للاسف أجد اغلب قنواتنا الفضائية ومفكرينا وكتابنا يركزون على ما يجري في داخل العراق ويهملون الكثير من الامور الخارجية والتي لها إتصال مباشر بالواقع العراقي ومايبث من أخبار أو أعمال درامية وفنية مسرحية وغيرها تتناول شؤون المواطن العراقي ،وحتى اني وجدت نوعا من التركيز على الشأن الداخلي أكثر من أي وقت مضى ،
وبالمصادفة وأنا أتفحص القنوات الفضائية وإذا بي ارى مسرحية بعنوان (حب في الفلوجة) لمجموعة من الممثلين الكويتين باشتراك الفنانة البحرينية زينب العسكري ولم أعرف بقية الفنانين المشاركين ولم أكن ارغب في التعليق على هذه المسرحية بالرغم من الاسفاف والتسقيط الذي مارسته بحق الشخصية العراقية ولن أقدم دعاية مجانية لهذه المسرحية ولكني أجد أن هناك تيارا نمى في الكويت يحاول جاهدا في ان تبقى العلاقات الكويتية العراقية قلقة وغير مستقرة مذكرة بالغزو الصدامي لهذه الدولة .
وهذا ما شاهدته في الحملة المنظمة التي تُشن كلما كان هناك تقاربا في العلاقات أو تقدم العراق بطلب للامم المتحدة باخراج العراق من البند السابع وتخليص العراق من تبعات الغزو الصدامي ومنها مسألة التعويضات.
وهكذا انتفضت هذه القوى ضد تصريح زير الخارجية الكويتي المنشور في جريدة القبس الكويتية في 17 كانون الثاني ردا على طلب الرئيس الطلباني حول التعويضات الكويتية والذي لم أر فيه أي بوادر للتقدم في العلاقات الكويتية العراقية ، بل كان تملصا وتمييعا للمطالبة العراقية وأراد التأكيد أن العراق مازال خطرا على الكويت!!ولم أجد أي رد رسمي أو شعبي أو من خلال شريحة السياسين والمثقفين تتناول تصريح الشيخ الصباح وزير خارجية الكويت.
وأكاد أرى تيارا في الكويت يقف بالضد من أي تقارب عراقي-كويتي ويسعى الى تأزيم المواقف بشتى الوسائل ، كما أنه مازال يتحدث بلغة الانتقام والتشفي والانتقاص من الشخصية العراقية كلما سنحت الفرصة لذلك.
ومن هنا تظهر بين الفترة والاخرى أعمالا(فنية) تنتقص من الشخصية العراقية بالرغم من أن عنوانها الرئيس موجه ضد النظام البائد .
ومن هذه الاعمال (حب في الفلوجة) ولن أتحدث عن الحبكة الدرامية أو تقييم العمل من الناحية الفنية لأني لم أجد إلا أشخاصا على المسرح يطلقون عبارات السباب والشتائم والتنابز بالالقاب بحجة الخروج على النص إن كان هناك نص!!
كما أني لم أجد أي رابط تاريخي بين أحداث المسرحية والشواهد في الفترة التي يتحدث عنها النص بالاضافة الى أن لباس الممثلين لم يكن هو لباس أهل الفلوجة بل كان لباس أهل الجنوب
وسأكتفي بسرد مقاطع من حوار بين هؤلاء تتناول فيه عائلة عراقية تسكن في الفلوجة ولديهم فتاتين إحدهما جميلة والاخرى قبيحة المنظر ربما كان رجلا تنكر بزي إمرأة على عادة العديد من الاعمال الكويتية حيث يستهوي بعضهم التنكر بزي امراة !!!
وكانت هذه الجميلة (زينب العسكري من البحرين)) التي ظهرت لنا بثوب أحمر وبوشم على الذقن تحاول أن تتمايل يمنا وشمالا للايحاء للمشاهد بأن الفتاة لعوب ومستعدة لفعل أي شيء وفي مقطع من الحوارات مع أبيها عندما ذهبت لجلب الماء قالت: ما أحجي ويه الامريكان
فأجاب الاب لا، بس ميخالف تحجين ويه الانكليز!!!
وإذا بمشهد مباشر تأتي وتتراقص وخلفها شرطي يحاول التحرش بها ويلاحقها حتى الوصول الى دارها.وعندما يأتي أخوها (سارق البنزين) ليدافع عنها وإذا به يعلق :احنة مانريد شرطي ضابط ميخالف!!!
وبالمناسبة فإن فرح(زينب العسكري) تبيع القيمروهنا تأتي بعض المقاطع الحوارية المتتالية التي تركز على قذارة العائلة وقذارة من يصادفه حيث يستشهد بانه لاوجود للماء لذلك رائحتهم نتنة مع حركات اخرى مقززة .
ثم يحاول رب الاسرة في مقطع آخر يوحي بسذاجة العراقي وغبائه لانه يشتري الدش (الصحن اللاقط) قبل التلفزيون ومن ثم يشتري الريموت كنترول قبل التلفزيون وهكذا في بيقية الامور
ويظهر لنا ابن عمها مصرا على الزواج منها وان مهرها موجود الذي من السهولة الحصول عليه لانه يقوم بعمليات ارهابية ( ليقول لنا بأن العمليات الارهابية هي من العراقيين أنفسهم وليس الارهاب قادم من خارج الحدود. وقد أصبحت مهنة يعتا شون بها .
ولم ينس كاتب ( المسرحية) ليحشر لنا البرلتقالة وغيرها في (مسرحيته) ..
وعندما يذكر بعض عادات النساء الكويتيات السيئة، يستدرك ليقول أن بنات الكويت أُخت رجال!!
والكثير من الشواهد التي جعلتني أنتفض وتمنيت أن أكون في القرار ونمنع مثل هذه الاساءات ولكنني أدعو وزارة الثقافة والخارجية والمؤسسات الحكومية المشمولة أن تقف بالمرصاد وتحاول أن تمنع مثل هذه الاعمال المسيئة للعراقيين .
وإن كان هناك لجان متخصصة في مراقبة مثل هذه الاساءات في وزارات الدولة المختصة فعليها إرسال الملف الكامل الى الحكومة لمقاضاة أمثال هؤلاء من الناس.
لأن التغاضي وعدم الرد سيزيد عدد المسيئين ومن أمن العقاب ساء الادب!!
عبدالأمير علي الهماشي .
* هذا ليس العمل الاول الذي أساء للعراقيين .