قبل سنوات خمس وفي مثل هذه اللحظات كانت الانفجارات تفتك بعدد من زوار الحسين عليه السلام.. تراكض الزوار لنقل الاشلاء والجرحى في ذلك وعادوا الى نفس الامكنة يهتفون بكل حناجرهم.. لبيك يا حسين.. لبيك يا حسين .. صرخة مدوية لا ينقطع صداها
وخطيب في صحن الحسين يقرأ المصرع.. وفوق المنبر صورة القارئ الرمز.. الشيخ عبد الزهرة الكعبي.. صوت واسم يصدح في كل عام في هذا اليوم.. قبل ربع قرن كان كتابه قد وصل الينا في معتقل انصار واجتمعنا في المعسكرات لنستمع الى المصرع .. واليوم في كربلاء.. ترتفع صورة الشيخ عبد الزهرة كما ارتفع صوته من قبل.. ما أعظمك يا حسين...
سيدي ابا عبد الله ..صرخات المحبين تصدح في الارجاء.. وانا بين الحرمين يصلنا الصوت قبل ان يصل عبر التلفاز.. كلمة ما شاء الله اسمعها مرارا من صاحب الفندق- ابو زهراء- وهو ينظر الى شاشة تلفاز كربلاء الذي يبث مباشرة من الصحن الحسيني.. لم يسبق لكربلاء ان شاهدت مثل هذا الحشد في ايام عاشوراء من قبل.. بضعة ملايين احتشدت في هذه المدينة .. لتردد جميعا بصوت واحد لبيك يا حسين... لبيك يا حسين... وينتهي الخطيب السيد حامد الميالي من قراءة المصرع لتبدأ هيئات اللطم .. ما اعظمك يا حسين..
منذ فجر اليوم لم تتوقف مواكب المطبرين.. لم يعد يفصلنا عن اذان الظهر حيث يقترب موعد وصول موكب ركظة طويريج الا اقل من ساعة ولا زالت تلك المواكب تملأ الشوارع.. مشهد لم يسبق له مثيل .. ما اعظمك يا حسين..
تعليق