إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

لقاء مع شيخ العلويين عن الشهيد السيد حسن الشيرازي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لقاء مع شيخ العلويين عن الشهيد السيد حسن الشيرازي

    لقاء مع الشيخ ذو الفقار فضل غزال



    «العلماء ورثة الأنبياء»
    توطئة
    أن أفضل الشهادات وأكملها وأدقها هي عندما يشهد شخص ذو اختصاص معين لشخص آخر في نفس الاختصاص فتكون شهادته شهادة خبير مضطلع ذو قدرة على تشخيص الأمور لا تتوفر لشخص آخر لذا عندما نود أن نتعرف على سيرة حياة عالم كان لابد لنا ان نتعرف عليه خلال عالم آخر عرفه بل تأثر به فله أثر في شخصيته وحياته لذا أجرينا الحوار مع الشيخ ذوالفقار فضل غزال نجل المرحوم فضل غزال العالم العلامة والشاعر الأديب المتخرج من حوزة النجف الأشرف.
    ولد الشيخ ذوالفقار في مدينة اللاذقية، متخرج من كلية الحقوق بجامعة دمشق، إمام وخطيب جامع الإمام الحسن العسكري عليه السلام في حيّ الزقزقانية في مدينة اللاذقية.

    مصلح كجده العظيم
    سماحة الشيخ في البداية أريد طرح السؤال التالي: ماذا تعرفون عن الشهيد السيّد حسن الشيرازي؟
    الإمام الشيرازي قدس سره ذاك الرجل الذي نشأ من بيت هو من بيوتات النبوة، والذي حمل بين جنبيه همّ هذه الأمة كجدّه صلى الله عليه وآله وسلم وأبيه أمير المؤمنين عليه السلام، عرفته من غير أن أراه، وشهدته من غير أن ألحظه بعينيّ، لأنّ له يداً بيضاء في بلدنا الحبيب سورية، ولأنّ له فضلاً كبيراً على طلبة العلم، وعلى الذين يتغرّبون عن أوطانهم في طلب العلى، والسعي لأجل ذلك النور الذي هو نور السماوات والأرض لأجل عبادة الله تبارك وتعالى، ومعرفة دينه، وعرفته من خلال أبي (رحمه الله) الذي سافر من سورية إلى بلد العلم، إلى بلد الأدب، إلى بلد أمير المؤمنين عليه السلام، إلى النجف الأشرف، ودرس في كلياتها، وتخرّج من كلية الفقه، وكان يدرس على يدي الإمام الحكيم الأكبر السيّد محسن قدس سره، وفي خلال إقامته في النجف الأشرف وسنواته التي قضاها هناك، فإنّ سماحة الشيخ تشرّف بمعرفة ذلك الرجل العظيم، والمرجع الديني الكبير الإمام السيّد محمّد مهدي الشيرازي قدس سره، وعلى أخيه الشهيد السعيد (غفر الله تعالى له) السيّد حسن.

    الحب العظيم
    إذا بعد أن تعرف الشيخ الوالد على السيدين الجليلين (قدس سرهما) كيف أصبحت علاقته بآل الشيرازي؟
    كان لآل الشيرازي أيضاً عليه فضل كبير، والذين اهتمّوا به لأنهم كانوا يهتمّون بسوريا كلها، والذين أحبّوه لأنهم كانوا يحبّون إخوانهم في سورية كلها، ولذلك أعطوه حظاً كبيراً من الرعاية حتى بعد عودته من النجف الأشرف.
    فلذلك كان الشيخ يحدّث إخوانه في اللاذقية عن المعاملة الطيّبة والرعاية الأبوية التي لقيها من سماحة السيّد محمّد الشيرازي قدس سره ومن أخيه الشهيد السعيد.
    وأنا في الحقيقة لم أدركه لأنه استشهد (رحمه الله) قبل ولادتي، ولكن حتى بيتنا هذا تشرّف بزيارته له، وربوع اللاذقية استنارت بنوره، وأقبل إليها يريدها أن تبسط كفّها إلى إخوتها في العراق وفي عموم بلاد المسلمين، فكانت المساجد من تجليات هذه اليد البيضاء التي مدّها إلى اللاذقية والحوزات والحسينيات، وكثير من الذين يدرسون العلوم الشرعية، وكثير من الذين أحبّوا أهل البيت عليهم السلام بعد أن كان نور أهل البيت عليهم السلام محجوباً عنهم فنور قلوبهم بذلك النور.

    آثارهم تدل عليهم
    فضيلة الشيخ ما هي ذكرياتك عن الشهيد؟
    أنا أعرف الشهيد السعيد قدس سره من خلال كل مسجد وكل مؤسسة دينية عندنا في سورية، كانت له بأبي شخصياً علاقة طيبة جداً، وطيدة كثيراً. وسعيا ببناء مجموعة كبيرة من المساجد عندنا هنا في اللاذقية، منها مسجد الإمام الحسن العسكري عليه السلام في حيّنا هنا (حيّ الزقزقانية) والذي أتشرّف بإلقاء خطبة الجمعة فيه، وإمامة الجماعة أيضاً، وكان (رحمه الله) اشترى حتى الأرض التي بني عليها هذا المسجد، وأشرف إشرافاً مادياً ومعنوياً وفخرياً على بناء هذا المسجد، وبين يديّ سند الملكية لهذا العقار الذي يقع المسجد فيه، والذي هو باسم الشهيد، واشتراه شخصياً لكي يساعد في هذا البناء، وحتى بعد شراء الأرض ساهم أيضاً في بناء المسجد.
    وفي الحقيقة أعطيك رقم العقار في سند الملكية الذي يقع شمال هذا الحي، ورقمه (742) واسم مالكه كما هو مدوّن أمامنا حسن بن مهدي الشيرازي، وله فيه (24 سهماً)، وذلك بتاريخ (1978م)، في حيّ الزقزقانية.

    رائد في بناء المساجد
    سماحة الشيخ هل توجد مؤسسات أخرى بناها الشهيد؟
    هناك مساجد أخرى كمسجد الإمام الحسن المجتبى عليه السلام في قرية البلاطة، والمسجد الجامع في قرية حكر، ومساجد كثيرة على امتداد الساحل السوري كان للشهيد السعيد اليد الكبرى في بنائها وإتمامها، إضافة إلى تأسيس الشهيد لحوزة كانت مقرّها في مسجد الإمام جعفر الصادق عليه السلام الذي يقع في مقرّ الجمعية الجعفرية، وكان له الفضل الأكبر في تأسيسها وقد بقيت سنوات عدة، وكان الاتفاق أن يذهب الإخوة لدراسة بحث الخارج إلى الحوزة العلمية في السيّدة زينب عليها السلام، ومن شاء يؤمّن له في الحوزة العلمية في قم المقدسة دراسة كاملة.
    واستمرت هذه الحوزة عدّة سنوات، وقد درس فيها مجموعة من خطباء المساجد، ثم بعد ذلك دُمجت مع الحوزة العلمية الزينبية التي هي بجوار سيدتنا زينب عليها السلام.

    قدوته رسول الله
    هل كان الشهيد السيّد حسن الشيرازي يحمل هموماً وآلاماًً تجاه العالم الإسلامي؟
    حقيقة الأمر شيخنا الجليل أنه من بيت منه خرج النور إلى هذا العالم، وأنه أبوه ومن أبوه؟!! والذي دون أبيه في الشرف كل الأنبياء والمرسلين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والذي إنما بعث رحمة للعالمين، وكان في تطبيقه لهذا المبدأ العظيم كجدّه صلى الله عليه وآله وسلم، على رغم ما كان يلاقيه في بعض أحيان حياته من الصدّ ومن الجهل لعظمة الرحمة الإلهية المتجلّية في الرسالة المحمّدية، ولذلك قلبه المحبّ للناس جميعاً، المؤمن منهم وغير المؤمن، الذي يعيش الولاء لآل محمّدعليه السلام بقلبه والذي لا يعيش الولاء بقلبه قلبه المحب لهؤلاء جميعاً دعاه إلى أن يبسط يده إليهم، ودعاه إلى أن يذهب هو إليهم لكي يسمعهم كلمة الله، وكان انتصاره أنه يبلّغ هذه الرسالة، وكان أداؤه لهذه الرسالة ينزع الشياطين من قلوب هؤلاء كما فعل الإمام الحسين عليه السلام حيث قال لهم: «ما خرجت أبغي إلا الإصلاح في أمة جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكان ردّهم عليه بالسيف والرماح والقتل والذبح ورفع الرأس من جهة إلى جهة، ورغم ذلك كان يهديهم، ورغم ذلك كان يدعوهم ولم يذهب عنهم، ولم يغرب بوجهه عنهم.
    وسماحة الشهيد السعيد (رحمه الله) كانت رسالة محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) تعيش معه في كل تصرّفاته وأعماله لأنه إنسان قدوة، صورة عن جدّه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكل بلاد العالم كانت محطاً لرحاله، وكل إنسان ذو فكر وذو لب كان في أذنه حصة من كلام السيّد (رحمه الله).

    ناصر المظلومين
    ونحن هنا وعلى وجه الخصوص عندما كنا في هذه الجبال تعرّضنا للظلم وللاضطهاد وللقتل والذبح، وفتاوى التكفير التي تأتي يمنة ويسرة غيّبّتنا عن المسلمين، وغيّبت المسلمين عنا، فكان همّه قدس سره الأول أن يعيدنا إلى الخط الذي كنّا عليه، وكان لا يألو جهداً في إظهار هذه الصورة الحضارية عن إخوانه هنا، وعن إبراز الهوية الشخصية لنا التي تثبت إسلامنا وعقيدتنا كمسلمين في ضميم الإسلام.
    لذلك عندما تسأل هذا السؤال تجده في أعماله وفي تصرفاته يريد أن يزيح ذلك الجبل الأسود الذي كان على صدور الناس، ويريد أن يشرح صدر الناس جميعاً إلى الخير والصلاح (رحمه الله تعالى).

    مؤسس حوزة الإمام الصادق
    أذكروا لنا بعض النشاطات للشهيد الشيرازي، مع العلم أنّ الشهيد كان دائم التردّد إلى الساحل وبالأخص إلى مدينة اللاذقية وقراها، وفي مختلف مدن سورية؟
    كل بيت من بيوت سورية، وكل بيت من بيوتات العلويين، بل كل بيت طاهر للشهيد السعيد فضل كبير عليه، ونحن لا نريد أن نبقى عند العموميات، وسنقف عند الأمثلة الكثيرة وهي أكثر من أن تعدّ، وعدّ الأيادي البيضاء لسماحة السيّد في هذه المنطقة، فأنا سميت لك، وسأعود كي أسمي لك مرة ثانية بعض المشاريع الخيرية والدينية التي أسّسها سماحة السيّد الشهيد، فمن بينها هذا المسجد الذي هو مسجد الإمام الحسن العسكري عليه السلام، وتأسيس حوزة في مسجد الإمام جعفر الصادق عليه السلام، وتأسيس جم غفير من المساجد على امتداد الساحل كمسجد الإمام الحسن المجتبى عليه السلام في قرية البلاطة المعروفة بناحية الصلنفة في اللاذقية، وهي مصيف جميل، ومسجد الخضر عليه السلام في قرية أوبين، والمسجد الجامع في قرية حكرو وهو مسجد غني بالإخوان الذين هم فيه، وغني بتأسيس سماحة السيّد له.
    وكان السيّد الشهيد يلقي دروساً ومحاضرات علمية على امتداد المناطق في مجالس التعزية، وفي المناسبات السعيدة التي أحدها ميلاد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، وكان للشهيد حضور شعبي ورسمي كبير عندنا في سورية لا ينسى حتى هذه اللحظة، ولا يزال يذكر مع كل أذان يرفع عندنا في اللاذقية.
    الشهيد... أذن سامعة وصدر رحب
    سماحة الشيخ كيف تمكّن الشهيد السيّد حسن من توطيد العلاقة مع العلويين الشيعة على امتداد الساحل السوري؟
    العلوييون يا حبيبنا وشيخنا الجليل لم يكونوا بحاجة في الحقيقة إلا إلى أذن تسمع وصدر رحب، وإلى من يحبهم وينظر إليهم بعين نقيّة صافية حتى يوضّحوا له حالهم، والظلم الذي وقع عليهم على امتداد ألف سنة مضت إلى أيامنا هذه تقريباً، فالعلوييون سابقون على غيرهم بالإسلام، بل إن العلويين إسلامهم قام على شكر الله وعلى النعمة العظمى التي هي ولاية أمير المؤمنين عليه السلام، والموضّحة في الآية: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا).
    فهذه النعمة هي ولاية أمير المؤمنين عليه السلام، والتي عنها يسألون في يوم عظيم، كما جاء في كل التفاسير للآية الكريمة: (وقفوهم إنهم مسؤولون) أي أنهم يسألون عن ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام.
    ولاء حتى النهاية
    العلوييون بسبب مواقفهم، وبسبب صدقهم، وبسبب إخلاصهم في الولاء تعرّضوا إلى كثير من الاضطهاد والتعذيب في مختلف العهود حتى قال أحد عرفاء العلويين المعروف عندنا باسم المكزون السنجاري عن الذين يعذّبون العلويين:
    وما لنا إلا موالاتنا * لآل طه عندهم ذنب
    وما بدى لهم منّا * إلا المودّة والحب
    لذلك هذه الحاجة لم يلبّها على الشكل الصحيح إلا سماحة الشهيد السعيد بتوجيه كريم من الإمام السيّد محمّد مهدي الشيرازي قدس سره، فكان لحضوره، في هذه المنطقة دواءً يندمل فيه الجرح، وشفاءً لما في الصدور، وكان رياً للقلوب العطشة لكي تدافع عن نفسها، ولكي تعلن إسلامها، ولما أتى إليها لم يأتي بصفته مبلغاً للإسلام لأنهم مسلمون، ولا بصفته هادياً إلى الحقيقة لأنهم أهل الولاية والحقيقة بل أتى لكي يقول للعلويين نحن نسمعكم فقولوا، فلذلك كان له الأثر الطيّب في قلوبنا وقلوب كل العلماء والمشايخ والسادة المثقفين وفي كل المجالس والندوات، وعندما يُذكر يذكر ذلك الرجل الذي تعاون مع ثلّة جليلة من علماء العلويين، فكانوا في سبعين ونيّفاً فوق ذلك، وأصدر بالتعاون معهم بيان المسلمين العلويين الذي عنوانه «نحن شيعة أهل البيت عليه السلام والبيان موجود ومتداول في الأسواق وبين الأيادي، وعند إخوتنا الشيعة في عموم العالم.
    الحكمة أسلوب الشهيد
    فضيلة الشيخ كيف استطاع إقناع العلويين الشيعة بإعلان انتمائهم إلى أهل البيت عليه السلام؟
    أنّ العلويين يا شيخنا كانوا يحاربون باسم الإسلام، وكانوا يذبحون باسم الإسلام، ولأنهم في المساجد كانوا يقتلون، فتلك العقدة التي جثمت على صدورهم، بسبب الظلم الذي أتى باسم الإسلام لم يكن من اليسير، ولم يكن من السهل أن يأتي من يحلّها عندهم، وبقدوم سماحة الشهيد السعيد، وبالحوار الذي راعى فيه خصوصيات المنطقة، وبالنقاش الذي لم يجرح فيه المشاعر، ولم يأتي بلهجة التكفير، ولم يأتي لكي يعلّمهم ما هو الإيمان، واتخذ في ذلك أسلوباً هو احترامه لطقوسهم، واحترامه لأدائهم شعائر الدين الحنيف، والذي في حقيقته لا يختلف عن أداء الشعائر في النجف، أو في أيّ بلد من بلاد الإسلام، (فتلّة) والتي هي قرية من قراهم، واللاذقية هي مدينة من مدن الإسلام لا تختلف في إسلامها عن كربلاء، ولا تختلف في إسلامها عن طوس، ولا عن أيّ مدينة فيها مسلمون، فسماحة الشهيد السعيد أتى إليهم وقلبه وصدره واسع لهم، فسمع كلامهم وآلامهم وهمومهم، ولمّا كان معهم كما أرادوا كانوا له كما أراد.
    فصدرت الفتوى التي علقت في كل بيت، فلا تدخل إلى بيت إلا وتراها، وهي فتوى سماحة الإمام السيّد محمّد مهدي الشيرازي قدس سره، والتي من هنا أتمنّى من ساداتنا العظام ومراجعنا العظام أن يحذوا حذوه فيها، أن العلويين هم مسلمون وهم من شيعة آل محمّد صلى الله عليه وآله وسلم.
    وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك
    ماذا عن الأبعاد المعنوية في حياة وسيرة الشهيد العبادية؟
    الشهيد السعيد (رحمه الله تعالى)، كما قلت وأقول دائماً هو ابن ذاك البيت الشريف المطهّر، والذي يحمل الرسالة بأعماله وتصرفاته، ولذلك كنت عندما تقرأ كتبه أو تسمع محاضراته إنما تسمع الرسالة وتقرأ الرسالة كما أراد الله تبارك وتعالى، فالشهيد السعيد في علاقته مع الله سبحانه ضرب المثل الأعلى.
    يقول الشهيد السعيد: بعض الوثنيين مثلاً العلاقة بين المشرك وبين ربه علاقة مادية، حتى أنّ المشرك الفلاني كان يبيع ربّه عند بداية موسم الحج، والفلاني الثاني كان يؤجره، فالمشرك الفقير الذي ليس عنده مال يستأجر رباً يعبده حتى نهاية الحج يعيده إلى ذلك التاجر، فالعلاقة بين المشرك وبين الوثني من جهة مع الله أو مع ربه الذي يعبده هي علاقة مادية.
    أما العلاقة بين العبد ومولاه في وجهة نظر الشهيد السعيد هي علاقة رحمة، وهي علاقة حب، لأنك تعبد الله بما أنك تحبّ الله، وهذا نراه يتجلّى في الآية الشريفة التي هي: (بسم الله الرحمن الرحيم).
    فالله هو الله، خالق كلّ شيء، ورازق كلّ شيء، وأمّا صفتاه اللتان ذكرهما الرحمن الرحيم، فهذا الرحمن الرحيم أنعم علينا بالنعم التي لا تحصى، والتي شكرنا لها عبادتنا له لأننا نحبه لأنه أنعم هذه النعم، وحظّه في ذلك كأمير المؤمنين عليه السلام الذي يناجي ربه: «اللهم إني ما عبدتك طمعاً في جنتك، ولا عبدتك خوفاً من نارك، ولكني وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك».
    الأخلاق ذات الإسلام
    وفي جانب آخر فإنّ الشهيد السعيد يرى أنّ الطريق مع الله سبحانه يمرّ بالمعاملة الحسنة مع الناس، فكلّ صلاة وكلّ صيام وكلّ زكاة أو حج لم يقترن بتهذيب الأخلاق، وتحسين المعاملات والتصرفات مع الناس فهو مردود إلى صاحبه، فمن آذى إخوانه ليس له من صلاته شيء، ومن آذى إخوانه ليس من عبادته شيء، فالعبادة كما أنه صلاة فهي أيضاً تنهى عن الفحشاء والمنكر.
    ولذلك لم تكن عبادة الله عنده لأجل جنة أو نار، ولم تكن خوفاً من عقاب أو حباً بخمر، أو لحم طير، وأشكال النعيم التي هي في الجنة بل نحن نعبد الله لأنه الله.
    وهذا ما يجب أن يكون عليه كلّ مسلم لكي يكون في أعلى درجات الإيمان الذي هو إيمان علي أمير المؤمنين عليه السلام، والشاعر يقول:
    إن لم تكونوا مثلهم فتشبّهوا * إنّ التشبّه بالكرام فلاح
    وهذا تجده في كلّ مؤلفاته، وكلّ محاضراته، بل حتى في وجهه الشريف (رحمه الله تعالى) تنظر إلى هذه العبادة، كما أشار الله سبحانه: (سيماهم في وجوههم من أثر السجود).
    ختامه مسك
    وفي نهاية هذا اللقاء هل لكم كلمة توجّهونها؟
    أقول: أحبّتنا الكرام إنّ الشهيد السعيد (رحمه الله) كان منهجاً، وكان نظاماً، وكان رسالة لا تزال تحمل في صدور هذه العائلة الشريفة من آل الشيرازي الآن إلى آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
    فإن كان غاب الجسد فإنّ الروح لم تغب، وأريد أن أحيي آل الشيرازي كما حيّاهم أبي (رحمه الله) بقصيدة جميلة أهداها إليهم عرفاناً له على فضلهم الجليل الذي كان عليه..
    وهنا بين يدينا قصيدتان الأولى في مباركة الشيخ عندما كان سماحة السيّد يسمع بعضهم كلمة الله وهم يصدّون عنها، كان يطرد الشياطين من قلوبهم، وكان في كلّ تعذيب منهم له انتصاراً له عليهم كما انتصر الحسين عليه السلام على الذين ذبحوه وقتلوه، فكان أن أفرج عنه من السجن أيام كان الشيخ في دراسته في بلد أمير المؤمنين عليه السلام في النجف الأشر ف، فأهدى إلى سماحة الإمام السيّد محمّد مهدي الشيرازي هذه القصيدة:
    ثمار هداك دانية القطوف وفيح رؤاك منتجع الألوف
    وبيتك في ذرى العلياء قامت قواعده لدى الدين الحنيف
    كأنّك مذ خلقت إمام وبيتك للصلاة وللعكوف
    وأنت أبوك وابنك أنت ينفى خلاف اللفظ في معنى الرديف
    أتيت أبثّكم من ذات نفسي وتحمل غبطتي لكم حروفي
    هنيئاً قد نجى الحسن المرجّى بعفّته من الكيد الضّعيف
    وأقبلت الوفود إليك تسعى ففازوا منك بالظلّ الوريف
    وأمس أتوا كأنهم سكارى غداة الحزن للحدث المخيف
    وفي لغة الوجوه رأيت معنى يصوّر بهجة القلب اللهيف
    رأيت النصر للأخلاق يبقى وتهزم ظلمة العلج العنيف
    وجئت مهنئاً بربيع بشرى لا تنداح آثار الخريف


    بكتك القلوب قبل العيون سيدي
    وكذلك كان لابد أن تبكي القلوب، كما تبكي العيون، وكان لابد أن يشارك في المصيبة كلّ شيء، أو في الحزن على المصيبة كلّ شيء، فهو آية الله، وهو الدّاعي إلى كلمة الله، عندما يقتلونه فإنهم لا يحاربونه لشخصه فحسب، بل إنهم يحاربون الله ورسوله، ويسعون في الأرض فساداً، فكتب الشيخ (رحمه الله) هذه القصيدة في الشهيد السعيد:

    يا بروج الشمس هزّي الأنجما وانثريها قطرات من دما
    جلّت الذكرى وأن تبكي لها هذه الأرض ولا تبكي السما
    قصة أحرفها فيض السّنا تصنع الفجر وتمحي الظّلما
    أدموع السّبط تؤذي المصطفى والدّما ماذا أترضيه الدما
    ذاك أجر المصطفى في أهله وافياً لم يبقي منه درهما
    والشهيد الحسن الطهر الذي فوق عليائه أعلا العلما
    هذه الأمة الله لها عاشت المأساة إلا طما
    شربتها واغتذتها غصصاً نهلاً تتبعها أو لقما
    لم تلحّ فيها معاني خيبر قبل طيف من بقايا إرما
    تركوا الحبل ولم يعتصموا ويريد الله أن نعتصما
    في عبوس الليل ضاءت أحرف فانجلى عن كلّ قلب مرغما
    ورأى الصبح الضّحايا حادياً اجعلوا الأسياف تشدو النّغما
    فتهادت معه في سيره والدّياجير استصاحت عنهما
    ألف القصة يحكي بائها والأضاحي يا حسن بينهما
    للذبيحين بها تعويذة وجدا فيهما ملاذاً أو حما
    وهما الإمام الحسين عليه السلام، والشهيد السعيد السيّد حسن الشيرازي (غفر الله تعالى له)، بل إنه شهيد سعيد كما قال سبحانه: (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أمواتاً بل أحياءٌ ولكن لا تشعرون).
    عظّم الله للمسلمين جميعاً الأجر في هذا الشهيد السعيدّ وأحيانا الله على نهج آل محمّد صلى الله عليه وآله وسلم ما بقينا، وصلى الله على محمّد صلى الله عليه وآله الطاهرين عليهم السلام. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  • #2
    أولا أنت مانك شيخ العلويين ولا كنت ولا رح تكون ولا الك كلمة وسلطة دينية على اي واحد علوي
    وتانيا للعلويين زعماء ومشايخ كل واحد بيخالفهن ماعاد منعترف فيه أن كان من المنطقة الشمالية او غيرها حتى لو دعمه اوباما بزات نفسه وال غزال عمرن ماكانو زعماء لحدا او تزعمو حدا ولي حواليكن بيحبوكن ولو ما بيحبوكن ماكانو دعوه للشيخ فضل قدسو الله وقعدوه بيناتهن فما في داعي هلق تحكو عليهن وتقولوا ما بيحبونا
    كلمة حق تقال الشيخ فضل غزال قدس الله روحه كان عالم علامة والي بيحكي غير هيك منحط جزمة بتمه والناس حبيته لاشيا كتيرة أنت مو قادر تتمسك فيها وماحدا بيتمنا تمشي بخط غير خطه لان رح تخسر الي قال وردة بتخلف شوكة ماكزب

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

    يعمل...
    X