أبدأ الموضوع بقوله تعالى:
( مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ }(العنكبوت).
لنسلط الضوء معاً على التفسير الملفت للنظر و الاعجاز العلمي الذي يتجلى في التعبير القرآني عن الفعل بصيغة المؤنث في كلمة (اتَّخَذَتْ)
وهي إشارة في غاية الدقة للدلالة على أن أنثى العنكبوت وليس الذكر هي التي تقوم بصنع نسيج البيت..وكذلك الاشارة الرائعة الى ظاهرة حياتية تعيشها الأُسر وهي ظاهرة التفكك الاسري..عندما يطلعنا القرآن الكريم قبل أكثر من 1400 عام الى أن بيت العنكبوت هو أحد البيوت الضعيفة الواهية..و السبب هو ان أنثى العنكبوت هي التي تقوم بادارة البيت و بنائه و بعد التلقيح تقوم بقتل الذكر مباشرة وكذلك تقوم صغار العناكب بهجر أعشاشها في سن مبكرة..وماكن لأحد أن يعلم بهذه الظاهرة قبل نزول القرآن الكريم.
و مراجعة بسيطة للآية ..يكتشف بعد ذلك العلم الحديث بأن خيوط العنكبوت هي خيوط حريرية رفيعة جدا حتى يقدر العلماء بأن سُمك شعرة واحدة من رأس الانسان يزيد عن سمك خيط نسيج العنكبوت بحوالي 400 مرة ..واذا كانت هذه الخيوط بهذا الضعف إلا أن الدراسات أوضحت انها على درجة عالية من المتانة و الشدة و المرونة وهي أكثر مرونة حتى من الفولاذ.
و يربط القرآن الكريم بين الكافرين في عبادتهم للاصنام و بين بيت العنكبوت الضعيف الواهي التي لايقف أمام الحق و البرهان.
وهنا لنا وقفة مع ظاهرة أسرية قد يكون من المفيد أن نشير اليها وهي ظاهرة رغبة بعض النساء بالتسلط و الانفراد بالقرارات داخل العائلة وهو نابع إما من شعور نفسي بالتسلط على الاسرة أو لأنها أعلى منصبا وظيفيا أو لامتلاكها شهادة أعلى من زوجها..وقد لايكون هذا أو ذاك وانما تلعب التربية العائلية قبل الزواج في إضفاء بعض الصفات السلبية على المرأة قبل الزواج..وللأسف تبقى هذه الصفة ملازمة لها بعد الزواج..فهل يا ترى يقوم البيت على أساس واحد و رأي واحد؟؟؟؟..أم ان المشاركة و اشاعة روح المحبة و الاستماع الى الرأي الآخر هي التي نبني بها بيوتنا العامرة بذكر الله تعالى؟؟.
تعليق