحكها الطفل فيساهم في امتداد الحصف لديه. وإذا لم ينتبه أحد لذلك، يعدي اخوته واخواته ورفاقه في المدرسة.
وعلاجه بسيط جداً ويشتمل على ثلاث نواح:
أ- موضعياً: يجب نزع القشور بعد تليينها بواسطة مرهم من المضادات الحيوية أو فازلين معقم. وهذه مرحلة مهمة في العلاج: التردد غير مقبول في نزع القشور بقوة رغم اعتراضات الطفل. ويجب وضع محلول مطهر حين سقوط القشرة.
ب- تدابير النظافة ضرورية جداً إذ يجب عدم الاحتكاك المباشر بالاخوة أو الاخوات. وعدم ارسال الطفل إلى المدرسة حتى تختفي القشور، وغسل يدي الطفل عدة مرات يومياً مع تقليم أظافره إلى أقصى حد ممكن.
ج- في نهاية العلاج من الأفضل اجراء فحوصات للبول حيث انه من الممكن ان يؤدي الحصف إلى البول الدامي وتأثر الكلى بعد ذلك.
5- الالتهابات الفطارية في غشاء الفم
وسببها هو تكاثر الفطر Candida albicans وهذا الفطر منتشر كثيراً في التجويف الفمي للطفل (حيث يحمله طفل من أصل ثلاثة) لكن هذه الالتهابات تكثر في الرضيع أو لدى الطفل الذي تنقصه المناعة وعلاجه بسيط جداً وهو اعطاء الطفل مضاد الفطريات لمدة أسبوع.
6- القلاع:
نوع من أنواع الالتهابات التي تصيب تجويف الفم وينتشر كثيراً لدى الأطفال في عمر 4إلى 12سنة. وسببه موضع جدال فلم يتوصل الأطباء معرفة السبب الرئيسي له ولكن هناك بعد الأطعمة التي تلعب دوراً مثيراً في حدوثه مثل (الغروير والجوز والشوكولاته) وكذلك بعض الأدوية مثل الأسبرين والمضادات الحيوية وبعض أنواع معجون الأسنان وأيضاً هناك عوامل أخرى تصاحبه مثل تعرض الأطفال للارهاق الانفعالي (خاصة اثناء الامتحانات المدرسية مثلا).
وهذا القلاع مرض موضعي تماماً ولا يصاب الطفل بالحمى ولا تظهر عليه أية علامة عامة.
وعلاجه هو استخدام بعض المسكنات الموضعية على المنطقة المصابة، ويختفي من نفسه ولكن يصعب الوقاية من الانتكاسات وتكرار الاصابة به.