إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

معاويه العين حبيب عمر الخطاب

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • معاويه العين حبيب عمر الخطاب

    عمر بن الخطّاب والاَمويّون


    عقيب ما قدّمنا لا يمكننا إلاّ التصريح بدور الخليفة عمر بن الخطّاب في تحكيم فقه الاَمويّين؛ لاَنّه ثبّت مواطىَ أقدامهم بإمضائه إمارة الشام لمعاوية بعد أخيه يزيد، واقتراحه على أبي بكر بأن يترك ما بيد أبي سفيان من الصدقات ليضمن ولاءَهُ، وأن يعيّن ابنه يزيد بن أبي سفيان قائداً لجيش الشام، وقوله عن معاوية: تذكرون كسرى وعندكم معاوية(2)، أو قوله لما ذُكر معاوية عند عمر ما مضمونه: دعوا فتى قريش وابن سيّدها، إنّه لمن يضحك في الغضب ولاينال منه إلاّ على الرضا، ومن لا يؤخذ ما فوق رأسه إلاّ من تحت قدميه(3).
    والنصوص الاَُخرى التي تؤكّد على أنّ معاوية لمّا ولّي جاءته رسالة من أبيه وأُخرى من أُمّه؛ قال له أبوه فيها: يا بنيّ! إنّ هؤلاء الرهط من المهاجرين سبقونا وتأخّرنا فرفعهم سبقهم وقصُر بنا تأخيرنا، فصاروا قادة وسادة، وصرنا أتباعاً، وقد ولّوك جسيماً من أُمورهم فلا تخالفهم، فإنّك تجري إلى أمد، فنافِس فإنْ بلغته أورثته عقلك!
    وقالت له أُمّه في رسالتها: والله يا بنيّ؛ إنّه قلّ أنْ تَلِدَ حرّةٌ مثلك، وإنّ هذا الرجل (أي عمر) قد استنهضك في هذا الاَمر، فاعمل بطاعته فيما أحببت وكرهت(4)؟.
    وجاء، فيما دار بين معاوية وعمر لمّا قدِم الشامَ، قول معاوية لعمر:
    ____________
    (1) أبو حنيفة ، لاَبي زهرة : 304 .
    (2) الطبريّ 6: 184، الاستيعاب 3|396 ط جديد.
    (3) كنز العمّال 13: 587، البداية والنهاية 8: 125، الاستيعاب 8: 397.
    (4) البداية والنهاية 8: 118.

    فَمُرْني يا أمير المؤمنين بما شئت، فقال: لا آمرك ولا أنهاك(1).
    بهذه السياسة: (مُرْني أمتثل) و(علّمني أمتثل) استطاع معاوية أن يستولي على قلب الخليفة عمر بن الخطّاب، وقد كان عمر قد ولّى جمعاً من بني أُميّة على بعض الولايات، فولّى عمرو بن العاص فلسطين والاَُردن. وولّى الوليدبن عقبة صدقات بني تغلب، وكان من المقرّبين إليه(2).
    وولّى يعلى بن منبّه على بعض بلاد اليمن(3)، وجعل المغيرةبن شعبة أميراً على الكوفة، وولّى عبدَاللهبن أبي سرح ـ أخا عثمان من الرضاعة ـ علىصعيد مصر ـ وفي عهد عثمان ضمّت إليه مصر كلّها ـ.
    إنّ الخليفة عمر بن الخطّاب قد اعتمد على نحو واضح على الاَمويّين في توليته الولايات والاَعمال، وفي الوقت نفسه أعرض عن تولية بني هاشم وكما صرّح هو نفسه لابن عبّاس ـ لمّا أراد توليته على حمص بعد موت واليها ـ فقال له:
    يا ابن عبّاس ! إنّي خشيت أن يأتي عَلَيّ الذي هو آت (أي الموت) وأنت على عملك فتقول: هلمَّ إلينا ولا هلمّ إليكم دون غيركم(4).
    ونحوه تصريح ابن عوف لعليّ ـ وفيه تطبيق لسياسة الشيخين ـ: أُبايعك على شرط أن لا تجعل أحداً من بني هاشم على رقاب الناس.
    ولمّا كثرت الاعتراضات على الخليفة لتوليته معاوية الشام، قال للناس: لاتذكروا معاوية إلاّ بخير، فإنّي سمعت رسول الله يقول: اللّهمّ اهدِه(5).
    ولا أدري هل كان هذا الحديث قد وضع من قبل الاَمويّين لتصحيح ما صدر عن معاوية أيّام ولايته وملوكيّته؟ أم أنّ الخليفة عمر بن الخطّاب أراد دفع اعتراض الناس بقوله ذلك؟ وهل طلب الهداية من ربّ العالمين يتّفق مع ما
    ____________
    (1) الطبريّ 6: 184، البداية والنهاية 8: 125.
    (2) الطبريّ 5: 59، البداية والنهاية 8: 214.
    (3) الاستيعاب 3: 664.
    (4) مروج الذهب 2: 353 454.
    (5) البداية والنهاية 8: 123.
    جاء عن النبيّ (ص) في لعنه ولعن أبيه وأخيه؟ وعلى كلّ حال فإنَّ معاوية استفاد من دعم عمر له لتقوية مكانته، ويؤيّد ذلك قوله لصعصعةبن صوحان: إنّ لي في الاِسلام لقدماً وإن كان غيري أحسن قدماً مني لكنّه ليس في زماني أحد أقوى على ما أنا فيه مني، ولقد رأى ذلك عمر بن الخطّاب، فلو كان غيري أقوى منّي لم يكن عند عمر هوادة لي ولغيري، ولا حدث ما ينبغي له أن اعتزل عملي، ولو رأى ذلك أمير المؤمنين لكتب إلَيَّ فاعتزلت عمله، ولو قضى الله أن يفعل ذلك لرجوت أن لا يعزم له على ذلك إلاّ وهو خير فمهلاً فإنّ دون ما أنتم فيه وما...).
    وقوله لمحمّد بن أبي بكر لمّا كتب إليه برسالة يذكر فيها فضائل عليّ، منها قوله:...فكيف يا لك الويل تعدل نفسك بعليّ وهو وارث رسول الله ووصيّه وأبو ولده وأوّل الناس اتّباعاً وأقربهم به عهداً...) إلى آخره.
    فكتب إليه جواباً على رسالته (...فكان احتجاجك عَلَيّ وفخرك بفضل غيرك لابفضلك، فاحمد الله ربّاً صرف هذا الفضل عنك وجعله لغيرك.
    قد كنّا وأبوك معنا في حياة نبيّنا نعرف حقّ ابن أبي طالب لازماً لنا وفضله مميّزاً علينا، فلمّا اختار الله نبيّه ما عنده، وأتمّ له وعده، وأظهر دعوته، وأبلج حجّته، وقبضه الله إليه، كان أبوك وفاروقه أوّل من ابتزّه حقّه، وخالفه على أمره على ذلك اتّفقا واتّسقا ـ إلى أن يقول:
    أبوك مهّد له مهاده، وبيّن ملكه وشاده، فإن يك ما نحن فيه صواباً، فأبوك أوّله، وإن يكن جوراً فأبوك استبدّ به ونحن شركاؤه، فبهديه أخذنا، وبفعله اقتدينا، ولولا ما فعل أبوك من قبل ما خالفنا ابن أبي طالب، ولسلّمنا إليه، ولكنّا رأينا أباك فعل ذلك به من قبلنا فاحتذينا مثاله، واقتدينا بفعاله، فعب أباك بما بدا لك أو دع والسلام على من أناب ورجع من غوايته وتاب(1).
    وجاء في رسالة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان إلى ابن عمر، لمّا اعترض عليه في قتله الحسين بن عليّ نحوه.

    ____________
    (1) جمهرة رسائل العرب 1: 477 عن مروج الذهب 2: 600، شرح النهج 1: 284.
    فهذا كلّه يؤكّد دور الخليفة عمر بن الخطّاب في تقوية فقه الاَمويّين من خلال فسح المجال لعثمان ومعاوية وأمثالهما من النهج المخالف لنهج التعبّد المحض، لكي يبنوا فقهاً جديداً وأُسساً مستحدثة في التشريع الاِسلاميّ.

  • #2
    يرفع لمن يعقل

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

    يعمل...
    X