المشاركة الأصلية بواسطة محب النصح
ينبغي ان نقدم مقدمة وهي ان هناك بحثاً حول امكان المشاهدة وبحثاً حول الوقوع. اما الامكان فليس هناك اي مانع عقلي من رؤية الامام المهدي ومشاهدته قبل ظهوره. لانه على كل حال هو امام العصر وربان السفينة، سفينة الاسلام. فهو يعيش بين اظهر الناس وان كانوا لا يعرفونه، ولكنه حيث انه لابد ان يراقب حركة المجتمع ويصحح مسيرتها احياناً عند الضرورة يمكن ان يلتقي به بعض الخواص من الشيعة او هو يلتقي بهم من دون ان يعرفوه في البداية. فالامكان هذا لا اشكال فيه فليس هناك مانع عقلي من رؤية الامام المهدي ولا يعد هذا الامر من المستحيلات العقلية. بتعبير آخر نعم البحث هو هل وقع هذا الامر في سابق التاريخ؟ وهل ان احداً التقى بالامام المهدي سلام الله عليه؟ هذا هو سنبحثه عما قليل، الا انه لا بد من الاشارة الى ان هناك حديثاً عن الامام عليه السلام او كلام في التوقيع الذي خرج الى ابي الحسن السمري احد نوابه كتب اليه «يا علي بن محمد اسمع اعظم الله اجر اخوانك فيك ألي ان يقول الا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحه فهو كذاب مفتر ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم» هذا الحديث ولعل هناك احاديث اخرى نظير هذا الحديث تقول إن من يدعي المشاهدة وملاقاة الامام الحجة قبل خروج السفياني والصيحة وهي علائم تسبق الظهور فأنه كذاب مفتر فكيف يمكن التوفيق بين هذا الحديث وبين القصص التي ذكرها العلامة المجلسي رحمه الله وآخرون من العلماء الاتقياء الابرار حول مشاهدة بعض الناس الخواص للامام المهدي او اللقاء به؟ هذا ما عالجه المجلسي نفسه حيث قال هذا الحديث لعله محمول على من يدعي المشاهدة مع ادعاء النيابة ، النيابة الخاصة لاننا نعلم ان في عهد بعض النواب الاربعة رضوان الله تعالى عليهم وبعدهم انبرى جماعة من الذين كانوا يريدون ان يستأكلون بالدين انبروا الى ادعاء النيابة وادعوا انهم نواب الامام الخاصين وانهم يحملون توكيلاً خاصاً من الامام المهدي سلام الله عليه مع اننا نعلم بأن نوابه الخاصين هم النواب الاربعة وقد مضوا. حيث ان مسألة نيابة الامام المهدي الخاصة تمسك بها البعض واراد ان يستغلها البعض لذلك الامام قال وسيأتي من شيعتي من يدعي المشاهدة. طبعاً المقصود من شيعتي من انحرف منهم عن جادة الحق الافمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني فهو كذاب مفتر وهذا لايمنع من ان يلتقي به بعض الابرار من العلماء لحل مشاكلهم الاجتماعية العويصة او الفقهية المستعصية. وقد نقل العلامة المجلسي حكايات عديدة وقصص كثيرة موثوق بها عن لقاء طائفة من العلماء وهم طبعاً ماكانوا يدعون شيئاً بل حتى لم يدعوا رؤية الامام انها عرف من كلامهم انهم التقوا بالامام او اذا عرف احدهم بأنهم التقوا بالامام عزموا عليه واقسموا ألا يخبروا احداً الا بعد ان يموتوا بعد وفاتهم. وهذا دليل على تقاهم ودليل على ورعهم وانهم ما كانوا يبحثون عن منصب وماكانوا يبحثون عن شيء من وراء هذا الامر ولهذا فإن الحديث الذي يكذب من شاهد الامام او يشاهد الامام الحجة يختص بمن يقصد من وراء ذلك استغلال مسألة النيابة الخاصة وهذا لايمنع من التقاء بعض الخواص من الفقهاء بهم لاغراض معقولة صحيحة.
الرد للشيخ جعفر الهادي في البرنامج الإذاعي ( شمس خلف السحاب) بتاريخ 2006/02/10
تعليق