أنا جئت هنا لأرسل لكم صرخةً من عماق قلبي المحترق, لأنشد لكم ظلامة شعبي, هاهنا:
أنا من البحرين,.. أنا و شعبي نعاني من الظلم و الفقر.. إلخ, و عندما نعبر عن ظلامتنا في دولة تسمى: بالدولة الدمقراطية. نسجن ظلماً, و تستباح حرماتنا, و تقمع بيوتنا, و تقتل أطفالنا و نسائنا و شبابنا و شيوخنا!!. و هنا أنقل لكم مذكرات شعبنا المظلوم على أيدي العائلة الحاكمة التي تسمى بـ( آل خليفة ), في السجون المظلمة التي دخلناها ظلماً.. لن أطيل عليكم, فهكذا نعذب على أيديهم الملطخة بالدماء:
...........................
التعذيب الذي مورس في سجون البحرين-الحلقة الأولى
بسم الله قاصم الجبارين والطغاة والمستهترين..عون الضعفاء والمساكين
هذه القصص والحلقات الواقعية صحيحة100%ولكنها لا تخص شخصاً واحداً أو معين..بل هي عامة مر بها شبابنا في سجون البحرين منذ السبعينات إلى النهاية والتي ربما تكون في انتفاضة 1994..قصص لا تخص فرد معين..بل تخص عامة من دخلوا سجون البحرين الرهيبة.
التعذيب الذي مورس في سجون البحرين
الحلقة الأولى:
( التعذيب الجسدي في المخابرات )
كل من وطأ أرض مبنى المخابرات يعرف حقاً ماذا تعني الخطوة الأولى مـن المصير السيئ..
التوحش لا يبدو مفتعلاً في شخصية الجلادين، النشوة لديهم لا تأتي إلا في عنفوان التعذيب الذي يصبونه على كل من يأخذه حظه السيئ إلى هـذا المكـان التعيس، إنهم يستقبلونك من سيارة الشرطة أو المخابرات بتحية لطيفـة جـداً، لكمة قوية على وجهك، تتلوها ضربات على كل مكان من الوجـه والجسـم، ويجـرك أحدهم من الأمام بعنف، وخلفك تنهال الرفسات عـلى الظهـر والخـاصرة، بحـيث لا تعرف فيها أتصعد للجنة أم تهبط إلى دركات الجحيم. وتسـتمر الضربـات مـع علو صراخك إن استطعت!! إنه متنفسك الوحيد في هذه الحالة.
الصرخات في وسط العذاب هي المتنفس الوحيد للسـجين، وهـي للسـجين راحـة وعون عـلى عـذاب الظالمين، ولذا فإنهم لا يدعونك تحظى بهذه الراحة، ينزعون جـوربك ويدسـونه في فمك ليكبتوا به الصرخة والأنين، كي يرتـد الصـدى إلى الداخـل، ويرجـع العذاب الذي يتلوى به الجسد، سياطاً على النفس التي لا قوة لها في خضم هـذا البحر من التوحش والقهـر، والسياط تـترك ندوبـاً فـي النفس، أو قـل شـقوقا لجدارها.
يا الله.. اللكمات تتوالى، والضرب يأتي من كل مكان، ويكاد يختنق السجين بالصرخات المرتدة إلى داخله من كبت الجوارب، وما إن يلتفتوا إلى العيـون المتفجرة من الغضب، حتى يبادروا بإغلاقها، هنالك لا يبقى لك إلا المعانـاة والتفاجئ بالعذاب، وربما تتـوقع انقضـاء وجبـة العـذاب بعـد أن يتوقفـوا قليلا، ولكنك تكون مخطئاً كلية، حيث تجد نفسك ـ وقبل أن تسـتقيم أنفاسك ـ لعبة من الألاعيب.
الذئاب.. يجعلونك كرة يترامون بها، حيث يتوزعون في زوايـا غرفة التعذيب ويتقاذفونك وأنت في حالة من الهرولة، وكل طرف تصل إليه فـي تلك الحالة المؤلمة يوجه إليك ضربة في أي مكان تتوقع أو لا تتـوقع، وترتـد إلى جهة أخرى لتجد الأشد والآلم، وحينما يصيبك الإعياء وتسقط ينهالون عليك كالدببة الجائعة بالضرب والرفس، وتشعر كأن بدنك عجين (مخبوص)، ورأسـك ككـرة من النار، وربما شرقت بالدماء، والجروح تبدأ في التشـقق، والنـدوب أصبحت الآن واسعة في عموم الجسم والوجه بالخصوص، بعد هذه الساعات الطـوال ـ مـن اللا وجود واللا حول واللا قوة ـ ينتقلون إلى مكان شعروا بأنه لم ينل كفايته من الألم، ولم تذق نفسك من جراء عناء المـرارة.. أسفل القـدمين وبطريقـة بدائية قديمة، يجلسونك على كرسي مقلوبا، وبعد أن يربطوا رجليك بحبل مشدود من طرفيه إلى خشبة قوية، يرفعون باطن القدمين، وهنالك تكـون جـاهزا لهـم. هذه العملية تدعى (الجحشية)، وترفع أيديهم الأنابيب البلاستيكية الغليظة، وبأشد ما يستطيعون من قساوة، يهوون بها على باطن القدمين، وتتوالى الضربات بعنف وسرعة ودونما توقف، ينتهي اثنان من الجلادين، ليتقدم آخـران غـيرهم، حينها تتمنى الموت ولا يأتي، وتود الصراخ ولا تستطيع من الكمامة التـي عـلى الفم (الجوارب النتنة).. إن هؤلاء الدببة الجائعة للتعذيب وسـفك الدمـاء، شخصياتهم غريبة كل الغرابة عـن بنـي الإنسان، وإلا فأيـة نفسـية لا تـترك ضحيتها حتى بعد الانهيار..
باطن القدمين تتشـقق بعـد أن تنفتـح وتنفجـر.. نعم.. يا للعذاب والألم.. تتماوج أهوال الآلام مـع جريـان الـدم، وعمليـة النبض تصبح أمراً مرهقاً وقاسياً، ولا يتوقفون حتى بعـد أن يتطشـر الـدم عـلى أحذيتهم وثيابهم. في هذه الأثناء التـي يشـرف السـجين فيهـا عـلى المـوت ويتمناه، ينتقل السفهاء إلى فصل آخر من مسرحية العذاب الأليمة، يـنزلونك من على الكرسي وبانقضاضة أشبه بإفتراس الكلاب ينتزعون ثيـابك، زيـادة فـي النكال وها أنت ترى نفسك بين الوحوش اللا إنسانية عاريا تماماً. كل الثيـاب ملقية بعيدة عنك، وأنت مصفد اليدين، ومكمم الفم، ومطبق العينين، ويقتربون منك في محاولة عاهرة لتمزيق الشرف، غير ملتفتين إلى شبابك وطهرك وصلابتـك وتمتماتك، وتتلوى رفضاً.. كل الطاقات التي يحسبها المرء ماتت هناك تثـور.. رافضة تمزيق ثوب الشرف الذي يتباهى به كل شاب رجل حر شـريف، واخـيراً تجـد نفسك بلا ستر ولا ستور على بطنك، عشرات الأرجل والأيدي تضغط عـلى أطرافك ورأسك وظهرك وسائر أجزاء الجسـم، فيمـا تمتـد الأيدي العـاهرة الأثيمة بأنابيب ومواسير بلاستيكية يضغطون بها على فتحة الشرج، ثـم يقلبـونك عـلى ظهرك، وبنفس القسوة يتلاعبون ويضربون بقسوة أحياناً على قضيبـك، وأنت فـي شبه غيبوبة.
تعليق