بسم الله الرحمان الرحيم
[FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
[FONT='Arial','sans-serif']يمثل كتاب (بحار الأنوار) للمجلسي أحد أشهر الكتب التي يقتبس منها رجال الدين الاسلامي من المذهب الشيعي الكثير من أحاديثهم و أفكارهم. فعلى الرغم من احتوائه على "الغث و السمين"[/FONT][FONT='Arial','sans-serif']. و قد نقل الحائري في كتابه (إلزام الناصب في إثبات الحجة القائم) الكثير من الحكايات و القصص [/FONT][FONT='Arial','sans-serif']و منها ما كتبه عن أخبار أم المهدي. و هنا أنقل و عن طريقه شيئا من أخبارها بنوع من التصرف.[/FONT]
[FONT='Arial','sans-serif'][FONT='Arial','sans-serif']كتب الحائري أن:
"بشر بن سليمان النحاس وهو من ولد أبي أيوب الأنصاري أحد موالي أبي الحسن وأبي محمد وجارهما بسُرَّ من رأى –أي سامراء- قال: أتاني كافور الخادم فقال: مولانا أبو الحسن علي بن محمد العسكري يدعوك إليه فأتيته، فلما جلست بين يديه قال لي: يا بشر إنك من ولد الأنصار وهذه الموالاة لم تزل فيكم يرثها خلف عن سلف وأنتم ثقاتنا أهل البيت، وإني مزكيك ومشرفك بفضيلة تسبق بها الشيعة في الموالاة بسر أطلعك عليه وأنفذك في ابتياع أمة، فكتب كتابا لطيفا بخط رومي ولغة رومية وطبع عليه خاتمه"
أي أن الإمام علي بن محمد، جد المهدي، كان يعرف اللغة "الرومية".
و استمر بشر محدثا: "وأخرج –أي علي بن محمد- شقة صفراء فيها مائتان وعشرون دينارا فقال: خذها وتوجه إلى بغداد واحضر معبر الفرات ضحوة يوم كذا، فإذا وصلت إلى جانبك زواريق السبايا وترى الجواري فيها ستجد طوائف المبتاعين من وكلاء قواد بني العباس وشرذمة من فتيان العرب، فإذا رأيت ذلك فأشرف من البعد على المسمى عمر بن يزيد النخاس عامة نهارك إلى أن تبرز للمبتاعين جارية صفتها كذا وكذا، لابسة حريرين صفيفين، تمتنع من العرض ولمس المعترض والانقياد لمن يحاول لمسها، وتسمع صرخة رومية من وراء ستر رقيق فاعلم أنها تقول: وا هتك ستراه، فيقول بعض المبتاعين علي ثلاثمائة دينار فقد زادني العفاف فيها رغبة فتقول بالعربية: لو برزت في زي سليمان بن داود وعلى شبه ملكه ما بدت لي فيك رغبة فأشفق على مالك، فيقول النخاس: وما الحيلة ولا بد من بيعك، فتقول الجارية: وما العجلة ولا بد من اختيار مبتاع يسكن قلبي إليه وإلى وفائه وأمانته."
هنا أود أن أذكر توضيحين:
الأول: أن الائمة كانوا من مبتاعي الجواري.
الثاني: إن الجارية تتكلم االغة العربية، و سنعرف بعدئذ مع الذي علمها هذه اللغة.
و تابع بشر يقول ما قاله له الامام علي بن محمد: "فعند ذلك قم إلى عمر بن يزيد النخاس وقل له: إن معي كتابا ملطفا لبعض الأشراف كتب بلغة رومية وخط رومي ووصف فيه كرمه ووفاءه وسخاءه فناولها إياه لتتأمل منه أخلاق صاحبه، فإن مالت إليه ورضيته فأنا وكيله في ابتياعها منك".
"قال بشر بن سليمان: فامتثلت جميع ما حدثه لي مولاي أبو الحسن في أمر الجارية، فلما نظرت في الكتاب بكت بكاء شديدا وقالت لعمر بن يزيد بِعني إلى صاحب هذا الكتاب، وحلفت بالمحرجة والمغلظة أنه متى امتنع من بيعها إليه قتلت نفسها، فما زلت أشاحه في ثمنها حتى استقر الأمر فيه على مقدار ما كان أصحبنيه مولاي من الدنانير، فاستوفاه وتسلمت الجارية ضاحكة مستبشرة"
"وانصرفت بها إلى الحجرة التي كنت آوي إليها ببغداد، فما أخذها القرار حتى أخرجت كتاب مولانا من جيبها وهي تلثمه وتطبقه على جفنها وتضعه على خدها وتمسحه على بدنها، فقلت تعجبا منها: تلثمين كتابا لا تعرفين صاحبه؟ فقالت: أيها العاجز الضعيف المعرفة بمحل أولاد الأنبياء، أعرني سمعك وفرغ لي قلبك: أنا مليكة بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم وأمي من ولد الحواريين تنسب إلى وصي المسيح شمعون".
هنا يظهر الاسم الآخر لأم المهدي: مليكة.
" أنبئك بالعجب أن جدي قيصر أراد أن يزوجني من ابن أخيه وأنا من بنات ثلاث عشرة سنة فجمع في قصره من نسل الحواريين من القسيسين والرهبان ثلاثمائة رجل، ومن ذوي الأخطار منهم سبعمائة رجل، وجمع من أمراء الأجناد وقواد العسكر ونقباء الجيوش وملوك العشائر أربعة آلاف، وأبرز من بهي ملكه عرشا مصاغا من أصناف الجواهر ورفعه فوق أربعين مرقاة، فلما صعد ابن أخيه وأحدقت الصلب وقامت الأساقفة عكفا ونشرت أسفار الإنجيل، تسافلت الصلب من الأعلى فلصقت الأرض وتعوصب أعمدة العرش، فانهارت إلى القرار وخر الصاعد من العرش مغشيا عليه، فتغيرت ألوان الأساقفة وارتعدت فرائصهم".
يظهر أن مليكة لم تكن كاثوليكية رومانية إذ أن رهبان هذا النوع من الكاثوليكية لا يتزوجون.
و استمرت مليكة تقص على بشر: "فقال كبيرهم لجدي: أيها الملك اعفنا من ملاقاة هذه النحوس الدالة على زوال هذا الدين المسيحي والمذهب الملكاني، فتطير جدي من ذلك تطيرا شديدا وقال للأساقفة: أقيموا هذه الأعمدة وارفعوا الصلبان واحضروا أخا هذا المدبر العاهر المنكوس جده لأزوجه هذه الصبية فيدفع نحوسه عنكم بسعوده، ولما فعلوا ذلك حدث على الثاني مثل ما حدث على الأول وتفرق الناس، وقام جدي قيصر مغتما فدخل منزل النساء وأرخيت الستور، ورأيت في تلك الليلة كأن المسيح وشمعون وعدة من الحواريين قد اجتمعوا في قصر جدي ونصبوا فيه منبرا من نور يباري السماء علوا وارتفاعا في الموضع الذي كان نصب جدي فيه عرشه، ودخل عليه النبي محمد وختنه ووصيه وعدة من أبنائه فتقدم المسيح إليه فاعتنقه، فقال له النبي محمد: يا روح الله إني جئتك خاطبا من وصيك شمعون فتاته مليكة لابني هذا، وأومأ بيده إلى أبي محمد ابن صاحب هذا الكتاب."
هنا يدخل الجد الأعلى للإمام، النبي محمد، ليطلب من المسيح التدخل عند شمعون، الجد الأعلى لـ مليكة-نرجس، للموافقة على تزويج حفيدته لحفيد النبي محمد.
و يمكننا أن نلاحظ أن النبي محمد ينادي المسيح بـ "روح الله" لكن المسحييون ينادون مسيحهم بـ "ابن الله" مرة و بـ "الله" مرة أخرى و بـ "روح القدس" مرة ثالثة.
و تابعت مليكة: "فنظر المسيح إلى شمعون وقال له: قد أتاك الشرف فصل رحمك إلى رحم آل محمد. قال: قد فعلت. فصعد ذلك المنبر فخطب محمد وزوجني من ابنه وشهد المسيح وشهد أبناء محمد والحواريون".
من هم أبناء محمد؟ إذ المعروف عن النبي محمد أنه لم يعش له ولدا. فهل المقصود هنا: بنات النبي؟ أم أحفاد النبي، من الأئمة الإثنى عشر و غيرهم؟
"فلما استيقظت أشفقت أن أقص هذه الرؤيا على أبي وجدي مخافة القتل، فكنت أسرها ولا أبديها لهم وضرب صدري بمحبة أبي محمد، أي الامام الحسن، حتى امتنعت من الطعام والشراب فضعفت نفسي ودق شخصي ومرضت مرضا شديدا، فما بقي من مداين الروم طبيب إلا أحضره جدي وسأله عن دوائي، فلما برح به اليأس قال: يا قرة عيني هل يخطر ببالك شهوة فازودكها في هذه الدنيا؟ فقلت: يا جدي أرى أبواب الفرج علي مغلقة فلو كشفت العذاب عمن في سجنك من أسارى المسلمين، وفككت عنهم الأغلال وتصدقت عليهم ومننتهم الخلاص، رجوت أن يهب المسيح وأمه عافية، فلما فعل ذلك تجلدت في إظهار الصحة من بدني قليلا وتناولت يسيرا من الطعام، فسر بذلك وأقبل على إكرام الأسارى وإعزازهم، فرأيت أيضا بعد أربع عشرة ليلة كأن سيدة نساء العالمين –أي فاطمة الزهراء- قد زارتني ومعها مريم بنت عمران وألف من وصايف الجنان فتقول لي مريم: هذه سيدة النساء أم زوجك أبي محمد، فأتعلق بها وأبكي وأشكو إليها امتناع أبي محمد من زيارتي، فقالت سيدة النساء: إن ابني أبا محمد لا يزورك وأنت مشركة بالله على مذهب النصارى، وهذه أختي مريم بنت عمران تبرأ إلى الله من دينك فإن ملت إلى رضاء الله تعالى ورضا المسيح وزيارة أبي محمد إياك فقولي: أشهد أن لا إله إلا الله وأن أبي محمدا رسول الله ، فلما تكلمت بهذه الكلمة ضمتني إلى صدرها سيدة نساء العالمين، وطيبت نفسي وقالت: الآن توقعي زيارة أبي محمد وإني منفذة إليك، فانتبهت وأنا أقول وأتوقع لقاء أبي محمد".
إن المسلمين يعتقدون بالأحلام، بل و لهم تفسيرات لها. بالطبع إن تفسيرات الاحلام شأنها شأن تفسير القرآن إذ أن لكل مفسر تفسيره الخاص. و هنا يخطر على بالي ثلاثة أسئلة:
الاول: هل تبرأت العذراء مريم من دين ابنها المسيح؟
الثاني: أليس مسموحا بالزواج بالمسحيات، بما يسميهن المسلمون بالكتابيات؟ فلماذا تبدل مليكة-نرجس دينها؟
الثالث: هل نسيت فاطمة الزهراء أن تعلم نرجس-مليكة الشهادة الثالثة؟
و استرسلت نرجس تحدث: "لما نمت من الليلة القابلة رأيت أبا محمد وكأني أقول: قد جفوتني يا حبيبي بعد أن أتلفت نفسي معالجة حبك، فقال: ما كان تأخري عنك إلا لشركك، فقد أسلمت وأنا زائرك في كل ليلة إلى أن يجمع الله شملنا في العيان، فما قطع عني زيارته بعد ذلك إلى هذه الغاية"
"قال بشر: فقلت لها: وكيف وقعت في الأسارى؟ فقالت: أخبرني أبو محمد ليلة من الليالي أن جدك سيسير جيشا إلى قتال المسلمين يوم كذا وكذا ثم يتبعهم فعليك باللحاق بهم متنكرة في زي الخدم مع عدة من الوصايف من طريق كذا، ففعلت ذلك فوقفت علينا طلائع المسلمين حتى كان من أمري ما رأيت وشاهدت، وما شعر بأني ابنة ملك الروم إلى هذه الغاية أحد سواك وذلك باطلاعي إياك عليه، ولقد سألني الشيخ الذي وقعت إليه في سهم الغنيمة عن اسمي فأنكرته وقلت: نرجس اسم الجواري"
أي أن نرجس ليس الاسم الحقيقي لأم المهدي! بل هو اسم اختفت خلفه مليكة.
ثم قال بشر: "العجب أنك رومية ولسانك عربي! قالت: نعم من ولع جدي وحمله إياي على تعلم الآداب أن أوعز إلى امرأة ترجمانة له في الاختلاف إلي، وكانت تقصدني صباحا ومساء وتفيدني العربية حتى استمر لساني عليها واستقام."
"قال بشر: فلما انكفأت بها إلى سر من رأى دخلت على مولاي أبي الحسن فقال: أراك الله عز الإسلام وذل النصرانية وشرف محمد وأهل بيته. قالت: كيف أصف لك يا بن رسول الله ما أنت أعلم به مني. قال: فإني أحب أن أكرمك فأيما أحب إليك عشرة آلاف دينار أم بشرى لك بشرف الأبد؟ قالت: بشرى بولد لي. قال لها: أبشري بولد يملك الدنيا شرقا وغربا ويملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا. قالت: ممن؟ قال: ممن خطبك رسول الله ليلة كذا في شهر كذا من سنة كذا بالرومية، قال لها: ممن زوجك المسيح ووصيه؟ قالت: من ابنك أبي محمد. فقال: هل تعرفينه؟ قالت: وهل خلت ليلة لم يزرني فيها، منذ الليلة التي أسلمت على يد سيدة النساء".
قال بشر: "فقال مولانا: يا كافور ادع أختي حكيمة، فلما دخلت قال لها: هاهي واعتنقتها طويلا ومالت بها كثيرا، فقال لها أبو الحسن: يا بنت رسول الله خذيها إلى منزلك وعلميها الفرائض والسنن، فإنها زوجة أبي محمد وأم القائم (عج)".
يمكن للقارئ أن يرى الاسلوب الخيالي و الألف ليلي في قصة والدة المهدي.
أما محمد باقر الصدر فإنه كتب إي (بحث حول المهدي) عن أم المهدي بطريقة مختصرة غير خيالية فذكر "أن أُمّه هي (نرجس) وكانت جارية عند إحدى أخوات الإمام علي الهادي عليه السلام، فطلبها الإمام العسكري وتزوجها، وولدت منه الإمام المهدي، كما صرّح به الإمام العسكري بسند صحيح لا خدشة فيه».
و لم يذكر الصدر هنا أن اسم أم المهدي هو مليكة.
و يذكر مصدر أنترنيتي شيعي، للشيرازي، ان والدة المهدي هي " السيدة نرجس بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم، واُمّها من ولد الحواريين تنسب إلى شمعون وصي المسيح (ع). ومن أسمائها أيضاً: (مليكة) و(صقيل) و(سوسن) و(ريحانة) و(مريم). وقيل: (حكيمة)، وقيل: (خمط). ولكن أشهر أسمائها: (نرجس). وكنيتها: اُمّ محمد"
[/FONT]
[FONT='Arial','sans-serif']نرى أن هناك اضطراب كبير في اسم والدة المهدي و خيال في طريقة شرائها مما يجعل القارئ يشكك في وجودها أصلا.
[/FONT]
[FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
[FONT='Arial','sans-serif']يمثل كتاب (بحار الأنوار) للمجلسي أحد أشهر الكتب التي يقتبس منها رجال الدين الاسلامي من المذهب الشيعي الكثير من أحاديثهم و أفكارهم. فعلى الرغم من احتوائه على "الغث و السمين"[/FONT][FONT='Arial','sans-serif']. و قد نقل الحائري في كتابه (إلزام الناصب في إثبات الحجة القائم) الكثير من الحكايات و القصص [/FONT][FONT='Arial','sans-serif']و منها ما كتبه عن أخبار أم المهدي. و هنا أنقل و عن طريقه شيئا من أخبارها بنوع من التصرف.[/FONT]
[FONT='Arial','sans-serif'][FONT='Arial','sans-serif']كتب الحائري أن:
"بشر بن سليمان النحاس وهو من ولد أبي أيوب الأنصاري أحد موالي أبي الحسن وأبي محمد وجارهما بسُرَّ من رأى –أي سامراء- قال: أتاني كافور الخادم فقال: مولانا أبو الحسن علي بن محمد العسكري يدعوك إليه فأتيته، فلما جلست بين يديه قال لي: يا بشر إنك من ولد الأنصار وهذه الموالاة لم تزل فيكم يرثها خلف عن سلف وأنتم ثقاتنا أهل البيت، وإني مزكيك ومشرفك بفضيلة تسبق بها الشيعة في الموالاة بسر أطلعك عليه وأنفذك في ابتياع أمة، فكتب كتابا لطيفا بخط رومي ولغة رومية وطبع عليه خاتمه"
أي أن الإمام علي بن محمد، جد المهدي، كان يعرف اللغة "الرومية".
و استمر بشر محدثا: "وأخرج –أي علي بن محمد- شقة صفراء فيها مائتان وعشرون دينارا فقال: خذها وتوجه إلى بغداد واحضر معبر الفرات ضحوة يوم كذا، فإذا وصلت إلى جانبك زواريق السبايا وترى الجواري فيها ستجد طوائف المبتاعين من وكلاء قواد بني العباس وشرذمة من فتيان العرب، فإذا رأيت ذلك فأشرف من البعد على المسمى عمر بن يزيد النخاس عامة نهارك إلى أن تبرز للمبتاعين جارية صفتها كذا وكذا، لابسة حريرين صفيفين، تمتنع من العرض ولمس المعترض والانقياد لمن يحاول لمسها، وتسمع صرخة رومية من وراء ستر رقيق فاعلم أنها تقول: وا هتك ستراه، فيقول بعض المبتاعين علي ثلاثمائة دينار فقد زادني العفاف فيها رغبة فتقول بالعربية: لو برزت في زي سليمان بن داود وعلى شبه ملكه ما بدت لي فيك رغبة فأشفق على مالك، فيقول النخاس: وما الحيلة ولا بد من بيعك، فتقول الجارية: وما العجلة ولا بد من اختيار مبتاع يسكن قلبي إليه وإلى وفائه وأمانته."
هنا أود أن أذكر توضيحين:
الأول: أن الائمة كانوا من مبتاعي الجواري.
الثاني: إن الجارية تتكلم االغة العربية، و سنعرف بعدئذ مع الذي علمها هذه اللغة.
و تابع بشر يقول ما قاله له الامام علي بن محمد: "فعند ذلك قم إلى عمر بن يزيد النخاس وقل له: إن معي كتابا ملطفا لبعض الأشراف كتب بلغة رومية وخط رومي ووصف فيه كرمه ووفاءه وسخاءه فناولها إياه لتتأمل منه أخلاق صاحبه، فإن مالت إليه ورضيته فأنا وكيله في ابتياعها منك".
"قال بشر بن سليمان: فامتثلت جميع ما حدثه لي مولاي أبو الحسن في أمر الجارية، فلما نظرت في الكتاب بكت بكاء شديدا وقالت لعمر بن يزيد بِعني إلى صاحب هذا الكتاب، وحلفت بالمحرجة والمغلظة أنه متى امتنع من بيعها إليه قتلت نفسها، فما زلت أشاحه في ثمنها حتى استقر الأمر فيه على مقدار ما كان أصحبنيه مولاي من الدنانير، فاستوفاه وتسلمت الجارية ضاحكة مستبشرة"
"وانصرفت بها إلى الحجرة التي كنت آوي إليها ببغداد، فما أخذها القرار حتى أخرجت كتاب مولانا من جيبها وهي تلثمه وتطبقه على جفنها وتضعه على خدها وتمسحه على بدنها، فقلت تعجبا منها: تلثمين كتابا لا تعرفين صاحبه؟ فقالت: أيها العاجز الضعيف المعرفة بمحل أولاد الأنبياء، أعرني سمعك وفرغ لي قلبك: أنا مليكة بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم وأمي من ولد الحواريين تنسب إلى وصي المسيح شمعون".
هنا يظهر الاسم الآخر لأم المهدي: مليكة.
" أنبئك بالعجب أن جدي قيصر أراد أن يزوجني من ابن أخيه وأنا من بنات ثلاث عشرة سنة فجمع في قصره من نسل الحواريين من القسيسين والرهبان ثلاثمائة رجل، ومن ذوي الأخطار منهم سبعمائة رجل، وجمع من أمراء الأجناد وقواد العسكر ونقباء الجيوش وملوك العشائر أربعة آلاف، وأبرز من بهي ملكه عرشا مصاغا من أصناف الجواهر ورفعه فوق أربعين مرقاة، فلما صعد ابن أخيه وأحدقت الصلب وقامت الأساقفة عكفا ونشرت أسفار الإنجيل، تسافلت الصلب من الأعلى فلصقت الأرض وتعوصب أعمدة العرش، فانهارت إلى القرار وخر الصاعد من العرش مغشيا عليه، فتغيرت ألوان الأساقفة وارتعدت فرائصهم".
يظهر أن مليكة لم تكن كاثوليكية رومانية إذ أن رهبان هذا النوع من الكاثوليكية لا يتزوجون.
و استمرت مليكة تقص على بشر: "فقال كبيرهم لجدي: أيها الملك اعفنا من ملاقاة هذه النحوس الدالة على زوال هذا الدين المسيحي والمذهب الملكاني، فتطير جدي من ذلك تطيرا شديدا وقال للأساقفة: أقيموا هذه الأعمدة وارفعوا الصلبان واحضروا أخا هذا المدبر العاهر المنكوس جده لأزوجه هذه الصبية فيدفع نحوسه عنكم بسعوده، ولما فعلوا ذلك حدث على الثاني مثل ما حدث على الأول وتفرق الناس، وقام جدي قيصر مغتما فدخل منزل النساء وأرخيت الستور، ورأيت في تلك الليلة كأن المسيح وشمعون وعدة من الحواريين قد اجتمعوا في قصر جدي ونصبوا فيه منبرا من نور يباري السماء علوا وارتفاعا في الموضع الذي كان نصب جدي فيه عرشه، ودخل عليه النبي محمد وختنه ووصيه وعدة من أبنائه فتقدم المسيح إليه فاعتنقه، فقال له النبي محمد: يا روح الله إني جئتك خاطبا من وصيك شمعون فتاته مليكة لابني هذا، وأومأ بيده إلى أبي محمد ابن صاحب هذا الكتاب."
هنا يدخل الجد الأعلى للإمام، النبي محمد، ليطلب من المسيح التدخل عند شمعون، الجد الأعلى لـ مليكة-نرجس، للموافقة على تزويج حفيدته لحفيد النبي محمد.
و يمكننا أن نلاحظ أن النبي محمد ينادي المسيح بـ "روح الله" لكن المسحييون ينادون مسيحهم بـ "ابن الله" مرة و بـ "الله" مرة أخرى و بـ "روح القدس" مرة ثالثة.
و تابعت مليكة: "فنظر المسيح إلى شمعون وقال له: قد أتاك الشرف فصل رحمك إلى رحم آل محمد. قال: قد فعلت. فصعد ذلك المنبر فخطب محمد وزوجني من ابنه وشهد المسيح وشهد أبناء محمد والحواريون".
من هم أبناء محمد؟ إذ المعروف عن النبي محمد أنه لم يعش له ولدا. فهل المقصود هنا: بنات النبي؟ أم أحفاد النبي، من الأئمة الإثنى عشر و غيرهم؟
"فلما استيقظت أشفقت أن أقص هذه الرؤيا على أبي وجدي مخافة القتل، فكنت أسرها ولا أبديها لهم وضرب صدري بمحبة أبي محمد، أي الامام الحسن، حتى امتنعت من الطعام والشراب فضعفت نفسي ودق شخصي ومرضت مرضا شديدا، فما بقي من مداين الروم طبيب إلا أحضره جدي وسأله عن دوائي، فلما برح به اليأس قال: يا قرة عيني هل يخطر ببالك شهوة فازودكها في هذه الدنيا؟ فقلت: يا جدي أرى أبواب الفرج علي مغلقة فلو كشفت العذاب عمن في سجنك من أسارى المسلمين، وفككت عنهم الأغلال وتصدقت عليهم ومننتهم الخلاص، رجوت أن يهب المسيح وأمه عافية، فلما فعل ذلك تجلدت في إظهار الصحة من بدني قليلا وتناولت يسيرا من الطعام، فسر بذلك وأقبل على إكرام الأسارى وإعزازهم، فرأيت أيضا بعد أربع عشرة ليلة كأن سيدة نساء العالمين –أي فاطمة الزهراء- قد زارتني ومعها مريم بنت عمران وألف من وصايف الجنان فتقول لي مريم: هذه سيدة النساء أم زوجك أبي محمد، فأتعلق بها وأبكي وأشكو إليها امتناع أبي محمد من زيارتي، فقالت سيدة النساء: إن ابني أبا محمد لا يزورك وأنت مشركة بالله على مذهب النصارى، وهذه أختي مريم بنت عمران تبرأ إلى الله من دينك فإن ملت إلى رضاء الله تعالى ورضا المسيح وزيارة أبي محمد إياك فقولي: أشهد أن لا إله إلا الله وأن أبي محمدا رسول الله ، فلما تكلمت بهذه الكلمة ضمتني إلى صدرها سيدة نساء العالمين، وطيبت نفسي وقالت: الآن توقعي زيارة أبي محمد وإني منفذة إليك، فانتبهت وأنا أقول وأتوقع لقاء أبي محمد".
إن المسلمين يعتقدون بالأحلام، بل و لهم تفسيرات لها. بالطبع إن تفسيرات الاحلام شأنها شأن تفسير القرآن إذ أن لكل مفسر تفسيره الخاص. و هنا يخطر على بالي ثلاثة أسئلة:
الاول: هل تبرأت العذراء مريم من دين ابنها المسيح؟
الثاني: أليس مسموحا بالزواج بالمسحيات، بما يسميهن المسلمون بالكتابيات؟ فلماذا تبدل مليكة-نرجس دينها؟
الثالث: هل نسيت فاطمة الزهراء أن تعلم نرجس-مليكة الشهادة الثالثة؟
و استرسلت نرجس تحدث: "لما نمت من الليلة القابلة رأيت أبا محمد وكأني أقول: قد جفوتني يا حبيبي بعد أن أتلفت نفسي معالجة حبك، فقال: ما كان تأخري عنك إلا لشركك، فقد أسلمت وأنا زائرك في كل ليلة إلى أن يجمع الله شملنا في العيان، فما قطع عني زيارته بعد ذلك إلى هذه الغاية"
"قال بشر: فقلت لها: وكيف وقعت في الأسارى؟ فقالت: أخبرني أبو محمد ليلة من الليالي أن جدك سيسير جيشا إلى قتال المسلمين يوم كذا وكذا ثم يتبعهم فعليك باللحاق بهم متنكرة في زي الخدم مع عدة من الوصايف من طريق كذا، ففعلت ذلك فوقفت علينا طلائع المسلمين حتى كان من أمري ما رأيت وشاهدت، وما شعر بأني ابنة ملك الروم إلى هذه الغاية أحد سواك وذلك باطلاعي إياك عليه، ولقد سألني الشيخ الذي وقعت إليه في سهم الغنيمة عن اسمي فأنكرته وقلت: نرجس اسم الجواري"
أي أن نرجس ليس الاسم الحقيقي لأم المهدي! بل هو اسم اختفت خلفه مليكة.
ثم قال بشر: "العجب أنك رومية ولسانك عربي! قالت: نعم من ولع جدي وحمله إياي على تعلم الآداب أن أوعز إلى امرأة ترجمانة له في الاختلاف إلي، وكانت تقصدني صباحا ومساء وتفيدني العربية حتى استمر لساني عليها واستقام."
"قال بشر: فلما انكفأت بها إلى سر من رأى دخلت على مولاي أبي الحسن فقال: أراك الله عز الإسلام وذل النصرانية وشرف محمد وأهل بيته. قالت: كيف أصف لك يا بن رسول الله ما أنت أعلم به مني. قال: فإني أحب أن أكرمك فأيما أحب إليك عشرة آلاف دينار أم بشرى لك بشرف الأبد؟ قالت: بشرى بولد لي. قال لها: أبشري بولد يملك الدنيا شرقا وغربا ويملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا. قالت: ممن؟ قال: ممن خطبك رسول الله ليلة كذا في شهر كذا من سنة كذا بالرومية، قال لها: ممن زوجك المسيح ووصيه؟ قالت: من ابنك أبي محمد. فقال: هل تعرفينه؟ قالت: وهل خلت ليلة لم يزرني فيها، منذ الليلة التي أسلمت على يد سيدة النساء".
قال بشر: "فقال مولانا: يا كافور ادع أختي حكيمة، فلما دخلت قال لها: هاهي واعتنقتها طويلا ومالت بها كثيرا، فقال لها أبو الحسن: يا بنت رسول الله خذيها إلى منزلك وعلميها الفرائض والسنن، فإنها زوجة أبي محمد وأم القائم (عج)".
يمكن للقارئ أن يرى الاسلوب الخيالي و الألف ليلي في قصة والدة المهدي.
أما محمد باقر الصدر فإنه كتب إي (بحث حول المهدي) عن أم المهدي بطريقة مختصرة غير خيالية فذكر "أن أُمّه هي (نرجس) وكانت جارية عند إحدى أخوات الإمام علي الهادي عليه السلام، فطلبها الإمام العسكري وتزوجها، وولدت منه الإمام المهدي، كما صرّح به الإمام العسكري بسند صحيح لا خدشة فيه».
و لم يذكر الصدر هنا أن اسم أم المهدي هو مليكة.
و يذكر مصدر أنترنيتي شيعي، للشيرازي، ان والدة المهدي هي " السيدة نرجس بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم، واُمّها من ولد الحواريين تنسب إلى شمعون وصي المسيح (ع). ومن أسمائها أيضاً: (مليكة) و(صقيل) و(سوسن) و(ريحانة) و(مريم). وقيل: (حكيمة)، وقيل: (خمط). ولكن أشهر أسمائها: (نرجس). وكنيتها: اُمّ محمد"
[/FONT]
[FONT='Arial','sans-serif']نرى أن هناك اضطراب كبير في اسم والدة المهدي و خيال في طريقة شرائها مما يجعل القارئ يشكك في وجودها أصلا.
[/FONT]
هذا النص منقول عن محيى هادي (اسطورة المهدي) -بالتصرف
فأرجوا الإجابة، والسلام
[/FONT]
فأرجوا الإجابة، والسلام
تعليق