إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

أبو بكر لم يكن مع النبي (ص) في الغار!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أبو بكر لم يكن مع النبي (ص) في الغار!

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    تاريخ الزيف.. وزيف التاريخ!
    حقائق حُرِّفت لتصبحِ غرائب، وأكاذيب زُيُنت لتكون ثوابت، وأحاديث محيِت وحُرقت، ونصوص غُيِّبت ودُفنِت، وعقائد استُبدلت، وأحكام ابتُدعت!
    ذلك ما جرى طوال ألف وأربعمائة عام، على يد أجهزة التحريف والتوزير التابعة للسلاطين والحكام! فكل ما يمكن أن يساعد على تثبيت المُلك؛ لم تتردد تلك الأجهزة في نسجه وصنعه وتدوينه، وكل ما يمكن أن يهدد استقرار النظام؛ لم تتردد تلك الأجهزة في محوه وإلغائه وتحريفه!
    منذ يوم السقيفة المشؤوم، بدأت مرحلة الكذب والخداع والتدليس، لإقصاء آل محمد (صلوات الله عليهم) عن مكانتهم الدينية بعدما تم إقصاؤهم عن وظيفتهم الشرعية في قيادة الأمة.
    إنهم لم يكتفوا بإبعاد أهل الوحي عن طريق سلطانهم، بل حاكوا المؤامرات لقتلهم والتخلص منهم! ثم لم يكتفوا بذلك أيضاً فعمدوا إلى الإنقاص من شأنهم والرفع من شأن أعدائهم!
    وهكذا صنعوا تاريخ الزيف المكتظ بالأباطيل والأكاذيب والملفقات، وهكذا اكتشفنا زيف التاريخ المجمل بالأساطير والأوهام والخرافات!
    وانطلى هذا التاريخ على الشعوب والأجيال، وغدت الأكاذيب مسلمات لا محيص عنها! فيما صارت الحقائق بدعا من القول لا صحة فيها!
    في ذلك التاريخ الزائف؛ رُمِيَ ولي الله الأعظم أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) بطعون شتى، فهو شارب الخمر الذي لم ينتهِ عنه حتى نزلت آية: (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى)! وهو الذي أغضب الزهراء (سلام الله عليها) حيث أراد الزواج عليها من ابنة أبي جهل فخرج النبي (ص) مغضباً وهو يقول: (فاطمة بضعة مني فمن أغضبها فقد أغضبني)!
    ولكن الزيف مآله إلى زوال، ففي تاريخ الحقيقة؛ أن الذي شرب الخمر وكان مولعاً به ليس إلا عمر بن الخطاب، والآية قد نزلت فيه! وأما الذي أغضب فاطمة (عليها السلام) فمعلوم من يكون؛ إنه أبو بكر بن أبي قحافة.. ومن غيره!
    هذه هي سمات تاريخ الزيف، التبديل والتحريف. تُلصِق مثالب القوم بأهل الطهر، وتُسلب فضائل أهل الطهر لتُلصق بالقوم!
    لذا فلا عجب - في ذلك التاريخ - إن أصبح لمدينة العلم أرض وحيطان وسقف ومفتاح، بعدما كانت تقتصر على باب واحد! وقف النبي (ص) ليقول: (أنا مدينة العلم وعلي بابها). فجاء أبو هريرة ليروي: (أنا مدينة العلم وأبو بكر أرضها وعمر حيطانها وعثمان سقفها وعلي بابها ومعاوية مفتاحها)!!
    ولا عجب إن أصبح للمسجد أكثر من باب مفتوح، بعدما كانت الأبواب تقتصر على باب واحد! أمر النبي (ص) أن تُسد جميع أبواب البيوت الملاصقة للمسجد والمطلة عليه، إذ لا يجوز أن يدخل المسجد جُنُب على غير طهارة، باستثناء علي وأهل بيته (عليهم الصلاة والسلام) لأنهم طاهرون مطهرون.. فيأتينا أمثال أبي هريرة ليروي أن النبي سد الأبواب إلا باب أبي بكر أو (خوخة) أبي بكر!
    وهكذا استُبدلت (كتاب الله وعترتي) بـ (كتاب الله وسنتي)! وهكذا استبدلت (أهل بيتي كالنجوم) بـ (صحابتي كالنجوم)! وهكذا استبدلت: (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة) بـ (أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة)! وهكذا استبدلت (عما عُرج بي إلى السماء رأيت مكتوباً على العرش لا إله إلا الله محمد رسول الله عليه ولي الله) بـ (.. رأيت مكتوباً على العرش لا إله إلا الله محمد رسول الله أبو بكر الصديق)!!
    دجل وخداع وكذب وتزوير!
    هذا ما أتانا من تاريخ السلاطين والحكام وخلفاء الجور الذين انقضوا على رسول الله وأهل بيته وأرادوا ليطفئوا نورهم.. ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون!
    مهما طال الزمان.. ستظهر الحقيقة يوماً، وسيكتشف المسلمون كيف خدعوا بالأساطير والخرافات، وكيف غُيِّبوا عن معرفة الحقائق بفعل الأنظمة والحكومات!
    لقد كان التاريخ بيد تلك الأنظمة، فمعاوية - لعنه لله - كان قد أمر جميع قصاصي ورواة نظامه بأن يروجوا بين الناس فضائل مختلقة مكذوبة لرفع شأن إبن عمه عثمان بن عفان! ولما وجد أن هذه (الفضائل) زادت عن حدها؛ أمر بأن يروجوا فضائل أبي بكر وعمر في مقابل أن ينتقصوا من قدر أبي تراب.. علي ((ع))!
    وحصل القصاصون على الدرهم والدينار، وحصلنا نحن المسلمون على تاريخهم الذي كتبوه لنا بيد من طمع ودجل! والله وحده العالم مقدار ما خسرناه من تراث الإسلام العظيم الذي لم يصلنا ولم نعرف عنه شيئاً، منذ أن بدأت حملة إحراقِ أحاديث رسول الله (ص) في العهد العُمَري، حتى زماننا هذا.
    لكن الذين حاولوا طمس الحقائق لن يهنئوا أبداً، فمهما طال الزمان فلابد للحقيقة أن تظهر يوماً ما، ولابد لها أن تتجلى أمام الناس كالشمس في رابعة النهار، حتى ولو استمر الزيف لقرون وعقود طوال وانطلى على عقول الأجيال.
    لقد كان قدراً مقداراً أن تقع عينا عالم محقق على عدد من النصوص التي أثارت علامات الاستفهام لديه، وقد كان توفيقاً إلهياً ذلك الذي جعله يندفع إلى دراستها والتمحيص حولها بما قاده إلى نتائج باهرة. وأخيراً فلقد كان إمداداً غيبياً ذلك الذي جعل هذا السر ينكشف بعد 1422 عاماً من التمويه المتواصل. ذلك على يدي العلامة الشيخ نجاح الطائي، أشهر المعاصرين المتخصصين في قراءة واستنطاق السير والتواريخ.
    (أبو بكر لم يكن مع الرسول في الغار)!
    هذه هي النتيجة التي توصل إليها الشيخ الطائي بعد بحث مضن جهيد في جميع مصادر أهل العامة، فطوى بذلك 1422 سنة من الكذب والاختلاق اللذان لفا تلك القضية وأخرجاها عن واقعها الحقيقي.
    (إنه أعظم توفيق إلهي حصل لي في حياتي إلى هذا اليوم).. هكذا وصف العلامة الطائي رحلته في سبر أغوار هذه القضية الشائكة والمعقدة في بحثه المتكامل، الذي خص (المنبر) به للنشر - حصراً - قبل طبعه في كتاب مستقل ستتبناه (هيئة خدام المهدي) عليه الصلاة والسلام بالتعاون مع (دار الهدى).
    بهدوء واضح وبرصانة علمية ناقش الطائي أكذوبة أن أبا بكر بن أبي قحافة هو من صحب رسول الله (ص) في هجرته المباركة من مكة إلى المدينة، والكلام الذي يقال من أنه قد لجأ مع النبي الأكرم (ص) في غار جبل ثور للاختباء من الكفرة الذين يلاحقونهما فأنزل الله تعالى هذه الآية الكريمة: (ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها).
    ورد الشيخ في بحثه المعمّق على جميع الاستدلالات التي يوردها أهل السنة في شأن حضور أبي بكر في الغار، معتمداً على كتبهم ومصادرهم الحديثية والسيرية، وعليه فقد كسر الشيخ جميع القواعد التي بُنيت على هذه الفرضية، والتي يحاول منها القوم إثبات أفضلية لأبي بكر تؤهله للخلافة وقيادة الأمة.
    ورغم أن القواعد التي بُنيت على تلك الفرضية لم تكن سليمة، إذ يظهر - عند التدقيق في اللفظ والسياق - أن الآية الكريمة هي في مقام الذم لا المدح لأن الرجل الذي كان مع النبي (ص) تلقى نهيا عن (حزنه) وهو ما ينبئ عن كونه ارتكب معصية، كما أن هذا الرجل حُرم من السكينة إذ اقتصر نزولها على النبي.. رغم ذلك إلا أن فقهاء العامة استماتوا في إثبات أن الآية تمدح أبا بكر وتجعل له مرتبة رفيعة رغم مخالفة هذه النتيجة لظاهر النص القرآني.
    ويأتي الإنجاز العلمي الباهر الذي حققه سماحة الشيخ الطائي في بحث هذه القضية ليبدد كل الأوهام التي ارتبطت بها وكل التفسيرات غير المنطقية التي التصقت بالآية الشريفة، التي ثبت أنها لم تنزل في أبي بكر لأنه - في الأصل - لم يهاجر مع النبي ولم يكن في الغار بل كان قد هاجر مع البقية إلى المدينة قبل مجيء الرسول (ص) إليها. وما دام قد ثبت ذلك فإن كل الامتيازات العقائدية التي منحها أهل العامة لأبي بكر - بناء على فرضية النزول - ستنتفي وسيتجرد هو منها تلقائياً.
    ويمثل هذا الإنجاز أيضاً تحولا جذرياً في رؤية التاريخ الإسلامي، تلك الرؤية التي كانت طوال 1400 عام بعين واحدة، واليوم بات بالإمكان أن تكتمل الرؤية بعينين.
    والأهم أنه - أي الإنجاز العلمي هذا - سيكون بحول الله وقوته موضع رضى مولانا رسول الله الأعظم (ص)الذي تجرأ عليه أرباب السير والحديث وأهل التدوين، فنسبوا إلى سيرته ما ليس منها في شيء، أملا في إضفاء هالة القداسة على الحكام.
    ومن المتوقع أن يكون لهذا الإنجاز شأن عظيم في إثارة الجو العلمي والحماسة العقائدية، خاصة في حال نشره مفصلاً في الكتاب المرتقب، فالبحث الذي تنشره (المنبر) في هذا العدد إنما يمثل خلاصة الكتاب بما يورث الاطمئنان إلى الحقيقة التاريخية. وفي الكتاب استدلالات وتفصيلات وتشعبات أكثر، فهو يقع في حوالي 300 صفحة من القطع الكبير. والمؤمل من جميع المؤمنين والمهتمين المساهمة في طباعة هذا السفر العظيم وتكثيره ليكون له الدور الأكبر في تصحيح الخطأ التاريخي الفادح وتوعية الجماهير الإسلامية بالحقيقة.
    وقبل أن نأتي بالقارئ إلى موضوع البحث؛ ننتهز هذه الفرصة لتقديم أسمى آيات الشكر والعرفان باسم رئاسة التحرير إلى سماحة العلامة الشيخ نجاح الطائي الذي خص (المنبر) بهذا البحث القديم رغم سعي عدد من المجلات ودور النشر اللبنانية الزميلة للحصول عليه، وإذ تعتز (المنبر) بالثقة التي منحها إياها سماحة الشيخ، فإنها تتوجه إلى الله تعالى سائلة أن يوفقها لأداء هذه المسؤولية العظيمة والدفاع عن الشريعة والآل الميامين الطاهرين (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين).
    ونترك السطور والصفحات التالية لقلم سماحة الشيخ الطائي:
    قبل البدء فإنني أهدي رحلتي هذه إلى رسول الله (ص) وإلى كل طلاب الحقيقة الساعين للوصول إلى الوقائع كما هي.
    فليفرح المخلصون بشتى أصنافهم في وصولنا جميعاً إلى قصة الغار الحقيقية دون زيادة ولا نقصان.
    لنطوي سوية 1422 هـ سنة من الكذب والاختلاق الذي لف تلك القضية وأخرجها عن صحتها وسيرتها الأصلية.
    والشكر لله تعالى على ما أسداه لنا وهدانا إليه في هذا الموضوع. فقد مضت 1420 سنة هجرية والمسلمون يقرؤون ما لفقه لهم الحكام وما كتبه لهم وعاظ السلاطين وأعوانهم. فاعتادت الأجيال الإسلامية على قراءة الأكاذيب المكتوبة عن الغار والهجرة فأصبح الخطأ فادحاً والأمر مريباً.
    ولقد نجح الحكام المستبدون في فرض الظلام على الشعوب فكانت السجون مكتظة بالأحرار والمقابر ملئى بالشهداء. وفي عالم الفكر أفلحوا في فرض تعتيم ثقافي على المسلمين في أغلب الحقبات التاريخية التي مرت على الشعوب. فكتبوا التاريخ كتابة ذاتية في مصلحتهم بعيداً عن الواقع والحقيقة.
    وهذا البحث يفنّد قضية حضور أبي بكر في الغار بشكل علمي استناداً لرواية صحيحة ومتواترة وشواهد وقرائن كثيرة.
    ويذكر بأن الأكاذيب كثيرة في موضوع ما يحوّل الحق إلى باطل ويحول الباطل إلى حق؛ فلقد كذب الأحبار على عيسى ((ع)) فصدق اليهود كلامهم فحاربوا عيسى ((ع)) وتآمروا على قتله، وإلى يومنا هذا هم يعتقدون بكذبه ودجله!
    وكذب نمرود على إبراهيم ((ع)) فحمل معظم الناس الحطب لإحراقه!
    وكذب قارون علي بني إسرائيل فأصبحوا في جانبه معارضين لموسى ((ع)) ووصيه يوشع، وبلغ الأمر درجة أن حاربت صفيراء بنت شعيب زوجة موسى ((ع)) وصي زوجها يوشع بن نون ((ع))!.
    ورجال الحزب القرشي حاولوا جهدهم حشر أبي بكر في قضية الغار والهجرة متشبثين بكل الوسائل الممكنة في هذا المجال. فانتشرت عشرات الأحاديث المختلقة بين الناس ووضعت الدولة عيداً كبيراً لهذه المناسبة.
    ولأن حبل الكذب قصير فقد تبين أن هذه الأكذوبة وضعت لمعارضة حادثة الغدير الواقعة في 18 ذي الحجة. فقد جعل رجال السياسة حادثة الغار في 26 ذي الحجة! في حين كانت واقعة الغار في شهر صفر!
    ويتعب المرء من كثرة أكاذيب قريش وأذنابها وقدرتهم الفنية العالية في هذا المجال. ويكفي أن تعلم أن دهاء قريش لا يلحقه دهاء في ذلك الوقت.
    واشتد هذا المكر بتلاحهم قريش واليهود فأصبح كعب الأحبار وهو شيطان اليهود واعظ المسجد النبوي في زمن عمر بن الخطاب واستمر في منصبه في زمن عثمان بن عفان.
    وإذا كان كعب اليهود معلماً للمسلمين يعلمهم دينهم فتصور ما يمكن أن يدخله في الدين من افتراءات وإسرائيليات لا حصر لها!
    وبلغ ذلك الدهاء قمته في تكفير السلطة للمسلم غير المعتقد بحضور أبي بكر في الغار! بينما قال الله تعالى في كتابه الشريف: (ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً).
    هذا في الوقت الذي لم يكفر فيه وعاظ السلاطين هؤلاء قتلة فاطمة بنت محمد (عليهما الصلاة والسلام)، ولم يكفروا قتلة الحسين ((ع)) ولم يكفروا المعتقدين بنقص القرآن!
    ولا يعلم إلا الله تعالى كم هي أعداد المسلمين الذين قتلوا لعدم إيمانهم بحضور أبي بكر في الغار. لأن الحكومات كانت تقتل المسلمين بأعذار شتى وتكتم الأسباب الحقيقية لسفكها الدماء. فلقد قتل الحجاج بن يوسف الثقفي مئة وعشرين ألفاً بحجج غير معروفة، وسجن ثلاثة وثلاثين ألفاً، وكان من جملة المقتولين على يديه الفقيه الزاهد سعيد بن جبير وتلميذ الإمام علي ((ع)) كميل بن زياد وعبد الرحمن بن أبي ليلى الذي أخذ القرآن من أمير المؤمنين ((ع)). فهل قُتِل هؤلاء لعدم إيمانهم بحضور أبي بكر في الغار والهجرة؟
    ومؤمن الطاق وكذلك هشام بن الحكم أعظم تلاميذ الإمام الصادق ((ع)) أطلقوا عليهما اسم الشيطان واتهموهما بأنهما يعتقدان بنقص القرآن، ذلك لأنهما ما كانا يعتقدان بصحبة أبي بكر للنبي محمد (ص) في الغار!
    لهذا يجب أن لا نستغرب إذا اكتشفنا الآن أن كل قضية هجرة وحضور أبي بكر في الغار ليس لها أساس من الصحة، وأنها قضية مختلقة ملفقة، بل أكذوبة، ذلك لأنها تصطدم بالحقائق الموضوعية والروايات التاريخية، ونحن سنناقشها ونعرضها نقدياً كي تتضح الصورة للجميع.
    إن ما هو منتشر بشكل خاطئ بين المسلمين في شأن هذا الموضوع، أن النبي (ص)خرج من بيته ليلة الهجرة وقد أنام عليا ((ع)) في مكانه، وقد كان خروجه إعجازياً لأن مشركي قريش الذين كانوا يحوطون داره لم يروه بعدما قرأ الآيات: (وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون...) فعموا عن مشاهدته. ثم توجه (ص) إلى بيت أبي بكر بن أبي قحافة، وهناك انتظر إلى الصباح ثم خرج هو وأبو بكر للهجرة بصحبه أحد أدلاء الطرق ويدعى عبد الله بن أريقط بن بكر، وبدلاً من أن يسلك إبن بكر بهما طريق الشمال حيث يثرب (المدينة المنورة) فإنه سلك بهما طريق الجنوب، أي جنوب مكة، تمويهاً للكفار الذين كانوا يريدون القضاء على خاتم الأنبياء (ص) ورسالته السماوية. إلا أن الكفار فطنوا إلى ذلك من خلال دليل آخر هو كرز بن علقمة الخزاعي، الذي تتبع آثار أقدام النبي (ص) وقارنها بقدم جده إبراهيم ((ع))، فوصلوا أخيراً إلى جبل (ثور) حيث كان النبي (ص) وأبو بكر في غاره مختبئين، وعندما وصلوا هناك بدأ أبو بكر يرتجب وكان حزيناً وخائفاً، فنهاه النبي (ص)عن ذلك بقوله له: (لا تحزن إن الله معنا). وقد جاءت في تلك اللحظات حمامة وباضت بيضة أمام الغار، ثم جاء عنكبوت من العناكب فنسج خيوطه على الغار أيضاً، الأمر الذي جعل كفار قريش ينصرفون لاعتقادهم أنه مادامت الخيوط العنكبوتية موجودة وكذلك البيضة فإن أحداً لم يدخل في هذا الغار. وكذبوا بذلك دليلهم كرز بن علقمة رغم تأكيده مراراً على أن النبي موجود في هذا الغار. وبقي النبي (ص) مع أبي بكر في هذا الغار ثلاثة أيام انتظاراً لهدوء حملات الملاحقة ضده، وطوال تلك الفترة كانت أسماء بنت أبي بكر هي التي تأتي بالطعام من مكة إلى الغار لتقديمه إلى رسول الله وإلى أبيها. بعد ذلك تحرك النبي (ص) نحو المدينة بصحبة دليله عبد الله بن أريقط بن بكر، ووصل إليها واستقبله المسلمون مبتهجين فرحين.
    هذه هي محصلة ما يتناقله المسلمون في شأن قضية غار جبل ثور، وهي محطة لعبت فيها السياسة بألاعيبها، ونحن هنا سنبرهن إن شاء الله على بطلان كثير من تفاصيل هذه الرواية بناء على مصادر أهل السنة، كقضية كون أبي بكر مع النبي في الهجرة وفي الغار، وكقضية أن أسماء بنت أبي بكر هي التي كانت تغذي الرسول وتهيئ له الطعام وتوصله إليه، وكقضية أن الحمامة قد باضت والعنكبوت قد نسج خيوطه وما شاكل ذلك من أمور عارية عن الصحة، والتي شابت هذه الحادثة التاريخية العظيمة عن طريق الإسرائيليات.

    ( 1 ) - أول ما يجب أن نعلمه أن النبي (ص) قد اعتمد أسلوب السرية التامة في أمر هجرته تلك الليلة، خاصة بعدما أمر بهجرة جميع المسلمين إلى المدينة، وأبقى عليا ((ع)) لأنه وصيه والقائم مقامه في تأدية حقوق وأمانات الناس المودعة عنده.
    وكان لابد من اعتماد أسلوب السرية لأن كفار قريش كانوا يحيكون المؤامرات للحيلولة دون وصول النبي (ص) إلى يثرب، حيث سيقود من هناك الدولة التي ستحطم ملكهم وسلطانهم وتقضي على جبروتهم.
    لذا فإن أحداً لم يكن عالماً بخروج النبي في تلك الليلة سوى أهل بيته المقربين، علي وفاطمة ((ع))، وأم هانئ بنت أبي طالب ((ع)).
    ومصادر أهل السنة متفقة على أن أبا بكر لم يكن عالماً بخروج النبي في تلك الليلة، بل فوجئ بمسألة الهجرة صباحاً فطلب منه أن صحبه، فقبل النبي (ص). [تفسير القرطبي: ج 3 ص 21، تاريخ الطبري: ج 2 ص 102، البحر المحيط لأبي حيان: ج 2 ص 118].
    إن هذه السرية تتناقض مع الرواية المنقولة، والتي تقول بأن النبي قد خرج من بيت أبي بكر نهاراً وأمام مرأى من المسلمين كلهم! [تاريخ الطبري: ج 2 ص 100].
    فكيف يحرص النبي على إنجاح مشروع الهجرة وهو يعرض نفسه للقتل هكذا أمام الكفار، ويمشي أمامهم في النهار في طريقه إلى خارج مكة؟! وكيف يمكن ذلك وقد كان الكفار يطلبونه ويلاحقونه في أي مكان وقد كانوا ليلتها قد أحاطوا بداره متقلدين سيوفهم عزماً على قتله! إن هذا يعني الانتحار! وهذا يضع علامة استفهام كبيرة على مسألة توجه النبي إلى بيت أبي بكر وانطلاقه من هناك صباحاً.
    لقد كان من حرص النبي (ص)على إنجاح الهجرة والتستر عن أعين المجرمين، أن طلب من المسلمين القليلين المتبقين في مكة عدم الهجرة في تلك الليلة التي سيهاجر فيها، مخفياً عنهم سبب طلبه. وكان من حرصه أن اختار وقت الهجرة ليلاً وفي نهاية شهر صفر لئلا يكون في السماء ضوء القمر فينكشف في الطرقات.
    فبالنظر إلى هذه الحيطة والسرية الكاملتين؛ هل من المعقول أن يخرج النبي (ص) صباحاً وأمام أعين المشركين؟! بالطبع لا.. لذا فما دامت الرواية تقول أنه قد خرج صباحاً من بيت أبي بكر فإنها تسقط تلقائياً.

    ( 2 ) - إن الرواية تتقاطع مع روايات أخرى، قد تبدو مضحكة بعض الشيء، حيث يُذكر أن النبي (ص) خرج من بيته متوجهاً مباشرة إلى غار ثور، وفي تلك الأثناء ذهب أبو بكر إلى بيته فلم يجده، فسأل عليا ((ع)) فأخبره الإمام بأن النبي في طريقه إلى خارج مكة، فانطلق أبو بكر ليلحق بالنبي وقد كان يحمل جرساً معه، فعندما أدركه ظن النبي أن أبا بكر من المشركين فأسرع في المشي حتى يبتعد عنه، ولكن الله جعل شسع نعله ينقطع فانطلق إبهام رسول الله (ص) بالحجر وسالت منه الدماء، الأمر الذي أدى إلى توقف الرسول عن المسير اضطراراً، وعندئذ وصل أبو بكر إليه فاجتمع معاً وسارا خارج مكة! [تاريخ الطبري: ج2 ص 102].
    إن هذه الرواية توضح جانباً من الكذب والبهتان، فكيف يمكن أن يدخل أبو بكر بيت رسول الله والحال أن البيت محاصر من قبل المشركين في تلك الليلة العصيبة ولم يكن يسمح لأي أحد بالخروج أو الدخول؟! وكيف له أن يسأل عليا ((ع)) وهذا معناه كشف الخطة النبوية لأنه سيتبين لدى المشركين أن هذا النائم ليس محمدا بل علي؟!
    ثم كيف استطاع أبو بكر أن يعرف الزقاق الذي مر فيه رسول الله (ص)؟! وكيف تمكن من تشخيص ورؤية النبي في ذلك الليل الدامس؟!
    أما قضية فلق الإبهام وانقطاع شسع النعل فربما نحن لسنا بحاجة إلى الرد عليها! فليس مجرد دم يسير خارج من إبهام رسول الله (ص) بجاعل إياه يتوقف عن إكمال مسيرته تجاه المدينة وتهديد مشروع الإسلام كله للخطر كون أحد المشركين يتعقبه.. لقد أُدمي النبي من رأسه إلى أخمص قدميه في رحلته لدعوة أهل الطائف إلى الإسلام عندما رموه (لعنهم الله) بالأحجار، ولكنه لم يتوقف عن أداء مهمته تلك، فكيف يتخلى عن أداء أعظم المهمات بهذه السهولة؟!
    إن هذه من الأراجيف الواضحة التي تحاول أن تصور أن لأبي بكر منزلة كبيرة عند السماء حتى يجبر الله نبيه على التوقف بإيذائه وإسالة الدم منه!
    إن هذا التناقض يثير علامة استفهام أخرى، فهل ذهب النبي إلى بيت أبي بكر ومن هناك اصطحبه معه، أم توجه مباشرة إلى خارج مكة وفي الطريق أدركه أبو بكر؟! أيهما نأخذ؟!
    .. إذا تعارضتا تساقطتا.

    ( 3 ) - هناك شيء غريب في الرواية المزعومة، إذ تذكر أن أسماء بنت أبي بكر كانت موجودة في بيت أبيها عندما وصل النبي (ص)إليه، وأنه استراح فيه قليلاً ثم أخذ أبا بكر معه، ومن بعد ذلك كانت أسماء تأخذ إليهما الطعام في الغار...
    الغرابة هي في: كيف يمكن أن تكون أسماء في مكانين يبعد كل منهما عن الآخر آلاف آلاف الأميال في الوقت نفسه؟!
    إن التاريخ يقول أن أسماء بنت أبي بكر كانت في تلك الفترة مع زوجها الزبير بن العوام في الحبشة!! [الثقات لابن حبان: ج 3 ص 23].
    إن هذا يدلل على أن (صناعة حكومية) وراء قصة صحبة أبي بكر للنبي (ص) في تلك الهجرة المباركة.

    ( 4 ) - هناك سؤال منطقي آخر هو: كيف يتوجه النبي (ص) إلى بيت أبي بكر الذي كان يحوي المشركين؟! ألا يفترض به أن لا يتوجه إلى ذلك البيت بالذات حتى لا يكشفه أحد من هؤلاء المشركين؟!
    إن بيت أبي بكر كان يضم كلاً من: ابنيه عبد العزى وعبد الله، وابنته عائشة، وأمهم أم رومان (نملة بنت عبد العزى) بالإضافة إلى أبيه أبي قحافة.
    وتنص الروايات على أن عبد العزى بن أبي بكر كان: (كافراً عنيداً محارباً للإسلام)! [تاريخ إبن عساكر: ج 13 ص 280].
    وكذلك تنص على أن أم رومان كانت كافرة، وقد طلقها أبو بكر بعد هجرته إلى المدينة عند نزول آية: (ولا تمسكوا بعصم الكوافر..)! وكذلك تنص على أن أبا قحافة - والد أبي بكر - كان كافراً أيضاً! [شرح النهج: ج 13 ص 268].
    فهل يعقل أن يتوجه النبي إلى هذا البيت في هذه الليلة الخطيرة التي خططت فيها قريش لقتله ووأد حركة الهجرة؟! هل يعقل أن يلجأ النبي إلى الذين يحاربونه ويرصدونه؟! هل يعقل أن يتكلم في ذلك البيت عن الهجرة ويأخذ أبا بكر معه ولا يفترض أن أهله المشركين الموجودين في ذلك البيت سوف يكشفون الموضوع لرؤوس الكفر في قريش؟!
    إن هذا يدلل على أن النبي لا يمكن أن يكون قد ذهب إلى بيت أبي بكر إطلاقاً. خاصة وأن عبد العزى بن أبي بكر كان من جملة الذين جندتهم قريش لملاحقة النبي (ص).

    ( 5 ) - لقد أجمعت الروايات على أن النبي (ص) قد توجه من بيته إلى الغار وحيداً فريداً، وهذا أصل وجوهر الحادثة.[ مسند أحمد: ج 1 ص 331، المستدرك: ج 3 ص 133، فتح الباري: ج 7 ص 8، سنن النسائي: ج 5 ص 113، شواهد التنزيل: ج 1 ص 135].
    والروايات الملفقة تقول بأن أبا بكر صحب النبي (ص)في طريقه إلى الغار، ولكن ذلك يتناقض بشكل صارخ مع حقائق تاريخية ثابتة.
    فعندما أخذ المشركون معهم دليلهم كرزبن علقمة الخزاعي لتتبع مسير رسول الله (ص) والقبض عليه، رأى كرز آثار قدمي النبي فقال: (هذه قدم محمد المشابهة للقدم التي في المقام) ويقصد بها قدم إبراهيم الخليل ((ع)) في مقامه قرب الكعبة. [الإصابة: ج 5 ص 436، من له رواية في مسند أحمد لمحمد بن علي بن حمزة: ص 360، فتوح البلدان للبلاذري: ج 1 ص 64].
    ومادام كرز لم يذكر مشاهدته لآثار قدمي أبي بكر، فإن الإشكال على صحبته للنبي في هجرته يتعاظم ويكبر.
    والمثير أن عبد العزى بن أبي بكر كان من بين مجموعة المشركين الذين كانوا يلاحقون النبي (ص)[طالع ترجمة عبد الرحمن عبد العزى بن أبي بكر في تاريخ إبن عساكر وأسد الغابة].
    وذلك يعني أن عبد العزى الذي هو إبن أبي بكر نفسه، لم يتعرف على قدم أبيه، كما لم يتعرف عليها الدليل كرز الخزاعي. وهذا مما يزيد من الإشكال ويدلل على أن أبا بكر لم يصحب النبي أصلاً في تلك الرحلة.


    يتبع ....

  • #2
    يتبع


    ..........................

    ( 6 ) - إن الرسول الأعظم (ص) لم يؤثر عنه أي قول أو نص يثبت فيه وجود أبي بكر معه في الغار، ولو كان كذلك لحصل أبو بكر على منقبة عظيمة يستحق بها المديح والإطراء النبوي بينما لم نلحظ ذلك. أي لم نسمع بحديث يقول فيه النبي عن أبي بكر: (هو صاحبي في الغار) مثلاً بل على العكس من ذلك سمعنا النبي (ص) يذمه في كثير من المواطن، فعندما تقدم أبو بكر للزواج من فاطمة (عليها السلام) رفضه، وعندما تقدم عمر رفضه أيضاً، ولكن عندما تقدم أمير المؤمنين ((ع)) وافق النبي (ص) وقال له: (أنت لست بدجال) في تعريض واضح منه (ص) بأبي بكر وعمر. [مجمع الزوائد: ج 9 ص 204، طبقات إبن سعد: ج 8 ص 12، الإصابة: ج 1 ص 374].
    ولو كان أبو بكر حاضراً مع رسول الله (ص) في الغار، وقد نزلت فيه تلك الآية، لما عرض به النبي (ص).
    يضاف إلى ذلك أن معظم الروايات المنقولة عن صحبة أبي بكر للنبي في الغار، منقولة على لسان عائشة وأبي هريرة وأنس بن مالك وعبد الله بن عمر، وهؤلاء مشكوك في روايتهم لأنهم من المحسوبين على أبي بكر نفسه.
    في المقابل لم نجد أحداً من معارضي أبي بكر، كسعد بن عبادة والزبير بن العوام والحباب بن المنذر ومالك بن نويرة وغيرهم من الصحابة، يقر بحضوره الغار، إذ لو كانوا يقرون بذلك لما عارضوا حكمه وتمردوا عليه ورفضوا مبايعته بدعوى أنه (أبو فصيل) أي الذي لا فضائل له أو لقومه.

    ( 7 ) - جاء في كتاب البداية والنهاية لابن كثير الأموي عن إبن جرير الطبري ما يؤيد هجرة رسول الله (ص) إلى غار ثور وحده، فخاف إبن كثير من هذه الرواية الصحيحة الدالة على بطلان صحبة أبي بكر فارتجف قائلاً: (وهذا غريب جداً وخلاف المشهور من أنهما خرجا معاً)! [البداية والنهاية: ج3 ص 219، السيرة النبوية لابن كثير أيضاً: ج 2 ص 236].

    ( 8 ) - أجمعت الروايات على أن النبي (ص)خرج وحيداً إلى الغار، وهناك سأل الله تعالى أن يبعث إليه من يدله على الطريق، فكان أن التقى النبي بالدليل عبد الله بن أريقط بن بكر حيث تذكر الروايات أن النبي قال له: (يا إبن أريقط.. أأتمنك على دمي؟ فقال إبن بكر: إذا والله أحرسك وأحفظك ولا أدل عليك. فأين تريد يا محمد؟ فقال (ص): يثرب. قال إبن بكر: لأسلكن بك مسلكاً لا يهتدي فيها أحد). [المستدرك: ج 3 ص 133، فتح الباري: ج 7 ص 8، سنن النسائي: ج 5 ص 113، شواهد التنزيل: ج 1 ص 135].
    فما دام هذا هو الثابت، أي أن النبي خرج مع إبن بكر - وليس أبا بكر - من الغار متوجهاً إلى يثرب (المدينة المنورة)، ومادامت جميع الروايات تذكر أن أهل المدينة وكذلك الذين يسكنون ما بين المدينة ومكة، لم يشاهدوا سوى شخصين اثنين فقط [الطبقات الكبرى لابن سعد: ج 1 ص 230 ،سيرة إبن هاشم: ج 2 ص 100، عيون الأثر: ج 1 ص 248].
    فإن ذلك يعني أن أبا بكر لم يكن مع النبي (ص) في هجرته، لأن ذلك يتطلب أن يرى الناس ثلاثة أشخاص وليس شخصين فقط.
    وكما ذكرنا فإن الثابت هو خروج النبي مع دليله إبن بكر، لأنه بدونه لا يستطيع الاهتداء في طريقه إلى يثرب، فهو الخبير بالطرقات والمسالك.

    ( 9 ) - الروايات المختلقة التي تقول أن أبا بكر قد خرج مع النبي (ص) إلى الغار، تذكر أيضاً أن أسماء بنت أبي بكر تزودهما بالطعام طوال فترة مكوثهما في الغار والبالغة ثلاثة أيام.
    إن هذا أمر يتناقض مع العقل والمنطق، لأنه لو كان أبو بكر مهاجراً مع النبي فعلاً لكان من أيسر اليسير على مشركي قريش أن يتعقبوا ابنته التي تخرج كل يوم، ويتتبعوا خطواتها حتى يتوصلوا إلى مكان النبي (ص). خاصة وأن عبد العزى بن أبي بكر وهو أخ أسماء ويسكن معها في البيت نفسه، كان من الذين يلاحقون النبي (ص)، فكان سهلاً عليه ملاحظة أخته وهي خارجة كل يوم حاملة معها الطعام والزاد.
    على أننا أثبتنا سابقاً أن أسماء لم تكن في مكة أصلاً، إذ كانت مع زوجها الزبير في الحبشة، ضمن مجموعة المسلمين الذين لجؤوا إلى هناك.
    وهذا التخبط والتضارب يسقط أكذوبة وجود أبي بكر مع النبي (ص) في الغار، وينفي هجرته معه، بل يؤكد أنه قد هاجر مع بقية المسلمين في المجموعة الأولى المتوجهة إلى المدينة. خاصة إذا ما أدركنا أن أبا بكر كان ملازماً دائماً لعمر بن الخطاب في حله وترحاله، وقد ثبت في السير أن إبن الخطاب قد هاجر إلى المدينة قبل هجرة النبي (ص) إليها.

    ( 10 ) - جاء في أصح كتب أهل العامة ما يثبت حقيقة أنه لم تنزل آية واحدة في القرآن تمدح أبا بكر أو أهله، فقد ورد عن عائشة في صحيح البخاري قولها: (لم ينزل فينا قرآن)! [صحيح البخاري: ج 6 ص 42، تاريخ إبن الأثير: ج 3 ص 199، الأغاني: ج 16 ص 90، البداية والنهاية: ج 8 ص 96 وغيرها كثير].
    وهنا فلنركز قليلاً: لقد ذكرت عائشة هذا أمام جميع الصحابة والمسلمين الأوائل، وقالت: لم ينزل فينا قرآن. ولو كانت آية: (ثاني اثنين..) نازلة في أبي بكر لما قالت هذا الكلام لأنها تنتقص بذلك أباها وتجرده من مزية واضحة في القرآن. أو على الأقل لرد عليها الصحابة الذين يفترض أنهم متيقنون من حضور أبي بكر في الغار، ولذكروها بالآية وبقضية هجرته مع النبي (ص).
    لكن شيئاً من هذا لم يحدث، وهو ما يثبت زيف أحاديث حضور أبي بكر في الغار، حتى تلك المسندة إلى عائشة منها. وهذا يوضح أن مسألة حضوره في الغار هي مسألة طارئة ولم تكن معروفة في صدر الإسلام.
    خاصة أننا إذا تتبعنا التاريخ فإننا لن نجد إشارات واضحة على لسان أبي بكر حول حضوره في الغار، وهجرته مع النبي (ص). مما يدعم كون القضية من اختلاقات السلطة لإثبات مزية لأبي بكر.

    ( 11 ) - كان يحيى بن معين من المشككين برواية حضور أبي بكر في الغار الواردة عن طريق أنس بن مالك. فكانت الشكوك تحوم حول ذلك الحديث بصور متعددة. [ سير أعلام النبلاء للذهبي: ج 10 ص 362، تهذيب الكمال للمزي: ص 29 ].
    وقد ذكر حديث الغار العباس بن الفضل الأزرق عن ثابت عن أنس، فقال فيه يحيى بن معين: (كذاب خبيث)! [تاريخ بغداد: ج 12 ص 133].
    وإذا نظرنا إلى رواة حديث الغار، نجدهم بين كذاب ومدلس وضعيف، فقد كان سليمان بن حرب يضعف حديث الغار الذي ذكره خالد بن خداش عن حماد بن زيد عن أيوب بن نافع عن إبن عمر. [سؤالات الآجري لأبي داود سليمان بن الأشعث: ج 1 ص 399].
    ولقد ازدادت الطعون في رواة الحديث المكذوب في حضور أبي بكر في الغار. [طالع تاريخ بغداد: ج 8 ص 302، تهذيب الكمال للمزي: ج 1 ص 314، تهذيب التهذيب لابن حجر: ج 1 ص 27، تاريخ دمشق: ج 5 ص 235، سير أعلام النبلاء: ج 12 ص 232، ميزان الاعتدال للذهبي: ج 1 ص 73 وغيرها]

    ( 12 ) - إن الذي كان حاضراً مع النبي (ص) في الغار، ليس سوى دليله إبن بكر، الذي التقى به النبي (ص) في اليوم الأول من هجرته ومكوثه في الغار، فطلب منه مساعدته، واستجاب الرجل للأمر النبوي.
    وقد ذكرت مصادر العامة أن إبن بكر كان مشركاً في ذلك الوقت! وهنا نضع علامة استفهام كبيرة، إذ لو كان إبن بكر مشركاً حقاً فما الداعي لأن يساعد رسول الله (ص)؟!
    إن هذا يكشف جزءاً من الحكمة النبوية، فلقد كان إبن بكر يمارس التقية، وكان يخفي إسلامه حتى يقوم بهذه المهمة العظيمة في حفظ رسول الإنسانية وإيصاله سالماً إلى المدينة. لقد كان إبن بكر معروفاً في أوساط كفار قريش بالكفر، وكان يتظاهر بعبادة الأوثان، حتى لا يشكوا فيه، خاصة أنه كان من أشهر الأدلاء على الطرق.
    إنه لم يرد في التاريخ أن النبي (ص) منح مكافأة لابن بكر، أو أنه كانت لديه مصلحة معينة معه، حتى نقول مثلاً أنه قد ساعد النبي في الهجرة لغرض دنيوي. فلابد لنا والحال هذه أن نقول بأن إبن بكر كان رجلاً مسلماً صالحاً قام بدوره بدافع من عقيدته.
    والذي يؤيد ذلك أنه مادام غائباً عن أذهان مشركي قريش أن إبن بكر مسلم ومن أتباع محمد (ص) ؛ فإنه لا يكون مراقباً من قبلهم، وبذا يمكنه أن يوصل الطعام والأخبار إلى النبي في الغار طوال فترة مكوثه فيه، والبالغة ثلاثة أيام حتى يهدأ ويسكن الطلب عليه. ثم يتوجه به إلى المدينة.
    والواضح أن إبن بكر في إحدى زياراته للنبي (ص) في الغار، تفاجأ بمجيء مشركي قريش ووصولهم إلى الغار عن طريق الاستدلال على آثار قدمي النبي (ص). وهنا حزن إبن بكر وخاف، فلجأ إلى الغار وطمأنه النبي (ص)، ثم انصرف المشركون بالإعجاز الإلهي ونزلت الآية.

    ( 13 ) - الظاهر أن الماكرين قد قاموا بتصحيف وتزوير كبيرين، ليوافق اسم (أبي بكر) اسم (إبن بكر). فقد غيروا اسم أبي بكر الحقيقي (عتيق) وجعلوه (عبد الله) ليوافق اسم (عبد الله) بن أريقط بن بكر. [مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر: ج 13 ص 35].
    وبهذا بقي التغيير بين (إبن بكر) و(أبي بكر) وهو سهل وبسيط، لأن الكتابة في السابق لم تكن منقوطة، لذا فإن اسم أبي بكر وكذلك إبن بكر يكتبان بالطريقة نفسها.
    ولهذا نظائر في التاريخ، فقد قام العباسيون بتصحيف اسم عباس بن نضلة الأنصاري، الصحابي الذي استشهد في معركة أحد، ليسرقوا فضائله ويلصقوها بالعباس بن عبد المطلب.

    ( 14 ) - إن الروايات التي تذكر هجرة أبي بكر مع خاتم الأنبياء (ص) هي روايات إسرائيلية، لأنها تشتمل على بعض التفاصيل الواضح اتصالها باليهود وتراثهم.
    من تلك القضايا، أن حمامة قد جاءت وباضت بيضة أمام الغار، وأن عنكبوتاً قد جاء ونسج خيوطه على فتحة الغار، الأمر الذي جعل المشركين يتوهمون عدم وجود أحد فيه.
    وهذا الأمر مناقض للعقل وللصحيح من الروايات، لأن غار ثور - كما شاهدناه - هو غار صغير لا تتعدى مساحته مترين مربعين فقط، فمن غير الممكن أن يحجب أي شيء الرؤية إلى داخله، فلو وقف أي شخص أمام فتحة الغار لشاهد كل ما فيه بشكل واضح جداً، لأنه غار صغير، ويضاف إلى ذلك أن هناك فتحة أخرى جانبية في الغار، الأمر الذي يجعل الضوء ينفذ ويضيء الغار بأكمله مما يسهل الرؤية. لذا فلا معنى لخيوط عنكبوت ولبيضة حمامة، فالرؤية واضحة تماماً.
    والحقيقة أنهم قد جاؤوا برواية العنكبوت من سيرة النبي داود ((ع)) في كتب اليهود، حيث نسج العنكبوت خيوطه على غار داود ((ع)) عندما لاحقه جالوت بغرض قتله. [تفسير القرطبي: ج13 ص 346].
    والصحيح أن المشركين عندما وصلوا إلى الغار عميت أبصارهم ولم يتمكنوا من مشاهدة أي أحد داخل الغار، كما حصل عندما مر النبي (ص)أمام أعينهم في خروجه من بيته في مكة المكرمة.
    قال أبو الطفيل عامر بن واثلة عن أبيه: (كنت أطلب النبي فيمن يطلبه وهو في الغار، فنظرت فيه فلم أرَ أحداً). ونظر القرشيون في الغار أيضاً فلم يشاهدوا أحداً. [الإصابة: ج 7 ص 194].
    إن هذا يؤكد أن المشركين قد عميت أبصارهم عن مشاهدة رسول الله (ص)، وكذلك صاحبه ودليله عبد الله بن بكر.

    ( 15 ) - نجد في التاريخ أن أعاظم أصحاب الأئمة (صلوات الله عليهم) قد اتهموا بعدم اعتقادهم بوجود آية (ثاني اثنين إذ هما في الغار...) ضمن القرآن لأنهم لا يعتقدون بنزول آية واحدة في حق أبي بكر!
    قال إبن حجر نقلاً عن الحافظ: (أخبرني النظام وبشر بن خالد قالا: قلنا لمحمد بن جعفر الرافضي المعروف بشيطان الطاق: ويحك! أما استحييت لما قلت: إن الله لم يقل قط في القرآن: (ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا)؟!
    قال: فضحك طويلاً حتى خجلنا نحن وكنا نحن الذين قلنا ذلك). [لسان الميزان لابن حجر: ج 5 ص 108].
    إن مؤمن الطاق من أعظم تلاميذ الإمام الصادق ((ع)) ولا يمكن أن يخرج عن اعتقاده، والواضح أن اتهامه بها الاتهام الخطير مرده إلى عدم اعتقاده بنزول أية آية في شأن أبي بكر، مما يعني أن آية (ثاني اثنين...) عنده نزلت في رجل آخر، وهو إبن بكر. ولذا وجدنا خصومه يشنعون عليه عندما رأوه ينفي نزول قرآن في حق أبي بكر.
    والتهمة نفسها اتُّهِم بها هشام بن الحكم، الذي كان يقول بعدم نزول قرآن في شأن أبي بكر، وبذلك رموه بنقص القرآن لأنهم ربطوا آية الغار بأبي بكر غصباً! فيكون عندهم الذي لا يعتقد بنزول آيات في أبي بكر كمن يعتقد بنقص القرآن!

    ( 16 ) - كان العلماء والمثقفون والحكام من التابعين المنتشرين في شرق الأرض ومغربها عارفين بعدم صحبة أبي بكر للنبي (ص)في الغار والهجرة،ومن هؤلاء محمد بن المهدي مؤسس الدولة الفاطمية الذي كان يكذب حضور أبي بكر في الغار وهجرته مع الرسول (ص). [سير أعلام النبلاء للذهبي: ج 12 ص 133].
    ومحمد بن المهدي من العلماء الأشراف المنحدرين من نسل رسول الله (ص) وقد هاجر من الكوفة إلى شمال أفريقيا حيث مكنه الله تعالى من تأسيس أقوى دولة إسلامية في أفريقيا ثم ازدادت عظمة بعد سيطرتها على شبه جزيرة العرب والشام ومصر متخذة من القاهرة عاصمة لها.
    إن مما هو بيّنٌ أن قصة هجرة النبي (ص) مع أبي بكر وحضوره وإياه في الغار هي من اختلاقات الأنظمة الحاكمة، ولقد شرحنا في كتابنا الذي سيصدر قريباً إن شاء الله تعالى كيفية ترسيخ الحكومات تاريخياً لهذه القصة في أذهان الناس، فقد قامت السلطة بحرق جميع الأحاديث الواردة عن رسول الله (ص) لطمس كثير من الحقائق ومن بينها حقيقة أن الذي هاجر مع النبي هو دليله إبن بكر، وليس أبا بكر.
    وما دام ذلك قد حصل فإنه يسهل الترويج لأية أكذوبة لأنه ما من مصدر يرجع إليه المسلمون للتأكد من صحة هذا الحديث. وقد استمرت سياسة التعتيم على الأحاديث النبوية حتى أيام عمر بن عبد العزيز الأموي، أي بعد عشرات السنين من حادثة الإحراق والمنع من تدوين السنة النبوية الشريفة.
    ومثلما اختلق الأمويون رواية أن لرسول الله (ص) ابنتان قد زوجهما من عثمان بن عفان، مستفيدين من كونهما من ربيبات خديجة أم المؤمنين (عليها السلام)،كذلك فقد عمد رجال السقيفة ومن تبعهم من الأمويين إلى تزوير حادثة الغار وإلصاق أبي بكر بها زورا، مستفيدين من شخصية إبن بكر الذي هاجر مع النبي فعلاً. كما قام العباسيون بالاستفادة من شخصية العباس بن نضلة الأنصاري وسرقة فضائله لجدهم العباس بن عبد المطلب.
    وبعد التوفيق الإلهي لنا في التوصل لهذه الحقائق العظيمة لنا أن ننفض غبار الأكاذيب عن السيرة النبوية العظيمة.
    والوصول إلى الواقع نعمة ربانية عظيمة لنا بعد 1420 سنة من الجهل المطبق على هذه الحادثة.
    والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.


    تعليق


    • #3

      تفاسير الشيعة تشهد ان ابوبكر الصديق صاحبه في الغار


      { إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ ٱللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ ٱثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي ٱلْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلسُّفْلَىٰ وَكَلِمَةُ ٱللَّهِ هِيَ ٱلْعُلْيَا وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }

      تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ)
      المعنى: ثم أعلمهم الله سبحانه أنهم إن تركوا نصرة رسوله لم يضرُّه ذلك شيئاً كما لم يضره قلة ناصريه حين كان بمكة وهمَّ به الكفار فتولّى الله نصره فقال { إلا تنصروه فقد نصره الله } معناه إن لم تنصروا النبي صلى الله عليه وسلم على قتال العدوّ فقد فعل الله به النصر { إذ أخرجه الذين كفروا } من مكة فخرج يريد المدينة { ثاني اثنين } يعني أنه كان هو وأبو بكر { إذ هما في الغار } ليس معهما ثالث أي وهو أحد اثنين ومعناه فقد نصره الله منفرداً من كل شيء إلا من أبي بكر والغار الثقب العظيم في الجبل وأراد به هنا غار ثور وهو جبل بمكة.



      * تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ)

      قرأ يعقوب وحده { وكلمة الله هي العليا } بالنصب على تقدير وجعل كلمة الله هي العليا ومن رفع استأنف، وهو أبلغ لأنه يفيد أن كلمة الله العليا على كل حال. وهذا ايضاً زجر آخر وتهديد لمن خاطبه في الاية الاولى بانهم إن لم ينصروا النبي صلى الله عليه وآله ولم يقاتلوا معه ولم يجاهدوا عدوه { فقد نصره الله } أي قد فعل الله به النصر حين اخرجه الكفار من مكة { ثاني اثنين }. وهو نصب على الحال اي هو ومعه آخر، وهو ابو بكر في وقت كونهما في الغار من حيث { قال لصاحبه } يعني ابا بكر { لا تحزن } اي لا تخف. ولا تجزع { إن الله معنا } أي ينصرنا. والنصرة على ضربين: احدهما - يكون نعمة على من ينصره. والآخر - لا يكون كذلك، فنصرة المؤمنين تكون إحساناً من الناصر إلى نفسه لأن ذلك طاعة لله ولم تكن نعمة على النبي صلى الله عليه وآله. والثاني - من ينصر غيره لينفعه بما تدعوا اليه الحكمة كان ذلك نعمة عليه مثل نصرة الله لنبيه صلى الله عليه وآله.


      تفسير الميزان في تفسير القرآن/ الطبطبائي (ت 1401 هـ)

      قوله تعالى: { إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار } ثاني اثنين أي أحدهما، والغار الثقبة العظيمة في الجبل، والمراد به غار جبل ثور قرب منى وهو غير غار حراء الذي ربما كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يأوي إليه قبل البعثة للأخبار المستفيضة، والمراد بصاحبه هو أبو بكر للنقل القطعي.


      تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ)

      { (40) إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ } إن تركتم نصرته فسينصره الله كما نصره { إذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِىَ اثْنَيْنِ } لم يكن معه إلاّ رجل واحد { إذْ هُمَا فِي الغَارِ } غار ثور وهو جبل في يمنى مكة على مسيرة ساعة { إذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ } وهو أبو بكر { لاَ تَحْزَنْ } لا تخف { إنَّ اللهَ مَعَنَا } بالعصمة والمعونة.
      في الكافي عن الباقر عليه السلام أن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم أقبل يقول لأبي بكر في الغار اسكن فانّ الله معنا وقد أخذته الرّعدة وهو لا يسكن فلمّا رأى رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم حاله قال له تريد أن أريك أصحابي من الأنصار في مجالسهم يتحدّثون وأريك جعفراً وأصحابه في البحر يغوصون قال نعم فمسحَ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم بيده على وجهه فنظر إلى الأنصار يتحدّثون ونظر إلى جعفر وأصحابه في البحر يغوصون فأضمر تلك الساعة أنّه ساحر { فَأنْزَلَ اللهُ سَكِينَتهُ } أمنته التي تسكن إليها القلوب { علَيْهِ }.


      تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ)
      { إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ ٱللَّهُ } تذكيرٌ لهم بنصرته له (ص) حين لم يكن له معاون حتّى يتحقّق عندهم نصرته بدونهم استمالةً لقلوبهم { إِذْ أَخْرَجَهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } حين شاوروا فى امره بالاجلاء والحبس والقتل فى دار النّدوة كما سبق { ثَانِيَ ٱثْنَيْنِ } يعنى لم يكن معه الا رجلٌ واحدٌ وهو ابو بكرٍ { إِذْ هُمَا فِي ٱلْغَارِ } غار ثورٍ وهو جبل فى يمنى مكّة على مسيرة ساعةٍ { إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ } والاتيان بالمضارع للاشارة الى انّه كرّر هذا القول لعدم سكونه عن اضطرابه { إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَا } ومن كان معه لا يغلب فلا تحزن من اطّلاع الاعداء وغلبتهم، روى عن الباقر (ع) انّ رسول الله (ص) اقبل يقول لابى بكر فى الغار: اسكن فانّ الله معنا وقد أخذته الرّعدة ولا يسكن فلمّا رأى رسول الله (ص) حاله قال له: اتريد ان اريك اصحابى من الانصار فى مجالسهم يتحدّثون؟ واريك جعفراً واصحابه فى البحر يغوصون؟ - قال: نعم فمسح رسول الله (ص) بيده على وجهه فنظر الى الانصار يتحدّثون، والى جعفرٍ واصحابه فى البحر يغوصون، فأضمر تلك السّاعة انّه ساحر { فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ } السّكينة كما فى الخبر ريح تفوح من الجنّة لها وجه كوجه الانسان، وهى كما مضى قبيل هذا وفى سورة البقرة على ما حقّقها الصّوفيّة صورة ملكوتيّة ملكيّة آلهيّة تظهر بصورة احبّ الاشياء على صدر السّالك الى الله وأحبّ الاشياء الى السّالك هو شيخه المرشد ووليّه القائد، وتسمّى عندهم بالسّكينة والفكر والحضور وهى السّلطان النّصير والطمأنينة واليها أشير بقوله تعالى


      ولو كان كذلك لحصل أبو بكر على منقبة عظيمة يستحق بها المديح والإطراء




      قل لعمائك الذين اثبتوا صحبته
      ولكنهم انكروا فضله






      تعليق


      • #4
        رد على ناصر الحقاني

        السلام .....

        تقول أن في قضية الغار مناقب لأبي بكر، سوف أنزل هذا البحث لشيخ المفيد ولا يرتاب قارئ هذا المقال ، في أن ما رآه الشيخ المفيد في المنام ، من هذا القبيل ، حيث نجد فيه بحثا علميا شيقا ، متكامل المقدمات ، حكاه الشيخ على أنه ‹ صفحة 4 › وقع له حالة المنام . والمسألة تبحث عن دلالة " آية الغار " على ما يدعيه العامة من فضل أبي بكر ابن أبي قحافة ، حيث كان مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الغار ، عند نزول تلك الآية . وقد فضل الشيخ المفيد أوجه الاستدلال الذي ذكروها على مرادهم ، ثم بدأ يردها واحدا واحدا . وهذا المنام يدل على اختزان محتواه في ذهن الشيخ المفيد ، وتركزه فيه بحيث لم يفارقه في يقظة ولا منام كما أنه يحتوي على ما هو لازم من عناصر القوة في الاستدلال ، و ضرورات إكمال البحث من النقوض والأجوبة ، والشواهد القرآنية والحديثية و حتى الاستشهاد بالشعر على إثبات المعاني اللغوية ، بما يقضي بالعجب ، ولا تبقى معه حاجة إلى البحث عن حجية الرؤيا !

        قال : رأيت في النوم ( 1 ) كأني قد اجتزت في بعض الطرق ، فرأيت حلقة دائرة فيها ناس كثير . فقلت : ما هذا ؟ قالوا ( 2 ) : هذه حلقة فيها رجل يقص . فقلت : من هو ؟ قالوا : عمر بن الخطاب . ففرقت ( 3 ) الناس ، ودخلت الحلقة ، فإذا برجل يتكلم على الناس بشئ لم أحصله ، فقطعت عليه الكلام ( 4 ) ، وقلت : أيها الشيخ أخبرني ( 5 ) ، ما وجه الدلالة على فضل صاحبك [ أبي بكر ( 6 ) عتيق بن أبي قحافة في قول الله تعالى : ( ثاني اثنين إذ هما في الغار ) ( 7 ) ؟ . فقال : وجه الدلالة على فضل أبي بكر من هذه ( 8 ) في ستة مواضع : الأول : أن الله تعالى ذكر النبي ( 9 ) صلى الله عليه وآله ، وذكر ‹ صفحة 25 › أبا بكر ( 1 ) ، فجعله ثانيه ، فقال : " ثاني اثنين " . الثاني : أنه وصفهما بالاجتماع في مكان واحد لتأليفه ( 2 ) بينهما ، فقال : " إذ هما في الغار " . الثالث : أنه أضافه إليه بذكر الصحبة ، ليجمع بينهما فيما يقتضي الرتبة ، فقال : " إذ يقول لصاحبه " . الرابع : أنه أخبر عن شفقة النبي صلى الله عليه وآله عليه ( 3 ) ، ورفقه . به ، لموضعه عنده ، فقال : " لا تحزن " . الخامس : أنه ( 4 ) أخبره أن الله معهما على حد سواء ، ناصرا لهما ، ودافعا عنهما ، فقال : " إن الله معنا " . السادس : أنه أخبر عن نزول السكينة على أبي بكر ، لأن الرسول لم تفارقه السكينة قط ، فقال : " فأنزل الله سكينته عليه " . فهذه ستة مواضع تدل على فضل أبي بكر من آية الغار ، لا يمكنك ولا لغيرك الطعن فيها . فقلت له : لقد [ حررت كلامك ] ( 5 ) [ هذا ، واستقصيت البيان فيه ، وأتيت بما لا يقدر أحد أن يزيد عليه ] ( 6 ) في الاحتجاج ( 7 ) ، غير أني بعون الله وتوفيقه ، سأجعل ما أتيت به كرماد اشتدت به الريح في يوم ‹ صفحة 26 › عاصف . أما قولك : أن الله تعالى ذكره وذكر النبي صلى الله عليه وآله وجعل أبا بكر ثانيه ( 1 ) ، فهو إخبار عن العدد ، ولعمري لقد كانا اثنين ، [ فما في ذلك من الفضل ؟ ] ، ( 2 ) ، ونحن نعلم ضرورة أن مؤمنا وكافرا اثنان ، [ كما نعلم أن مؤمنا ومؤمنا اثنان ] ( 3 ) ، فما أرى لك في ذكر العدد طائلا [ تعتد به ] ( 4 ) . وأما قولك : أنه وصفهما بالاجتماع في المكان ، فإنه كالأول ، لأن المكان [ يجمع المؤمنين والكفار ] ( 5 ) ، وأيضا فإن مسجد النبي صلى الله عليه وآله أشرف من الغار ، وقد جمع المؤمنين والمنافقين والكفار ، وفي ذلك قول الله تعالى : ( فما للذين كفروا قبلك مهطعين عن اليمين وعن الشمال عزين ) ( 6 ) . وأيضا فإن سفينة نوح قد جمعت النبي ، والشيطان ، والبهيمة ، [ والإنسان ( 7 ) . فالمكان ] ( 8 ) لا يدل على ما ادعيت ( 9 ) من الفضيلة ( 10 ) فبطل ‹ صفحة 27 › فضلان . وأما قولك : أنه أضافه إليه بذكر الصحبة ، فإنه أضعف من الفضلين الأولين ، لأن الصحبة تجمع المؤمن والكافر ، والدليل على ذلك قول الله عز وجل : ( إذ قال لصاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ، ثم من نطفة ، ثم سواك رجلا " ( 1 ) . وأيضا فإن اسم الصحبة يقع ( 2 ) بين العاقل ولين البهيمة ، والدليل على ذلك من كلام العرب الذي نزل القرآن بلسانهم ، فقال الله تعالى : ( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ) ( 3 ) وقد سموا الحمار صاحبا فقالوا : إن الحمار مع الحمار مطية * فإذا خلوت به فبئس الصاحب ( 4 ) وأيضا فقد سموا السيف ( 5 ) صاحبا ، [ فقالوا في ذلك ] ( 6 ) جاورت هندا وذاك اجتنابي ( 7 ) ومعي صاحب كتوم اللسان ‹ صفحة 28 › يعني السيف . فإذا كان اسم الصحبة يقع بين المؤمن والكافر ، وبين العاقل وبين ( 1 ) البهيمة ، وبين الحيوان والجماد ، فأي حجة لصاحبك ؟ ! وأما قولك : أنه قال " لا تحزن " فإنه ( 2 ) وبال عليه ، ومنقصة ( 3 ) ودليل على خطئه ، لأن قوله : " لا تحزن " نهي ، وصورة النهي قول القائل : ( لا تفعل ) . فلا يخلو [ أن يكون ] ( 4 ) الحزن وقع ( 5 ) من أبي بكر [ على أحد وجهين : إما ] ( 6 ) طاعة أو معصية ، فإن كان طاعة فالنبي لا ينهى [ عنها ، فدل على أنه ] ( 7 ) معصية . [ فإن انتهى وإلا فقد شهدت الآية بعصيانه بدليل أنه نهاه ] ( 8 ) . وأما قولك أنه قال له : ( إن الله معنا ) فإن النبي صلى الله عليه وآله أخبر ( 9 ) أن الله معه خاصة ، وعبر عن نفسه بلفظ الجمع [ فقال : " معنا " كما عبر الله تعالى عن نفسه بلفظ الجمع ] ( 10 ) فقال : ( إنا نحن نزلنا الذكر ‹ صفحة 29 › وإنا له لحافظون " ( 1 ) . وقد قيل [ أيضا في هذا ] ( 2 ) : أن أبا بكر قال : يا رسول الله حزني على أخيك علي بن أبي طالب ما كان منه . فقال له النبي : ( لا تحزن إن الله معنا ) . أي : معي ومع أخي علي ابن أبي طالب . وأما قولك أن السكينة نزلت على أبي بكر فإنه [ كفر بحت ] ( 3 ) ، لأن الذي نزلت عليه السكينة هو الذي أيده بالجنود كذا يشهد ظاهر القرآن في قوله تعالى : ( فأنزل سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها ) ( 4 ) فإن ( 5 ) كان أبو بكر هو صاحب السكينة فهو ( 6 ) صاحب الجنود ، وهذا ( 7 ) إخراج النبي عليه السلام من النبوة ، على أن هذا الموضع لو كتمته على صاحبك كان خيرا له ، لأن الله تعالى أنزل السكينة على النبي عليه السلام في موضعين ، وكان معه قوم مؤمنون ، فشركهم فيها ، فقال في موضع ( 8 ) : ( ثم أنزل سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها ) ( 9 ) . [ وفي موضع آخر ] ( 10 ) : ( فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى " ( 11 ) . ‹ صفحة 30 › ولما كان في [ هذا اليوم ] ( 1 ) خصه وحده بالسكينة ، فقال : ( فأنزل سكينته عليه ) . فلو كان معه في الموضع مؤمن لشركه معه في السكينة ، كما شركه من قبله ( 2 ) من المؤمنين ، فدل بإخراجه ( 3 ) من السكينة على خروجه من الإيمان . [ قال الشيخ المفيد رحمه الله ] ( 4 ) فلم يحر [ عمر بن الخطاب ] ( 5 ) جوابا ، وتفرق الناس ، واستيقظت ( 6 ) .

        الهامش:
        ( 1 ) وروى الشيخ أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في كتاب الاحتجاج 2 : 499 الحديث عن الشيخ أبي علي الحسن بن محمد الرقي ، أخبر به بالرملة في شوال من سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة عن الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان رحمه الله أنه قال : رأيت في المنام سنة من السنن كأني قد اجتزت . إلى آخره وسوف نرمز إلى موارد اختلاف روايته بالحرف " ج " . وعنوان أبو الفتح محمد بن علي بن عثمان الكراجكي في كنزه 2 : 48 الخبر المذكور قائلا : منام ذكر أن الشيخ المفيد أبا عبد الله محمد بن محمد بن النعمان رضي الله عنه رآه وأملاه على أصحابه " . بلغ أن شيخنا المفيد رضوان الله عليه قال : رأيت في النوم . إلى آخره . وسوف نرمز إلى موارد الاختلاف أيضا بالحرف " ك " . وذكر ابن عبد ربه الأندلسي في العقد الفريد 5 : 355 - 356 نحو ما سيأتي في احتجاج المأمون على الفقهاء في فضل علي عليه السلام فلاحظ . ‹ هامش ص 24 › ( 1 ) في " ج " المنام سنة من السنين . ( 2 ) في " ك " فقيل لي . ( 3 ) في " ك " فتقدمت ففرقت . ( 4 ) زيادة من " ج " . ( 5 ) زيادة من " ك و ج " . ( 6 ) ما بين المعقوفين ليس في " ك " . ( 7 ) التوبة : 41 . ( 8 ) في " ج " هذه الآية . ( 9 ) في " ك " نبيه . ‹ هامش ص 25 › ( 1 ) في " ك " أبا بكر معه . ( 2 ) في " ك " تأليفا . ( 3 ) زيادة من " ك و ج " . ( 4 ) في " ك " اعلامه أنه . ( 5 ) في " ج " حبرت بكلامك . ( 6 ) ما بين المعقوفين ساقط من " ج " . ( 7 ) في " ك و ج " الاحتجاج لصاحبك عليه . ‹ هامش ص 26 › ( 1 ) في " ك " ثانيه فليس في ذلك فضيلة . ( 2 ) ليس في " ك " . ( 3 ) زيادة من " ك و ج " . ( 4 ) في " ك و ج " تعتمده . ( 5 ) في " ك " يجتمع فيه المؤمنون والكفار ، كما يجتمع العدد للمؤمنين والكفار . وفي " ج " يجمع المؤمن والكافر كما يجمع العدد المؤمنين والكفار . ( 6 ) المعارج : 37 . ( 7 ) في " ج " الكلب . ( 8 ) في " ك " فبان لك أن الاجتماع بالمكان . ( 9 ) في " ج " أوجبت . ( 10 ) في " ك " الفضل . ‹ هامش ص 27 › ( 1 ) الكهف : 35 . ( 2 ) في " ك " تكون . وفي " ج " تطلق . ( 3 ) إبراهيم : 4 . ( 4 ) البيت من قصيدة قالها . هكذا في " الأصل " . 51 ) في " ك و ج " الجماد مع الحي . ( 6 ) في " ك " قال الشاعر ، وفي " ج " قالوا ذلك في السيف شعرا . ( 7 ) في " ك و ج " زرت . ‹ هامش ص 28 › ( 1 ) ليس في " ك و ج " . ( 2 ) في " ك " فإن ذلك . ( 3 ) في " ك و ج " منقصة له . ( 4 ) ما بين المعقوفين ليس في " ك " . ( 5 ) في " ك " الواقع . ( 6 ) في " ك " من أن يكون . ( 7 ) في " ك و ج " عن الطاعات ، بل يأمر بها ويدعو إليها ، وإن كان . ( 8 ) في " ك " فقد صح وقوعها منه ، وتوجه النهي عنها وشهدت الآيات أنه ولم يرد دليلا على امتثاله للنهي وانزجاره . وفي " ج " فقد نهاه النبي صلى الله عليه وآله عنها ، وقد شهدت الآية بعصيانه بدليل أنه نهاه . ( 9 ) في " ك " اعلمه . ( 10 ) ما بين المعقوفين ليس في " ك و ج " . ‹ هامش ص 29 › ( 1 ) الحجر : 9 . ( 2 ) ليس في " ك " . ( 3 ) في " ج " فإنه ترك للظاهر . وفي " ك " كفر . ( 4 ) التوبة : 41 . ( 5 ) في " ك " فلو . ( 6 ) في " ك " لكان هو . ( 7 ) في " ك و ج " وفي هذا . ( 8 ) في " ك " أحدهما . وفي " ج " أحد الموضعين . ( 9 ) التوبة : 27 . ( 10 ) في " ك و ج " وقال في الموضع الآخر . ( 11 ) الفتح : 26 . ‹ هامش ص 30 › ( 1 ) في " ك " يوم الغار ، وفي " ج " هذا الموضع . ( 2 ) في " ك " كان معه . وفي " ج " كما شرك من ذكرنا قبل هذا . ( 3 ) في " ك و ج " إخراجه . ( 4 ) ما بين المعقوفين زيادة من " ك " . ( 5 ) ما بين المعقوفين زيادة من " ك " . ( 6 ) في " ج " واستيقظت من نومي .

        تم المنام ولله الحمد والمنة ، وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله .

        تعليق


        • #5
          ها عيل منو اللي كان مع النبي صلى الله عليه وسلم

          تعليق


          • #6

            انت تناقض نفسم بنفسك

            في اول الكلام تقول


            (أبو بكر لم يكن مع الرسول في الغار)!
            ثم تستدل بعدم وجوده وتقول

            إن الرسول الأعظم (ص) لم يؤثر عنه أي قول أو نص يثبت فيه وجود أبي بكر معه في الغار، ولو كان كذلك لحصل أبو بكر على منقبة عظيمة يستحق بها المديح والإطراء النبوي

            اي ان الصحبة تعتبر فضيلة عظيمة!!!!

            ثم تنقل قول صاحبكم ان الصحبة للرسول في الغار ليس فيها فضائل!!!!


            ارحم عقولنا قليلا!!!!




            تعليق


            • #7
              بسم الله
              يا صاحب الموضوع
              ارحمونا بقى
              دي المرة ال100 التي نرد فيها على هذه الأطروحات التافهة ...
              هنا في المنتدى أكثر من موضوع رددنا فيه وبالتفصيل على هذا الطائي اللي مش عاجبه علماء مذهبه وطلعهم كلهم مش بيفهوما وهما الواحد فيهم يزنه علما 1000 مرة ...
              كفاية ارجوك ...
              أين المشرف من الموضوع المكرر.؟

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة البريكي

                انت تناقض نفسم بنفسك

                في اول الكلام تقول



                ثم تستدل بعدم وجوده وتقول



                اي ان الصحبة تعتبر فضيلة عظيمة!!!!

                ثم تنقل قول صاحبكم ان الصحبة للرسول في الغار ليس فيها فضائل!!!!



                ارحم عقولنا قليلا!!!!






                كيف لرد الفضائل لديك، تكون موضع إثبات
                فأنا قلت ما قلتم: أنه كان في الغار فحصل على مرتبة
                و بينت عدم كونه في الغار
                ثم ذهبت إلى أنه لو ثبت وجوده في الغار
                فإن كل ما نسب له من فضائل ليست موضع حجة
                و اليوم قد علمت بدليل جديد أضيفه على اللائحة:

                يحدثنا التاريخ أنّ المسلمين حينما هاجروا الى المدينة ، وكان النبي (ص) بعد لم يهاجر ، كان يصلي بالمسلمين سالم مولى ابي حذيفة في منطقة العصبة وهي موضع بقباء .
                والسبب في تقدمه على وجوه المهاجرين الاولين انه كان أقرأهم ، والحال انه عبد ومولى لابي حذيفة .
                وهذه الحادثة اثبتها اهل السير في مصنفاتهم ، ورواها البخاري في صحيحه حيث قال :
                حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا أنس ابن عياض عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال لما قدم المهاجرون الأولون العصبة موضع بقباء قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤمهم سالم مولى أبى حذيفة وكان أكثرهم قرآنا .))
                صحيح البخاري ج 1 ص 170 كتاب الاذان / باب اهل العلم والفضل احق بالامامة


                ثم نأتي ونسأل البخاري ونقول : من هم الذين كانوا يصلون خلف سالم مولى ابي حذيفة في هذه الفترة ( قبل قدوم النبي (ص) الى المدينة )
                سيجيبنا البخاري ويقول : أنّ ابن عمر روى انّ ابو بكر وعمر و... و.... كانوا يصلون خلف سالم في هذه الفترة حيث قال :
                حدثنا عثمان بن صالح حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني ابن جريج ان نافعا أخبره ان ابن عمر رضي الله عنهما أخبره قال كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الأولين وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد قباء فيهم أبو بكر وعمر وأبو سلمة وزيد وعامر بن ربيعة .
                صحيح البخاري ج 8 - ص 115 كتاب الأحكام / باب استقضاء الموالي واستعمالهم
                . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

                والذي يظهر من النقلين انهما رواية واحدة بدليل أنّ كليهما مرويان عن ابن عمر ، والراوي عنه في كلتا الروايتين هو نافع
                والظاهر ان البخاري قطعهما جزئين ليفرقها على الأبواب ، كما هي عادته من تجزيء الرواية الى عدة اجزاء .

                فالسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو : كيف رويتم هذا والحال أنّ ابو بكر كان مع النبي (ص) في الغار في تلك الفترة ؟

                الجواب : هنا اضطرب شراح البخاري ورواة الاحاديث ، واصابهم الهول والفزع من رواية ابن عمر ، وعدوه من المشكلات !!!
                فالعيني يذهب الى أنّ هذا صحيح على طبق رواية ابن عمر !!!
                والبيهقي والعسقلاني ذهبوا الى التأويل بـ : لعلّ ويحتمل !!!
                واليك اقوالهم :

                - قال العيني في عمدة القاري ج 24 ص 254
                (( فإن قلت : عد أبي بكر ، رضي الله تعالى عنه في هؤلاء مشكل جدا لأنه إنما هاجر في صحبة النبي ؟
                قلت : لا إشكال إلا على قول ابن عمر إنّ ذلك كان قبل مقدم النبي .))

                - وقال البيهقي في السنن الكبرى ج3 ص89 باب امامة المولى / بعد أن ذكر الروايتين قال :
                ((قال الشيخ كذا قال في هذا وفيما قبله وفيهم أبو بكر وعمر ولعله في وقت آخر فإنه إنما قدم أبو بكر رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم ويحتمل أن تكون إمامته إياهم قبل قدومه وبعده وقول الراوي وفيهم أبو بكر أراد بعد قدومه والله أعلم .))
                . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

                وقال العسقلاني في فتح الباري ج 13 - ص 147 بعد أن شرح الرواية قال :
                (( والجواب عن استشكال عد أبي بكر الصديق فيهم لأنه انما هاجر صحبة النبي صلى الله عليه وسلم وقد وقع في حديث ابن عمر ان ذلك كان قبل مقدم النبي صلى الله عليه وسلم
                وذكرت جواب البيهقي بأنه يحتمل ان يكون سالم استمر يؤمهم بعد أن تحول النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ونزل بدار أبي أيوب قبل بناء مسجده بها فيحتمل ان يقال فكان أبو بكر يصلي خلفه إذا جاء إلى قباء .))
                . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

                إذن : فلا إشكال على طبق رواية ابن عمر أنّ أبي بكر لم يكن مع النبي (ص) في الغار ، وإنما كان في المدينة يصلي خلف سالم مولى أبي حذيفة .

                والذي أجاب به البيهقي تفصّياً عن هذا الاشكال بإجابتين :

                الإجابة الأولى : لعلّ صلاة أبي بكر خلف سالم كانت في وقت آخر ، وليس قبل قدوم النبي (ص) ، وانما بعد قدومه من مكة ؟

                ويشكل على هذا الجواب :
                أولاً : انه احتمال واجابة بـ " لعل " وهو مخالف لظاهر الرواية من أنّ صلاة سالم بهم كانت قبل قدوم النبي (ص) من مكة ، وهذا يعني انه كان في المدينة مع المهاجرين ، ولم يكن مع النبي (ص) في الغار .
                ثانياً : ماهو الدليل على انّ سالم استمر بهم في الصلاة بعد قدوم النبي (ص) إلى المدينة ؟
                بل الدليل على خلافه ، فقد ذكر المؤرخون أنّ صلاة سالم بهم كانت قبل قدوم النبي (ص) الى المدينة .
                - وقد ذكر ابن عبد البر في الإستيعاب ج2 ص68 : ان سالم كان يؤم المهاجرين بقباء ، فيهم عمر قبل قدوم رسول الله (ص) المدينة .

                - وروى ابن سعد في الطبقات الكبرى ج 3 ص 87 - 88
                قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أفلح بن سعيد عن أبي كعب القرظي قال كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين بقباء فيهم عمر بن الخطاب قبل أن يقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم
                قال أخبرنا أنس بن عياض و عبد الله بن نمير عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر أن المهاجرين الأولين لما قدموا من مكة إلى المدينة نزلوا بالعصبة إلى جنب قباء فأفهم سالم مولى أبي حذيفة لأنه كان أكثرهم قرآنا
                قال عبد الله بن نمير في حديثه فيهم عمر بن الخطاب وأبو سلمة بن عبد الأسد ))
                والملاحظ أنّ صاحب الطبقات وتبعه ابن عبد البر حذفا اسم ابو بكر من الرواية .

                الإجابة الثانية : يحتمل أن تكون إمامته إياهم قبل قدومه وبعده وقول الراوي وفيهم أبو بكر أراد بعد قدومه والله أعلم؟

                ويشكل على هذا الجواب :
                أولا : أنّ الرواية صريحة في أنّ صلاة سالم بهم كانت قبل قدوم النبي (ص) .
                ونطالب بالدليل على ان سالم صلى بهم ايضا بعد قدوم النبي (ص) الى المدينة ؟ وقد ذكرنا أنّ الدليل على خلافه .
                اذ من المعلوم أنّ النبي (ص) كان يأمر بعض الصحابة للصلاة نيابة عنه فيما اذا كانت هناك حالة اضطرار كسفرٍ ومرضٍ
                فهنا نسأل : ماهو الاضطرار الذي ادى بسالم أن يصلي بالمسلمين بعد قدوم النبي (ص) الى المدينة ؟
                هل هو السفر ؟ والحال أنّ النبي (ص) في المدينة .
                ام هو المرض ؟ والحال أنه لم يذكر المؤرخون أنّ النبي (ص) مرض بعد وصوله الى المدينة مباشرة .
                مع الالتفات انّ النبي (ص) كان مهتماً بصلاة الجماعة اهتماماً بالغاً لانظير له ، بحيث أنه في مرض وفاته ( روحي فداه ) قام ــ ورجلاه تخطان الأرض وهو متوكئٌ على علي (ع) والعباس ــ وصلى بالمسلمين في المسجد وخطب فيهم ــ كما هو مذكور في الصحاح ــ

                ثانياً : لو صحّ أن صلاة ابي بكر خلف سالم كانت بعد قدوم النبي (ص) من مكة ، فهذا معناه أن النبي (ص) كان حاضراً في المدينة ، فكيف تقدم سالم على النبي (ص) في صلاته !!
                وهل يحتمل أن يكون النبي (ص) صلى خلف سالم ، ولو صلى النبي (ص) خلف سالم لكانت منقبة عظيمة له ذكرها المؤرخون ، ولايوجد عينٌ ولا اثرٌ لها .
                ولو احتملنا أنّ النبي (ص) امر المسلمين أن يصلوا خلف سالم ويقتدوا به لوصل الينا ذلك ، والحال أنه لاعين ولا أثر له .
                ثم لماذا لم يأمر النبي (ص) ابو بكر بالصلاة بهم مع انه اكثر فضلاً من سالم !!!
                . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

                إنْ تمّ هذا الدليل وغيرها من الادلة فبها ونعمت ، واما إن لم يتم فلا اقل من التعارض بين الروايات ثم التساقط .


                فيبقى حادثة دخول ابو بكر مع النبي (ص) دون دليل ، ويبقى الشك يحوم حول هذه الحادثة ، خصوصاً أنّ الاقلام التي كانت تكتب كانت لصالح الدولة .

                تعليق


                • #9
                  ياه ألم يكفينا الصابر ختى تطلع لنا أنت من جديد ثم ألم يكن من الأفضل أن تأتي بالجديد فهذا الموضوع مازال مطروحًا للنقاش بل هناك موضوع آخر يثبت فيه أحد إخوتكم الشيعة بأن أبو بكر هو صاحب الغار لكنه لايعتبرذلك فضيلة المهم أنه يثبت ذلك فاتفقوا على كلمة واحدة وخاطبونا أم أن دعوة الإمام الحسين رضي الله عنه استجيبت فيكم إرحممممممممموووووووناااااااااااااااااااااا وإليك الرابط الذي هو مكرر عن موضوعك http://www.yahosein.org/vb/showthread.php?t=92357

                  وستجد فيه كم هائل من رواياتكم تثبث الصحبة في الغار ولا تقل لي أنت أيضًا لايهمك ما جاء به علماؤكم أم أنكمكلكم علماء
                  وإليك الرابط الذي يناقضكم
                  http://www.yahosein.org/vb/showthread.php?t=133185
                  فكفا مهزلة إثبتوا على كلام واحد ثم إليك ما وجدته في تفسير القرآن لمحمد حسين الطباطبائي المسمى الميزان في تفسير القرآن وهو واحد من بين مئات الأدلة ولقد جعلتها على شكل صورة حتى لاأتهم بالتزوير أو ما شابه



                  و رابطه إن لم تثق بي هو http://www.holyquran.net/cgi-bin/almizan.pl

                  فقط إرحمونا
                  يا أخي أحمد ما هذا الجهل كله والله يحضرني حديث لأحد الأئمة لكنني خفت أن أطرد لو استشهدت به بالرغم من أنه ثابت لديهم كان الله في عونكم أصبحت أفكر في المغادرة الطوعية
                  يا قنبرحيدر انتبه لتوقيعي في الأسفل أرجوك
                  التعديل الأخير تم بواسطة عابر سبيل فقط; الساعة 05-03-2010, 04:22 AM.

                  تعليق


                  • #10
                    وإليكم دليلاً مصورًا آخر وأحتسب اجري على الله وهومن تفسير الطوسي أحد أعلام الشيعة الإثنى عشرية واسم تفسيره للعلم التبيان الجامع لعلوم القرآن فإرحممممموننننننننننننننننا يا أتباع العلماء

                    إليكم الدليل المصور ولو هناك دليل بالصوت والصورة لأتيت به فإرحممممووووووووووناااااااااااا يا شيعة

                    تعليق


                    • #11
                      وإليكم دليلاً مصورًا آخر وهو من تفسيرعلامتكم الفيض الكاشاني المسمى بتفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي فإرحممممممممممممممموووووناااااا

                      فهل اكتفيتم أم أنع لاإعتبار بعلمائكم بل وفي هذا الدليل الأخير المسألة غير ذلك فهو عبارة عن قول لأحد الأئمة أم أنهم هم أيضًا لاإعتبار لقولهم إرحممممممونننننننناااااااا

                      تعليق


                      • #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة عابر سبيل فقط
                        وإليكم دليلاً مصورًا آخر وهو من تفسيرعلامتكم الفيض الكاشاني المسمى بتفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي فإرحممممممممممممممموووووناااااا

                        فهل اكتفيتم أم أنع لاإعتبار بعلمائكم بل وفي هذا الدليل الأخير المسألة غير ذلك فهو عبارة عن قول لأحد الأئمة أم أنهم هم أيضًا لاإعتبار لقولهم إرحممممممونننننننناااااااا

                        لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم،
                        كم مرة يتوجب على الفرد أن يكرر كلامه
                        أنا وضحت في المشاركة رقم : 8
                        أني في هذا الموضوع قد فتحت بحثين
                        الأول : الدلائل على أن أبو بكر لم يكن في الغر
                        و الثاني : أن لو ثبت كون أبو بكر في الغر فإنه لا يحصل على أي فضيلة
                        و قد وضعت بحث الشيخ المفيد في هذا المجال
                        و لكن لم أرى أي حرف يرد أي دليل من البحثين
                        و على الله المستعان

                        تعليق


                        • #13
                          يا سادة قد رددنا على هذه الأطروحات أكثر من مرة في المنتدى راجعوا المواضيع ولا تكرروا أنفسكم .

                          تعليق


                          • #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة كرار أحمد
                            يا سادة قد رددنا على هذه الأطروحات أكثر من مرة في المنتدى راجعوا المواضيع ولا تكرروا أنفسكم .
                            ضع الرابط يرحمك الله

                            تعليق


                            • #15
                              حالاً دقائق فقط ابحث عنه على الجهاز ...

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X