إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

أنطوان بارا

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أنطوان بارا

    أنطوان بارا: أعاهدك أيها الإمام باستكمال تأليف كتاب عن العقيلة زينب (عليها السلام) وسأهديه لروحك الطاهرة







    ضمن مراسم مجلس عزاء أقامته حسينية الرسول الأعظم - صلى الله عليه وآله وسلم - الكربلائية في الكويت تحدث المفكر والروائي المسيحي السوري أنطون بارا عن مآثر الإمام المظلوم الراحل الذي كان سبباً في تأليفه كتابه الشهير »الحسين عليه السلام في الفكر المسيحي« قبل ثلاثة عقود تقريباً؛ مشيراً إلى أن الإمام أولاه عناية خاصة تلمّس منها عظيم تواضعه ودماثة أخلاقه وعلمه الغزير، حيث لم يكن متبحراً في الدين الإسلامي فحسب، بل وفي الأديان الأخرى أيضاً.
    وعاهد بارا في كلمته الإمام الراحل بأن يتم كتابه الذي يؤلفه حول السيدة زينب صلوات الله عليها، امتثالاً لأمر الإمام، مؤكداً أنه سيهديه حال إنجازه إياه لروحه الطاهرة. وفي ما يلي نص الكلمة:
    بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآل بيته الطاهرية. حينما دعاني الأخوة في هذا المجلس لإلقاء كلمة حول فقيد الأمة الإسلامية وفقيد الإنسانية الإمام المجدد المجاهد السيد محمد الشيرازي قلت في نفسي: ماذا سأضيف في كلمتي هذه على ما عرفتموه من مآثر فقيدنا الغالي وعلمه وتواضعه الجم؟ وقلت: لأكتفي بالقليل عن ظروف تعرفي بالإمام في بداية حقبة السبعينات حينما قمنا بزيارته بمعية الأخ (أزهر الخفاجي).
    أذكر أنه استقبلنا بكل تواضع وأفسح لنا إلى يمينه وجلسنا نتبادل أطراف الحديث، الانطباع الأول الذي خرجت به من لقائي الأول مع الإمام انطباع أشار لي إلى شخصه المتواضع وعلمه الغزير ولاحظت أن إلمامه ليس فقط في أحكام الدين الإسلامي والأديان الأخرى بل تبحره العميق فيها. وتوالت لقاءاتنا يوماً بعد آخر وسألني: »هل تعرف شيئاً عن ملحمة كربلاء؟« أجبته بالإيجاب وأن معرفتي بهذه الملحمة من خلال ما قرأته في المدرسة وفي التاريخ ولكن ليس بطريقة متعمقة. فأهداني بعض الكتب التي تتحدث عن الملحملة،أخذتها وقرأتها بتمعن وصرت أضع على هوامش الكتب بعض الملاحظات، وكلما كنا نزور الفقيد الراحل كنت أطلعه على هذه الملاحظات وكان رغم مشاغله الكثيرة ورغم الذين يترددون على ديوانه في بنيد القار للتشاور معه والاستماع إلى أحكامه السديدة ونصائحه، كان يخصص لي وقتاً إضافياً نجلس فيه ونتحدث ويسألني عن آخر ما دونته من ملاحظات وتحليلات حول قضية كربلاء. ولما أنهيت هذه الكتب التي أهدانيها قال لي: »لماذا لا تكتب كتاباً حول مأساة كربلاء كما دونت ملاحظاتك عليها؟« قلت: »لإرى إن كنت أستطيع ذلك. لأن مثل هذه الكتب يلزمها الكثير من الجهد والمتابعة وإني لأجد نفسي غير مؤهل حتى الآن لأخوض مسألة كهذه. لأنها تعتمد أساساً على كثير من المعطيات الإنسانية والتاريخية والعقائدية«.
    لكنه كان رحمه الله دائم التشجيع لي يحثني في كل مرة ويصوّب ملاحظاتي وقراءاتي مما شجعني في نهاية المطاف لكي أبدأ هذا العمل وقال لي آنذاك: »إنك متى بدأت ستجد أن كل شيء أمامك ميسّراً بإذن الله تعالى وببركة سيدنا الحسين عليه السلام«.
    وبعد سنتين من اللقاءات والتأليف عدت إليه بالمخطوطة فظلت عنده لمدة شهرين كاملين ظننت أنه لم يقرأها ولكن تبين لي أنه كان يقرأها بتمعن شديد ويضع لي عليها الملاحظات والتصويبات الكثيرة التي تفيدني في تأليف الكتاب، وهكذا انتهيت من تأليف الكتاب وقال لي: »اطبعه فوراً وما تحتاجه في الطبع من مبالغ نحن نتولاه«. لكن الأخ الذي كنت أعمل عنده في داره الصحافية تولى طبعه، وطبعاً استأذنت الإمام بأن يتولى ذلك الأخ الطباعة فأذن لي قائلا: »إن كان راغباً في فضل طباعته فليكن«.
    الذكريات كثيرة ولكن أنتم عرفتم الإمام عن كثب وعن قرب ولمستم مدى تواضعه وعلمه وغزارة إنتاجه وحبه للخير، كان شخصية ذات فكر معتدل غزير الحكمة والمعرفة ولم يكن يبخل بها على الكبير والصغير. حينما صدر الكتاب بعنوان »الحسين عليه السلام في الفكر المسيحي« أهديته عشرين نسخة فتقبلها مني وأراد أن يدفع لي ثمنها فقلت له: »ياسيدنا كيف آخذ منك ثمنها وأنت ما أنت عليه؟!« قال: »أريد أن شجعك وأشجع مسألة التأليف في القضية الحسينية«.
    وفي إحدى زياراتي له بعد صدور الكتاب قال لي: »سوف أصحبك إلى مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم لأريك المكتبة المتواضعة التي بدأنا فيها«. فذهبت بمعيته مشياً على الأقدام من ديوانه إلى المكتبة وكان سماحته يسلم على الكبير والصغير ونحن سائرون، كان متواضعاً كحبة قمح معطاءة، كسنبلة ممتلئة، يحني هامته قليلاً وهو سائر فما أروع تواضعه وغزير علمه، وحينما وصلنا للمكتبة طفق يريني الكتب واحداً واحداً ويشرح لي كيف أن هذه المكتبة بُنيت من تبرعات المحسنين من الإخوان الذين يقدسون العلم والعلماء. وتناول كتاباً عن السيدة زينب عليها السلام وقال لي:»إنك ذكرت في كتابك جملة أنت قلتها للمرة الأولى وهي أنه إذا كان (الإسلام بدؤه محمدي وبقاؤه حسيني فإن الثورة الحسينية بدؤها حسيني واستمرارها زينبي) فإذا كنت ترى هذا الدور الهام للعقيلة زينب عليها السلام فهل ترى أنك في يوم من الأيام تؤلف كتاباً عنها أسوة بأخيها عليه السلام«؟ قلت: »إن شاء الله إذا استطعت ذلك سأحاول.
    وتحدثنا عن الوجه الآخر لثورة الحسين عليه السلام والذي مثلته العقيلة زينب بما قامت به بعد ثورة أخيها من حرب إعلامية طافت فيها الأقطار وحثت فيها النفوس والتي شكلت الوجه الآخر لتلك الحرب التي بدأها أخوها في بطاح كربلاء وكان لهذا الدور العظيم الدور الإعلامي الخطير الذي قامت به سليلة أشرف بيت في الإسلام ابنة فاطمة الزهراء عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بنت أمير المؤمنين علي عليه السلام والتي ولدت بعد ولادة أشرف شهيدين، سيدا شهداء أهل الجنة الحسنين، وكان لهذا الإعجاب بهذه الشخصية أثره على كل من اطلع على خطبها حيث استمدت بلاغتها من بيت أبي طالب وهي التي رضعت القدسية من ثدي العصمة وألّبت النفوس على تلك المظالم التي حاقت بأهل بيت النبوة وذلك الخروج الدامي الذي كان له أثر الهزة العنيفة في قلوب الأمة الإسلامية آنذاك. يقول الحق تعالى: »انفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله فذلكم خير لكم إن كنت تعلمون« صدق الله العلي العظيم. ولنرى كيف ترجم الحسين عليه السلام هذا الأمر الإلهي وكيف كانت نفرته إذ من المسلّم به أن أي مجاهد يخرج إلى جهاد ومجاندة أعداء الله وأعداء الأمة لا يصطحب معه أهل بيته وينأى بهم عن تلك المهالك إلا أن الحسين اصطحب أهل بيته لحكمة إلهية إذ ما أن وضعت الحرب أوزارها حتى هبت العقيلة زينب وقادت ركب السبي إلى دمشق ووقفت أمام يزيد تحاجه في المنطق وهي ابنة علي أمير البلاغة وصاحب نهج البلاغة الذي لا يدانيه في بلاغته أي كتاب بعد بلاغة القرآن الكريم. والتي لم يستطع يزيد أن يرد عليها بأكثر من قوله: »يا صيحة تحمد من صوائح ما أهون النوح على النوائح«!!
    وبوقفتها هذه لم تكن الواقعة بكربلاء لتزيد عن معركة تنتصر فيها القوة على الضعف والعدة على العدد تصول فيها الخيول وتقعقع السيوف لكنها حولتها بفضل ذكائها وإلهام من الله إلى معركة روحية حصدت الأمة الإسلامية نتائجها رفعة ومضاء للعقيدة ونصاعة على مر الدهور. هذا ما أريد أن أتحدث به حول شخصية الحسين عليه السلام الذي أحبه الفقيد الراحل الإمام محمد الشيرازي فقد وعدته بأن أكتب كتاباً عن السيدة زينب عليها السلام لأتمم ذلك الجهد الذي بدأت فيه فقلت له: »إني ضنين بوقتك الثمين أن آتي إليك في الديوانية في كل لحظة وهناك من يريد أن يسألك ويطّلع على أحكامك«. قال: »لا تنظر إلى الساعة حينما تريد الإتيان إليّ أو الاتصال بي«!
    وهكذا بدأت فعلاً في كتاب السيدة زينب عليها السلام لكن لظروف خارجة عن الإرادة توقفت في منتصفه خاصة بعد مغادرة الإمام الكويت حيث لم أعد ألقى أي تشجيع معنوي أو روحي أو أدبي للاستمرار به، ولكن في هذه الليلة الجليلة ووفاء لوعد قطعته للإمام الراحل فإنني أعاهده على أن أعيد البدء في كتاب السيدة زينب وسوف أهديه لروحه الطاهرة.
    بعد سفر الإمام ومغادرته الكويت تابعت أخباره وكان هو أيضاً يتابع أخباري وكان الاخوان في مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم يزودونني بآخر إنتاجاته الفكرية والأدبية.
    وأيضاً كلكم علمتم أن جناح الإمام الشيرازي في معرض الكتاب الدولي كان قبلة للدارسين وأثار دهشة الجميع لغزارة إنتاجه الذي كان ينوف على الألف كتاب واقترح بعضهم أن يتم إدخال هذا الإنتاج في موسوعة »غينيس« للأرقام القياسية لأن هناك كُتّاباً في أوروبا أو في العالم أنتجوا مئة أو مئة وخمسين كتاباً لا أكثر اعتبروهم من الكتّاب الفطاحل! وأين تلك الكتب من كتب السيد التي يراد لها البحث والأيادي الطويلة؟ وقد علمت أن السيد كان لا ينام لأكثر من أربع أو خمس ساعات في اليوم، ليصرف وقته في التأليف إضافة إلى مشاغله الكثيرة في الاهتمام بمؤسساته الدينية والاجتماعية والفكرية هنا وهناك. وأنا لن أنسى جميل صنعه عليّ. رحم الله الإمام الشيرازي ولكم من بعده طول الصبر والسلوان وهو حي في قلوبنا وحي في أفئدتنا وضمائرنا طالما بقيت ذكراه في قلوبنا حية إلى أبد الآبدين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  • #2
    المسيح يعزوننا ومن يسمون انفسهم مسلمين يشتموننا والله مصيبه لعن الله الظلمين لال محمد من الاولين والاخرين الى قيام يوم الدين

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

    يعمل...
    X