بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و كفى ، و الصلاة و السلام على عبده المصطفى ، و على آله و صحبه و من بهداه اقتفى و بسنته احتفى ..
ثم أما بعد ..
سنعرض في هذه الصفحة تعريف يوم العاشر من شهر محرم الحرام المعروف بيوم عاشوراء من خلال مذهب أهل السنة و الجماعة و المذهب الشيعي الإثني عشري و كيف يتعامل أهل الطرفين مع هذا اليوم و ماذا يمثل هذا اليوم بالنسبة لهم .
يوم عاشوراء في مذهب أهل السنة و الجماعة
يعتبر يوم عاشوراء من الأيام العظيمة فهو من أيام شهر محرم الحرام الذي هو من أشهر الحرم الأربع التي قال الله عنها : (( إن عدّة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات و الأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم )) ... التوبة : 36
و قد سن النبي صلى الله عليه و آله و سلم صيام عاشوراء لما فيه من الفضل العظيم . حيث أن صيام يوم عاشوراء يكفر السنة الماضية. حيث وردت عدّة أحاديث في ذلك و منها ..
حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال أخبرني عروة بن الزبير، أن عائشة ـ رضى الله عنها ـ قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بصيام يوم عاشوراء، فلما فرض رمضان كان من شاء صام، ومن شاء أفطر.
حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة ـ رضى الله عنها ـ قالت كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه، فلما قدم المدينة صامه، وأمر بصيامه، فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء، فمن شاء صامه، ومن شاء تركه.
الحديثان في صحيح البخاري - كتاب الصوم - صوم يوم عاشوراء ..
http://www.al-eman.com/hadeeth/viewchp.asp?BID=13&CID=61#s70
حدثني قتيبة بن سعيد، حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن حميد بن عبد الرحمن، الحميري عن أبي هريرة، - رضى الله عنه - قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل " .
وحدثنا يحيى بن يحيى التميمي، وقتيبة بن سعيد، جميعا عن حماد، - قال يحيى أخبرنا حماد بن زيد، - عن غيلان، عن عبد الله بن معبد الزماني، عن أبي قتادة، رجل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال كيف تصوم فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأى عمر - رضى الله عنه - غضبه قال رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله . فجعل عمر - رضى الله عنه - يردد هذا الكلام حتى سكن غضبه فقال عمر يا رسول الله كيف بمن يصوم الدهر كله قال " لا صام ولا أفطر - أو قال - لم يصم ولم يفطر " . قال كيف من يصوم يومين ويفطر يوما قال " ويطيق ذلك أحد " . قال كيف من يصوم يوما ويفطر يوما قال " ذاك صوم داود عليه السلام " . قال كيف من يصوم يوما ويفطر يومين قال " وددت أني طوقت ذلك " . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ثلاث من كل شهر ورمضان إلى رمضان فهذا صيام الدهر كله صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله " .
الحديثان في صحيح مسلم - كتاب الصوم - باب صوم شهر المحرم و باب صوم عاشوراء ...
http://www.al-eman.com/hadeeth/viewchp.asp?BID=1&CID=48#s16
فمن خلال الأحاديث السابقة و غيرها نجد أن السنة النبوية المطهرة تدعو إلى صيام يوم عاشوراء و الإكثار من العبادات فيه و ذكر الله و قراءة القرآن الكريم . و استغلال هذا اليوم المبارك بالصدقات و فعل الخيرات . و حثنا النبي صلى الله عليه و آله و سلم أن نصوم التاسع و العاشر أو العاشر و الحادي عشر حتى نخالف أهل الكتاب .حيث قال عليه الصلاة و السلام : " صوموا يوما قبله أو يوما بعده " ..
و في يوم عاشوراء حدثت أمور عظيمة و منها أنه اليوم الذي نجى الله رسوله موسى عليه السلام من فرعون ، و كان موسى يصوم هذا اليوم شكرا لله على نعمه . و قد كان يصوم هذا اليوم نوح عليه السلام حيث أنه في يوم عاشوراء استوت سفينته على الجودي . و هو اليوم الذي تاب الله فيه على أدم . فصوم يوم عشوراء من سنن النبيين قبل الرسول عليه و عليهم أفضل الصلاة و السلام ثم سنّ النبي صوم هذا اليوم و أكّده بصيوم يوم قبله معه أو يوم بعده معه .
و هذه صورة لحال بعض من المسلمين من أهل السنة و الجماعة في يوم عاشوراء ..







يوم عاشوارء في مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية
يعتبر يوم عاشوراء من الأيام الأليمة في شهر من أشهر الحزن و المآتم ، حيث أن شهر محرم شهر الحزن و المصائب و ذروته يكمن في يوم العاشر من محرم . فهو اليوم الذي استشهد فيه الحسين بن علي عليه السلام في موقعة الطف . و يستحب الصياح و البكاء في هذا اليوم و التطبيل و التطبير و اللطم و كل و سائل النياح و الصياح و إظهار الحزن . و يستحب لعن قتلة الحسين في هذا اليوم و إكثار لعنهم و التبرء منهم .
و قد وردت عدة روايات عن المعصومين عن هذا اليوم و منها ...
وعن الرضا (ع) قال : كان الكاظم (ع) اذا دخل شهر المحرم لم يرى ضاحكا وكانت كآبته تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة ايام فاذا كان اليوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه ويقول هذا اليوم الذي قتل فيه الحسين (ع) .
وروي عن الصادق (ع) انه اذا هل هلال عاشور اشتد حزنه وعظم بكاؤه على مصاب جده الحسين (ع) والناس يأتون اليه من كل جانب ومكان يعزونه بالحسين ويبكون وينوحون على مصاب الحسين فادا فرغوا من البكاء يقول لهم : ايها الناس اعلموا ان الحسين حي عند ربه يرزق من حيث يشاء وهو (ع) دائما ينظر الى مكان مصرعه ومن حل فيه من الشهداء وينظر الى زواره والباكين عليه والمقيمين العزاء عليه وهو اعرف بهم وبأسمائهم واسماء آبائهم وبدرجاتهم ومنازلهم في الجنة وانه ليرى من يبكي عليه فيستغفر له ويسأل جده واباه وامه واخاه ان يستغفروا للباكين عليه والمقيمين عزاه ويقول لو يعلم زائري والباكي علي لانقلب الى اهله مسرورا وما يقوم من مجلسه الا وما عليه ذنب وصار كيوم ولدته امه .
فمن خلال الروايات السابقة و غيرها يتبيّن أن يوم عاشوراء هو يوم سواد و لبس الأسود ويوم مآتم و يوم بكاء و عويل و لطم و تطبير و حزن و لعن للظالمين . و هذه هي الشعائرة الواردة عن الأئمة في هذا اليوم المبارك .
و هذه صورة لحال بعض من الشيعة الإمامية الأثني عشرية في يوم عاشوراء ..






و أنا أسأل المسلم الذي ينتمي لغير مذهب أهل السنة و الجماعة و لغير مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية فأقول له ..
أي المذهبين أقرب إلى الفطرة السليمة في التعامل مع يوم مبارك كيوم عاشوراء ؟؟
أي العملين أفضل عند الله اللطم و التطبير أم الصوم و قراءة القرآن ؟؟
أي الأمرين أقرب إلى المسلم الصحيح حسب آيات الذكر الحكيم ، هل استغلال هذه المناسبة الكريمة بالدعاء للمسلمين بالصلاح و الهداية للجميع أم اللعن و الطلب الهلاك للمخالفين و التوعد بالثأر ؟؟
تعليق