الحر بن يزيد الرياحي :
بعد ان ايقن يزيد بالخطر الذي يهدد ملكه من خلال الرسائل التي وردت اليه من بعض اهل الكوفة وأهمها رسالة عبدالله الحضرمي والتي جاء فيها ((اما بعد فأن مسلم بن عقيل قدم الكوفة ,وبايعته الشيعة للحسين بن علي فأن كان لك بالكوفة حاجة فابعث اليها رجلاً قويا ينفذ امرك , ويعمل مثل عملك في عدوك , فان النعمان بن بشير رجل ضعيف او هو يتضعف))فعرض يزيد الامر على مشاوره سرجون الرومي فأشار عليه سرجون على ابن زياد لولاية الكوفة.فقال ليزيد ان معاوية كان قد عهد الى بن زياد بولاية الكوفة في حياته وانه يحتفظ بهذا الكتاب الذي لم ينفذ بعد لأنه يعرف قسوته وبطشه وانه لا يقوى احد على اخضاع العراق غيره فهو الوحيد الذي يتمكن من القضاء على الثورة بما يملكه من وسائل الارهاب والعنف .
وكان ابن زياد من خلال رحلته الى الكوفة عن طريق البصرة وتنكره اذ لبس ثيابا يمانية وعمامة سوداء وتلثم ليوهم الناس على انه الحسين (ع) وعند وصوله الكوفة اسرع نحو قصر الامارة مستاء اشد الاستياء مما رآه من الناس وفرحهم بقدوم الحسين (ع) عندها خطط للسيطرة التامة على الكوفة وعمد الى الى نشر الارهاب وإشاعة الخوف فأمسك بجماعة من اهل الكوفة فقتلهم في الساعة حياة الأِمام الحسين القريشي ج3 .
وغايته في ذلك صرف الناس عن الثورة بعد ان قام باعتقال الكثير من مناصري الأِمام الحسين عليهم السلام وإيداعهم السجون امثال سليمان بن صرد الخزاعي والمختار بن ابي عبيده الثقفي وأربعمائة من الاعيان والوجوه ونجم عن ذلك السيطرة التامة على مجريات الامور في الداخل وخضوع اهل الكوفة وانقيادهم الى السلطة بالكامل تقربيا بعد ان رفع شعار (سوطي وسيفي على من ترك امري وخالف عهدي ).
بعدها عمد الى تركيز اجراءاته الامنية على مداخل حدود الكوفة وأطرافها تحسبا لأي تحرك مناصر للحسين (ع) فعمد الى اصدار اوامره السريعة الى رئيس شرطته الحصين بن تميم بالذهاب الى القادسية ومنها الى خفان وهو موقع قرب الكوفة (معجم البلدان ) ثم الى القطقطانة وهو موضع قرب الكوفة من جهة البرية بالطف , وبه كان سجن النعمان بن المنذر (معجم البلدان ) وحتى جبل لعلع ونجم عن هذه الاجراءات القاء القبض على رسول الأِمام الحسين(ع) الى الكوفة قيس بن مسهر الصيداوي كما اوكلت مهمة مراقبة الصحراء وحراستها ومتابعة مسير الأِمام الحسين (ع) الى الحر وكان على الف فارس .
الالتقاء بالحر:
هو الحر بن يزيد الرياحي بن ناجية بن قعنب بن عتاب بن هرمي بن رياح بن يربوع بن حنظله بن مالك بن زيد مناة بن تميم التميمي اليربوعي الرياحي .
من اشراف الكوفة وساداتها اذ احتل موقع الصدارة في المجتمع الكوفي واكتسب شرف قيادة الفرسان وزعامة الرجال .هو الحر بن يزيد الرياحي بن ناجية بن قعنب بن عتاب بن هرمي بن رياح بن يربوع بن حنظله بن مالك بن زيد مناة بن تميم التميمي اليربوعي الرياحي .
روي في البداية والنهاية لابن كثير قال ابو مخنف , عن ابي جناب عن عدي بن حرملة , عن عبدالله بن حرملة, عن عبد الله بن سليم والبذري بن المشمعل الاسديين قالا : أقبل الامام الحسين(ع) فلما نزل شراف قال لفتيانه وقت السحر : استقوا من الماء فأكثروا ,ثم ساروا النهار فسمع الحسين رجلا يكبر
فقال الامام الحسين(ع) الله اكبر لم كبرت فقال رأيت النخل ,فقال الاسديان :ان هذا المكان لم ير احد منه نخل ,فقال الامام الحسين(ع):فماذا تريانه ؟فقالا :هذه الخيل قد اقبلت , فقال الحسين : اما لنا ملجأ نجعله في ظهورنا ونستقبل القوم من وجه واحد ؟ فقالا :بلى , ذوحسم . فأخذ ذات اليسار اليها فنزل ,وأمر بابنيته فضربت , وجاء القوم وهم الف فارس مع الحر بن يزيد التميمي ,وهم مقدمة الجيش الذين بعثهم بن زياد , حتى وقفوا في قباله وقت الظهيرة والحسين وأصحابه معتمون متقلدوا اسيافهم فأمر الحسين فتيانه ان يترووا من الماء ويسقوا خيولهم , وان يسقوا خيول اعدائهم ايضا ضاربا بذلك المثل الأعلى مجسدا اخلاق النبوة والإمامة مذكرهم بما عامل به جده الرسول الاكرم (ص) المشركين يوم فتح مكة وابوه علي بن ابي طالب (ع) يوم صفين فابى الا ان يشملهم بشعوره الانساني النبيل وبروح العطف التي تربى عليها .
تعليق