اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم واهلك عدوهم
[COLOR="DarkRed"]روي عن الصادق ع [/COLOR][SIZE=20px]قال: كانت الروح في رأس آدم مائة عام وفي صدره مائة عام وفي ظهره مائة عام وفي قدميه مائة عام فلما استوي أمر الله الملائكة بالسجود وكان بعدصلاة الظهر من الجمعة فلا زالوا ساجدين قال وسمع آدم في ظهره نشيشا كنشيش الطير تسبيحا وتقديسا فقال آدم ع يا رب ما هذا؟ قال هذا تسبيح محمد خاتم الأنبياء والمرسلين وسيد الأولين والآخرين فخذ بعهد ولا تودعه إلا في الأصلاب الطاهرة والأرحام الزكية من الرجال والنساء فقال يا رب زدتني في هذا المولود شرفا ووقارا قال وكان وقار محمد ص كالشمس المضيئة في غرة آدم وقد أنارت السماوات والأرضيين والعرش والكرسي ولم يزل النور في غرة آدم ع إلى أن حملت حواء بشيث وكانت الملائكة يأتونها ويهنئونها قال فلما وضعته كان بين عينيه نور محمد ص يشتعل ولم يزل ذلك النور بين عينيه حتى تزوج المجلولة البيضاء وكانت بطول حواء وانتقل إليها ذلك النور فلما وطئت حملت بأنوش فلما حملت به سمعت مناديا ينادي هنيئا لك يا بيضاء فقد استودعك الله سيد الأولين والآخرين وانتقل ذلك النور إلى ولده قينان ومن قينان إلى مهلائيل ومنه إلى أدد ومن أدد إلى أخنوخ وهو إدريس وأودعه إدريس إلى ولده متوشلخ وأخذ علي العهد ثم انتقل إلى لمك ومن لمك إلى نوح ومن نوح إلى ولده سام ومنه إلى ولده ارفخشذ ثم إلى ولده عابر ومن عابر إلى ناخور ومنه إلى تارح ومن تارح إلى إبراهيم ومن إبراهيم إلى إسماعيل ثم انتقل إلى قيدار ثم إلى نبت ثم إلى الهيمع ثم انتقل إلى يعهد ثم يشخب ومنه إلى أدد ومن أدد إلى عدنان ثم إلى معد ومنه إلى نزار ومن نزار إلى مضر ومنه إلى إلياس ومن إلياس إلى مدركة ومنه إلى خزيمة ومنه إلى كنانة ومنه إلى قصي ومن قصي إلى لؤي ومن لؤي إلى غالب ومنه إلى فهر ومنه إلى عبد مناف ومنه إلى هاشم وسمي هاشم لأنه هشم الثريد لقومه وكان اسمه عمرو العلا وكان نور محمد في وجهه وكان إذا أقبل تضيء منه الكعبة وتكتسي من نوره نورا شعشعانيا ويرتفع من نور وجهه نور إلى السماء أمه عاتكة بنت مرة بن فلح بن دوكان وحين ولد كانت له ضفيرتان كضفيرتي إسماعيل تتقد نورا فتعجب الناس من ذلك وسارت إليه الركبان من قبائل العرب من كل جانب ومكان فأخبروا بذلك الكهان فأنطقت الأصنام بفضل النبي المختار وكان هاشم لا يمر بحجر ولا مدر إلا وينادونه أبشر يا هاشم فإنه سيظهر من ذريتك أكرم الخلق على الله وأشرفالعالمين كان هاشم إذا مشى في الظلام أنارت منه الحنادس ويرى ما حوله كما يرى من ضوء المصباح فلما حضرت عبد مناف الوفاة أخذ عليه العهد والميثاق على أنه لا يودع نور رسول الله ص إلا في الأرحام الزكية من أكرم الناس فقبل هاشم هذا العهد والميثاق وألزمه على نفسه وقال وجعل ملوك الأرض تتطاول إلى هاشم يريدونه أن يتزوج منهم ويبذلون له الجزيل من المال وهو يأبى عليهم وكان كل يوم يمضي إلى الكعبة ويطوف بها سبعا ويتعلق بأستارها وكان هاشم إذا قصده قاصد أكرمه وكان يكسي الكعبة ويكسي العريان ويطعم الجوعان ويفرج عن المعسر ويوفي عن المديون ومن أصيب بدمه يرفعه عنه وكان بابه لا ينغلق عن صادر ولا وارد وإذا أولم وليمة أو أطعم طعاما وفضل منه شيئا أمر أن يرمى إلى الوحش والطير حتى تحدثوا بجوده في الآفاق وسيدوه أهل مكة بأجمعهم وشرفوه وعظموه وسلموا إليه مفاتيح الكعبة والسقاية والحجابة والرفادة وأمور الناس ولواء نزار وقوس إسماعيل وقميص إبراهيم ونعل شيث وخاتم نوح تزوج هاشم بن عبد مناف بسلمى بنت عمرو النجار وانتقل النور الذي كان معه في وجه سلمى وزادها حسنا وجمالا وبهاء وكمالا وقدا واعتدالا حتى كان الناس يتعجبون من حسنها وجمالها وشاع في جميع الآفاق وكانت إذا مشت يهنئها الشجر والمدر والحجر بالتحية والإكرام وتسمع قائلا يقول السلام عليك يا سلمى السلام عليك يا خيرة النسوان ولم تزل تحدث الناس حتى حضر هاشم وكانت تكتم أمرها عن قومها حتى إذا كان ليلة من الليالي سمعت قائلا يقول
لك البشر إذ أوتيت أكرم من مشى وخير الناس من حضر وبادي
حتى اشتد حمل سلمى وخرج إلى غرة الشام وقام يوصي أزواجه وقال يا سلمى إني أودعك الوديعة التي أودعها الله تعالى آدم ثم أودعها آدم شيث ثم أودعها شيث ولده من بعده ولم يزالوا يتوارثونها من واحد بعد واحد إلى أن وصلت إلينا وقد شرفنا الله بهذا النور وقد أودعه إياك وأنا آخذ عليك العهد والميثاق بأن توقيه وتحفظيه وإن أنت أتيت به وأنا غائب فليكن عندك بمنزلة الحدقة من العين والروح بين الجنبين وإن قدرت على أن لا تراه العيون فافعلي فإن له حسادا وأضدادا وأشد الناس عليه عداوة اليهود ثم
إن سلمى اشتد بها حملها وجاءها المخاض وهي لا تجد وجعا ولا ألما إذ سمعت هاتفا وهو يقول
يا زينة النسا من بني النجار بالله اسدلي عليه بالأستار
واحجبيه عن أعين النظار لتسعدي من جملة الأقطار فلما سمعت بذلك أغلقت الباب عليها وكتمت أمرها فبينما هي تعالج ما هي فيه إذ نظرت حجاب من نور قد ضرب من حولها من الأرض إلى عنان السماء وحبس الله عنها الشيطان الرجيم فولدت يومئذ بشيبة فقامت من وقتها وساعتها وتولت نفسها فلما ولد سطع من غرته نور شعشعاني وكان ذلك النور نور رسول الله والطفل قد ضحك وتبسم قال فتعجبت منه أمه ثم نظرت إليه وإذ في رأسه شعرة بيضاء فقالت نعم أنت شيبة كما سميت صغيرا ثم إن سلمى أدرجته في ثوب من صوف ولم يعلم به أحد من قومها حتى مضت له أيام وصارت تلاعبه ويضحك لها قال فلما كمل له شهرا علموا الناس فأقبلوا إليها القوابل فوجدوه يلاعب إبهامه قال فلما صار له شهران مشى ولم يكن على اليهود أشد منه عداوة وكانوا إذا نظروا إليه امتلئوا غيظا وحنقا وكمدا لما يعلمون ما يظهر من خراب ديارهم وقلع آثارهم وكانت سلمى إذا ركبت ركب معها أبطال الأوس والخزرج وكانت مطاعة فيهم وكان إذا طلع يلعب مع الأولاد تحبه الناس دون أولادهم وكانت أمه لا تأمن عليه احد فلما تم له سبع سنين اشتد عوده وقوي باسه وتبين للناس فضله وكان يحمل الشيء الثقيل ويصرع به الصبي وكان رجلا من بني الحرث دخل إلى يثرب وهو في حاجة فإذا بابن هاشم يلعب مع الصبيان وقد عم نوره البلاد فوقف الرجل وهو ينتدب بين الأولاد ويقول أنا ابن زمزم والصفا والمقام أنا ابن هاشم وكفى قال فناداه الرجل وقال يا فتى فقال ما تريد يا عم؟ فقال ما اسمك؟ فقال شيبة بن هاشم بن عبد مناف فابلغ عمه المطلب ليأخذه من أمه فقالت يا ابن عبد مناف لقد سمعت ما قال أخوك ولقد سلمت إليك الوديعة التي استودعني إياها أخوك منه العهد والميثاق فإذا بلغ مبالغ الرجال ولم أكن حاضرة عنده فانظر بمن تزوجه قال المطلب تكرمت بما فعلت وأجملت بما صنعت ثم أقبل عليها يودعها ويثني عليها وعلى أبيها وقومها فقالت سلمى خذوا من الخيل والجمال ما تحملون به فقال لها المطلب الشكر لله ولك ولقومك ثم إنه أردف ابن أخيه وسار حتى دخل مكة فأنارت شعابها وأضاءت أنوارها وأقبل الناس ينظرون إليه فإذا هم بالمطلب يحمل ابن أخيه فقالوا يا ابن عبد مناف وما هذا الذي أضاءت من نوره المشاع فقال
[COLOR="DarkRed"]هو [SIZE=20px]عبدي [/SIZE]فقالوا ما أجمل هذا العبد فسمي من ذلك اليوم عبد المطلب [/COLOR]فأقبل إلى منزله وتركه وكتم أمره عن الناس ثم إن عبد المطلب ظهرت له آيات ومعجزات قدم المطلب بابن أخيه شيبة ونور رسول الله ص لائح بين عينيه أتت قريش به يتبركون حتى إذا أصابتهم مصيبة أو نزل بهم قحط أو دهمهم عدو يأتون إليه ويتوسلون بنور رسول الله ص فيفرج الله عنهم ما نزل بهم وكان أعجب عجيبة وأعظم آية ظهرت لهم فيما جرى لأصحاب الفيل وأبرهة بن الصباح وكان ملك اليمن وقيل ملك الحبشة وهو صاحب الفيل الذي ذكره الله تعالى في كتابه العزيز وكان قد أشرفوا أهل مكة على الهلاك وكان منه أنه أراد أن يهدم الكعبة شرفها الله تعالى فكشف الله عن البيت وأهله ببركة عبد المطلب وعندما كبر وأصبح في سن الرجال قام عبد المطلب في خطبة النساء والتزويج حرصا على الأولاد ثم تزوج بست نساء ورزق منهن عشرة أولاد وكل امرأة تزوجها كانت ذات حسن وجمال وعز في قومها منهن منعة بنت حباب الكلابية والطائفية والطليقية بنت غيدق اسمها سمراء وهاجرة الخزاعية وسعدى بنت حبيب الكلابية وهالة بنت وهب وفاطمة بنت عمرو المخزومية وأما منعة بنت الحباب فإنها ولدت له الغيداق واسمه الحجل وإنما سمي الغيداق لمروءته وبذل ماله وأما الفرعى فولدت له أبا لهب واسمه عبد العزى وأما سعدى فولدت له ولدين أحدهما ضرار والآخر العباس وأما فاطمة فولدت له ولدين أحدهما عبد مناف ويقال له أبو طالب والآخر عبد الله أبو رسول الله ص وكان عبد الله أصغر أولاده وكان في وجهه نور رسول الله ص فأولاد عبد المطلب الحارث وأبو لهب والعباس وضرار وحمزة والمقوم والحجل والزبير وأبو طالب وعبد الله ع وحين كبر عبدالله ع تزوج بآمنة بنت وهب وأنجبت نبي الرحمة محمد ص وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ
اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم واهلك عدوهم
[COLOR="DarkRed"]روي عن الصادق ع [/COLOR][SIZE=20px]قال: كانت الروح في رأس آدم مائة عام وفي صدره مائة عام وفي ظهره مائة عام وفي قدميه مائة عام فلما استوي أمر الله الملائكة بالسجود وكان بعدصلاة الظهر من الجمعة فلا زالوا ساجدين قال وسمع آدم في ظهره نشيشا كنشيش الطير تسبيحا وتقديسا فقال آدم ع يا رب ما هذا؟ قال هذا تسبيح محمد خاتم الأنبياء والمرسلين وسيد الأولين والآخرين فخذ بعهد ولا تودعه إلا في الأصلاب الطاهرة والأرحام الزكية من الرجال والنساء فقال يا رب زدتني في هذا المولود شرفا ووقارا قال وكان وقار محمد ص كالشمس المضيئة في غرة آدم وقد أنارت السماوات والأرضيين والعرش والكرسي ولم يزل النور في غرة آدم ع إلى أن حملت حواء بشيث وكانت الملائكة يأتونها ويهنئونها قال فلما وضعته كان بين عينيه نور محمد ص يشتعل ولم يزل ذلك النور بين عينيه حتى تزوج المجلولة البيضاء وكانت بطول حواء وانتقل إليها ذلك النور فلما وطئت حملت بأنوش فلما حملت به سمعت مناديا ينادي هنيئا لك يا بيضاء فقد استودعك الله سيد الأولين والآخرين وانتقل ذلك النور إلى ولده قينان ومن قينان إلى مهلائيل ومنه إلى أدد ومن أدد إلى أخنوخ وهو إدريس وأودعه إدريس إلى ولده متوشلخ وأخذ علي العهد ثم انتقل إلى لمك ومن لمك إلى نوح ومن نوح إلى ولده سام ومنه إلى ولده ارفخشذ ثم إلى ولده عابر ومن عابر إلى ناخور ومنه إلى تارح ومن تارح إلى إبراهيم ومن إبراهيم إلى إسماعيل ثم انتقل إلى قيدار ثم إلى نبت ثم إلى الهيمع ثم انتقل إلى يعهد ثم يشخب ومنه إلى أدد ومن أدد إلى عدنان ثم إلى معد ومنه إلى نزار ومن نزار إلى مضر ومنه إلى إلياس ومن إلياس إلى مدركة ومنه إلى خزيمة ومنه إلى كنانة ومنه إلى قصي ومن قصي إلى لؤي ومن لؤي إلى غالب ومنه إلى فهر ومنه إلى عبد مناف ومنه إلى هاشم وسمي هاشم لأنه هشم الثريد لقومه وكان اسمه عمرو العلا وكان نور محمد في وجهه وكان إذا أقبل تضيء منه الكعبة وتكتسي من نوره نورا شعشعانيا ويرتفع من نور وجهه نور إلى السماء أمه عاتكة بنت مرة بن فلح بن دوكان وحين ولد كانت له ضفيرتان كضفيرتي إسماعيل تتقد نورا فتعجب الناس من ذلك وسارت إليه الركبان من قبائل العرب من كل جانب ومكان فأخبروا بذلك الكهان فأنطقت الأصنام بفضل النبي المختار وكان هاشم لا يمر بحجر ولا مدر إلا وينادونه أبشر يا هاشم فإنه سيظهر من ذريتك أكرم الخلق على الله وأشرفالعالمين كان هاشم إذا مشى في الظلام أنارت منه الحنادس ويرى ما حوله كما يرى من ضوء المصباح فلما حضرت عبد مناف الوفاة أخذ عليه العهد والميثاق على أنه لا يودع نور رسول الله ص إلا في الأرحام الزكية من أكرم الناس فقبل هاشم هذا العهد والميثاق وألزمه على نفسه وقال وجعل ملوك الأرض تتطاول إلى هاشم يريدونه أن يتزوج منهم ويبذلون له الجزيل من المال وهو يأبى عليهم وكان كل يوم يمضي إلى الكعبة ويطوف بها سبعا ويتعلق بأستارها وكان هاشم إذا قصده قاصد أكرمه وكان يكسي الكعبة ويكسي العريان ويطعم الجوعان ويفرج عن المعسر ويوفي عن المديون ومن أصيب بدمه يرفعه عنه وكان بابه لا ينغلق عن صادر ولا وارد وإذا أولم وليمة أو أطعم طعاما وفضل منه شيئا أمر أن يرمى إلى الوحش والطير حتى تحدثوا بجوده في الآفاق وسيدوه أهل مكة بأجمعهم وشرفوه وعظموه وسلموا إليه مفاتيح الكعبة والسقاية والحجابة والرفادة وأمور الناس ولواء نزار وقوس إسماعيل وقميص إبراهيم ونعل شيث وخاتم نوح تزوج هاشم بن عبد مناف بسلمى بنت عمرو النجار وانتقل النور الذي كان معه في وجه سلمى وزادها حسنا وجمالا وبهاء وكمالا وقدا واعتدالا حتى كان الناس يتعجبون من حسنها وجمالها وشاع في جميع الآفاق وكانت إذا مشت يهنئها الشجر والمدر والحجر بالتحية والإكرام وتسمع قائلا يقول السلام عليك يا سلمى السلام عليك يا خيرة النسوان ولم تزل تحدث الناس حتى حضر هاشم وكانت تكتم أمرها عن قومها حتى إذا كان ليلة من الليالي سمعت قائلا يقول
لك البشر إذ أوتيت أكرم من مشى وخير الناس من حضر وبادي
حتى اشتد حمل سلمى وخرج إلى غرة الشام وقام يوصي أزواجه وقال يا سلمى إني أودعك الوديعة التي أودعها الله تعالى آدم ثم أودعها آدم شيث ثم أودعها شيث ولده من بعده ولم يزالوا يتوارثونها من واحد بعد واحد إلى أن وصلت إلينا وقد شرفنا الله بهذا النور وقد أودعه إياك وأنا آخذ عليك العهد والميثاق بأن توقيه وتحفظيه وإن أنت أتيت به وأنا غائب فليكن عندك بمنزلة الحدقة من العين والروح بين الجنبين وإن قدرت على أن لا تراه العيون فافعلي فإن له حسادا وأضدادا وأشد الناس عليه عداوة اليهود ثم
إن سلمى اشتد بها حملها وجاءها المخاض وهي لا تجد وجعا ولا ألما إذ سمعت هاتفا وهو يقول
يا زينة النسا من بني النجار بالله اسدلي عليه بالأستار
واحجبيه عن أعين النظار لتسعدي من جملة الأقطار فلما سمعت بذلك أغلقت الباب عليها وكتمت أمرها فبينما هي تعالج ما هي فيه إذ نظرت حجاب من نور قد ضرب من حولها من الأرض إلى عنان السماء وحبس الله عنها الشيطان الرجيم فولدت يومئذ بشيبة فقامت من وقتها وساعتها وتولت نفسها فلما ولد سطع من غرته نور شعشعاني وكان ذلك النور نور رسول الله والطفل قد ضحك وتبسم قال فتعجبت منه أمه ثم نظرت إليه وإذ في رأسه شعرة بيضاء فقالت نعم أنت شيبة كما سميت صغيرا ثم إن سلمى أدرجته في ثوب من صوف ولم يعلم به أحد من قومها حتى مضت له أيام وصارت تلاعبه ويضحك لها قال فلما كمل له شهرا علموا الناس فأقبلوا إليها القوابل فوجدوه يلاعب إبهامه قال فلما صار له شهران مشى ولم يكن على اليهود أشد منه عداوة وكانوا إذا نظروا إليه امتلئوا غيظا وحنقا وكمدا لما يعلمون ما يظهر من خراب ديارهم وقلع آثارهم وكانت سلمى إذا ركبت ركب معها أبطال الأوس والخزرج وكانت مطاعة فيهم وكان إذا طلع يلعب مع الأولاد تحبه الناس دون أولادهم وكانت أمه لا تأمن عليه احد فلما تم له سبع سنين اشتد عوده وقوي باسه وتبين للناس فضله وكان يحمل الشيء الثقيل ويصرع به الصبي وكان رجلا من بني الحرث دخل إلى يثرب وهو في حاجة فإذا بابن هاشم يلعب مع الصبيان وقد عم نوره البلاد فوقف الرجل وهو ينتدب بين الأولاد ويقول أنا ابن زمزم والصفا والمقام أنا ابن هاشم وكفى قال فناداه الرجل وقال يا فتى فقال ما تريد يا عم؟ فقال ما اسمك؟ فقال شيبة بن هاشم بن عبد مناف فابلغ عمه المطلب ليأخذه من أمه فقالت يا ابن عبد مناف لقد سمعت ما قال أخوك ولقد سلمت إليك الوديعة التي استودعني إياها أخوك منه العهد والميثاق فإذا بلغ مبالغ الرجال ولم أكن حاضرة عنده فانظر بمن تزوجه قال المطلب تكرمت بما فعلت وأجملت بما صنعت ثم أقبل عليها يودعها ويثني عليها وعلى أبيها وقومها فقالت سلمى خذوا من الخيل والجمال ما تحملون به فقال لها المطلب الشكر لله ولك ولقومك ثم إنه أردف ابن أخيه وسار حتى دخل مكة فأنارت شعابها وأضاءت أنوارها وأقبل الناس ينظرون إليه فإذا هم بالمطلب يحمل ابن أخيه فقالوا يا ابن عبد مناف وما هذا الذي أضاءت من نوره المشاع فقال
[COLOR="DarkRed"]هو [SIZE=20px]عبدي [/SIZE]فقالوا ما أجمل هذا العبد فسمي من ذلك اليوم عبد المطلب [/COLOR]فأقبل إلى منزله وتركه وكتم أمره عن الناس ثم إن عبد المطلب ظهرت له آيات ومعجزات قدم المطلب بابن أخيه شيبة ونور رسول الله ص لائح بين عينيه أتت قريش به يتبركون حتى إذا أصابتهم مصيبة أو نزل بهم قحط أو دهمهم عدو يأتون إليه ويتوسلون بنور رسول الله ص فيفرج الله عنهم ما نزل بهم وكان أعجب عجيبة وأعظم آية ظهرت لهم فيما جرى لأصحاب الفيل وأبرهة بن الصباح وكان ملك اليمن وقيل ملك الحبشة وهو صاحب الفيل الذي ذكره الله تعالى في كتابه العزيز وكان قد أشرفوا أهل مكة على الهلاك وكان منه أنه أراد أن يهدم الكعبة شرفها الله تعالى فكشف الله عن البيت وأهله ببركة عبد المطلب وعندما كبر وأصبح في سن الرجال قام عبد المطلب في خطبة النساء والتزويج حرصا على الأولاد ثم تزوج بست نساء ورزق منهن عشرة أولاد وكل امرأة تزوجها كانت ذات حسن وجمال وعز في قومها منهن منعة بنت حباب الكلابية والطائفية والطليقية بنت غيدق اسمها سمراء وهاجرة الخزاعية وسعدى بنت حبيب الكلابية وهالة بنت وهب وفاطمة بنت عمرو المخزومية وأما منعة بنت الحباب فإنها ولدت له الغيداق واسمه الحجل وإنما سمي الغيداق لمروءته وبذل ماله وأما الفرعى فولدت له أبا لهب واسمه عبد العزى وأما سعدى فولدت له ولدين أحدهما ضرار والآخر العباس وأما فاطمة فولدت له ولدين أحدهما عبد مناف ويقال له أبو طالب والآخر عبد الله أبو رسول الله ص وكان عبد الله أصغر أولاده وكان في وجهه نور رسول الله ص فأولاد عبد المطلب الحارث وأبو لهب والعباس وضرار وحمزة والمقوم والحجل والزبير وأبو طالب وعبد الله ع وحين كبر عبدالله ع تزوج بآمنة بنت وهب وأنجبت نبي الرحمة محمد ص وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ
اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم واهلك عدوهم
تعليق