إعلام الخَلف بمن قال بتحريف القرآن من أعلام السّلف - ص 247
بماذا تميز مصحف أمير المؤمنين عليه السلام ؟
مرت بعض روابات أهل السنة التي تنص على أن مصحف أمير المؤمنين عليه السلام يتميز بترتيب الآيات حسب النـزول فأوله سورة الفلق وهكذا إلى آخر القرآن وعليه يكون الناسخ متأخرا عن المنسوخ ، ولكن اليعقوبي في تاريخه ذكر أن السور كانت مجزأة على سبعة أجزاء على نحو مغاير لترتيب النـزول :
" وروى بعضهم أن علي بن أبي طالب كان جمعه لما قبض رسول الله وأتى به يحمله على جمل ، فقال : هذا القرآن قد جمعته ، وكان قد جزّأة سبعة أجزاء " ( 4 ) ، ثم ذكر كل جزء بسوره المندرجة تحته فالأول في مقدمته سورة البقرة ، والجزء الثاني آل عمران والثالث النساء والرابع المائدة والخامس الأنعام والسادس الأعراف والسابع الأنفال ، والأولى اعتماد الروايات .
( 4 ) تاريخ اليعقوبي ج2 ص135 .لعل أهم ما دفع الإمام أمير المؤمنين عليه السلام لكتابة المصحف مع وجود مصاحف كثيرة في دنيا المسلمين آنذاك ، هو أن أمير المؤمنين عليه السلام كتب فيه التنـزيل والتفسير الذي أُنزل مرادفا للآيات ، فكان قرآنا جامعا لكل ما أنزل من السماء قرآنا أي النصوص القرآنية والتفسير المنـزل على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وقد أملاه صلى الله عليه وآله وسلم وخطه الإمام عليه السلام بيده الشريفة . وقد ذكر قريب منه بعض علماء أهل السنة :" وما نسب إلى الإمام علي من قرآن فهو تفسير معنى ما جاء ، بأسلوبه ونسج كلامه " ( 1 ) ، والمقطع الأخير (بأسلوبه ونسج كلامه) بعيد عن الأدلة .
* المشكلة هي التنـزيل !
بعد أن فرغ عليه السلام من كتابته ، جاءهم بالمصحف مشتملا على كل ما أُنزل من السماء أي القرآن وتفسيره المنـزل المسمى بالتنـزيل ، وناولهم إياه حينما كانوا ملتفين في المسجد حتى نظر فيه ابن الخطاب فلم يرق له وجود فضائح الكفار والمنافقين من صناديد قريش وكبرائها مع ذكرهم بأسمائهم وأسماء آبائهم ( 2 ) في هامش السور والآيات التي نكلت بـهم كسورة براءة التي سموها الفاضحة أو المزلزلة
( 1 ) معجم القراءات القرآنية ج1ص18 ط جامعة الكويت ، د.أحمد مختار عمر ، د.عبد العال سالم مكرم .
( 2 ) هذا ليس بغريب فسيرة الرجل شاهد على ذلك حتى نص أحد علماء أهل السنة أن ابن الخطاب قد أفصح عما يحيك في صدره من قتل هؤلاء الكفار حينما شرب الخمر يوما ورثاهم بأبيات من الشعر ، قال شهاب الدين محمد الابشيهي في المستطرف ج2ص260 : ( قد أنزل الله في الخمر ثلاث آيات : الأولى : في قوله تعالى {يَسْأَلُونَكَ عَنْ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ }(البقرة/219) فكان من المسلمين من شارب ، ومن تارك إلى أن شرب رجل فدخل في الصلاة فهجر فنـزل قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَقْرَبُوا الصَّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ}(النساء/43) فشربـها من شربـها من المسلمين ، وتركها من تركها حتى شربـها عمر فأخذ بلحى بعير وشج به رأس عبد الرحمن بن عوف ثم قعد ينوح على قتلى بدر بشعر الأسود بن يعفر يقول :
وكائن بالقليب قليب بدر * من الفتيان والعرب الكرام
أيـوعدني ابن كبشة-النبي-أن سنحيا * وكيف حياة أصداء وهام
أيعجز أن يرد الموت عني * وينشرني إذا بليت عظامي
ألا مـن مبـلغ الـرحمن عنـي * بأنـي تـارك شهر الصيام
فقل الله يمنعني شرابي * وقل لله يمنعني طعامي
فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم ذلك فخرج مغضبا يجر رداءه فرفع شيئا كان في يده فضربه . فقال : أعوذ بالله من غضبه ، وغضب رسوله . فأنزل الله تعالى {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ}(المائدة/91) فقال عمر رضي الله عنه : انتهينا ، انتهينا ) أيـوعدني ابن كبشة-النبي-أن سنحيا * وكيف حياة أصداء وهام
أيعجز أن يرد الموت عني * وينشرني إذا بليت عظامي
ألا مـن مبـلغ الـرحمن عنـي * بأنـي تـارك شهر الصيام
فقل الله يمنعني شرابي * وقل لله يمنعني طعامي
وجاء مختصرا في تاريخ المدينة المنورة لابن شبة ج3ص863 . وقد كان معاندا أشد العناد لمن طلب تفسير القرآن وتعلمه وقصة صبيغ بن عسل الذي ضربه فأدماه مرارا لأنه سأل عن معنى الذاريات ذروا مشهورة ، وكشاهد نذكر على سياسة عمر في رفض كتابة التفسير ما أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه ج6ص137ح30097 : ( عن عامر قال : كتب رجل مصحفا وكتب عند كل آية تفسيرها ، فدعا به عمر فقرضه بالمقراضين ) !! وأحزاب التلميع تقول عن أمثال هذه الرواية أنـه فعل ذلك لأنه خاف اختلاط القرآن بغيره ! وهذا كما يقولون ( ضحك على الذقون ) ! وعلى أي حال لم يرق لابن الخطاب ما فعله أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام من كتابة فضائح المشركين والمنافقين في هامش القرآن .
شبكة الشيعه العالمية .... مع التحية لكل مسلم شيعي
http://www.shiaweb.org/books/tahrif/pa52.html
تعليق