أسدل الليل ستاره فغابت عيني عن وجودها وأسدلت على النور رداء الأجفان بعد إرهاقٍ كثير وتفكيرٍ مليل وإشتياقٍ لحبيب غائبٍ ، وبعيدٍ حاضر ، وسؤالٍ لله القادر بأن يجمعنا ويجمع شمل المؤمنين والمؤمنات وجل الطيبين بالطيبات إنك أنت القادر العالم بحال الأمور وفي كل النفوس والشاهد على ما فيها من إخلاص الوعود ، فكانت نفسي ترقى في وصفها لمشاعر الطاهر ، فتحسست روح الله في نفسي بعد إن غابت الأكوان ونامت الأجفان حتى قبيل صلاة الفجر وذلك الآذان ، فقمت قائماً ودنوت إلى صلاة الليل قائماً صليت فيها الأربعة في كلٍ منها إثنين راكعاً ، وبكيت خاشعاً متذللاً لله خاضعاً ، داعياً مسبحاً بتسبيحة القديسة أمنا الزهراء ( عليها السلام ) متناثراً وبدني منكسراً وصحتي عليلهً ، فقرأت اليسير وشكرت الكثير وإستغفرت الله العلي العظيم طلباً للتوبة وخشيةً من غضبه وسؤالاً لحاجتي عنده ، فتذكرت الذي أغرق عيني كماء البحر وجعل فؤادي يهيم بحبه منجرفاً كالنهر ، فسمعت مدركً نبض قلبي أحبك يا علي ( عليه السلام ) أحبك يا علي أحبك يا أمين الله أحبك يا أبا ترابٍ أحبك يا جل فرحي وأحزاني ، اللهم صلي على محمدٍ وال محمد ، اللهم أحشرني معهم وجعلني من خدامهم في جنة الخلد عندك ، فتذكرت هذا وبكيت حتى تحسست الفقدان ونسيت نفسي وحالي جل النسيان على ما كان عليه أمين الله سيدنا الإمام عليه السلام في حال هذه الدنيا ثم بعد هذا عودتي أخوتي الإستغفار معاداً والسلام في هذا الوقت ختام ،،،
أرخى الليل سدوله وهو قائمٌ في ظلامه قابضٌ على لحيته يتململ ويبكي بكاء الحزين ويقول: (يا دنيا يا دنيا، إليك عني! أبي تعرّضت؟ أم إليّ تشوَّقت؟ لا حان حينُك، هيهات! غرّي غيري، لا حاجة لي فيك، قد طلّقتُكِ ثلاثاً لا رجعة فيها! فعيشُك قصير، وخطرك يسير، وأملك حقير! آه من قلّة الزاد وطول الطريق وبُعد السفر وعظيم المورد!).
أرخى الليل سدوله وهو قائمٌ في ظلامه قابضٌ على لحيته يتململ ويبكي بكاء الحزين ويقول: (يا دنيا يا دنيا، إليك عني! أبي تعرّضت؟ أم إليّ تشوَّقت؟ لا حان حينُك، هيهات! غرّي غيري، لا حاجة لي فيك، قد طلّقتُكِ ثلاثاً لا رجعة فيها! فعيشُك قصير، وخطرك يسير، وأملك حقير! آه من قلّة الزاد وطول الطريق وبُعد السفر وعظيم المورد!).
تعليق