بمناسبة الفاجعة المزدوجة التي يمثل الجزء الأول منها انقطاع الوحي في تاريخ البشرية. هذه الظاهرة التي لم يعرف الانسان في تاريخه الطويل ظاهرة يمكن أن تماثلها وأن تناظرها في القدسية والجلال والأثر في حياة الانسان وتفكيره.
ويمثل الجزء الآخر من الفاجعة الانحراف داخل المجتمع الاسلامي، على يد المؤامرة التي قام بها جناح من المسلمين بعد وفاة رسول الله ( ص) فانحرف بذلك الخط عما كان مقرراً له من قبل النبي (ص) ومن قبل الله تعالى.
كان هذا اليوم المشؤوم بداية انحراف طويل ونهاية عهد سعيد بالوحي، تمثل في مائة وأربعة وعشرين ألف نبي كما في بعض الروايات وكان بداية ظلام ومحن ومآس وفواجع وكوارث من ناحية اُخرى تمثل في ما عقب وفاة رسول الله (ص) من أحداث في تاريخ العالم الاسلامي هذه الأحداث المرتبطة ارتباطاً شديداً وقوياً بما تم في هذا اليوم من الفاجعة على ما في زيارة الجامعة التي نقرؤها: (بيعتهم التي عمت شؤمها الاسلام، وزرعت في قلوب الأمة الآثار وعنفت سلمانها، وضربت مقدادها، ونفت جندبها، وفتحت بطن عمارها، وأباحت الخمس للطلقاء اولاد الطلقاء وسلطت اللعناء على المصطفين الاخيار، وأبرزت بنات المهاجرين والانصار الى الذلة والمهانة وهدمت الكعبة واباحت المدينة وخلطت الحلال بالحرام) الى غير ذلك من الاوصاف.
الانحراف الذي حصل يوم السقيفة، كان أول ما كان في كيان الدولة، لأن القيادة كانت قد اتخذت طريقاً غير طريقها الطبيعي، وقلنا بأن هذا الانحراف الذي حصل يوم السقيفة، في زعامة التجربة أي الدولة، كان من الطبيعي في منطق الاحداث ان ينمو ويتسع، حتى يحيط بالتجربة نفسها، فتنهار الزعامة التي تشرف على تطبيق الاسلام.
هذه الزعامة باعتبار انحرافها، وعدم كونها قادرة على تحمل المسؤولية، تنهار في حياتها العسكرية والسياسية، وحينما تنهار الدولة، حينما تنهار زعامة التجربة ينهار تبعاً لذلك المجتمع الاسلامي، لانه يتقوم بالعلاقات التي تنشأعلى أساس الاسلام، فاذا لم تبق زعامة التجربة لترعى هذه العلاقات وتحمي وتقنن قوانين لهذه العلاقات، فلا محالة ستتفتت هذه العلاقات، وتتبدل بعلاقات اُخرى قائمة على أساس آخر غير الاسلام، وهذا معناه زوال المجتمع الاسلامي.
تبقى الامة بعد هذا وهي أبطأ العناصر الثلاثة تصدعاً وزوالاً، بعد ان زالت الدولة الشرعية الصحيحة، وزال المجتمع الاسلامي الصحيح، تبقى الامة، الا ان هذه ايضاً من المحتوم عليها ان تتفتت، وان تنهار، وان تنصهر ببوتقة الغزو الكافر، الذي اطاح بدولتها ومجتمعها.
لأن الامـة التي عـاشـت الاسـلام زمناً قصيراً، لم تستطع ان تستوعب من الاسلام ما يحصنها، ما يحدد ابعـادها ، ما يقـويها، ما يعطيها اصالتها وشخصيتها وروحها العامة وقدرتها على الاجتماع ، على مقاومة التمـيع والتسـيـب والانصـهـار في البوتقات الاخرى.
هذه الامة بحكم ان الانحراف قصّر عمر التجربة، وبحكم ان الانحراف زوّر معالم الاسلام، بحكم هذين السببين الكمي والكيفي، الأمة غير مستوعبة، الامة تتحصّن بالطاقات التي تمنعها وتحفظها عن الانهيار امام الكافرين وامام ثقافات الكافرين، فتـتنازل بالتـدريج، عن عقـيدتها عن آدابها، عن اهدافها وعن أحكامها، ويخرج الناس من دين اللّه افواجاً، وهذا ما أشارت اليه رواية عن احد الأئمة (ع) يقول فيها بأن أول ما يتعطل من الاسلام هو الحكم بما انزل اللّه سبحانه وتعالى، وآخر ما يتعطل من الاسلام هو الصلاة، هذا هو تعبير بسيط عما قلناه من ان اول ما يتعطل هو الحكم بما انزل اللّه أي ان الزعامة والقيادة للدولة تنحرف، وبانحرافها سوف يتعطل الحكم بما انزل اللّه.
وهذا الخط ينتهي حتماً الى أن تتعطل الصلاة، يعني الى تمييع الامة، تعطل الصلاة هو مرحلة ان الامة تتعطل، ان الامة تتنازل عن عقيدتها، ان الامة تضيع عليها رسالتها وآدابها وتعاليمها.الحكم بغير ما انزل اللّه، معناه ان التجربة تنحرف، ان المجتمع يتميّع...
في مقابل هذا المنطق وقف الأئمة (ع) على خطين كما قلنا:
الخط الأول: هو خط محاولة تسلم زمام التجربة، زمام الدولة، محو آثار الانحراف، ارجاع القيادة الى موضعها الطبيعي لأجل ان تكتمل العناصر الثلاثة: الامة والمجتمع والدولة.
الخط الثاني: الذي عمل عليه الائمة (ع)، هو خط تحصين الامة ضد الانهيار، بعد سقوط التجربة واعطائها من المقومات، القدر الكافي، لكي تبقى وتقف على قدميها، وتعيش المحنة بعد سقوط التجربة، بقدم راسخة وروح مجاهدة، وبايمان ثابت.
والآن، نريد ان نتبين هذين الخطين في حياة امير المؤمنين (ع)، مع استلال العبر في المشي على هذين الخطين.
على الخط الأول خط محاولة تصحيح الانحراف وارجاع الوضع الاجتماعي والدولي في الامة الاسلامية الى خطه الطبيعي، في هذا الخط، عمل (ع) حتى قيل عن علي (ع) انه أشد الناس رغبة في الحكم والولاية، اتهمه معاوية بن أبي سفيان، بانه طالب جاه، وانه طالب سلطان. اتهمه بالحقد على أبي بكر وعمر، اتهمه بكل ما يمكن ان يتهم الشخص المطالب بالجاه وبالسلطان وبالزعامة.
أمير المؤمنين (ع) عمل على هذا الخط خط تسلم زمام الحكم، وتفتيت هذا الانحراف، وكسب الزعامة، زعامة التجربة الاسلامية الى شخصه الكريم، بدأ هذا العمل عقيب وفاة رسول اللّه (ص) مباشرة حيث حاول ايجاد تعبئة وتوعية فكرية عامة في صفوف المؤمنين واشـعارهم بان الوضـع وضـع منحرف.
الا ان هذه التعبئة لم تنجح لاسباب ترتبط بشخص علي (ع) استعرضنا بعضها بالامس، ولاسباب أخرى ترتبط بانخفاض وعي المسلمين انفسهم ... لأن المـسلمين وقـتئذ لم يدركـوا ان يوم السقيفة كان هو اليوم الذي سوف ينفتح منه كل ما انفتح من بلاء على الخط الطويل لرسالة الاسلام، لم يدركوا هذا، ورأوا ان وجوهاً ظاهرة الصلاح قد تصدّت لزعـامة المسـلمين ولقـياداتهم في هذا المجـال، ومـن الممـكن خلال هذه القـيادة، ان ينمو الاسلام وان تنمو الامة.
ويمثل الجزء الآخر من الفاجعة الانحراف داخل المجتمع الاسلامي، على يد المؤامرة التي قام بها جناح من المسلمين بعد وفاة رسول الله ( ص) فانحرف بذلك الخط عما كان مقرراً له من قبل النبي (ص) ومن قبل الله تعالى.
كان هذا اليوم المشؤوم بداية انحراف طويل ونهاية عهد سعيد بالوحي، تمثل في مائة وأربعة وعشرين ألف نبي كما في بعض الروايات وكان بداية ظلام ومحن ومآس وفواجع وكوارث من ناحية اُخرى تمثل في ما عقب وفاة رسول الله (ص) من أحداث في تاريخ العالم الاسلامي هذه الأحداث المرتبطة ارتباطاً شديداً وقوياً بما تم في هذا اليوم من الفاجعة على ما في زيارة الجامعة التي نقرؤها: (بيعتهم التي عمت شؤمها الاسلام، وزرعت في قلوب الأمة الآثار وعنفت سلمانها، وضربت مقدادها، ونفت جندبها، وفتحت بطن عمارها، وأباحت الخمس للطلقاء اولاد الطلقاء وسلطت اللعناء على المصطفين الاخيار، وأبرزت بنات المهاجرين والانصار الى الذلة والمهانة وهدمت الكعبة واباحت المدينة وخلطت الحلال بالحرام) الى غير ذلك من الاوصاف.
الانحراف الذي حصل يوم السقيفة، كان أول ما كان في كيان الدولة، لأن القيادة كانت قد اتخذت طريقاً غير طريقها الطبيعي، وقلنا بأن هذا الانحراف الذي حصل يوم السقيفة، في زعامة التجربة أي الدولة، كان من الطبيعي في منطق الاحداث ان ينمو ويتسع، حتى يحيط بالتجربة نفسها، فتنهار الزعامة التي تشرف على تطبيق الاسلام.
هذه الزعامة باعتبار انحرافها، وعدم كونها قادرة على تحمل المسؤولية، تنهار في حياتها العسكرية والسياسية، وحينما تنهار الدولة، حينما تنهار زعامة التجربة ينهار تبعاً لذلك المجتمع الاسلامي، لانه يتقوم بالعلاقات التي تنشأعلى أساس الاسلام، فاذا لم تبق زعامة التجربة لترعى هذه العلاقات وتحمي وتقنن قوانين لهذه العلاقات، فلا محالة ستتفتت هذه العلاقات، وتتبدل بعلاقات اُخرى قائمة على أساس آخر غير الاسلام، وهذا معناه زوال المجتمع الاسلامي.
تبقى الامة بعد هذا وهي أبطأ العناصر الثلاثة تصدعاً وزوالاً، بعد ان زالت الدولة الشرعية الصحيحة، وزال المجتمع الاسلامي الصحيح، تبقى الامة، الا ان هذه ايضاً من المحتوم عليها ان تتفتت، وان تنهار، وان تنصهر ببوتقة الغزو الكافر، الذي اطاح بدولتها ومجتمعها.
لأن الامـة التي عـاشـت الاسـلام زمناً قصيراً، لم تستطع ان تستوعب من الاسلام ما يحصنها، ما يحدد ابعـادها ، ما يقـويها، ما يعطيها اصالتها وشخصيتها وروحها العامة وقدرتها على الاجتماع ، على مقاومة التمـيع والتسـيـب والانصـهـار في البوتقات الاخرى.
هذه الامة بحكم ان الانحراف قصّر عمر التجربة، وبحكم ان الانحراف زوّر معالم الاسلام، بحكم هذين السببين الكمي والكيفي، الأمة غير مستوعبة، الامة تتحصّن بالطاقات التي تمنعها وتحفظها عن الانهيار امام الكافرين وامام ثقافات الكافرين، فتـتنازل بالتـدريج، عن عقـيدتها عن آدابها، عن اهدافها وعن أحكامها، ويخرج الناس من دين اللّه افواجاً، وهذا ما أشارت اليه رواية عن احد الأئمة (ع) يقول فيها بأن أول ما يتعطل من الاسلام هو الحكم بما انزل اللّه سبحانه وتعالى، وآخر ما يتعطل من الاسلام هو الصلاة، هذا هو تعبير بسيط عما قلناه من ان اول ما يتعطل هو الحكم بما انزل اللّه أي ان الزعامة والقيادة للدولة تنحرف، وبانحرافها سوف يتعطل الحكم بما انزل اللّه.
وهذا الخط ينتهي حتماً الى أن تتعطل الصلاة، يعني الى تمييع الامة، تعطل الصلاة هو مرحلة ان الامة تتعطل، ان الامة تتنازل عن عقيدتها، ان الامة تضيع عليها رسالتها وآدابها وتعاليمها.الحكم بغير ما انزل اللّه، معناه ان التجربة تنحرف، ان المجتمع يتميّع...
في مقابل هذا المنطق وقف الأئمة (ع) على خطين كما قلنا:
الخط الأول: هو خط محاولة تسلم زمام التجربة، زمام الدولة، محو آثار الانحراف، ارجاع القيادة الى موضعها الطبيعي لأجل ان تكتمل العناصر الثلاثة: الامة والمجتمع والدولة.
الخط الثاني: الذي عمل عليه الائمة (ع)، هو خط تحصين الامة ضد الانهيار، بعد سقوط التجربة واعطائها من المقومات، القدر الكافي، لكي تبقى وتقف على قدميها، وتعيش المحنة بعد سقوط التجربة، بقدم راسخة وروح مجاهدة، وبايمان ثابت.
والآن، نريد ان نتبين هذين الخطين في حياة امير المؤمنين (ع)، مع استلال العبر في المشي على هذين الخطين.
على الخط الأول خط محاولة تصحيح الانحراف وارجاع الوضع الاجتماعي والدولي في الامة الاسلامية الى خطه الطبيعي، في هذا الخط، عمل (ع) حتى قيل عن علي (ع) انه أشد الناس رغبة في الحكم والولاية، اتهمه معاوية بن أبي سفيان، بانه طالب جاه، وانه طالب سلطان. اتهمه بالحقد على أبي بكر وعمر، اتهمه بكل ما يمكن ان يتهم الشخص المطالب بالجاه وبالسلطان وبالزعامة.
أمير المؤمنين (ع) عمل على هذا الخط خط تسلم زمام الحكم، وتفتيت هذا الانحراف، وكسب الزعامة، زعامة التجربة الاسلامية الى شخصه الكريم، بدأ هذا العمل عقيب وفاة رسول اللّه (ص) مباشرة حيث حاول ايجاد تعبئة وتوعية فكرية عامة في صفوف المؤمنين واشـعارهم بان الوضـع وضـع منحرف.
الا ان هذه التعبئة لم تنجح لاسباب ترتبط بشخص علي (ع) استعرضنا بعضها بالامس، ولاسباب أخرى ترتبط بانخفاض وعي المسلمين انفسهم ... لأن المـسلمين وقـتئذ لم يدركـوا ان يوم السقيفة كان هو اليوم الذي سوف ينفتح منه كل ما انفتح من بلاء على الخط الطويل لرسالة الاسلام، لم يدركوا هذا، ورأوا ان وجوهاً ظاهرة الصلاح قد تصدّت لزعـامة المسـلمين ولقـياداتهم في هذا المجـال، ومـن الممـكن خلال هذه القـيادة، ان ينمو الاسلام وان تنمو الامة.
تعليق