إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

حلاوة السجود000

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حلاوة السجود000

    بسم الله والحمد الله رب العالمين وصلاة وسلام على طبيب نفوسنا وحيب قلوبنا أبي القاسم محمد وعلى الزهراء البتول وعلى بعلها وبنيها وتسعة المعصومين من بنيها 00ولا سيما الحجة أبن الحسن روحي فداه ( وعجل الله له الفرج )

    قال الله تعالى: (والذين يبيتون لربّهم سجّدّاً وقياماً)

    وصف الله سبحانه عباده المؤمنين، في مواطن كثيرة من كتابه المنزل على النبيّ(ص) رحمة للعالمين، بل أفرد القرآن للمؤمنين سورة بأكملها تتحدث عنهم، وهي سورة (المؤمنون)، ومن جملة ما مدح القرآن به هذه الصفوة من البشر، مسالة السّجود والصلاة في الليل.

    السجود لله فارق مهم جدّاً بين الإنسان المؤمن ولكافر؛ لذلك نجد من علامات الكّفار التي تكررت في القرآن كثيراً، رفض السجود، ابتداءً من زعيمهم إبليس لعنه الله وانتهاءً بجنوده واتباعه الذين تحدثت عنهم آيات سورة الفرقان في قوله تعالى: (واذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن انسجد لما تأمرنا وزادهم نفوراً)

    والآية محل البحث هي من آيات سورة الفرقان أيضاً، لكنّها تتحدث عن صفات المؤمنين، وتحديداً عن صفة العبادة التي عبّرت عنها الآية بالسجود والقيام، إشعاراً بأنّ الصلاة هي أجلى مظاهر العبادة.
    وقد ورد الثناء على هذه الصفة ـ العبادة في الليل ـ في سورة الذّاريات، في قوله تعالى: (كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون)
    ثمّ ورد الثناء في خطبة لعليّ(ع) وصف بها المتقين بعد إلحاح من همّام(رض) فقال:

    أمّا الليل فصافون أقدامهم، تالين لأجزاء القرآن يرتلونه ترتيلاً، يحزّنون به أنفسهم، ويستثيرون به دواء دائهم، فاذا مرّوا بآية فيها تشويق ركنوا اليها طمعاً، وتطلّعت قلوبهم إليها شوقاً، واذا مرّوا بآية فيها تخويف ظنوا أن شهيق جهنّم وزفيرها في أُصول آذانهم)، وكما وصفهم الشاعر:

    ألا ترى أولياء الله كيف قلت ***طيب الكرى بالدياجي منهم المقل

    يدعون ربّهم في فكّ عنقهم ***من رقّ ذنبهم والدمع ينهمل

    خمص البطون طوىً ذبل الشفاه ظماً ***عمش العيون بكاً ما عبّها كحل

    يقال مرضى وما بالقوم من مرض***أو خولطوا خبلاً حاشاهم الخبل


    والبيت الأخير اشارة إلى قول أمير المؤمنين(ع): (ينظر اليهم الناظر فيحسبهم مرضى، وما بالقوم من مرض، ويقول: قد خولطوا، ولقد خالطهم أمر عظيم).

    جاء في الحديث: الصلاة معراج المؤمن، أي أنّها تسمو بالمؤمن وترتفع به، والصلاة هي الفاصل بين الكفر والإيمان، غير أنّ أشدّ أجزاء الصلاة تعبيراً عن العبودية والخضوع لله سبحانه وتعالى، هو السجود الذي يعدّ ركناً واجباً في الصلاة.

    لمّا كان السجود هو التعبير الأبلغ عن الخضوع، أمر الله تعالى إبليس به، فأبى واستكبر وكان من الكافرين، غلبته أنانيّته وتكبّره، فاحتجّ بأنّه أفضل من آدم(ع)؛ إذ انّ آدم مخلوق من الطين وهو مخلوق من النّار، فكان أوّل من قاس.

    ومن الفرق الموجودة الآن، فرقة يدعى أتباعها بـ عباد الشيطان ـ وقد ساروا على منهج إبليس اللعين، وفي ذلك يقول شاعرهم:

    إبليس خير من أبيكم آدم ***فتنبهوا يا معشر الفجّارِ

    إبليس من نار وآدم طينة***والطين لا يسمو سمو النّارِ


    أئمة أهل البيت(ع) يرفضون مبدأ القياس، وقد نقل التاريخ مناظرة جميلة بين الإمام الصادق(ع) وبين أبي حنيفة، فقد كان أبو حنيفة يفتي النّاس، ولذا استدعاه الإمام الصادق(ع) وسأله: بمَ تفتي النّاس؟ فقال: بالقرآن، فقال الإمام: فإن لم تستطع؟ قال: بالسنّة، قال الإمام: فإن لم تستطع؟ قال: بالقياس، فسأله الإمام(ع) قائلاً: أيهما أشدّ نجاسة البول أم المني؟ فقال أبو حنيفة: البول، فقال الإمام: إذاً لِمَ نغتسل من المني ولا نغتسل من البول؟. ثمّ سأله قائلاً: أيّهما أهم الصلاة أم الصوم؟ فقال: الصلاة أهم وأعظم، فقال الإمام(ع): فما بال المرأة إذا حاضت تقضي ما عليها من الصيام ولا تقضي ما عليها من الصّلاة؟.
    ولمّا عجز أبو حنيفة عن الردّ، خاطبه الإمام الصادق(ع) قائلاً: إنّ أوّل من قال بالقياس إبليس، وذلك: إشارة إلى رفض السجود بحجّة أفضليته على آدم(ع).

    يتبع

  • #2
    من هنا كان السجود لله تذللاً واقراراً بالعبودية، ومن أشد ما يؤذي إبليس لعنه الله، ومن أكبر ما يفرحه ويسرّه هو السجود لغير الله من سلطان أو جاه أو مال، وقد ورد في الحديث الشريف: ما عبد الله بشيء أفضل من السّجود.

    السجود لا ينبغي لغير الله جلّ وعلا، ولكنّ النفوس الضعيفة لا تتورّع عن السجود للخلق من دون الخالق، فقد نقل أن رجلاً جاء إلى أحد الملوك، وقبل أن يدخل إليه سأل الحاجب: ماذا أفعل حتّى يجزل عطيتي؟ فقال: اسجد له، فدخل على الملك وسجد بين يديه، فتصور الملك أنّ حاجته كبيرة جدّاً، ولذلك سجد من أجلها، فأخرجه ولم يعطه شيئاً، فخرج وهو يقول

    سجدنا للقرود لقاء دنيا ***هوتها دوننا أيدي القرود

    فلم نخرج بشيء من حطام***من الدّنيا سوى ذاك السّجود


    قد تثار مسألة هنا، بخصوص سجود الملائكة لآدم، وهي في ظاهرها تجويز للسجود لغير الله، لكنّ الفكرة بحاجة إلى تصحيح وإعادة نظر؛ ذلك أنّ السجود ما كان لآدم شخصياً، بل كان لله سبحانه، وما كان آدم سوى قبلة للملائكة.

    ومن هذا القبيل سجود يعقوب وأولاده ليوسف(ع)، الذي هو في حقيقة الأمر سجود شكر لله، لا سجود ليوسف(ع).

    السجود مهم جداً في الدين الإسلامي، ولذا نجد الفقهاء يشترطون فيه طهارة المكان، وأن لا يكون مغصوباً، ويكره أن يكون السجود في الحمام، والمزابل أو المواضع التي تذبح فيها الحيوانات كمرابع الإبل ومرابط الخيل وما شابه، كل ذلك حفاظاَ على قدسية السجود واهتماماً بهذه العبادة.

    ومما يرتبط بقدسية السجود والإعتناء بأمره أنّه ينبغي للمسلم أن يحرز طهارة وحلية الأرض التي يصلي عليها، وبما ان ذلك لا يتيسر بسهولة، خاصة للإنسان المسافر الذي يضطر إلى ركوب طائرة لا يتيقن من طهارة فراشها، أو سكن فندق لا يدري أهو طاهر أم لا؟ فعند ذلك يكون من المناسب أن يصطحب معه قطعة من التراب لكي لا يحرج في مثل هذه المناطق.

    نقلت كتب الصحاح عن مسروق بن الأجدع ـ وهو من التابعين ـ أنّه كان يصطحب معه عند السفر لبنة، لكي يسجد عليها؛ ذلك انّ الحديث قد تواتر عن النبي(ص) بهذا الخصوص؛ إذ قال(ص): جعلت لي الأرض مسجداً وترابها طهوراً. وقال(ص) لأبي ذر: الأرض لك مسجد فحيث ما أدركت الصلاة فصلّ. وروى الحاكم في المستدرك أنّ النبيّ(ص) كان قد صلّى على الحجر. وروى البخاري عن أبي سعيد الخدري قال: أبصرت عيناي رسول الله وعلى أنفه وجبهته أثر الطين والماء.

    وروى جابر بن عبد الله الأنصاري أنّه قال: كنّا نصلّي مع رسول الله صلاة الظهر، فآخذ بيدي قبضة من حصىً، فأجعلها في يديّ الأُخرى حتّى تبرد من شدّة الحر ثم أسجد عليها.

    أما بخصوص السجود على التربة الحسينية، فإننا نسجد على كل تراب، لكنّنا خصصنا تربة كربلاء؛ لأنّها تشرفت بدماء وجسد ريحانة رسول الله وعلى الذين يشهرون بالشيعة أن يفهموا هذه الحقيقة وهي: إننا نسجد على التربة ولا نسجد للتربة، غير أن الله شرّف بعض بقاع الأرض ومنها كربلاء، التي يرقد فيها الحسين(ع)، الذي يمثل كيان النبيّ وشخصيته، ونحن نعتبر أنّ التربة التي لامست جسد الحسين، قد لامست جسد النبي(ص)؛ لأنّ النبيّ(ص) قال: (حسين منّي وأنا من حسين).
    كان الأوزاعي استاذ أبي حنيفة، إذا سافر من المدينة حمل معه طينة من ترابها؛ لكي يسجد عليها، فسألوه عن ذلك فقال: إنّ أفضل بقعة في الأرض هي البقعة التي دفن فيها رسول الله(ص)، وأنا أحب أن يكون سجودي لله عليها.

    بعض البقاع إذن، لها قدسية خاصّة، كالمدينة ومكّة وكربلاء، فقد ذكر صاحب كتاب مجمع الزّوائد أنّ علياً(ع)، كان قد مرّ بكربلاء، فأخذ قبضة من ترابها فشمّه وبكى حتى ابتلّت لحيته بدموعه، وهو يقول: يحشر من هذا الظهر سبعون ألفاً يدخلون الجنّة بغير حساب.

    نحن نقدّس تربة الحسين، لأنّها أضاءت طريق الحريّة، وأقامت صرح الإسلام، واضرمت النّار في قصور الطواغيت المتجبّرين من بني أُميّة، ولو لا كربلاء لما بقيت لنا كعبة نستقبلها، ولما عاش الإسلام حتّى يومنا هذا، وقد جاء في ارجوزة السيد بحر العلوم هذا المعنى فيقول

    وفي حديث كربلاء والكعبة &&&لكربلا بان علوّ الرتبة


    ما كانت الكعبة لولا كربلا&&&وكربلا نالت بمعناها العُلا

    فنحن نسجد على تربة كربلاء، انطلاقاً من هذه المعاني الآنفة، وإلا فنحن ابعد ما نكون عن الشرك الذي يتهمنا به أعداؤنا، ويشوّهون به سمعة مذهبنا بأكمله.

    اشتهر من بين أئمتنا بالسجود إمامان، أولهما هو الإمام زين العابدين(ع) الذي لُقّب بالسّجاد منذ صغر سنّة، فقد عرف(ع) بطول سجوده إلى أن قالت عنه إحدى جواريه: أحصيت عليه ذات مرّة في سجدة واحدة، ألف مرّة يقول: لا إله إلاّ الله حقّاً حقّا، لا إله الاّ الله تعبّداً ورقاً، لا إله إلاّ الله ايماناً وتصديقاً وصدقاً.

    والثاني من أئمتنا الذي اشتهر بسجوده، هو باب الحوائج موسى بن جعفر(ع)، ولذا ورد في زيارته هذه الجملة: السّلام على صاحب السّجدة الطويلة، السلام على صاحب الضراعة الجميلة.

    كان الإمام الكاظم(ع) في سجن الفضل بن يحيى، وهو أحد السجون الخمسة التي تنقّل بينها الإمام(ع)، فلاحظ الرشيد أنّ أخلاق الفضل بدأت تتغيّر، فخشى أن يكون قد تأثر بأخلاق الإمام(ع)، فأتاه الرشيد ذات يوم وسأله فجأة: ما صنعت بموسى بن جعفر؟ فقال: هو في الحبس أيّها الأمير، فأطلّ الرشيد بنفسه على الإمام من فتحة في السجن، وقال: لم أر شيئاً، فقال الفضل: حقّق النظر، فارتبك الرشيد واعاد النظر ثانية وقال: أرى رجلاً ساجداً، فقال: هذا هو الإمام موسى بن جعفر، ثم قال: هل تعطيني الأمان لأُحدثك عنه؟ فقال الرشيد: لك الأمان، فقال الفضل: إنّه يسجد سجدة من طلوع الشمس الى زوالها، فإذا زالت صلّى وعقّب وصلّى العصر ثم سجد سجدة الى الغروب، فاذا صار الغروب صلّى صلاة المغرب ثم يعقب إلى العشاء، ثم يفطر على شواء يؤتى به له، ثمّ ينام سويعة، ثم افتح له باب السجن فيتوضأ ويبقى متهجداً إلى الفجر فإذا طلع الفجر صلّى صلاة الصبح وأعاد ما كان عليه.

    عندما سمع الرشيد كلام الفضل بن يحيى قال: انّ هذا والله من رهبان بني هاشم، فقال الفضل: يا أمير، إذا كان كذلك، فلِمَ فعلت فيه هذا؟ فغضب الرشيد وقال: ويحك، سجن هذا وأهل بيته أمان لي ولكم، ولو أعطيته ما يأمل ما كنت أضمن أن يضرب وجهي بمائة ألف من شيعته ومحبيه، واضطر بعد ذلك لنقل الإمام إلى سجن آخر.

    سيرة أئمتنا وبالخصوص هذين الإمامين الطاهرين، ملأى بمظاهر العبادة الحقّة، والانقطاع إلى الله جل شأنه، فنسأل الله سبحانه أن يجعلنا من المقتدين بهم في عبادتهم وأن يجعلنا من السّاجدين


    والحمد الله رب العالمين 00


    تعليق


    • #3
      السلام عليكم

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      بارك الله فيكي اختي العزيزة وفي هذا المجهود الرائع جداً في تبيين حلاوة السجود واني والله مجربها لاني حسيني من اهل البيت عليهم السلام وهذه هي اول مرة اذكر فيها ذلك في هذا المنتدى واخر مرة ان شاء الله.

      وأسأل الله العزيز الحكيم ان يكثر من امثالك في هذه المواضيع المفيدة والرائعة ولاتنسيني من الدعاء

      والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      تعليق


      • #4
        اللهم صلي على محمد آل محمد وعجل فرجهم 00

        وعليكم السلام ورحمة والاكرام 00أخي الفاضل محمد العمدي00

        الله يبارك فيكم أخي الفاضل 00وامثالكم 0ثبتنا الله وإياكم على ولاية أهل البيت (ع) وحشرنا معهم 00 ونسأل الله التوفيق لكم


        والحمد الله رب العالمين 00

        تعليق


        • #5
          مشكورة

          بارك الله فيك

          االه يعطيك ألف عافية

          وكل خير

          تعليق


          • #6
            اللهم صل على محمد وآل محمد
            مشكوره اختي زهراء على هذا الموضوع الرائع جزاك الله خير

            تعليق


            • #7
              السلام عليكم ورحمه الله

              الله يعطيج العافية أختي ((زهراء)) على الموضوع...

              مشكوووووورة

              تعليق


              • #8
                مشكوره يا اختنا العزيزه زهراء
                الله يعطيج الف خير و عافيه

                تعليق


                • #9
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                  أختي العزيزة زهراء ...
                  لا أعرف كيف أشكرك على هذا الموضوع الرائع فعلا".
                  جعلنا الله وإياك ممن يتذوقون حلاوة السجود لله عز وجل وجعلك من أنصار صاحب العصر والزمان ..
                  تابعي وفقك الله انه سميع مجيب .

                  تعليق


                  • #10
                    يوركتي اختي زهراء

                    سلمت اناملك وجزاك الله كل الخير

                    الى الامام

                    تعليق


                    • #11
                      مشكوره اختي زهراء

                      على هذا الموضوع والله يعطيج الف عافيه

                      والسجود شي عظيم لأن الأنسان في فترة سجوده يكون

                      ساجد امام رب العالمين ويكون في فترة اخلاص وحب لرب العالمين

                      ما أجمل هذه الحظة الجميله

                      تعليق

                      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                      حفظ-تلقائي
                      x

                      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                      صورة التسجيل تحديث الصورة

                      اقرأ في منتديات يا حسين

                      تقليص

                      لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                      يعمل...
                      X