بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا الكريم وآله وصحبه أجمعين .
أما بعد في البداية أحب أن أسأل هل أنتم كشيعة يلزمكم ما صح عندكم عن الأئمة أم أنتم متبعون لما جاء في كتب غيركم مادمتم تعتبرونهم على ضلال ؟ ثم وحتى أجيب على من جاء بتلك الأحاديث المثبتة عندنا فإنني أنصحه كما نصح هو بدوره أحد المتدخلين فإنني أنصحه بقراءة ما حكاه العلماء عن فعل عائشة ؟ هذا أولاً ثم ألا تدرك أن أهل السنة لايتبعون أحدًا مهما علاَ شأنه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وخصوصًا عند مخالفة هذا الشخص لهدي النبي صلى الله عليه وسلم فلا داعي للتتشبت بالأوهام . ولقد لاحظت أن لصاحبة السؤال جرأة مستحبة لقيامها بهذا العمل أي بطرحها للموضوع بالمنتدى ، وهذا هو المطلوب أو الهدف من أي حوار جاد أي البحث ثم البحث والتأكد أولاً وأخيرًا من صدق الأخبار ثم محاولة فهمها فهمًا صحيحًا دونما تأويل أو مغالطة أو تدليس . وقد كان من الأجدر عند بني قومها أن يبينوا لها جميع ما جاء في هذا الباب ثم في الأخير يبينوا لها الراجح بالأدلة أما محاولة الحجر الفكري على الشخص وحجب المعلومات فذاك عواقبه وخيمة وعكسية خصوصًا في زمن الإنترنت حيث لايمكن حجب أي شيء عن الناس وكما يقال "يمكنك الهرب لكن لايمكنك الإختباء " ، لن أطيل في المقدمة وسوف أدلي بدلوي في هذا الموضوع وطبعًا أنا مطالب بالدليل ويجب أن يكون هذا الأخير من كتبكم على أساس أنها تلزمكم مادمتم تعتبرونها من تراث آل البيت عليهم السلام جميعًا ، وأيضًا سوف أستعين بأقوال علماؤكم على اعتبار أنهم أفضل من فهم هذا التراث ، ولقد سبقني الزميل في عرض بعض الأدلة إلا أنني ساضيف إلى أقواله أقوالاً أخرى لعل الله يتقبل منا ويجعل عملنا هذا خالصًا لوجهه تعالى ، ودعوني أطلع هذه الزميلة على ما أخفاه عنها بني قومها والله المستعان .ولقد لاحظت في تدخل الزميل "راغب" أنه رد على زميلي السابق وأخبره بأنه سبق وأن رد على مثل ما جاء به وأسائله هل أنت أعلم أم علماءك المبجلين ثم ذكرت الخصوصية – وطبعًا لم تورد دليل على ذلك – لكن هناك أدلة ورويات عامة أي ورد فيها النهي للعموم مثال : قوله صلى الله عليه وآله وسلم: " ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب" (مستدرك الوسائل 1/144). فما هذا الخلط والتعتيم ،وسؤال بسيط للزميل الباحث " راغب" باعتبارك مدركًا للأمور الفقهية فمن فضلك ماهو الأصل في النهي أليس هو التحريم إلا ما جاء الدليل بالكراهة لكن وبالرغم من ذلك فأبدًا لايفيد الإستحباب . أم أنك لك قواعد فقهية خاصة وفي أحوال خاصة فكما أعرف أن الأصل في الأشياء الحلية إلا ما جاء الدليل بعكس ذلك والأصل في الأمر الوجوب إلا ما جاء الدليل بالإستحباب و هذه قواعد فقهية معلومة ، ثم أن هناك فرق بين الحزن والبكاء وبين ما تقومون به فالبكاء مشروع وفق ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أي بدون نياحة أما الحزن فذاك أمر طبيعي في الإنسان أما التطبير والإعتقاد بأنه نوع من التقرب إلا الله فذاك أمر ما أنزل الله به من سلطان والآن مع تدخلي الطويل مع أسفي على طوله لكن ما عساي أفعل فالأمر يحتاج ذلك ؟؟.
قال الإمام الباقر عليه السلام: " أشد الجزع الصراخ بالويل والعويل، ولطم الوجه والصدر، وجز الشعر من النواصي، ومن أقام النواحة فقد ترك الصبر، وأخذ في غير طريقه" (الكافي 3/222-223، وسائل الشيعة 2/915، بحار الأنوار 82/89).
ومنها قول الصادق عليه السلام: "من ضرب يده على فخذه عند المصيبة حبط أجره" (الكافي 3/225).
ومنها قول الصادق عليه السلام: "من ضرب يده على فخذه عند المصيبة حبط أجره" (الكافي 3/225).
قوله صلى الله عليه وآله وسلم: " ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب" (مستدرك الوسائل 1/144).
أتدخل هنا وأطرح سؤالاً بسيطـاً : أليس ما تقومون به في واقعكم وما تدعون إليه الآن هو مخالف تماماً لما أمر به الأئمة عليهم السلام ؟؟؟ لنواصل ..
ذكر الدكتور محمد التيجاني في كتابه" ثم اهتديت ، ص 58 " أنه سأل الإمام محمد باقر الصدر عن هذا الحديث فأجابه بقوله: " الحديث صحيح لا شك فيه" . ومما ما جاء في نفس السياق أنه عن يحيى بن خالد أن رجلا ً أتى النبي صلى الله عليه وآله فقال: ما يحبط الأجر في المصيبة؟ قال: تصفيق الرجل يمينه على شماله، والصبر عند الصدمة الأولى، من رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أنا بريء ممن حلق وصلق أي حلق الشعر ورفع صوته" (جامع أحاديث الشيعة 3/489).
انتبهوا معي من فضلكم لما تحته خط ، فمجرد ضرب اليد اليمنى على الشمال وأيضًا رفع الصوت يعتبر سخطًا والنبي صلى الله عليه وسلم يتبرأ منه ، فترى أين هذا مما تشيدون بفعله ، بل وتعتبرونه تقربًا إلى الله سبحانه وتعالى ؟ .
ومنها أيضًا ما رواه جعفر بن محمد عن آبائه (ع) عن النبي صلى الله عليه وآله في حديث المناهي أنه نهى عن الرنة عند المصيبة ونهى عن النياحة والاستماع إليها ونهى عن تصفيق الوجه" (من لا يحضره الفقيه 4/3-4). وهل ما يفعله الرادود غير هذا ؟ وقال محمد بن مكي العاملي: "يحرم اللطم والخدش وجز الشعر إجماعاً قاله في المبسوط ولما فيه من السخط لقضاء الله" (في الذكرى ص 72).
وقال الشيرازي: "وعن المنتهى يحرم ضرب الخدود ونتف الشعور" (الفقه 15/260).
ويشير الدكتور محمد التيجاني إلى بكاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم على عمه أبي طالب وحمزة وزوجته خديجة فيقول في كتابه " كل الحلول ص 151" : "ولكنه في كل الحالات يبكي بكاء الرحمة… ولكنه نهى أن يخرج الحزن بصاحبه إلى لطم الخدود وشق الجيوب فما بالك بضرب الأجسام بالحديد حتى تسيل الدماء؟" . [FONT='Times New Roman','serif']
ثم يذكر التيجاني أنّ أمير المؤمنين علياً لم يفعل بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما يفعله عوام الشيعة اليوم وكذلك لم يفعل الحسن والحسين والسجاد الذي قال فيه التيجاني: " إنه حضر محضراً لم يحضره أحد من الناس وشاهد بعينيه مأساة كربلاء التي قتل فيها أبوه وأعمامه وإخوته كلهم، ورأى من المصائب ما تزول به الجبال ولم يسجل التاريخ أنّ أحدا الأئمة عليهم السلام فعل شيئاً من ذلك، أو أمر به أتباعه وشيعته (كل الحلول ص151).
ويقول التيجاني أيضاً: والحق يُقال: إن ما يفعله بعض الشيعة من تلك الأعمال ليست هي من الدين في شيء، ولو اجتهد المجتهدون، وأفتى بذلك المفتون، ليجعلوا فيها أجراً كبيراً وثواباً عظيماً، وإنما هي عادات وتقاليد وعواطف تطغى على أصحابها، فتخرج بها عن المألوف وتصبح بعد ذلك من الفولكلور الشعبي الذي يتوارثه الأبناء عن الآباء في تقليد أعمى وبدون شعور، بل يشعر بعض العوام بأنّ إسالة الدم بالضرب هي قربة لله تعالى، ويعتقد البعض منهم بأن الذي لا يفعل ذلك لا يحب الحسين" (كل الحلول ص148).
وقال أيضاً: "لم أقتنع بتلك المناظر التي تشمئز منها النفوس وينفر منها العقل السليم، وذلك عندما يعرّى الرجل جسمه ويأخذ بيده حديداً ويضرب نفسه في حركات جنونية صائحاً بأعلى صوته حسين حسين، والغريب في الأمر والذي يبعث على الشك أنك ترى هؤلاء الذين خرجوا عن أطوارهم وظننتَ أنّ الحزن أخذ منهم كل مأخذ فإذا بهم بعد لحظات وجيزة من انتهاء العزاء تراهم يضحكون ويأكلون الحلوى ويشربون ويتفكهون وينتهي كل شيء بمجرد انتهاء الموكب، الأغرب أنّ معظم هؤلاء غير ملتزمين بالدين، ولذلك سمحت لنفسي بانتقادهم مباشرة عدة مرات وقلت لهم: إنّ ما يفعلونه هو فلكلور شعبي وتقليد أعمى" (كل الحلول ص 149).
وقريب من هذا قول الشيخ حسن مغنية في كتابه"آداب المنابر ص 182" : "والواقع أنّ ضرب الرؤوس بالخناجر والسيوف وإسالة الدماء ليست من الإسلام في شيء، ولم يرد فيها نص صريح ولكنها عاطفة نبيلة تجيش في نفوس المؤمنين لما أريق من الدماء الزكية على مذابح فاجعة كربلاء" .
وروى الصدوق وغيره عن عمر بن أبي المقدام قال: سمعت أبا الحسن وأبا جعفر عليهما السلام يقولان في قول وعن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وآله لعن النائحة المستمعة" (مستدرك الوسائل 1/144، البحار 82/93).
وعندما سمع أمير المؤمنين علي (ع) بكاء النساء على قتلى صفين وخرج إليه حرب بن شرحبيل الشامي وكان من وجوه قومه فقال علي (ع): أتغلبكن نساؤكم على ما أسمع؟! ألا تنهونهن عن هذا الرنين" (جامع أحاديث الشيعة 3/387 انظر البحار 82/89).
وعن أبي عبد الله (ع) قال: من أنعم الله عليه بنعمة فجاء عند تلك النعمة بمزمار فقد كفرها، ومن أصيب بمصيبة فجاء عند تلك المصيبة بنائحة فقد كفرها. وفي رواية فقد أحبطها" (وسائل الشيعة 12/90).
وعن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام في وصية النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: يا علي من أطاع امرأته أكبه الله عز وجل على وجهه في النار قال علي (ع): وما تلك الطاعة؟ قال: يأذن لها في الذهاب إلى الحمامات والعرسات والنياحات ولبس الثياب الرقاق" (وسائل الشيعة 1/376).
وروى الصدوق وغيره عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام عن علي (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أربعة لا تزال في أمتي إلى يوم القيامة: الفخر بالأحساب والطعن في الأنساب والاستسقاء بالنجوم والنياحة، وإن النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقوم يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب" (الخصال ص 226)
وعن جعفر بن محمد عليهما السلام أنه أوصى عندما احتضر فقال: لا يلطمن عليَّ خدا، ولا يشقن عليَّ جيبا، فما من امرأة تشق جيبها إلا صدع لها في جهنم صدع كلما زادت زيدت" (بحار الأنوار 82/101).
وعن علي (ع) قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله البيعة على النساء أن لا ينحن ولا يخمشن ولا يقعدن مع الرجال في الخلاء" (بحار الأنوار 82/101). [FONT='Times New Roman','serif'][/font]
وعن الصادق عليه السلام أنه قال : لا يصلح الصياح على الميت ولا ينبغي ولكن الناس لا يعرفون. الكافي(3/226)، وعنه عليه السلام أنه قال لا ينبغي الصياح على الميت ولا بشق الثياب (الكافي(3/225)، وعن فضل بن ميسر قال : كنا عند أبي عبد الله عليه السلام فجاءه رجل فشكى إليه مصيبة أصيب بها، فقال له أبو عبد الله عليه السلام : أما إنك إن تصبر تؤجر، وإلا تصبر يمضي عليك قدر الله الذي قدر عليك وأنت مأزور، الكافي (3/225) . فهلا تأملتم كلامه عليه السلام..
كما لا أنسى أن أحيل كل مهتم أن يراجع قول "علي خامنئي "في الموضوع ، وطبعًا لن يخالفني أحد في مكانته العلمية عند الشيعة قاطبةً .
وخير الختام قول ربنا الذي لايأتيه الباطل لامن بين يديه ولامن خلفه ، والذي هو واضح تمام الوضوح إلا على من في قلبه ران وعلى بصره غشاوة ، فيقول سبحانه وتعالى :
وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أولائك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولائك هم المهتدون .
وبعد هذا كله هناك من يأتي ويدعي باتباعه للأئمة زورًا وباطلاً ويقول غير ما هو مأثور عنهم ، فترى أين الحق من الباطل ، فترى أين أنتم من هذا الزخم الهائل كله من النواهي والمحرمات أهكذا يكون الإتباع الحقيقي ؟ كم أتمنى أن يفسح المجال لهذه المقالة على مستويين أولهما ألا تحذف ، لأنني لم آتي بها من مصادر غير مصادركم . وإن كانت غير صحيحة أو ما شابه أن توضحوا لي ذلك والمستوى الثاني أن تتأمل فيها صاحبة الموضوع وغيرها ممن يبحثون حقيقةً عن الحقيقة . وما الهداية إلا من عند الله . والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطاهرين المطهرين وصحابته الكرام .
ملحوظة : إن كانت الروايات غير موثوقة أرجو أن تدلوني على أين يمكنني التثبث من الأحاديث الشيعية- موقع مثلاً أو كتاب - .
ملحوظة : إن كانت الروايات غير موثوقة أرجو أن تدلوني على أين يمكنني التثبث من الأحاديث الشيعية- موقع مثلاً أو كتاب - .
مع تحيات " عابر سبيل فقط " .
تعليق