أحرم الحجاج - للشيخ حسن الدمستاني رحمة الله عليه
أحرم الحجاج عن لذاتهم بعض الشهور ***** وأنا المحرم عن لذاته كل الدهور
كيف لا احرم دأباً ناحراً هدي السرور***** وأنا في مشعر الحزن على رزء الحسين
حق للشارب من زمزم حب المصطفى ***** أن يرى حق بنيه حرماً معتكفا
ويواسيهم والا حاد عن باب الصفا ***** وهو من اكبر حوبٍ عند رب الحرمين
فمن الواجب عيناً لبس سربال الأسى ***** واتخاذ النوح ورداً كل صبح ومسا
واشتعال القلب أحزانا تذيب الأنفسا ***** وقليل تتلف الأرواح في رزء الحسين
لست انساه طريداً عن جوار المصطفى ***** لائذاً بالقبة النوراء يشكوا اسفا
قائلاً ياجد رسم الصبر من قلبي عفى ***** ببلاء انقض الظهر وأوهى المنكبين
صبت الدنيا علينا حاصباً من شرها ***** لم نذق فيها هنيئاً بلغةً من بُرها
ها أنا مطرود رجس هائم في بَرها ***** تاركاً بالرغم مني دار سكنى الوالدين
ضمني عندك يا جداه في هذا الضريح ***** علني ياجد من بلوى زماني استريح
ضاق بي ياجد من فرط الاسى كل فسيح ***** فعسى طود الاسى يندك بين الدكتين
جد صفو العيش من بعدك بالاكدار شيب ***** وأشاب الهم رأسي قبل اُبان المشيب
فعلا من داخل القبر بكاء ونحيب ***** ونداء بافتجاع يا حبيبي ياحسين
انت ياريحانة القلب حقيق بالبلاء ***** انما الدنيا اعدت لبلاء النبلاء
لكن الماضي قليل في الذي قد أقبلا ***** فاتخذ ذرعين من صبر وحسم سابغين
ستذوق الموت ظلماً ظامياً في كربلا ***** وستبقى في ثراها عافراً منجدلا
وكأني بلئيم الاصل شمراً قد علا ***** صدرك الطاهر بالسيف يحز الودجين
وكأني بالأيامى من بناتي تستغيث ***** سغباً تستعطف القوم وقد عزّ المغيث
قد برى اجسامهن الضرب والسير الحثيث ***** بينها السجاد في الاصفاد مغلول اليدين
فبكى قرة عين المصطفى والمرتضى ***** رحمةً للآل لا سخطاً لمحتوم القضا
بل هو القطب الذي لم يخطو عن سمت الرضا ***** مقتدى الأمة والي شرقها والمغربين
حين نبأ آله الغر بما قال النبي ***** اظلم الافق عليهم بقتام الكرب
فكأن لم يستبينوا مشرقاً من مغرب ***** غشيتهم ظلمات الحزن من اجل الحسين
وسرى بالأهل والصحب بملحوب الطريق ***** يقطع البيدا مجداً قاصد البيت العتيق
فأتته كتب الكوفة بالعهد الوثيق ***** نحن انصارك فاقدم سترى قرة عين
بينما السبط باهليه مجداً في المسير ***** فاذا الهاتف ينعاهم ويدعوا ويشير
ان قدام مطاياهم مناياهم تسير ***** ساعة اذ وقف المهر الذي تحت الحسين
فعلا صهوة ثان فأبى ان يرحلا ***** فدعى في صحبه يا قوم ما هذي الفلا
قيل هذي كربلاءٌ قال كربٌ وبلا ***** خيموا ان بهذي الارض ملقى العسكرين
ها هنا تُنتزع الارواح من اجسادها ***** بظبى تعتاض بالاجساد عن اغمادها
وبهذي تُحمل الامجاد في اصفادها ***** في وثاق الطلقاء الادعياء الوالدين
وبهذي تيأم الزوجات من ازواجها***** وبهذي تشرب الابطال من اوداجها
وتهاوى انجم الابرار عن ابراجها ***** غائبات في ثرى البوغاء محجوبات بين
وأطلتهم جنود كالجراد المنتشر***** مع شمر وابن سعد كل كذاب اشر
فاصطلى الجمعان نار الحرب في يوم عسر **** واستدارت في رحى الهيجاء انصار الحسين
يحسبون البيض اذ تلبس فيض القلل***** بيض انس يتمايلن بحمر الحلل
فيذوقون المنايا كمذاق العسل ***** شاهدوا الجنة كشفاً ورأوها رأي عين
بأبي انجم سعد في هبوط وصعود ***** طلعت في فلك المجد وغابت في اللحود
سعدت بالذبح والذابح من بعض السعود ***** كيف لا تسعد في حال اقتران بالحسين
بأبي أقمار تُمٍ خسفت بين الصفاح ***** وشموساً من رؤوس في بروج من رماح
ونفوساً منعت ان ترد الماء المباح ***** جرعت كأسي اُوام وحمام قاتلين
عندها ظل حسين مفرداً بين الجموع ***** ينظر الآل فيذري من اماقيه الدموع
فانتظى للذب عنهم مرهف الحد لموع ***** غرمه يغريه للضرب نمار الصفحتين
فاتحاً من مجلس التوديع للأحباب باب ***** فاحتسو من ذلك التوديع للأوصاب صاب
موصي الاخت التي كانت لها الآداب دأب ***** زينب الطهر بأمر وبنهي نافذين
أخت يازينب أوصيك وصايا فاسمعي ***** انني في هذه الأرض ملاقٍ مصرعي
فاصبري فالصبر من خيم كرام المترع ***** كل حي سينحيه عن الأحياء حين
في جليل الخطب يا أخت اصبري الصبر الجميل ***** ان خير الصبر ما كان على الخطب الجليل
واتركي اللطم على الخد واعلان العويل ***** ثم لا اكره ان يسقي دمع العين ورد الوجنتين
اجمعي شمل اليتامى بعد فقدي وانظمي ***** اطعمي من جاع منهم ثم أروي من ظمي
واذكري اني في حفظهم طٌل دمي ***** ليتني بينهم كالانف بين الحاجبين
أخت آتيني بطفلي أره قبل الفراق***** فأتت بالطفل لا يهدأ والدمع مراق
يتلوى ظمأ والقلب منه في احتراق ***** غائر العينين طاو البطن ذاو الشفتين
فبكى لما رآه يتلظى بالأوام ***** بدموع هاميات تخجل السحب السجام
ونحا القوم وفي كفيه ذياك الغلام ***** وهما من ظمإ قلباهما كالجمرتين
فدعا في القوم يا لله للخطب الفظيع ***** نبئوني أأنا المذنب ام هذا الرضيع
لاحظوه فعليه شبه الهادي الشفيع ***** لا يكن شافعكم خصماً لكم في النشأتين
عجلوا نحوي بماء اسقه هذا الغلام ***** فحشاه من أوام في اضطرام وكُلام
فاكتفى القوم عن القول بتكليم السهام ***** وإذا بالطفل قد خر صريعاً لليدين
فالتقى مما هما من منحر الطفل دما ***** ورماه صاعداً يشكوا الى رب السما
وينادي يا حكيم انت خير الحكما ***** فجع القوم بهذا الطفل قلب الوالدين
وأغار السبط للجلي بمأمون العثار ***** اذ اثار الضمر العثير بالركض فثار
يحسب الحرب عروساً ولها الروس نثار ***** ذكر القوم ببدر وبأحد وحنين
بطل فرد من الجمع على الابطال طال ***** أسد يفترس الاسد على الآجال جال
ماله غير اله العرش في الاهوال وال ***** ماسطى في فرقة الا تولت فرقتين
ماله في حومة الهيجاء في الكر شبيه ***** غير مولانا علي والفتى سر أبيه
غير ان القوم بالكثرة كانوا متعبيه ***** وهو ظام شفتاه اضحتا ناشفتين
علة الايجاد بالنفس على الامجاد جاد ***** ما ونى قط ولا عن عصبة الالحاد حاد
كم له فيهم سنان خارق الاكباد باد ***** وحسام يخسف العين ويبري الاخذ عين
دأبه الذب الى ان شب في القلب الأوام ***** وحكى جثمانه القنفذ من رشق السهام
وتوالى الضرب والطعن على الليث الهمام ***** وعراه من نزيف الدم ضعف الساعدين
فتدنى الغادر الباغي سنان بالسنان ***** طاعنا صدر امامي فهوى واهي الجنان
اشرقت تبكي عليه اسفاً حور الجنان ***** وبكى الكرسي والعرش عليه آسفين
ما دروا اذ خر عن ظهر الجواد الرامح ***** أ حسين خر ام برج السماك السابح
ام هو البدر وقد حل بسعد الذابح ***** ام هو الشمس وأين الشمس من نور الحسين
اي عينين بقان الدمع لا تنهرقان ***** وحبيب المصطفى بالترب مخضوباً بقان
دمه والطين في منحره مختلطان ***** وله قدر تعالى فوق هام الشرطين
لهف نفسي اذ نحا اهل الفساطيط الحصان ***** ذاهلاً منفجعاً يصهل مذعور الجنان
مائل السرج عثور الخطو في فضل العنان ***** خاضب المفرق والخدين من نحر الحسين
ايها المهر توقف لا تحم حول الخيام ***** واترك الاعوال كي لا يسمع الآل الكرام
كيف تستقبلهم تعثر في فضل اللجام ***** وهم ينتظرون الآن اقبال الحسين
مرق المهر وجيعاً عالياً منه العويل ***** يخبر النسوان ان السبط في البوغا جديل
ودم المنحر جار خاضب الجسم يسيل ***** نابعاً من ثغرة النحر كما تنبع عين
خرجت مذ سمعت زينب اعوال الجواد ***** تحسب السبط اتاها بالذي يهوى الفؤاد
ما درت ان اخاها عافراً في بطن واد ***** ودم الاوداج منه خاضباً للمنكبين
مذ وعت ما لاح من حال الجواد الصاهل ***** صرخت مازقة الجيب بلب ذاهل
وبدت من داخل الخيمات آل الفاضل ***** محرقات بسواد الحزن من فقد الحسين
وغدت كلٌ من الدهشة تهوي وتقوم ***** انجم تهوي ولكن ما تهاوت لرجوم
وحقيق بعد كسف الشمس ان تبدوا النجوم ***** يتسابقن الى موضع ما خر الحسين
وإذا بالشمر جاث فوق صدر الطاهر ***** يهبر الاوداج منه بالحسام الباتر
فتساقطن عليه بفؤاد طائر ***** بافتجاع قائلات خل ياشمر حسين
رأس من تقطع ياشمر بهذا الصارم ***** ليس من تفري وريديه بكبش جاثم
ان ذا سبط النبي القرشي الهاشمي ***** ابواه خير الله فذا ابن الخيرتين
ارفع الصارم عن نحر الامام الواهب ***** عصمة الراهب في الدهر وملفى الهارب
كيف تفري نحر سبط المصطفى بالقاضب ***** وهو دأباً يكثر التقبيل في نحر الحسين
كان يؤذيه بكاه وهو في المهد رضيع ***** بابنه قدماً فداه وهو ذو الشأن الرفيع
ليته الآن يراه وهو في الترب صريع ***** يتلظى بظماه حافصاً بالقدمين
كم به من مَلك في الملأ الاعلى عتيق ***** وبيمناه يسار لدم العسر يريق
وعلى الناس له عهداً من الله وثيق ***** انه الحجة في الارض ومولى الملوين
ما افاد الوعظ والتحذير في الرجز الرجيم ***** وانحنى يفري وريدي ذلك النحر الكريم
وبرى الرأس وعلاه على رمح قويم ***** زاهراً يشرق نوراً كاسفاً للقمرين
شمس أفق الدين اضحت في كسوف بالسيوف ***** وتوارت عن عيون الناس في ارض الطفوف
فأصاب الشمس والبدر كسوف وخسوف ***** لكن الافق مضيء بسنا راس الحسين
ذبح الشمر حسينا ليتني كنت وقاه ***** وغدا الاملاك تبكيه خصوصاً عتقاه
ما درى الملعون شمرٌ أي صدر قد رقاه ***** صدر من داس فخاراً فوق فرق الفرقدين
فتك العصفور بالصقر فيا للعجب ***** ذبح الشمر حسيناً غيرة الله اغضبي
حيدرٌ آجرك الله بعالي الرتب ***** ادرك الاعداء فيه ثأر بدر وحنين
أعين لم تجر في أيام عاشورا بما ***** كُحلت وحياً اماقيها بأميال العما
لأصبن اذا ما أعوز الدمع دما ***** لأجودن بدمع العين جود الاجودين
عجباً ممن رسا في قلبه حب الامام ***** كيف عاشوا يوم عاشورا وما ذاقوا الحِمام
بل ارى نوحهم يقصر عن نوح الحَمام ***** أ سواءٌ فقد فرخين وفقدان الحسين
كيف لا يبكي بشجو لابن بنت المصطفى ***** انه كان سراجاً للبرايا وانطفا
حق لو في فيض دمع العين انساني طفا ***** واغتدى الجاري من العين عقيق لا لجين
أ يزيدٌ فوق فرش من حرير في سرير***** ثمل نشوان من خمر له الساقي يدير
وحسين في صخور وسعير من هجير ***** ساغباً ضمآن يسقى من نجيع الودجين
حطم الحزن فؤادي لحطيم بالصفا *****ولهيف القلب صاد وذبيح من قفا
ولعار في وهاد فوقه السافي سفا ***** صدره والظهر منه اصبحا منخسفين
ولرأس ناضر الوجه برأس الذابل ***** ولقاني فيض نحر غاسل للعاسل
ولعان هالك الناصر واهي الكاهل ***** وبنات المصطفى لهفي على عجف سرين
بينما زينب قرحى الجفن ولهاء ثكول ***** تذرف الدمع وفي احشائها الحزن يجول
تندب الندب بقلب واجف وهي تقول ***** قد أصابتني بنور العين حسادي بعين
واذبيحا من قفاه بالحسام الباتر ***** واصريعا بعراه ما له من ساتر
واكسيرا صلواه بصليب الحافر ***** وارضيضا قدماه والقرى والمنكبين
واخطيباه جمالي وجمال المنبر ***** واقتيلاه ولكن ذنبه لم يُخبر
واطريحاه ثلاثا بالعرا لم يُقبر ***** واشهيداه ومن للمصطفى قرة عين
يا أخي قد كنت تاجا للمعالي والرؤوس ***** مقريا للضيف والسيف نفيسا ونفوس
كيف اضحى جسمك السامي له الخيل تدوس ***** بعدما دست على اوج السهى بالقدمين
يا أخي يا تاج عزي لاحظ البيض الحداد ***** بقيت بعدك شعثاً في كِلال وحداد
قطنت اجفانها فالقلب كالقالب صاد ***** اشبه الاشياء بالقرآن بين الدفتين
حزب حرب اين انتم من سجايا هاشم ***** اذ عفو عنكم وقد كنتم حصيد الصارم
ان في هذا لسر بين للفاهم ***** ان آثار القبيلين عصير العنصرين
جدنا عاملكم في الفتح بالصفح الجميل ***** مالكم صيرتمونا بين عان وجديل
وعلى جيل قفوتم اثرهم لعن الجليل ***** وعذاب مستطيل لن يزولا خالدين
سادتي حزني كحبي لكم باق مقيم ***** هبة من عند ربي وهو ذو الفضل العظيم
قد صفا الحب بقلبي فاجعلوا ذنبي حطيم ***** واكشفوا في الحشر كربي واشفعوا للوالدين
حسن ما حسن منه سوى حفظ الوداد ***** وولاء في براء وصفاء الاعتقاد
وهو كاف في اماني من مخاويف المعاد ***** انما الخوف لمن لم يعتقد فضل الحسين
والتحيات الوحيات وتسليم السلام ***** لسراة الخلق في الدنيا وفي دار السلام
ذائبات ابد الآباد ما تم كلام ***** او محا الله ظلاما بضياء النيرين
صلوا على سيدنا محمد وال محمد
أحرم الحجاج عن لذاتهم بعض الشهور ***** وأنا المحرم عن لذاته كل الدهور
كيف لا احرم دأباً ناحراً هدي السرور***** وأنا في مشعر الحزن على رزء الحسين
حق للشارب من زمزم حب المصطفى ***** أن يرى حق بنيه حرماً معتكفا
ويواسيهم والا حاد عن باب الصفا ***** وهو من اكبر حوبٍ عند رب الحرمين
فمن الواجب عيناً لبس سربال الأسى ***** واتخاذ النوح ورداً كل صبح ومسا
واشتعال القلب أحزانا تذيب الأنفسا ***** وقليل تتلف الأرواح في رزء الحسين
لست انساه طريداً عن جوار المصطفى ***** لائذاً بالقبة النوراء يشكوا اسفا
قائلاً ياجد رسم الصبر من قلبي عفى ***** ببلاء انقض الظهر وأوهى المنكبين
صبت الدنيا علينا حاصباً من شرها ***** لم نذق فيها هنيئاً بلغةً من بُرها
ها أنا مطرود رجس هائم في بَرها ***** تاركاً بالرغم مني دار سكنى الوالدين
ضمني عندك يا جداه في هذا الضريح ***** علني ياجد من بلوى زماني استريح
ضاق بي ياجد من فرط الاسى كل فسيح ***** فعسى طود الاسى يندك بين الدكتين
جد صفو العيش من بعدك بالاكدار شيب ***** وأشاب الهم رأسي قبل اُبان المشيب
فعلا من داخل القبر بكاء ونحيب ***** ونداء بافتجاع يا حبيبي ياحسين
انت ياريحانة القلب حقيق بالبلاء ***** انما الدنيا اعدت لبلاء النبلاء
لكن الماضي قليل في الذي قد أقبلا ***** فاتخذ ذرعين من صبر وحسم سابغين
ستذوق الموت ظلماً ظامياً في كربلا ***** وستبقى في ثراها عافراً منجدلا
وكأني بلئيم الاصل شمراً قد علا ***** صدرك الطاهر بالسيف يحز الودجين
وكأني بالأيامى من بناتي تستغيث ***** سغباً تستعطف القوم وقد عزّ المغيث
قد برى اجسامهن الضرب والسير الحثيث ***** بينها السجاد في الاصفاد مغلول اليدين
فبكى قرة عين المصطفى والمرتضى ***** رحمةً للآل لا سخطاً لمحتوم القضا
بل هو القطب الذي لم يخطو عن سمت الرضا ***** مقتدى الأمة والي شرقها والمغربين
حين نبأ آله الغر بما قال النبي ***** اظلم الافق عليهم بقتام الكرب
فكأن لم يستبينوا مشرقاً من مغرب ***** غشيتهم ظلمات الحزن من اجل الحسين
وسرى بالأهل والصحب بملحوب الطريق ***** يقطع البيدا مجداً قاصد البيت العتيق
فأتته كتب الكوفة بالعهد الوثيق ***** نحن انصارك فاقدم سترى قرة عين
بينما السبط باهليه مجداً في المسير ***** فاذا الهاتف ينعاهم ويدعوا ويشير
ان قدام مطاياهم مناياهم تسير ***** ساعة اذ وقف المهر الذي تحت الحسين
فعلا صهوة ثان فأبى ان يرحلا ***** فدعى في صحبه يا قوم ما هذي الفلا
قيل هذي كربلاءٌ قال كربٌ وبلا ***** خيموا ان بهذي الارض ملقى العسكرين
ها هنا تُنتزع الارواح من اجسادها ***** بظبى تعتاض بالاجساد عن اغمادها
وبهذي تُحمل الامجاد في اصفادها ***** في وثاق الطلقاء الادعياء الوالدين
وبهذي تيأم الزوجات من ازواجها***** وبهذي تشرب الابطال من اوداجها
وتهاوى انجم الابرار عن ابراجها ***** غائبات في ثرى البوغاء محجوبات بين
وأطلتهم جنود كالجراد المنتشر***** مع شمر وابن سعد كل كذاب اشر
فاصطلى الجمعان نار الحرب في يوم عسر **** واستدارت في رحى الهيجاء انصار الحسين
يحسبون البيض اذ تلبس فيض القلل***** بيض انس يتمايلن بحمر الحلل
فيذوقون المنايا كمذاق العسل ***** شاهدوا الجنة كشفاً ورأوها رأي عين
بأبي انجم سعد في هبوط وصعود ***** طلعت في فلك المجد وغابت في اللحود
سعدت بالذبح والذابح من بعض السعود ***** كيف لا تسعد في حال اقتران بالحسين
بأبي أقمار تُمٍ خسفت بين الصفاح ***** وشموساً من رؤوس في بروج من رماح
ونفوساً منعت ان ترد الماء المباح ***** جرعت كأسي اُوام وحمام قاتلين
عندها ظل حسين مفرداً بين الجموع ***** ينظر الآل فيذري من اماقيه الدموع
فانتظى للذب عنهم مرهف الحد لموع ***** غرمه يغريه للضرب نمار الصفحتين
فاتحاً من مجلس التوديع للأحباب باب ***** فاحتسو من ذلك التوديع للأوصاب صاب
موصي الاخت التي كانت لها الآداب دأب ***** زينب الطهر بأمر وبنهي نافذين
أخت يازينب أوصيك وصايا فاسمعي ***** انني في هذه الأرض ملاقٍ مصرعي
فاصبري فالصبر من خيم كرام المترع ***** كل حي سينحيه عن الأحياء حين
في جليل الخطب يا أخت اصبري الصبر الجميل ***** ان خير الصبر ما كان على الخطب الجليل
واتركي اللطم على الخد واعلان العويل ***** ثم لا اكره ان يسقي دمع العين ورد الوجنتين
اجمعي شمل اليتامى بعد فقدي وانظمي ***** اطعمي من جاع منهم ثم أروي من ظمي
واذكري اني في حفظهم طٌل دمي ***** ليتني بينهم كالانف بين الحاجبين
أخت آتيني بطفلي أره قبل الفراق***** فأتت بالطفل لا يهدأ والدمع مراق
يتلوى ظمأ والقلب منه في احتراق ***** غائر العينين طاو البطن ذاو الشفتين
فبكى لما رآه يتلظى بالأوام ***** بدموع هاميات تخجل السحب السجام
ونحا القوم وفي كفيه ذياك الغلام ***** وهما من ظمإ قلباهما كالجمرتين
فدعا في القوم يا لله للخطب الفظيع ***** نبئوني أأنا المذنب ام هذا الرضيع
لاحظوه فعليه شبه الهادي الشفيع ***** لا يكن شافعكم خصماً لكم في النشأتين
عجلوا نحوي بماء اسقه هذا الغلام ***** فحشاه من أوام في اضطرام وكُلام
فاكتفى القوم عن القول بتكليم السهام ***** وإذا بالطفل قد خر صريعاً لليدين
فالتقى مما هما من منحر الطفل دما ***** ورماه صاعداً يشكوا الى رب السما
وينادي يا حكيم انت خير الحكما ***** فجع القوم بهذا الطفل قلب الوالدين
وأغار السبط للجلي بمأمون العثار ***** اذ اثار الضمر العثير بالركض فثار
يحسب الحرب عروساً ولها الروس نثار ***** ذكر القوم ببدر وبأحد وحنين
بطل فرد من الجمع على الابطال طال ***** أسد يفترس الاسد على الآجال جال
ماله غير اله العرش في الاهوال وال ***** ماسطى في فرقة الا تولت فرقتين
ماله في حومة الهيجاء في الكر شبيه ***** غير مولانا علي والفتى سر أبيه
غير ان القوم بالكثرة كانوا متعبيه ***** وهو ظام شفتاه اضحتا ناشفتين
علة الايجاد بالنفس على الامجاد جاد ***** ما ونى قط ولا عن عصبة الالحاد حاد
كم له فيهم سنان خارق الاكباد باد ***** وحسام يخسف العين ويبري الاخذ عين
دأبه الذب الى ان شب في القلب الأوام ***** وحكى جثمانه القنفذ من رشق السهام
وتوالى الضرب والطعن على الليث الهمام ***** وعراه من نزيف الدم ضعف الساعدين
فتدنى الغادر الباغي سنان بالسنان ***** طاعنا صدر امامي فهوى واهي الجنان
اشرقت تبكي عليه اسفاً حور الجنان ***** وبكى الكرسي والعرش عليه آسفين
ما دروا اذ خر عن ظهر الجواد الرامح ***** أ حسين خر ام برج السماك السابح
ام هو البدر وقد حل بسعد الذابح ***** ام هو الشمس وأين الشمس من نور الحسين
اي عينين بقان الدمع لا تنهرقان ***** وحبيب المصطفى بالترب مخضوباً بقان
دمه والطين في منحره مختلطان ***** وله قدر تعالى فوق هام الشرطين
لهف نفسي اذ نحا اهل الفساطيط الحصان ***** ذاهلاً منفجعاً يصهل مذعور الجنان
مائل السرج عثور الخطو في فضل العنان ***** خاضب المفرق والخدين من نحر الحسين
ايها المهر توقف لا تحم حول الخيام ***** واترك الاعوال كي لا يسمع الآل الكرام
كيف تستقبلهم تعثر في فضل اللجام ***** وهم ينتظرون الآن اقبال الحسين
مرق المهر وجيعاً عالياً منه العويل ***** يخبر النسوان ان السبط في البوغا جديل
ودم المنحر جار خاضب الجسم يسيل ***** نابعاً من ثغرة النحر كما تنبع عين
خرجت مذ سمعت زينب اعوال الجواد ***** تحسب السبط اتاها بالذي يهوى الفؤاد
ما درت ان اخاها عافراً في بطن واد ***** ودم الاوداج منه خاضباً للمنكبين
مذ وعت ما لاح من حال الجواد الصاهل ***** صرخت مازقة الجيب بلب ذاهل
وبدت من داخل الخيمات آل الفاضل ***** محرقات بسواد الحزن من فقد الحسين
وغدت كلٌ من الدهشة تهوي وتقوم ***** انجم تهوي ولكن ما تهاوت لرجوم
وحقيق بعد كسف الشمس ان تبدوا النجوم ***** يتسابقن الى موضع ما خر الحسين
وإذا بالشمر جاث فوق صدر الطاهر ***** يهبر الاوداج منه بالحسام الباتر
فتساقطن عليه بفؤاد طائر ***** بافتجاع قائلات خل ياشمر حسين
رأس من تقطع ياشمر بهذا الصارم ***** ليس من تفري وريديه بكبش جاثم
ان ذا سبط النبي القرشي الهاشمي ***** ابواه خير الله فذا ابن الخيرتين
ارفع الصارم عن نحر الامام الواهب ***** عصمة الراهب في الدهر وملفى الهارب
كيف تفري نحر سبط المصطفى بالقاضب ***** وهو دأباً يكثر التقبيل في نحر الحسين
كان يؤذيه بكاه وهو في المهد رضيع ***** بابنه قدماً فداه وهو ذو الشأن الرفيع
ليته الآن يراه وهو في الترب صريع ***** يتلظى بظماه حافصاً بالقدمين
كم به من مَلك في الملأ الاعلى عتيق ***** وبيمناه يسار لدم العسر يريق
وعلى الناس له عهداً من الله وثيق ***** انه الحجة في الارض ومولى الملوين
ما افاد الوعظ والتحذير في الرجز الرجيم ***** وانحنى يفري وريدي ذلك النحر الكريم
وبرى الرأس وعلاه على رمح قويم ***** زاهراً يشرق نوراً كاسفاً للقمرين
شمس أفق الدين اضحت في كسوف بالسيوف ***** وتوارت عن عيون الناس في ارض الطفوف
فأصاب الشمس والبدر كسوف وخسوف ***** لكن الافق مضيء بسنا راس الحسين
ذبح الشمر حسينا ليتني كنت وقاه ***** وغدا الاملاك تبكيه خصوصاً عتقاه
ما درى الملعون شمرٌ أي صدر قد رقاه ***** صدر من داس فخاراً فوق فرق الفرقدين
فتك العصفور بالصقر فيا للعجب ***** ذبح الشمر حسيناً غيرة الله اغضبي
حيدرٌ آجرك الله بعالي الرتب ***** ادرك الاعداء فيه ثأر بدر وحنين
أعين لم تجر في أيام عاشورا بما ***** كُحلت وحياً اماقيها بأميال العما
لأصبن اذا ما أعوز الدمع دما ***** لأجودن بدمع العين جود الاجودين
عجباً ممن رسا في قلبه حب الامام ***** كيف عاشوا يوم عاشورا وما ذاقوا الحِمام
بل ارى نوحهم يقصر عن نوح الحَمام ***** أ سواءٌ فقد فرخين وفقدان الحسين
كيف لا يبكي بشجو لابن بنت المصطفى ***** انه كان سراجاً للبرايا وانطفا
حق لو في فيض دمع العين انساني طفا ***** واغتدى الجاري من العين عقيق لا لجين
أ يزيدٌ فوق فرش من حرير في سرير***** ثمل نشوان من خمر له الساقي يدير
وحسين في صخور وسعير من هجير ***** ساغباً ضمآن يسقى من نجيع الودجين
حطم الحزن فؤادي لحطيم بالصفا *****ولهيف القلب صاد وذبيح من قفا
ولعار في وهاد فوقه السافي سفا ***** صدره والظهر منه اصبحا منخسفين
ولرأس ناضر الوجه برأس الذابل ***** ولقاني فيض نحر غاسل للعاسل
ولعان هالك الناصر واهي الكاهل ***** وبنات المصطفى لهفي على عجف سرين
بينما زينب قرحى الجفن ولهاء ثكول ***** تذرف الدمع وفي احشائها الحزن يجول
تندب الندب بقلب واجف وهي تقول ***** قد أصابتني بنور العين حسادي بعين
واذبيحا من قفاه بالحسام الباتر ***** واصريعا بعراه ما له من ساتر
واكسيرا صلواه بصليب الحافر ***** وارضيضا قدماه والقرى والمنكبين
واخطيباه جمالي وجمال المنبر ***** واقتيلاه ولكن ذنبه لم يُخبر
واطريحاه ثلاثا بالعرا لم يُقبر ***** واشهيداه ومن للمصطفى قرة عين
يا أخي قد كنت تاجا للمعالي والرؤوس ***** مقريا للضيف والسيف نفيسا ونفوس
كيف اضحى جسمك السامي له الخيل تدوس ***** بعدما دست على اوج السهى بالقدمين
يا أخي يا تاج عزي لاحظ البيض الحداد ***** بقيت بعدك شعثاً في كِلال وحداد
قطنت اجفانها فالقلب كالقالب صاد ***** اشبه الاشياء بالقرآن بين الدفتين
حزب حرب اين انتم من سجايا هاشم ***** اذ عفو عنكم وقد كنتم حصيد الصارم
ان في هذا لسر بين للفاهم ***** ان آثار القبيلين عصير العنصرين
جدنا عاملكم في الفتح بالصفح الجميل ***** مالكم صيرتمونا بين عان وجديل
وعلى جيل قفوتم اثرهم لعن الجليل ***** وعذاب مستطيل لن يزولا خالدين
سادتي حزني كحبي لكم باق مقيم ***** هبة من عند ربي وهو ذو الفضل العظيم
قد صفا الحب بقلبي فاجعلوا ذنبي حطيم ***** واكشفوا في الحشر كربي واشفعوا للوالدين
حسن ما حسن منه سوى حفظ الوداد ***** وولاء في براء وصفاء الاعتقاد
وهو كاف في اماني من مخاويف المعاد ***** انما الخوف لمن لم يعتقد فضل الحسين
والتحيات الوحيات وتسليم السلام ***** لسراة الخلق في الدنيا وفي دار السلام
ذائبات ابد الآباد ما تم كلام ***** او محا الله ظلاما بضياء النيرين
صلوا على سيدنا محمد وال محمد
تعليق