إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

ماذا يريد علاوي بالعراقيين المجروحين؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ماذا يريد علاوي بالعراقيين المجروحين؟

    تولى (الدكتور اياد علاوي) رئاسة الحكومة العراقية الانتقالية، بعد ان حل (مجلس الحكم المؤقت) نفسه في اواسط العام 2004 تقريبا. ورشح نفسه للانتخابات العامة التي جرت في كانون الثاني الماضي، من دون ان ينجح في الانضمام الى كتلة (الائتلاف العراقي الموحد). وذكرت وكالة (أسوشيتد بريس) في كانون الثاني الماضي ان علاوي حصل على دعم بقيمة تزيد عن 300,000دولارامن جماعات ضغط (لوبي) في واشنطن ومتخصصي دعاية في نيو يورك من اجل تمكينه من الاتصال بصناع السياسة والصحفيين. وطبقا للوثائق المحفوظة بوزارة العدل الاميركية ان هذا المبلغ قد جاء باكمله من مواطن بريطاني يدعى ميشال نواب، الذي تصفه الوثائق على انه صديق علاوي الحميم ومن المعجبين به. اندفع علاوي ليقضي ـ سياسيا ـ على منافسه الاكبر (الدكتور احمد الجلبي) بتشجيع من الولايات المتحدة والكثير من دول الجوار، حتى ان القوات الاميركية هاجمت منزل الجلبي في وقت كان فيه علاوي يتراس حكومة العراق المؤقتة.
    بقلم مارك دلمر :

    في تلك الاثناء كشف علاوي عن شخصيته بوصفه لا يعرف التعامل الا بالوسائل العسكرية، رغم ان حكومته لم تكن تملك منها ذلك الحجم المؤثر؛ وهذا ما تبين من خلال تعامله مع ازمة النجف، ثم تداعياتها في مدينة الصدر. وكذلك تركه الفلوجة تسقط في فخ التخطيط الاميركي الذي فتح ابواب المدينة مشرعة امام الارهابيين الذين ملكوا اهلها ومقدراتهم وصارت بفضلهم "افغانستان صغيرة" يُجلد فيها "الحلاق"! ويُحلل فيها قطع الطرق والتسليب من اجل توفير الوسائل "للمجاهدين"، وصار "المجاهد العربي" هو الامر الناهي على "العراقيين" وحدث بعدها ما حدث.
    الدفاع والداخلية ضحيتا ادارة علاوي
    اسفرت انتخابات كانون الثاني الماضي عن فوز كاسح حققته كتلة الائتلاف. وما ان شكل الائتلاف حكومته حتى باشر بالتحري عن ممارسات الفساد التي زادت من آلام البلاد المنهكة. اذ كُشف عن ان سلطة الحاكم المدني الامريكي السابق للعراق "بول بريمر" و"حكومة اياد علاوي" قد انفقتا 36 مليار دولار من دون ان يتوصل احد الى معرفة اين ذهب هذا المبلغ الهائل. وكان وزير المالية "علي علاوي" تحدث عن اختفاء مليار دولار في عقود وقعتها "وزارة الدفاع"، ابان تولي "حازم الشعلان" منصب الوزير فيها، قال انها كانت مع الباكستان وبولندا عبر شركة محلية موضحا ان هناك عمليات احتيال كبيرة يقف وراءها "الشعلان" ومسؤولون كبار في وزارة الدفاع. وقد توصلت "هيئة النزاهة" والسلطات المختصة الى ادانة "الشعلان"، حتى انه عُد "اكبر لص في التاريخ المعاصر”.وذكرت مصادر ان القائمين على إدارة وزارة الدفاع إبان فترة الشعلان قاموا بصرف موازنة الوزارة لسنة 2005 خلال الاشهر الاربعة الاولى. وكانت صحيفة (الاندبندنت) اللندنية، قد ذكرت ان الجيش العراقي الجديد يعاني من ظاهرة "افواج وهمية" اي افواج لا وجود لها فعليا، او ان عديد جنودها المعلن اكبر بكثير من الواقع، وهو ما يعني ان اجور عناصرها كانت تذهب الى جيوب المسؤولين. وفي هذا السياق قال العضو الكردي المستقل في الجمعية الوطنية محمود عثمان انه يعرف وحدة عسكرية على الاقل، كان يجب ان يكون عديدها 22000 عنصر، الا ان العدد الحقيقي كان 3000 رجل. موضحا ان الولايات المتحدة تتحدث عن وجود 150 الف عراقي في القوات الامنية، الا انني اشك بوجود اكثر من 40 الفاً، فيما اعلن مسؤول عراقي رفض الكشف عن هويته انه بالرغم من الانفاق الكبير في زمن حكومة علاوي الا ان الجيش والشرطة ضعيفا التجهيز موضحا ان الحكومة المؤقتة ـ حكومة علاوي ـ كانت انفقت 5.2 مليارات دولار على وزارتي الدفاع والداخلية خلال 6 اشهر الا ان هناك القليل مما يشير الى ذلك، مشيرا الى واقعة صرف نحو 300 مليون دولار لشراء 24 مروحية حربية ومعدات اخرى من بولندا، وقال المتحدث:"عندما فحص الخبراء العراقيون المروحيات وجدوا ان عمرها 28 سنة بينما الشركة المصنّعة اوصت باتلافها بعد 25 سنة من وضعها في الخدمة”. بدأ الفساد مع عهد صدام، لكنه تفاقم مع قيام السلطة المؤقتة التابعة للتحالف الدولي بقيادة الامم المتحدة في العام 2003 من خلال تعيين عراقيين، لا يتمتع معظمهم بالخبرة، في مراكز عليا بالوزارات، وقال النائب محمود عثمان: "العراقيون لم يتصرفوا وحدهم، الامريكيون كانوا شركاء العراقيين في كل الفساد". ومظاهر الفشل في تسليح القوات العراقية اكثر من واضحة، حيث يتسلح الجنود والشرطة ببنادق كلاشينكوف قديمة ويستخدمون شاحنات (بيك اب) قديمة وغير مدرعة، ولهذا فان عناصر الجيش والشرطة اضعف تسليحا من الارهابيين



    تولى (الدكتور اياد علاوي) رئاسة الحكومة العراقية الانتقالية، بعد ان حل (مجلس الحكم المؤقت) نفسه في اواسط العام 2004 تقريبا. ورشح نفسه للانتخابات العامة التي جرت في كانون الثاني الماضي، من دون ان ينجح في الانضمام الى كتلة (الائتلاف العراقي الموحد). وذكرت وكالة (أسوشيتد بريس) في كانون الثاني الماضي ان علاوي حصل على دعم بقيمة تزيد عن 300,000دولارامن جماعات ضغط (لوبي) في واشنطن ومتخصصي دعاية في نيو يورك من اجل تمكينه من الاتصال بصناع السياسة والصحفيين. وطبقا للوثائق المحفوظة بوزارة العدل الاميركية ان هذا المبلغ قد جاء باكمله من مواطن بريطاني يدعى ميشال نواب، الذي تصفه الوثائق على انه صديق علاوي الحميم ومن المعجبين به. اندفع علاوي ليقضي ـ سياسيا ـ على منافسه الاكبر (الدكتور احمد الجلبي) بتشجيع من الولايات المتحدة والكثير من دول الجوار، حتى ان القوات الاميركية هاجمت منزل الجلبي في وقت كان فيه علاوي يتراس حكومة العراق المؤقتة.
    بقلم مارك دلمر :

    في تلك الاثناء كشف علاوي عن شخصيته بوصفه لا يعرف التعامل الا بالوسائل العسكرية، رغم ان حكومته لم تكن تملك منها ذلك الحجم المؤثر؛ وهذا ما تبين من خلال تعامله مع ازمة النجف، ثم تداعياتها في مدينة الصدر. وكذلك تركه الفلوجة تسقط في فخ التخطيط الاميركي الذي فتح ابواب المدينة مشرعة امام الارهابيين الذين ملكوا اهلها ومقدراتهم وصارت بفضلهم "افغانستان صغيرة" يُجلد فيها "الحلاق"! ويُحلل فيها قطع الطرق والتسليب من اجل توفير الوسائل "للمجاهدين"، وصار "المجاهد العربي" هو الامر الناهي على "العراقيين" وحدث بعدها ما حدث.
    الدفاع والداخلية ضحيتا ادارة علاوي
    اسفرت انتخابات كانون الثاني الماضي عن فوز كاسح حققته كتلة الائتلاف. وما ان شكل الائتلاف حكومته حتى باشر بالتحري عن ممارسات الفساد التي زادت من آلام البلاد المنهكة. اذ كُشف عن ان سلطة الحاكم المدني الامريكي السابق للعراق "بول بريمر" و"حكومة اياد علاوي" قد انفقتا 36 مليار دولار من دون ان يتوصل احد الى معرفة اين ذهب هذا المبلغ الهائل. وكان وزير المالية "علي علاوي" تحدث عن اختفاء مليار دولار في عقود وقعتها "وزارة الدفاع"، ابان تولي "حازم الشعلان" منصب الوزير فيها، قال انها كانت مع الباكستان وبولندا عبر شركة محلية موضحا ان هناك عمليات احتيال كبيرة يقف وراءها "الشعلان" ومسؤولون كبار في وزارة الدفاع. وقد توصلت "هيئة النزاهة" والسلطات المختصة الى ادانة "الشعلان"، حتى انه عُد "اكبر لص في التاريخ المعاصر”.وذكرت مصادر ان القائمين على إدارة وزارة الدفاع إبان فترة الشعلان قاموا بصرف موازنة الوزارة لسنة 2005 خلال الاشهر الاربعة الاولى. وكانت صحيفة (الاندبندنت) اللندنية، قد ذكرت ان الجيش العراقي الجديد يعاني من ظاهرة "افواج وهمية" اي افواج لا وجود لها فعليا، او ان عديد جنودها المعلن اكبر بكثير من الواقع، وهو ما يعني ان اجور عناصرها كانت تذهب الى جيوب المسؤولين. وفي هذا السياق قال العضو الكردي المستقل في الجمعية الوطنية محمود عثمان انه يعرف وحدة عسكرية على الاقل، كان يجب ان يكون عديدها 22000 عنصر، الا ان العدد الحقيقي كان 3000 رجل. موضحا ان الولايات المتحدة تتحدث عن وجود 150 الف عراقي في القوات الامنية، الا انني اشك بوجود اكثر من 40 الفاً، فيما اعلن مسؤول عراقي رفض الكشف عن هويته انه بالرغم من الانفاق الكبير في زمن حكومة علاوي الا ان الجيش والشرطة ضعيفا التجهيز موضحا ان الحكومة المؤقتة ـ حكومة علاوي ـ كانت انفقت 5.2 مليارات دولار على وزارتي الدفاع والداخلية خلال 6 اشهر الا ان هناك القليل مما يشير الى ذلك، مشيرا الى واقعة صرف نحو 300 مليون دولار لشراء 24 مروحية حربية ومعدات اخرى من بولندا، وقال المتحدث:"عندما فحص الخبراء العراقيون المروحيات وجدوا ان عمرها 28 سنة بينما الشركة المصنّعة اوصت باتلافها بعد 25 سنة من وضعها في الخدمة”. بدأ الفساد مع عهد صدام، لكنه تفاقم مع قيام السلطة المؤقتة التابعة للتحالف الدولي بقيادة الامم المتحدة في العام 2003 من خلال تعيين عراقيين، لا يتمتع معظمهم بالخبرة، في مراكز عليا بالوزارات، وقال النائب محمود عثمان: "العراقيون لم يتصرفوا وحدهم، الامريكيون كانوا شركاء العراقيين في كل الفساد". ومظاهر الفشل في تسليح القوات العراقية اكثر من واضحة، حيث يتسلح الجنود والشرطة ببنادق كلاشينكوف قديمة ويستخدمون شاحنات (بيك اب) قديمة وغير مدرعة، ولهذا فان عناصر الجيش والشرطة اضعف تسليحا من الارهابيين الذين ينفذون هجمات مسلحة نوعية. ولكن وزير العدل السابق مالك دوهان الحسن قال ان امريكا غير جادة في بناء الاجهزة الامنية العراقية مشيرا الى ان وزارة الدفاع لا تمتلك صلاحية شراء الاسلحة او تخصيص موازنة للتسلح، وقال ان وزارتي الدفاع والداخلية لا تملكان الاسلحة الكافية من حيث العدد والنوعية لمواجهة الهجمات المسلحة، مؤكدا ان لا احد يعرف كيف صرفت الاموال على التسلح ولا اين ذهبت؟
    لمحة على شخصية اياد علاوي
    الدّكتورة هيفاء العزاوي, طبيبة نسائية مقيمة في كاليفورنيا وتحمل الجنسية الاميركية، وكانت زميلة علاوي في الكلية، كتبت عمودا صحفيا في 12 شباط في صحيفة العرب بلندن حاكمت فيه سلطة علاوي الاخلاقية بوصفه زعيما عراقيا. اذ قالت:" كان مسؤولاً عن إتحاد الطلبة في حزب البعث، يحمل المسدس في حزامه ويلوح به لطلبة كلية الطب بقصد ارهابهم. كان علاوي طالبا ذو مستوى علمي متواضع، إختار ان يقضي جل وقته في باحة الكلية أو مطاردة الطالبات إلى بيوتهن". وتضيف هيفاء العزاوي:" ولمّا ذهب الى انكلترا للدراسة، كان يقضي اغلب وقته ايضا بمصاحبة القتلة يشاطرهم العمل القذر الذي كلفهم به النظام العراقي، وبعد ذلك صار هو هدفهم". ويقول عنه فنسنت كانيسترارو الضابط السابق في سي أي أي:"يدا علاوي ملطختان بالدماء منذ ايام لندن[...] فقد كان عميل مخابرات للنظام العراقي، وكان متورطا بهذا العمل القذر”. و نشرت مجلة "نيو يوركر" بعددها الصادر في 17 كانون الثاني من العام 2005، معلومات جمعها صحفيها الاميركي "جون لي اندرسون JON LEE ANDERSON" ذكر فيها تفاصيل عن سيرة علاوي السياسية. وكان قد التقاه في عمان حيث وصف مراسيم استقباله له، كما تحدث الصحفي جون عن لقائه باحد شيوخ العشائر في شقة علاوي في عمان. وكان علاوي حينها عائدا من لندن بعد قضاءه اعياد الميلاد مع عائلته في لندن. كما رافق علاوي الى بغداد وحضر بعضا من اجتماعاته مع بعض وجوه العشائر العراقية(من الموصل وصلاح الدين). وذكر الكاتب انه تحدث مع بعض ضباط المخابرات الاميركان بخصوص علاقاتهم مع علاوي. هذه الشخصيات عرفت إياد علاوي عن كثب على مدى رحلته الطويلة من "حزب البعث" إلى "رئاسة حكومة العراق”. يقول إبن عمّه "علي علاوي" أن "إياد هو، كما يقول الفرنسيون، رجل ظِل". وعلى غرار إياد، يملك "علي" منزلاً كبيراً قرب "كنسغتون هاي ستريت" في لندن. ويصف إياد بأنه "غامض ومراوغ". ويعزو هذه الصفات إلى عمل إياد في حزب البعث في مطلع عمره، ثم إلى السنوات التي تعاون خلالها مع أجهزة الإستخبارات الغربية ضد صدّام. ويضيف: "إنه يفهم ثقافة التخويف التي يستند إليها عمل المخابرات". ويعتقد "علي" أن هذه الصفة هي التي دفعت الى اختياره في العام الماضي من جانب مبعوث الرئيس بوش الخاص إلى العراق، "روبرت بلاكويل Robert Blackwellومن جانب الأخضر الإبراهيمي، ليصبح رئيس الحكومة المؤقتة. وكان "علي علاوي" وزيرَ الدفاع في الشهور الأخيرة من عهد "مجلس الحكم المؤقت". وبهذا الصدد يقول: "في ذلك الحين، كان المطلوب إعادة خلق الدولة الأمنية، وإياد كان الرجل المناسب، بصورة شبه حتمية. إن إياد ينظر إلى الإحتفاظ بالسلطة كلعبة إستخبارية، وهذا هو نمط تفكيره”.

  • #2
    سيرة علاوي السياسية
    وُلِدَ إياد علاوي في العام 1945 من عائلة بغدادية شيعية!!!! تعود جذورها إلى ألف عام!!!!. وكان والده طبيباً، وأمّه لبنانية من عائلة "عسيران"، عملت مديرة مدرسة. نشأ إياد علاوي في حي "الأعظمية"، وهو حيّ ثري، أغلب سكانه من السنّة. درس اياد في "كلية بغداد". وكان أولاد علاوي، في الخمسينيات، من أبناء النخبة المنفتحة على العالم الخارجي ـ أحفاد العراقيين الأثرياء الذين أصبحوا وزراء وأعضاء في البرلمان في آخر أيام الملكية. في فصل الصيف، كان علاوي يسافر مع عائلته إلى لبنان وأوروبا.
    قامت ثورة 1958 لتضع حداً لحياة الإمتيازات التي كانت تتنعم بها عائلة علاوي وغيرها. وارسل "علي علاوي" ومعظم أبناء عمومته إلى الخارج للدراسة. فدرس "علي" في مدرسة داخلية في إنكلترا. ثم درس في معهد "MIT" الاميركي الشهير، قبل أن يعمل في حقل المصارف الدولية، ثم انضم إلى المعارضة العراقية في المنفى في سنوات السبعينيات.
    في هذه الأثناء، كان إياد علاوي في مسارٍ سياسي واجتماعي مختلف تماماً. فقد ظلت عائلته في العراق وانخرط هو بقوة في حزب البعث الذي انضمّ إليه حينما كان عمره 12 سنة. وبهذا الخصوص يقول أحد أقاربه: "إن دخول إياد إلى حزب البعث في مثل هذا السنّ المبكّرة لم يكن أمراً مستغرباً... ففي تلك الأيام كان المرء إما بعثياً أو شيوعياً". وكان البعثيون يعارضون حكومة عبد الكريم قاسم التي كانت تُعتَبَر متأثرة بالحزب الشيوعي. ويضيف قريب علاوي: "أصبح اياد مقاتل شوارع، ومنظّماً حزبياً. واعتُقِلَ مراراً عديدة، ولكن ذلك لم يؤثر عليه كثيراً بسبب نفوذ عائلته وصلاتها”.
    درس إياد علاوي الطب في جامعة بغداد، حيث ظلّ منخرطاً في العمل الحزبي البعثي. ويقول محمد صادق البدري، الذي درس الصيدلة، وكان مدير أحد مصانع الأدوية في عهد صدام، أنه تعرّف إلى إياد علاوي في العام 1960 لدى دخوله إلى الحزب. ثم أصبح علاوي مسؤوله الحزبي: "كان صلبا جداً، وقوياً. وكان عنيداً لا يتزحزح ولا يحب النقاش المديد. وإذا ما أعطى أوامره، فقد كان علينا أن ننفّذها. كان بوسعنا أن نناقشها بعد التنفيذ، ولكن ليس قبله". وأضاف أنه شارك مع علاوي في معارك كثيرة ضد الشيوعيين في الجامعة.
    في العام 1963، أطاح البعثيون بعبد الكريم قاسم. ويقول أحد الشيوعيين العراقيين أنه اعتقل في العام 1963، وأنه تعرّض للتعذيب بحضور علاوي. ولكنه لا يتذكر ـ بعد مرور 40 سنة ـ ما إذا كان علاوي شارك في تعذيبه... ومن جهته، ينكر علاوي أن يكون قد شارك في أعمال التعذيب والقتل. يدافع اياد علاوي عن نفسه قائلا: "في العام 1963، كنت مجرد طالب ثانوي ومعروف عني أنني وقفت ضد "لجنة التحقيق" وضد "الحرس القومي" لحزب البعث ـ اللذين كانا مسؤولين عن قتل الشيوعيين ـ ولاحقاً، حينما انشقّ حزب البعث، انضممت إلى المجموعة الأصغر التي كانت ضد الفظائع التي ارتكبت في 1963”.
    بعد الإنقلاب البعثي، استولى عبد السلام عارف على السلطة. وفي نهاية العام نفسه، شن حملة تطهير ضد البعثيين. وفي هذه الحقبة بالذات، بات علاوي وصدام اصدقاء مقربين من بعضهما، وساعد في تسهيل صعود صدّام. وشارك الإثنان في التآمر ضد الحكومة، وأودعا السجن. وقامت عائلة علاوي بإخراجه من السجن باستخدام نفوذها، في حين فرّ صدام. لكنهما استأنفا مؤامراتهما على الفور.
    في تموز 1968، استولى البعث على السلطة بالقوة. ولعب علاوي دوراً بارزا في هذا الإنقلاب: فبعد يومٍ واحد من دفن أمه، وبموجب أوامر الحزب، عاد مسرعا من بيروت إلى بغداد ليشارك في الإستيلاء على محطة الإذاعة.لا ينكر علاوي مسؤوليته في الحقبة البشعة التي عاشها العراق. ويقول أن شعوره بالمسؤولية هو الذي دفعه في نهاية المطاف إلى الكفاح ضد صدام لسنوات طويلة. ويزعم أن قناعاته تغيّرت بعد أيام قليلة من إنقلاب 1968، بسبب إغتيال محامي بغدادي بارز على يد قَتَلة مرتبطين بصدّام. ويضيف أن شكوكه حول صدام ازدادت منذ ذلك الحين. وقد قطع علاقاته بالحزب في أثناء زيارة للبنان في العام 1971. فقد حذّره أصدقاء في بغداد من العودة لأن صدام كان ينوي تطهير الحزب. فقرّر علاوي الإنتقال إلى لندن ومواصلة دراسة الطب، كما يقول.
    المعضلة هنا هي أن رواية علاوي لحياته اللندنية لا تتوافق مع ذكريات الآخرين عنه.
    إن الرواية الأكثر رواجاً حول سنوات علاوي الأولى في لندن هي أنه كان في ذلك الحين ما يزال يعمل لحساب حزب البعث العراقي، ولحساب صدّام، بصفة رئيس شبكة المراقبة التي كانت تراقب الجاليات العراقية الكبيرة، والعدد الكبير من الطلاب العراقيين في أوروبا. فهذا محمد صادق البدري يعلق على ذلك بقوله: "حينما ذهب علاوي إلى لندن، فإنه كان مسؤولاً عن محطة المخابرات التي كانت تعمل بالتنسيق مع السفارة العراقية هناك. وكانت مهمتهم هي مراقبة الطلاب العراقيين، وكان علاوي يعرف الكثيرين منهم. وكان واجبهم التحقّق الدائم من ولاء اولئك الطلاب لحزب البعث”.
    وذكر البدري أن علاوي اختلف مع صدام بعد أن اطّلع صدّام على اتصال علاوي بجهاز الإستخبارات الخارجية البريطاني، الـ"MI6". وأضاف: "دعاه صدام للعودة إلى بغداد، ولكنه رفض العودة، وترك حزب البعث. يقول علاوي أنه لم يبدأ بالعمل مع البريطانيين حتى العام 1990، ولكن ليس هناك شكّ في أن تحالفه مع الإستخبارات البريطانية بدأ قبل ذلك بسنوات كثيرة. وقد استفاد الفريقان من هذه العلاقة. بالنسبة للبريطانيين، كان علاوي معارضاً عراقياً نافذاً تتيح معلوماته وإتصالاته التأثير في العراق مستقبلاً. وبالنسبة لعلاوي، سمحت له العلاقة مع " MI6 أن يواصل التمتع بالملجأ الآمن في بريطانيا، كما وفّرت له الأموال لتحركاته السياسية الخاصة في أثناء وجوده هناك. على هذا ربما كان علاوي عميلا مزدوجا، ويعمل لحسابه الخاص في الوقت نفسه ما دام يمارس عمله في دوائر الظل. يعطي علاوي تفسيراً طويلاً ومتعرّجاً لنشاطاته في لندن، ويقول أنه حينما انتقل إلى لندن لم يكن يقيم أية علاقات مع حزب البعث العراقي، أو مع صدام. ويزعم أنه، في ذلك الحين، تم إلحاقه ليس بحزب البعث العراقي بل بحركة البعث "العالمية"، وأنه كان رئيس فرع أوروبا الغربية في حزب البعث القومي. ويضيف أنه ترك تلك المجموعة في العام 1975 لأنه راى أن صدام كان يمارس نفوذا كبيراً فيها. يقول الكاتب جون لي أنه نقل إلى علاوي بأن إنطباع الكثيرين عنه أنه كان ممثّل حزب البعث العراقي أو المخابرات في أثناء سنواته الأولى في إنكلترا. فردّ علاوي: "لا، لا. أولاً، في حياتي لم أعمل كموظف حكومي، على الإطلاق. لا في المخابرات، ولا كموظف في أي جهاز آخر. وثانياً، فلم يكن هنالك شيء إسمه المخابرات حينما غادرت العراق". وقال أن جهاز المخابرات نشأ في العام 1973"، لكن الكاتب يعلق بان تلك حجّة "فنّية" وحسب. وأضاف علاوي أنه حينما تم إنشاء جهاز مماثل سابق للمخابرات، فإنه وقف ضد الفكرة في إجتماع حزبي. وقال علاوي أن تلك كانت آخر مرة التقى فيها صدّام. هنا يظهر التناقض صارخا في كلام علاوي عن نفسه. ففي حين يقول انه ترك الحزب في العام 1971، يقول انه ترك العمل في "تنظيم البعث العالمي" في العام 1975! وسيزداد التناقض في ما ياتي من كلامه: يقول علاوي: "لقد تركت إيديولوجيا حزب البعث في العام 1971. وكان هناك موضوعان خطران جداً: الأول هو "النُخبوية" والثاني هو التفكير السرّي والهيكليات التنظيمية السرّية. وأنا كنت ضدّ هذين الجانبين. وكان إعتقادي أن ذلك كان من مخلفات الماضي، وأنه تقليد للشيوعية القديمة. وذلك أحد الأسباب التي دفعتني لرفض كل العروض التي جاءتني لتولّي منصب وزاري. واستمر ذلك الحال من العام 1969 وحتى مغادرتي العراق. فقد عُرِض علي منصب سفير في لبنان حينما كانت طالباً في كلية الطب. وعُرِضت علي مناصب وزارية، ولكنني رفضت ذلك كله لأنني، في داخلي، كنت مقتنعاً بأنني لا أستطيع أن أعمل داخل حزب البعث بسبب النفوذ المتزايد لمحور صدام حسين”. في ذلك الحين، كان علاوي قد حصل على درجة "ماسترز" في علوم الأوبئة من "يونيفرستي كوليدج" بلندن، كما كان قارب على استكمال أطروحته في المفاصل في مستشفى Guy بلندن. وكان قد بدأ بعقد إجتماعات منتظمة مع منفيين عراقيين آخرين، ولكنهم لم يكونوا قد شكّلوا جماعة معارضة بعد، كما يقول. غير أن ذلك لم يمنع صدام من الشعور بالقلق بسببهم. وبهذا يقول علاوي: "بات صدام مقتنعاً بأننا كنا نقوم بتشكيل مجموعة تهدف إلى الإطاحة بالنظام. وابتداءً من العام 1975، تم اغتيال عدد من اصدقاء علاوي على يد قَتَلة يُفتَرَض أن صدام أرسلهم. فتم اغتيال واحد منهم في بيروت، وقُتِلَ ثانٍ بعد عودته إلى بغداد، مع أن علاوي نصحه بعدم العودة. لماذا امتنع صدام عن محاولة إغتيال علاوي نفسه في ذلك الوقت؟ يرد علاوي بأن صدام ظل، طوال سنوات، يسعى لاستدراجه للعودة للحزب، وكان يرسل مبعوثين إلى لندن لهذا الغرض، ولكنه رفض كل العروض. في العام 1978، وقعت محاولة الإغتيال. ففي أحد الليالي، كان علاوي وزوجته آثور نائمين في منزلهما بلندن، حينما اقتحم المنزل شخصان أحدهما يحمل فأساً. ويقول علاوي: "تلقيت ضربة في الرأس وفي الصدر والرجل. وكانت عظام رجلي ناتئة، وكان الدم يغطي المكان كله. وأصيبت زوجتي بجروح خطرة حينما حاولت أن تدافع عني". وفي اثناء العراك، انتزع علاوي الفأس من المهاجِم، الذي فرّ مع زميله. ويضيف علاوي أن الحادث أدى إلى إصابة زوجته باضطراب عقلي (طلّق زوجته في العام 1981. وتوفيت آثور في العام الماضي بالسرطان. وتزوّج علاوي زوجته الثانية، ثنا، في العام 1987).
    قضى علاوي سنة تقريباً في المستشفى للمعالجة من آثار الهجوم، الذي يعتقد أن صدام كان وراءه. وقضى معظم فترة العلاج وهو يطرح الأسئلة على نفسه حول انخراطه في السياسة. وهو يقول: "حينما كنت ممدّداً في المستشفى قلت لنفسي: هل يستحق الأمر أن نستمر وأن نحارب صدام، أم أنه لا يستحق؟ وفي النهاية، قرّرت أن مصيري الشخصي، وبلادي، وكل ما كنت أمثّله، كان يفرض عليّ أقاتل. وفي يوم مغادرتي المستشفى، ذهبت للقاء بعض أصدقائي وقلت لهم: "علينا أن نوحّد جهودنا الآن وأن نعمل للإطاحة بهذا النظام”.
    في أواخر السبعينات، ابتعد علاوي عن الأضواء. فقد عمل كمستشار غير دائم لـ"برنامج الأمم المتحدة للتنمية"، الذي كان يؤمّن برامج تدريب طبّي في البلدان النامية. وفي هذا الإطار، فقد سافر إلى كولومبيا وبنغلادش وبلدان أخرى.
    يتعمّد علاوي الغموض حينما يروي أنه انخرط في "أعمال تجارية" في اليمن وفي منطقة الخليج في العام 1982. ويشير "علي علاوي" إلى هذه الحقبة بانها كانت فترة "سبات" قضاها إبن عمّه إياد، مع إعترافه بأنه لا يعرف بالضبط ما كان إياد يقوم به فعلاً في ذلك الوقت. ولكن الأوساط السياسية العراقية تقول أن إياد علاوي كان في ذلك الحين يقيم علاقة عمل وثيقة مع الإستخبارات الخارجية البريطانية. ويقول مصدر عراقي مطّلع: "أمّن له البريطانيون صفقات نفط في اليمن لكي يتمكّن من تحصيل بعض المال”.
    وينقل الكاتب عن Warren Marikالذي كان في الماضي ضابطاً في "السي آي أي" أن علاوي كان يعمل مع جهاز MI6" قبل أن يعطيه البريطانيون للأميركان في مطلع التسعينات. ويقول: "لم نكن نعرفه، حتى عرضه البريطانيون علينا. وقالوا عنه أنه كان بعثياً إلى حين مجيئه إلينا. ويشرح ضابط "السي آي أي" السابق أن ذلك يعني أنه فرّ من الجماعة التي كان ينتمي إليها. ويقول أنه سمع شائعات بأن علاوي كان قد عمل كـ"قاتِل" في خدمة صدام في أوروبا، وأنه قتل بعثيين وقتل "خَوَنة"، قبل أن يفرّ بدوره، ولكنه يستدرك قائلاً: "أنا شخصياً لا أعتقد أنه كان قاتلاً، بل أعتقد أنه كان عنصرا في "المخابرات العراقية”. بعد هزيمة صدام في حرب 1991، عاود علاوي الظهور كزعيم لتنظيم جديد هو "الوفاق الوطني العراقي". ويقول علاوي أنه منذ ذلك الحين "كرّس كل وقته للعراق". وكان هدف الوفاق هو الإطاحة بصدام بواسطة إنقلاب يقوم به "بعثيون" و"ضباط" ساخطون. ابتدأ العمل بتنفيذ خطة علاوي في العام 1996، بموافقة البيت الأبيض وبتمويل من "السي آي أي". ويقول السيد(خ ش) وهو الآن مستشار تجاري في بغداد، أن علاوي أبلغه، في منتصف التسعينات، أن "الوفاق الوطني العراقي" تلقّى 26 مليون دولار من الولايات المتحدة. وقد زعم علاوي أنه كان قد أمّن إتصالاً مع مجموعة من ضباط الجيش العراقي الذين باتوا موالين له. واكتشف صدّام المؤامرة في شهر حزيران، وقام بعملية تطهير دموية في صفوف العسكريين. وأعقب ذلك عمليات تعذيب وإعدامات بالمئات. وكانت تلك آخر محاولة قامت بها إدارة كلينتون للإطاحة بصدّام. ويقول ضابط "السي آي أي" السابق Warren Marik”. هنالك شيء يزعجني في علاوي. أولاً، لأنه بدأ يشوه سمعة الجلبي وبانه لم يعد شخصا مهما في نظر الأميركيين، بل إن الأهم كانوا جماعته. وهذه مناورة قد تكون جيدة في نظر رجل سياسي، ولكنها ليست مفيدة إذا كنت تنوي توحيد المعارضة. وثانياً، لأنه لم ينجح كثيراً في محاولة الإنقلاب التي قام بها، أليس كذلك؟" ويضيف: "لم ينجح علاوي في القيام بالإنقلاب الذي طُلِبَ منه القيام به. فما الذي حقّقه؟ الحقيقة هي أنني لا أرى أيا من إنجازاته”...والواقع أن "الوفاق الوطني العراقي" كان وراؤه معلومة اتّضح الآن أنها غير صحيحة ـ وكانت الحكومة البريطانية والرئيس بوش شخصياً قد تحدّثا عنها ـ ومفادها أن صدام قادر على نشر أسلحة دمار شامل خلال 45 دقيقة. وأثارت هذه الحادثة سخطاً في بريطانيا. ولكن ناطقاً بلسان علاوي، هو Nick Theros، يقول أن الوفاق سمع هذه المعلومة من مصدر واحد ومرّرها إلى البريطانيين "بحسن نيّة”.
    لم يتأثّر علاوي كثيراً بعواقب مسألة أسلحة الدمار الشامل. ورتبت قضية ازاحة الجلبي، وكان تعيين علاوي على راس الحكومة المؤقتة بمثابة مفاجأة. فقد ظل علاوي بعيداً عن الأضواء خلال السنة الأولى من الإحتلال، وكانت صلاته المعروفة جيداً مع الإستخبارات الأميركية والبريطانية قد أساءت لسمعته بين العراقيين. ولكنه كان يقيم علاقات قديمة مع صانعي السياسات الأميركيين، الذين كانوا يثقون به. ويقول مسؤول أميركي في بغداد مطّلع على أسرار عملية الإختيار أن علاوي اعتُبِرَ المرشّح الذي يوجد قدر أقل من الإعتراضات ضده. ويضيف: "لم يكن هنالك عدد كبير من المرشّحين، في كل حال. وأضاف أن الأميركيين لم يكونوا يشعرون بالإرتياح تجاه مُرشّحَين بارزين آخرين كانا يمثّلان أحزاباً سياسية اخرى "مرتبطة بإيران". وفي النهاية، نجح ترشيح علاوي حينما تبنّاه أعضاء مجلس الحكم المؤقت بالإجماع. إن صعود علاوي المفاجئ ينمّ عن غريزة سياسية قوية سمحت له بأن يحدّد كيفية ولحظة تقديم نفسه كرجل نافع.
    يقول المسؤول الأميركي، الذي عمل مع علاوي عن قُرب طوال العام الماضي، أن نجاح علاوي لا يثير دهشته: "فهو يحتفظ بأوراقه لنفسه، علماً بأنه، في نهاية المطاف، متآمر بعثي سابق ـ ولذلك، فلا مجال للإستغراب ألا يكون علاوي ليبرالياً ديمقراطياً". ويستغرق في الضحك، قبل أن يتابع: "علاوي يعرف أننا أساسيون في المسار الحالي. وهو يملك غرائز سياسية جيدة، وأنا معجب به”.
    يقول الضابط الميداني السابق في "السي آي أي الذي نشر عدداً من الكتب المشهورة عن الشرق الأوسط والسعودية) أن معظم جاذبية علاوي للأميركيين ناجم عن شخصيته: "لا أعرف أحداً لا يحب علاوي. فهو براغماتي”.
    تقول مجلة نيوز ويك ان في منتصف عام 2004 غيرت الولايات المتحدة فريقها في بغداد مرة ثانية. ذهب بريمر وسانشيز ليحل محلهما السفير جون نيغروبونتي والجنرال جورج كيسي. في الوقت نفسه كانت حكومة عراقية انتقالية جديدة قد تشكلت برئاسة أياد علاوي. ولم يلبث نيغروبونتي أن شكل فريقاً عسكرياً ـ دبلوماسياً مشتركاً غايته مراجعة الوضع في البلد. كان هناك اتفاق بالإجماع على أن الأمور تعاني من الفوضى، فالمتحقق قليل للغاية، سواء في الجانب المدني أم الجانب العسكري، ولم تكن هناك خطة فعالة للتعامل مع التمرد. وسرعان ما خلص الفريق الجديد إلى ان حركة التمرد لن يمكن دحرها عسكرياً ولكن من الممكن شق صفها. من هنا أصبحت المحاولات لضم حلفاء محتملين مثل "محمد يونس الأحمد" هي السياسة المتبعة غير المعلنة. غير أن ضباط الإستخبارات العسكرية الذين كانوا يعملون في العراق في ذلك الوقت لمسوا أدلة على أن البعثيين أخذوا يعيدون تنظيم صفوفهم في ربيع العام 2004 عندما كانت الولايات المتحدة منشغلة بمعركتها مع مقتدى الصدر في جنوب العراق والمعركة الثانية لاسترجاع مدينة الفلوجة التي كان يسيطر عليها المتمردون. كذلك يعتقد مسؤولو المخابرات أن بعض الموالين السابقين للنظام يعاد امتصاصهم من قبل جماعات التمرد الأخرى بما فيها جماعات المتطرفين الإسلاميين والقوميين العراقيين.
    أما الأحمد، كما يقول مسؤولو المخابرات الأميركان، فإنه ما يزال يدير عملية دعم الشبكة التي شرع ببنائها بعد لقاء مع صدام في سيارة في احد مناطق بغداد بعد السقوط بايام قلائل. وفي أيار 2004 انطلق الأحمد في إحدى جولاته الدورية في مناطق العمليات ليلتقي بقادة التمرد هناك ويوزع عليهم الأموال ويتبادل المعلومات ـ وهي جولة تمكن محللو المخابرات الأميركان من جمع أجزاءها بعد الخوض في جبل من المعلومات المتراكمة والبيانات التي زودهم بها مخبرون محليون من مستويات منخفضة. بدأ الأحمد عمله منطلقاً من مدينته الموصل، حيث كان يشرف عن بعد على إعادة بناء شبكة التمرد المحلية التي تمزقت في أعقاب القبض على صدام. ثم انتقل إلى الحويجة حيث التقى برجل يعتقد أنه من الممولين الكبار للتمرد في مناطق شمال ووسط العراق. وبعد فترة وجيزة قضاها في منزل ريفي بالقرب من سامراء التقى بالقادة العسكريين لجماعات التمرد الدينية والقومية في بغداد كما التقى برشيد طعان كاظم، وهو أحد الوجوه القليلة المتبقية من "شدّة الكوتشينة" والذي يعتقد أنه يدير شبكة دعم للمتمردين في شمال وغرب العراق. وكانت الرمادي هي المحطة الأخيرة في جولة الأحمد حيث قام بتوزيع 500 ألف دولار على قادة التمرد المحليين. المثير للدهشة هنا هو حجم المعلومات المتوفرة عن نشاطات الأحمد لدى الولايات المتحدة ( إذ يقول أحد مسؤولي المخابرات الأميركان: " نحن نعرف أين يقيم محمد يونس الأحمد في دمشق، ونعرف رقم هاتفه. وهو يعتقد أنه يحظى بحماية الحكومة السورية، والأمر كذلك على الأغلب) ثم إحجامها رغم ذلك عن ملاحقته ملاحقة دائبة وقاسية. ويذكر ضابط مخابرات أميركي رفيع المستوى أن أياد علاوي، رئيس الوزراء السابق، اتصل مرتين بالأحمد على الأقل ـ حيث تربط بين الإثنين علاقة قديمة. وعندما كُشف عن اجتماع عقد بين قادة اميركان وعدد من "قادة التمرد"، اكد المسؤولون الاميركان ان الوسيط الذي "حقق هذا الاجتماع" بين الطرفين هو "ايهم السامرائي" ـ وزير الكهرباء في حكومة علاوي. في ذلك الوقت كان "ايهم" هذا في الولايات المتحدة حسب ما تناقلت الانباء، و"اياد علاوي" في دمشق. وربما يشير هذا الى ان "ايهم" يعرف جيدا "قنوات" الاتصال بتلك الشبكات البعثية التي خلعت "الزيتوني" واطالت "اللحى" فتحولت الى "اسلامية" بعد 9/4 2003 مباشرة! اذ تقول المعلومات أن "حزب البعث" يعمل تحت قيادة مختلفة كليا عن القيادة السابقة، باستثناء عضوين قياديين سابقين وان"البعث" بعد سقوط نظام صدام بات يعمل من خلال ثلاث قيادات رئيسة، هي: "المجاهدين"، ويضم التحالف مع القوى الاسلامية، وهي القيادة التي تبنت تغيير اسم "البعث العربي الاشتراكي" الى "البعث العربي الاسلامي". وفرع الأجهزة الخاصة والعمليات ويضم نخبة الأجهزة الأمنية السابقة والكوادر ذات المستوى العالي في التدريب؛ وتتوافر له امكانات مالية عالية أيضا، ويعمل بمعزل عن التنظيمات الاخرى من اجل احاطته بالسرية التامة، او من اجل تشكيل قاعدة جماهيرية، ويتشكل منها الفرع الثالث، ويسمى "العودة”.

    تعليق


    • #3
      المصدر

      البينة

      http://www.al-bayyna.com/modules.php?name=News&file=article&sid=3933

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
      أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 09:44 PM
      استجابة 1
      8 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة ibrahim aly awaly
      بواسطة ibrahim aly awaly
       
      أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
      ردود 2
      12 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة ibrahim aly awaly
      بواسطة ibrahim aly awaly
       
      يعمل...
      X