الاستيعاب جزء 1 صفحة 389
وذكر سيف بن عمر عن مخلد بن قيس العجلي عن أحمد بن فرات بن حيان قال : خرج فرات والرحال وأبو هريرة من عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " لضرس أحدكم في النار أعظم من أحد وإنه معه لقفا غادر " فبلغنا ذلك فما أمنا حتى صنع الرجال ما صنع ثم قتل فخر أبو هريرة وفرات بن حيان ساجدين لله عز و جل
تاريخ الطبري جزء 2 صفحة 279
حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن شيخ من بني حنيفة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يوما وأبو هريرة ورجال بن عنفوة في مجلس عنده لضرس أحدكم أيها المجلس في النار يوم القيامة أعظم من أحد قال أبو هريرة فمضى القوم لسبيلهم وبقيت أنا ورجال بن عنفوة فما زلت لها متخوفا حتى سمعت بمخرج رحال فأمنت
اقول :
يدعي ابو هريرة ان الرسول قد وصف احد الثلاثة بانه من اهل النار وانه وصاحبه الاخر (فرات بن حيان) ضل خائفا من ان يكون احدهما من اهل النار ولما ارتد الرحال وقتل مع مسيلمة الكذاب سجدوا لله حيث وحسب زعم ابا هريرة اصبح الرحال من اهل النار وهو من قصده الرسول بحديثه وبهذا خلص هو وصاحبه
والحقيقة ان هذا باطل ومردود لاربعة اسباب ....
الاول : المعنى من الحديث عام ولم يقصد احد الثلاثة دون صحبيه الاخرين ولو كان الرسول (ص) يقصد احدهم دون الاخرين فما بال الرسول لم يعين قرينة ليستدل بها الناس على من سيدخل النار منهم .
الثاني : لما لم يسأل احد من الجالسين في مجلس النبي (ص) الرسول الكريم ايهم سيدخل النار ومن هنا نستدل على ان الجالسين بمجلس الرسول قد فهموا ان حديث الرسول مطلق في الثلاثة ولم يقصد تعيين احدهم دون البقيه وكذا ينطبق الحال بمن وصل اليه الحديث وصحب النبي ولم يكن حاضرا لدى تكلم النبي بهذا الحديث
الثالث : ان كان احد الثلاثة مقصودا بهذا الحديث وكما قلنا في السبب الاول حيث لم يبين الرسول من من الثلاثة سيدخل النار لكان هذا مورد قبح وتنقيص بمقام خاتم الانبياء فما ذنب البقية الذين لم يقصدهم النبي بدخول النار ان يظلوا حيرى هل هم من اهل النار ام لا فهل يجوز على الرسول ان يتركهم دون تبيان لتطمئن قلوبهم ويسكن روعهم .
الرابع : ثم لما سكت ابا هريرة عن سؤال النبي هل يقصده النبي بهذا الحديث فيطمئن بذلك نفسه ولكن وكما يقول المثل الشهير (( رحم الله من عرف قدر نفسه)) فالانسان اعرف بنفسه من غيره وعلى هذا فقد كان ابا هريرة يعرف نفسه جيدا لهذا لم يسال الرسول هل يقصده بالحديث ام لا
وذكر سيف بن عمر عن مخلد بن قيس العجلي عن أحمد بن فرات بن حيان قال : خرج فرات والرحال وأبو هريرة من عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " لضرس أحدكم في النار أعظم من أحد وإنه معه لقفا غادر " فبلغنا ذلك فما أمنا حتى صنع الرجال ما صنع ثم قتل فخر أبو هريرة وفرات بن حيان ساجدين لله عز و جل
تاريخ الطبري جزء 2 صفحة 279
حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن شيخ من بني حنيفة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يوما وأبو هريرة ورجال بن عنفوة في مجلس عنده لضرس أحدكم أيها المجلس في النار يوم القيامة أعظم من أحد قال أبو هريرة فمضى القوم لسبيلهم وبقيت أنا ورجال بن عنفوة فما زلت لها متخوفا حتى سمعت بمخرج رحال فأمنت
اقول :
يدعي ابو هريرة ان الرسول قد وصف احد الثلاثة بانه من اهل النار وانه وصاحبه الاخر (فرات بن حيان) ضل خائفا من ان يكون احدهما من اهل النار ولما ارتد الرحال وقتل مع مسيلمة الكذاب سجدوا لله حيث وحسب زعم ابا هريرة اصبح الرحال من اهل النار وهو من قصده الرسول بحديثه وبهذا خلص هو وصاحبه
والحقيقة ان هذا باطل ومردود لاربعة اسباب ....
الاول : المعنى من الحديث عام ولم يقصد احد الثلاثة دون صحبيه الاخرين ولو كان الرسول (ص) يقصد احدهم دون الاخرين فما بال الرسول لم يعين قرينة ليستدل بها الناس على من سيدخل النار منهم .
الثاني : لما لم يسأل احد من الجالسين في مجلس النبي (ص) الرسول الكريم ايهم سيدخل النار ومن هنا نستدل على ان الجالسين بمجلس الرسول قد فهموا ان حديث الرسول مطلق في الثلاثة ولم يقصد تعيين احدهم دون البقيه وكذا ينطبق الحال بمن وصل اليه الحديث وصحب النبي ولم يكن حاضرا لدى تكلم النبي بهذا الحديث
الثالث : ان كان احد الثلاثة مقصودا بهذا الحديث وكما قلنا في السبب الاول حيث لم يبين الرسول من من الثلاثة سيدخل النار لكان هذا مورد قبح وتنقيص بمقام خاتم الانبياء فما ذنب البقية الذين لم يقصدهم النبي بدخول النار ان يظلوا حيرى هل هم من اهل النار ام لا فهل يجوز على الرسول ان يتركهم دون تبيان لتطمئن قلوبهم ويسكن روعهم .
الرابع : ثم لما سكت ابا هريرة عن سؤال النبي هل يقصده النبي بهذا الحديث فيطمئن بذلك نفسه ولكن وكما يقول المثل الشهير (( رحم الله من عرف قدر نفسه)) فالانسان اعرف بنفسه من غيره وعلى هذا فقد كان ابا هريرة يعرف نفسه جيدا لهذا لم يسال الرسول هل يقصده بالحديث ام لا
تعليق