بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة والأخوات المؤمنين والمؤمنات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتقدم مباركاً لمقام سيدي ومولاي المعظم الإمام المهدي بن الإمام العسكري (عليهما السلام) -عجل الله فرجه الشريف- بعيد أمه الزهراء -عليها السلام- وفرحتها بمقتل ظالمها وغاصب حقها وناكر فضلها حامل عار الدنيا والآخرة عمر بن الخطاب عليه لعائن الله والخلائق أجمعين من الأزل إلى يوم الدين
وأبارك لكم جميعاً هذه المناسبة العظيمة البهجة والفرح
أقدم لكم رواية عن سيدنا ومولانا الأعظم أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب عليه السلام، يخبر فيها بمقتل عمر بن الخطاب (لع) وحاله بالتفصيل، ويذكر فيها بعض حوادث الزمان
الأخوة والأخوات المؤمنين والمؤمنات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتقدم مباركاً لمقام سيدي ومولاي المعظم الإمام المهدي بن الإمام العسكري (عليهما السلام) -عجل الله فرجه الشريف- بعيد أمه الزهراء -عليها السلام- وفرحتها بمقتل ظالمها وغاصب حقها وناكر فضلها حامل عار الدنيا والآخرة عمر بن الخطاب عليه لعائن الله والخلائق أجمعين من الأزل إلى يوم الدين
وأبارك لكم جميعاً هذه المناسبة العظيمة البهجة والفرح
أقدم لكم رواية عن سيدنا ومولانا الأعظم أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب عليه السلام، يخبر فيها بمقتل عمر بن الخطاب (لع) وحاله بالتفصيل، ويذكر فيها بعض حوادث الزمان
عن هارون بن سعيد قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول لعمر: من علمك الجهالة يا مغرور؟ أما والله لو كنت بصيراً، وكنت بما أمرك به رسول الله صلى الله عليه وآله خبيراً، وكنت في دينك تاجراً نحريراً لركبت العقر، ولفرشت القصب، ولما أحببت أن تتمثل لك الرجال قياماً، ولما ظلمت عترة النبي صلى الله عليه وآله بفعل قبيح، غير أني أراك في الدنيا قتيلاً بجراحة من عبد أم معمر، تحكم عليه جوراً فيقتلك، وذلك توفيقاً يدخل والله به الجنان على الرغم منك.
ولو كنت من رسول الله صلى الله عليه وآله سامعاً مطيعاً لما وضعت سيفك على عاتقك ولما خطبت على المنبر، وكأني أراك وقد دعيت فأجبت ونودي باسمك فأحجمت، وأن لك بعد القتل لهتك ستر وصلباً، ولصاحبك الذي اختارك وقمت مقامه من بعده.
فقال له عمر: يا أبا الحسن أما تستحي لنفسك من هذا التهكن؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام: والله ما قلت إلا ما سمعت، ولا نطقت إلا بما علمت، قال: فمتى يكون هذا يا أمير المؤمنين؟ قال: إذا خرجت جيفتكما عن رسول الله صلى الله عليه وآله من قبريكما الذين لم ترقدا فيهما نهاراً، كيلا يشك أحد فيكما إذا نبشتما، ولو دفنتما بين المسلمين لشك شاك وارتاب مرتاب.
وصلبتما على أغصان دوحات شجرة يابسة، فتورق تلك الدوحات بكما وتفرع وتخضر، فتكون فتنة لمن أحبكما ورضى بفعالكما، ليميز الله الخبيث من الطيب، وكأني أنظر إليكما والناس يسألون العافية مما قد بليتما به، فقال: فمن يفعل ذلك يا أبا الحسن؟
قال: عصابة فرقت بين السيوف وأغمادها، وارتضاهم الله لنصرة دينه، فما تأخذهم في الله لومة لائم، ولكأني أنظر إليكما وقد أخرجتما من قبريكما، غضين طريين رطبين حتى تصلبا على الدوحات، فيكون ذلك فتنة لمن أحبكما، ثم يؤتى بالنار التي أضرمت لإبراهيم عليه السلام، ويجيء جرجيس ودانيال وكل نبي وصديق ومؤمن، ثم يؤمر بالنار التي أضرمتموها على باب داري لتحرقوني وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله، وابني الحسن والحسين، وابنتي زينب وأم كلثوم، فتحركا بها.
ويرسل الله عليكما ريحاً مرة فتنسفكما في اليم نسفاً بعد أن يأخذ السيف ما كان منكما، ويصير مصيركما جميعاً إلى النار، وتخرجان إلى البيداء إلى موضع الخسف الذي قال الله عز وجل (وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ)،سبأ 51، يعني من تحت أقدامكم.
قال: يا أبا الحسن يفرق بيننا وبين رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال: نعم، قال: يا أبا الحسين إنك سمعت هذا وإنه حق؟ قالفحلف أمير المؤمنين عليه السلام أنه سمع من النبي صلى الله عليه وآله، فبكى عمر وقال: إني أعوذ باللع مما تقول، فهل لذلك علامة؟ قال: نعم، قتل فضيع، وموت سريع، وطاعون شنيع.
ولا يبقى من الناس في ذلك الوقت إلا ثلثهم، وينادي مناد من السماء باسم رجل من ولدي، وتكثر الآيات حتى تتمنى الأحياء الموت مما يرون من الآيات، فمن هلك استراح ومن كان له عند الله خير نجا.
ثم يظهر رجل من ولدي يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً، يأتيه الله ببقايا قوم موسى ويحيى، له أصحاب الكهف، ويؤيده الله بالملائكة والجن وشيعتنا المخلصين، وينزل من السماء قطرها، وتخرج الأرض نباتها، فقال له: يا أبا الحسن أما إني أعلم أنك لا تحلف إلا على الحق، فو الله لا تذوق أنت ولا أحد من ولدك حلاوة الخلافة أبداً.
فقال له أمير المؤمني عليه السلام: إنكم لا تزدادون لي ولولدي إلا عداوة، فلما حضرت عمر الوفاة أرسل إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال له: يا أبا الحسن اعلم أن أصحابي هؤلاء قد أحلوني مما وليت من أمورهم فإن رأيت أن تحلني، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: أرأيت أن لو أحللتك أنا فهل لك بتحليل من قد مضى، رسول الله صلى الله عليه وآله وابنته، ثم ولى وهو يقول: (وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوْا الْعَذَابَ)،يونس 54، فهذا كان من دلائله عليه السلام.
إرشاد القلوب لديلمي ص364-366
تعليق