بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
صفعة أخرى على خدود الوهابية الحمقاء
هـل عمـار بن ياسـر انتحـر؟
اللهم صل على محمد وآل محمد
صفعة أخرى على خدود الوهابية الحمقاء
هـل عمـار بن ياسـر انتحـر؟
يتساءل الوهابية وأهل الزيغ عن علم الإمام الحسين بمقتله، فحين نقول إنه عليه السلام كان يعلم ذلك، يتسرع البلداء بالقول إن هذا انتحار والعياذ بالله..!
ومن أجل أن نوجه إليهم صفعة حوارية جديدة في هذا الموضوع؛ نسألهم: هل كان عمار بن ياسر رضي الله عنه يعلم في معركة صفين أنه يُقتل أم لا؟
فإن قال لك الوهابي: كان يعلم، فقد اختصر عليك الطريق، فقل له: فهل عمار بن ياسر انتحر ببقائه في المعركة ومواصلته للقتال بالرغم من علمه بأنه سيُقتل؟
وإن كان الوهابي من البلداء الذي لا اطلاع لهم على التاريخ، فنفى أنّ عمار بن ياسر كان يعلم بذلك، فحينئذ اذكر له النصوص التالية:
في مسند أحمد بن حنبل:
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، قَالَ: قَالَ عَمَّارٌ يَوْمَ صِفِّينَ ائْتُونِي بِشَرْبَةِ لَبَنٍ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: آخِرُ شَرْبَةٍ تَشْرَبُهَا مِنْ الدُّنْيَا شَرْبَةُ لَبَنٍ، فَأُتِيَ بِشَرْبَةِ لَبَنٍ، فَشَرِبَهَا، ثُمَّ تَقَدَّمَ فَقُتِلَ. انتهى
وقال الحافظ البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة: رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن حنبل بسند رواته ثقات.
ولئن رُمي السند بالانقطاع بين أبي البختري وعمار أو تدليس حبيب بن أبي ثابت، فإنه يصححه الشاهد الذي في كتاب الاستيعاب لابن عبد البر، فقد قال في الاستيعاب:
وروى وكيع، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، قال: لكأني أنظر إلى عمار يوم صفين واستسقى، فأتى بشربة من لبن فشرب، فقال: اليوم ألقى الأحبة إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي أنّ آخر شربة تشربها من الدنيا؛ شربة لبن، ثم استسقى فأتته امرأة طويلة اليدين بإناء فيه ضياح من لبن، فقال عمار حين شربه: الحمد لله الجنة تحت الأسنة، ثم قال: والله لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر، لعلمنا أنّ مصلحينا على الحق وأنهم على الباطل، ثم قاتل حتى قتل. انتهى
أقول: فثبت بصنيع عمار بن ياسر أن العارف بمقتله يسعه الإقدام إذا كان في إقدامه قربة إلى الله تعالى وجهاد في سبيله، ولا تخطر تهمة الانتحار إلا في ذهن يفتقد أهلية التفكير الصحيح.
والحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملحق فيه تراجم مختصرة لرواة السندين المذكورين في الموضوع
السند الأول:
أحمد بن حنبل هو: أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني، أبو عبد الله المروزى ثم البغدادي. المولد: 164 هـ ببغداد. الطبقة: 10 كبارالآخذين عن تبع الأتباع . الوفاة: 241 هـ ببغداد. روى له: خ م د ت س ق (البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه) . رتبته عند ابن حجر: إمام ثقة حافظ فقيه حجة. رتبته عند الذهبي: الإمام.
وكيع هو: وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسى ، أبو سفيان الكوفى. المولد: بأصبهان، الطبقة: 9 من صغار أتباع التابعين، الوفاة: 196 أو 197 هـ بفيد (في طريق مكة) . روى له: خ م د ت س ق (البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه) . رتبته عند ابن حجر: ثقة حافظ عابد. رتبته عند الذهبي: أحد الأعلام، قال أحمد ما رأيت أوعى للعلم منه ولا أحفظ كان أحفظ من ابن مهدى، وقال حماد: لو شئت لقلت إنه أرجح من سفيان.
سفيان هو: سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، أبو عبد الله الكوفى (من ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد) . المولد: 97 هـ . الطبقة: 7 من كبار أتباع التابعين. الوفاة: 161 هـ . روى له: خ م د ت س ق (البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه) . رتبته عند ابن حجر: ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة، وكان ربما دلس. رتبته عند الذهبي: الإمام، أحد الأعلام علما و زهدا، قال ابن المبارك: ما كتبت عن أفضل منه، وقال ورقاء: لم ير سفيان مثل نفسه.
حبيب بن أبي ثابت هو: حبيب بن أبى ثابت قيس بن دينار، و يقال ابن هند، و يقال حبيب بن هند، الأسدى مولاهم، أبو يحيى الكوفي. الطبقة: 3 من الوسطى من التابعين. الوفاة: 119 هـ . روى له: خ م د ت س ق (البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه) . رتبته عند ابن حجر: ثقة فقيه جليل، وكان كثير الإرسال والتدليس. رتبته عند الذهبي: ثقة مجتهد فقيه.
أبو البختري هو: سعيد بن فيروز، وهو سعيد بن أبي عمران، أبو البختري الطائى، مولاهم الكوفي. الطبقة: 3 من الوسطى من التابعين . الوفاة: 83 هـ . روى له: خ م د ت س ق (البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه) . رتبته عند ابن حجر: ثقة ثبت، فيه تشيع قليل، كثير الإرسال. رتبته عند الذهبي: قال حبيب بن أبى ثابت: كان أعلمنا و أفقهنا.
السند الشاهد:
وكيع: تقدم في السند الأول.
شعبة هو: شعبة بن الحجاج بن الورد العتكى مولاهم الأزدى ، أبو بسطام الواسطى ثم البصرى ، مولى عبدة بن الأغر مولى يزيد بن المهلب. الطبقة: 7 من كبار أتباع التابعين، الوفاة: 160 هـ بالبصرة،
روى له: خ م د ت س ق (البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه) . رتبته عند ابن حجر: ثقة حافظ متقن، كان الثورى يقول: هو أمير المؤمنين فى الحديث. رتبته عند الذهبي: أمير المؤمنين في الحديث، ثبت حجة ويخطئ فى الأسماء قليلاً.
عمرو بن مرة هو: عمرو بن مرة بن عبد الله بن طارق بن الحارث الجملي المرادي، أبو عبد الله وقيل أبو عبد الرحمن، الكوفى الأعمى. الطبقة: 5 من صغار التابعين. الوفاة: 118 هـ وقيل قبلها . روى له: خ م د ت س ق (البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه) . رتبته عند ابن حجر: ثقة عابد كان لا يدلس ورمي بالإرجاء . رتبته عند الذهبي: أحد الأعلام، قال أبو حاتم: ثقة يرى الإرجاء
عبد الله بن سلمة هو: عبد الله بن سلمة المرادى الكوفي، الطبقة: 2 من كبار التابعين، روى له: د ت س ق (أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه) . رتبته عند ابن حجر: صدوق تغير حفظه. رتبته عند الذهبي: صويلح، قال ابن عدى: أرجو أنه لا بأس به، وقال البخارى: لا يتابع في حديثه.
أقول: مثله وإن لم يصحح حديثه بمفرده، بيد أنه ينفع في الشواهد.
ومن أجل أن نوجه إليهم صفعة حوارية جديدة في هذا الموضوع؛ نسألهم: هل كان عمار بن ياسر رضي الله عنه يعلم في معركة صفين أنه يُقتل أم لا؟
فإن قال لك الوهابي: كان يعلم، فقد اختصر عليك الطريق، فقل له: فهل عمار بن ياسر انتحر ببقائه في المعركة ومواصلته للقتال بالرغم من علمه بأنه سيُقتل؟
وإن كان الوهابي من البلداء الذي لا اطلاع لهم على التاريخ، فنفى أنّ عمار بن ياسر كان يعلم بذلك، فحينئذ اذكر له النصوص التالية:
في مسند أحمد بن حنبل:
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، قَالَ: قَالَ عَمَّارٌ يَوْمَ صِفِّينَ ائْتُونِي بِشَرْبَةِ لَبَنٍ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: آخِرُ شَرْبَةٍ تَشْرَبُهَا مِنْ الدُّنْيَا شَرْبَةُ لَبَنٍ، فَأُتِيَ بِشَرْبَةِ لَبَنٍ، فَشَرِبَهَا، ثُمَّ تَقَدَّمَ فَقُتِلَ. انتهى
وقال الحافظ البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة: رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن حنبل بسند رواته ثقات.
ولئن رُمي السند بالانقطاع بين أبي البختري وعمار أو تدليس حبيب بن أبي ثابت، فإنه يصححه الشاهد الذي في كتاب الاستيعاب لابن عبد البر، فقد قال في الاستيعاب:
وروى وكيع، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، قال: لكأني أنظر إلى عمار يوم صفين واستسقى، فأتى بشربة من لبن فشرب، فقال: اليوم ألقى الأحبة إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي أنّ آخر شربة تشربها من الدنيا؛ شربة لبن، ثم استسقى فأتته امرأة طويلة اليدين بإناء فيه ضياح من لبن، فقال عمار حين شربه: الحمد لله الجنة تحت الأسنة، ثم قال: والله لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر، لعلمنا أنّ مصلحينا على الحق وأنهم على الباطل، ثم قاتل حتى قتل. انتهى
أقول: فثبت بصنيع عمار بن ياسر أن العارف بمقتله يسعه الإقدام إذا كان في إقدامه قربة إلى الله تعالى وجهاد في سبيله، ولا تخطر تهمة الانتحار إلا في ذهن يفتقد أهلية التفكير الصحيح.
والحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملحق فيه تراجم مختصرة لرواة السندين المذكورين في الموضوع
السند الأول:
أحمد بن حنبل هو: أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني، أبو عبد الله المروزى ثم البغدادي. المولد: 164 هـ ببغداد. الطبقة: 10 كبارالآخذين عن تبع الأتباع . الوفاة: 241 هـ ببغداد. روى له: خ م د ت س ق (البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه) . رتبته عند ابن حجر: إمام ثقة حافظ فقيه حجة. رتبته عند الذهبي: الإمام.
وكيع هو: وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسى ، أبو سفيان الكوفى. المولد: بأصبهان، الطبقة: 9 من صغار أتباع التابعين، الوفاة: 196 أو 197 هـ بفيد (في طريق مكة) . روى له: خ م د ت س ق (البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه) . رتبته عند ابن حجر: ثقة حافظ عابد. رتبته عند الذهبي: أحد الأعلام، قال أحمد ما رأيت أوعى للعلم منه ولا أحفظ كان أحفظ من ابن مهدى، وقال حماد: لو شئت لقلت إنه أرجح من سفيان.
سفيان هو: سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، أبو عبد الله الكوفى (من ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد) . المولد: 97 هـ . الطبقة: 7 من كبار أتباع التابعين. الوفاة: 161 هـ . روى له: خ م د ت س ق (البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه) . رتبته عند ابن حجر: ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة، وكان ربما دلس. رتبته عند الذهبي: الإمام، أحد الأعلام علما و زهدا، قال ابن المبارك: ما كتبت عن أفضل منه، وقال ورقاء: لم ير سفيان مثل نفسه.
حبيب بن أبي ثابت هو: حبيب بن أبى ثابت قيس بن دينار، و يقال ابن هند، و يقال حبيب بن هند، الأسدى مولاهم، أبو يحيى الكوفي. الطبقة: 3 من الوسطى من التابعين. الوفاة: 119 هـ . روى له: خ م د ت س ق (البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه) . رتبته عند ابن حجر: ثقة فقيه جليل، وكان كثير الإرسال والتدليس. رتبته عند الذهبي: ثقة مجتهد فقيه.
أبو البختري هو: سعيد بن فيروز، وهو سعيد بن أبي عمران، أبو البختري الطائى، مولاهم الكوفي. الطبقة: 3 من الوسطى من التابعين . الوفاة: 83 هـ . روى له: خ م د ت س ق (البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه) . رتبته عند ابن حجر: ثقة ثبت، فيه تشيع قليل، كثير الإرسال. رتبته عند الذهبي: قال حبيب بن أبى ثابت: كان أعلمنا و أفقهنا.
السند الشاهد:
وكيع: تقدم في السند الأول.
شعبة هو: شعبة بن الحجاج بن الورد العتكى مولاهم الأزدى ، أبو بسطام الواسطى ثم البصرى ، مولى عبدة بن الأغر مولى يزيد بن المهلب. الطبقة: 7 من كبار أتباع التابعين، الوفاة: 160 هـ بالبصرة،
روى له: خ م د ت س ق (البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه) . رتبته عند ابن حجر: ثقة حافظ متقن، كان الثورى يقول: هو أمير المؤمنين فى الحديث. رتبته عند الذهبي: أمير المؤمنين في الحديث، ثبت حجة ويخطئ فى الأسماء قليلاً.
عمرو بن مرة هو: عمرو بن مرة بن عبد الله بن طارق بن الحارث الجملي المرادي، أبو عبد الله وقيل أبو عبد الرحمن، الكوفى الأعمى. الطبقة: 5 من صغار التابعين. الوفاة: 118 هـ وقيل قبلها . روى له: خ م د ت س ق (البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه) . رتبته عند ابن حجر: ثقة عابد كان لا يدلس ورمي بالإرجاء . رتبته عند الذهبي: أحد الأعلام، قال أبو حاتم: ثقة يرى الإرجاء
عبد الله بن سلمة هو: عبد الله بن سلمة المرادى الكوفي، الطبقة: 2 من كبار التابعين، روى له: د ت س ق (أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه) . رتبته عند ابن حجر: صدوق تغير حفظه. رتبته عند الذهبي: صويلح، قال ابن عدى: أرجو أنه لا بأس به، وقال البخارى: لا يتابع في حديثه.
أقول: مثله وإن لم يصحح حديثه بمفرده، بيد أنه ينفع في الشواهد.
تعليق