إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مضاعفات وفاة الرسول الأعظم (ص) ـ من محاضرة للسيد محمد باقر الصدر

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مضاعفات وفاة الرسول الأعظم (ص) ـ من محاضرة للسيد محمد باقر الصدر

    بمناسبة الفاجعة المزدوجة التي يمثل الجزء الأول منها انقطاع الوحي في تاريخ البشرية. هذه الظاهرة التي لم يعرف الانسان في تاريخه الطويل ظاهرة يمكن أن تماثلها وأن تناظرها في القدسية والجلال والأثر في حياة الانسان وتفكيره.
    ويمثل الجزء الآخر من الفاجعة الانحراف داخل المجتمع الاسلامي، على يد المؤامرة التي قام بها جناح من المسلمين بعد وفاة رسول الله ( ص) فانحرف بذلك الخط عما كان مقرراً له من قبل النبي (ص) ومن قبل الله تعالى.
    كان هذا اليوم المشؤوم بداية انحراف طويل ونهاية عهد سعيد بالوحي، تمثل في مائة وأربعة وعشرين ألف نبي كما في بعض الروايات وكان بداية ظلام ومحن ومآس وفواجع وكوارث من ناحية اُخرى تمثل في ما عقب وفاة رسول الله (ص) من أحداث في تاريخ العالم الاسلامي هذه الأحداث المرتبطة ارتباطاً شديداً وقوياً بما تم في هذا اليوم من الفاجعة على ما في زيارة الجامعة التي نقرؤها: (بيعتهم التي عمت شؤمها الاسلام، وزرعت في قلوب الأمة الآثار وعنفت سلمانها، وضربت مقدادها، ونفت جندبها، وفتحت بطن عمارها، وأباحت الخمس للطلقاء اولاد الطلقاء وسلطت اللعناء على المصطفين الاخيار، وأبرزت بنات المهاجرين والانصار الى الذلة والمهانة وهدمت الكعبة واباحت المدينة وخلطت الحلال بالحرام) الى غير ذلك من الاوصاف.
    الانحراف الذي حصل يوم السقيفة، كان أول ما كان في كيان الدولة، لأن القيادة كانت قد اتخذت طريقاً غير طريقها الطبيعي، وقلنا بأن هذا الانحراف الذي حصل يوم السقيفة، في زعامة التجربة أي الدولة، كان من الطبيعي في منطق الاحداث ان ينمو ويتسع، حتى يحيط بالتجربة نفسها، فتنهار الزعامة التي تشرف على تطبيق الاسلام.
    هذه الزعامة باعتبار انحرافها، وعدم كونها قادرة على تحمل المسؤولية، تنهار في حياتها العسكرية والسياسية، وحينما تنهار الدولة، حينما تنهار زعامة التجربة ينهار تبعاً لذلك المجتمع الاسلامي، لانه يتقوم بالعلاقات التي تنشأعلى أساس الاسلام، فاذا لم تبق زعامة التجربة لترعى هذه العلاقات وتحمي وتقنن قوانين لهذه العلاقات، فلا محالة ستتفتت هذه العلاقات، وتتبدل بعلاقات اُخرى قائمة على أساس آخر غير الاسلام، وهذا معناه زوال المجتمع الاسلامي.
    تبقى الامة بعد هذا وهي أبطأ العناصر الثلاثة تصدعاً وزوالاً، بعد ان زالت الدولة الشرعية الصحيحة، وزال المجتمع الاسلامي الصحيح، تبقى الامة، الا ان هذه ايضاً من المحتوم عليها ان تتفتت، وان تنهار، وان تنصهر ببوتقة الغزو الكافر، الذي اطاح بدولتها ومجتمعها.
    لأن الامـة التي عـاشـت الاسـلام زمناً قصيراً، لم تستطع ان تستوعب من الاسلام ما يحصنها، ما يحدد ابعـادها ، ما يقـويها، ما يعطيها اصالتها وشخصيتها وروحها العامة وقدرتها على الاجتماع ، على مقاومة التمـيع والتسـيـب والانصـهـار في البوتقات الاخرى.
    هذه الامة بحكم ان الانحراف قصّر عمر التجربة، وبحكم ان الانحراف زوّر معالم الاسلام، بحكم هذين السببين الكمي والكيفي، الأمة غير مستوعبة، الامة تتحصّن بالطاقات التي تمنعها وتحفظها عن الانهيار امام الكافرين وامام ثقافات الكافرين، فتـتنازل بالتـدريج، عن عقـيدتها عن آدابها، عن اهدافها وعن أحكامها، ويخرج الناس من دين اللّه افواجاً، وهذا ما أشارت اليه رواية عن احد الأئمة (ع) يقول فيها بأن أول ما يتعطل من الاسلام هو الحكم بما انزل اللّه سبحانه وتعالى، وآخر ما يتعطل من الاسلام هو الصلاة، هذا هو تعبير بسيط عما قلناه من ان اول ما يتعطل هو الحكم بما انزل اللّه أي ان الزعامة والقيادة للدولة تنحرف، وبانحرافها سوف يتعطل الحكم بما انزل اللّه.
    وهذا الخط ينتهي حتماً الى أن تتعطل الصلاة، يعني الى تمييع الامة، تعطل الصلاة هو مرحلة ان الامة تتعطل، ان الامة تتنازل عن عقيدتها، ان الامة تضيع عليها رسالتها وآدابها وتعاليمها.الحكم بغير ما انزل اللّه، معناه ان التجربة تنحرف، ان المجتمع يتميّع...
    في مقابل هذا المنطق وقف الأئمة (ع) على خطين كما قلنا:
    الخط الأول: هو خط محاولة تسلم زمام التجربة، زمام الدولة، محو آثار الانحراف، ارجاع القيادة الى موضعها الطبيعي لأجل ان تكتمل العناصر الثلاثة: الامة والمجتمع والدولة.
    الخط الثاني: الذي عمل عليه الائمة (ع)، هو خط تحصين الامة ضد الانهيار، بعد سقوط التجربة واعطائها من المقومات، القدر الكافي، لكي تبقى وتقف على قدميها، وتعيش المحنة بعد سقوط التجربة، بقدم راسخة وروح مجاهدة، وبايمان ثابت.
    والآن، نريد ان نتبين هذين الخطين في حياة امير المؤمنين (ع)، مع استلال العبر في المشي على هذين الخطين.
    على الخط الأول خط محاولة تصحيح الانحراف وارجاع الوضع الاجتماعي والدولي في الامة الاسلامية الى خطه الطبيعي، في هذا الخط، عمل (ع) حتى قيل عن علي (ع) انه أشد الناس رغبة في الحكم والولاية، اتهمه معاوية بن أبي سفيان، بانه طالب جاه، وانه طالب سلطان. اتهمه بالحقد على أبي بكر وعمر، اتهمه بكل ما يمكن ان يتهم الشخص المطالب بالجاه وبالسلطان وبالزعامة.
    أمير المؤمنين (ع) عمل على هذا الخط خط تسلم زمام الحكم، وتفتيت هذا الانحراف، وكسب الزعامة، زعامة التجربة الاسلامية الى شخصه الكريم، بدأ هذا العمل عقيب وفاة رسول اللّه (ص) مباشرة حيث حاول ايجاد تعبئة وتوعية فكرية عامة في صفوف المؤمنين واشـعارهم بان الوضـع وضـع منحرف.
    الا ان هذه التعبئة لم تنجح لاسباب ترتبط بشخص علي (ع) استعرضنا بعضها بالامس، ولاسباب أخرى ترتبط بانخفاض وعي المسلمين انفسهم ... لأن المـسلمين وقـتئذ لم يدركـوا ان يوم السقيفة كان هو اليوم الذي سوف ينفتح منه كل ما انفتح من بلاء على الخط الطويل لرسالة الاسلام، لم يدركوا هذا، ورأوا ان وجوهاً ظاهرة الصلاح قد تصدّت لزعـامة المسـلمين ولقـياداتهم في هذا المجـال، ومـن الممـكن خلال هذه القـيادة، ان ينمو الاسلام وان تنمو الامة.

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    وردت المحاضرة أعلاه في موضوع (أئمّة أهل البيت (ع) ودورهم في تحصين الرسالة الإسلاميّة) ضمن (موسوعة الشهيد الصدر ج 20)، الإمام محمّد باقر الصدر، الناشر: مركز الأبحاث والدراسات التخصّصيّة للشهيد الصدر، قم‏، 1432 هـ، الطبعة: الثانية.

    جاء المقطع الاول المنقول في ص63:

    انقطاع الوحي:
    اليوم نجتمع بمناسبة أعظم فاجعةٍ مرّت على تاريخ البشريّة على الإطلاق‏، بمناسبة الفاجعة المزدوجة التي مثّل الجزءَ الأوّلَ منها انقطاعُ الوحي في تاريخ النوع البشري. هذه الظاهرة التي لم يعرف الإنسان في تاريخه الطويل الطويل ظاهرةً يمكن أن تماثلها أو أن تناظرها في القدسيّة والجلال والأثر في حياة الإنسان وتفكيره.
    و[ما] يمثّل الجزءَ الآخرَ من الفاجعة هو الانحرافُ داخلَ المجتمع الإسلامي على يد المؤامرة التي قام بها [جناحٌ‏] من المسلمين بعد وفاة رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، فانحرف بذلك الخطُّ عمّا كان مقرّراً له من قِبل النبي [(صلّى الله عليه وآله)]، ومن قِبَل الله تعالى.

    أحداث ما بعد الفاجعة:
    كان هذا اليوم المشؤوم بدايةَ انحرافٍ طويل، ونهايةَ وحيٍ طويل، نهايةَ عهدٍ سعيدٍ بالوحي، تمثّل في مائةٍ وأربعةٍ وعشرين ألف نبي- كما في بعض الروايات -، وكان بداية ظلامٍ ومحنٍ ومآسٍ وفواجع وكوارث من ناحيةٍ اخرى، تمثّلت في ما أعقب وفاةَ النبي [(صلّى الله عليه وآله)] من أحداث في تاريخ العالم الإسلامي، هذه الأحداث المرتبطة ارتباطاً شديداً قويّاً بما تمّ في هذا اليوم من الفاجعة، على ما في (الزيارة الجامعة) التي نقرؤها: «[يَدْعُونَهُ إِلَى‏] بَيْعَتِهِمُ التي عَمَّ شُؤمُهَا الْإِسْلَامَ، وَزَرَعَتْ فِي قُلُوبِ أَهْلِهَا الْآثَامَ، وَعَقَّتْ‏ سَلْمَانَهَا، وَطَرَدَتْ مِقْدَادَهَا، وَنَفَتْ جُنْدَبَهَا، وَفَتَقَتْ بَطْنَ عَمَّارِهَا، وَحَرَّفَتِ الْقُرْآنَ، وَبَدَّلَتِ الْأَحْكَامَ، وَغَيَّرَتِ الْمَقَامَ، وَأَبَاحَتِ الْخُمُسَ لِلطُّلَقَاءِ، وَسَلَّطَتْ أَوْلَادَ اللُّعَنَاءِ عَلَى الْفُرُوجِ، وَخَلَطَتِ الْحَلَالَ بِالْحَرَام، وَاسْتَخَفَّتْ بِالْإِيمَانِ وَالْإِسْلَامِ، وَهَدَمَتِ الْكَعْبَةَ، وَأَغَارَتْ عَلَى دَارِ الْهِجْرَةِ يَوْمَ الْحَرَّةِ، وَأَبْرَزَتْ بَنَاتِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ لِلنَّكَالِ وَالسُّوءَة».
    إلى غير ذلك من الأوصاف‏.

    ثم يضيف (ناقل المحاضرة هنا) ما جاء في ص: 237 وهو من محاضرة اخرى للشهيد، جاء أحد عناوينها (انحراف المثلّث الذي خلّفه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) :

    1- انحراف الدولة وانهيارها:
    الانحراف الذي حصل يوم السقيفة كان انحرافاً- أوّل ما كان- في الدولة، في كيان الدولة؛ لأنّ القيادة اتّخذت طريقاً غير طريقها الطبيعي.
    وقلنا بأنّ هذا الانحراف في زعامة التجربة- أي في الدولة - كان من الطبيعي- في منطق الأحداث - أن ينمو وأن يثبت وأن يتّسع حتّى يحيق بالتجربة نفسها، فتنهار الزعامة الحامية للإسلام، الزعامة التي تشرف على تطبيق الإسلام، هذه الزعامة - باعتبار انحرافها وعدم كونها قادرةً على تحمّل المسؤوليّة - تنهار في أمدٍ قصيرٍ أمام أيّ خطرٍ أو غزوٍ حقيقيٍّ تواجهه في‏ حياتها العسكريّة والسياسيّة.

    2- انهيار المجتمع الإسلامي:
    وحينما تنهار الدولة، زعامة التجربة، ينهار- تبعاً لذلك - المجتمع الإسلامي؛ لأنّ المجتمع يتقوّم بالعلاقات التي تنشأ على أساس الإسلام، فإذا لم تبقَ زعامةٌ ترعى هذه العلاقات وتحميها وتقنّن القوانين لها، فلا محالة ستتفتّت هذه العلاقات وتتبدّل بعلاقاتٍ اخرى قائمةٍ على أساس آخر غير الإسلام، وهذا معناه زوال المجتمع الإسلامي.

    3- انهيار الامّة:
    وتبقى بعد ذلك الامّة، وهي أبطأ العناصر الثلاثة تصدّعاً وزوالًا، أي: إنّ مجموعةً من البشر يبقَون يؤمنون بالله ورسوله واليوم الآخر.
    بعد أن زالت الدولة الشرعيّة الصحيحة وزال المجتمع الإسلامي الصحيح تبقى الامّة، إلّا أنّها أيضاً - وفي منطق الانحراف - من المحتوم عليها أن تتفتّت، وأن تنهار، وأن تنصهر ببوتقة الغزو الكافر الذي أطاح بدولتها ومجتمعها؛ لأنّ الامّة التي عاشت الإسلام زمناً قصيراً لم تستطع أن تستوعب من الإسلام ما يحصّنها، وما يحدّد أبعادها ويعطيها أصالتها وشخصيّتها وروحها العامّة، ويمنحها القدرة للاجتماع على مقاومة التميّع والتسيّب والانهيار في البوتقات الاخرى.
    هذه الامّة، بحكم أنّ الانحراف قصّر عمر التجربة، وبحكم أنّ الانحراف قد زوّر معالم الإسلام، بحكم هذين السببين: الكمّي والكيفي - السبب الكمّي هو: أنّ عُمْرَ التجربة الإسلاميّة يصبح قصيراً بفضل الانحراف؛ لأنّه يسرّع بإفناء التجربة الإسلاميّة. والعامل الكيفي هو: أنّ الانحراف يشوّه معالم الإسلام، ولا يعطي الإسلام بشكلٍ صحيح - فهذا العامل الكيفي وذاك العامل الكمّي‏ يجعلان الامّة غير مستوعبةٍ للإسلام؛ لأنّها لم تَعِش الإسلام إلّا زمناً قصيراً بحكم العامل الكمّي، ولم تعشه إلّا بصورة مشوّهةٍ بحكم العامل الكيفي.
    إذاً، فلا تتحصّن بالطاقة التي تُمنِعُها وتحفظها من الانهيار أمام الكافرين وثقافاتهم. ومن هنا، تنهار الامّة وتتنازل بالتدريج عن عقيدتها وآدابها وأحكامها، ويخرج الناس من دين الله أفواجاً.
    وهذا هو واقع الفكرة التي عرضتها روايةٌ عن أحد أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) - ولا أذكر من هو- تقول: إنّ أوّل ما يتعطّل من الإسلام هو الحكم بما أنزل الله سبحانه وتعالى، وآخر ما يتعطّل من الإسلام الصلاة.
    هذا هو تعبيرٌ بسيط، شرحُه هو ما قلناه من أنّ أوّل ما يتعطّل هو الحكم بما أنزل الله، أي: إنّ الزعامة والقيادة والدولة تنحرف، وعندما تنحرف سوف يتعطّل الحكم بما أنزل الله، وهذا الخطّ ينتهي حتماً إلى أن تُعطَّل الصلاة، أي إلى أن تتميّع الامّة.
    تعطُّلُ الصلاة هو مرحلةُ أنّ الامّة تتعطّل، أنّ الامّة تتنازل عن عقيدتها، أنّ الامّة تضيِّع رسالتها وآدابها وتعاليمها. الحكم بغير ما أنزل الله معناه: أنّ التجربة سوف تنحرف، أنّ المجتمع يتميّع.
    فهذا خطٌّ متسلسل نستنبطه من الرواية، تقول هذه الرواية: أوّل ما يتعطّل هو الحكم بما أنزل الله، وآخر ما يتعطّل هو الصلاة، آخر ما يتركه المسلمون هو الصلاة، وبمعنى آخر: يتركون الإسلام.

    موقف الأئمّة (عليهم السلام) من انحراف الزعامة وانهيار التجربة والامّة:
    في مقابل هذا المنطق وقف الأئمة (عليهم السلام) على خطّين كما قلنا:

    1- الخطُّ الأوّل: محاولة تسلّم زمام التجربة:
    الخطُّ الأوّل هو محاولة تسلّم زمام التجربة، زمام الدولة، محو آثار الانحراف، إرجاع القيادة إلى موضعها الطبيعي لأجل أن تكتمل العناصر الثلاثة: الامّة، والمجتمع، والدولة.

    2- الخطُّ الثاني: تحصين الامّة ضدّ الانهيار بعد سقوط التجربة:
    والخطُّ الثاني هو تحصين الامّة ضدّ الانهيار بعد سقوط التجربة، وإعطاؤها من المقوّمات القدر الكافي لكي تبقى وتقف على قدميها، وتعيش المحنة بعد سقوط التجربة بقدمٍ راسخة، وبروحٍ مجاهدة، وبإيمانٍ ثابت.
    هذا هو الخطُّ الثاني الذي عمل عليه الأئمّة (عليهم السلام).
    والآن نريد أن نتبيّن وجود هذين الخطّين في حياة أمير المؤمنين (عليه السلام) مع استلال العبر في المشي على هذين الخطّين:

    الخطّ الأوّل: محاولة أمير المؤمنين (عليه السلام) تصحيح الانحراف:
    على الخطّ الأوّل - خطّ محاولة تصحيح الانحراف، وإرجاع وضع المجتمع والدولة في الامّة الإسلاميّة إلى خطّه الطبيعي- عمل الإمام عليٌّ (عليه السلام) في هذا الخطّ حتّى قيل عنه: إنّه أشدّ الناس رغبةً في الحكم والولاية. اتّهمه معاوية بن أبي سفيان بأنّه طالب جاهٍ وسلطانٍ وزعامة، اتّهمه بالحقد على أبي‏ بكر وعمر، اتّهمه بكلّ ما يمكن أن يُتّهم به الشخص المطالب بالجاه وبالسلطان وبالزعامة.
    الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) عمل على خطّ تسلّم زمام الحكم وتفتيت هذا الانحراف، وكسب زعامة التجربة الإسلاميّة إلى شخصه الكريم. بدأ هذا العمل عقيب وفاة النبي (صلّى الله عليه وآله) مباشرةً كما قلناه بالأمس‏؛ حيث حاول إيجاد تعبئةٍ وتوعيةٍ فكريّةٍ عامّةٍ في صفوف المؤمنين، وإشعارهم بأنّ الوضع منحرف.
    إلّا أنّ هذه التعبئة لم تنجح؛ لأسباب ترتبط بشخص علي (عليه السلام) - استعرضنا بعضها بالأمس -، ولأسباب اخرى ترتبط بانخفاض وعي المسلمين أنفسهم؛ لأنّ المسلمين وقتئذٍ لم يدركوا أنّ يوم السقيفة كان هو اليوم الذي سوف ينفتح منه كلُّ ما انفتح من بلاءٍ على الخطّ الطويل لرسالة الإسلام، لم يدركوا هذا، ورَأَوا أنّ وجوهاً ظاهرةَ الصلاح قد تصدّت لزعامة المسلمين ولقيادتهم في هذا المجال، ومن الممكن [من‏] خلال هذه القيادة أن ينمو الإسلام وأن تنمو الامّة...

    هذا ما تم نقله وراجعناه نسأله تعالى التوفيق باستعراض الموضوع كاملا، والله ولي التوفيق.

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
    أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 07:21 AM
    ردود 2
    17 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة ibrahim aly awaly
    بواسطة ibrahim aly awaly
     
    أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
    استجابة 1
    12 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة ibrahim aly awaly
    بواسطة ibrahim aly awaly
     
    يعمل...
    X