فيخفف صلاته فيقول السفياني يا بن العم استبقني أكون لك عوناً فيقول لأصحابه : ما تقولون فيما يقول فاني على آليت على نفسي لا أفعل شيئا حتى ترضوء ؟ فيقولون : والله ما نرضى حتى تقتله لأنه سفك الدماء التي حرم الله سفكها و أنت تريد أن تمن عليه بالحياة ؟ فيقول لهم المهدي : شأنكم و إياه فيأخذوه جماعة منهم فيضجعونه على شاملي الهجيرة تحت شجرة مدلاة بأغصانها فيذبحونه كما الكبش ويعجل الله عزوجل بروحه إلى النار قال : فيصل خبره إلى بني كلاب أن حرب بن عنبسة قتله رجل من ولد علي بن أبي طالب فيرجعون بني كلاب إلى رجل من أولاد ملك الروم فيبايعونه على قتال المهدي و الأخذ بثأر حرب بن عنبسة فيضم إليه بنو ثقيف فيخرج ملك الروم في ألف سلطان و تحت كل سلطان ألف مقاتل فينزل على بلد من بلدان القائم تسمى (طرطوش) فينهب أموالهم و أنعامهم و حريمهم و يقتلون رجالهم وينقض حجاها حجراً على حجر وكأني بالنساء وهن مردفات على ظهور الخيل خلف العلوج خيلهن تلوح في الشمس و القمر فينتهي الخبر إلى القائم فيسير إلى ملك الروم في جيوشه فيوقعة في أسفل الرقة بعشرة فراسخ فتصبح بها الوقعة حتى يتغير ماء الشط بالدم و ينتن جانبها بالجيف الشديد فيهزم ملك الروم إلى إنطاكية فيتبعه المهدي فيتبعه المهدي إلى فئة العباس تحت القطقطانية فيبعث ملك الروم إلى المهدي و يؤدي له الخراج فيجيبه إلى ذلك على إن لا يروح من بلد الروم ولا يبقى أسير عنده ألا أخرجه إلى أهله فيفعل ذلك ويبقى تحت الطاعة .
ثم أن المهدي يسير إلى حي بني كلاب من جانب البحيرة حتى ينتهي إلى دمشق و يرسل جيشاً إلى إحياء بني كلاب و يسبى نساءهم و يقتل أغلب رجالهم فيأتون بالاسارى فيؤمنون به فيبايعونه على درج دمشق بمسمومات المنجس و النقض .
ثم إن المهدي يسير هو و من معه المؤمنين بعد قتل السفياني فينزلون على بلاد من بلاد الروم فيقولون : لا إله ألا الله محمد رسول الله فيتساقط حيطانها ثم أن المهدي (ع) يسير هو و من معه فينزل القسطنطنية في محل الروم فيخرج منها ثلاث كنوز من الجواهر و كنوز من الذهب و كنوز من الفضة ثم يقسم المال عساكره بالقفافير .
ثم أن المهدي يسير حتى ينزل أرمينية الكبرى فإذا رآه أهل أرمينية انزلوا له راهباً من رهبانهم كثير العلم فيقولون أنظر ماذا يريدون هؤلاء فإذا أشرف الراهب على المهدي فيقول الراهب أنت المهدي ؟ فيقول نعم أنا المذكور في إنجيلكم أنا أخرج في آخر الزمان فيسأله الراهب عن مسائل كثيرة فيجيبه عنها فيسلم الراهب ويمنع أهل أرمينية فيدخلونها أصحاب المهدي فيقتلون فيها خمسمائة مقاتل من النصارى ثم يعلق مدينتهم بتن السماء و الأرض بقدرة الله تعالى فبنظر الملك و من معه إلى مدينتهم و هي معلقة عليهم و هو يومئذ خارج عنها بجميع جنوده إلى قتال المهدي عليه السلام فإذا نظر إلى ذلك فينهزم و يقول لا صحابه خذوا لكم مهرباً فيهرب أولهم و أخرهم فيخرج عليهم أسد عظيم فيزعق في وجوههم فيلقون ما في أيديهم من السلاح و المال وتتبعهم جنود المهدي فيأخذون أموالهم و يقسمونها فيكون لكل واحد من تلك الألوف مائة دينار و مائة جارية و مائة غلام . ثم إن المهدي يسير إلى البيت المقدس و يستخرج تابوتا السكينة و خاتم سلميان بن داود و الألواح التي نزلت على موسى ثم يسير المهدي إلى مدينة الزنج الكبرى وفيها ألف سوق و في كل سوق ألف دكان فيفتحها ثم يأتي إلى المدينة يقال لها قاطع و هو على البحر الأخضر المحيط بالدنيا و طول المدينة ألف ميل وعرضها ألف ميل فيكبرون عليها ثلاثة تكبيرات فتتساقط حيطانها وتتقطع جدرانها فيقتلون مائة ألف مقاتل ويقيم المهدي فيها سبع سنين فيبلغ منهم الرجل من تلك المدينة مثل ما اخذوا من الروم عشر مرات ثم يخرج منها ومعه مائة ألف موكب وكل موكب يزيد على خمسين مقاتل فينزل على ساحل فلسطين بين عكة و سور غزة فيأتية خير الأعور الدجال بأنه قد اهلك الحرث و النسل ذلك إن الدجال يخرج من بلدة يقال لها يهودا و هي قرية من قرى أصفهان و هي من بلدان الأكاسرة له عين واحدة و في جبهته كوكب زاهر و هو راكب على حمار خطوته مد البصر طوله سبعون ذراعاً و هو يمشي على الماء كما يمشي على الأرض ثم ينادي بصوته يبلغ ما شاء الله ويقول إلي يا معاشر أوليائي فأنا ربكم الأعلى الذي خلق فسوى و الذي قدر فهوى و الذي اخرج المرعى فيتبعه يومئذ أولاد الزنا و أولاد اليهود و النصارى وتجتمع معه ألوف كثير لا يحصي عددهم إلا الله تعالى ثم يسير و بين يديه جبلان الأول من اللحم و الثاني من الخبز الثريد فيكون خروجه في الزمان قحط شديد ثم يسير و إن الجبلان بين يديه و لا ينقص منها شيء فيعطي كل من اقر له بالربوبية فقال عليه السلام معاشر الناس ألا وانه كذاب وملمون ألا فاعلموا إن ربكم ليس باعور و لا يا كل الطعام و لا يشرب الشراب وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير . قال الراوي فقامت إليه أشراف أهل الكوفة و قالوا يا أمير المؤمنين و ما بعد ذلك ؟ قال (ع) : ثم أن المهدي يرجع إلى بيت المقدس فيصلي بالناس أيام فإذا كان يوم الجمعة و قد أقيمت الصلاة فينزل عيسى بن مريم في تلك الساعة من السماء عليه ثوبان أحمران و كأنما يقطر من رأسه الدهن و هو رجل صبيح المنظر و الوجه أشبه الخلق بابيكم إبراهيم فيأتي إلى المهدي و يصافحه ويبشره بالنصر فعند ذلك يقول له المهدي : تقدم يا روح الله وصلى بالناس ؟ فيقول عيسى : بل الصلاة لك يا بن بنت رسول الله فعند ذلك يأذن عيسى و يصلى خلف المهدي فعند ذلك يجعل عيسى خليفة على قتل الأعور الدجال ثم يخرج أميراً على جيش المهدي و إن الدجال قد أهلك الحرث و النسل وصاح على اغلب أهل الدنيا و يدعو الناس لنفسه بالربوبية فمن إطاعته جميع أولاد الزنا من مشارق الأرض و مغاربها ثم يتوجه إلى أرض الحجاز فيلحقه عيسى على عقبة عمر فيزعق و يتبعها بضربة فيذوب الدجال كما يذوب الرصاص و النحاس في النار ثم إن جيش المهدي يقتلون جيش أعور الدجال في أربعين يوماً من طلوع الشمس إلى غروبها ثم يطهرون الأرض منهم و بعد ذلك يملك المهدي مشارق الأرض و مغاربها من جابلقا إلى جابرقا و يستقم أمره و يعدل بين الناس حتى ترعى الشاة مع الذئب في موضع واحد و تلعب الصبيان بالحية و العقرب و لا تضرهم و يذهب الشر و يبقى الخير و يزرع الرجل الشعير و الحنطة من كل حبة كما قال الله تعالى : ( في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء و يرتفع الزنا و الربا و شرب الخمر و العناء الذي لا يعمله احد إلا و يقتله المهدي و كذا تارك الصلاة و يعتكفون الخلق على العبادة و الطاعة و الخشوع و الديانة و كذا تطول الأعمار و تحمل الأشجار الأثمار في كل سنة مرتين و لا يبقى احد من أعداء آل محمد إلا هلك ثم انه تلا قوله تعالى ( شرع لكم من الدين ما وصى به قوماً و الذي أوحينا إليك و ما و صينا به إبراهيم و موسى و عيسى إن أقيموا الدين و لا تفرقوا الذين فيه كبر على المشركين) قال ثم إن المهدي يفرق أصحاب و هم الذين عاهدوا في أول خروجه فيوجههم إلى جميع البلدان و يأمرهم بالعدل و لاحسان و كل رجل منهم يحكم على إقليم من الأرض و يعمرون جميع مدائن الدنيا بالعدل و الإحسان ثم المهدي يعيش أربعين سنة في الحكم حتى يطهر الأرض من الدنس قال : فقامت إلى أمير المؤمنين السادات من أولاد الأكابر و قالوا : وما بعد ذلك يا أمير المؤمنين ؟ قال عليه السلام : بعد ذلك يموت المهدي و يدفنه عيسى بن مريم في المدنية بقرب قبر جده رسول الله (ص) يقبض الملك روحه بين الحرمين و كذلك يموت عيسى و أبو محمد الخضر و يموت جميع أنصار المهدي و تبقى الدنيا إلى حيث ما كانوا عليه من الجهالات و الظلالات وترجع الناس إلى الكفر فعند ذلك يبد الله تعالى بخراب المدن والبلدان فأما المؤتفكة فيطمى عليها الفرات و أما الزوراء فتخرب من الوقايع و الفتن وأما واسط فيطمى عليها الماء وآذربايحهان يهلك أهلها بالطاعون و أما الموصل فتهلك أهلها من الجوع و الغلاء وأما هرات يخربها المصري وأما القرية فتخرب من الرياح وأما حلب تخرب من الصواعق وتخرب إنطاكية من الجوع و الغلاء و الخوف و تخرب الصقالية من الحوادث وتخرب الخط من القتل و النهب و تخرب دمشق من شدة القتل و تخرب حمص من الجوع و الغلاء وأما بيت المقدس فانه محفوظ إلي (يأجوج و مأجوج) لان بيت المقدس فيه آثار الأنبياء و تخرب مدنية رسول الله من كثرة الحروب و تخرب هجر بالرياح و الرمل وتخرب جزيرة أوال من البحرين و تخرب قيس بالسيوف وتخرب الكبش بالجوع ثم يخرج (يأجوج و مأجوج) وهم صنفان الأول طول أحدهم مائة ذراع و عرضه سبعون ذراعاً و الثاني طول عدداً من النجوم فيسبحون في الأرض فلا يمرون بنهر إلا و شربوه ولا جبل إلا لحسوه و لا وردوا على شط إلا انسفوه ثم بعد ذلك تخرج دابة من الأرض لها رأس كرأس الفيل ولها وبر و صوف و شعر من كل لون ومعها عصى موسى و خاتم سليمان فتنكث وجه المؤمن بالعصا فتجعله أبيض و تنكث وجه الكافر بالخاتم فتجعله أسود ويبقى المؤمن مؤمنا و الكافر كافراً ثم ترفع بعد ذلك التوبة فلا تنفع نفس إيمانها أن لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً .
قال الراوي : فقامت إليه أشراف العراق و قالوا : يا مولانا نفديك بالآباء والأمهات بين لنا كيف تقوم الساعة واخبرنا بدلالاتها و علاماتها فقال (ع) : من علامات الساعة ظهور صائح في السماء و نجم له ذنب في كل ناحية من المغرب و يظهر كوكباً في السماء من المشرق ثم يظهر خيط ابيض في وسط السماء و ينزل من السماء عمود نور ثم ينخسف القمر ثم تطلع الشمس من المغرب فيحرق البراري و الجبال ثم تظهر من السماء فتحرق أعداء آل محمد حتى تشوى وجوهم و ابدأنهم يظهر كف بلا زند و فيها قلم يكتب في الهواء و الناس يسمعون صرير القلم و هو يكتب واقترب الوعد الحق شاخصة الذين كفروا فتخرج يومئذ الشمس و القمر وهما منكسفان النور فتأخذ الناس الصيحة التاجر في بيعة و المسافر في متاعه والناسج و المرآة غزلها و إذا كان الرجل بيده فلا يأكلها ويطلعان الشمس والقمر و هما اسودا اللون و قد وقعا في زلال و خوف من الله تعالى وهما يقولان إلهنا و خالقنا و سيدنا لا تعذبنا بعذاب عبادك المشركين و أنت تعلم طامتنا والجهد فينا و سرعتنا لمضي أمرك و أنت علام الغيوب فيقول الله تعالى : ( صدقتما و لكني قضيت في نفسي أني ابدأ و أعيد و أني خلقتكما من نور عزتي ) فيرجعان إليه فيبرق كل و احد منهما برقة تكاد تخطف الأبصار و يختلطان بنور العرش فينفخ في الصور فصعق من السموات ومن في الأرض إلا ما شاء الله تعالى ثم ينفخ في أخرى فإذا هم قيام ينظرون فانا الله و أنا إليه راجعون .
قال الراوي : فبكى علي عليه السلام بكاء شديداً حتى بل لحيته بالدمع ثم من انحدر من المسير و قد اشرف الناس على الهلاك من هول ما سمعوه قال الراوي فتفرقت الناس إلى منازلهم و بلدانهم و أوطانهم وهم متعجبون من كثرة فهمه وعلمه وقد اختلفوا في معناه اختلافاً عظيماً .
المصار : قد كتبتها من كتاب خطبة البيان المنسوبة للإمام علي بن أبي طالب (ع)
دار الإرشاد العامة شارع المهزع منام بحرين لصاحبها حميد عيسى شهاب</B></I>
ثم أن المهدي يسير إلى حي بني كلاب من جانب البحيرة حتى ينتهي إلى دمشق و يرسل جيشاً إلى إحياء بني كلاب و يسبى نساءهم و يقتل أغلب رجالهم فيأتون بالاسارى فيؤمنون به فيبايعونه على درج دمشق بمسمومات المنجس و النقض .
ثم إن المهدي يسير هو و من معه المؤمنين بعد قتل السفياني فينزلون على بلاد من بلاد الروم فيقولون : لا إله ألا الله محمد رسول الله فيتساقط حيطانها ثم أن المهدي (ع) يسير هو و من معه فينزل القسطنطنية في محل الروم فيخرج منها ثلاث كنوز من الجواهر و كنوز من الذهب و كنوز من الفضة ثم يقسم المال عساكره بالقفافير .
ثم أن المهدي يسير حتى ينزل أرمينية الكبرى فإذا رآه أهل أرمينية انزلوا له راهباً من رهبانهم كثير العلم فيقولون أنظر ماذا يريدون هؤلاء فإذا أشرف الراهب على المهدي فيقول الراهب أنت المهدي ؟ فيقول نعم أنا المذكور في إنجيلكم أنا أخرج في آخر الزمان فيسأله الراهب عن مسائل كثيرة فيجيبه عنها فيسلم الراهب ويمنع أهل أرمينية فيدخلونها أصحاب المهدي فيقتلون فيها خمسمائة مقاتل من النصارى ثم يعلق مدينتهم بتن السماء و الأرض بقدرة الله تعالى فبنظر الملك و من معه إلى مدينتهم و هي معلقة عليهم و هو يومئذ خارج عنها بجميع جنوده إلى قتال المهدي عليه السلام فإذا نظر إلى ذلك فينهزم و يقول لا صحابه خذوا لكم مهرباً فيهرب أولهم و أخرهم فيخرج عليهم أسد عظيم فيزعق في وجوههم فيلقون ما في أيديهم من السلاح و المال وتتبعهم جنود المهدي فيأخذون أموالهم و يقسمونها فيكون لكل واحد من تلك الألوف مائة دينار و مائة جارية و مائة غلام . ثم إن المهدي يسير إلى البيت المقدس و يستخرج تابوتا السكينة و خاتم سلميان بن داود و الألواح التي نزلت على موسى ثم يسير المهدي إلى مدينة الزنج الكبرى وفيها ألف سوق و في كل سوق ألف دكان فيفتحها ثم يأتي إلى المدينة يقال لها قاطع و هو على البحر الأخضر المحيط بالدنيا و طول المدينة ألف ميل وعرضها ألف ميل فيكبرون عليها ثلاثة تكبيرات فتتساقط حيطانها وتتقطع جدرانها فيقتلون مائة ألف مقاتل ويقيم المهدي فيها سبع سنين فيبلغ منهم الرجل من تلك المدينة مثل ما اخذوا من الروم عشر مرات ثم يخرج منها ومعه مائة ألف موكب وكل موكب يزيد على خمسين مقاتل فينزل على ساحل فلسطين بين عكة و سور غزة فيأتية خير الأعور الدجال بأنه قد اهلك الحرث و النسل ذلك إن الدجال يخرج من بلدة يقال لها يهودا و هي قرية من قرى أصفهان و هي من بلدان الأكاسرة له عين واحدة و في جبهته كوكب زاهر و هو راكب على حمار خطوته مد البصر طوله سبعون ذراعاً و هو يمشي على الماء كما يمشي على الأرض ثم ينادي بصوته يبلغ ما شاء الله ويقول إلي يا معاشر أوليائي فأنا ربكم الأعلى الذي خلق فسوى و الذي قدر فهوى و الذي اخرج المرعى فيتبعه يومئذ أولاد الزنا و أولاد اليهود و النصارى وتجتمع معه ألوف كثير لا يحصي عددهم إلا الله تعالى ثم يسير و بين يديه جبلان الأول من اللحم و الثاني من الخبز الثريد فيكون خروجه في الزمان قحط شديد ثم يسير و إن الجبلان بين يديه و لا ينقص منها شيء فيعطي كل من اقر له بالربوبية فقال عليه السلام معاشر الناس ألا وانه كذاب وملمون ألا فاعلموا إن ربكم ليس باعور و لا يا كل الطعام و لا يشرب الشراب وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير . قال الراوي فقامت إليه أشراف أهل الكوفة و قالوا يا أمير المؤمنين و ما بعد ذلك ؟ قال (ع) : ثم أن المهدي يرجع إلى بيت المقدس فيصلي بالناس أيام فإذا كان يوم الجمعة و قد أقيمت الصلاة فينزل عيسى بن مريم في تلك الساعة من السماء عليه ثوبان أحمران و كأنما يقطر من رأسه الدهن و هو رجل صبيح المنظر و الوجه أشبه الخلق بابيكم إبراهيم فيأتي إلى المهدي و يصافحه ويبشره بالنصر فعند ذلك يقول له المهدي : تقدم يا روح الله وصلى بالناس ؟ فيقول عيسى : بل الصلاة لك يا بن بنت رسول الله فعند ذلك يأذن عيسى و يصلى خلف المهدي فعند ذلك يجعل عيسى خليفة على قتل الأعور الدجال ثم يخرج أميراً على جيش المهدي و إن الدجال قد أهلك الحرث و النسل وصاح على اغلب أهل الدنيا و يدعو الناس لنفسه بالربوبية فمن إطاعته جميع أولاد الزنا من مشارق الأرض و مغاربها ثم يتوجه إلى أرض الحجاز فيلحقه عيسى على عقبة عمر فيزعق و يتبعها بضربة فيذوب الدجال كما يذوب الرصاص و النحاس في النار ثم إن جيش المهدي يقتلون جيش أعور الدجال في أربعين يوماً من طلوع الشمس إلى غروبها ثم يطهرون الأرض منهم و بعد ذلك يملك المهدي مشارق الأرض و مغاربها من جابلقا إلى جابرقا و يستقم أمره و يعدل بين الناس حتى ترعى الشاة مع الذئب في موضع واحد و تلعب الصبيان بالحية و العقرب و لا تضرهم و يذهب الشر و يبقى الخير و يزرع الرجل الشعير و الحنطة من كل حبة كما قال الله تعالى : ( في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء و يرتفع الزنا و الربا و شرب الخمر و العناء الذي لا يعمله احد إلا و يقتله المهدي و كذا تارك الصلاة و يعتكفون الخلق على العبادة و الطاعة و الخشوع و الديانة و كذا تطول الأعمار و تحمل الأشجار الأثمار في كل سنة مرتين و لا يبقى احد من أعداء آل محمد إلا هلك ثم انه تلا قوله تعالى ( شرع لكم من الدين ما وصى به قوماً و الذي أوحينا إليك و ما و صينا به إبراهيم و موسى و عيسى إن أقيموا الدين و لا تفرقوا الذين فيه كبر على المشركين) قال ثم إن المهدي يفرق أصحاب و هم الذين عاهدوا في أول خروجه فيوجههم إلى جميع البلدان و يأمرهم بالعدل و لاحسان و كل رجل منهم يحكم على إقليم من الأرض و يعمرون جميع مدائن الدنيا بالعدل و الإحسان ثم المهدي يعيش أربعين سنة في الحكم حتى يطهر الأرض من الدنس قال : فقامت إلى أمير المؤمنين السادات من أولاد الأكابر و قالوا : وما بعد ذلك يا أمير المؤمنين ؟ قال عليه السلام : بعد ذلك يموت المهدي و يدفنه عيسى بن مريم في المدنية بقرب قبر جده رسول الله (ص) يقبض الملك روحه بين الحرمين و كذلك يموت عيسى و أبو محمد الخضر و يموت جميع أنصار المهدي و تبقى الدنيا إلى حيث ما كانوا عليه من الجهالات و الظلالات وترجع الناس إلى الكفر فعند ذلك يبد الله تعالى بخراب المدن والبلدان فأما المؤتفكة فيطمى عليها الفرات و أما الزوراء فتخرب من الوقايع و الفتن وأما واسط فيطمى عليها الماء وآذربايحهان يهلك أهلها بالطاعون و أما الموصل فتهلك أهلها من الجوع و الغلاء وأما هرات يخربها المصري وأما القرية فتخرب من الرياح وأما حلب تخرب من الصواعق وتخرب إنطاكية من الجوع و الغلاء و الخوف و تخرب الصقالية من الحوادث وتخرب الخط من القتل و النهب و تخرب دمشق من شدة القتل و تخرب حمص من الجوع و الغلاء وأما بيت المقدس فانه محفوظ إلي (يأجوج و مأجوج) لان بيت المقدس فيه آثار الأنبياء و تخرب مدنية رسول الله من كثرة الحروب و تخرب هجر بالرياح و الرمل وتخرب جزيرة أوال من البحرين و تخرب قيس بالسيوف وتخرب الكبش بالجوع ثم يخرج (يأجوج و مأجوج) وهم صنفان الأول طول أحدهم مائة ذراع و عرضه سبعون ذراعاً و الثاني طول عدداً من النجوم فيسبحون في الأرض فلا يمرون بنهر إلا و شربوه ولا جبل إلا لحسوه و لا وردوا على شط إلا انسفوه ثم بعد ذلك تخرج دابة من الأرض لها رأس كرأس الفيل ولها وبر و صوف و شعر من كل لون ومعها عصى موسى و خاتم سليمان فتنكث وجه المؤمن بالعصا فتجعله أبيض و تنكث وجه الكافر بالخاتم فتجعله أسود ويبقى المؤمن مؤمنا و الكافر كافراً ثم ترفع بعد ذلك التوبة فلا تنفع نفس إيمانها أن لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً .
قال الراوي : فقامت إليه أشراف العراق و قالوا : يا مولانا نفديك بالآباء والأمهات بين لنا كيف تقوم الساعة واخبرنا بدلالاتها و علاماتها فقال (ع) : من علامات الساعة ظهور صائح في السماء و نجم له ذنب في كل ناحية من المغرب و يظهر كوكباً في السماء من المشرق ثم يظهر خيط ابيض في وسط السماء و ينزل من السماء عمود نور ثم ينخسف القمر ثم تطلع الشمس من المغرب فيحرق البراري و الجبال ثم تظهر من السماء فتحرق أعداء آل محمد حتى تشوى وجوهم و ابدأنهم يظهر كف بلا زند و فيها قلم يكتب في الهواء و الناس يسمعون صرير القلم و هو يكتب واقترب الوعد الحق شاخصة الذين كفروا فتخرج يومئذ الشمس و القمر وهما منكسفان النور فتأخذ الناس الصيحة التاجر في بيعة و المسافر في متاعه والناسج و المرآة غزلها و إذا كان الرجل بيده فلا يأكلها ويطلعان الشمس والقمر و هما اسودا اللون و قد وقعا في زلال و خوف من الله تعالى وهما يقولان إلهنا و خالقنا و سيدنا لا تعذبنا بعذاب عبادك المشركين و أنت تعلم طامتنا والجهد فينا و سرعتنا لمضي أمرك و أنت علام الغيوب فيقول الله تعالى : ( صدقتما و لكني قضيت في نفسي أني ابدأ و أعيد و أني خلقتكما من نور عزتي ) فيرجعان إليه فيبرق كل و احد منهما برقة تكاد تخطف الأبصار و يختلطان بنور العرش فينفخ في الصور فصعق من السموات ومن في الأرض إلا ما شاء الله تعالى ثم ينفخ في أخرى فإذا هم قيام ينظرون فانا الله و أنا إليه راجعون .
قال الراوي : فبكى علي عليه السلام بكاء شديداً حتى بل لحيته بالدمع ثم من انحدر من المسير و قد اشرف الناس على الهلاك من هول ما سمعوه قال الراوي فتفرقت الناس إلى منازلهم و بلدانهم و أوطانهم وهم متعجبون من كثرة فهمه وعلمه وقد اختلفوا في معناه اختلافاً عظيماً .
المصار : قد كتبتها من كتاب خطبة البيان المنسوبة للإمام علي بن أبي طالب (ع)
دار الإرشاد العامة شارع المهزع منام بحرين لصاحبها حميد عيسى شهاب</B></I>
تعليق