بسم الله الرحمن الرحيم وله الحمد
طالما سمع وشوهد توصيف بعض العلماء بكونه : ولي امر المسلمين ..)) من دون ان يعي الاكثر: ما تعنيه هذه الكلمة من دلالات و مقتضيات ..
اصبح البعض يفتخر وبصوت عال ان مرجعه هو : ولي امر المسلمين..)) وان له ولاية مطلقة فقهية كانت ام سياسية ..
لكن من منظار فقهي - ديني بحت، فان كون امرءٍ ولياً لامر المسلمين - وبلحاظ العمومية في لفظة المسلمين غير المحددة بجغرافيا معنية ولا قومية محددة ولا مذهب معين - فإن المسئولية الملقاة على عاتق حامل الوصف، مسئولية مضاعفة بكثير مما هي على مرجع تقليد لم يوصف بتلك الصفة والسمة ..
ان معنى ان يكون الفقيه والعالم ولياً لامر المسلمين هو:
وجوب اهتمامه الشخصي بجميع من هم تحت ولايته (اي جميع المسلمين وجميع الشيعة) ... في اكثر من بعد من ابعاد الحياة : الشخصية و الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية والحقوقية ...
بمعنى: اذا كان هناك فقير يمكن لولي امره مساعدته واخراجه من حالة الفقر..
او كان سجين في زاوية من زوايا السجون التي تصنعها اوهام المخابرات والاستخبارات، يمكن لولي امره انقاذه منه..
او كانت هناك حملات تشهير و تسقيط وفي بعض الحالات حملات الاغتيالات في حق بعض المؤمنين وبعض الشيعة يمكن لولي الامر ان يصد عنها و يدافع عن اصحابها..
فالمسئولية التي تحمّلها هذه الصفة لولي الامر هي: وجوب اهتمامه بكل ذلك من دون ان يقف مكتوف الايدي و مقيد الاهتمام بقضية خاصة و في بلد معين..!!
والاكثر من ذلك: لزوم ان تكون نظرة (ولي امر المسلمين) للجميع نظرة متساوية لا تتحكم فيها معادلات التحزب و التوجه .. من غير ان يصرف نظره الى جهة دون اخرى ..
اذا كان منصب القاضي - وهو اقل بكثير من منصب ولاية امر المسلمين - محكوما بمعائير المساواة بين المتخاصمين وعدم الانحيازية بينهم وغيرها من المعائير الشرعية المحددة
فبطريق اولى لابد لولي امر المسلمين: ان يوجد في نفسه هذه الضوابط الشرعية.. وفي صورة اخفاقه في عدد من هذه الضوابط فانه مسئول امام الله تعالى و امام ولاته...
من هنا كانت هذه الصفة صفة ثقيلة على حاملها .. يجدر بالمؤمنين الكرام ان يدعو لصاحبها بالتوفيق في ادائها حقها .. دون ان تتنامي اصواتهم بالمفاخرة و الانشداد.
نسال الله التوفيق للجميع
تعليق