بسم الله والحمد الله رب العالمين وصلاة وسلام على طبيب نفوسنا وحيب قلوبنا أبي القاسم محمد وعلى الزهراء البتول وعلى بعلها وبنيها وتسعة المعصومين من بنيها 00ولا سيما الحجة أبن الحسن روحي فداه ( وعجل الله له الفرج )
قال الله تعالى: (والذين يبيتون لربّهم سجّدّاً وقياماً)
وصف الله سبحانه عباده المؤمنين، في مواطن كثيرة من كتابه المنزل على النبيّ(ص) رحمة للعالمين، بل أفرد القرآن للمؤمنين سورة بأكملها تتحدث عنهم، وهي سورة (المؤمنون)، ومن جملة ما مدح القرآن به هذه الصفوة من البشر، مسالة السّجود والصلاة في الليل.
السجود لله فارق مهم جدّاً بين الإنسان المؤمن ولكافر؛ لذلك نجد من علامات الكّفار التي تكررت في القرآن كثيراً، رفض السجود، ابتداءً من زعيمهم إبليس لعنه الله وانتهاءً بجنوده واتباعه الذين تحدثت عنهم آيات سورة الفرقان في قوله تعالى: (واذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن انسجد لما تأمرنا وزادهم نفوراً)
والآية محل البحث هي من آيات سورة الفرقان أيضاً، لكنّها تتحدث عن صفات المؤمنين، وتحديداً عن صفة العبادة التي عبّرت عنها الآية بالسجود والقيام، إشعاراً بأنّ الصلاة هي أجلى مظاهر العبادة.
وقد ورد الثناء على هذه الصفة ـ العبادة في الليل ـ في سورة الذّاريات، في قوله تعالى: (كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون)
ثمّ ورد الثناء في خطبة لعليّ(ع) وصف بها المتقين بعد إلحاح من همّام(رض) فقال:
أمّا الليل فصافون أقدامهم، تالين لأجزاء القرآن يرتلونه ترتيلاً، يحزّنون به أنفسهم، ويستثيرون به دواء دائهم، فاذا مرّوا بآية فيها تشويق ركنوا اليها طمعاً، وتطلّعت قلوبهم إليها شوقاً، واذا مرّوا بآية فيها تخويف ظنوا أن شهيق جهنّم وزفيرها في أُصول آذانهم)، وكما وصفهم الشاعر:
ألا ترى أولياء الله كيف قلت ***طيب الكرى بالدياجي منهم المقل
يدعون ربّهم في فكّ عنقهم ***من رقّ ذنبهم والدمع ينهمل
خمص البطون طوىً ذبل الشفاه ظماً ***عمش العيون بكاً ما عبّها كحل
يقال مرضى وما بالقوم من مرض***أو خولطوا خبلاً حاشاهم الخبل
والبيت الأخير اشارة إلى قول أمير المؤمنين(ع): (ينظر اليهم الناظر فيحسبهم مرضى، وما بالقوم من مرض، ويقول: قد خولطوا، ولقد خالطهم أمر عظيم).
جاء في الحديث: الصلاة معراج المؤمن، أي أنّها تسمو بالمؤمن وترتفع به، والصلاة هي الفاصل بين الكفر والإيمان، غير أنّ أشدّ أجزاء الصلاة تعبيراً عن العبودية والخضوع لله سبحانه وتعالى، هو السجود الذي يعدّ ركناً واجباً في الصلاة.
لمّا كان السجود هو التعبير الأبلغ عن الخضوع، أمر الله تعالى إبليس به، فأبى واستكبر وكان من الكافرين، غلبته أنانيّته وتكبّره، فاحتجّ بأنّه أفضل من آدم(ع)؛ إذ انّ آدم مخلوق من الطين وهو مخلوق من النّار، فكان أوّل من قاس.
ومن الفرق الموجودة الآن، فرقة يدعى أتباعها بـ عباد الشيطان ـ وقد ساروا على منهج إبليس اللعين، وفي ذلك يقول شاعرهم:
إبليس خير من أبيكم آدم ***فتنبهوا يا معشر الفجّارِ
إبليس من نار وآدم طينة***والطين لا يسمو سمو النّارِ
أئمة أهل البيت(ع) يرفضون مبدأ القياس، وقد نقل التاريخ مناظرة جميلة بين الإمام الصادق(ع) وبين أبي حنيفة، فقد كان أبو حنيفة يفتي النّاس، ولذا استدعاه الإمام الصادق(ع) وسأله: بمَ تفتي النّاس؟ فقال: بالقرآن، فقال الإمام: فإن لم تستطع؟ قال: بالسنّة، قال الإمام: فإن لم تستطع؟ قال: بالقياس، فسأله الإمام(ع) قائلاً: أيهما أشدّ نجاسة البول أم المني؟ فقال أبو حنيفة: البول، فقال الإمام: إذاً لِمَ نغتسل من المني ولا نغتسل من البول؟. ثمّ سأله قائلاً: أيّهما أهم الصلاة أم الصوم؟ فقال: الصلاة أهم وأعظم، فقال الإمام(ع): فما بال المرأة إذا حاضت تقضي ما عليها من الصيام ولا تقضي ما عليها من الصّلاة؟.
ولمّا عجز أبو حنيفة عن الردّ، خاطبه الإمام الصادق(ع) قائلاً: إنّ أوّل من قال بالقياس إبليس، وذلك: إشارة إلى رفض السجود بحجّة أفضليته على آدم(ع).
يتبع
قال الله تعالى: (والذين يبيتون لربّهم سجّدّاً وقياماً)
وصف الله سبحانه عباده المؤمنين، في مواطن كثيرة من كتابه المنزل على النبيّ(ص) رحمة للعالمين، بل أفرد القرآن للمؤمنين سورة بأكملها تتحدث عنهم، وهي سورة (المؤمنون)، ومن جملة ما مدح القرآن به هذه الصفوة من البشر، مسالة السّجود والصلاة في الليل.
السجود لله فارق مهم جدّاً بين الإنسان المؤمن ولكافر؛ لذلك نجد من علامات الكّفار التي تكررت في القرآن كثيراً، رفض السجود، ابتداءً من زعيمهم إبليس لعنه الله وانتهاءً بجنوده واتباعه الذين تحدثت عنهم آيات سورة الفرقان في قوله تعالى: (واذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن انسجد لما تأمرنا وزادهم نفوراً)
والآية محل البحث هي من آيات سورة الفرقان أيضاً، لكنّها تتحدث عن صفات المؤمنين، وتحديداً عن صفة العبادة التي عبّرت عنها الآية بالسجود والقيام، إشعاراً بأنّ الصلاة هي أجلى مظاهر العبادة.
وقد ورد الثناء على هذه الصفة ـ العبادة في الليل ـ في سورة الذّاريات، في قوله تعالى: (كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون)
ثمّ ورد الثناء في خطبة لعليّ(ع) وصف بها المتقين بعد إلحاح من همّام(رض) فقال:
أمّا الليل فصافون أقدامهم، تالين لأجزاء القرآن يرتلونه ترتيلاً، يحزّنون به أنفسهم، ويستثيرون به دواء دائهم، فاذا مرّوا بآية فيها تشويق ركنوا اليها طمعاً، وتطلّعت قلوبهم إليها شوقاً، واذا مرّوا بآية فيها تخويف ظنوا أن شهيق جهنّم وزفيرها في أُصول آذانهم)، وكما وصفهم الشاعر:
ألا ترى أولياء الله كيف قلت ***طيب الكرى بالدياجي منهم المقل
يدعون ربّهم في فكّ عنقهم ***من رقّ ذنبهم والدمع ينهمل
خمص البطون طوىً ذبل الشفاه ظماً ***عمش العيون بكاً ما عبّها كحل
يقال مرضى وما بالقوم من مرض***أو خولطوا خبلاً حاشاهم الخبل
والبيت الأخير اشارة إلى قول أمير المؤمنين(ع): (ينظر اليهم الناظر فيحسبهم مرضى، وما بالقوم من مرض، ويقول: قد خولطوا، ولقد خالطهم أمر عظيم).
جاء في الحديث: الصلاة معراج المؤمن، أي أنّها تسمو بالمؤمن وترتفع به، والصلاة هي الفاصل بين الكفر والإيمان، غير أنّ أشدّ أجزاء الصلاة تعبيراً عن العبودية والخضوع لله سبحانه وتعالى، هو السجود الذي يعدّ ركناً واجباً في الصلاة.
لمّا كان السجود هو التعبير الأبلغ عن الخضوع، أمر الله تعالى إبليس به، فأبى واستكبر وكان من الكافرين، غلبته أنانيّته وتكبّره، فاحتجّ بأنّه أفضل من آدم(ع)؛ إذ انّ آدم مخلوق من الطين وهو مخلوق من النّار، فكان أوّل من قاس.
ومن الفرق الموجودة الآن، فرقة يدعى أتباعها بـ عباد الشيطان ـ وقد ساروا على منهج إبليس اللعين، وفي ذلك يقول شاعرهم:
إبليس خير من أبيكم آدم ***فتنبهوا يا معشر الفجّارِ
إبليس من نار وآدم طينة***والطين لا يسمو سمو النّارِ
أئمة أهل البيت(ع) يرفضون مبدأ القياس، وقد نقل التاريخ مناظرة جميلة بين الإمام الصادق(ع) وبين أبي حنيفة، فقد كان أبو حنيفة يفتي النّاس، ولذا استدعاه الإمام الصادق(ع) وسأله: بمَ تفتي النّاس؟ فقال: بالقرآن، فقال الإمام: فإن لم تستطع؟ قال: بالسنّة، قال الإمام: فإن لم تستطع؟ قال: بالقياس، فسأله الإمام(ع) قائلاً: أيهما أشدّ نجاسة البول أم المني؟ فقال أبو حنيفة: البول، فقال الإمام: إذاً لِمَ نغتسل من المني ولا نغتسل من البول؟. ثمّ سأله قائلاً: أيّهما أهم الصلاة أم الصوم؟ فقال: الصلاة أهم وأعظم، فقال الإمام(ع): فما بال المرأة إذا حاضت تقضي ما عليها من الصيام ولا تقضي ما عليها من الصّلاة؟.
ولمّا عجز أبو حنيفة عن الردّ، خاطبه الإمام الصادق(ع) قائلاً: إنّ أوّل من قال بالقياس إبليس، وذلك: إشارة إلى رفض السجود بحجّة أفضليته على آدم(ع).
يتبع
تعليق