في البداية اقف اجلالا وتعظيما لهذه الشخصية التاريخية والتي كانت تحاكي الواقع الاجتماعي .....
كان صاحبنا يبحث بين شوارع بغداد عمن يساعده في ايجاد دواء لحماره فقد اصابه الامساك نتيجة تناوله التفاح والموز والبرتقال والذي اصبح بسعر الباذنجان ايام حكم قاطعي الرؤوس .... فوصف له احد اصدقائه في محلة الكرخ انه يوجد في محلة الرصافة طبيبا لمعالجة حماره ونصحه بالذهاب اليه ....... شكر بهلول صاحبه واخذ يسوق حماره امامه لكي يصل قبل ان يظلم الليل عليه ويبدأ حظر التجوال او يخرج له احد قاطعي الرؤوس ويقطع له رأسه ويرميه في المزبلة .....
صاحبنا بهلول لم يكن يخاف على نفسه بقدر خوفه على حماره ...........
ذهب مسرعا فوجد الجسر قد قطع نتيجة تفجير في احدى الطرقات .... نظر الى جيبه فوجد بضعة دنانير تكفي فقط للعبور باحدى العبارات الموجودة على جانبي دجلة وقال في نفسه ساحل مشكلة دواء الحمار مع الطبيب ....
عبر صاحبنا الى الضفة الثانية حيث تقع محلة الرصافة .... فاذا به يفاجأ بان هنالك صور معلقة .... الوجوه مكفهرة عابسة كلها تنظر الى البعيد ......... لايميزها غير الكلمات والارقام اسفل واعلى كل صورة ........
قال ماهذا وما ارى ....... لماذا اصحاب هذه المحلة علقوا هذه الصور ..... وماتلك الارقام وما هذه الكلمات ..
استوقف احدهم ليفهم ما يجري فقد اعتاد للمرور بهذه المحلة لكنه لم يرى مثل ما رأى ..........
فاجاب من ساله صاحبنا بهلول ........
انها الانتخابات الم تسمع بها .........
فاجاب اعز الله الخليفة ........... وماذا سوف تنتخبون
فاجابه ......... ننتخب رئيسا لمحلتنا.....
ذهب المستطرق بسرعة ........ فنادى عليه بهلول بصوت عالي اكمل رجاءا ........
قال ستفوت علينا عشاءا دسما اعده صاحب هذه الصورة لكي يروج لحملته الانتخابية ............
قال توقف يا اخي ما هي الحملة الانتخابية ..........
قال مشروع سياسي يطرحه المرشح لكي نقوم بانتخابه .......
واذا بالمستطرق وقد اختفى باحد شوارع بغداد الضيقة والمملوءة بمياه الامطار .......
ظل واقفا صاحبنا ينتظر ويتمعن بالصور والشعارات ...
فاذا به يسأل شخصا اخر عن هذه الانتخابات .........
فقال له بهلول بعد ان تبادلا التحايا .........
فقال له يبدو انك مستغرب لما يجري ساحدثك عن هذه الانتخابات .....
الانتخابات يا سيدي تجري كل اربع سنوات لكي نختار رئيسا .........
فستوقفه بهلول وقال له وقد استحسن الفكره ........ فهو لم يسمع بها من قبل .....
وقال له ........... كيف يتم الترشيح لهذه الانتخابات .......
فاجابه صاحبنا ............
هنالك مجلس معين من قبل الوالي يقوم باستلام الطلبات على ان يتمتع المرشح بمواصفات .........
فقال له ماهذه المواصفات ......
فاجابه
1- ان يكون من ابناء المحلة ..........
2- ان يكون قد انهى التعليم عند احد الكتاتيب المعروفة في المحلة
3- ان يكون صاحب سيرة حسنة
4- ان يتمتع بالكياسة والاخلاق العالية
فسلم على صاحبنا وعاد الى محلته ليقوم بتعميم هذه الفكره
وقد نسى البهلول مرض حماره ...........
اخذ العده وقد بدأ برسم الصورة بذهنه لكي يرشح نفسه في محلته .....
واخذ بكتابة الشعارات الانتخابية ........
انتخبوا من يوفر لكم حمارا لكل بيت
انتخبوا من يوفر لكم شمعة في كل ليل
انتخبوا من يسمع منكم في كل يوم صباحا ومساءا
انتخبوا من سيوفر الاعمال ويحمي البلاد
انتخبوا من سيعطي الحقوق لاصحابها
انتخبوا من عاش معكم في السجون
انتخبوا من سيوفر المدارس
انتخبوا من سيوفر السكن والطعام
انتخبوا من سيطعم اليتيم ويكسي الفقير
انتخبوا من سيحارب الفساد
انتخبوا
انتخبوا
ففاز صاحبنا فوزا ساحقا على جميع المرشحين ..........
وجلس في ديوان الحكم الذي انشائه لمتابعة امور العباد
واذا به يفاجأ بعد مدة
انه غير قادر على ان يوفر حمارا لكل بيت لهجرة الحمير
غير قادر على ان يوفر شمعة في الليل لكل بيت لغلق المصانع
غير قادر ان يسمع من العباد احوالهم وشكاويهم كل شهر وليس كل يوم
غير قادر الى ارجاع الحقوق الى اصحابها للمحسوبيات عند الخليفة
غير قادر ان يحمي نفسه
غير قادر .................................................. .........
فاضطر اخيرا واصدر فرمانا ان لايرشح نفسه مرة ثانية
لذلك ايها الاخوة المرشحين ولو انها جاءت متأخرة
لاتعطوا وعودا لاتقدرون على تنفيذها .........
مسلم بن عوسجة
كان صاحبنا يبحث بين شوارع بغداد عمن يساعده في ايجاد دواء لحماره فقد اصابه الامساك نتيجة تناوله التفاح والموز والبرتقال والذي اصبح بسعر الباذنجان ايام حكم قاطعي الرؤوس .... فوصف له احد اصدقائه في محلة الكرخ انه يوجد في محلة الرصافة طبيبا لمعالجة حماره ونصحه بالذهاب اليه ....... شكر بهلول صاحبه واخذ يسوق حماره امامه لكي يصل قبل ان يظلم الليل عليه ويبدأ حظر التجوال او يخرج له احد قاطعي الرؤوس ويقطع له رأسه ويرميه في المزبلة .....
صاحبنا بهلول لم يكن يخاف على نفسه بقدر خوفه على حماره ...........
ذهب مسرعا فوجد الجسر قد قطع نتيجة تفجير في احدى الطرقات .... نظر الى جيبه فوجد بضعة دنانير تكفي فقط للعبور باحدى العبارات الموجودة على جانبي دجلة وقال في نفسه ساحل مشكلة دواء الحمار مع الطبيب ....
عبر صاحبنا الى الضفة الثانية حيث تقع محلة الرصافة .... فاذا به يفاجأ بان هنالك صور معلقة .... الوجوه مكفهرة عابسة كلها تنظر الى البعيد ......... لايميزها غير الكلمات والارقام اسفل واعلى كل صورة ........
قال ماهذا وما ارى ....... لماذا اصحاب هذه المحلة علقوا هذه الصور ..... وماتلك الارقام وما هذه الكلمات ..
استوقف احدهم ليفهم ما يجري فقد اعتاد للمرور بهذه المحلة لكنه لم يرى مثل ما رأى ..........
فاجاب من ساله صاحبنا بهلول ........
انها الانتخابات الم تسمع بها .........
فاجاب اعز الله الخليفة ........... وماذا سوف تنتخبون
فاجابه ......... ننتخب رئيسا لمحلتنا.....
ذهب المستطرق بسرعة ........ فنادى عليه بهلول بصوت عالي اكمل رجاءا ........
قال ستفوت علينا عشاءا دسما اعده صاحب هذه الصورة لكي يروج لحملته الانتخابية ............
قال توقف يا اخي ما هي الحملة الانتخابية ..........
قال مشروع سياسي يطرحه المرشح لكي نقوم بانتخابه .......
واذا بالمستطرق وقد اختفى باحد شوارع بغداد الضيقة والمملوءة بمياه الامطار .......
ظل واقفا صاحبنا ينتظر ويتمعن بالصور والشعارات ...
فاذا به يسأل شخصا اخر عن هذه الانتخابات .........
فقال له بهلول بعد ان تبادلا التحايا .........
فقال له يبدو انك مستغرب لما يجري ساحدثك عن هذه الانتخابات .....
الانتخابات يا سيدي تجري كل اربع سنوات لكي نختار رئيسا .........
فستوقفه بهلول وقال له وقد استحسن الفكره ........ فهو لم يسمع بها من قبل .....
وقال له ........... كيف يتم الترشيح لهذه الانتخابات .......
فاجابه صاحبنا ............
هنالك مجلس معين من قبل الوالي يقوم باستلام الطلبات على ان يتمتع المرشح بمواصفات .........
فقال له ماهذه المواصفات ......
فاجابه
1- ان يكون من ابناء المحلة ..........
2- ان يكون قد انهى التعليم عند احد الكتاتيب المعروفة في المحلة
3- ان يكون صاحب سيرة حسنة
4- ان يتمتع بالكياسة والاخلاق العالية
فسلم على صاحبنا وعاد الى محلته ليقوم بتعميم هذه الفكره
وقد نسى البهلول مرض حماره ...........
اخذ العده وقد بدأ برسم الصورة بذهنه لكي يرشح نفسه في محلته .....
واخذ بكتابة الشعارات الانتخابية ........
انتخبوا من يوفر لكم حمارا لكل بيت
انتخبوا من يوفر لكم شمعة في كل ليل
انتخبوا من يسمع منكم في كل يوم صباحا ومساءا
انتخبوا من سيوفر الاعمال ويحمي البلاد
انتخبوا من سيعطي الحقوق لاصحابها
انتخبوا من عاش معكم في السجون
انتخبوا من سيوفر المدارس
انتخبوا من سيوفر السكن والطعام
انتخبوا من سيطعم اليتيم ويكسي الفقير
انتخبوا من سيحارب الفساد
انتخبوا
انتخبوا
ففاز صاحبنا فوزا ساحقا على جميع المرشحين ..........
وجلس في ديوان الحكم الذي انشائه لمتابعة امور العباد
واذا به يفاجأ بعد مدة
انه غير قادر على ان يوفر حمارا لكل بيت لهجرة الحمير
غير قادر على ان يوفر شمعة في الليل لكل بيت لغلق المصانع
غير قادر ان يسمع من العباد احوالهم وشكاويهم كل شهر وليس كل يوم
غير قادر الى ارجاع الحقوق الى اصحابها للمحسوبيات عند الخليفة
غير قادر ان يحمي نفسه
غير قادر .................................................. .........
فاضطر اخيرا واصدر فرمانا ان لايرشح نفسه مرة ثانية
لذلك ايها الاخوة المرشحين ولو انها جاءت متأخرة
لاتعطوا وعودا لاتقدرون على تنفيذها .........
مسلم بن عوسجة