بسم الله الرحمن الرحيم
المستغاث بك يابن الحسن
المستغاث بك يابن الحسن
الفيلسوف الإلهي الملا صدرا الشيرازي رضوان الله عليه في كلمات:
الإمام الغائب السيد موسى الصدر (أعاده الله تعالى إلينا سالماً)
الإمام الغائب السيد موسى الصدر (أعاده الله تعالى إلينا سالماً)
إن الفيلسوف الإسلامي الكبير صدر الدين الشيرازي المعروف بالملا صدرا، هذا الرجل العظيم الذي لا يعرف عنه الغرب مع الأسف شيئاً كثيراً، وقد بدأ دراسة حياته لأول مرة البروفسور (جوبينو) على حد علمي، ويسميه البروفسور (كوربان)، أستاذ الفلسفة بجامعة باريس، القديس توما المسلم.
إن صدر الدين هو ذروة الفلسفة الإسلامية وخلاصة الأقدمين وقدوة المتأخرين، وهو مؤسس الحكمة المتعالية التي تجمع فلسفة المشائين وحكمة الإشراقيين والعرفان.
وحينما نقابل الفلسفة الإسلامية الممثلة في شخص صدر الدين الشيرازي، حين نقابلها بفلسفة القرن العشرين، نشعر بتفوق نهجه الفكري على كثير من المناهج الفلسفية الحديثة، بالرغم من كونه ابن القرن السابع عشر الميلادي.
أثبت صدر الدين، بطرقه البرهانية، الحركة الجوهرية، وأنها مصدر الحركات الكمية والكيفية، والوضعية، والأينية، فالموجود المادي يتحرك بجوهره وبتمام ذاته، فهو حركة ومتحرك.
لست بصدد العرض لنتائج هذه النظرية الفلسفية العظيمة، ولكني أحب أن ألفت نظر المستمع (القارئ) الكريم إلى أن فيلسوفنا هذا سبق القرن العشرين بآرائه العلمية المؤمنة. فقد التقى بـ ((اينشتاين)) في النتائج الفلسفية لآرائه الفيزيائية، وأصبح عنده الزمان ((هذا الوهم المفترض عند السابقين)) أصبح جزءاً من حقيقة الموجود وتعبيراً عن الحركة الذاتية وبعداً جديداً للأشياء، والتقى بالنتيجة نفسها التي جمعت الفيلسوفين المتعارضين ((ألكسندر صموئيل)) الواقعي و ((برغسون)) المثالي. وصل فيلسوفنا إلى هذه النتائج بطرق علمية برهانية وفي إطار الفلسفة الإلهية.
ولصدر الدين هذا آراء يعتبر كل واحد منها أساساً من أسس الفلسفة، فمنها القول بحدوث النفس الجسماني وبقائها الروحي. هذا الذي يفسر الظواهر النفسية ويحل مشكلة ربط الجسم بالروح ووحدتها في مراحل الحس والخيال والعقل. وله رأي طريف في علم النفس ومشكلة ربط الخارج بالعقل يحل كثيراً من العقد المتعلقة بالمعاد الجسماني.
وقد تمكن أن ينقح أصالة الوجود، هذا الأصل الذي يباهي به بعض الفلاسفة الألمان ((كارل ياسبيرز)) و((هوسرل)) المؤمنين بمدرسة ((اكزيستانس)) والتي تحولت إلى الوجودية السارترية ((اكزيستانسياليزم)) وهي في الحقيقة ليست وجودية وأصالة الوجود بل إنها أصالة الظاهرة و ((فنومنولجي)).
وأوضح صدر الدين تقسيم الموجود إلى الهيولى والصورة، أو المادة والصورة، بصورة علمية، واعتقد أن تذوق هذا الرأي على أصل التضاد المعروف في المنطق الديالكتيكي يظهر عند تقابلهما وشرحهما.
وأخيراً أحب أن أدعي في هذا المقام أن الشرق في حقل الفلسفة والتصوف لا يزال يشرق على العالم في القرن العشرين، ولي على ذلك أكثر من شهادة: يقول البروفسور ((كوربان)) أن الفلسفة الشرقية هي التي تتمكن من إنقاذ فلسفة أوروبا من التدهور والتمزق، وأن أوروبا فقيرة جداً إلى التزود بالحكمة الخالدة التي نبعت من الشرق.
(أبجدية الحوار، الإمام موسى الصدر)
تعليق