حوار / التسخيري لـ «الراي»: مقتل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب أول عمل إرهابي في الإسلام... ومقام أبو لؤلوة أكذوبة
حث الدكتور محمد مهدي التسخيري مستشار مجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية الايراني كافة الفرق والطوائف الاسلامية على التعايش كعائلة واحدة في نطاق الإسلام وشدد في حوار مع «الراي» على ان ما يجمع السنة والشيعة هو اكثر من 90 في المئة من الفقه والأصول داعيا إلى عدم التجمد عند حدود الخلافات الهامشية والصغيرة التي وقعت بين الجانبين.
وطلب التسخيري من جميع المسلمين الانتباه إلى الفتن والحذر منها وقال ان الاسلام مشروع حضاري حواري لا يجب ان يتم قمعه في الزوايا الضيقة من التعصب والجهل.
وعند زيارته إلى الكويت قال انها جاءت اثر دعوة حركة التوافق الوطني الإسلامي للاشتراك في مؤتمر العِبرة والعَبرة لاستشهاد ابي الشهداء الامام الحسين عليه السلام ونحن نمثل المجتمع العالمي للتقريب ولدينا كلمة حول هذا الموضوع.
وهنا حوار «الراي» معه:
• ما التقريب بين المذاهب... كيف؟
- التقريب من ضروريات الحياة الاجتماعية والسياسية التي لا يمكن لحكيم في عالمنا الإسلامي تجاهلها او انكارها، لما نلاحظه ونشاهده من احداث تحصل وحوادث تقع بين ابناء العائلة الواحدة، والتي كرس الإسلام مصطلح الاخوة للتأكيد على كون الأمة عائلة «انما المؤمنون اخوة» وشرعت القوانين الاسلامية لتقوية هذه الاخوة الاسلامية، فالاسلام الذي جمع الأوس والخزرج اللذين تقاتلا 120 سنة واكثر تحت سماء واحدة في زمن رسول الله (ص) في زمن يقولون كانت تحكمه الجاهلية وبدأت الحركة العلمية شيئا فشيئا لا يعني انه لم يكن هناك ثراء علمي، بل لم يكن هناك علوم متجذرة كما لدى الديانات الاخرى، هذه النهضة بدأت بـ «اقرأ باسم ربك الذي خلق» يفرض علينا ان نكون افضل في التعالي على الخصومة.
كانوا في ظل قيادة الرسول الإلهية مع تنوع آرائهم، علي وابو بكر وعمر وطلحة وعثمان وسعد وابو ذر... كل آراء هؤلاء المتنوعة حيث في منهل التوحيد هؤلاء مع تعدد آرائهم واجتهاداتهم ساروا تحت قبة واحدة وهي قبة الرسول الاكرم.
• هل نحن اكثر ايمانا من هؤلاء؟ وهل نحن اكثر حرصا من هؤلاء على المصلحة الإسلامية؟
- اما يدخل البعض في يومنا ليؤجج الفتنة وليعيد تاريخ فريق الكثير منه غير دقيق ونحن في عالم سرعة الاتصالات وسرعة وصول الاخبار باللمحة.
• عندما نسمع بحادثة ما في صحف او كتب نرى قراءات كثيرة لواقعة وهي في زمننا فكيف بخبر يأتيك من وراء جدار سماكته 1300 سنة؟
- لا اقول ان تكذب الخبر، لكن نصور الفترة الزمنية تلك ثم نتحرك، فمن لا يمكنه ان يقدم صورة واضحة يتخبط ويسيء للآخر ونفسه.
حركة التقريب هي الدعوة إلى الرجوع إلى زمن الرسالة، ولا نقول هذا عن حالة براغماتية خيالية، بل لاننا ان اردنا العيش والكرامة والعزة فلا بد ان نرجع لتلك الحالة، مع ملاحظة كل هذه الامور السياسية والاجتماعية والمعماري، وكل التطور الانساني لا بد ان نسعى لنطبق حياة تؤسس لقضايا فكرية وقيم انسانية تبقى خالدة وان تغيرت مصاديقها.
هناك صور مشرقة في تاريخ الصحابة، وائمة المذاهب المتعددة ابو حنيفة، احمد بن حنبل، الشافعي، مالك بن انس، الامام الصادق، الامام الباقر، زيد بن علي وسائر الأئمة.
مالك بن انس يقول: عندما كنت ادخل على الامام الصادق كان يقدم لي متكئا واتكئ عليها ويقول لي يا مالك اني احبك فكنت اسر بهذه الكلمة، هذا هو التعامل بين هؤلاء فهل نصل إلى مرحلة البعض بسبب الآخر، يلعن الآخر يخطئه ويصل لمرحلة التكفير، بل تصل المسألة من مخالفة فكرية ومعارضة سياسية إلى اشد الحالات وهو القتل.
• في العراق؟
- ليس في العراق فقط، هناك قتل مذهبي حصل في باكستان والهند وبنغلاديش وغيرها.
ومع الاسف ان هذه الاعمال تتم على اساس مذهبي طائفي تعصبي ولأغراض سياسية لا علاقة لها بالإسلام.
• الخلاف الديني لا يؤدي إلى حمل السلاح بالتأكيد؟
- لم نسمع في التاريخ ان علماء وفقهاء حملوا السلاح وتقاتلوا... ما نعلمه ان العلماء والفقهاء كانوا كلما حصل اختلاف يوقفون الأمة عن الوقوع في الخطأ ويتدخلون لمنع العامة من الانزلاق في دروب التعصب، وكانوا يؤكدون على الوحدة.
• ما الدور المطلوب من العلماء والمثقفين في هذا الوقت؟
- الدور الحقيقي هو الابتعاد عن النقل المغلوط للقضايا، نحن المسلمون نعاني من الفهم المغلوط الذي يفرضه علينا المتعصبون.
فحينما يقال لك بأن المذهب الفلاني لا يحب أهل البيت نأتي إلى الواقع فلا نجد ان هذا صحيح، فحتى غير المسلمين يحبون اهل البيت.
• نعم عرفت مسيحيين اعربوا عن اعجابهم بسيرة اهل البيت وتاريخهم... وهذا ينطلق من الاعجاب من الفعل الكبير الذي احرزه النبي عليه الصلاة السلام بالحضارة البشرية؟
- بالتأكيد هؤلاء العظام ذخيرة حضارية للاسلام، ولا يوجد مسلم ابدا لا يحب اهل البيت ويقدمهم على سواهم مهما كان فضلهم.
او هناك من يقول عن طائفة بأن لها قرآنا خاصا بها مختلف عما بين ايدي المسلمين من الكتاب! هل يعقل هذا؟... او ان جبريل عليه السلام اخطأ عند النزول بالوحي وكان يقصد عليا فاخطأ!
اذا كانت هناك آراء شاذة لدى البعض فإنها موجودة في كل المذاهب... واذا كانت هناك اخطاء فكرية او سياسية لشخص ما فهل يجب ان تقع مسؤولية هذه الاخطاء على كل من انتمى او كانت له علاقة بهذا الشخص؟
• هل يوجد في ايران مقام لقاتل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟
- اريد ان اقول شيئا اولا: نحن نعتقد ان اول عملية ارهابية حصلت في التاريخ الاسلامي كانت قتل الخليفة الثاني على يد المجرم ابو لؤلؤة المجوسي.
هناك قبر لأحد الدراويش الصوفية في مدينة كاشان البعض ينسبه إلى ابو لؤلؤة... لكن عندما تأتي إلى التاريخ عن الذي ارتكب تلك الجريمة ستجد انه قتل ودفن في المدينة المنورة، ثم من هو الذي حمل هذه الجثة في ذلك الوقت من المدينة إلى كاشان واين الثلوج والجو الذي يسمح بنقل جثة كهذه طوال اسابيع وربما اشهر كي تصل إلى كاشان وليبقى الجسم دون ان يبلى؟!
لا بد للعاقل ان يفكر بهذا، ومثلا عندما يقال ان المعركة الفلانية قبل الف سنة سقط فيها على يد شخص واحد عشرة الاف قتيل!
• كيف؟
- المعركة دامت ساعات عدة فقط، اذا كيف يقتل هذا عشرة آلاف او عشرين الف شخص؟ لنحسب عملية القتل كم تستغرق بالساعات وبالثواني ونجد الجواب.
• أريد أن أسأل لأن الامور تبقى في رمزيتها فهل هذا المقام موجود وهل الدولة تشجع هؤلاء؟
- كان هناك بعض العناصر المتطرفة، والمتطرفون موجودون في كل دين وحزب وطائفة... صح أم لا؟
• صح؟!
- عندما نعيش في بلد حر، هناك كثير من الاحزاب تعيش حالة صوفية لوحدها، انزوائية، ليبرالية متطرفة، اسلامية متطرفة، معتدلة، وهكذا، يتحركون في بلد حر، هناك صحف وآراء. هل يمكن الدولة ان تفرض على شخص ما كيف يفكر؟
هناك بعض الجماعات كانوا يتخذون هذا القبر، انهم دراويش الصوفية ووضعوا على القبر او الضريح اسم ابو لؤلؤة، وجاءت الدولة ورفضت هذا واغلقت هذا المقام، اغلقوه، فلماذا نأتي إلى قضية تثير الفتنة واتخذت منها الدولة موقفا، هناك من يتحركون ويظهرون انهم حريصون على الاسلام وهم غير ذلك وهذا في كل مجال هؤلاء المتطرفون يقتلون الناس باسم الاسلام، هل هذا هو الاسلام؟
• افضل ما سمعته من الآراء هو ان من يواجه التطرف الشيعي او السني المذهبي هم ابناء المذهب انفسهم؟
- هذا صحيح، ولا يمكن لأن النبش المتبادل يزيد، ان قيام طائفة بالتدخل في شؤون طائفة اخرى سوف يزيد الامور تعقيدا، ولن يحل المشكلة، لكن عندما يقوم حكماء وفقهاء وعقلاء كل مذهب بالتصدي امام الحركات والعناصر المتطرفة فهنا يمكن ان تنصلح الامور.
وحتى عندما يدعو البعض في نطاق الفزعة إلى نبي الاسلام صلى عليه وسلم ضد الرسوم الكاريكاتورية التي اساءت له عليه السلام، يدعون إلى التكسير والهجمات واحيانا هدم كنائس، هل هذا يقبله الاسلام؟ ابدا الاسلام ليس دين انتقام ولم يدع لهذا، نعم هؤلاء يستحقون المقاطعة، لكن الاسلام يرفض الاعتداء والحرق والعدوان على الناس وتحت اي ذريعة او سبب. هذا مرفوض مئة في المئة.
لا بد للمسلمين ان يقفوا معا للدفاع عن مصالح الأمة وفي اصدار الفتوى وفي الامور العملية وفي التوعية الشاملة التي تبدأ من المدارس الابتدائية وحتى الجامعات كي نعيد حياة الحوار الذي كان يعيش عليه الصحابة الكرام في زمن النبي عليه الصلاة والسلام، وفي القرون الاولى.
في مجلس الامام الصادق كان يحضر الناس من جميع المذاهب وحتى الزنادقة كانوا يحضرون ويشكلون ويتم الرد عليهم بالحوار لا بالعنف.
• كيف يمكن لدولة إسلامية ان تطبق الشريعة الإسلامية حسب مفهوم الاغلبية دون ان يلغي هذا حق الاقليمية المسلمة الاخرى؟
- اذا لم يكن بهذه الدولة تعدد مذهبي فلا بد ان تشكك في حقانية تلك الدولة وسلامة وضعها. ان طبيعة البشر هي حرية الرأي وهذا يقتضي وجود وجهات نظر مختلفة، والمشتركات بالفهم طيبة ومطلوبة لكن ليس على طريقة اللون الواحد دون وجود اي تميز، وحتى في المذهب الواحد الا توجد به آراء مختلفة؟ في كل مذهب، الحنبلي، الشافعي، الحنفي، الشيعة عندهم اكثر من 100 مرجع ديني ولكل واحد منهم رأيه الفقهي وكلهم شيعة، الحنابلة عندهم اكثر من 100 مرجع ديني وكلهم يتبعون الحنبلية والبعض يتصور ان السلفية كلها تيار واحد، ومنهم واحد، هناك آراء متنوعة، بل يكون اشعري الكلام او معتزلي الكلام وهو سلفي، هناك تنوع هناك سلفية تقبل التعاون مع الغرب بشيء وترفض التعاون بشيء آخر، ليست هناك طائفة او مذاهب او فقهاء يتفقون على كل شيء.
اذا اردنا دولة اسلامية حقيقية وواقعية فيجب ان تشمل كل المذاهب وكل الاديان، وفي التاريخ الاسلامي كانت الكنائس موجودة في كل المدن الاسلامية، ولم يكن الغرب يسمح ببناء مسجد واحد في بلادهم.
• لكنهم سمحوا الآن؟
- في العقود الاخيرة فقط، لكن في بلادنا كانت الكنائس من زمان، هناك كنيسة في اصفهان عمرها اكثر من 1200 سنة وكذا في باقي المدن الإسلامية، هذا قلب الدولة الاسلامية، وفي تركيا وغيرها.
• تحريم وجود الدين الآخر يشمل الجزيرة العربية فقط؟
- هذا اعتبارا لقضية سياسية في حينه وليس قضية دينية، فالاسلام يسمح لكل الديانات فكيف بابناء مذاهب الاسلام، لا بد ان يكون هناك تعدد آراء فقهية.
• لكن المطلوب ألا تشعر الاقلية بالقهر، ايران اغلبية شيعية وتطبق الإسلام فكيف هو وضع السنة في إيران؟
- سابقا عندما كان الإنسان يتحدث عن هذا الموضوع يتهم بطائفية او شيء من هذا، لكن اليوم عندما يتحدث العالم عن الديموقراطية والاكثرية ورأيها فإن القناعة تتوافر، عندما تكون الاكثرية الساحقة تتبع المذهب الفلاني، يكون الحق لهذا المذهب ان يكون هو الابرز ولكن لا لقمع الاقلية، نحن في كل ايران قبل الثورة الاسلامية، كان لدينا اكثر من 200 مسجد، والآن بعد قيام الثورة هناك اكثر من 2800 مسجد في المناطق السنية، والحوزات العلمية التي تدرس العلوم الشرعية لم تكن اكثر من 11 حوزة وهي اليوم اكثر من 220 حوزة علمية ومدعومة من قبل الدولة.
وكذلك الامر في قضايا الزواج والطلاق، وحسب كل مذهب اشافعيا أم حنبليا فإنه يرجع إلى طريقته ومذهبه الخاص، وانا كشيعي فإنني عندما اقلد السيد السيستاني مثلا فإنني لا ارجع للسيد الحكيم، او عندما اقلد الحكيم فانني لا اقلد الامام الخامنئي وهكذا ولكل مرجعيته، فكيف اننا لا نرضى ان يقلد الواحد غير من يشاء في مذهبه لنقوم بالضغط على الآخر ليقلد مذهبا غير مذهبه؟ هذا مرفوض عقلاء وشرعا واسلاميا. وللأسف ان الاعلام يصور عكس هذه الامور.
• هل تظن ان للغرب مصلحة بعمل فتنة بين المسلمين؟
- اعتقد ان الغرب له مصالحه، لا بد ان نميز بين السلطة السياسية وبين الشعوب في الغرب.
• انا اتحدث عن المخزون العدائي الذي يرتكز او يتأثر بالحروب الصليبية؟
- نحن دائما ندعو لحوار جاء بين ابناء الديانات الابراهيمية، ولكن للأسف بعض السلطات الغربية تستغل الدين المسيحي لضرب المسلمين في انحاء العالم، ومن ذلك اولئك الذين يقطنون الغرب.
نعم هناك مخطط ومشروع يسعى لإيجاد تمزق وتشتت في الاوساط الاسلامية، والغرب تطور تكنولوجيا وصناعيا وهو يقوم بتصدير كل المنتجات الاستهلاكية من كل نوع بما فيها الغذائية وحتى الماء... والغرب يعتبر منطقتنا سوقا جاهزا له، وهم يعملون على توسيع هذا السوق الواعد الذي يكبر يوما بعد يوم، نحن للأسف نعتمد في كل شيء على الغرب، وهم يعملون على توسيع هذا الوضع، ولذلك فانهم يعملون على زيادة كل شيء من شأنه ان يؤدي إلى بقاء الوضع على ما هو عليه، والضعف يؤدي إلى الصراعات والانشغال بالردود والمساجلات الفقهية والطائفية وسواها، وهذا يحدث بينما الغرب يعزز من وضعه كمنتج قائد ومستفيد، اما نحن فغارقون بغسل القدم ام مسح القدم، وليس لنا موطئ قدم!
لقد اشغلونا بهذه الامور وابعدونا عن المصالح العامة التي كنا الاسبق اليها منهم وكنا نقدم للعالم الفقهاء والعلماء والاختصاصيين في مختلف الامور والمجالات، الكيمياء، الفيزياء، والفن، الادب، الفلك، علماؤنا تفوقوا وكانوا الاوائل وكانوا النجوم التي تسطع في سماء العلم، لكن اليوم عليك البحث في العالم الاسلامي ولن تجد شخصية اسلامية بارعة إلا لأنها درست في الغرب وسكنت فيه وتخصصت برعاية مؤسسات غربية، وهؤلاء لا يرسلهم الغرب إلى العالم الاسلامي الا بعد الوفاة جثة في تابوت كي يدفن في بلده، ومسقط رأسه!
من الطبيعي ان يسعى الغرب لإيجاد هذا التشتت والتمزق، لكن الامر بايدينا نحن، ونحن مستهلكون والغرب يخلق عدوا وهميا كي يبيع بعشرات مليارات الدولارات، اسلحته تتقادم بعد 20 سنة ويتم تفكيكها لأنها صارت قديمة لا تنفع.
وثانيا هناك في منطقتنا ثروات فكرية مهمة جدا لا يريد الغرب اي تقدم لها او انطلاق، وهذه الثروات لا بد ان ترتبط بسقف من الحرية كي تزدهر وتقدم العطاء الانساني كما كانت هذه المنطقة.
ومن اروع واغلى الثروات في عالمنا الثروة الفكرية، فهي تعيش دون امن ولا تقدر على قول ما تريد وتبدع.
ان الانسان يتحرك منطلقا من حب الكمال ومن فطرة الحب والانطلاق، ثم انهم يعتمدون على ان مجتمعاتنا مستهلكة وغير منتجة، نحن لا ننتج بل نقوم باعمال مونتاج للمواد ونقدم مواد نصف مصنعة في استمرار للاعتماد على الغرب وعلى طاقاته وقدراته بما في ذلك منتجات الاعلام.
ان الحرية الفكرية تحتاج سقفا بطول السماء كي تتحرك لا كسقف الغرفة، ان الاجواء الضيقة التي نعيشها سببها هؤلاء الذين يريدون نهب ثرواتنا الطبيعية، كالنفط الذي اصبح نقمة علينا ويكبل حركتنا ورمزا لعبوديتنا ويجعلنا رقيقا بيد هؤلاء.
في ابسط الامور نحن لا ننتج ما نحتاج، ونحن لا نلوم الغرب هنا بل علينا ان نلوم انفسنا، ونحن لا نقول ان هذا حق الغرب لكن هذا الغرب يبحث عن مصالحه هو لا عن مصالح سواه.
هذا تفكير منفعي، ونحن نعرف الخطأ والصواب، ونحن الذين نساعد الغرب ليسيطر على ثرواتنا وعلى ايجاد الفرصة ليكون هو السيد والحكم في امورنا.
ان مجتمعنا يستهلك الغرب حتى فكريا واعلاميا، وهنا يصعب ان تكون قراراتنا بايدينا نحن.
ان من اهم الكوارث الآن التي يشهدها العالم الاسلامي هو قتل الفلسطينيين عيانا وعلى الشاشات دون ان يتجرأ شخصية سلطوية في العالم الإسلامي ولم تتجرأ مؤسسات حقوق الإنسان سواء في الامم المتحدة او سواها على الادانة والاستنكار، بل العكس هو الذي يحدث فوزيرة خارجية اسرائيل تطالب العالم الحر بأن يدافع عن حقوق الإسرائيليين مقابل الارهابيين الفلسطينيين! هذا هو ما يحدث الآن!
• مؤسستكم ما مشاريعها؟
- المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب جاء استمرارا لما اسس قبل سبعين سنة في مصر كدار للتقريب بين المذاهب والتي عملت على التقريب بين المسلمين، والامام الخميني كان يرى ضرورة جمع الامة الاسلامية، واننا عندما وصلنا إلى السلطة يمكن ان نقوم بأمر كهذا ونقدم شيئا عمليا في هذا المجال، وهناك قضايا اذكر بها مثل اغلاق سفارة اسرائيل وفتح سفارة فلسطين، لكن حصلت قضايا مثل الحرب العراقية - الايرانية اوجدت فرقة وهذا كان يؤلمنا، لكن الامام الخميني ظل يوصي بالجوار خيرا ولم تصدر كلمة واحدة فيها تعد على الاحبة والاشقاء، بل كان يركز على ادانة المستعمر والمستكبر الذي يريد بنا الشر كأمة واحدة، وفي بداية ولاية السيد الخامنئي تأسس هذا المجمع كي يكون استمرارا لحركة التقريب، ومن اهم اهداف هذا المجمع اظهار النقاط المشتركة بين المسلمين، سواء في الفقه او الاصول او في القضايا التاريخية، فهناك امور مشتركة يرى بعض العلماء ان ما يجمع السنة والشيعة اكثر من 90 في المئة وبالتالي فإن هذا دافع كبير، لا لتجاوز الخلافات وانكارها لكن بالاقرار باننا اسرة واحدة، والاسرة الواحدة يقع فيها خلاف كثير لكنها تظل اسرة وهذه صورتها النهائية، فلا بد ان نختلف بالآراء ونناقش، ونستخلص من التاريخ، لأن هناك الكثير من الاحاديث والاقوال المختلفة، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول وبخيرنا بأنهم سوف يتقولون علي، فإن حصل فخذوا ما وافق الكتاب، الرسول كان يرى هذا الشيء عن الصلاة والصوم وسواهما، فما هي الحال عندما يتعلق الامر باحداث وامور تاريخية تقع ويختلف عليها الناس.
كلنا يعرف ان كتابة التاريخ وعادة عبر كل الازمان تتم لصالح السلاطين والحكام وبالتالي فإن التاريخ كتب في الفترتين الاموية والعباسية وكتبة التاريخ عملوا على ارضاء السلطة لا عموم المسلمين المخلصين، وعندما نعلم هذا الشيء فلماذا نخضع لكل خبر جاءنا؟ ان بعض ما نعتبره من المسلمات يضر العالم الإسلامي.
في قضية كربلاء يصورون الامر بين سنة وشيعة فيما لم يكن هناك سنة وشيعة انذاك! البعض يعتبر ان الشيعة عندما يقيمون مراسم عاشوراء فإن هذا ضد السنة.
لقد كانت قضية الحسين في مقابل يزيد بن معاوية فقط، قضية الشيعة حصلت اواخر القرن الثاني، الحسين كان امام الامة كلها، وكان يزيد يريد ان يكون خليفة المسلمين، الانحرافات بقراءة التاريخ تشوه الصورة، ولا بد للمؤرخين والفقهاء ان يجلسوا إلى بعضهم البعض ويعلموا المجتمع!
• وتبقى الخلافات؟
- الخلافات لا بد وان تكون موجودة وكذا تعدد المذاهب واذا اصبح العالم كله دينا او مذهبا واحدا فهذا امر غير طبيعي... لدينا كتب وعناوين عن الأمور المشتركة والجانب العلمي والتاريخي، والفقهي، وان اكثر الصراعات التي تحصل في العالم الاسلامي ليست وليدة اختلاف فقهي، بل اختلافات سلطات، أليس من العجيب ان نشاهد دولا اسلامية تختلف مع بعضها وهي تتبع دينا واحدا؟!
تدخل باتفاقيات مع دول كافرة بالمصطلح الاسلامي ولكن لا تدخل باتفاقيات مع دول اسلامية.
الخلاف السياسي ليس حراما، لكن ما هو أهم من هذا هو الوحدة بين المسلمين وان ذلك من ضروريات الدين.
وعندما يأتي موسى ويجد اخاه هارون عليهما السلام ويلومه... «يا ابن ام لا تأخذني من لحيتي»، عندما وجدهم يعبدون العجل وهارون سكت عنهم، كان يريد الوحدة، الوحدة اهم شيء وهذا في كل الاديان الإلهية، «هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاعبدون»، امة واحدة وكتاب واحد، وصلاة وحج وصوم، لا يوجد اي مبرر للصراع والخلاف وحتى الاجنبي عندما يدخل بلاد المسلمين يجب ان يعامل بأمان.
• هل هناك تعاون مع مؤسسات إسلامية مماثلة؟
- موجود، ونحن نواكب التطورات التي تحصل في العالم، ونعمل على تطبيق كل ما يؤسس لقيم خالدة في سلوك المسلمين مع بعضهم، هناك صور مشرقة في التاريخ منها التي عاش اصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام، القيم الانسانية هذه تظل خالدة، اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام الائمة... صدام عندما غزا ايران بدأ بالعرب وعمل مقابر جماعية في منطقة (خوزستان) هذا وقع ايضا في نطاق الاعلام وكأن الحرب عربية - فارسية ومجوسية ونحن ننسى بأننا اخوة.
• المجوسية في ايران تعادل الجاهلية عندنا قبل الإسلام... أليس كذلك؟
- نعم... الزرادشتية الآن في ايران بضعة آلاف فقط هنا وهناك وانتهت ، وهم لا يشكلون اي نسبة تذكر من ايران، نحن نحترم الاقليات الدينية لكن بدل ان نبحث عن حليف قوي فإنك تستبعد الاشقاء وتجعلهم من المجوس!
• وشعار تصدير الثورة؟
- لم يطرحه احد... كانت الثورة الإسلامية للايرانيين ومن اليوم الاول للامام الخميني لم يكن هناك غير المحبة والاخاء للشعوب الشقيقة، هناك عناصر تجتهد ولها آراؤها الخاصة، وهؤلاء يتحدثون عن وحدة اسلامية وهذه قضايا طرحت في السابق، لكن لم نجد مسؤولا واحدا في ايران ادعى بتصدير الثورة إلى الخارج، الفكر لا يمكن فرضه على الآخرين.
الغرب كان يتهمنا بأن الاسلام قد انتشر بالسيف وهذا غير صحيح لأن الاسلام لم يبدأ بأي حرب، الآن يفرضون الديموقراطية على افغانستان والعراق بالحرب والاحتلال، لكن هل دخل الاسلام اندونيسيا والهند والصين بالحرب؟
هل احضرتم انتم الديموقراطية للعراق بالدعوة والتبشير؟ هل يصدق احد ان ما تقوم به اسرائيل بعيد عن السلطة الاميركية الاستكبارية؟
أميركا لا تخجل ولا تخفي دعمها لإسرائيل، سواء بالدعم السنوي الذي يتجاوز الـ 20 مليار دولار او بارسال الأسلحة مثل «المدمرة كول» وبالاسلحة وبكل شيء، نحن نستحي ان نقول لأمـــيركا اوقــــفي ربيـــبتـــك اســـرائـــيل مـــع الأسف!
ان التكاتف بين الشعوب الإسلامية جيد، ولكن لا بد للقيادات الحكيمة ان تجمع هذه العواطف لتحقق اهداف الأمة ولا تسكت عن الحقوق.
تعليق على المقالالإسمالبريد الإلكترونيعنوان التعليقالتعليقأرسلfunction hideElement(id_attribute_value,imgid,id_Iframe,url ){ var img = document.getElementById(imgid); if(document.getElementById(id_attribute_value).sty le.display=="none") { var mySplitDiv = id_attribute_value.split("_"); var mySplitImg = imgid.split("_"); for (i=2; i
حوار / التسخيري لـ «الراي»: مقتل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب أول عمل إرهابي في الإسلام... ومقام أبو لؤلوة أكذوبة التسخيري متحدثاً للزميل يوسف علاونة (تصوير أحمد عماد)
حث الدكتور محمد مهدي التسخيري مستشار مجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية الايراني كافة الفرق والطوائف الاسلامية على التعايش كعائلة واحدة في نطاق الإسلام وشدد في حوار مع «الراي» على ان ما يجمع السنة والشيعة هو اكثر من 90 في المئة من الفقه والأصول داعيا إلى عدم التجمد عند حدود الخلافات الهامشية والصغيرة التي وقعت بين الجانبين.
وطلب التسخيري من جميع المسلمين الانتباه إلى الفتن والحذر منها وقال ان الاسلام مشروع حضاري حواري لا يجب ان يتم قمعه في الزوايا الضيقة من التعصب والجهل.
وعند زيارته إلى الكويت قال انها جاءت اثر دعوة حركة التوافق الوطني الإسلامي للاشتراك في مؤتمر العِبرة والعَبرة لاستشهاد ابي الشهداء الامام الحسين عليه السلام ونحن نمثل المجتمع العالمي للتقريب ولدينا كلمة حول هذا الموضوع.
وهنا حوار «الراي» معه:
• ما التقريب بين المذاهب... كيف؟
- التقريب من ضروريات الحياة الاجتماعية والسياسية التي لا يمكن لحكيم في عالمنا الإسلامي تجاهلها او انكارها، لما نلاحظه ونشاهده من احداث تحصل وحوادث تقع بين ابناء العائلة الواحدة، والتي كرس الإسلام مصطلح الاخوة للتأكيد على كون الأمة عائلة «انما المؤمنون اخوة» وشرعت القوانين الاسلامية لتقوية هذه الاخوة الاسلامية، فالاسلام الذي جمع الأوس والخزرج اللذين تقاتلا 120 سنة واكثر تحت سماء واحدة في زمن رسول الله (ص) في زمن يقولون كانت تحكمه الجاهلية وبدأت الحركة العلمية شيئا فشيئا لا يعني انه لم يكن هناك ثراء علمي، بل لم يكن هناك علوم متجذرة كما لدى الديانات الاخرى، هذه النهضة بدأت بـ «اقرأ باسم ربك الذي خلق» يفرض علينا ان نكون افضل في التعالي على الخصومة.
كانوا في ظل قيادة الرسول الإلهية مع تنوع آرائهم، علي وابو بكر وعمر وطلحة وعثمان وسعد وابو ذر... كل آراء هؤلاء المتنوعة حيث في منهل التوحيد هؤلاء مع تعدد آرائهم واجتهاداتهم ساروا تحت قبة واحدة وهي قبة الرسول الاكرم.
• هل نحن اكثر ايمانا من هؤلاء؟ وهل نحن اكثر حرصا من هؤلاء على المصلحة الإسلامية؟
- اما يدخل البعض في يومنا ليؤجج الفتنة وليعيد تاريخ فريق الكثير منه غير دقيق ونحن في عالم سرعة الاتصالات وسرعة وصول الاخبار باللمحة.
• عندما نسمع بحادثة ما في صحف او كتب نرى قراءات كثيرة لواقعة وهي في زمننا فكيف بخبر يأتيك من وراء جدار سماكته 1300 سنة؟
- لا اقول ان تكذب الخبر، لكن نصور الفترة الزمنية تلك ثم نتحرك، فمن لا يمكنه ان يقدم صورة واضحة يتخبط ويسيء للآخر ونفسه.
حركة التقريب هي الدعوة إلى الرجوع إلى زمن الرسالة، ولا نقول هذا عن حالة براغماتية خيالية، بل لاننا ان اردنا العيش والكرامة والعزة فلا بد ان نرجع لتلك الحالة، مع ملاحظة كل هذه الامور السياسية والاجتماعية والمعماري، وكل التطور الانساني لا بد ان نسعى لنطبق حياة تؤسس لقضايا فكرية وقيم انسانية تبقى خالدة وان تغيرت مصاديقها.
هناك صور مشرقة في تاريخ الصحابة، وائمة المذاهب المتعددة ابو حنيفة، احمد بن حنبل، الشافعي، مالك بن انس، الامام الصادق، الامام الباقر، زيد بن علي وسائر الأئمة.
مالك بن انس يقول: عندما كنت ادخل على الامام الصادق كان يقدم لي متكئا واتكئ عليها ويقول لي يا مالك اني احبك فكنت اسر بهذه الكلمة، هذا هو التعامل بين هؤلاء فهل نصل إلى مرحلة البعض بسبب الآخر، يلعن الآخر يخطئه ويصل لمرحلة التكفير، بل تصل المسألة من مخالفة فكرية ومعارضة سياسية إلى اشد الحالات وهو القتل.
• في العراق؟
- ليس في العراق فقط، هناك قتل مذهبي حصل في باكستان والهند وبنغلاديش وغيرها.
ومع الاسف ان هذه الاعمال تتم على اساس مذهبي طائفي تعصبي ولأغراض سياسية لا علاقة لها بالإسلام.
• الخلاف الديني لا يؤدي إلى حمل السلاح بالتأكيد؟
- لم نسمع في التاريخ ان علماء وفقهاء حملوا السلاح وتقاتلوا... ما نعلمه ان العلماء والفقهاء كانوا كلما حصل اختلاف يوقفون الأمة عن الوقوع في الخطأ ويتدخلون لمنع العامة من الانزلاق في دروب التعصب، وكانوا يؤكدون على الوحدة.
• ما الدور المطلوب من العلماء والمثقفين في هذا الوقت؟
- الدور الحقيقي هو الابتعاد عن النقل المغلوط للقضايا، نحن المسلمون نعاني من الفهم المغلوط الذي يفرضه علينا المتعصبون.
فحينما يقال لك بأن المذهب الفلاني لا يحب أهل البيت نأتي إلى الواقع فلا نجد ان هذا صحيح، فحتى غير المسلمين يحبون اهل البيت.
• نعم عرفت مسيحيين اعربوا عن اعجابهم بسيرة اهل البيت وتاريخهم... وهذا ينطلق من الاعجاب من الفعل الكبير الذي احرزه النبي عليه الصلاة السلام بالحضارة البشرية؟
- بالتأكيد هؤلاء العظام ذخيرة حضارية للاسلام، ولا يوجد مسلم ابدا لا يحب اهل البيت ويقدمهم على سواهم مهما كان فضلهم.
او هناك من يقول عن طائفة بأن لها قرآنا خاصا بها مختلف عما بين ايدي المسلمين من الكتاب! هل يعقل هذا؟... او ان جبريل عليه السلام اخطأ عند النزول بالوحي وكان يقصد عليا فاخطأ!
اذا كانت هناك آراء شاذة لدى البعض فإنها موجودة في كل المذاهب... واذا كانت هناك اخطاء فكرية او سياسية لشخص ما فهل يجب ان تقع مسؤولية هذه الاخطاء على كل من انتمى او كانت له علاقة بهذا الشخص؟
• هل يوجد في ايران مقام لقاتل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟
- اريد ان اقول شيئا اولا: نحن نعتقد ان اول عملية ارهابية حصلت في التاريخ الاسلامي كانت قتل الخليفة الثاني على يد المجرم ابو لؤلؤة المجوسي. http://www.alraimedia.com/Alrai/Article.aspx?Id=30268
لعنة الله على خليفة المنافقين عمر ومن يترضى عنه واللهم أحشرني مع أبو لؤلؤة واجعله شفيعي يوم القيامة لقد إنكشف غطاؤك يا سلفي أبي لؤلؤة
حوار / التسخيري لـ «الراي»: مقتل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب أول عمل إرهابي في الإسلام... ومقام أبو لؤلوة أكذوبة التسخيري متحدثاً للزميل يوسف علاونة (تصوير أحمد عماد) حث الدكتور محمد مهدي التسخيري مستشار مجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية الايراني كافة الفرق والطوائف الاسلامية على التعايش كعائلة واحدة في نطاق الإسلام وشدد في حوار مع «الراي» على ان ما يجمع السنة والشيعة هو اكثر من 90 في المئة من الفقه والأصول داعيا إلى عدم التجمد عند حدود الخلافات الهامشية والصغيرة التي وقعت بين الجانبين.
وطلب التسخيري من جميع المسلمين الانتباه إلى الفتن والحذر منها وقال ان الاسلام مشروع حضاري حواري لا يجب ان يتم قمعه في الزوايا الضيقة من التعصب والجهل.
وعند زيارته إلى الكويت قال انها جاءت اثر دعوة حركة التوافق الوطني الإسلامي للاشتراك في مؤتمر العِبرة والعَبرة لاستشهاد ابي الشهداء الامام الحسين عليه السلام ونحن نمثل المجتمع العالمي للتقريب ولدينا كلمة حول هذا الموضوع.
وهنا حوار «الراي» معه:
• ما التقريب بين المذاهب... كيف؟
- التقريب من ضروريات الحياة الاجتماعية والسياسية التي لا يمكن لحكيم في عالمنا الإسلامي تجاهلها او انكارها، لما نلاحظه ونشاهده من احداث تحصل وحوادث تقع بين ابناء العائلة الواحدة، والتي كرس الإسلام مصطلح الاخوة للتأكيد على كون الأمة عائلة «انما المؤمنون اخوة» وشرعت القوانين الاسلامية لتقوية هذه الاخوة الاسلامية، فالاسلام الذي جمع الأوس والخزرج اللذين تقاتلا 120 سنة واكثر تحت سماء واحدة في زمن رسول الله (ص) في زمن يقولون كانت تحكمه الجاهلية وبدأت الحركة العلمية شيئا فشيئا لا يعني انه لم يكن هناك ثراء علمي، بل لم يكن هناك علوم متجذرة كما لدى الديانات الاخرى، هذه النهضة بدأت بـ «اقرأ باسم ربك الذي خلق» يفرض علينا ان نكون افضل في التعالي على الخصومة.
كانوا في ظل قيادة الرسول الإلهية مع تنوع آرائهم، علي وابو بكر وعمر وطلحة وعثمان وسعد وابو ذر... كل آراء هؤلاء المتنوعة حيث في منهل التوحيد هؤلاء مع تعدد آرائهم واجتهاداتهم ساروا تحت قبة واحدة وهي قبة الرسول الاكرم.
• هل نحن اكثر ايمانا من هؤلاء؟ وهل نحن اكثر حرصا من هؤلاء على المصلحة الإسلامية؟
- اما يدخل البعض في يومنا ليؤجج الفتنة وليعيد تاريخ فريق الكثير منه غير دقيق ونحن في عالم سرعة الاتصالات وسرعة وصول الاخبار باللمحة.
• عندما نسمع بحادثة ما في صحف او كتب نرى قراءات كثيرة لواقعة وهي في زمننا فكيف بخبر يأتيك من وراء جدار سماكته 1300 سنة؟
- لا اقول ان تكذب الخبر، لكن نصور الفترة الزمنية تلك ثم نتحرك، فمن لا يمكنه ان يقدم صورة واضحة يتخبط ويسيء للآخر ونفسه.
حركة التقريب هي الدعوة إلى الرجوع إلى زمن الرسالة، ولا نقول هذا عن حالة براغماتية خيالية، بل لاننا ان اردنا العيش والكرامة والعزة فلا بد ان نرجع لتلك الحالة، مع ملاحظة كل هذه الامور السياسية والاجتماعية والمعماري، وكل التطور الانساني لا بد ان نسعى لنطبق حياة تؤسس لقضايا فكرية وقيم انسانية تبقى خالدة وان تغيرت مصاديقها.
هناك صور مشرقة في تاريخ الصحابة، وائمة المذاهب المتعددة ابو حنيفة، احمد بن حنبل، الشافعي، مالك بن انس، الامام الصادق، الامام الباقر، زيد بن علي وسائر الأئمة.
مالك بن انس يقول: عندما كنت ادخل على الامام الصادق كان يقدم لي متكئا واتكئ عليها ويقول لي يا مالك اني احبك فكنت اسر بهذه الكلمة، هذا هو التعامل بين هؤلاء فهل نصل إلى مرحلة البعض بسبب الآخر، يلعن الآخر يخطئه ويصل لمرحلة التكفير، بل تصل المسألة من مخالفة فكرية ومعارضة سياسية إلى اشد الحالات وهو القتل.
• في العراق؟
- ليس في العراق فقط، هناك قتل مذهبي حصل في باكستان والهند وبنغلاديش وغيرها.
ومع الاسف ان هذه الاعمال تتم على اساس مذهبي طائفي تعصبي ولأغراض سياسية لا علاقة لها بالإسلام.
• الخلاف الديني لا يؤدي إلى حمل السلاح بالتأكيد؟
- لم نسمع في التاريخ ان علماء وفقهاء حملوا السلاح وتقاتلوا... ما نعلمه ان العلماء والفقهاء كانوا كلما حصل اختلاف يوقفون الأمة عن الوقوع في الخطأ ويتدخلون لمنع العامة من الانزلاق في دروب التعصب، وكانوا يؤكدون على الوحدة.
• ما الدور المطلوب من العلماء والمثقفين في هذا الوقت؟
- الدور الحقيقي هو الابتعاد عن النقل المغلوط للقضايا، نحن المسلمون نعاني من الفهم المغلوط الذي يفرضه علينا المتعصبون.
فحينما يقال لك بأن المذهب الفلاني لا يحب أهل البيت نأتي إلى الواقع فلا نجد ان هذا صحيح، فحتى غير المسلمين يحبون اهل البيت.
• نعم عرفت مسيحيين اعربوا عن اعجابهم بسيرة اهل البيت وتاريخهم... وهذا ينطلق من الاعجاب من الفعل الكبير الذي احرزه النبي عليه الصلاة السلام بالحضارة البشرية؟
- بالتأكيد هؤلاء العظام ذخيرة حضارية للاسلام، ولا يوجد مسلم ابدا لا يحب اهل البيت ويقدمهم على سواهم مهما كان فضلهم.
او هناك من يقول عن طائفة بأن لها قرآنا خاصا بها مختلف عما بين ايدي المسلمين من الكتاب! هل يعقل هذا؟... او ان جبريل عليه السلام اخطأ عند النزول بالوحي وكان يقصد عليا فاخطأ!
اذا كانت هناك آراء شاذة لدى البعض فإنها موجودة في كل المذاهب... واذا كانت هناك اخطاء فكرية او سياسية لشخص ما فهل يجب ان تقع مسؤولية هذه الاخطاء على كل من انتمى او كانت له علاقة بهذا الشخص؟
• هل يوجد في ايران مقام لقاتل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟
- اريد ان اقول شيئا اولا: نحن نعتقد ان اول عملية ارهابية حصلت في التاريخ الاسلامي كانت قتل الخليفة الثاني على يد المجرم ابو لؤلؤة المجوسي.
لعنة الله على خليفة المنافقين عمر ومن يترضى عنه واللهم أحشرني مع أبو لؤلؤة واجعله شفيعي يوم القيامة لقد إنكشف غطاؤك يا سلفي أبي لؤلؤة
حوار / التسخيري لـ «الراي»: مقتل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب أول عمل إرهابي في الإسلام... ومقام أبو لؤلوة أكذوبة التسخيري متحدثاً للزميل يوسف علاونة (تصوير أحمد عماد)
هل يوجد في ايران مقام لقاتل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟
- اريد ان اقول شيئا اولا: نحن نعتقد ان اول عملية ارهابية حصلت في التاريخ الاسلامي كانت قتل الخليفة الثاني على يد المجرم ابو لؤلؤة المجوسي.
هناك قبر لأحد الدراويش الصوفية في مدينة كاشان البعض ينسبه إلى ابو لؤلؤة... لكن عندما تأتي إلى التاريخ عن الذي ارتكب تلك الجريمة ستجد انه قتل ودفن في المدينة المنورة، ثم من هو الذي حمل هذه الجثة في ذلك الوقت من المدينة إلى كاشان واين الثلوج والجو الذي يسمح بنقل جثة كهذه طوال اسابيع وربما اشهر كي تصل إلى كاشان وليبقى الجسم دون ان يبلى؟! http://www.alraimedia.com/Alrai/Article.aspx?Id=30268
إذا كان تسخيري يقول هذا الكلام عن أبو لؤلؤة الذي أدخل السرور على أهل البيت أنه مجرم ومجوسي وقتله لعمر هو عملية إرهابية فلعنة الله عليه ولعنة الله على كل من يترضى على عمر ويلعن أبو لؤلؤة .
أبي لؤلؤة
إذا كان تسخيري يقول هذا الكلام عن أبو لؤلؤة الذي أدخل السرور على أهل البيت أنه مجرم ومجوسي وقتله لعمر هو عملية إرهابية فلعنة الله عليه ولعنة الله على كل من يترضى على عمر ويلعن أبو لؤلؤة .
أبي لؤلؤة
عن الامام علي عليه السلام "كرهت لكم أن تكونوا لعانين شتامين".المصدر : ( كتاب وقعة صفين ص103، وكتاب البحار للمجلسي ج32 ص399)
قال رسول الله (ص): ( سباب المؤمن فسوق، وقتاله كفر، وأكل لحمه معصية، وحرمة ماله كحرمة دمه)المصدر (الكافي ج2 ص359-360 ح2)
****** هات دليلا صحيحا ومسندا من كتب الشيعة الامامية يدل على ان قتل ابو لؤلؤة المجوسي لعمر رضي الله عنه ادخل السرور على اهل البيت عليهم السلام
تعليق