كيف تكونين أمآ فاضلة ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عزيزتي الأم الفاضلة :
الأم أهم شئ في الوجود بالنسبة للطفل ، منذ رأت عيناه نور الحياة .. إنها كل شئ : الغذاء ، والكساء ، والدواء ، والدفء ، والحنان ، والمعلم والمؤدب ، والمربي .. وهى دائمآ وقبل كل شئ .. القدوة .. والمدرسة الأولى .
لاحظي أنه يراقب تصرفاتك ، واتجاهاتك ، وميولك ، والقيم والمعاير التي تفضلينها ، والعادات التي تمارسينها ، ومن ثم يتدبر ما عساه يتبنى من تلك الخصال والتصرفات ، إنك حينما تداعبين طفلك ، وتشجعينه على الانخراط في تقاليد الأسرة ، إنما تزرعين فيه الثقة بالنفس ، وتجذبينه إلى الاقتداء بك ، والسير خلفك في طريق الحياة ، بشرط أن تظـلي قريبة منه طوال سنى طفولته ، تداعبينه ، وتلاطفينه .
لن تحسني تربية طفلك ما لم تفهميه جيدآ ، ولكى تفهميه جيدآ لابد من أن تبني جسر التواصل والتفاهم معه ، وهذا يتطـلب حسن الاستماع إليه حينما يرغب في الكلام ، وأن يكون استماعك أكثر من كلامك .
حاولي اتباع الاقتراحات الآتية :
> كوني موجودة : ابنك في أشد الحاجة إليك حينما يريد أن يتكلم . فإذا لم تكوني موجودة ، فإنه قد يلجأ إلى الغير ، وليس في الدنيا من يحسن توجيهه بعد الاستماع إليه سواك ، فما بالك لو كان الغير سلبي الاتجاه والنزعة . ( هنا مكمن الخطر ) .
> اجعلي حديثك مرحآ طريفآ : أعرف أسرة اعتادت على أن تجعل من فترة تناول العشاء حفل سمر صغير ، يشترك فيه جميع أفراد الأسرة . مطـلوب من كل شخص أن يلقي الضوء على أهم أحداث اليوم الخاصة به ، أو الأكثر أهمية من وجهة نظره ، وأن يتبادل الجميع التعليق عليها بأسلوب فكاهي طريف . بذلك يشعر الطفل بعضويته الحقيقية في الأسرة .. بقوة الانتماء ، بحب الجميع له ، وفضلآ عن أنها طريقة ممتازة للاسترشاد ، والانضباط ، واكتساب الخبرة .
> كوني مرنة : لاتفرضي على ابنك أن يفكر بطريقتك . استمعي إلى وجهة نظرة ، وابقي على طرق الاتصال بينكما مفتوحة . حتى تعرفي دائمآ اتجاهات تفكيره . لاحظي أن الصراخ ، والهياج ، والتفوه بمعلومات زائفة ، يقلل من احترامك . فالطفل يريد لأمه وضعآ اجتماعيآ مميزآ يفخر به .
> كوني متفهمة : قد تعود ابنتك من المدرسة وتقول لك إنها تكره معلمة معينة .. هل تقطعين عليها الطريق بنصحك لها بأن لاتكره أحدآ ؟ أم تسألينها عن سبب هذه الكراهية ؟ الإجابة الثانية هي الأفضل ، لأنها خينئذ ستشرح لك سبب الكراهية ، فتقول لك --- مثلآ ---- أنها حرمتها من الاشتراك في حصة الألعاب لسبب ما فتعرفينه ثم تتفادينه من جهة ، ومن جهة أخرى ، إنك حينما تفسحين لها مجال الشكوى ، إنما تتيحين لها فرصة التنفيس عن غضبها ، فينزاح كربها ويعود إليها البشر ، لأنها عبرت عن شعورها ، وكثيرآ ما يعتمد أطباء النفس على هذا النوع من السلوك الانعكاسي في معالجة مرضاهم . اعكسي ما يقوله الطفل .. وكرري أفكاره بكلمات مختلفة قليلآ .. هذا يفتح بابآ في عقله الباطن ، ويشعره بأنه مقبول ، ومن ثم يبوح بمزيد من أفكاره . ساعديه على التخلص من الغضب والخوف الآن ، حتى لا يكبت العدوان ويفرزه في حياته مستقبلآ .
ولا تنسي الدور الإيجابي للتدريب على النظام ، وعلاوة على ما ذكرنا عن الانضباط والنظام في غير هذا المكان ، يعتمد الانضباط على خطوتين أساسيتين هما وضع حدود للحب ، والحسم في تصحيح الأخطاء إذا تجاوز الطفل الحدود ، مع عدم تجاهل الحب .
دعي طفلك يعرف ماذا تتوقعين منه ويشعر بالأمان إذا عرف حدود ما يستطيع وما لا يستطيع القيام به . هناك منحرفون كثيرون قالوا : لم يهتم أحد بأن يخبرني ماذا أفعل .. قد لاتسمعين أبدآ أطفالك يعترفون بأنك على حق . ومع ذلك يجب عليك أن تفعلي من أجلهم كل ما ترين أنه حق لهم فالأمومة رسالة عظيمة ، وليست منافسة شعبية .
عندما يتخطى طفلك الحدود التي رسمتيها له ، من مسؤوليتك أن تصححي له أخطاءه دون أن تتخلي عن حبه . تذكري أن هدفك من النظام والانضباط هو تدريب طفلك على ضبط النفس . لايكفي أن تكوني واثقة من حبك لطفلك ، وإنما يجب أن تتأكدي من أنه يعرف ذلك ، عن طريق استمرار التعبير عن هذا الحب والاهتمام دائمآ .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عزيزتي الأم الفاضلة :
الأم أهم شئ في الوجود بالنسبة للطفل ، منذ رأت عيناه نور الحياة .. إنها كل شئ : الغذاء ، والكساء ، والدواء ، والدفء ، والحنان ، والمعلم والمؤدب ، والمربي .. وهى دائمآ وقبل كل شئ .. القدوة .. والمدرسة الأولى .
لاحظي أنه يراقب تصرفاتك ، واتجاهاتك ، وميولك ، والقيم والمعاير التي تفضلينها ، والعادات التي تمارسينها ، ومن ثم يتدبر ما عساه يتبنى من تلك الخصال والتصرفات ، إنك حينما تداعبين طفلك ، وتشجعينه على الانخراط في تقاليد الأسرة ، إنما تزرعين فيه الثقة بالنفس ، وتجذبينه إلى الاقتداء بك ، والسير خلفك في طريق الحياة ، بشرط أن تظـلي قريبة منه طوال سنى طفولته ، تداعبينه ، وتلاطفينه .
لن تحسني تربية طفلك ما لم تفهميه جيدآ ، ولكى تفهميه جيدآ لابد من أن تبني جسر التواصل والتفاهم معه ، وهذا يتطـلب حسن الاستماع إليه حينما يرغب في الكلام ، وأن يكون استماعك أكثر من كلامك .
حاولي اتباع الاقتراحات الآتية :
> كوني موجودة : ابنك في أشد الحاجة إليك حينما يريد أن يتكلم . فإذا لم تكوني موجودة ، فإنه قد يلجأ إلى الغير ، وليس في الدنيا من يحسن توجيهه بعد الاستماع إليه سواك ، فما بالك لو كان الغير سلبي الاتجاه والنزعة . ( هنا مكمن الخطر ) .
> اجعلي حديثك مرحآ طريفآ : أعرف أسرة اعتادت على أن تجعل من فترة تناول العشاء حفل سمر صغير ، يشترك فيه جميع أفراد الأسرة . مطـلوب من كل شخص أن يلقي الضوء على أهم أحداث اليوم الخاصة به ، أو الأكثر أهمية من وجهة نظره ، وأن يتبادل الجميع التعليق عليها بأسلوب فكاهي طريف . بذلك يشعر الطفل بعضويته الحقيقية في الأسرة .. بقوة الانتماء ، بحب الجميع له ، وفضلآ عن أنها طريقة ممتازة للاسترشاد ، والانضباط ، واكتساب الخبرة .
> كوني مرنة : لاتفرضي على ابنك أن يفكر بطريقتك . استمعي إلى وجهة نظرة ، وابقي على طرق الاتصال بينكما مفتوحة . حتى تعرفي دائمآ اتجاهات تفكيره . لاحظي أن الصراخ ، والهياج ، والتفوه بمعلومات زائفة ، يقلل من احترامك . فالطفل يريد لأمه وضعآ اجتماعيآ مميزآ يفخر به .
> كوني متفهمة : قد تعود ابنتك من المدرسة وتقول لك إنها تكره معلمة معينة .. هل تقطعين عليها الطريق بنصحك لها بأن لاتكره أحدآ ؟ أم تسألينها عن سبب هذه الكراهية ؟ الإجابة الثانية هي الأفضل ، لأنها خينئذ ستشرح لك سبب الكراهية ، فتقول لك --- مثلآ ---- أنها حرمتها من الاشتراك في حصة الألعاب لسبب ما فتعرفينه ثم تتفادينه من جهة ، ومن جهة أخرى ، إنك حينما تفسحين لها مجال الشكوى ، إنما تتيحين لها فرصة التنفيس عن غضبها ، فينزاح كربها ويعود إليها البشر ، لأنها عبرت عن شعورها ، وكثيرآ ما يعتمد أطباء النفس على هذا النوع من السلوك الانعكاسي في معالجة مرضاهم . اعكسي ما يقوله الطفل .. وكرري أفكاره بكلمات مختلفة قليلآ .. هذا يفتح بابآ في عقله الباطن ، ويشعره بأنه مقبول ، ومن ثم يبوح بمزيد من أفكاره . ساعديه على التخلص من الغضب والخوف الآن ، حتى لا يكبت العدوان ويفرزه في حياته مستقبلآ .
ولا تنسي الدور الإيجابي للتدريب على النظام ، وعلاوة على ما ذكرنا عن الانضباط والنظام في غير هذا المكان ، يعتمد الانضباط على خطوتين أساسيتين هما وضع حدود للحب ، والحسم في تصحيح الأخطاء إذا تجاوز الطفل الحدود ، مع عدم تجاهل الحب .
دعي طفلك يعرف ماذا تتوقعين منه ويشعر بالأمان إذا عرف حدود ما يستطيع وما لا يستطيع القيام به . هناك منحرفون كثيرون قالوا : لم يهتم أحد بأن يخبرني ماذا أفعل .. قد لاتسمعين أبدآ أطفالك يعترفون بأنك على حق . ومع ذلك يجب عليك أن تفعلي من أجلهم كل ما ترين أنه حق لهم فالأمومة رسالة عظيمة ، وليست منافسة شعبية .
عندما يتخطى طفلك الحدود التي رسمتيها له ، من مسؤوليتك أن تصححي له أخطاءه دون أن تتخلي عن حبه . تذكري أن هدفك من النظام والانضباط هو تدريب طفلك على ضبط النفس . لايكفي أن تكوني واثقة من حبك لطفلك ، وإنما يجب أن تتأكدي من أنه يعرف ذلك ، عن طريق استمرار التعبير عن هذا الحب والاهتمام دائمآ .
تعليق