دوافع المأمون لجعل الإمام ولي عهد المسلمين
جاء في كتاب حياة الإمام الرضا (ع) للسيد جعفر مرتضى:1 - إخماد ثورات العلويين ، الذين كانوا يتمتعون بالاحترام والتقدير ، ولهم نفوذ واسع في جميع الفئات والطبقات .
2 - أن يحصل من العلويين على اعتراف بشرعية خلافة العباسيين . وليكون بذلك قد أفقدهم سلاحا قويا ، لن يقر له قرار ، إذا أفقدهم إياه .
3 - استئصال هذا العطف ، وذلك التقدير والاحترام . الذي كانوا يتمتعون به ، وكان يزداد يوما عن يوم - استئصاله - من نفوس الناس نهائيا ، والعمل على تشويههم أمام الرأي العام ، بالطرق ، والأساليب التي لا تثير الكثير من الشكوك والشبهات ، حتى لا يقدرون بعد ذلك على أي تحرك ، ولا يجدون المؤيدين لأية دعوة لهم ، وليكون القضاء عليهم بعد ذلك نهائيا - سهلا وميسورا .
4 - اكتساب ثقة العرب ومحبتهم .
5 - استمرار تأييد الخراسانيين ، وعامة الإيرانيين له .
6 - إرضاء العباسيين ، والمتشيعين لهم ، من أعداء العلويين
7 - تعزيز ثقة الناس بشخص المأمون ، الذي كان لقتله أخاه أثر سئ على سمعته ، وثقة الناس به
8 - وأخيرا . . أن يأمن الخطر الذي كان يتهدده من تلك الشخصية الفذة ، التي كانت تملأ جوانبه فرقا ، ورعبا . . وأن يتحاشى الصدام المسلح معها . ألا وهي شخصية الإمام الرضا ( ع ) ، وأن يمهد الطريق للتخلص منها ، والقضاء عليها ، قضاء مبرما ، ونهائيا .
وفي كتاب حياة الإمام الرضا (ع) للشيخ باقر شريف القرشي
1 - إنه لم يكن له مركز قوي في الدولة الاسلامية ، فقد كانت الأسرة العباسية تحتقره ، وذلك من جهة أمه ( مراجل ) التي كانت من خدم القصر ، مضافا إلى صلته القوية بالفضل بن سهل ، وتوليته جميع أموره ، وهو فارسي الأصل ، وكذلك كان أخوه الأمين يبغضه ويبغي له الغوائل ، ويكيده من جهة منافسته له على السلطة ، فأراد المأمون تدعيم مركزه ، وتقوية نفوذه ، والتغلب على الحاقدين عليه ، فعقد بولاية العهد لأعظم شخصية في العالم الاسلامي وهو الإمام علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) فهو ابن الإمام الصادق الملهم الأول لقضايا الفكر والعلم في الاسلام ، كما يدين بإمامته والولاء له شطرا كبير من المسلمين ، فلذا بادر إلى تعيينه لهذا المنصب الخطر في الدولة الاسلامية
2 - وقبل أن يتسلم المأمون قيادة الدولة الاسلامية كان على علم بما يكنه المجتمع الاسلامي من الكراهية والبغض للأسرة العباسية ، وذلك لما اقترفوه من الظلم والاستبداد بأمور المسلمين ، وما صبوه على السادة العلويين دعاة العدل الاجتماعي من أنواع الجور والطغيان ، حتى تمنى المسلمون عودة الحكم الأموي على ما فيه من قسوة وعذاب يقول الشاعر :
يا ليت جور بنى مروان دام لنا * وليت عدل بني العباس في النار
فأراد المأمون ان يفتح صفحة جديدة للمواطنين ، ويلقي الستار على سياسة آبائه ، فعين الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، والذي هو أمل الأمة الاسلامية لولاية العهد
3 - إن معظم جيش المأمون ضباطا وجنودا كانوا من الشيعة الذين يدينون بامامة الإمام الرضا ( عليه السلام ) فأراد أن يكسب ودهم واخلاصهم
4 - ان الثورة ضد الحكم العباسي قد اندلعت في معظم الأقاليم الاسلامية ، وكان شعار الثوار الذي رفعوه الدعوة إلى الرضا من آل محمد ( صلى الله عليه وآله) ، وقد استجاب الثوار لهذه البيعة التي عقدها للامام ، وفي نفس الوقف فقد أضفى على الامام لقب الرضا ليجلب بذلك المأمون عواطف الثوار ، وبالفعل فقد بايع الثوار المأمون واستراح من الخطر المحدق بدولته الذي كاد أن يلف لواءها ، ويطوي معالمها ، وكانت خطة المأمون ، وانه من الطراز الأول في السلك الدبلوماسي فقد استطاع أن يتغلب على الاحداث المحيطة وينقذ حكومته من أعظم خطر محدق بها
5 - وفي بيعة المأمون للإمام الرضا ( عليه السلام ) بولاية العهد فقد أكسب المأمون حكومته الشرعية ، وانها ليست ظالمة كحكومة آبائه ، وعلى هذا فالخروج عليه غير مشروع ، ويجب على المسلمين مناهضة الثائرين عليه
6 - ومن المكاسب التي ظفر بها المأمون في هذه البيعة هو انه تعرف على عناصر الشيعة وتعرف على هوياتهم ولم يعودوا يعملون في السر والخفاء فقد كانت خلاياهم سرية للغاية ، وبعد البيعة ظهر أمرهم ، وانكشفوا للسلطة . 7 - ومن الأهداف التي كان ينشدها المأمون في هذه البيعة هو اظهار الإمام ( عليه السلام ) انه ليس من الزاهدين في الدنيا ، وانما كان من عشاقها في قبوله لهذه البيعة ولم تكن تخفى على الامام جميع أهداف المأمون فقد أبطلها ، وذلك بالشروط التي اشترطها على المأمون أن لا ينصب ولا يعزل ، ويكون بمنحى عن الحكم .