إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

حلم الإمام الحسن نهج للتسامح الاجتماعي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حلم الإمام الحسن نهج للتسامح الاجتماعي

    من أبرز صفات الإمام الحسن (عليه السلام) التي عرف بها صفة الحلم، حيث اشتهر عنه أنه (حليم أهل البيت)، روى المدائني عن جويرية بن أسماء قال: لما مات الحسن أخرجوا جنازته فحمل مروان بن الحكم سريره، فقال له الحسين: تحمل اليوم جنازته وكنت بالأمس تجرعّه الغيظ؟ قال مروان: نعم كنت أفعل ذلك بمن يوازن حلمه الجبال(1).
    وهذه الصفة في الحقيقة هي منهج للتعامل الاجتماعي، عمل الإمام على إرسائه في حياته، وعلى أتباعه ومحبيه أن يقتدوا به في هذا المنهج.
    إننا يجب أن نقرأ حلم الإمام الحسن (عليه السلام) كمنهج في التسامح الاجتماعي، ونعمل على تأهيل المجتمع بهذه الصفة.
    ولابد لنا أن نشير إلى أن أهل البيت (عليهم السلام) كلهم يتصفون بالحلم، إلا أن الظروف التي عاشها الإمام الحسن (عليه السلام) اقتضت وساعدت على بروز هذه الصفة في شخصيته بشكل أجلى وأوضح، فالإمام كان يواجه تشنجات واستفزازات من جهتين:
    الجهة الأولى: خارجية، وتتمثل في معاوية بن أبي سفيان، وجبهة الشام، حيث سعى بكل جهده وقوته، وإمكانيات سلطته وحكمه، إلى أن يشوّه سمعة الإمام الحسن (عليه السلام)، لعزله شعبياً، فعمل على إثارة الدعايات والإشاعات الكاذبة والمغرضة على الإمام الحسن (عليه السلام)، وعلى أبيه أمير المؤمنين، واستطاع نتيجةً لذلك أن يوجد تياراً في الشام يكره أهل البيت (عليهم السلام)، حتى لقد صدق بعضهم أن علي بن أبي طالب (عليه السلام) لم يكن يصلي!!
    ولقد كان معاوية يتعمد كثيراً أن يُسمع الإمام الحسن (عليه السلام) وفي حضوره بعض الاستفزازات، وكان بعض أتباعه والمقربين منه كمروان بن الحكم، وعمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة، يقومون بمثل هذا الدور.
    الجهة الثانية: داخلية، حيث إن قرار الإمام بالصلح مع معاوية، والذي فرضته عليه الظروف، ورعاية مصلحة الأمة، أثار مشاعر بعض المحيطين بالإمام، ونظروا إلى الصلح على أنه موقف ذل وخنوع واستسلام، فراحوا يوجهّون لومهم العنيف، وعتابهم الشديد، وبعبارات مسيئة وغير لائقة.
    فهذا حجر بن عدي الصحابي الجليل يخاطبه قائلاً: (أما واللَّه لوددت أنك مت في ذلك اليوم ومتنا معك). وعدي بن حاتم يقول: (أخرجتنا من العدل إلى الجور). وبشير الهمداني وسليمان بن صرد الخزاعي يدخل كل منهما عليه هاتفاً: (السلام عليك يا مذل المؤمنين). وخاطبه بعض أصحابه قائلاً: (يابن رسول اللَّه أذللت رقابنا بتسليمك الأمر إلى هذا الطاغية)(2).
    وجاء في (الإصابة): (كان أصحاب الحسن يقولون له: يا عار أمير المؤمنين. فيقول: العار خير من النار)(3).
    ومثل هذه الكلمات لا شك أنها تستفز الإنسان، وتؤجج غيضه، لكن الإمام الحسن (عليه السلام) واجهها بحلم وأناة بالغين، واستطاع بذلك امتصاص الآثار والنتائج السلبية، التي يمكن أن تتمخض عنها… لقد كانت جبهة الإمام الحسن (عليه السلام) بحاجة إلى التماسك والتلاحم، فهناك شروط على معاوية أن ينفذّها، لكنه إذا رأى جبهة الإمام متشتتة مختلفة، ومكانة الإمام مهزوزة في وسط جماعته، فإن ذلك سيشجعه أكثر على تجاهل تلك الاتفاقات، وهو لم يكن في الأساس عازماً على الوفاء بها.
    الحلم لغة واصطلاحاً:
    مصدر حَلُمَ فلان أي صار حليماً، قال ابن فارس الحِلم: خلاف الطيش، وقال الجوهري الحِلم الأناة، ويقال: حَلَمَ الرجل في منامه يحَلُمُ حُلْماً، إذا رأى رؤيا، وحَلُمَ يَحلُمُ حِلماً تأنى وسكن عند غضب أو مكروه مع قدرة وقوة.
    واصطلاحاً: هو ضبط النفس والطبع عند هيجان الغضب كما يقول الراغب(4).
    قيل للإمام الحسن (عليه السلام): ما الحلم؟ قال: (كظم الغيظ وملك النفس)(5)، أي أن يسيطر الإنسان على نفسه، حينما يواجهه الآخر بتصرف مستفز، ذلك أن غريزة الغضب تتحرك عنده، لتحميه من الاستفزاز الموجه إليه.
    ولكن الحليم هو من يتحكم في توجيه هذه الغريزة، ولا يستخدمها إلا في ظرفها المناسب، لأن إتاحة الفرصة لهذه الغريزة أن تنفجر على شكل تصرف غاضب، قد يضر الإنسان بدلاً من أن يفيده.
    وكم من مظلوم تصرف تصرفاً طائشاً، وتحول بسبب ذلك التصرف إلى ظالم مدان، فأعطى الفرصة لعدوه، يقول الإمام علي (عليه السلام): (الغضب شر إن أطلقته دمر)(6).
    إن الغضب في الحقيقة هو نتيجة استثارة خارجية، يستقبلها الإنسان، فتحفزّه على اتخاذ رد فعل غاضب.
    وللتحكم في هذه الغريزة، ولتوجيهها التوجيه المناسب، تنصح التوجيهات الإسلامية بذكر اللَّه تعالى، ففي الحديث القدسي (يا بن آدم اذكرني حين تغضب)(7)، وقال (صلى الله عليه وآله): (يا علي لا تغضب، فإذا غضبت فاقعد وتفكر في قدرة الرب على العباد، وحلمه عنهم، وإذا قيل لك اتق اللَّه، فانبذ غضبك، وراجع حلمك)(8).
    وليس أروع من أن يداوي الإنسان ثورة غضبه، بلجوئه إلى العبادة، فصلاة ركعتين قربة إلى اللَّه تعالى بإخلاص وخشوع لاشك أنها ستنقل الإنسان إلى الاتصال بعالم الكمال والروحانية، حيث يستلهم الإنسان من خالقه فيوضات رحمته، وألطاف كرامته.
    كما تنصح بعض الروايات بالانتقال من حال إلى حالة أخرى عند الغضب. عن أبي ذر أن رسول اللَّه (صلى الله عليه وآله) قال: (إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع)(9).
    والهدف من ذلك، هو تفريغ شحنات الغضب في حركة لا ضرر فيها. وفي حديث عن الرسول (صلى الله عليه وآله) أنه ينصح بالوضوء قال (صلى الله عليه وآله): (إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تطفأ النار بالماء،فإذا غضب أحدكم فليتوضأ)(10).
    أضرار حالة الانفعال والتشنج:
    تسود البعض من الناس حالة من التشنج والانفعال السريع، لأتفه الأسباب،كما يفسح المجال لفورة غضبه أن تأخذ مداها العنيف، وهذه الحالة سيئة ومضرة، وأهم نتائجها السيئة أمران:
    أولاً: الأضرار الصحية، حيث تشير التقارير الطبية، إلى أن الغضب والانفعال، يعتبر سبباً لأمراض السكري، وضغط الدم، وأمراض القلب، ولهذا فإن أهم ما يوصي به الأطباء هؤلاء المرضى، هو السيطرة على النفس، وعدم الانفعال.
    ثانياً: إضعاف حالة التماسك الاجتماعي، حيث ينشغل أفراد المجتمع بمشاكلهم الجزئية والثانوية، التي تذكيها حالة التشنج، وفي غمرة كل ذلك تتلاشى الأهداف والطموحات الكبيرة، التي كان ينبغي أن ينشغل الكل بها، فيتأخر تحقيق المجتمع للأهداف والمصالح العامة، بسبب الانشغال بالخلافات الهامشية.
    الحلم منهج اجتماعي:
    تارة يكون الحديث عن الحلم باعتباره صفة فردية حميدة، وتارة يبحث الحلم كحالة اجتماعية عامة، بين آحاد أفراد المجتمع، وبين التكتلات والتجمعات فيه.
    إذ من الواضح أن في كل مجتمع تقسيمات اجتماعية متفاوتة، مناطقية وسكنية، أو عشائرية وقبلية، أو فكرية ومذهبية، أو انتماءات سياسية، وما أشبه.
    والسؤال كيف يجب أن تكون العلاقة بين كل مجموعة وأخرى؟
    إن شيوع حالة التشنج والغضب يؤثر على علاقة هذه الانتماءات، فتقاطع كل فئة الأخرى، أو توجه بعضاً من جهودها للمناوأة و التخريب على الجهة الأخرى.
    أما إذا ساد الحلم، وشاع التسامح بين التجمعات والتوجهات، تحول الحلم حينئذ إلى منهج اجتماعي عام، وآتى ثماره في تحقيق وحدة المجتمع وانسجامه، وتوجه جهوده وطاقاته نحو الأهداف الكبيرة، والتحديات الخطيرة.
    ومن الملاحظ أن الخلافات والصراعات بين الجماعات، عادة تحدث بسبب تصرفات فردية متشنجة، لدى هذا الطرف أو ذاك، فيتعامل معها الطرف الآخر بنظره تعميمية، ويتخذ رد فعل على أساسها.
    كيف نتعامل مع التشنجات الفئوية؟
    أولاً: عدم تعميم الإساءة، ومحاسبة كامل الجماعة عليها.
    ثانياً: بث روح التسامح والإغضاء عن الإساءات التي قد تصدر من هذه ضد تلك وبالعكس، حيث ينبغي أن يتصف أفراد وقادة الجماعات بالحلم، لأن تلك الإساءة قد تكون نتيجة لسوء فهم أو التباس، أو لأن جهة ما تريد أن تخلق مشكلة بين الطرفين.
    ثالثاً: عدم رفع وتيرة الاختلاف الفكري والثقافي إلى مستوى الخلاف والنزاع. ونشر ثقافة التعددية والقبول بالرأي الآخر.
    إن تضخيم الخلاف حول بعض القضايا الجانبية، كثبوت هلال شهر رمضان أو العيد، أو اختيار مرجع تقليد، أو تبني هذه الفكرة أو تلك، واعتبار مثل هذه القضايا الجزئية حدوداً فاصلة بين الإيمان والكفر، والعدالة والفسق، أمر خاطئ ناشئ من الجهل أو سوء الخلق.
    نهج الإمام الحسن:
    لقد كان الحلم منهجاً سلوكياً، ومعلماً بارزاً، في حياة الإمام الحسن (عليه السلام)، وكان يتعامل به في مقابل الاستفزازات الفردية العادية، ومع ذوي التوجهات المخالفة له، والمختلفة معه، وكشاهد على المنحى الأول: يروى أنه كانت عنده عليه السلام شاة فوجدها يوماً قد كسرت رجلها، فقال لغلامه: من فعل هذا بها؟ قال الغلام: أنا. قال الإمام: لم ذلك؟ قال الغلام: لأجلب لك الهم والغم.
    فتبسم (عليه السلام)، وقال له: لأسرك، فأعتقه وأجزل له في العطاء(11).
    وضمن المنحى الثاني، ينقل المؤرخون: أنه اجتاز على الإمام شخص من أهل الشام، ممن غذاّهم معاوية بالكراهية والحقد على آل البيت، فجعل يكيل للإمام السب والشتم، والإمام ساكت لم يرد عليه شيئاً من مقالته، وبعد فراغه التفت الإمام فخاطبه بناعم القول، وقابله ببسمات فياضة بالبشر، قائلاً:
    (أيها الشيخ: أظنك غريباً؟ لو سألتنا أعطيناك، ولو استرشدتنا أرشدناك ولو استحملتنا حملناك، وإن كنت جائعاً أطعمناك وإن كنت محتاجاً أغنيناك، وإن كنت طريداً آويناك) ومازال (عليه السلام) يلاطف الشامي بهذا ومثله ليقلع روح العداء والشر من نفسه حتى ذهل ولم يطق رد الكلام، وبقي حائراً خجلاً كيف يعتذر للإمام وكيف يمحو الذنب عنه؟ وطفق يقول: (اللَّه أعلم حيث يجعل رسالته)(12).
    إن مما يساعد على اتخاذ الموقف الحليم فهم الطرف المقابل ومعرفة الظرف النفسي والفكري الذي يحيط به، فإذا فهمت أنه مضلل، أو معبأ، وأنه هو الآخر ضحية لعدو واحد، كنتَ أقدرَ على السيطرة على الموقف، وتحويله لصالحك، لا لصالح عدوكما.
    ولهذا فإن العاقل هو الذي يملك الحلم، يقول علي عليه السلام: (بوفور العقل يتوفر الحلم)(13) ويقول: (عليك بالحلم فإنه ثمرة العلم)(14) ويقول الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): (والذي نفسي بيده ما جمع شيء إلى شيء أفضل من حلم إلى علم)(15)، فالعالم هو الذي ينبغي أن يتحلى بالحلم، لأنه يتفهم سلبيات الجاهلين، ودوافع أخطائهم.
    ويحدث أحياناً أن يفد على المجتمع أفراد من مجتمعات أخرى، يحملون معلومات وأفكاراً مضللة حول المجتمع وأفكاره وعقائده.
    فإذا كان الشخص المقابل لهم واعياً، يعرف أنهم بسطاء ومضللون، فإنه يستوعب أولاً الصدمة التي يحدثها كلامهم، ثم يبدأ في تغيير تلك الصورة المشوهة، ويعطي للوافد بأخلاقه وسلوكه مثالاً حياً على خطأ تصوراته السابقة.
    أما إذا كان من يقابله شخصية متشنجة، فسوف يستفزها ذلك الكلام لترد عليه بكلام أقسى وباتهامات ونعوت مضادة، وهذا الأسلوب غالباً ما يؤدي إلى تأكيد التصورات الخاطئة عن المجتمع.
    ومن المثير للدهشة والعجب أحياناً، أن يعتبر هؤلاء الأشخاص تصرفاتهم المتشنجة تلك بطولات وإنجازات، تستحق الذكر والإشادة، فترى بعضهم يحدثك عنها وكأنه انتصر على عدو، وهو لا يعلم أنه بذلك أكدَّ هزيمته.
    ففي الحديث عن الرسول (صلى الله عليه وآله): (ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)(16).
    ومن هذا كله ما أحوجنا إلى قراءة سيرته العطرة، والتزام خطه الرسالي، والأخذ بمنهجه في التسامح الاجتماعي، لتسود أجواءنا المحبة والوئام، ولنتوجه لمواجهة الأعداء والأخطار صفّاً كالبنيان المرصوص.

    الهوامش:
    - ابن أبي الحديد: عبد الحميد، شرح نهج البلاغة ج16 ص13 دار الجيل – بيروت، الطبعة الأولى 1987م.
    2- القرشي: باقر شريف، حياة الإمام الحسن ج 2 ص 273 – 282، دار الكتب العلمية- قم.
    3- العسقلاني: ابن حجر، الاصابة ج2 ص72 الطبعة الاولى 1992م دار الجيل – بيروت.
    4- مجموعة من المختصين: موسوعة نظرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم ص 1735 الجزء الخامس، الطبعة الاولى 1998م دار الوسيلة، جدة.
    5- المجلسي: محمد باقر، بحار الانوار ج75 ص102.
    6- الامدي التميمي: عبد الواحد، غرر الحكم ودرر الكلم.
    7- الكليني: محمد بن يعقوب، الكافي ج2 ص304.
    8- ابن شعبة الحراني: الحسن بن علي، تحف العقول ص18.
    9- السجستاني: ابو داود سليمان بن الاشعث، سنن ابي داود ج2 ص664 حديث رقم 4782.
    10- المصدر السابق حديث رقم 4784.
    11- القرشي: باقر شريف، حياة الإمام الحسن ج1 ص214.
    12- المصدر السابق ص314-315.
    13- الامدي التميمي: عبد الواحد، غرر الحكم ودرر الكلم.
    14- المصدر السابق.
    15- المجلسي: محمد باقر، بحار الانوار ج2 ص46.
    16- الريشهري: محمدي، ميزان الحكمة ج7 ص234.

  • #2
    الإمام الحسن في توحيده لله سبحانه وتعالى
    أوصاف الله تعالى 1 - قال الصدوق : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رضي الله عنه ) ، قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، وأحمد بن إدريس جميعا ، قالا : حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى ، عن بعض أصحابنا رفعه ، قال : جاء رجل إلى الحسن بن علي فقال له : يا بن رسول الله صف لي ربك حتى كأني أنظر إليه ، فأطرق الحسن بن علي مليا ، ثم رفع رأسه ، فقال : الحمد لله الذي لم يكن له أول معلوم ولا آخر متناه ، ولا قبل مدرك ولا بعد محدود ، ولا أمد بحتي ولا شخص فيتجزأ ، ولا اختلاف صفة فيتناهي فلا تدرك العقول وأوهامها ، ولا الفكر وخطراتها ولا الألباب وأذهانها صفته ، فتقول : متى ولا بدئ مما ، ولا ظاهر على ما ، ولا باطن فيما ، ولا تارك فهلا ، خلق الخلق فكان بديئا بديعا ، ابتدأ ما ابتدع ، وابتدع ما ابتدأ ، وفعل ما أراد ، وأراد ما استزاد ، ذلكم الله رب العالمين

    تعليق


    • #3
      القدر والاستطاعة
      2 - قال الحراني : كتب الحسن بن أبي الحسن البصري ، إلى أبي محمد الحسن بن علي أما بعد فإنكم معشر بني هاشم الفلك الجارية في اللجج الغامرة والأعلام النيرة الشاهرة أو كسفينة نوح التي نزلها المؤمنون ونجا فيها المسلمون . كتبت إليك يا بن رسول الله عند اختلافنا في القدر وحيرتنا في الاستطاعة فأخبرنا بالذي عليه رأيك ورأى آبائك ؟ فإن من علم الله علمكم وأنتم شهداء على الناس والله الشاهد عليكم ، ( ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ) ، فأجابه الحسن : بسم الله الرحمن الرحيم وصل إلي كتابك ولو لا ما ذكرته من حيرتك وحيرة من مضى قبلك إذا ما أخبرتك .
      أما بعد ، فمن لم يؤمن بالقدر خيره وشره أن الله يعلمه فقد كفر ، ومن أحال المعاصي على الله فقد فجر ، إن الله لم يطع مكرها ولم يعص مغلوبا ولم يهمل العباد سدى من المملكة بل هو المالك لما ملكهم والقادر على ما عليه أقدرهم ، بل أمرهم تخييرا ونهاهم تحذيرا فإن ائتمروا بالطاعة لم يجدوا عنها صادا وإن انتهوا إلى معصية فشاء أن يمن عليهم بأن يحول بينهم وبينها فعل وإن لم يفعل فليس هو الذي حملهم عليها جبرا ولا ألزموها كرها بل من عليهم بأن بصرهم وعرفهم وحذرهم وأمرهم ونهاهم لا جبرا لهم على ما أمرهم به فيكونوا كالملائكة ولا جبرا لهم على ما نهاهم عنه ولله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين والسلام على من اتبع الهدى .

      تعليق


      • #4
        الرضا بما قدر الله
        3 - قال ابن عساكر : أخبرنا أبو بكر رستم بن إبراهيم بن أبى بكر الطبري بطابران ، أنبأنا أبو القاسم سهل بن إبراهيم بن أبي القاسم السبعي - وأجازه لي سهل - أنبأنا الشيخ العارف أبو سعيد فضل الله بن أبي الحسين ، أنبأنا الشيخ أبو علي زاهر بن أحمد السرخسي ، أنبأنا أبو علي إسماعيل بن محمد ، أنبأنا محمد بن يزيد المبرد ، قال : قيل للحسن بن علي : إن أبا ذر يقول : الفقر أحب إلي من الغنى ، والسقم أحب إلي من الصحة . فقال : رحم الله أبا ذر ، أما أنا فأقول : من اتكل على حسن اختيار الله له لم يتمن أنه في غير الحالة التي اختار الله تعالى له ، وهذا حد الوقوف على الرضا بما تصرف به القضاء

        تعليق


        • #5
          - قال الكليني : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن محمد بن علي ، عن علي ابن أسباط ، عمن ذكره ، عن أبي عبد الله قال : لقى الحسن بن علي ، عبد الله بن جعفر فقال : يا عبد الله كيف يكون المؤمن مؤمنا وهو يسخط قسمه ويحقر منزلته والحاكم عليه الله فأنا الضامن لمن لا يهجس في قلبه إلا الرضا أن يدعو الله فيستجاب له

          تعليق


          • #6
            علمه
            قال الطبري : قال أبو جعفر : حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد البلوي ، قال : قال عمارة بن زيد المدني ، حدثني إبراهيم بن سعد ، ومحمد بن مسعر ، كلاهما عن محمد بن إسحاق صاحب المغازي ، عن عطاء بن يسار ، عن عبد الله بن عباس ، قال : مرت بالحسن بن علي بقرة ، فقال : هذه حبلى بعجلة أنثى ، لها غرة في جبهتها ، ورأس ذنبها أبيض . فانطلقنا مع القصاب حتى ذبحها فوجدنا العجلة كما وصف على صورتها ، فقلنا له : أو ليس الله عزوجل ( ويعلم ما في الأرحام ) فكيف علمت هذا ؟ فقال : إنا نعلم المكنون المخزون المكتوم ، الذي لم يطلع عليه ملك مقرب ولا نبي مرسل غير محمد وذريته

            تعليق


            • #7
              معجزاته
              قال الصفار القمي : حدثنا الهيثم النهدي ، عن إسماعيل بن مروان ، عن عبد الله الكناسي ، عن أبي عبد الله قال : خرج الحسن بن علي بن أبي طالب في بعض عمره ومعه رجل من ولد الزبير كان يقول بإمامته قال فنزلوا في منهل من تلك المناهل ، قال نزلوا تحت نخل يابس فقد يبس من العطش قال : ففرش للحسن تحت نخلة وللزبيري بحذائه تحت نخلة أخرى قال : فقال الزبيري : ورفع رأسه لو كان في هذا النخل رطب لأكلنا منه قال : فقال له الحسن : وإنك لتشتهي الرطب قال نعم فرفع الحسن يده إلى السماء فدعا بكلام لم يفهمه الزبيري فاخضرت النخلة ثم صارت إلى حالها وفارقت وحملت رطبا قال : فقال له الجمال الذي اكتروا منه ، سحر والله قال : فقال له الحسن : ويلك ليس بسحر ولكن دعوة ابن النبي مجابة قال : فصعدوا إلى النخلة حتى يصرموا مما كان فيها فأكفاهم .

              تعليق


              • #8
                إخراجه ثمانين ناقة من الأرض
                قال الطبري : قال أبو جعفر : حدثنا أبو محمد سفيان ، عن أبيه ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن منصور ، قال : رأيت الحسن بن علي بن أبي طالب وقد خرج مع قوم يستسقون ، فقال للناس : أيما أحب إليكم : المطر أم البرد أم اللؤلؤ ؟ فقالوا : يا بن رسول الله ، ما أحببت .
                فقال : على أن لا يأخذ أحد منكم لدنياه شيئا فأتاهم بالثلاث . ورأيناه يأخذ الكواكب من السماء ، ثم يرسلها ، فتطير كما تطير العصافير إلى مواضعها

                تعليق


                • #9
                  تواضعه عليه السلام

                  تواضعه واصفرار لونه عند الوضوء
                  إصفرار لونه عند الوضوء وقال أيضا : إن الحسن بن علي كان إذا توضأ إرتعدت مفاصله ، واصفر لونه ، فقيل له في ذلك فقال : حق على كل من وقف بين يدي رب العرش أن يصفر لونه وترتعد مفاصله .
                  تواضعه
                  روى ابن شهر آشوب : عن كتاب " الفنون " عن أحمد بن المؤدب " ونزهة الأبصار " ، عن ابن مهدي أنه مر الحسن بن علي على فقراء وقد وضعوا كسيرات على الأرض وهم قعود يلتقطونها ويأكلونها فقالوا له : هلم يا بن بنت رسول الله إلى الغداء ، قال : فنزل وقال : إن الله لا يحب المستكبرين ، وجعل يأكل معهم حتى اكتفوا والزاد على حاله ببركته ثم دعاهم إلى ضيافته وأطعمهم وكساهم

                  تعليق


                  • #10
                    قال الخوارزمي : أخبرنا الإمام سيف الدين أبو جعفر الجمحي كتابة ، أخبرنا الشيخ الإمام أبو الحسين زيد بن الحسن بن علي البيهقي ، أخبرنا السيد الإمام علي بن محمد الحسيني ، حدثنا السيد الإمام زين الإسلام أبو جعفر محمد بن جعفر بن علي الحسيني ، حدثنا السيد الإمام أبو طالب يحيى بن الحسين بن هارون الحسني ( رحمه الله ) ، أخبرنا محمد بن زيد الحسيني ، حدثنا الناصر للحق الحسن بن علي ، حدثنا بشر ابن عبد الوهاب ، حدثنا عبيد الله بن موسى ، حدثنا قطري الخشاب ، عن مدرك بن راشد ، قال : كنا في حيطان لابن عباس فجاء الحسن والحسين فطافا بالبستان فقال الحسن : أعندك غداء يا مدرك ؟ فقلت له : طعام الغلمان ، فجئته بخبز وملح جريش وطاقات بقل ، فأكل ثم جيء بطعامه وكان كثير الطعام طيبة فقال : يا مدرك إجمع غلمان البستان فجمعتهم فأكلوا ولم يأكل فقلت له في ذلك فقال : ذاك كان عندي أشهى من هذا ثم توضأ ثم جيء له بدابته فأمسك ابن عباس له بالركاب وسوى عليه ثم مضى فقلت لابن عباس : أنت أسن منهما أفتمسك لهما ؟ قال يا لكع أما تدري من هذان ؟ هذان ابنا رسول الله ، أو ليس مما أنعم الله علي أن أمسك لها وأسوي عليهما

                    تعليق


                    • #11
                      إسلام اليهودي على يده
                      روى الطريحي : عن الفخري ، أن النبي خرج من المدينة غازيا وأخذ معه عليا وبقي الحسن والحسين عند أمهما لأنهما صغيران فخرج الحسين ذات يوم من دار أمه يمشي في شوارع المدينة وكان عمره يومئذ ثلاث سنين فوقع بين نخيل وبساتين حول المدينة فجعل يسير في جوانبها ويتفرج في مضاربها فمر عليه يهودي يقال له صالح بن رقعة [ زمعة ] اليهودي فأخذه إلى بيته وأخفاه عن أمه حتى بلغ النهار إلى وقت العصر والحسين لم يتبين له أثر فقاد قلب فاطمة بالهم والحزن على ولدها الحسين ( عليه السلام ) فصارت تخرج من دارها إلى باب مسجد النبي ( صلى الله عليه وآله ) سبعين مرة فلم تر أحدا تبعثه في طلب الحسين ( عليه السلام ) . ثم أقبلت إلى ولدها الحسن ( عليه السلام ) وقالت له : يا مهجة قلبي وقرة عيني قم فاطلب أخاك الحسين فإن قلبي يحترق من فراقه . فقام الحسن وخرج من المدينة وأتى إلى دور حولها نخل كثير وجعل ينادي يا حسين بن علي يا قرة عين النبي أين أنت يا أخي ؟ قال فبينما الحسن ينادي إذ بدت له غزالة في تلك الساعة فألهم الله الحسن أن يسأل الغزالة فقال : يا ظبية هل رأيت أخي حسينا ؟ فأنطق الله الغزالة ببركات رسول ‹ صفحة 32 › الله ، وقالت : يا حسن يا نور عين المصطفى وسرور قلب المرتضى ويا مهجة فؤاد الزهراء إعلم أن أخاك أخذه صالح اليهودي وأخفاه في بيته ، فسار الحسن حتى أتى دار اليهودي فناداه فخرج صالح فقال له الحسن : إلي الحسين من دارك وسلمه إلي وإلا أقول لأمي تدعو عليك في أوقات السحر وتسأل ربها حتى لا يبقى على وجه الأرض يهودي ثم أقول لأبي يضرب بحسامه لجمعكم حتى يلحقكم بدار البوار ؛ وأقول لجدي يسأل الله سبحانه أن لا يدع يهوديا إلا وقد فارق روحه . فتحير صالح اليهودي من كلام الحسن ، وقال له : يا صبي من أمك ؟ فقال : أمي الزهراء بنت محمد المصطفى ، قلادة الصفوة ودرة صدف العصمة وعزة جمال العالم [ العلم ] والحكمة وهي نقطة دائرة المناقب والمفاخر ولمعة من أنوار المحامد والمآثر ، ثمرة طينة وجودها من تفاحة من تفاح الجنة وكتب الله في صحيفتها عتق عصاة الأمة ، وهي أم السادة النجباء وسيدة النساء البتول العذراء فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) . فقال اليهودي : أما أمك فعرفتها ، فمن أبوك ؟ فقال الحسن ( عليه السلام ) : إن أبي أسد الله الغالب علي بن أبي طالب الضارب بالسيفين والطاعن بالرمحين والمصلي مع النبي في القبلتين والمفدي نفسه لسيد الثقلين أبو الحسن والحسين . فقال صالح : يا صبي قد عرفت أباك فمن جدك ؟ فقال جدي درة من صف [ صدف ] الجليل ، وثمرة من شجرة إبراهيم الخليل ، الكوكب الدري والنور المضيء من مصباح التبجيل المعلقة في عرش الجليل سيد الكونين ورسول الثقلين ونظام الدارين وفخر العالمين ومقتدى الحرمين وإمام المشرقين والمغربين وجد السبطين أنا الحسن وأخي الحسين . ‹ صفحة 33 › قال : فلما فرغ الحسن من تعداد مناقبه انجلى صداه [ صدى ] الكفر عن قلب صالح وهملت عيناه بالدموع وجعل ينظر كالمتحير متعجبا من حسن منطقه وصغر سنه وجودة فهمه . ثم قال : يا ثمرة فؤاد المصطفى ويا نور عين المرتضى ويا سرور صدر الزهراء يا حسن أخبرني من قبل أن أسلم إليك أخاك عن أحكام دين الإسلام حتى أذعن لك وأنقاد إلى الإسلام ، ثم إن الحسن عرض عليه أحكام الإسلام وعرفه الحلال والحرام فأسلم صالح وأحسن الإسلام على يد الإمام وسلمه أخاه الحسين ثم نثر على رأسيهما طبقا من الذهب والفضة وتصدق به على الفقراء والمساكين ببركة الحسن والحسين ( عليهما السلام ) . ثم إن الحسن أخذ بيد أخيه الحسين وأتيا إلى أمهما ، فلما رأتهما اطمأن قلبها وزاد سرورها بولديها . قال : فلما كان اليوم الثاني أقبل صالح ومعه سبعون رجلا من رهطه وأقاربه وقد دخلوا جميعهم في الإسلام على يد الإمام ابن الإمام أخي الإمام عليهم أفضل الصلاة والسلام . ثم تقدم صالح إلى الباب باب الزهراء رافعا صوته بالثناء للسادة الأمناء وجعل يمرغ وجهه وشيبته على عتبة دار فاطمة وهو يقول : يا بنت محمد المصطفى عملت سوءا بابنك وآذيت ولدك وأنا على فعلي نادم فاصفحي عن ذنبي فأرسلت إليه فاطمة تقول يا صالح أما أنا فقد غفرت عنك من حقي ونصيبي وصفحت عما سوءتني به لكنهما ابناي وابنا علي المرتضى فاعتذر إليه مما آذيت ابنه . ‹ صفحة 34 › ثم إن صالحا انتظر عليا ، حتى أتى من سفره وعرض عليه حاله واعترف عنده بما جرى له وبكى بين يديه واعتذر مما أساء إليه فقال له : يا صالح أما أنا فقد رضيت عنك وصفحت عن ذنبك لكن هؤلاء ابناي وريحانتا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فامض إليه واعتذر مما أسأت بولده ، قال : فأتى صالح إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) باكيا حزينا وقال : يا سيد المرسلين أنت قد أرسلت رحمة للعالمين وإني قد أسأت وأخطأت وإني قد سرقت ولدك الحسين وأدخلته داري وأخفيته عن أخيه وأمه وقد سوءتهما في ذلك وأنا الآن قد فارقت الكفر ودخلت في دين الإسلام . فقال له النبي ( صلى الله عليه وآله ) : أما أنا فقد رضيت عنك وصفحت عن جرمك لكن يجب عليك أن تعتذر إلى الله وتستغفره مما أسأت به قرة عين الرسول ومهجة فؤاد البتول حتى يعفو الله عنك سبحانه . قال : فلم يزل صالح يستغفر ربه ويتوسل إليه ويتضرع بين يديه في أسحار الليل وأوقات الصلاة حتى نزل جبرائيل على النبي بأحسن التبجيل وهو يقول : يا محمد قد صفح الله عن جرم صالح حيث دخل في دين الإسلام على يد الإمام ابن الإمام عليهم أفضل الصلاة والسلام

                      تعليق


                      • #12
                        كلامه[FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]لابن ملجم[FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
                        قال[FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT]المجلسي : قال الشعبي . . . فلما جاؤوا به [ ابن ملجم ] أوقفوه بين يدي أمير[FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT]المؤمنين[FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]فلما نظر إليه الحسن[FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]قال له : يا ويلك يا لعين[FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT]يا عدو الله أنت قاتل أمير المؤمنين ومثكلنا إمام المسلمين هذا جزاؤه منك حيث آواك[FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT]وقربك وأدناك وآثرك على غيرك ؟ وهل كان بئس الإمام لك حتى جازيته هذا الجزاء يا شقي[FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT]؟ قال : فلم يتكلم بل دمعت عيناه ! فانكب الحسن[FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]على أبيه يقبله ، وقال له : هذا قاتلك يا أباه قد أمكن[FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT]الله منه ، فلم يجبه وكان نائما ، فكره أن يوقظه من نومه ، ثم التفت إلى ابن ملجم[FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT]وقال له : يا عدو الله هذا كان جزاؤه منك بوأك وأدناك وقربك وحباك وفضلك على غيرك ؟[FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT]هل كان بئس الإمام لك حتى جازيته بهذا الجزاء يا شقي الأشقياء ؟ فقال له الملعون[FONT='Times New Roman','serif'] : [/FONT]يا أبا محمد أفأنت تنقذ من في النار ؟ فعند ذلك ضجت الناس بالبكاء والنحيب ، فأمرهم[FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT]الحسن[FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]بالسكوت ، ثم التفت الحسن[FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]إلى الذي جاء به حذيفة[FONT='Times New Roman','serif'] ( [/FONT]رضي الله عنه ) ، فقال له : كيف ظفرت بعدو الله وأين لقيته ؟ فقال : يا مولاي إن[FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT]حديثي معه لعجيب ، وذلك إني كنت البارحة نائما في داري وزوجتي إلى جانبي وهي من[FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT]غطفان ، وأنا راقد وهي مستيقظة ، إذ سمعت هي الزعقة وناعيا ينعي أمير المؤمنين[FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]وهو يقول : " تهدمت والله[FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT]أركان الهدى وانطمست والله أعلام التقى ، قتل ابن عم محمد المصطفى ، قتل علي[FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT]المرتضى ، قتله أشقى الأشقياء[FONT='Times New Roman','serif'] " . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
                        فأيقظتني وقالت لي[FONT='Times New Roman','serif'] : [/FONT]أنت نائم وقد قتل إمامك علي بن أبي طالب ؟ ! فانتبهت من كلامها فزعا مرعوبا وقلت[FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT]لها : يا ويلك ما هذا الكلام رض الله فاك لعل الشيطان قد ألقى في سمعك هذا أو حلم[FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT]ألقي عليك ، يا ويلك إن أمير المؤمنين ليس لأحد من خلق الله تعالى قبله تبعة ولا[FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT]ظلامة ، وإنه لليتيم كالأب الرحيم ، وللأرملة كالزوج العطوف ، وبعد ذلك فمن ذا الذي[FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT]يقدر على قتل أمير المؤمنين وهو الأسد الضرغام والبطل الهمام والفارس القمقام ؟[FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT]فأكثرت علي وقالت : إني سمعت ما لم تسمع وعلمت ما لم تعلم . . . فقال الحسن[FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][ [/FONT]بعد الإتيان بابن ملجم إلى حضرته[FONT='Times New Roman','serif'] ] . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
                        الحمد لله[FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT]الذي نصر وليه وخذل عدوه ، ثم انكب الحسن[FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]على أبيه يقبله وقال[FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT]له : يا أباه هذا عدو الله وعدوك قد أمكن الله منه ، فلم يجبه وكان نائما ، فكره أن[FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT]يوقظه من نومه ، فرقد ساعة ثم فتح[FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]عينيه وهو يقول[FONT='Times New Roman','serif'] : [/FONT]إرفقوا بي يا ملائكة ربي فقال له الحسن[FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT][FONT='Times New Roman','serif']: [/FONT]هذا عدو الله[FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT]وعدوك ابن ملجم قد أمكن الله منه وقد حضر بين يديك قال : ففتح أمير المؤمنين[FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]عينيه ونظر إليه وهو مكتوف وسيفه معلق في عنقه ، فقال له[FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT]بضعف وانكسار صوت ورأفة ورحمة : يا هذا لقد جئت عظيما وارتكبت أمرا عظيما وخطبا[FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT]جسيما أبئس الإمام كنت لك حتى جازيتني بهذا الجزاء ؟ ألم أكن شفيقا عليك وآثرتك على[FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT]غيرك وأحسنت إليك وزدت في إعطائك ؟ ألم يكن يقال لي فيك كذا وكذا فخليت لك السبيل[FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT]ومنحتك عطائي وقد كنت أعلم أنك قاتلي لا محالة ؟ ولكن رجوت بذلك الاستظهار من الله[FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT]تعالى عليك يا لكع وعل أن ترجع عن غيك ، فغلبت عليك الشقاوة فقتلتني يا شقي[FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT]الأشقياء ، قال : فدمعت عينا ابن ملجم لعنه الله تعالى وقال : يا أمير المؤمنين[FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT]أفأنت تنقذ من في النار ؟ قال له : صدقت ثم التفت[FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]إلى ولده الحسن[FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]وقال له : إرفق يا ولدي بأسيرك وارحمه ، وأحسن إليه وأشفق[FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT]عليه ، ألا ترى إلى عينيه قد طارتا في أم رأسه ، وقلبه يرجف خوفا ورعبا وفزعا ،[FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT]فقال له الحسن[FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT][FONT='Times New Roman','serif']: [/FONT]يا أباه قد قتلك هذا اللعين الفاجر وأفجعنا فيك وأنت[FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT]تأمرنا بالرفق به ؟ ! فقال له : نعم يا بني نحن أهل بيت لا نزداد على الذنب إلينا[FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT]إلا كرما وعفوا[FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
                        التعديل الأخير تم بواسطة نصير الغائب; الساعة 22-01-2010, 05:47 PM.

                        تعليق

                        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                        حفظ-تلقائي
                        x

                        رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                        صورة التسجيل تحديث الصورة

                        اقرأ في منتديات يا حسين

                        تقليص

                        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                        أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
                        ردود 2
                        12 مشاهدات
                        0 معجبون
                        آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                        بواسطة ibrahim aly awaly
                         
                        يعمل...
                        X